(مآثر) عبد الله علي إبراهيم و(أذى) الهندي عز الدين!! مقال جديد لـ أجوك عوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 02:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2011, 12:00 PM

جمال ادريس
<aجمال ادريس
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(مآثر) عبد الله علي إبراهيم و(أذى) الهندي عز الدين!! مقال جديد لـ أجوك عوض




    (مآثر) عبد الله علي إبراهيم و(أذى) الهندي عز الدين
    أجوك عوض الله جابو
    [email protected]

    (1)
    لأستاذنا الكبيرالكاتب الصحافي عبد الله علي إبراهيم الذي يزين ويثري أخيرة صحيفة "الأحداث" أسلوب متفرد وجاذب في الكتابة، على نحو لا يدعو للحرص على قراءة زاويته فحسب بل تحريه. سبق وأن أفاض الرجل على شخصنا الضعيف من الإطراء ما ضاعف رصيدنا وجهدنا، وما أقعدنا عن رد تحيته لنا بأحسن منها إلا خشية أن لا نوفي الفضل أهله، ولا غرو فالرجل صاحب مدرسة متفردة قلَّ ما تجد لها مثيلاً في عالم الصحافة السودانية دون أن يكون باعثه غرض أو مرض، لإسهام نهجه ذاك في دفع الأقلام الصحافية الواعدة، وأي مقام يضاهي مقامه معنى ومبنى، وذلك إن دل على شىء فإنما يدل على انه يطالع الصحف ببصيرة ناقدة بناءة بعيداً عن آفة ترف الاطلاع.
    المداوم على مطالعة "الأحداث" فيما بين يدينا من أيام يلحظ نشاط أستاذنا عبد الله علي إبراهيم، ولن نرتقي الى مصاف من يقيم ما يخطه يراعه، لكن تواضع تحليلنا أوقفنا على أن باعث مضاعفة جهد الرجل الذي أغدق علينا كقُراء مداومين لزاويته وابل كرم من السياحة بين أسطره بأسلوب يهون على القراء من وقع القضايا التي يطرقها لكونه يعرضها في قالب فكاهي خليط ما بين العامية السودانية الموغلة في الطرافة وبيان عربية رصينة الأحرف، لم نأتِ جديداً أو إضافة بحق الرجل.
    ولما كانت الأجواء العامة وفقاً للقراءة الأولية لنتائج الفرز أجواء وداع فإن استاذنا فيما يبدو آل على نفسه أن يكون وداعه لنا من النوع (التقيل) ولا نملك إلا قبول ما تتوالى علينا من هدايا تعبر عن قيمة مُهديها في آخر أيامنا كسودان واحد، ويبدو أن بعض الموشحات التي اختارها لوداعنا كجنوبيين قد وافقت الأهواء فحظى بإعادة النشر كرة أخرى (لدسامته) وموافقته روح المرحلة تماما، مرة بتاريخ 18 يناير وأخرى 23 يناير، فضلاً عن أنه أتى من التشابه ما ماثل أخياتها من موشحات المؤتمرية الكرام، وهادينا إلى ذلك أن الأستاذ عبد الله تكبَّد مشاق التعقيب على أمين مكي مدني، في تناول أمر أسهب (أشاوس) المؤتمر الوطني لإيقافنا عليه من اللغط المتداول حول منح الجنسية للجنوبيين أو احتفاظهم بها بعد أن اختاروا الانفصال طواعية، وحتى لا يمتد ظل طموح الجنوبيين للبقاء بالشمال أكثر مما مضى بحسب ما درج بعضهم على القول بذلك، وحسبنا من ذلك قول المؤتمر الوطني كما العهد به إيماناً أول النهار على لسان مندور المهدي من انهم سيمنحون جنوبيي المؤتمر الوطني الجنسية حال الانفصال تقديراً لوقفتهم والعمل معهم من أجل الوحدة، وما أن أتى آخر النهار حتى انبرى لنا السيد إبراهيم غندور يكرمنا بتوضيحه حتى قلنا ليته سكت!، واستتاب عما اقترف مندور حين خشيه ما غشى، الأمر الذي لزم قيام غندور (بالتكفير) عما اقترف مندور ولا نؤاخذه، ليقول لنا الأول (الجنسية شرف الدولة ولن نمنحها لأي أحد، ينبغي الوقوف على من يستحقها، ولن نمنح عضوية المؤتمر الوطني من الجنوب الجنسية).
    (2)
    ومخلصين أمثال علي تميم فرتاك ألن يشفع لهم ما تعج به كتب الإسلام من مفهوم دار السلام في بلوغ ذلك الشرف الباذخ بالفوز بالجنسية؟!. وأستاذ عبد الله حين اعتلى ذاك السرج في مقال له بعنوان (أمين مكي مدني الذي كجمنا كجم) اختلطت علينا الموشحات التي تجاوزت مرحلة إيقافنا على مضار الانفصال الى حفظنا إياها عن ظهر قلب حتى نبهتنا طرفته التي ختم بها.. هذا عبد الله علي إبراهيم قام يوقفنا على وزر و(أمور) انفصالنا وكان ذلك بعد أن استبق معظم الجنوبيين وفقاً لتقديراتهم الخاصة فهم الدرس وقاموا الى (جنوبهم) يرحمهم الله، بينما لا نزال نزاحم عبد الله علي إبراهيم وغيره كثر على صفحات الصحف حرصاً منا على التمتع في آخر عهدنا بالجنسية التي لم يتفضل بمنحنا إياه ابتداء احد، ونقول لعبد الله علي إبراهيم هون عليك يا عبد الله فقد قال أمين مكي ما قاله وقام الى أو سيقوم الى سعوديته يرحمه الله- كما قلت - ولم نقتنع بمنطقه ليس حرصاً ألا نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه لكن كل شىء وإلا غضبك وازعاجك يا حليم!!
    (3)
    ورئيس حكومة الجنوب السيد سلفا كير ميارديت في أول ظهور علني له بعد الاقتراع كيفما جاء في صدر خبره ذاك دعا الجنوبيين الى مسامحة الشماليين على الحروب التي (خاضوها ضدهم) في كلمة ألقاها في قداس اقيم بكاتدرائية القديسة تريزا في جوبا الأحد 17 وقال: (يجب أن نسامح الشماليين من أجل أشقائنا وشقيقاتنا الذين فقدناهم وخصوصاً الذين رحلوا خلال المعارك، ليباركهم الله ويعطيهم الراحة الأبدية، أم نحن فعلينا مثلما فعل المسيح على الصليب أن نغفر للذين تسببوا بقتلهم). ومع أن عبارة سلفا كير الأولى جاءت على صيغة العموم إلا ان طلب الغفران جاء مخصوصاً بـ(الذين) تسببوا في قتلهم، وسجل عبد الله علي إبراهيم الناصع تجاه الجنوب دون الحاجة لشهادته (المستقيمة) تلك؛ وتعدد مآثره النبيلة ومآثر جيله من الرعيل اليساري الباكر بما قدموا للجنوب والجنوبيين، وإنما تكفيه عن كثير عناء تكبده في تأنيبه السيد سلفاكير ميار ديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، وإنَّا لنشهد أن سلفاكير ميار ديت لم يستثني الأستاذ عبد الله ولم يعدد مآثره وأفضاله على الجنوبيين من داخل باحة كاتدرائية القديسة تريزا، بل نسيَ الفضل بيننا الأمر الذي اضطر المتفضل لذكر مآثره. فيا سعادة رئيس حكومة الجنوب نتوسل اليك ألا تغفل مقام عبد الله علي إبراهيم ورعيله الأول من اليساريين الذين كانوا ترياقاً مضاداً للشوفينية الشمالية حين استفزها بحق ذبيح 1955م، بل وقفوا عند الانفلات الجنوبي عصاري لأحد دامٍ في عام 1965م يسألون الشماليين التعقل يوم أن عز بعد تمرد 1955م التي قتلت فيها الفرقة الاستوائية كما جاء في سطور أستاذنا، والتي قتلت فيها الفرقة الاستوائية الجنوبية الشماليين المدنيين العزل من الرجال والنساء. فمثال ما قدمه أستاذ التاريخ وباحثه عبد الله علي إبراهيم ورعيله اليساري الباكر أدعى أن تسطر على جباهنا نحن الجنوبيين عوضاً عن تسطيره على صفحات التاريخ الذي لا ينسى وإن ضلله الآخرون فسيظل المعرض معرض الاحتفاء بالأولين والآخرين والمباراة بما فعلوا وبذلوا في سبيل إنسانية الإنسان و(المدح) معا.
    لماذا يا سيدي سلفاكير لم تقرأ عن جيل أستاذنا عبد الله علي إبراهيم اليساري والوطني الذي يدعو أهله للتسامي فوق الشحن البغيض الذي برع فيه مثقفون كبار لتذكيرهم بيوم لهم في عهد الزبير باشا، لا سيما وان أحفاد الزبير باشا قد فارقوا عقلية جدهم (فراق الطريفي لجملو) وبدلوه بنهج وتاريخ غاية في الاستشراف منذ خروج المستعمر وإعلان الدولة الوطنية الأمر الذي جعل (المناكيد) عاجزين عن الشكر والثناء وكان تعبيرهم القوي عن فهمهم الدرس حد (التخمة) أن ملئت الصناديق (مغصة وحسادة ساكت).
    هل نسيت سيدي ميارديت إن ثورتين اندلعتا من بين جيل أستاذنا عبد الله علي إبراهيم في أحراش الخرطوم ضد (نظام جلابة الخرطوم) كما هي عباراتنا، أو (لا تذكر) أن المسألة القومية الجنوبية كانت على رأس أجندة الثورة واستعادة الديمقراطية، كيف ننسى سيدي أناساً ما أشعلوا الثورة إلا قياماً على حقوقنا ونحن هنالك قاعدون!!، ومواصلة لعظيم ما بذله ذلك الرعيل من أجلنا وغفل التاريخ عن تقيده، أليس أولئك الشباب أنفسهم وأعينهم من وقف يوم الأحد الدامي في 1965م يحمي ظهر الجنوبيين في بري اللاماب مع أستاذنا المرحوم عبد الخالق محجوب والمرحوم أحمد السيد حمد ويأخذون بيد الجنوبيين (حين تقاصرت شفاعة المواطنة عن حماية ظهروهم) و يبلغونهم عتبة السلامة من (بني جلدتهم) فكيف سيدي سلفاكير نأخذ أسوياء الأقوام بما فعل السفهاء منهم كيف؟!
    كيف سيدي وأنت تقرأ عن كل سلسلة التنكيل والإرهاب والقيام على الجنوبيين حد بلوغهم مرحلة الحياة واللاحياة، إذا أصبح أحدهم لا يدري في زمانهم ذاك أيمسي أم لا؟ لا لخشية القدر بل خوفاً من أن يجهز عليهم من جمعهم النيل والتراب بهم، فكيف تطلب سيدي سلفاكير من الجنوبيين (السماح) وقد كان عبد الله علي إبراهيم ورعيله الاول يقوم بالتطهير والتكفير عن ذنب بني جلدتهم بما بذلوا من جهود مضنية لحامية ظهور إخوتك وأبنائك من جلابة الخرطوم!!. فعبد الله علي إبراهيم سيدي سلفاكير وجيله من الرعيل اليساري الباكر في الحركة الجماهيرية الديمقراطية لا يرزحون تحت أي إحساس بالذنب الموجب للغفران تجاه محنة الجنوب ولا غرابة في انه من نقل وأورد بعض الوقائع التي كانت غائبة عني وعن جيلي الثمانيني، فالرجل قدم السبت باكراً وآن أوان مكافأته بالأوسمة والنياشين تقديراً لعظيم ما سلفت يداه.
    وكما تفضل السيد الطيب مصطفى حين تبدلت المواضع وتغيرت المعاني بدعوى كفالة الأستاذ أتيم قرنق في الخرطوم حال الانفصال لا سيما وان شيمة تلك القيمة الرفيعة بادية عليه وهو يتحدث علواً في الأرض وافتراء على خلق الله ويصفهم بأنهم (أورام سرطانية) ولله العزة من قبل ومن بعد، وقد علمنا ان الرجال يورثون من أصلاب آبائهم الكرم وتلك كانت شيمة العرب، بيد أن الزمان تباعد واختلفت على المنابر وجوه وجوه. ولا نلزم الناس غير طباعهم حتى لا نتعب من طول العتاب ويتعبوا. ومثلما تنبأت (بوم الشؤم زرقاء الغفلة) بأن باقان اموم سيكون أول لاجىء من دولة جنوب السودان بدولة الشمال؛ يؤسفني أن أقول لك سيدي سلفاكير (بل راسك) فها هو الأستاذ عبد الله علي إبراهيم يدعوك بإحساس (المرشح السابق) لرئاسة الجمهورية وأن تجد في نفسك الشجاعة لتجرد معه الحساب، كل ذلك كوم وما قالت به والدة عبد الله علي إبراهيم على لسانه مع اختلاف السياق الذي قيل فيه (تمر أيام وتتعدى ونقعد نحسب في المدة) كوم آخر!!.
    ولما كان ذاك النشيد يلحن بألحان مختلفة ويعزف أنغامه اروكسترا كثر؛ لا تنسى عند طلبك من الجنوبيين سماح الشماليين والغفران لهم د. حاج حمد محمد خير خبير التنمية البشرية أيضا، فهو رجل أفاض على الجنوب من وافر عطائه؛ وسبق وان أجريت معه مقابلة لتحري شهادته على حدث مثل روحه عندما لعب دوراً كبيراً في دمج معسكر (الكوشة) بشمبات في المجموعة السكانية الكريمة التي نادي د. الخضر بها في عهده دعماً للوحدة وترغيباً للجنوبيين للبقاء في الشمال والتصويت للوحدة قبل قيامة الاستفتاء بأشهر!! د. الحاج حمد سيدي سلفاكير كان ممن قاموا على إيصال أول مؤنة وإغاثة جوية لجوبا أبان المجاعة الشهيرة، وكانت النتيجة أن خرج الرجل من وظيفته كمقرر عام للجنة السكان دون حق أبيض كان أم أسود الى يوم الناس ولم يخرج علينا ممتناً ومؤذ، بل ذهد فيما عند الناس، ولتعلم سيدي أن حجة البعض اقوى من حجته البعض لذلك عجز د. الحاج حمد عن الاستبسال في ذكر مآثره ومآثر رهطه ممن ساعدوه ووقفوا معه من ابناء الشمال لسد رمق أبناء الجنوب، فالرجل وإن عجز عن إيصال صوته أو بالأصح لم يرغب فإننا نعذره لأنه لا يملك مساحة في أي من صحفنا اليومية وحتى إن ملك فلا نظنه سيفعل ذلك لأن ما أتاه لا يسوى جناح بعوضة أمام عظيم جهد أستاذنا عبد الله ورعيله الباكر الذي (كجمنا بهم كجم) لدرجة أننا كدنا أن نقول لعبد الله على غرار تلك الطرفة (أن نرد له باقته بكامل ما في جوفها من عسل).
    (3)
    وشقاوة الأستاذ الحاج وراق وحدها ما تحمله على الوقوف في وجه عاصفة أستاذنا عبد الله، ولم يكن الصديق التاريخي اللدود د. منصور خالد أوفر حظاً من الأول، بيد أننا لسنا في معرض الدفاع عن من نظن أنهما خير من يختار الأسلوب المناسب للدفاع عن نفسه وفقاً لما يرى من جهة، ولأنه شأن شمالي خالص علينا إلا نحشر أنفنا فيه على النحو الذي يجتهد البعض في إفهامنا لما تبقى من عمر السودان الواحد من جهة أخرى، وقد أبى الخليفة علينا ذلك على لسان عرابه بقوله لا ينبغي لأي جنوبي ولا الحركة الشعبية الحديث عما يخص الشأن الشمالى لا سيما ما يختص وقضايا الحريات، وان الخليفة أبى وإذا أبى شيئاً أبيناه، ولا دخل لنا بكل ما خطه يراع عبد الله علي إبراهيم بحق الحاج وراق عدا جزئيته الأخيرة (كنا نريد للجنوبيين عند التصويت أن يستصحبوا بجانب بعض ما بالغ فيه الورَّاق من ضروب أذاهم، المعاني العربية الإسلامية الغراء التي استهدتنا لثلثي قرن وما تزال. وقدوتنا كان أستاذنا عبد الخالق محجوب. قيل لنا (أولاد الزبير باشا) نحن لا ندفن رؤوسنا في الرمل من تاريخنا ولكن صار لأولاد الزبير حزبا شيوعا. كلنغ!) الأحداث 24 يناير. وتااااني أسطوانة العربية الإسلامية يا سيد العارفين، وحتى انت يا بروتس؟!، ولكن نحسب أن واقعية وراق يا أستاذ عبد الله هي ما جعلته يحترم عقول الجنوبيين ويحول بينه وبين الدعوة للوحدة من منظور الجماعة الطيبين، كنا نتمنى لو أن المتنطعين باسم العروبة والإسلام أبقوا لنا آية من آيات ضروب الدعوة الإسلامية، لو أنهم فعلوا ذلك لكفوا وراق حرج الحديث مع الجنوبيين بتلك اللهجة. وبحسب طبيعة الأشياء فإن الأواني لا تنضح إلا بما فيها. وختاماً نود أن يعي أستاذ عبد الله أن الجنوبيين أقوام لا ينسون أفضال الرجال؛ وكما تذكر بعضهم عند صناديق الاقتراع طائرات الانتنوف التي تقصف المستشفيات والمدارس والقرى المشتعلة والأشلاء المبعثرة، وملايين الضحايا من الأعزاء - كما قال الحاج وراق. ومع أن الجنوبي أعتق تفكيره عن ذلك درجة حتى لا يفسد أمل الحاضر. ومع كل ذلك اصطحب البعض منهم عند صناديق الاقتراع لقمة عيش قدمها جار شمالي لجاره الجنوبي الذي يقطن في العمارة قيد التشييد جوار منزله وتذكرت أشول عائشة التي جادت عليها بسكر من أجل شاي تدفىء به أحشاء زغبها ذات صباح، وتذكرت تريزا توب سترت به عورتها بت المنى، فما ضاع معروف بين الله والناس قط يا أستاذ عبد الله إن كان المبتغى وجه تعالى لا الشوفينية والقيام على الناس من أجل ذكر المآثر، ويظل عزاؤنا فيما جدت به هو حرصك على أخذ نصيبك من الدنيا.
    (5)
    ذات العبوة في قوارير جديدة..
    عندما نعاني عوزاً قيمياً تغدو بعض القيم الإنسانية الخالصة في نظرنا جبل من الإحساس المتعاظم بإحياء الناس جميعا، والعزائم لا تأتي إلا على قدر أهلها والكبائر لا تكبر إلا في عيون الكبير والصغائر لا تصغر إلا في عيون الصغير، وعندما نلتحف أثواب الرياء، تتبدى سوءاتنا للناس ولو حرصنا، فلا يغني دين ولا تردع القيم. فالأستاذ الهندي عز الدين أورد في زاويته العامرة ما سنورده ونستميح القارىء الكريم في أخذ ثمين وقته غير أنها الضرورة الحاكمة. يقول الهندي: (عفواً سادتي.. طالعوا معي الرسالة (الخاصة) التالية التي تركها شاب من أبناء جنوب السودان (أمس) وقد شاءت الظروف أن يزور مكتبي هذا الفتى الأبنوسي، وأظنه في العشرين من عمره، يدرس بالصف الثالث الثانوي.. لم تتيسر لي مقابلته، ولكن تيسرت لنا مساعداته، ثم تواصل معي عبر الهاتف. سايمون يناديني (بابا هندي)!! ابتسم على الخط واستكمل معي المحادثة عندما تسنح الفرص. التقيته مرة واحدة بعد رسالته الأولى التي طلب فيها المساعدة لإكمال رسوم الدراسة التي لم توفرها له الحركة الشعبية من (نصيبه) من عائدات البترول!!.
    والرسالة كما أوردها الهندي دون تدخل منه أو من قسم التدقيق اللغوي كما ذكر، ونظنه اعتبر ذلك دليلاً دامغاً على أن سايمون تدفق نهراً من الحاجة لعطيته، والنص يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم. السيد الكريم أخي/ الهندي عز الدين عمر. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الموضوع: أخذ صورة تذكارية معك (أخي الهندي أنا لن أنكر مجهوداتك التي قدمته لي مهما كانت النتيجة، انا حزين شديد في هذه يومين، واسباب حزني هو الفراق المر الذي سيأتي في أيام القادم، كنت اتمنى الوحدة، مازلت الوحدة حتى الآن، أنا كنت أريد أن آخذ منك صورة تذكارية، وذلك لكي اذكرك به عندما ينفصل الجنوب باعتبارك واحد من ابناء الشمال الذين يحبون اخوانهم من ابناء الجنوب، فهل توافق يا اخى الهندي، أنا مازلت موجوداً بالخرطوم حتى آن، وذلك لحبي عن الشمال ولحبي لك. تصدق يا الهندي بأن الذين يساعدوني هم ابناء الشمال الذين كاد ان يفارقهم الجنوبيين في ايام القادمة؟ انه فراق المر. بكل اختصار أرجو ان توافق على مقترحي الذي قلته لك هكذا نذكر به أنفسنا. وشكراً جزيلا أخوك سايمون استيفن جيمس). الأهرام اليوم 25 يناير.
    (بابا الهندي، أخي الهندي، أنا حزين شديد، الذين يحبون إخوانهم من ابناء الجنوب، يا أخي الهندي) كلمات رقيقات ومؤثرات تذيب أحجار القلوب، بيد أنها لم تصادف إلا قلوباً (صفوانية) صلدة فلا غرو إن تحطمت القيم على جدران (الشوفينية)، كلمات تزيل الغشاوة عن الأعين لكنها إذا صادفت نفوس صدئة، فلم تكن النتيجة إلا الإبصار في المدى المعتم، لا قيمة إنسانية خالصة لله جوهرها، ظن مسطرها انه عرَّى بها الحركة الشعبية والحقيقة انها عرت جهلا استوطن في النفس، فتقرأ في (السنة) خير الصدقات ما تنفق به اليمين دون أن تعلم به الشمال، فما بالك حين يذاع على الملأ هكذا، ولا تكره الصدقات وأيم الله إلا في مثل هذا المقام حين يأتي رياء الناس منّا وأذى، فهل يبرر تقصير الحركة الشعبية الصدقات المجروحة، وما دخل الحركة الشعبية في عمل بين الله وعبده، وحتى إن فاضت أموال البترول جداول واشتكى سايمون ذل الحاجة، ألم يقل سبحانه فيما معناه ان الصدقات حق يأخذه الله من الغني وينعم به على الفقير وان المال ماله (مالكم كيف تحكمون)! وسايمون الذي يبدأ رسالته بالبسملة إنما الرسالة تقول المسلم أخو المسلم، وحتى ان لم يكن مسلماً أليست هناك قيم إنسانية مجردة بجامع الإخوة الإنسانية المحضة؟!. والإيحاء الواضح والمقصود من بعض العبارات التي وردت بالرسالة أن الهندي دأب على إعانة سايمون، ونأسى على المروءة ونبكي الكرم وتقذم القيم، وهذه ليست المرة الأولى ففي مطلع عام 2008م كتب الهندي عز الدين حول ذات المضمون ولكن كان الاختلاف انها كانت فتاة، ولم يفت عليه حينها طرح عباراته التي لا تبصر أبعد من مداها (بعد أن عجزت الحركة الشعبية تسديد الرسوم من أموال البترول)!! ومثل هذه الخلفية تجعلنا لا نستبعد أن تكون كل تلك الفصول من وحي البراعة الشخصية، وحتى اذا كانت تلك الوقائع حقيقة فسايمون لم يأتِ ما هو غريب على النفس الإنسانية، إنما السبيل على من يأتون أغرب ما تستوحشه النفس الإنسانية السوية.
    اللهم إن لم يخرج داعياً للإسلام إلا بهذه المعاني والترجمات فإن الإسلام غريب اليوم كما كان غريبا. وإياك نسأل العافية.
    قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
    عاش قوم وهم في الناس أموات


    نقلاً عن (الأحداث)
                  

01-29-2011, 01:58 PM

musadim
<amusadim
تاريخ التسجيل: 03-11-2002
مجموع المشاركات: 1055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (مآثر) عبد الله علي إبراهيم و(أذى) الهندي عز الدين!! مقال جديد لـ أجوك عوض (Re: جمال ادريس)



    شكرا أخي جمال على هذا المقال القيم

    تعقيب في الجزء الخاص بالهندي

    هذا الرجل حالة مرضية خطيرة تستدعي تدخل علاجي عاجل

    لا حول و لا قوة إلا بالله ....

    بلد يصبح فيها هذا المريض رئيس تحرير لابد أنها إلى موات مالم يهب الشرفاء وبهبوها الحياة من جديد
                  

01-29-2011, 02:16 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (مآثر) عبد الله علي إبراهيم و(أذى) الهندي عز الدين!! مقال جديد لـ أجوك عوض (Re: musadim)

    كنا نريد للجنوبيين عند التصويت أن يستصحبوا بجانب بعض ما بالغ فيه الورَّاق من ضروب أذاهم، المعاني العربية الإسلامية الغراء التي استهدتنا لثلثي قرن وما تزال. وقدوتنا كان أستاذنا عبد الخالق محجوب. قيل لنا (أولاد الزبير باشا) نحن لا ندفن رؤوسنا


    المعانى العربية الاسلامية التى استهدتنا

    دا تزوير عديل كدا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de