لازلنا ننتظر من الحكومة السودانية إقامة إحتفائية غير مسبوقة وبأقل تكلفة لتكريم الشعب السودان الذي أدهش العالم إدبان الإنتخابات الدستورية الأخيرة وإستفتاء الجنوب لترجمته للسلوك الحضاري المتفاعل مع إرثه وحراكه الحضاري الثقافي الطويل والثر ، تكريمه كرنفاليا بفعاليات جديدة مبتكره مثلما كان مهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية ، ومعنويا بالعمل جديا بإنفاذ إصلاحات سياسية وإقتصادية جادة تضمن كفالة حقوق المواطن الأساسية ( العدالة والمساواة وحرية التعبير والنشروالإعلام والتمتع بفرص العمل والإستثمار والقيادة ...إلخ ) الشيء المفقود أو المتوفر بشكل مضطرب وهزيل . وحتى لا يواجه النظام القائم المنتخب ( عن إستحقاق حقيقي ) بهبة شعبية إمتدادا للتونسية والمصرية ، والكل يدرك أن وقود هذه الثورات ليس المثقفين وحدهم بل بحر زاخر من كافة الشرائح يغلب عليها الأمية السياسية وضعف الثقافة التاريخية وقراءة مفردات الواقع و النظر للمستقبل ، وهؤلاء الكثرة هم المهدد الحقيقي لكل الأنظمة ، وحتى لا تستبين الإنقاذ – في ثوبها الجديد الذي لم يقدم أي جديد !!- النصح حتى ضحى الغد ، نرى أن تسرع القيادة بما يلي حتى لاتضطر لركوب طائرات الطواريء لماليزيا او غيرها :- 1-لن يتمكن النظام من إرساء أسس عدالة مقبولة لشعبه مالم يحطم إلى غير رجعة صنم ( الولاء) الذي يتردد على ألسنة كوادره ( الولاء قبل الكفاءة ) وهذا من أعظم ما يفصم عرى الدين التي يزعم النظام الإعتصام به . ومن ثم ّ تنهار مفاهيم ظلمانية متعلقة بهذا الصنم منها ( الثورة لا تعاقب أبناءها ) .ويترتب على ذلك : -فتح فرص العمل لكافة أبناء الوطن وفق الأهلية والكفاءة لا الولاء والبراء للنظام القائم. -كفالة فرص الإستثمار للجميع دون خبث ضريبي أو قيود إدارية متعمدة .. -محاكمة كل مفسد وتكريم كل مبدع بصرف النظر عن لونه السياسي. 2-إنهاء حالة الممايزة البغيضة بين أفراد الشعب ، والتي نتج عنها تمكين الموالين للنظام من مفاصل السلطة و الحكم والثروة ، وإزراؤهم بكينونة المواطن وحقوقه في قدرات بلده بصورة ترفع الحرمة و الحياء وتسوّل وتزّين لفاعليها أنهم على الصراط السوي وأن كل ما يحصلون عليه إنما هو عوضا عن مجاهداتهم ونضالهم الطويل لعقدين من الزمان !! 3-إعادة صياغة النظام السياسي الحاكم من جسم غريب على المجتمع يعمل في الخفاء أو العلن الذي لايستحي إلى جهاز يعتز بتفوقه الإنتخابي وحصاده السياسي ومن ثم يقدم للناس ما ينفعهم لا ما يكرس للفوقية والنفعية والتخمة والفسوق السياسي . 4-كفالة حرية التعبير والإعلام والنشر وفق قانون عادل يرعى فقط مصالح الوطن العليا . 5-حل البرلمانات القومية والولائية فورا ، وإعادة تكوينها وفق تمثيل نسبي ( بنسبة العضوية ) يشمل كل الأحزاب والإتحادات والجمعيات والنقابات الشعبية (منظمات المجتع المدني) بعد إعادة تكوينها شعبيا بعيدا عن تأثيرات النظام الحاكم . حيث أن البرلمانات الحالية أتت وفق حسابات ومناورات إنتخابية غير نزيهة وممارسات معلومة للعامة . ويوكل للبرلمان القومي الجديد :_ -صياغة مسودة مشروع دستور جديد للبلاد . -قيادة وإدارة قضايا الوطن المصيرية ( حدوده ، شكل نظامه السياسي الحاكم ، علاقاته الخارجيه ،الإستراتيجيات العامة ، مشروعات القوانين المنبثقة عن الدستور إلخ ). -حراسة الدستور والقانون والحقوق الأساسية والدستورية للمواطن . -تكوين المفوضية القومية للإنتخابات والإقتراع وإجازة قانونها . - تكوين المحكمة العليا التي يخضع لسلطانها كل فرد بمن فيهم الرئيس وقوى الأمن ، ولها حق تجميد أرصدة السياسيين والإداريين وغيرهم ممن تجنى على المال العام بالمصارف والمواعين المالية الداخلية والخارجية . •على الأحزاب والفعاليات السياسية ما يلي :-
-عدم إضاعة الوقت بالإنشغال بمناهضة النظام المنتخب والفائز عن جدارة نشهد بها جميعا ونحن نختلف معه حول الأخلاق و المعاني السامية ونسلم له فقط بالمباني ( ثورة بترول ، إتصالات ، طرق وجسور ، تعليم عالي ، تصنيع متقدم إلخ برغم جريرته العظمي بإضاعة السكة حديد والصناعات القائمة و حقوق العاملين بها و مصالح المرتبطين بها !!!) . -ميثاق الديمقراطية الذي تواطأ عليه ووقعته جميع الأحزاب وأودع بجميع المنظمات الإقليمية والدولية ، جاءت فرصته الكبرى ليرى النور وذلك بالإستعداد للإنتخابات القادمة ومواجهة النظام بقوة وحكمة لكفالة حقوق جميع الأحزاب في ممارسة نشاطها على السوية وإقامة مؤتمراتها وتجهيزاتها للجولة القادمة الفاصلة بدلا عن الدعوة الجاهلة والمغرضة للعصيان المدني و الثورة ضد النظام الفائز من قبل الفاشلين !!! -تفادي تكرار خيبة الإنتخابات القادمة مع دخول أجيال جديدة متراكمة لم تر إلا الإنقاذ ولا تفهم تخريفات الماضي غير المناسب للحاضر من عصيان مدني وأشباهه . -على الأجيال الجديدة تفادي الأحزاب القديمة البالية التي لا تعرف الديمقراطية حتى في داخلها إلى أحزاب جديدة عريضة تشمل أكبر قطاع منهم تعبر عن أشواقهم نحو مستقبل أفضل يحقق تطلعاتهم ، وعلى القيادات الملائمة لذلك ترجمة أحلام الأجيال الجديدة وفق تعاليم الدين الإسلامي دين الأغلبية الساحقة خصوصا بعد الإنفصال الوشيك للجنوب أو أسس العدالة والمساواة والإخاء . -إذا لم ترعوى الأحزاب لما تقدم – وفي حال عدم قيام ثورة شعبية ضد النظام الحالي – فلا محالة فإن النظام سيفوز من جديد في الجولة القادم وحينها ستلعق الأحزاب أصابع الندم من جديد وتلحق الخيبة بقواعدها المتهالكة مرة أخرى ، ولعل هذا الشعور هو الذي يجعلهم الآن يعلقون الآمال الأعراض على الثورة الشعبية ( حيلة العاجز ) وقد لحق عجز العمر بالكثيرين منهم برغم المساحيق والتظاهر بالشباب !! ولازالوا يحلمون تحت وهدة الشيخوخة – للعجب- بما يسمى بالمستقبل السياسي ! •وعلى جماهير شعبنا ما يلي _
-أثبتم في الإنتخابات الأخيرة وإستفتاء الجنوب أنكم الشعب المعلم بحق والجدير بالحب والعرفان ، وحقيق بكل من يتصدر لقيادتكم أن يكون أمينا وفيا لكم . -السبيل القويم والناجع للتغيير هو صناديق الإنتخابات والتي وطأت أكنافها الآن بشكل مقبول ولأول مرة تحت إدارة مفوضية قومية مستقلة ورقابة محلية ودولية رائعة مع إعلام نشط وفاعل تلفت فيه المرأة الأنظار وتشكل مع الكوميديا والصحافة والشرطة معامل وصمام الأمان لنجاح التجارب الإنتخابية الراشدة . -أي ثورة وهرجلة على( النظام المنتخب وفق عملية حضارية تمثل رصيدا ناصعا في صفحات شعبنا ) ستعيد الكرة للمربع الأول وتجهض ما حققناه ، والأخطر أنها ستفتح الباب للإنقلابات والثورات على أي نظام منتخب مستقبلا ولو جاء عن جدارة وإستحقاق .
هذه رؤي مواطن عادي لا ينتمي لأي حزب أو كيان سياسي ، ولايعتد بأطروحته ولايرى فضلا لها على غيرها ، بل إشفاقا على الوطن الحبيب وحبا لكل فرد فيه من أقصاه لأقصاه . وإن كنت لا أومن بديمقراطية وست ونستر المستوردة من الغرب ولكنني أحترمها لإجماع شعبنا عليها وجعلها خياره الذي لامناص عنه ، وأن لا علاج لها إلا بمزيد من الجرعات منها كما قرر محمد أحمد محجوب رحمه الله ، فالمسلمون كيان واحد لا كيانات متعددة تتحد مشاعرهم وضمائرهم وتتباين رؤاهم وتقديراتهم ولكن تحت مظلة واحدة وفي صعيد واحد تظلله مضامين الدين الحنيف الداعي للوحدة والتعاون والتراحم والتكافل وحماية حقوق الأقليات غير المسلمة والعيش معهم في سلام ووئام ومودة .
اللهم إني قد بلغت فاشهد الرشيد حسن خضر ( أبو الكباشي ) فداسي الحليماب
عبارة كذبت هذه ما مقبولة لطالما أن أننا نسعى لإعادة الروح لوجداننا كمسلمين وسودانيين بحيث يكون من لا تعرفه كمن تعرفه لاتبادر بتكذيبه وتجريمه وجرحه ، هذا هو المدخل لكل الحلول . وبعدين يا نصر ، صدقني أنني كنت أبعد ما أريد إعطاء صوتي للمؤتمر الوطني لأنه مارس أسوأ صنوف القتل للوجدان السوداني ولكن لما رأيت تفاهة الأحزاب وإنشغالهم بهزيمة عدوهم عن تقديم انفسهم للجماهير وإقناعهم بأهليتهم حتى لايتكرر تندر قول ذلك الرئيس العربي عندما سؤل عن حكومة سودانية ديمقراطية منتخبة بقوله : هو في حكومة ؟!! وقول رئيس الحكومة المافي : هزمني السوق الأسود ، ولم يقدم أي شيء لأي قطاع ن ولما يسأل عنه في الإعلام يقول بكل إيهام : إن الحكومة بصدد إعادة النظر في هذا القطاع !! هذه المخاذي والمحاذير جعلتني وسط مجموعة من المثقفين المستقلين بالرياض نقرر إعطاء أصواتنا مكرهين للإنقاذ لأنها أفضل السيئين بحسابات تداولناها وتوصلنا إليها لايسع المجال لتلخيصها، أملا في نضج التجربة في الجولة القريبة القادمة ، ومن ثم يا نصر فليس من رأى كمن سمع ، ولو إفترضنا أن غيرنا فعل مثلنا وهو ما تفيده القراءة الصحيحة والموضوعية للإنتخابات الماضية برغم مساعي التشتيت وغيرها يكون المؤتمر الوطني على علاته وظلمه وظلماته قد فاز عن إستحقاق لا مراء فيه ، يا أخي نصر لا مجال لروح السياسة أيام زمان ديك نريد رؤية وروح واقعية جديدة تسر الأجيال الجديدة الأجدر والأحق بواقع اليوم .
كدي خلينا نتعارف :إنت يا نصر من أي منطقة وقبيلة ، ما تقول لي أنا سوداني وبس هذا، قاسم مشترك والتعارف مقصد شرعي ، أليس هذا نفس أبائنا الغر الميامين ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الرشيد حسن خضر
Nasr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست