رسالة ( مفتوحة ) الي الاخ/ شوقي بدري

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2011, 09:17 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة ( مفتوحة ) الي الاخ/ شوقي بدري

    الاتي نص رسالتي المفنوحة التي ارسلتها للاخ شوقي بدري بعد نشر مقاله الاول في ديسمبر 2010 وقبل الفجورة في الخصومة في مقالاته اللاحقة والتي غير في احداها مضمون القصة التي ارسلتها له عن كيفية اطلاق سراح الاستاذ علي محمود حسنين

    في ما يسمي من النظام ( المحاولة التخريبية ) !!!


    Quote: عزيزي شوقي



    تحايا نواضر

    مودة وحب لا ينضب

    واحترام نبيل



    كما هي طريقتك في الحكاوي والانتقال حرا لتغرد من شجرة الي شجرة .. اسمح لي ان استلف اسوبك الانيق في الكتابة، ولا احسب نفسي من المهرة مثلك في هذا الميدان ..

    لعل من اجمل لحظات المؤتمر تعرفنا علي كوكبة جميلة وانيقة من ابناء وبنات الوطن الحدادي مدادي .. فطيلة لحظات المؤتمر نعمنا بصحبة نفر حلو المعشر لا شك انك منهم وبهم ولهم.

    قبل بداية المؤتمر كان هنالك توجس يقتضي كما يقول الفرنجة to break the ice واستطعنا بالروح السودانية ان نكسر الصخور في ثواني ... فاثناء متابعتي حديثك للمؤتمر بشغف وحب اذا باحد الزملاء ( يلكزني): شوف شوقي دائما يزكي نفسه بنقد الاخرين ... سمعت القصة دي منه اكثر من مليون مره ..هو يغسل الحمامات وغيره نائم .. هو وحده الذي يتفقد شوقي ملاسي لانه الوفي وغيره الشيطان!! .. قلت لجاري هون عليك انه شوقي دائما يتحدث ( علي كيفه ) ولا اعتقد انه يقصد الاساءة او التجريح لغيره.

    ولعلك تتابع اختلاف الرؤي وتقاطعها الحاد في منبر سودانيزاونلاين حول ما تكتب .. خصوصا عندما يتعلق الامر بالشخوص التي تجول وتصول فيها بمبضعك .. يري فيها البعض جروحا غائرة واهانات .. ويراها البعض وقاحة وسفاهة ويراه اخرون صراحة وسلاسة ..

    ولا ادري لماذا دارت بخلدي في تلك اللحظة قصة الحسين والحسين رضي الله عنهما مع ذلك الرجل الذي لا يجيد الوضوء .. ولان الحياء من الدين ولب حسن الخلق فان الشابين النضرين كانا في قمة الحكمة وهما يعالجان خطأ رجل في عمر أباهم باسلوب راقي تمكنا عبره من القفز علي الحواجز في تصحيح الأمر..



    كنت اجلس الي جوارك حينما تم ترشيحك نائبا للرئيس وقد اعجبني لحظتها ردك وصراحتك عندما قلت انك لا تصلح للامر بسبب حدة طبعك .. وتحدثت معك لحظتها همسا بان لكل منا سلبياته ويجب علينا قبول التحدي وجهاد النفس هو اعظم درجة من غيره .. نعم يا شوقي فلكل منا سلبياته انا وانت وعلي محمود حسنين وكل بشر خطاء بطبيعة البشر وخير الخطأون التوابون .. ومن يكن منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر .. والنفس بطبعها امارة بالسوء..



    من حقك ومن حق غيرك ان يعبر عن رأيه كما ان بعضنا يرمي بالحجارة علي الاشجار المثمرة فتأتيه بالثمار.. فان كنت تري في السيدين المهدي والميرغني قمة الخطأ والخطيئة فان غيرك يراهما قمة الحكمة والوطنية .. وان كنت تري في استاذنا نقد وقيادة الحزب الشيوعي قمة الوطنية فان غيرك يراهم مثل ما تري في الميرغني والمهدي بل أضل سبيلا .. وان كنت تري ان قيادة الحزب الشيوعي قمة الديمقراطية فغيرك يراهما قمة الديكتاتورية والخيانة للوطن .. وعلي درب الخاتم عدلان رحمه الله سارت الركبان وانفجرت براكين حق وحقين والليبرالي وكثر لا حصر لهم .. وقبلهم القائد العم عوض عبدالرازق الذي ترك الحزب الشيوعي لانه يري في باحة الحزب الوطن الاتحادي جنان تخلصه من عبودية الايدلوجية والاصنام الي رحاب الوطنية والاعتراف بالتنوع واحترام الاخر..

    الحديث ذو شجون ويطول ولكن يبقي اليوم في ساعاته ولا يزيد ولا تشرق الشمس من المغرب ولا تغرب من المشرق..



    وانت تصف الاستاذ علي محمود بلويس السادس عشر وتغمزه بما يحدث له في حظيره الاتحادي الديمقراطي باسلوب لم يعجب كثر من الوطنيين ومنهم الاتحاديين الذين توافدوا من كافة انحاء العالم لحضور مؤتمر الجبهة العريضة .. لثقتهم في شخص علي محمود حسنين ولمعرفتهم الطويلة له .. لا اريد هنا ان ادافع عن الرجل الذي يقف سجله الناصع شاهدا له في كل ارجاء المعمورة ... ولا اريد ان انزهه عن الخطأ فانه بشر مثلي ومثلك .. ولكني عملت معه لاكثر من ثلاثة عقود من الزمان اختلفنا فيها كثيرا واتفقنا فيها كثيرا ... ولكني ابدا لم افقد احترامي له .. بل اني في قمة خلافي السياسي معه ناصرته عندما اعتدي عليه زبانية ( الانقاذ ) وتم اعتقالي من داخل قاعة محاكمته واخرين.. فان الرجل قبل ان يكون سياسيا او اتحاديا .. فانه يحمل الوطن في سويداء قلبه .. وهو مناضل وطني ديدنه الدفاع عن حقوق الانسان ولا يجامل قط في العدل والعدالة التي هي اختصاصه المهني وعشقه السرمدي.

    وكما اشتهرت بالصراحة والوضوح فاني احسب نفسي مثلك في هذا الميدان .. لم اسجد لصنم قط ولن افعل .. ولم يسبق لي ان اكون حواريا لبشر مهما كان .. وسيرتي في الحزب الاتحادي تشهد بذلك .. فنحن اخوة صراع من اجل بزوغ شمس الديمقراطية .. من اجل سودان جديد باسس جديدة ..وهكذا كان المؤتمر فلماذا نبدده بمعارك داخلية تحتاج في علاجها للحكمة والموعظة الحسنة وحسن القول والفعل: فان الكلمة الطيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء.

    نعم قد صاحبت المؤتمر كثير من السلبيات للتسرع وضيق الوقت والطريقة السودانية المعروفه .. والله اني اشهد ان الكثيرين ممن حضروا المؤتمر لم يستطيعوا المتابعة الجيده للفوضي وعدم النظام في الحديث .. وبعضهم لم يتسني له سماع النقاش جيدا .. خصوصا عند الخلاف .. فعلي سبيل المثال عند نقاش فصل الدين عن الدولة ساد هرج ومرج عظيم وقد كنت حينها بالمنصه احاول ان ادون المداولات في وسط جو عاصف وصاخب ولولا حكمة وخبرة وحنكة النطاسي البارع احمد عباس لانفض المؤتمر عند تلك النقطة عميقة الخلاف .. لهذا كان من الطبيعي ان خرج كل فرد دون ان يعرف حرفيا ما توصل له المؤتمر .. وانت تعرف الجميل محمد جميل فانه كتب لي ليستوثق من المعلومة رغم انه كان حاضرا.. كما ان استاذ علي والله يشهد وجد صعوبه بالغة في المتابعة وسط الضجيج وسمع واخرين غير ما سمع اخرين ... ولعل ذلك مرده الي الفوضي والضجيج وقتها ولضيق الزمن لم نستطيع اعادة الصياغة ومن ثم الرجوع للمنصة للقراءة النهائية كما هي العادة .. انا لا اري الخطأ متعمدا من هذا الفريق او ذاك ولا اري في احد الفريقين كذبا.. بل ارجع الامر للفوضي والصخب وقتها وعدم الصياغة النهائية واعادة القراءة لعامل الوقت.

    لا اريد الدفاع عن علي محمود حسنين ومحاكمة شوقي بدري فلست قاضيا ولست عاشقا لاحدهما ولست حاقدا علي احدهما .. اني احب الوطن كثيرا وكل منا يناجي ليلاه بطريقته .. وقد احببت الجبهة الوطنية ورايت فيها املا وسط السراب .. خصوصا في هذا الوقت من العتمة التي تسود ارجاء الوطن والدماء التي تريقها (الانقاذ) في كل يوم .. وحاشا ان اقول انه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .. ولكني دون تردد اتفق مع الجميع بان المعركة تبدأ من ( ذواتنا) وانا اعلم جيدا وعلي يقين تام بان فاقد الشئ لا يعطيه.

    ويعلم الجميع صعوبه التواصل والعمل في ظل الظروف والمعطيات العالمية والاقليمية والمحلية، والظروف الشخصية والعائلية .. وقد كان هذا محور نقاشي مع الاستاذ علي محمود حسنين قبل سنين عندما طرح علينا الفكرة التي امن بها وعمل لها بكل جهد وتفان واخلاص منذ زمن طويل دون فتر او كلل بل بحماس شجاع .. لم يطرح الفكرة في الصالونات المغلقه فحسب وانما في الساحات في داخل الوطن قبل خارجه، فدفع ثمن شجاعته واقدامه السجن والتشريد والتعذيب ولم يخفض صوته قط رغم المرض الذي كان يمزق جسده ... زرناه في المعتقل ووجدناه دوما اكثر قوة وشكيمة رغم الضغط والسكري وقائمة من الامراض التي يداويها بحب الوطن..

    وعلي نسق الحكاوي اضف الي رصيدك هذه الحكاية الحقيقة وابطالها الوطني الكبير والرجل الانسان قائدي الذي احببته كثيرا الراحل المقيم الحاج مضوي محمد احمد – رحمه الله – والدكتور دفع الله احمد دفع الله و علي بشير ابولا كوعه.. فقد كان وقتها الاستاذ علي محمود في سجن كوبر متهما في ما يزعمونه زورا وبهتانا ( المحاولة التخريبية) وكنت وقتها وبرفقتي د. شوقي عزمي في معتقل جهاز الامن بالخرطوم 2.

    التقي الحاج مضوي – رحمه الله - و د. دفع الله وابولاكوعة في مناسبة عزاء بعمر البشير ووجهوا له سؤال عن سبب اعتقالنا رغم ما تزعمه الحكومة من اقامة دولة العدل والقانون .. فقال انه لا يعرف عن اعتقالنا شيئا – اذكر ان ذلك حدث في مثل هذا اليوم اي 29 ديسمبر - وان علي محمود اعتقل لتدبيره انقلابا علي السلطة ويحاكم وفق القانون وان بقيه المعتقلين – يقصد انا وشوقي عزمي – حتما قد تجاوزنا القانون. رد عليه المناضل المغفور له الحاج مضوي بان علي محمود ديمقراطي وليس انقلابي مثلهم وان ابناؤه فخرالدين وشوقي ليس مجرمين بل وطنيين .. بعد شد وجذب قال البشير بانه سوف يطلق سراحنا دون شرط اما علي محمود حسنين فان شرطه الوحيد لا طلاق سراحه هو ان يقسم علي المصحف بانه برئ .. وكانت حكومته وقتها تبحث عن مخرج للامر خصوصا بعد اطلاق سراح المتهم الاول السيد مبارك الفاضل المهدي والابقاء علي الجميع بما فيهم المتهم رقم 34 علي محمود حسنين – واستطرد البشير مخاطبا الحاج مضوي: انا اثق فيك يا حاج فقط يقسم علي محمود بالمصحف امامك وتحضر لي لتؤكد بانه اقسم بانه لم يشترك في الانقلاب نطلق سراحه مباشرة !!..

    وبالفعل تم اطلاق سراحنا وحضر الحاج مضوي الي منزلي ليطمئن علي كما يفعل مع جميع ابناؤه واشقاؤه الاتحاديين وغيرهم وحكي لي عن شرط البشير لاطلاق سراح علي محمود حسنين .. وقال لي انه يعرف علي محمود جيدا لاكثر من نصف قرن وان علي سوف يفضل السجن علي أداء القسم للبشير ..انه رجل صعب المراس .. كان الحاج مضوي وقتها مهموما جدا بصحة علي محمود حسنين التي تدهور مع ارتفاع الضغط والسكري وظروف السجن .. قال ان علي يفضل الموت ولا يقبل الاهانة او الضيم والذل .. ووقتها كنا مجموعة نتداول الامر ووجد الحاج مضوي مخرجا بذكاؤه الفطري المعهود .. اخذ مصحفا في جيبه .. ذهب الي سجن كوبر وطلب من مدير السجن ان يقابل علي محمود في مكتبه فوافق الرجل وكانت بين اسرتيهما قرابه علي ما اظن .. جاء علي محمود لمقابله حاج مضوي وبعد التحية والسؤال عن الصحة بدأ نقاش بين الرجلين وهنا فاجأ الحاج بسؤال: انت تعرف يا علي باننا حزب ديمقراطي ونفاخر بذلك واننا قط لم نشارك او ندعم انقلاب وقد اختلفنا مع الميرغني في دعمه لعبود والنميري وانِشانا معا الوطني الاتحادي الذي فاخرنا الجميع بانه حزب الوطنية والديمقراطية وسجله ناصع من الانقلابيين .. هذا صحيح اخي علي محمود .. رد الاخير : صحيح يا حاج .. طيب لماذا تشترك من خلفنا في محاولة انقلابيه ( باغت حاج مضوي بالسؤال) هنا وقف علي محمود محتجا علي اتهامه من قبل حاج مضوي.. وقال له الجميع لا يصدق ذلك حتي رجل الشارع البسيط ..فلا يجوز ان تصدقها وانت تعرفني جيدا.. وتتابعت الاسئلة وهنا قال الحاج في قمة الانفعال : اتقسم بذلك .. رد علي محمود واغلظ القسم بان لا علاقة له باي انقلاب ووضع يده في المصحف اكراما لحاج مضوي ( لا يعلم شيئا عن شرط عمر البشير) وانتهي اللقاء العاصف .. ومن باب السجن مباشرة ذهب الحاج مضوي لعمر البشير وقال له لقد اقسم علي محمود وهذا هو المصحف ويمكنك الرجوع الي مدير السجن ان كنت لا تصدقني .. وبالفعل اتصل البشير بوجود حاج مضوي واعطي اوامره باطلاق سراح علي محمود ... وعلمنا بعدها بانه سوف يصدر عفو عن جميع المتهمين في مايسمي بالمحاولة التخريبية ..عبر خطاب البشير في احتفالات عيد الاستقلال – اي بعد يومين - .. وجائني اتصال من حاج مضوي بان الحكومة ارسلت له موفدا يعلمه بان البشير سوف يوشحه وسام رفيع في الاحتفال بعيد الاستقلال في الساحة الخضراء غدا وطلب مني ان اكتم الامر وان احضر له صباحا لانه لن يذهب لاستلام الوسام بل نذهب الي باب السجن لناخذ علي محمود في مسيرة تهتف وتندد بالحكومة تنطلق الي منزل الزعيم الازهري ومنها الي منزل علي محمود حسنين.. واتفقنا علي الامر وتم التدبير..

    في صبيحة يوم الاحتفال بالاستقلال ذهبت بسيارتي الي حاج مضوي – رحمه الله – وكان برفقته فتح الرحمن البدوي الذي كان يؤيد الحاج في رفض الوسام.. اقترح علينا الحاج بان نذهب الي منزل ميرغني عبدالرحمن في الخرطوم 2 ليرافقنا الي السجن.. واقفلنا هواتفنا .. الا اننا فوجئنا باختلاف ميرغني عبدالرحمن معنا لانه يعتقد بان الوسام خاص بالدوله وان الحاج يستحقه واكثر وليس منحه من البشير حسب رأيه .. الا انني والاخ فتح الرحمن كنا نري خلاف مايري ميرغني عبدالرحمن ولكل منا دفوعاته .. هنا وقف الحاج طودا شامخا كعادته: يا حاج ميرغني انه حبل يريدون لفه حول رقبتي في هذا العمر .. والله لن ارضي ان يخنقوني بحبلهم ونتشرف بوسام الشعب وليس الحكومات .. وأمرنا بالاسراع للتوجه الي سجن كوبر .. انه الحاج يرفض الوسام ليستقبل زميله عند خروجه من المعتقل.. ما أندر الرجال الشجعان..لله درك ايها الرجل الوطني الذي سعدنا بصحبته ونفخر بها علي مر الزمان.

    علي محمود وحاج مضوي وعقد فريد تكرمنا بمعرفتهم ومرافقتهم لسنين طويلة نعرفهم جيدا ونعرف اخلاقهم وتواضعهم .. فان كنت تغسل الحمامات للاخرين فان علي محمود ان كنت تعرفه فسوف لن تكتب ما كتبت ابدا .. لن يطاوعك قط يراعك .. ان ذهبت الي علي محمود في قمة خلافك معه فانه سوف يستقبلك هاشا باشا ويقدم لك الاكل والشرب بنفسه ويخدمك بنفسه .. يذهب الي الكل الصغار والكبار والفقراء قبل الاغنياء ليشاركهم افراحهم واتراحهم .. اننا نعرف جيدا علي محمود الانسان ونعرف اصالة معدنه .. انا شخصيا اختلفت معه بقسوة في الراي بل واخذت من يده الميكرفون ووجهت له نقدا لاذعا بطريقة رفضها اصدقائي قبل خصومي – حدث هذا في مؤتمر عام محضور .. لم يخاصمني .. لم يجافيني .. لم يرد الا بالتي هي احسن .. بل بعدها بايام اعتقله الامن وهو في طريقه للعزاء في والدي .. وعند اطلاق سراحه لم يتوجه لمنزله بل توجه لمنزلنا لاداء العزاء .. هذا هو علي محمود صدره رحب للراي والراي الاخر .. ولكني اظنه الحب المبالغ لمولود سهر علي حمله ومخاضه وولادته ويريد له ان يبلغ الحلم وسن النبوة بين ليلة وضحاها .. واحسب ان جميع عضوية الجبهة العريضة تستعجل الامر لان البلاد تعاني بان تكون او لا تكون..

    لقد كنت سعيدا جدا في اثناء المؤتمر بمشاركة الهرم الشامخ والوطني الغيور احمد ابراهيم دريج وسعيدا بان يتصدر المنصه مناضل قوي الشكيمة مثل علي محمود الذي تعرفه حتي جدران المعتقلات ونعرف فضله وانسانيته .. وقد كان من بين الحضور احد جيرانه من الشباب وقد ترعرع في منزل مجاور للاستاذ علي محمود .. كان هذا الشاب الفنان والذي يعزف علي العود ليلا في حب الوطن يحكي عن الاستاذ بحب كبير .. لقد توافد علي ذلك المؤتمر كثر من احباب الاستاذ وعارفي فضله .. رغم ان السموات ملبده بغيوم ( الاحباط ) الا ان قوة شكيمة الاستاذ زرعت الامل في النفوس وهو يجوب كل مكان داعيا للجبهة العريضة شارحا لاهدافها وفكرتها.. لتصبح حق مشاع للجميع يطور فيها ويقويها لتكبر وتصرع الطغيان.



    لقد نشأت الجبهة في ظروف بالغة التعقيد واشفقنا عليها كثيرا .. خصوصا واننا خضنا المعركة في صفوف التجمع الذي توافرت لديه ظروف كانت كفيله باسقاط النظام وذهابه الي مذبلة التاريخ في لمح البصر.. اول تلك الظروف هي من فعل الانقاذ ضد شعبها وشعوب المنطقة بل والعالم بأسره.. ففتحت مصر ابوابها علي مصاريعها بعد محاوله اغتيال مبارك واستقبلت اديس ابابا مكاتب التجمع بترحاب وسلمت ارتريا مفتاح سفارة السودان للميرغني بعد ان دعم البشير معارضيها .. وحتي الجزائر دعمت التجمع .. ورمت الدول الاوربية بثقلها دعما للتجمع وكان دعم الولايات المتحدة لا يتوقف وتوفرت جميع الظروف لتطويق النظام عسكريا واقتصاديا .. ولكن فشل التجمع ولهذا نفرد مساحات في مستقبل الايام ان كان في العمر بقية..



    انني اري في الجبهة العريضة يا عزيزي شوقي ان تتشرف بعضوية الانصاري والختمي والجنوبي والشمالي والدارفوي والكردفاني وكل اهل الوطن .. نقوي بدريج وعلي محمود وتراجي وشوقي بدري والطيب الزين وابراهيم احمد واحمد حسين وامل وامنه .. لا نوصد لابواب من احد لانه ليس لاحد الحق في صكوك الغفران .. اننا جبهة عريضة بعرض الوطن واماله وتنوعه وتفرده وتعقده وبساطته .. جبهة تضم الوثني والمسلم والمسيحي والشيوعي والاتحادي والامة والبعثي والناصري والجمهوري والتائب توبه نصوحة وراجع للحق من الاخوان .. الكل بدون فرز او فيتو ما دمنا قبلتنا الوطن لاسقاط نظام فاشي قمعي .. تعالوا جميعا لنعزف سيفونيه ( الانقاذ الي مزبلة التاريخ)

    ويذهب الذبد جفاء ولا يبقي الا ما ينفع الناس.



    مع فائق محبتي واحترامي وتقديري

    اخوك

    فخرالدين عوض حسن
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de