في مصر: ليس بالخبث وحده يحيا النظام علي سالم الاحـد 04 ربيـع الاول 1432 هـ 6 فبراير 2011 العدد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-06-2011, 06:57 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في مصر: ليس بالخبث وحده يحيا النظام علي سالم الاحـد 04 ربيـع الاول 1432 هـ 6 فبراير 2011 العدد

    Quote: في مصر: ليس بالخبث وحده يحيا النظام
    علي سالم
    الاحـد 04 ربيـع الاول 1432 هـ 6 فبراير 2011 العدد 11758
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    تتعطل مسيرة التاريخ، ويحدث الاحتقان، عندما يموت القديم بينما الجديد لم يولد بعد، وهو ما يجعل المجتمعات عاجزة عن الانتقال بسلاسة من مرحلة استهلكت نفسها، إلى مرحلة جديدة واعدة بكل ما هو جديد. غير أن مشكلة مصر في هذه المرحلة من التاريخ ليست في موت القديم وأن الجديد لم يولد بعد، بل في عدم تنبه القديم إلى أن الجديد قد ولد بالفعل منذ زمن طويل، من هنا كانت حتمية الصدام بينهما. والقديم لا يكون قديما لمجرد مرور الزمن عليه، بل لتمسكه بوسائل قديمة في الحكم عاجزة عن التعامل مع معطيات جديدة أنتجتها اختراعات تكنولوجية معاصرة دفعت البشر على مهل إلى اعتناق أفكار جديدة مختلفة عن كل ما كان، وغيرت في سلوكهم بما يحتم الصدام مع كل ما هو قديم.

    لا جديد فيما أقوله لك الآن، ولعل ميكافيلي كان أكثر مني وضوحا عندما قال «على الأمير أن يغير طريقته عندما تتغير الظروف، غير أن الأمير لن يفعل ذلك لأنه كان ينجح بهذه الطريقة طوال الوقت». من ذلك نفهم أن عدم إدراك المتغير في مجتمع ما يجعل من المستحيل على حكومته أن تتعامل مع مشكلاته بوسائل كانت ناجحة يوما ما. لكن هل كانت حقا ناجحة؟ إذا كان لي أن أقوم بتعديل بسيط في هذه المقولة الشهيرة، فإنني أضيف كلمة واحدة هي «يتصور». لم يكن الأمير ينجح، بل كان يتصور أنه ينجح. هذا هو ما يحدث للأسف في عالم السياسة، هناك قرارات وخطوات في السياسة فاشلة تماما على المدى البعيد، غير أنها فاشلة بطعم النجاح المؤقت، إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي يعجز فيه رجالك عن إضافة مكسبات طعم النجاح لقرار فاشل، فتكون أنت هو أول من يعاني من مرارة طعمه.

    القرار السياسي الصائب يتطلب التفكير الصحيح، وهو التفكير الطبيعي، وهو في النهاية ما يمكن تسميته بالذكاء، أما الخطر الحقيقي في الدولة فهو ناتج عن الخبث وليس الغباء، وهذه مشكلة حقيقية في أصول الحكم، لأن عددا كبيرا من رجال الدولة الهواة غير المؤهلين يتصورون الخبث ذكاء. ومن ليس خبيثا في تصورهم، هو شخص غبي.

    المرجعية السياسية في مصر هي انقلاب يوليو (تموز) 1952، والانقلابات بطبيعتها تتطلب الخبث في إدارة أمورها، وتسيير شؤونها، والأكثر خبثا بين رجالها هو الأكثر قيمة وثورية. وتستطيع التعرف على مصادر هذا الخبث في أنواع عديدة من السلوك، ومنها الثنائية في التفكير والسلوك، أن تفعل الشيء ونقيضه في الوقت نفسه، بحيث يعجز الناس من حولك عن التعرف على هويتك، وبالتالي يشعرون تجاهك بالحذر وربما الخوف.

    لا تتوقع مني أن أحكي لك مشاهد من ثورة شباب الشبكة العنكبوتية، بالتأكيد أنت شاهدت وتابعت كل ما حدث ويحدث فيها، لكني سأحدثك عن أعظم مثال عرفه التاريخ عن دور الخبث في اتخاذ القرار ومدى ما يفعله في الدولة من خراب، وأقصد به ذلك القرار بانسحاب الشرطة المصرية. لم يحدث من قبل في طول التاريخ وعرضه أن امتنعت المؤسسة الأمنية عن القيام بعملها في بلد ما. حدث ذلك عند اللحظات الأولى من نزول الجيش إلى الشارع عندما انهارت الشرطة في مواجهة جحافل البشر الذين هاجموا مراكزها وأقسامها. وعلى الفور وفي اللحظات التالية بدأت عمليات السلب والنهب، والهجوم على مراكز الشرطة وحرقها، فكان من الطبيعي أن يصدر محافظ البنك المركزي قرارا بإغلاق البنوك، وكان من الطبيعي أيضا أن ترسل دول العالم مئات الطائرات لإعادة مواطنيها إلى بلادهم بعيدا عن هذا البلد الذي أعطت فيه المؤسسة الأمنية لنفسها إجازة. هكذا خرج من مصر في أقل من عشرة أيام، مليون ومائة ألف سائح. مضت ساعات مرعبة قبل أن يستوعب الشعب المصري ما حدث ثم يتخذ قرارا على الفور بإنشاء مؤسسة أمنية شعبية لحماية القرى والمراكز والمدن والأحياء، هكذا ظهرت اللجان الشعبية لحماية الناس.

    جاءت علي لحظات شعرت فيها بأنني أعيش أحد مشاهد الثورة الفرنسية كما كتبها تشارلز ديكنز في روايته «قصة مدينتين». كنت خارج القاهرة، وعدت مساء الجمعة بعد انسحاب الشرطة. كانت مشكلتي عند المرور بهذه اللجان هو السؤال: هل هم من الأشرار أم من الأخيار؟

    أسوأ ما يمكن أن يمر بك في حياتك، أن تمر بسيارتك على جماعة من الشباب المسلحين بالعصي والسكاكين الطويلة، في أي لحظة كنت أرى نفسي مرشحا للقب جديد هو المرحوم فلان. لحسن حظي لم يكن بينهم أحد يعرف مواقفي السياسية، أو ربما منعهم الظلام من التعرف على ملامحي.

    الخبث هو مظهر من مظاهر الضعف وانعدام المسؤولية، وقد فكرت كثيرا في قرار انسحاب الشرطة فلم أجد غير شدة الخبث تفسيرا له. مرت على ذهني عدة مشاهد، الأول هو شعور كبار المسؤولين في الشرطة بالغضب لنزول القوات المسلحة، وبدافع من الغضب قال أحدهم: «خلاص.. ما دام نزّل الجيش يبقى نروّح إحنا.. ياللا يا ابني انت وهوّه.. اقفلوا الدكان وروّحوا».

    إذا لم تجد هذا المشهد مقنعا فلنفكر في مشهد آخر.. عدد من كبار قيادات الشرطة يجلسون في مكتب كبير، يقول أحدهم: «لا بد أن يفهم الشعب المصري حقيقة دورنا وأهميته في إحساسهم بالأمن والسلامة، وهذا سيحدث في حالة واحدة.. أن نختفي من على الساحة، وبذلك يدركون أهمية وجودنا»..

    وهنا ستقول قيادة أخرى: «لكن يا افندم، هذا أمر لم يحدث في أي مكان وزمان.. والخساير حتبقي كبيرة قوي»..

    عندها سيرد عليه: «وماله..؟.. حاجة ماحصلتش.. حنخليها تحصل.. أما حكاية الخساير.. فلازم خساير.. أمال الناس حتتعلم إزاي؟.. لازم يعرفوا قيمتنا».

    أعترف بأن هذا المشهد أيضا مستحيل، لذلك لم يبق إلا أن نطلب تحقيقا نعرف منه حقيقة ما حدث، على الأقل لنمنع إمكانية حدوثه مرة أخرى.

    بقيت نقطة مهمة للغاية وإن كانت قديمة أيضا، وهي القبض في ميدان التحرير على عدد من الأفراد، عرب، كما ضبطت معهم أجهزة اتصال، وقيل إن بينهم أعضاء من حماس، وإن وظيفتهم كانت إثارة وتحريض وتهييج المتظاهرين. بعد ذلك تم العدوان على صحافيين أجانب، وفي برنامج تلفزيوني قالت فتاة لم يظهر وجهها إنها تم تدريبها في أميركا وفي بلد عربي على أشياء لم تعلق بذاكرتي، وهنا أقول لمن تبقى من الأمن والإعلام في مصر: «هوّه حضراتكم مش ناويين تبطلوا؟».

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de