| 
| | 
 
 |  | 
  |  الــثـــورة المصــــرية  المـــجيدة ..  مقــــارنات  و  مقــاربات |  | ....
 
 
 الــثـــورة المصــــرية  المـــجيدة ..  مقــــارنات  و  مقــاربات
 
 
 
 
 
 تابعت  مع  الكثيرين  الأحداث  الأخيرة  فى مصر  ، تلك الدولة  التى  حكم  الله علينا  بجيرتها الأبدية  و  ربط  مصائرنا  السياسية شئنا  أم  أبينا  بها  ،  ولا أكذبكم الحديث حول  مشاعرى السالبة  تجاه  كل  ما هو  مصرى  نتيجة  للخذلان الكبير  الذى  طالنى  منهم  على  الصعيد  الشخصى و  على  مستوى  القضايا  القومية  و الوطنية  و لكن  هذه  المشاعر  تبدلت  اناء  ثورتهم  الأخيرة  التى  فرضها  الشباب  فرضاً  على الشيوخ  و  على ديناصورات  أضابير  القصور الملكية  و لقد  تركت  هذه  الثورة  الشعبية  فى نفسى  الكثير  من  التناقضات  بحكم  بشريتى  المتجذرة  بداخلى و إنحيازى  الراسخ  لوطنى  قبل  أوطان الأخرين  و رغم أننى أدلل  نفسى تدليلا  بمزايا  الإنحياز للإنسانية  جمعاء ،  تابعت ميادينهم المكتظة بأجساد  الأدميين  و فى  ذهنى  جثث  السوانيين التى  ذبحت  بذات الميادين فلم  أدرى  طبيعة مشاعرى  التى  أضعفت  مواقفى ،  فما  كونت موقفا مما  يحدث  سوى  المواقف  النظرية و  الدعم النظرى  للثورة فى  معطياتها الأولية  كثورة ،  و لكن مشاعرى تجاه  الكينونة  المصرية ظلت  سالبة  فى  مجملها  ، تزاول  مكانها  يمينا و  يسارا ، حتى  صفوت  إلى  نفسى  و جالست الكثير  من  المصريين  الزملاء و  الأصدقاء ،  و  تداولت  معهم  و  لأول  مرة  ،  وجدت  بينهم  من صدقنى   القول  و  سايرنى  فى الحوار  و تجاوب مع مرارتى  بمرارة موازية ،  مرارة  حول  الموضوعات  المصيرية المشتركة  و  مرارة  حول  الامال المسكوبة بفعل  الديكتاتوريات  و الأنظمة  القمعية  القبيحة ، و  الإحساس بالحزن  البالغ  و الصادق حول  ضياع  الأحلام  بمستقبل  مشترك  و  قلوب  (على  بعضيها) لا  تفرقها المصالح  الإستراتيجية ، مرارتى  الخاصة كسودانى ساهمت  أنظمة الحكم فى  مصر  فى  ضياع  وطنه و  تقسيمه  و  تكريس  الأنظمة  الشمولية و الإستبدادية فيه  ،  مرارتى  الخاصة  حول إحتلال  الشقيق  الأكبر للأراضى  السودانية  فى  حلايب  و  شلاتين ، مرارتى  العلقمية  حول  شهداء  ميدان  مصطفى محمود  ، المرارة  التى  تنتاب  السودانيين  جميعهم  حول  ما لاقاه و  يلاقيه اللاجؤون  السودانيون  فى مصر  ، إحباطنا  الشديد  من النظرة الدونية  التى  عاملتنا بها  الإنظمة  المصرية والمثقفون المصريون  و  أجهزنهم الإعلامية  على مر  السنين و  إعتبارنا  كباحة خلفية للفيلا  المصرية  ،  تداولت  مع  هؤلاء  الصحاب  المصريين  حول  مسقبل  الثورة  و  إنجازاتها  و  نجاحاتها  الممكنة  و  المستحيلة  ،  حول  إمكانية  تصديرها للشعوب  الأخرى فى  المنطقة  و  فى العالم  ككل  ، تناقشنا حول مواقف  الشباب  الثائرين  فى  المستقبل  من  قضايانا  المشتركة   فى  حال  تمكنوا  من  توطين الديمقراطية  و  الحرية  فى  بلادهم  ،  و لا  أخفى  عليكم  ما  شهدته فيهم  و ما  لمسته  لديهم  ، ذلك  الكم  الرهيب  من التحول  فى  النفسية  المصرية كنتيجة  للأحداث  الأخيرة و  لمنتوجات  هذه  الثورة  العظيمة  و التى  ضربت  أروع  الأمثلة  فى الثبات  و  الصمود و التماسك  و  نجاح  تكتيكات  الشارع  العام  البسيطة  ،  تحول  المصرى البسيط  من  مجرد  طبال  ######## يلهث  وراء  السبوبة  و  اللقمة  اليومية بفعل  هذه الثورة إلى  إنسان  جلد  مثابر   و منظم  و  إنتقل  من  حُصرته  فى  الذاتى  الخاص  به  إلى  الموضوعى  فى منظوره  الشامل  ،  أيقن  الإنسان المصرى  قبل  الكثيرين فى أحقيته  فى  الحياة  الكريمة  و  إستحقها بمجهوده و  صموده  و  مثابرته  أمام  أعتى الأنظمة  و  أشرسها فى  المنطقة  العربية  ،  ما  حدث فى مصر  لهو  تغيير  شامل  لا  يطال  - كما  نأمل -  السياسى  فقط  و لكنه  يطال  كل جوانب الحياة  الإجتماعية  و  الثقافية  و  تغيير  حتى  على  مستوى الذهنية  الجمعية  للشعب  المصرى  ككل
 
 
 
 يقودنى  ما ذكرته  أعلاه   للتفكير  فى  المستقبل من زوايا  مختلفة و  أرجو  ألا  أكون  واهما  إذا  توقعت نقلة  نوعية  تدفع  بالعلاقات السودانية المصرية  نحو  الطريق  الصحيح  بإزالة  الأطماع  المصرية  فى  خيراتنا  و إعادة  أراضينا  المحتلة  و  الإقرار  بالإخفاقات التاريخية  للمصريين  فى  إدارة  ملفات السودان  الشائكة  ،  كما  و  أتمنى  و  أرجو  ألا  أكون  واهما  أيضاً  ، أتمنى  أن  تلتزم  القيادات  المصرية  الجديدة   للعمل  وفق  دواعى مصالح السودانيين  و ليس  مصالح حكام السودانيين  و  ألا يقبلوا  بشراء  ما يسرقه  حكامنا  من  الشعب ، كما و  أتمنى  أن  ينحاز الشارع   المصرى  و  الذى  أثبت فعاليته  لكل  شوارع  الدنيا   و  التى  تعانى  و  ستظل  تعانى من  نفس  مسببات  الثورة  المصرية  المجيدة
 
 
 
 الشارع  السودانى  رغم  إنجازاته  لأوائل  الثورات   فى  المنطقة إلا  أنه طاله  الكثير  من  التغيير  فى  العشرين   سنة  الأخيرة   و ذلك بفعل  الإنحلال  الشديد  فى  الذهنية   و  النفسية  المصادمة ، تلك الذنية  التى  أنجزت  أكتوبر  و  أبريل  ، تغير  الشارع  السودانى  لنفس  مواصفات  الشارع  المصرى  فى  عهد مبارك  منشغلا   باليومى  الحياتى   الذى  ينبنى  منظورة الأشتر  على  تسفيه  إهدار  الوقت  فى  الصراع  و  يستخسر  الشهداء  فى  سبيل  التغيير  ،  أصبح  الشارع  السودانى  محصورا  فى مبدأ السلامة  و  راكنا  إلى  رحمة  العزيز  المقتدر   و  منخرطا   فى  الصلاة  و  الدعاء  و  الله  يقول : لن  يغير  الله  ما  بقوم  حتى  يغيروا  ما  بأنفسهم  ،الشارع  السودانى  الذى أمسى  غير  مؤهلا  بمعطياته  الحالية   لإنجاز  ثورة  شبيهة  بالثورة المصرية  و  نأمل  جميعا  أن يصبح  على  غير ذلك  لأنه  لازال  محتفظا  بجمرته  المتقدة  من  تحت  الرماد  ، و  هذه  الجمرة  قدت  بأيادى  الشباب  الميامين  وحدهم  و  لا  يقوى  غيرهم  من  الكبار  المشوهين  بسفسطاء  الأروقة   الثقافية  و  الفكرية  و  المعارضات   الكرتونية  على  إشعال  هذه  الجذوة لإنجاز  تغيير حقيقى  ،  إذن  فلينجز  الشباب منجزاته  الحتمية   و لتترك  الفرصة   لهم  دون  مماحكة  من  أى   كان  ، فكل  ما  تقوم به  المعارضة  و  الأحزاب  السياسة  الديناصورية  العرجاء   فى  هذه  المرحلة   لا  أراه   يقود  سوى  لتأخير  الثورة  و  تأجيل  التغيير  المرتقب
 
 
 
 التهنئة  لشباب 25 يناير  المصرية بإنجازهم  المسبوق  ،  و  هنيئا  لمصر  و  للمصريين  بحرية  و  ديمقراطية  مستحقة  و  أتمنى  ألا  تلتف  الوجوه  القديمة  لسرقة مجهوداتهم و كأنك  يا  أبا زيد   ما  غزيت  كما  و  أرجو  أن  ينوجبنا   من  جانب  محبة  الثورات  التى  إنطلقت  فى  تونس و  مصر  ما  يساعدنا  جميعا   فى  الحصول على  أوطان  محترمة  و  مسقبل  باهر  و  جميل   لصغارنا  القادمين
 
 
 
 
 
 الوليد عمر  --  أبو بكرى
 
 دبى - 11/02/2011
 
 
 
 
 
 
 ....
 |  |  
  |       |  |  |  |  | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                    
                 
 
 
 
 
 
 
 |  |