1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2011, 02:45 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل

    في الرد على (أبوالعفّين) !!

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    و(أبوالعفّين) هذا سياسيٌ سوداني نال شهرةً طبقت الآفاق، لا لعقله الاستراتيجي الجبّار الذي نقل السودان إلى مصاف دول العالم الثاني كما فعل مهاتير محمد في ماليزيا، ولا للمشوار النضالي الطويل الذي مضى فيه وكان طابعه التسامح الإنساني الجميل كما هو شأن (الكبير) نلسون مانديلا و(الكبير) مارتن لوثر كينغ، ولا لقدراته الخطابية الفذّة مثل روبيسبير في الثورة الفرنسية، فشهرة (أبوالعفّين) تعود فقط إلى بذاءة لسانه وقبح أفعاله.

    (أبوالعفّين) ما ترك مناسبةً إلا وكال خلالها الإساءات للشعب السوداني ومعارضته ورموزه. ويبدو أن (أبوالعفّين) وحكومته التي تدعي الإسلام في خوفٍ بالغ من المآل الذي انتهى إليه (زين العابدين بن علي) وكبار مساعديه خاصةً الأمنيين !!

    خوفهم العظيم يدفعهم إلى التخبط واطلاق البذاءات، وآخرها تهديده بشلّ حرية المعارضة وحركتها ! (أبوالعفّين) توعد المعارضة بأنها لن تقوى على تكرار ما جرى في تونس لأنها لا تملك الجرأة ولا العدد لاشعال انتفاضة ضد نظامه !!

    وبمقدور (أبوالعفّين) أن يصبح (كوميدياناً) في بعض الأحيان، فهو لم ينس الاشارة إلى أن (هذا العالم المتأزم يجد في المواطنين بالسودان المثال والقدوة في السماحة في التعايش بين الأديان والمعتقدات) !! يا إله السموات والأرضين !! من سيقدر على امساك نفسه من الضحك حتى يسقط عن مقعده هذا إن استطاع الجلوس !

    على البلدان الأوروبية وعلى الولايات المتحدة وعلى العالم بأسره أن ينظر بإعجاب منقطع النظير، بل ويتعلّم من (أبوالعفّين) في ما يتعلق بـ(التعايش) و(السماحة) !!

    سُلطة (أبوالعفّين) لم تدع مجالاً في السودان لأي (تعايش) أو (تسامح). فطائرات الأنتينوف التي يحركها (أبوالعفّين) ورفاقه دمرت بما كانت تلقيه على رؤوس الجنوبيين أيّ أملٍ في التعايش. وكذّبت أعداد الأسرى الذين سلمهم جيش (أبوالعفّين) إلى الصليب الأحمر عقب وقف الحرب في الجنوب في 2005، كذّبت الهراء الذي يطلقه (أبوالعفّين). فليحدثنا (أبوالعفّين) عن معاملة الأسرى من منظور إسلامي ومن منظور حكومته. حكومته لم تبق على أسيرٍ واحدٍ لتسلمه إلى الجيش الشعبي في مقابل مئات الأسرى سلمهم الجيش الشعبي (الكافر)، (المتمرد)، الذي لا أخلاق له !!

    طائرات الأنتينوف بعدما أكملت مهامها الإنسانية في نشر الدين والعروبة في الجنوب، اتجهت إلى دارفور لتحصد أرواح النساء والأطفال والشيوخ، وكأن مشروع (أبوالعفّين) الحضاري هو مشروعٌ للدمار والإفناء. لم يترك (أبوالعفّين) وحكومته حتى دول الجوار، وإلا فمن حاول قتل الرئيس المصري، محمد حسني مبارك في إثيوبيا؟

    قتل (أبوالعفّين) السودانيين بدمٍ بارد في بورتسودان وكجبار وسنّار وجبال النوبة. قتل في (بيوت الأشباح). كان كبار مسؤولي نظام (أبوالعفّين) يقفون جنباً إلى جنب حين قُتل 28 ضابطاً بطريقةٍ وحشية لم تُراع فيها حتى الأعراف والنظم العسكرية في الـ10 الأواخر من رمضان، فأين هو (التسامح) و(التعايش)..و(أبوالعفّين حايم)؟!

    أين كان (التسامح) حين أشرف (أبوالعفّين) بنفسه على تعذيب أستاذه ثم زميله في جامعة الخرطوم، الدكتور محمد إبراهيم؟

    دعوا الدكتور فاروق محمد إبراهيم يحكي:

    (إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر الي 12 ديسمبر 1989 ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الإنتخابات أن الذين قاموا به ليس فقط أشخاص ملثمين تخفوا بالأقنعة وإنما كان علي رأسهم الواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ,وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتأريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منه لعناية اللواء بكري,فقد جابهني اللواء بكري شخصيا وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم,كما قام حارسه بضربي في وجوده.ولم يتجشم الدكتور نافع تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم,عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم وعن زمان ومكان إنعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة,ثم عن مكان تواجد بعض الأشخاص كما ورد في مذكرتي وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأقوال وأفعال أعف عن ذكرها فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول قهوة في نادي الأساتذة) !!

    (أبوالعفّين) كان يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد خلال مشاركته في أعياد ميلاد المسيح في شندي !! ألم يشر رئيس (أبوالعفّين) قبل ثلاثة أسابيع – من القضارف – إلى أنه لا مجال بعد الآن لأي حديث عن تعدد ديني أو ثقافي في البلاد وأن أي حديث كهذا هو محض (دغمسة)؟ ما الذي جعل (أبوالعفّين) وحكومته يهرولان إلى الأقباط؟ أهي محض (دغمسة) أم (انكسار) لأن الغرب (الكافر)، (اللئيم)، (المتآمر) حذّر (أبوالعفّين) وحكومته من أن (حديث القضارف) هو (الدغمسة) بذاتها؟

    (أبوالعفّين) في حديثه قال إن حكومته ستكون بالمرصاد لـ(الطغاة) و(المتآمرين) !

    حسناً، في أدبيات حكومة (أبوالعفّين) منذ أتت، (الطغاة) هم الأمريكيون..(الطاغية الأمريكان ليكم تسلحنا)، فهل تُرى أجبر (أبوالعفّين) الجنرال سكوت غرايشن على الإسلام، أم ذهب الجنرال صلاح قوش إلى (لانغلي) مقر وكالة المخابرات الأميركية حاجّاً؟ ألم يعترف وزير خارجية (أبوالعفّين) بعد دخول القوات (الطاغية) إلى أفغانستان بأنهم سلّموا عدداً من المطلوبين و(الملفات) إلى مخابرات (الطاغية)؟

    لماذا لم يكن (أبوالعفّين) بالمرصاد لطائرات (العدو) الإسرائيلي وهي تقصف قافلةً في شرق السودان؟

    (أبوالعفّين) أسدٌ على شعبه ونعامةٌ عند مواجهة أميركا وإسرائيل.

    (أبوالعفّين) – الآن – لا يستطيع رئيسه أن يغادر السودان إلى أية دولة خشية (الطغاة) الذين يتآمرون لاعتقاله، ومبعوثوهم يجوبون السودان طولاً وعرضاً و(أبوالعفّين) لا ولن يتجرأ عليهم بكلمة.

    لو كان (أبوالعفّين) وحكومته في شجاعة الخليفة عبدالله التعايشي لاستقبلت جحافلهم القوات الدولية بـ(النحاس) والسيوف بدلاً من الانكسار المخزي بعد أن ملأوا الدنيا ضجيجاً وزعيقاً و(طلاقاً) !!

    سودان (أبوالعفّين) يحتل المرتبة 177 بين 180 دولةً في الفساد وانعدام الشفافية.

    المراجع العام الذي يعمل لدى (أبوالعفّين) يتحدث عن فساد حتى في ديوان الزكاة التي شُرّعت للمحرومين الذين حرمهم (أبوالعفّين) من تعليم وعلاج أبنائهم مجاناً، وحطم آمالهم ورغبتهم في الحياة.

    تُرى أين يتعلم أبناء (أبوالعفّين) ورفاقه؟

    أين يقضون فصل الصيف؟

    أتحداهم أن يقولوا لنا إن أبناءهم يصطافون تحت هجير الشمس في الخرطوم، ويكافحون شأنهم شأن أبناء عامة الشعب من أجل الحصول على كسرة خبز بلغ سعر 4 منها ألف جنيه سوداني !!

    إنهم يصطافون في القاهرة وبيروت وكوالالامبور، ويلتقون بقياديٍّ بارز في حركة العدل والمساواة ويتبادلون أطراف الحديث معه مشيرين إلى أنهم غير راضين عن سلوك أبائهم !!

    لماذا أصبحنا فقراء إلى هذا الحد يا (أبوالعفّين)؟

    لأنكم تنفقون 100 مليون دولار – شهرياً – على القطاع السيادي، القصر الجمهوري والحاشية و(طرابلسية) السودان !

    لأنكم تنفقون 2,4% من ميزانية الدولة على التعليم والعلاج معاً، في ما تذهب 74% للأمن الذي أنشأ فيه (أبوالعفّين) كتيبتين (عنصريتين) فقط من أبناء حجر العسل وحجر الطير !

    فرد جهاز الأمن يتلقى راتباً شهرياً لا يقل عن مليوني جنيه، في ما نائب الأخصائي في أي مستشفى يقل راتبه عن 750 ألف جنيه !!

    تُرى كم هو راتب المعلّم؟ العامل؟

    على ماذا تحصل (ست الشاي) و(سائق الكارو)؟

    هل هؤلاء هم (الطغاة) يا (أبوالعفّين) أم أنتم؟

    لماذا لا يحدثنا (أبوالعفّين) عن المستشار الرئاسي الذي يملك فيلا فخمة في مسقط رأسه في الولاية الشمالية، وفيلا أخرى فخمة في الخرطوم، ومع ذلك ذهب ليتسوّل الشيوخ في عاصمةٍ خليجية ليبنوا له بيتاً بحجة أنه لا يملك واحداً؟

    إنه المستشار ذاته الذي نعتنا جميعاً بـ(الشحاذين) !!

    (أبوالعفّين) يخشى المصير القاتم، لذا لا يتورع عن تهديد الشعب السوداني وترويعه. كلا يا هذا، فالشعب لم يعد لديه ما يخسره. حتى اللصوص أقلعوا عن السرقة لأنه لم يبق في البيوت التي كانوا يتسورونها شيئاً لُيسرق !!

    الشعب السوداني لم يعد لديه ما يخسره، أنتم يا (أبوالعفّين) من يخشى الخسارة.

    تخشون خسارة (اللاندكروزر 2011)، و(سيارة الأبناء)، و(سيارة الزوجة)، وطواقم الحراسة، و(الفيلا الفخمة) والرصيد المصرفي الذي يتجاوز ملايين الدولارات !!

    أنتم من يخشى مصير (زين العابدين بن علي) و(تشاوشيسكو) و(جعفر نميري) !!

    أنتم من يخاف انحياز قوات الجيش والشرطة للشعب السوداني إذا ثار عليكم.

    تعلمون جيداً أن جهاز الأمن وحده هو من سيحاول حمايتكم. تعرفون أن جهاز الأمن لن يقوى على مكافحة الثورة التي لن تشتعل هذه المرة في الخرطوم وحدها، فشندي جرّبت الخروج، ومدني أجرت (بروفتين) ناجحتين، وكذا فعلت الحصاحيصا. و(الجزيرة أبا) والنيل الأبيض. وبورتسودان تتململ. والمعارضة السودانية تعيش أفضل حالاتها منذ سنوات. وهي، ومعها الشعب تلقوا رسالةً قويةً من شعب تونس:

    إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة

    فلابد أن يستجيب القدر.

    ونحن نريد الحياة يا (أبوالعفّين)

    نريدُ أن نتعلم ونعلّم أولادنا مجاناً.

    نريدُ أن نتعالج مجانا، ولا نخشى الفاقة حين نتوجه إلى المستشفيات.

    لا نريد أن ندفع 8,5 آلاف جنيه ثمناً لجالون بنزين.

    نريد أن نبتاع خبزاً رخيصاً تدعمه الحكومة.

    نريد أن نحافظ على كرامة نسائنا وأخواتنا وأمهاتنا من الجلد.

    نريد أن نتوجه إلى المحكمة فلا نبحث عن واسطة.

    نريد أن نعمل ولا أحد يسألنا عن قبائلنا قبل التوظيف.

    نريد لجامعاتنا أن تسترد هيبتها.

    ولمشروع الجزيرة أن يزدهر، ولمشاريع النيل الأبيض، والشمالية والقضارف.

    نريد ألا نطأطيء رؤوسنا في مطارات العالم ونحن نمدّ أيادينا بجوازات سفرٍ صارت تجلب لنا تهم الإرهاب والترويع.

    لا نريد لطفلاتنا وأطفالنا أن يكونوا فرائس للذئاب البشرية. نريد للقانون ورجال القانون أن يؤدوا دورهم في حماية الأطفال من الاغتصاب عوض حماية (أبوالعفّين) و(أبوالدقيق) !!

    نريد للعاطلين عن العمل أن يتوظفوا حتى لا يكونوا عرضةً للاحباط والأذى النفسي الذي يدفع بعضهم لاغتصاب الأطفال.

    نريد أن نحيا في سلام.

    نريد لمشكلة السودان في دارفور أن تُحل لتوقد نار القرآن مرةً أخرى هناك.

    نريدُ لفتياتنا أن يجدن لقمة شريفة، ولا نريد لهن الابتزاز الجنسي بواسطة رجال القانون.

    نريد أن تكون الشرطة في خدمة الشعب لا الحكام.

    نريد أن نعيش دون خوف.

    نريد أن نتديّن على طريقتنا الصوفية الجميلة، لا أن تُقسرنا السلطة على التديّن، وهي سلطة قاتلة سارقة فاسدة ومفسدة.

    نريد للدين أن يكون حيّاً بيننا، يخرج معنا إلى الشارع في رمضان ليدعو الغرباء إلى مائدة الإفطار، ويذهب معنا إلى المقابر لدفن الأموات، ويرحم الصغير، ويوقر الكبير، ويعود المريض، ويصلّي ويصوم ويزكي ويحفظ الله دون جلبة وصراخ. لا نُريده أن يكون جلاداً بيده السوط والسيف. نُريده أن يطعمنا أولاً ويؤمننا من الخوف، لا نريده للتخويف، نريده للمحبة والتسامح.

    نريد لديننا أن يكون مثل أجدادنا الطيبين وجداتنا المسالمات الحكيمات، لا نريده متهيّجا ملتحياً كاذباً يسرق ويكذب ويزني ويقتل ويعذّب ثم يأمر الناس بالبر !!

    نريد أن نمسك بأكفّ زوجاتنا ونروح نتجول في شارع النيل دون أن يسألنا رجال شرطة النظام العام عن بطاقات هوياتنا.

    نريد أن نسهر مع محمد وردي حتى الصبح دون أن يعكّر صفونا وصفو فرحنا شبانٌ من النظام العام لا يعرفون قيمة وردي ولا محمد الأمين ولا الكابلي !

    نريد أن نسترجع حياتنا وأحلامنا في مستقبل مشرق، لا أن نفكر في ما يخبئه لنا الغد من زيادة في الأسعار أو انفصال جزء آخر من الوطن.

    نريد أن نحيا يا (أبوالعفّين) وأنتم تحولون بيننا وبين الحياة، فمن سيتنحى من طريق الآخر، نحن أم أنتم؟

    إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة

    فلابد أن يذهب (أبوالعفّين) !

    وليفهم (أبوالعفّين) جيدا، بقدر العنف الذي ستمارسه السلطة على الشعب، سيكون الحساب. نحن نتمنى ألا يكون الحساب عسيرا يسبق حتى إجراءات المحاكمات و(رحلات الهروب) على (التونسية) أو (الهولندية). نحن نتمنى أن يتنبه العقلاء في المؤتمر الوطني إلى المخاطر المحدقة بهم هذه المرة. فالحلُ بأيديهم لتجنّب شلالات الدم التي سيبدأها حتماً المؤتمر الوطني – إن لم ينصت لصوت العقل – وستغرقه هو في نهاية المطاف.

    نحن نتمنى صادقين ألا يكون التغيير عنفياً نتيجة ازدراء المؤتمر الوطني وتعاليه واستحقاره لشعبه. نتمنى أن يكون (الدرس التونسي) مفيداً قبل أن يفوت أوان التوسلات والرجاء المذّل كما جرى لـ(زين العابدين بن علي) في تونس، ومع ذلك اقتلعه الشعب.

    الشعوب يا (أبوالعفّين) أقوى من أجهزة الأمن في العالم مجتمعة.

    والتغيير قادم. التغيير قادم بفضل الجماهير، كما حدث في أوروبا الشرقية، وأميركا اللاتينية، وإيران، وتونس. التغيير قادم كما حدث في أكتوبر وأبريل. التغيير قادم شئتم أم أبيتم. والتهديد والوعيد لن يزيدنا إلا تصميماً لوضع نهايةٍ لعهود التسلط والقهر والخوف في الوطن الحبيب.


    نواصل
                  

01-18-2011, 02:46 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    عفة حزب الأمة..وقلة أدب (كرتي) !




    خالد عويس




    روائي وصحافي سوداني




    www.Khalidowais.com




    نعودُ مرةً أخرى - في سياق هذا المقال، بعد مقالنا الأول عن علي كرتي وكمال عبيد – إلى التصريحات الغريبة التي تفتقر إلى أدنى درجة من التهذيب التي أدلى بها وزير خارجية "التنظيم"، علي كرتي، ووصف من خلالها السيدين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني، زعيمي أكبر حزبين سياسيين في السودان، بالـ(سجمانين) !




    ووصف خصمٍ سياسي في السودان بأنه (سجمان)، ناهيك أن يكون هذا الخصم في مكانة وعمر وتاريخ السيدين المهدي والميرغني هو وقاحة ما بعدها وقاحة، وقلة أدب تنبئ عن انحطاطٍ في الأخلاق والسلوك يسم – عادةً – القسم الأعظم من قادة نظام (الهلاك) منذ أن تربعوا على السلطة في جنح ليلٍ بهيم في 30 يونيو 1989 ليدخل الوطن بأسره منعطفا لن يخرج منه سالما إلا بمعجزة، والسبب الرئيس هو هذا القدر من الانحطاط الأخلاقي الذي سوّل لهم - طيلة 21 سنة – أن يقتلوا بذريعة اقتناء عملات أجنبية، وأن يُعذبوا - في المعتقلات - حتى أساتذتهم في الجامعة، مثلما فعل نافع علي نافع، وأن يتنعموا هم بثروات طائلة ويدعوا القسم الأعظم من الشعب السوداني لغائلة الجوع والمرض والفقر المدقع !




    وقاحةُ هؤلاء الناس طيلة عهدهم فاقت أيّ وقاحة عرفها السودانيون طوال تاريخهم. وقلةُ أدبهم بزّوا بها حتى أكثر الناس جلافةً وانحطاطاً، والسيئ في الأمر أن كل ذلك يتم باسم الدين، والدين الإسلامي أبعد ما يكون عن ذلك. فالله سبحانه وتعالى نهى عن التنابذ بالألقاب، لكن صحافتهم في أيام الديمقراطية كالت الشتائم لكل خصومهم، وسمّتهم بألقاب تعافها النفس "السوية" !




    وهم منذ أن تنسموا السلطة ما كفوا أذاهم وأذى ألسنتهم المتقيّحة وأقلامهم القبيحة عن الناس.والله تعالى وجه أن يكون الحوار بالحسنى و"بالتي هي أحسن"، لكنهم، وفي كل منعطف كانوا الأكثر خشونة، والأقل دماثة، والأشد رعونة وطيشاً واستخداماً لألفاظٍ ونعوت لا تعبّر إلا عن مرضٍ نفسي عُضال ينبغي أن ينتهي بصاحبه إلى طبيب يداويه، ولم تغِب عن ذاكرة السودانيين بل والشعوب الأخرى الجارة، بعد، سيول الشتائم التي انهال بها "بوق" التنظيم -آنذاك - يونس محمود على رؤوس قادة دول الجوار وقادة المعارضة بألفاظ يعفّ عن ذكرها المرء.




    إنها مدرسةٌ واحدة حتى إن تمّت عملية تبادل للأدوار بين حينٍ وآخر. إنها مدرسةٌ كارهةٌ للناس، وكارهةٌ للإنسانية، وكارهةٌ حتى لذاتها الممثلة في زعيمها التاريخي والروحي، الدكتور حسن الترابي، الذي زجّ به تلاميذه مرات في غياهب السجن، ونكلّوا برفاق الأمس الذين لطالما أكلوا على موائدهم وناموا في بيوتهم وتقاسموا معهم السراء والضراء !




    والله تعالى يأمر بالبر والإحسان، لكنهم ظلوا الأكثر فجورا ! والله تعالى يأمر بالرفق واللين، لكنهم مثلوا دائما الطائفة الأبعد شقة - بين السودانيين - عن هذه المعاني، حتى تساءل أشهر كاتب سوداني على الإطلاق، المرحوم الطيب صالح: "من أين أتى هؤلاء" ! لكنهم - يا سيدي الطيب، رحمك الله – أتوا من بيننا، واستغلوا سماحتنا وطيبتنا، بل وسذاجتنا، ليحكموا حبالهم حول أعناقنا، وليحيلوا الوطن جحيما !




    ينتمي علي كرتي إلى حزبٍ فاسد حتى النخاع، ومجرم أشد الإجرام، ملطخة أيدي كبار "مجرميه" بدماء الشعب السوداني في كلّ مكان، امتص حتى حليب الأطفال ليثري - بالحرام -، وقذف بمئات الآلاف من الأطفال خارج الفصول الدراسية لعجز أسرهم عن سداد أقساط المدارس، وقتل النساء بدمٍ بارد، وأشاع الفساد في كل ركنٍ وزاوية، وأحال الوطن دياجير من الظلام والإظلام، وأرهب وأرعب وخوّف، ورمى بمئات الآلاف خارج الخدمتين المدنية والعسكرية، هم وأسرهم، معوزين محتاجين، وأقصى كل من ليس معه، وفرض ضرائب باهظة على كل سوداني، حتى الُرضع، ولم يسلم من شروره وأذاه حتى الشجر والطير، فالبلد التي كان يجيئها "حتى الطير الجائع"، ما عادت توفر غذاءً للآدميين ناهيك عن الطير، ينتمي علي كرتي إلى كل ذلك "ال######" الملتصق بأجسادهم وثيابهم فرداً فردا، لكنه، بعد ذلك كله لا يخجل، لا من تاريخه الأجرب، ولا من واقعه المتعفن - كحزب، وكحكومة -، ليمضي في حفلة الشتائم والبذاءات التي ابتدأت في 30 يونيو 1989 !!




    والحقُ إن المرء حين يجد نفسه في أتون مستنقع ###### طيلة 21 سنة، لا يبارحه قيد أنملة، لأن حواسه ذاتها تستمرئ "تلك الرائحة"، رائحة المؤتمر الوطني الكريهة التي أزكمت الأنوف. أمثاله من الذين استمرأوا حفلات السحل والتعذيب والرقص على الجثث الآدمية، لا يمكن أن يجرّ رجليه خارج الأوحال التي تغطيه. ولا يمكن أن يفكر حتى مجرد تفكير في العيش كبقية الآدميين نظيفاً من الدرن النفسي، كيف لا، وصور ضحاياه وضحايا نظامه بمقدوره أن يراها في كل زاوية من زوايا هذا الوطن المنهك. من استمرأ الكذب والنفاق والدجل باسم الدين نفسه، لا يمكن أن يصبح إنساناً سويا يتكيّف مع الحياة الطبيعية !




    علي كرتي يصف السيد الصادق المهدي بأنه "سجمان" !




    "سجمانٌ" لأنه يتقبل رشوة المؤتمر الوطني ليلاً، ويشتمه نهاراً على حدّ مزاعم كرتي !!




    أثبت كرتي للشعب السوداني بأسره أنه هو وحزبه "راشون"، وبرهنوا أنهم يستغلون مال الشعب السوداني لمآرب سياسية، وأثبت بالدليل القاطع عدم نزاهة الانتخابات، وإلا لماذا يدفع من مال الشعب السوداني لهذه الأحزاب كي تشارك، إلا إذا كانت الانتخابات "حفلا مفضوحا وغبياً للتزوير"؟




    ومن طرفٍ خفي اتهم علي كرتي نفسه وقادة حزبه بأنهم مجموعة من الرجال البلهاء غررت بهم قيادة حزب الأمة، واستدرجتهم - كأقصى ما تكون السذاجة – لدفع أموال طائلة لم يجنوا من ورائها شيئاً، لا بل على العكس، أسهمت في تعريتهم وفضحهم من خلال استخدامها في أنشطة حزب معارض !!




    فهل يُقر وزير خارجية "التنظيم" بغبائه و"هبل" رفاقه؟




    لكن مهلاً، فلحزب الأمة أيضاً كلمته للتاريخ. حزب الأمة - لا علي كرتي - هو أوّل من كشف هذا الأمر، فهل سعى حزب الأمة - علانيةً - إلى فضح نفسه؟ ولماذا يفعل حزب الأمة ذلك بمحض إرادته؟ هل يحسب قادة المؤتمر الوطني أن كل الناس على ذات الدرجة من الغباء؟




    في بيان صادر في 16 أبريل 2010، قال حزب الأمة القومي ما يلي:




    (أثير غبار إعلامي كثيف اشتركت فيه صحف وأقلام صحفية وقنوات تلفزيونية حول المال الذي تسلمه حزب الأمة القومي من السلطة القائمة مؤخرا، سيقت من خلاله تهم ومغالطات تهم الرأي العام السوداني، ونود رصد الحقائق التالية:




    1. بعد قيام انقلاب 30 يونيو تعدى القائمون به على ممتلكات الأحزاب السياسية والأفراد المعارضين، وظلت سلطة "الإنقاذ" تنتهك حرمة الحقوق والممتلكات العامة والخاصة بطول فترة حكمها. وقد صادرت أموال وممتلكات حزب الأمة القومي وبعض قادته دون اعتبار لحق أو قانون.




    2. أصول حزب الأمة القومي التي صودرت في 1989م تشمل دور عديدة للحزب في الولايات المختلفة بالإضافة لممتلكات خاصة برئيس الحزب استخدمت كدور للحزب وهي: دار الحزب بأم درمان والمبنى المجاور له ودار الحزب بمدني بالإضافة إلى 169 عربة وأجهزة اتصالات ومطبعة وأثاثات.




    3. في سنة 2000م أقر النظام بحقوق الحزب وأعاد المباني المصادرة الخاصة برئيس الحزب، وجرى تقدير للحقوق التي يُستحق الحزب التعويض عنها كالتالي (التقديرات واردة بنقد اليوم- الجنيه الجديد):




    • 169 عربة قيمت بمبلغ 13,041,000




    • أجهزة اتصالات ومطبعة وأثاثات قيمتها 1,485,000




    • إيجار الممتلكات المستردة طيلة فترة المصادرة 2,736,000




    الجملة 16,923,000




    4. تم الإقرار بالحقوق المذكورة وتم سداد مبلغ 2,700,000 جنيها في ذلك الحين على أن يتم سداد بقية المبالغ تباعا (صار المتبقي حوالي 14 مليون)، ولكن النظام أراد الربط بين إرجاع الحقوق المستلبة وبين المشاركة في سلطته التي رفضتها المؤسسة الحزبية إلا وفق حكومة قومية أو انتخابات عامة حرة ونزيهة بقرار المشاركة الشهير في 18 فبراير 2001م.




    5. الإقرار بهذا الحق منذ 2000م وحجزه حتى الآن له تبعات مالية فهذا المبلغ لو وضع في أسهم شهامة كمثال لصار اليوم 62 مليون جنيها.




    6. كان النظام قد اتخذ سياسة إفقار ممنهجة للأحزاب وقادتها وكادرها والرأسمالية التي تمولها، لذلك طالبت الأحزاب السياسية جميعها بضرورة رد المصادرات كجزء لا يتجزأ من مطلوبات وبيئة الانتخابات العادلة والنزيهة لتستطيع الأحزاب أن تتحرك بفاعلية وسط قواعدها إبان الحملات الانتخابية ولترحيل الناخبين للتسجيل والاقتراع. وقد ورد ذلك ضمن اتفاق التراضي بين حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني في مايو 2008م.




    7. خاض حزبنا مراحل الانتخابات الأولى برغم عدم الاستجابة لمطالباتنا المتكررة لضمان حد معقول من الحرية والنزاهة لخوض الانتخابات. وفي 2 أبريل 2010م اتخذ المكتب السياسي للحزب قرارا اشترط فيه ثمانية شروط لمواصلة المراحل المتبقية من الانتخابات وهي: تجميد المواد القهرية في قانون الأمن- عدم استخدام موارد الدولة وممتلكاتها في الحملة الانتخابية- الاتفاق على معالجة مستقبلية لدارفور- تكوين مجلس قومي للإعلام- عدم الزج بالاستفتاء في المساجلات ووقف حملات الكراهية- تكوين مجلس دولة للإشراف على مفوضية الانتخابات يلزمها بضوابط الاقتراع- تأجيل الاقتراع لشهر- وتمويل الأحزاب لمقابلة احتياجات الانتخابات.




    8. في التفاوض مع المؤتمر الوطني حول شروطنا تم القبول بالشروط إلا التأجيل. وفي بند التمويل نوقش أمران: مستحقات الحزب المتبقية بطرفهم والمحجوزة برغم الإقرار بها في 2000م، وتمويل الأحزاب جميعا من قبل الحكومة المركزية وحكومات الولايات بحسب ما هو وارد في القانون، والذي تم الإقرار به بدون أن ينفذ. أما بند مستحقاتنا المتبقية فتم سداد مبلغ 2 مليون جنيها. وتصير بقية مستحقاتنا هي 12,223,000 جنيها سودانيا.




    9. فيما يخص الشفافية فقد استدعى رئيس الحزب رئيس ومقرر اللجنة المالية وحول لهما الملف المالي وقاما بدورهما بتنوير لجنة المهام (المكونة من قادة الأجهزة الدستورية ورؤساء لجان الانتخابات والمرشحين لمناصب الولاة الحاضرون) وهذه اللجنة هي التي ناقشت أسس توزيع المبلغ، كما تم تنوير المكتب السياسي لدى انعقاده في 6/4 بما تم الاتفاق عليه وما رفض من شروط الحزب وما تم تسلمه من مبالغ كجزء من مستحقاته المستردة.




    10. المكتب السياسي رأى أن عدم الاستجابة لشرط التأجيل المخفف (شهر فقط في مقابل مطالب التأجيل حتى نوفمبر 2010م) يفقد الشروط الأخرى أي معنى لها فرأت الأغلبية مقاطعة الانتخابات في كافة المستويات مع استثناء ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لتعلقهما بالمشورة الشعبية المصيرية للمنطقتين. وهذا يؤكد بلا أدنى ريب انتفاء وجود صفقة لوح بها البعض، فهذا القرار حرم المؤتمر الوطني من شرعية يطلبها لانتخابات مطبوخة.




    11. بادر رئيس الحزب بإعلان تسلم جزء مما تبقى من حقوق الحزب المسلوبة من قبل سلطة "الإنقاذ" وذلك في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه مقاطعتنا لمرحلة الاقتراع في 8/4/2010م.



    نواصل
                  

01-18-2011, 02:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    خالد عويس*
    أيُّهذا المصطفى عثمان..الشحاذون لا يقاتلون!
    حالٌ من الذعر والفوضى تنتظم المؤتمر الوطني حالياً أدّت إلى تصريحات متتالية من قبل قادته لا يمكن تشبيهها إلا بـ"الهلوسات" متبوعةً بحزمة إجراءات تعزز الاعتقاد أن النظام السوداني كالغريق الذي يتعلق بقشّة !

    نظرةٌ سريعة على أخبار السودان، تجعل المرء يفقد صوابه: الجيش يهاجم مواقع في دارفور. اغتيال مسؤول حكومي في دارفور على يد مسلحين مجهولين. سطوٌ مسلحٌ على بنكٍ في نيالا. إجراءات اقتصادية جديدة تضع أعباء إضافية على المواطنين. وزيرٌ يهدد بمنع العلاج عن الجنوبيين حال الاستفتاء. مستشار رئاسي يدعو الشباب والطلاب للاستعداد لحمل السلاح والقتال.وزيرٌ يصف قادة المعارضة بطريقة سوقية.كيلو اللحم الضأن يبلغ نحو 25 ألف جنيه - بالجنيه القديم -. الدولار يواصل ارتفاعه في مقابل الجنيه. انهيار 1000 منزل في جنوب دارفور نتيجة السيول.تصادم طائرتين في مطار الخرطوم.علماء "سلطان" يتهمون الصادق المهدي بـ"العلمانية" لدعوته إدراج التربية الجنسية ضمن مناهج التعليم العام.المؤتمر الوطني (يتراجع) ويسمح لمجلس الأمن بزيارة السودان دون لقاء البشير. وزيرٌ يشترط منح حكومته 4 مليارات دولار - ضمن 4 شروط - حتى تعترف بنتائج الاستفتاء.الحكومة تعلن: حصيلة السودان من النقد الأجنبي ستنخفض 24%. السودان يستورد سيارات سنوياً بقيمة مليار دولار، وأثاثات بقيمة 286 مليون دولار. صندوق النقد الدولي: انخفاض احتياطي النقد 75% في السودان. شركات النفط تخطط لوقف العمل وإجلاء موظفيها. كاتبٌ "إسلاموي" معروف بهوسه وحبّه للعنف والإرهاب يدعو المجتمع السوداني لحماية قتلة الدبلوماسي الأميركي "غرانفيل" وسائقه السوداني !!
    هذه قراءة سريعة لبعض العناوين والأخبار حين تُقرأ كلها - متصلةً - تكشف دون صعوبة عن أن البلاد تتجه إلى الهاوية بسرعة بالغة. وهي توضح بجلاء أن المؤتمر الوطني أفاق من سكرة نصره في "الانتخابات المزورة" على حقائق لا تمثل إلا رأس جبل الجليد المقبل.
    المؤتمر الوطني فاقدٌ تماماً للاتزان هذه الأيام، وشرع مسؤولوه - كعادتهم - في الهروب إلى الأمام، خاصةً بعد أن اتضح لهم - في نيويورك - أن المجتمع الدولي لن يمد لهم يد العون، بل ويتشدد في إجراء استفتاء الجنوب في موعده (تصريحات مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، الدكتورة سوزان رايس لبرنامج الشارع الدبلوماسي - قناة العربية، الخميس 30 سبتمبر 2010).
    الورطة البالغة التي وجد المؤتمر الوطني نفسه فيها، استدعت في ما يبدو تصريحات متتالية من قبل قادته أثارت وتثير سخرية الشعب السوداني - اللمّاح - وضحكه عليهم، فمن وزيرٍ يهدد بمنع الحقنة عن الجنوبيين في الشمال، وهو لاهٍ عن حقيقة بدهية منذ أن ألغى نظامه مجانية العلاج، إلى آخرٍ يبتز المجتمع الدولي بـ 4 مليارات دولار، إلى ثالثٍ يوجه إلى قادة المعارضة وابلا من الشتائم التي تؤهله تماماً لنيل لقب "وزير الردح"، إلى مستشار رئيس الجمهورية، مصطفى عثمان الذي أبت نفسه إلا أن يشارك رفاقه في "مهرجان العبط" هذا !
    مصطفى عثمان، حسب ما أوردت صحيفة "آخر لحظة" في عددها ليوم 30 سبتمبر 2010، دعا أثناء مخاطبته القيادات السياسية والشعبية بولاية كسلا، دعا الشباب والطلاب بالاستعداد للحرب ! ولم ينس "سعادته" أن يصف الدول الغربية بـ"الظلم والعدوان"، وأن ينوّه بـ"الانهيار الأخلاقي" في الغرب !!
    الصحيفة ذاتها التي نقلت تصريحاته، نقلت عنه تأكيدا لها، السبت 2 أكتوبر 2010، حيث قال إن حديثه أمس الأول أمام القيادات السياسية والشعبية بولاية كسلا حول دعوة الشباب لحمل السلاح لا يعني تغليب خيار الحرب فـ"نحن ندعو الناس للعمل من أجل السلام وانتهاج مبدأ الحوار لحل المشكلات إلا إننا لا يجب أن نغفل أهمية الاستعداد للحرب فحتى لو انفصل الجنوب في سلام فإن المؤامرات ستستمر على السودان".
    ويبدو أن "سعادة" المستشار الذي يعيش في كنف القصر، ويترفع عن مخالطة الناس، يعتقد أن قسماً من السودانيين لا زالوا يصدقون "مشروعه الرسالي"، و"زفاف الحور العين". ويبدو أنه يعيش خارج سياق التاريخ والأحداث.الملفت طبعاً أن تصريحاته صبّت عليه جام غضب السودانيين الذين علقوا على حديثه في عشرات المنتديات على صفحات الإنترنت، وطالبوه أن يكون - هو وأبناؤه - في مقدمة صفوف المقاتلين !
    كيف لشعبٍ اتهمه مصطفى عثمان أنه "شعبٌ من الشحاذين"، وقال بالحرف في لقاء جماهيري في القولد، شمال السودان، أن من لا ينتمي للمؤتمر الوطني عليه ألا يستخدم الطرق المرصوفة ولا الكهرباء، كيف لهذا الشعب أن يمشي خلف رغبات المستشار الرئاسي، وحروبه الدونكشوتية؟
    مصطفى عثمان يعبّر عن حالِ الهلع في المؤتمر الوطني الذي يقرع طبول الحرب هذه الأيام. ولأن هؤلاء فارقوا حياة الخشونة والعوز والفاقة مدة 21 سنة، وتنعموا في جاه السلطة والثروة، فمن غير الممكن مجرد التصوّر أنهم سينخرطوا في القتال. بل على النقيض، يتهمهم الناس بالتولي إلى "كنانة" وغيرها من مدن السودان الأوسط، يوم "زحف خليل إبراهيم"، حيث تركوا مواجهته لكتائب جهاز الأمن لعدم ثقتهم في الجيش !
    مصطفى عثمان الذي يصطاف أبناؤه وأبناء قيادات حزبه في القاهرة وكوالالامبور، على حساب "الشحاذين"، ويتعلمون ويتعالجون في أرقى الجامعات والمستشفيات على حساب "الشحاذين"، ويقودون السيارات الفارهة على حساب "الشحاذين"، ولم يمُت واحدٌ منهم في معسكر "العيلفون" كما مات العشرات من أبناء "الشحاذين"، هو ذاته لا يجد في نفسه ذرة حياء، فيدعو أبناء "الشحاذين" للدفاع عنه وعن حكومته !
    مصطفى عثمان الذي أهدر مليارات الدولارات خلال السنوات العشر الماضية على صرف الحكومة البذخي، ويخوتها الرئاسية، وسياراتها، وفيلاتها الرئاسية، وحمايتها، وشركاتها الأمنية، وأبراجها الشاهقة في قلب الخرطوم البائسة، والانتخابات المزوّرة، وضنّ على "الشحاذين" بالتعليم والعلاج المجانيين، يدعو "الشحاذين" لخوض حربٍ بالإنابة عنه هو وحزبه !
    مصطفى عثمان الذي وعد حزبه - خلال الانتخابات - شعب "الشحاذين" بحياة الرفاهية والدعة، يبشرهم الآن بحربٍ عبثية أخرى، تضع بنيهم كوقود لها، لا يفيد منها "المواطن - الشحاذ" شيئا ً سوى مآتم في طول السودان وعرضه !
    مصطفى عثمان الذي يدعو الشباب والطلاب للاستعداد للحرب، يغفل أن مهمة الدفاع عن السودان معلقة على عاتق الجيش، لا الطلاب الذين لم يوّفر لهم هو ونظامه رعايةً أو نظاماً تعليمياً يؤهلهم للمنافسة في سوق العمل !
    مصطفى عثمان ينسى أن الحرب في جنوب السودان، التي ساق لها حزبه، الشباب السودانيين - بمئات الآلاف -، لم يجنِ منها "المواطن - الشحاذ" سوى المزيد من الأعباء والضغوط الاقتصادية، ويغفل أن شيخه الذي علّمه قدرا ضئيلا من السياسة والعمل العام، وكثيرا من "الاستهبال" و"التلاعب باسم الدين"، لم يحترم حتى حرمة الموت، ولا أحزان آلاف الأسر السودانية، التي وصف موتاهم بـ"الفطائس" !
    مصطفى عثمان وهو يدعو شعباً من الشحاذين للاستعداد للقتال ينسى أن يقدم لهم مبرراً واحداً للحرب !
    ترى هل سيتكئ مصطفى عثمان وحزبه – هذه المرة – مبررا دينياً أم اقتصادياً أم "وطنياً"؟ أم سيتجاهل المبرر تماماً لأن أيّ مبرر سيفضحه، وسيفضح الهدف الرئيس من وراء هذه الدعوة المشبوهة للحرب، لأن الحقيقة هي الحفاظ على كراسيهم، فكيف لمن تقلّب في المناصب يمنةً ويسرة، وعاث فساداً وإفساداً، وأهدر كل موارد الدولة على رفاهيته وحياته المنعمّة، أن يستشعر خطر فقدان ذلك كله دفعةً واحدة دون أن يُصاب بـ"هلوسة" على شاكلة التصريحات التي صدرت عنه؟
    تُرى كم صرف مصطفى عثمان على فوزه - في الانتخابات المزورة - في دائرة القولد؟ ومن أين له ذلك؟ تُرى كم تبلغ كُلفة "قصر" مصطفى عثمان؟ ومن أين له ذلك؟ وهل سيدع هذا المستشار الهُمام هذا كله ليتوجه إلى ميادين الحرب والقتال؟ أم أنه يدعو فقط "أبناء الشحاذين" للدفاع عن مركزه هو، وقصره هو، وحياته المنعمّة هو؟
    لا أيهذا المصطفى عثمان، الشحاذون لن يدافعوا عنك أنت ونظامك، لأنهم كانوا يحلمون بالسلام، وأشعلتم الحروب في كل مكان، وكانوا يحلمون بدولة الرعاية الاجتماعية، وأنتم حرمتموهم من أبسط حقوقهم المتمثلة في العلاج والتعليم المجانيين، وكانوا يحلمون بالوفرة الغذائية، فبلغ كيلو الطماطم 22 ألف جنيه في عهدكم، وكيلو اللحم 25 ألف جنيه، وكانوا يحلمون بعملة قوية، والدولار – الآن – يتجاوز 3 آلاف جنيه، بمئتين وخمسين جنيها، وكانوا يحلمون بمن يصون دماءهم، فأرقتم كل الدماء جراء الهوس والقرارات الاعتباطية والذهنية المشوّشة العقيمة التي لم تنتج إلا خراباً، وكانوا يحلمون بماءٍ نظيف، فصاروا - حتى في الخرطوم - يحصلون على ماءٍ ملوّث بالفضلات الإنسانية في عهدكم، وكانوا يحلمون بالاكتفاء الذاتي، فهاجر أبناؤهم وعملوا كرعاة وسائقين في الخارج - بدلا من الزراعة التي انهارت في عهدكم – حتى يوفروا لأهلهم لقمة خبز شريفة في عهد فسادكم المطلق هذا، وكانوا يحلمون ببلد يفخرون به، ففوجئوا بأنكم - من أجل المال - تقبلون حتى باستيراد فضلات اليونانيين الآدمية، فأي قذارة - يا مصطفى عثمان - لم تلوثنا في عهدكم؟
    اذهب وقاتل أنت وقيادات المؤتمر الوطني، واحشدوا أبناءكم من أجل القتال، فـ"الشحاذون" ليسوا راغبين في القتال، ولم توفروا لهم نموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه الحاكم الصالح العادل حتى يلتفوا حولكم. الشحاذون - يا مصطفى عثمان – ليسوا قادرين على حمل السلاح جراء الملاريا والجوع والاسهالات المالية والفقر المدقع والضرائب والإحباط !
    إن شعباً وصفته بـ"المتسولين" لا يمكن أن يحارب تحت راياتك، حرباً لا مسوّغ لها، وستضع نفسك أنت وحكومتك في مواجهة الشعب السوداني بأسره لو عدتم سيرتكم الأولى الضالة في خطف الشباب من الشوارع وإرغامهم على القتال قسرا !
    ــــــــــــــــــــ
    * روائي وصحافي سوداني www.Khalidowais.com
                  

01-18-2011, 02:50 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) !
    خالد عويس
    روائي وصحافي سوداني
    [email protected]
    (بلال) نادلٌ تونسي في مقهى في مدينة جدة. شابٌ لم يتجاوز العشرين من العمر، نادراً ما كنت أراه مشغولاً بمتابعة الأخبار السياسية على الشاشات المنتشرة في المقهى حيث يعمل. يشجع نادي (الترجي) التونسي، وهاجر بعيداً عن ما كل يحبّه في بلاده – رغم حداثة سنه – بسبب الظروف المعيشية السيئة هناك. حين بدأت الإنتفاضة في تونس في 18 ديسمبر 2010 لحظت أن بلال انصرف عن متابعة مباريات الترجي وريال مدريد وبرشلونة إلى ملاحقة أي خبر عن الثورة التونسية. كان حزيناً ومغموماً ليس بسبب الضحايا وحدهم، وإنما – كما حدثني – بلا جدوى ما يحدث، لمعرفته بشراسة وقوة النظام القمعي. التقيت به اليوم. كان سعيداً جداً يكاد يطير من الفرح، يتبادل التهاني مع زملائه التونسيين. كم تحوّل هذا الشاب، صغير السن، من حال الاحباط واليأس إلى حالٍ أخرى قادرة على صناعة المعجزات في غضون شهر واحد.
    (بلال) لا ينطوي على وعيٍ سياسي، فمركز اهتمامه عمله وأسرته ثم أداء (ميسي) و(كريستيانو رونالدو). لكنه، شأنه شأن (محمد البوعزيزي)، الشاب الذي أشعل النار في جسده فأشتعلت تونس كلها، وفرّ (الديكتاتور) في نهاية المطاف، يهتمّ لمستقبله ومعيشته وحياة الملايين في وطنه. (بلال) و(البوعزيزي) كلاهما كانا يدركان أن سبب ما هما فيه من بلاء، هي مجموعة صغيرة استأثرت بموارد وطنهما وحرمتهما من الكثير من حقوقهما الطبيعية. كانا يفهمان أن (زين العابدين بن علي) يحاول ليس فقط مصادرة راهنهما، وإنما أيضاً أحلامهما في المستقبل. كان الرئيس التونسي ليصادر - إن بقي – كل شيء يربطهما بالحياة. رحل (البوعزيزي)، وبمقدور (بلال) الآن أن يعود إلى وطنه ليشارك على قدم المساواة مع غيره في بناء تونس الجديدة !
    وفي العاصمة القطرية، الدوحة، كان شابٌ سوداني لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب السودانية يعبّر للسيد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار، كان يعبّر عن مدى احباطه وحزنه لما آل إليه حال السودان، ويؤكد أن الشعب السوداني لن يثور أبداً لأنه رضخ للعذاب واستلذ الآلام، وأصبح كل واحد يبحث عن خلاصه الفردي حتى ولو بسبلٍ غير مشروعة.
    كان رد السيد الصادق المهدي على الشاب الذي اصطحبناه لمقابلته، أن الشعب التونسي الآن يواجه الجلادين ببسالةٍ نادرة. لفت السيد الصادق المهدي إلى أن النظام التونسي ظلّ على مدى 23 سنة يقبض على السلطة بيدٍ من حديد حتى بات الجميع مؤمنين بأن التغيير يمكن أن يطال جميع دول المنطقة إلا تونس. فالسلطة هناك لا تتهاون في استخدام أقصى درجات العنف ضد شعبها في سبيل درء أية محاولة لتغييرها. وتوقع أن يهوي النظام أمام ارادة الشعب. كان ذلك في 12 يناير 2010. في 14 يناير، كان زين العابدين بن علي على طائرته يبحث عن عاصمةٍ تتفضل بقبوله !
    زلزال تونس يُعادل 8 درجات بمقياس (الثورات). فتونس أفضل حالاً بكثير من عددٍ من بلدان الشرق الأوسط. تونس تحقق نمواً سنوياً يقدر بأكثر من 3%، وتكفل لمواطنيها تعليما (مجانيا) إلى الجامعة.
    مستوى دخل الفرد في هذا البلد يبلغ نحو 8559 ألف دولار سنويا، بحسب مجلة "قلوبال فاينانس"، وتحتل المرتبة 89 عالمياً، في ما السودان – مثلاً – يقبع في المرتبة 138 عالمياً بمستوى دخل يبلغ 2465 دولاراً في السنة. أيّ أن مستوى دخل المواطن التونسي يتجاوز مستوى دخل نظيره السوداني بنحو 6 آلاف دولار. بقي أن نشير إلى أن مستوى دخل الفرد في مصر – مثلا – في 2010 يبلغ 6347 وفي سوريا 5043.
    تونس لا تحتل مواقع الصدارة في ترتيب الدول الأكثر فساداً والأقل شفافية حول العالم كما هو شأن السودان. والسودان – بحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية 2009 – يتصدر ترتيب الدول الفاسدة والأقل شفافية من بين 180 دولة حول العالم شملها التقرير. فهو يأتي خلف الصومال بـ 1,1 وأفغانستان بـ 1,3 ومينامار بـ 1,4 والسودان والعراق بـ 1,5 نقطة !!
    بمعنى آخر، فإن السودان يحتل المركز 177 من بين 180 دولة، ولكم أن تتخيلوا أن تونس هي الدولة الأقل فساداً في شمال إفريقيا وتحتل المرتبة 65 بـ 4,2 نقطة. تونس تتقدم حتى على الكويت صاحبة المركز 66 واليونان في المركز 71 والبرازيل في المركز 75.
    ومع ذلك كله ثار الشعب التونسي وأدخل الذعر في قلب الطاغية الذي بدا واجفاً وفاقداً لرباطة جأشه في آخر خطابٍ له وهو يؤكد لشعبه بأنهم فهم الرسالة. فهم الرسالة بعد أن طفح الكيل بالتونسيين وما عاد أمامهم سوى اجباره على الفرار.
    هذه هي تونس التي يتفوق إنسانها على إنسان السودان في مستوى دخل الفرد بـ 4 آلاف دولار !!
    هذه هي تونس التي لم تتعرض إلى تقسيم قسري بسبب غلظة حكامها وسماجتهم وخطبهم الباهتة وتعميقهم مشاعر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. تونس التي لم تتعرض دارفور(ها) لمذابح وانتهاكات تجلّ عن الوصف قال عنها (الرئيس) إنها لا تتجاوز 10 آلاف (فقط) !!
    نعم، دفع التونسيون ثمناً باهظاً من أجل التغيير وسقط نحو 70 تونسياً، لكن السودانيين دفعوا ثمناً أكبر، دفعوا ثمناً ربما لم يدفعه شعبٌ في العالم. تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى مقتل مئات الآلاف في دارفور، ومليوني نفس في الجنوب، هذا غير النقابيين الذي قُتلوا أثناء التحقيقات، وضباط الجيش الذين دُفن بعضهم أحياء، والنساء اللواتي تتم مطاردتهن إلى غاية الآن، والطلاب الذين لا يجدون ثمن الدفتر المدرسي والأقلام بسبب الضائقة المعيشية التي أحدثت أكبر شرخٍ حتى في الأخلاق السودانية. لو تسنى لك زيارة الخرطوم فستلتقي بمئات المتسولين الذين كانوا أحقّ بالمال من بناء مسجدٍ فخمٍ جداً في (الحي الرئاسي) في كافوري، وتجاوزت كلفته بضعة ملايين من الدولارات، قريباً من الفيلات الفخمة التي يقيم فيها ليس أبناء عائلة الطرابلسي أقرباء (ليلى) قرينة الرئيس التونسي، وإنما (طرابلسية) السودان !!
    طرابلسية السودان حين أتوا إلى السلطة كانت القوى السودانية كلها بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان – ما عدا الجبهة الإسلامية القومية – تتأهب في سبتمبر 1989 لعقد المؤتمر الدستوري الذي كان ليضع نهاية للحرب دون تقرير مصير.
    طرابلسية السودان حين أتوا كان الدولار يساوي 12 جنيهاً فقط، والحكومة توفر لمواطنيها تعليماً وعلاجاً مجانيين، وتدعم السلع الرئيسة بما في ذلك الوقود والسكر والخبز.
    كان الناس يعانون بعض الشيء في صفوف (البنزين) و(الخبز) في بعض الفترات لكي لا يتوجهوا لـ(السوق الأسود). طرابلسية السودان بعد أعوامهم الثلاثة الأولى التي شهدت ندرة في كل السلع الضرورية، وفروا كل شيء بـ(السوق الأسود) فاختفت الصفوف واختفت – كذلك – النقود !
    طرابلسية السودان قالوا إن (ثورتهم) حالت دون وصول الدكتور جون قرنق بقواته إلى مشارف كوستي، لكنهم لم يستطيعوا الدفاع عن عاصمة مشروعهم الحضاري في وجه قوات الدكتور خليل إبراهيم.
    طرابلسية السودان كنزوا الذهب والفضة واستأثروا بكل ثروات السودان وتركوا مواطنيهم للفاقة والفقر المذل. لم يحترموا شيخاً عجوزاً،ولا إمرأة، ولا طفلاً. حرموا ملايين الأطفال من التعليم لأن 90% من الشعب السوداني يرزح تحت خط الفقر. السودانيون عاجزون عن توفير لقمة لأطفالهم فكيف لهم أن يرسلوهم إلى المدارس؟
    طرابلسية السودان جلدوا آلاف النساء السودانيات العزيزات وأساءوا إليهن ومرغوا كرامتهن في التراب. طرابلسية السودان قالوا في بيانهم الأول
    ((( أيها الشعب السوداني الكريم إن قواتكم المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السوداني وصونا للعرض والكرامة . وترقب بكل أس وحرقة التدهور المريع
    الذي تعيشه البلاد في شتى أوجه الحياة ، وقد كان من ابرز صوره فشل الأحزاب السياسية في قيادة الأمة لتحقيق ادني تطلعاتها في صون الأرض والعيش الكريم والاستقرار السياسي ، حيث عبرت علي البلاد عدة حكومات خلال فترة وجيزة ما يكاد وزراء الحكومة يؤدون القسم حتى تهتز وتسقط من شدة ضعفها وهكذا تعرضت البلاد لمسلسل من الهزات السياسية زلزل الاستقرار ########و هيبة الحكم والقانون والنظام .
    إيها المواطنون الكرام ......... لقد عايشنا في الفترة السابقة ديمقراطية مزيفة وموسوسات الحكم الرسمية دستورية فاشلة ، وإرادة المواطنين قد تم تزيفها بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسي ، ومؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحا لإخراج قرارات السادة ، ومشهد ا للصراعات والفوضى اما رئيس الوزراء فقد أضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها في كثرة الكلام والتردد في المواقف حتى فقد مصداقيته.
    أيها المواطنون الشرفاء إن الشعب بانحياز قوات المسلحة قد أسس الديمقراطية في نضال ثورته في سبيل الوحدة والحرية ولكن العبث السياسي قد افشل الحرية والديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كرد فان علاوة على ما يجري في الجنوب في مأساة وطنية وسياسية .
    مواطني الأوفياء إن عداوات القائمين على الأمر في البلاد في الفترة المنصرمة جعلتهم يمهلون عن قصد إعدادها لكي تقوم بواجبها في حماية البلاد ولقد ظلت قواتكم المسلحة تقدم ارتالا من الشهداء كل يوم دون أن تجد من هؤلاء المسئولين ادني اهتمام من الاحتياجات أو حتى في الدعم المعنوي لتضحياتها مما أدي إلى فقدان العديد من المواقع والأرواح حتى أصبحت البلاد عرضة للاختراقات والاستلاب من إطرافها العزيزة في هذا الوقت التي نشهد فيه اهتماما ملحوظا بالمليشيات الحزبية .
    أيها المواطن
    لقد فشلت حكومات و الأحزاب السياسية في تجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد وفشلت أيضا في تحقيق السلام الذي عرضته الأحزاب للكيد والكسب الحزبي الرخيص حتى اختلط حابل المختص بنابل المنافقين والخونة وكل ذلك يؤثر على قواتكم المسلحة في مواقع القتال وهى تقوم بالإشراف المعارك ضد المتمردين ولا تجد من الحكومة عونا على الحرب أو السلام هذا قد لعبت الحكومة بشعارات التعبئة العامة دون جهد أو فعالية.
    أيها المواطنون الشرفاء :
    لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخيم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطن الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع الاسعارها مما جعل الكثير من ابنا الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضباط الحياة والنظم ...........
    أيها المواطنون الشرفاء :
    لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلي الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدي إلي انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري ضاعت بين يديهم هيبة الحكم و سلطان الدولة ومصالح القطاع العام .
    المواطن الكرام
    إن إهمال الحكومات المتعاقبة علي الأقاليم أدي إلي عزلها من العاصمة القومية وعن بعضها في ظل انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجئوا إلي تكوين المليشيات كما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبأسعار خرافية .
    أيها المواطنون لقد كان السودان دائما محل احترام وتأييد من كل الشعب والدول الصديقة كما انه أصبح اليوم في عزلة تامة والعلاقات مع الدول العربية أصبحت مجالا للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل صداقاتها علي الساحة الإفريقية ولقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الإفريقي حتى تضررت العلاقات مع اغلبها وتركت لحركة التمرد تتحرك فيها بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقا استراتيجيا تنطلق منه لضرب الأمن والاستقرار في البلاد حتى أصبحت تتطلع إلي احتلال موقع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية وهكذا أنهت علاقة السودان مع عزلة مع الغرب وتوتر في إفريقيا والدول الاخري .

    أيها المواطنين الشرفاء .
    إن قواتكم المسلحة ظلت تراقب كل هذه التطورات بصبر وانضباط وكان شرفها الوطني دفعها لموقف ايجابي من التدهور الشديد الذي يهدد الوطن واجتمعت كلمتها خلف مذكرتها الشهيرة التي رفعتها منبهة بشدة من المخاطر ومطالبة بتقديم الحكم وتجهيز المقاتلين للقيام بواجبهم ولكن هيئة السيادة السابقة فشلت في حمل الحكومة علي توفير الحد الادني لتجهيز المقاتلين واليوم يخاطبكم أبناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزتهم وكرامتهم وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض .
    قواتكم المسلحة تدعوكم أيها المواطنين الشرفاء للالتفاف حول رايتها القومية ونبذ الخلافات الحزبية والإقليمية الضيقة وتدعوكم الثورة معها ضد الفوضى والفساد واليأس من اجل إنقاذ الوطن ومن اجل استمراره وطنا موحدا كريما............... عاشت القوات المسلحة حامية كرامة البلاد عاشت ثورة الإنقاذ الوطني عاش السودان حرا مستقلا ..... الله اكبر والعزة للشعب السوداني الأبي .


    عميد أ.ح عمر حسن احمد البشير
    رئيس مجلس قيادة الثورة))))
    انتهى بيان الثورة الكارثة. الآن، أتحدى من يقول إن العميد أوفى بـ 1% من وعوده؟ ماذا فعل خلال 21 سنة من حكم السودان؟
    قالوا إننا (سنأكل مما نزرع). لم نعد نأكل إلا التراب، ومشروع الجزيرة الذي كنا نفاخر به الأمم انتهى به الأمر إلى العجز التام.
    قالوا (نلبس مما نصنع). لم نعد نلبس لا من صناعتنا ولا من صناعة الآخرين.
    قالوا إنهم أتوا (لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض) !!
    ولا يمكن لـ(عاقل) أن يعلّق على الفقرة الأخيرة، فهي مثيرة للضحك. على قائلها أن يحافظ أولاً على حريته – اليوم – من المحكمة الجنائية الدولية قبل أن يفكر في المحافظة على (الوحدة الوطنية) التي أضاعها !!
    وليطيب لكم قرائي الأعزاء أن تتأملوا مقولته (لا طمعاً في مكاسب السلطة)، ولنسأل عن الفيلات الفخمة في كافوري ولنسأل عن الامتيازات الضخمة بمليارات الدولارات للطرابلسية السودانيين !!
    وبعد هذا كله يهددون الشعب السوداني إن جرّب الخروج إلى الشارع. ما العمل إذن؟ هل يحمل الشعب كله السلاح ضدكم لكي يزيحكم من طريق مستقبله؟
    الخوف الذي رأيناه على وجه (بن علي) هو ذاته الذي ينمو بين جوانح حكّام السودان خشية المصير القاتم. الخوف الذي دفعهم لارسال الشرطة لعرقلة اللقاء الجماهيري الذي عقده السيد الصادق المهدي وبرفقته السيد مبارك الفاضل في الجزيرة أبا في الأمسية ذاتها التي هرب فيها بن علي إلى خارج تونس !!
    رمزية الجزيرة أبا، والحشد الهائل من الأنصار الذي التأم هناك والخطاب الساخن الذي قدمه قادة حزب الأمة كلها تشير إلى أن موعد الشعب السوداني قد حان.
    قالها إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة: (اتحزموا واتلزموا).
    خرجت جامعة الخرطوم.
    خرجت مدني والحصاحيصا.
    خرجت شندي.
    خرجت كادوقلي.
    بورتسودان تغلي.
    خرج الشرفاء والشريفات في الخرطوم – مساءً – في وقفة احتجاجية.
    قوى الاجماع الوطني ترص الصفوف.
    السودانيون في الخارج يتنادون من أجل التغيير.
    السودانيون في الداخل يرصون الصفوف في انتظار التغيير.
    كل فرد له دور عظيم يقوم به.
    التغيير قادم، فطالما أن التونسيين الذين لم يجربوا الثورة الشعبية في تاريخهم، وكان في مواجهتهم نظامٌ قمعي في غاية القسوة، طالما أنهم انتصروا، فنحن أقدر على الانتصار. نحن أبناء أبطال شيكان وقدير، نحن الذين فجرنا الأرض في أكتوبر وأبريل. لم يمت الشعب السوداني بعد 21 سنة طالما أن الشعب السوداني انتصر بعد 23 سنة.
    قوات الأمن والشرطة ستنهار تحت وطأة الجماهير الغاضبة.
    الغضب من الذل، الغضب من الهوان الذي نعيشه، الغضب من فصل الجنوب، الغضب من الوضع المعيشي الذي بلغ مرحلة تنذر بموتنا جوعاً، الغضب من تهديدنا إذا خرجنا الشارع، ونحن ليس أمامنا إلا أن نردد مع الشاعر:
    وإما حياة تسر الصديق..وإما مماتٌ يغيظ العدا
                  

01-18-2011, 02:51 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الاستقلال الحزين ..أبيي (2) وعودة "البلدوزر!! ... بقلم: خالد عويس
    الأحد, 02 كانون2/يناير 2011 09:05

    خالد عويس
    روائي وصحافي سوداني
    www.khalidowais.com

    .... عيدٌ بأي حالٍ عدت يا عيد؟ عيدُ استقلال السودان، هذا العام، يجلله الحزن، وتكلله الفجيعة، والأمة السودانية بين مصدّقة ومكذّبة، وغير قادرة حتى الآن على استيعاب حجم الكارثة الوطنية القادمة بعد ثمانية أيام بالتمام والكمال، حيث يبدأ استفتاء مصير قطعة عزيزة من الوطن، ومجموعة كريمة من أبنائه.
    عيدٌ بطعم العلقم، وما من وطنيٍّ صادق في حبّه لهذا التراب شاء أن يحتفل هذا العام. بم يحتفل؟ بوحدةٍ وطنية أضاعها حزبٌ حكم علينا بالتمزق، أم بوطنٍ أُنتقص وسيُنتقص أكثر من أطرافه؟ أم بمصير مجهول لبقية الأطراف نتيجة الاستبداد والإصرار على فرض رؤية أحادية قاصرة يلخصها تماماً الكلام عن سودانٍ لا يحتمل أيّ نوع من التعدد؟
    وشاء الطيب مصطفى ومنبره العنصري الذميم أن ينغّص على السودانيين ليلتهم الحزينة أكثر فأكثر بوضع إعلانات ضخمة و(فخمة) في شوارع العاصمة الموجوعة تبشّر بالانفصال بطريقةٍ عنصرية كريهة: (الانفصال هو الاستقلال الحقيقي) و(وداعاً لخمسة وخمسين عاما من القتل والدمار) !
    الطيّب مصطفى ورهطه لم يغادروا المؤتمر الوطني قيد أنملة، وهم يعبرون بشكل صادق عن ضميره الحقيقي وطريقة تفكير قادته. تمويل مثل هذه الترّهات المنتشرة في شوارع الخرطوم كان أولى بها الأيتام الذين لا يُعنى بهم الطيب مصطفى وأمثاله من العنصريين المتخمين. كان أولى بها الأرامل الفقيرات المعوزات اللواتي بتن ليلة لا تختلف عن مثيلاتها طيلة 21 سنة من حكم زمرة الطيب مصطفى التي داست على آلام هؤلاء وأوجاعهم ولم تكترث بهن، بل وطاردتهن في شوارع الخرطوم تارةً باسم الهوس الديني وتارةً أخرى باسم (النظام العام)، بل ولاحقت أولادهن لتشحنهم إلى الجنوب كوقود لحرب دينية وعنصرية ستكشف الأيام مدى الفظاعات التي أُرتكبت خلالها على يد أمثال الطيب مصطفى من العنصريين المهووسين بأوهام نقاء العرق!
    الطيب مصطفى لا يُدرك حجم الجرائم التي يمكن أن تُرتكب نتيجة تحريضه المستمر وزرعه الفتنة في كلّ صباح جديد. الطيب مصطفى وحزبه الأصلي (المؤتمر الوطني) لا يهمهما أبداً إن راح ضحية التعصب والتطرف عشرات الآلاف من السودانيين.
    الطيب مصطفى يعلم تمام العلم أن مناطق جنوب النيل الأزرق وأعالي النيل ستصبح أبيي (2) إن أُطلق شيطان التعصب والعنصرية من عقاله. ومن سيطلقه سوى الطيب مصطفى ومنبره التابع للمؤتمر الوطني؟
    الطيب مصطفى وحزبه الأصلي يعلمان أن نحو ألفين من قبائل (رفاعة الهوي) بأسرهم وقطعانهم البالغة نحو مليون ونصف المليون ما زالوا في أعالي النيل وأن أيّ (جريمة) عنصرية حتى هنا في الخرطوم - نتيجة التحريض المستمر - كفيلة بذبح آلاف من (رفاعة الهوي) و(النوير)، لكن الطيب مصطفى لا يأبه طالما أنه يكتب سيلاً من القيح والصديد العنصري في مكتبه الفخم على بعد أمتار من القصر الجمهوري !
    الطيب مصطفى يريد أن يغسل أدمغة الناس ليهيئهم للانفصال كي لا يكون سبّة تاريخية في وجه مؤتمره الوطني الذي سعى بكل السبل لطرد الجنوبيين من السودان الذي يريدون له أن يكون بطعمٍ واحد ورائحة واحدة، رائحة عنصرية كريهة ومقززة تعافها أيّ نفسٍ سوية !
    الطيب مصطفى لا يهمه أبدا إن أُبيد (رفاعة الهوي) عن بكرة أبيهم، وقُتل (النوير) إلى آخر طفلٍ فيهم، فهؤلاء كلهم مجرد (وقود) في المخطط الكبير، مخطط إبعاد الجنوب ثم دارفور، ثم الشرق، لتصبح دولة الطيب مصطفى بحدود دولة عبدالرحيم حمدي، دولة لا تختلف عن ألمانيا النازية في شيء، بل تفوقها في أوهام تفوّق (الجنس الآري) !
    إعلانات الطيب مصطفى في شوارع الخرطوم مستفزة جداً كما هو شأن تصريحاته بخصوص احتفالاتهم المزمعة عقب انفصال الجنوب! أيّ (شيزوفرينيا) هذه التي تلهم بشراً سوياً بالفرح لفصل جزء من بلده؟
    الطيب مصطفى وجماعته يعتقدون أنهم قضوا على أيّ بادرة نخوة أو إحساس بالكرامة لدى الشعب السوداني، فمهما هم فعلوا فيه لن يحرك ساكنا، بل عليه أن يجرّب (لحس الكوع) إن أراد الشعب يوماً الحياة !
    هؤلاء يؤمنون أنهم قبروا القيم السودانية وعلى رأسها الشجاعة والإقدام، ويعتقدون أنهم زرعوا الخوف في كل بيت وزاوية حتى أن الأربعين مليون سوداني لو تمّ جلدهم بالكرباج وتمت إهانتهم على نحو بالغ فسيبحث نصف هذا العدد عن ولاية من ولايات السودان يكون جلادوها أخفّ وطأة في الجلد !
    هؤلاء يرون أنهم أهانوا الشعب السوداني وأذلوه ذلة لا تقوم بعدها قائمة، لكن أحداث الأسابيع الأخيرة وحدها برهنت على أن العاصفة قادمة. فشندي معقل الرئيس خرجت في مظاهرات ليومين. وهنا في الخرطوم منعت شرطتهم المصلين من الأنصار من التوجه من دار حزب الأمة إلى مسجد الخليفة عبدالله أو مسجد الهجرة في ودنوباوي وشجت رأس شيخ مسن هو العم محمد أحمد غزالي وشجت رأس الدكتورة مريم الصادق المهدي وحطمت ذراعها. والدكتورة مريم قيادية في حزب الأمة القومي وابنة إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة، أي أن أبناء وبنات إمام الأنصار يتقدمون الصفوف ولا يتزحزحون قيد أنملة من أمام الجلاد. وإذا كانت ابنة السيد الصادق المهدي وشيخ في عمر العم محمد أحمد غزالي (74 سنة) يتقدمان الصفوف ويتوشحان بالدم، فإن الشعب السوداني موعود بالخلاص. إن شعباً تتقدم نساؤه وشيوخه الصفوف حتماً سينتصر على جلاديه كما أنتصر سابقا على أعظم جيوش العالم !
    والحق إن حزب الأمة كلُّه يتقدم الصفوف الآن. فالخطوة الجبارة التي خطاها حزب الأمة - الإصلاح والتجديد، بزعامة السيد مبارك الفاضل، بحلّ الحزب والعودة دون قيد أو شرط إلى حزب الأمة القومي، لهي بمثابة الفرح الوحيد في يوم حزنٍ عظيم، هو ذكرى استقلال السودان على أعتاب انفصال الجنوب !
    عودة (البلدوزر) - كما يحلو لمحبيه مناداته - ورفاقه إلى حزب الأمة تطرح مؤشرات كبيرة وتبعث طاقات جماهير حزب الأمة التي أعياها انتظار هذه الخطوة العملاقة. جماهير حزب الأمة كانت متعطشة لمثل هذه الخطوة. جماهير حزب الأمة التي سعدت أيّما سعادة بالخط الذي ابتدره السيد الصادق المهدي، تتضاعف سعادتها بعودة رفاق النضال من أيام صحاري ليبيا وإريتريا إلى ساحات النضال السلمي في الداخل.
    عودة (البلدوزر) تعني أن يعيد الجميع حساباتهم، هي لطمةٌ قوية للغاية على وجه المؤتمر الوطني ويوم عيد لأي وطني حادب على السودان. فوحدة حزب الأمة تعطي العمل الوطني برمته قوة دفع هائلة. وهي تشحن جماهير الحزب على امتداد الوطن وخارجه بطاقات جبارة.
    والشعب السوداني بأسره سيتطلع إلى حزب الأمة كجسمٍ قادرٍ على إحداث تغيير طالما أنه قفز على كل مشكلات الماضي ووضعها خلف ظهره من أجل هدف أوحد: الوطن !
    وكنا كتبنا سابقاً محللين (سيكولوجية) كادر حزب الأمة وقلنا إنه كادر مختلف جدا يُدبر عند الطمع ويُقبل عند الفزع. أعضاء حزب الأمة يتراخون وتتراخى هممهم في أوان (الباردة)، لكنهم يتحزمون تماما و(يتباشرون) حين يستشعرون (الحارة)، وليس على أي وطني شريف ما هو أكثر (حراً) من انفصال الجنوب لأي إنسان يعلم قيمة الجنوب الحقيقية، وهي قطعا ليست الاقتصاد وإنما الإنسان، هذه الجوهرة السودانية النادرة القادرة على منح هذا الوطن ملمحه التعددي الجميل.
    عودة (البلدوزر) ستعيد إلى حزب الأمة مجموعات عدة كانت قد انشقت سابقا أو اعتزلت واعتكفت، ورأينا بأمّ أعيننا في المؤتمر الصحافي للسيد مبارك الفاضل حضور عددٍ من الوجوه البارزة القوية التي كانت في مقدمة صفوف النضال أيام التسعينيات. عودته شارة لكل القوى الوطنية وعلى رأسها الحزب الاتحادي الديمقراطي للوحدة.
    إذا استطعنا توحيد أحزابنا الوطنية التي حققت استقلال هذا البلد العظيم، فنحن قادرون على توحيد السودان على أسس جديدة. إذا استعادت أحزابنا الوطنية عافيتها وقدراتها فإنها تمنح الجنوبيين أملا عريضا في إمكان الوحدة ولو بعد حين على أسس يرتضيها الجميع.
    بقدر حزن هذا اليوم، إلا أن نافذة كبرى للأمل فُتحت بعودة (البلدوزر). والأمل كبير في عودة أحبابنا في (التيار العام) وفي كافة المجموعات التي مضت بعيدا عن الحزب في السنوات الماضية.
    نعم لتوحيد الصفوف ورصها، ففي وحدة حزب الأمة وقوته قوة الوطن ووحدته.
                  

01-18-2011, 02:56 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  

01-18-2011, 02:57 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  

01-18-2011, 02:59 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  

01-18-2011, 03:04 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    التحية لشرفاء حزب الامة و العار لتجار الدين مافيا الانقاذ

    sudan3GreenJacket.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-18-2011, 05:39 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: Mustafa Mahmoud)

    شكرا للمرور المناضل دكتور مصطفى محمود
                  

01-20-2011, 06:08 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    في الرد على (أبوالعفّين) !!

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    و(أبوالعفّين) هذا سياسيٌ سوداني نال شهرةً طبقت الآفاق، لا لعقله الاستراتيجي الجبّار الذي نقل السودان إلى مصاف دول العالم الثاني كما فعل مهاتير محمد في ماليزيا، ولا للمشوار النضالي الطويل الذي مضى فيه وكان طابعه التسامح الإنساني الجميل كما هو شأن (الكبير) نلسون مانديلا و(الكبير) مارتن لوثر كينغ، ولا لقدراته الخطابية الفذّة مثل روبيسبير في الثورة الفرنسية، فشهرة (أبوالعفّين) تعود فقط إلى بذاءة لسانه وقبح أفعاله.

    (أبوالعفّين) ما ترك مناسبةً إلا وكال خلالها الإساءات للشعب السوداني ومعارضته ورموزه. ويبدو أن (أبوالعفّين) وحكومته التي تدعي الإسلام في خوفٍ بالغ من المآل الذي انتهى إليه (زين العابدين بن علي) وكبار مساعديه خاصةً الأمنيين !!

    خوفهم العظيم يدفعهم إلى التخبط واطلاق البذاءات، وآخرها تهديده بشلّ حرية المعارضة وحركتها ! (أبوالعفّين) توعد المعارضة بأنها لن تقوى على تكرار ما جرى في تونس لأنها لا تملك الجرأة ولا العدد لاشعال انتفاضة ضد نظامه !!

    وبمقدور (أبوالعفّين) أن يصبح (كوميدياناً) في بعض الأحيان، فهو لم ينس الاشارة إلى أن (هذا العالم المتأزم يجد في المواطنين بالسودان المثال والقدوة في السماحة في التعايش بين الأديان والمعتقدات) !! يا إله السموات والأرضين !! من سيقدر على امساك نفسه من الضحك حتى يسقط عن مقعده هذا إن استطاع الجلوس !

    على البلدان الأوروبية وعلى الولايات المتحدة وعلى العالم بأسره أن ينظر بإعجاب منقطع النظير، بل ويتعلّم من (أبوالعفّين) في ما يتعلق بـ(التعايش) و(السماحة) !!

    سُلطة (أبوالعفّين) لم تدع مجالاً في السودان لأي (تعايش) أو (تسامح). فطائرات الأنتينوف التي يحركها (أبوالعفّين) ورفاقه دمرت بما كانت تلقيه على رؤوس الجنوبيين أيّ أملٍ في التعايش. وكذّبت أعداد الأسرى الذين سلمهم جيش (أبوالعفّين) إلى الصليب الأحمر عقب وقف الحرب في الجنوب في 2005، كذّبت الهراء الذي يطلقه (أبوالعفّين). فليحدثنا (أبوالعفّين) عن معاملة الأسرى من منظور إسلامي ومن منظور حكومته. حكومته لم تبق على أسيرٍ واحدٍ لتسلمه إلى الجيش الشعبي في مقابل مئات الأسرى سلمهم الجيش الشعبي (الكافر)، (المتمرد)، الذي لا أخلاق له !!

    طائرات الأنتينوف بعدما أكملت مهامها الإنسانية في نشر الدين والعروبة في الجنوب، اتجهت إلى دارفور لتحصد أرواح النساء والأطفال والشيوخ، وكأن مشروع (أبوالعفّين) الحضاري هو مشروعٌ للدمار والإفناء. لم يترك (أبوالعفّين) وحكومته حتى دول الجوار، وإلا فمن حاول قتل الرئيس المصري، محمد حسني مبارك في إثيوبيا؟

    قتل (أبوالعفّين) السودانيين بدمٍ بارد في بورتسودان وكجبار وسنّار وجبال النوبة. قتل في (بيوت الأشباح). كان كبار مسؤولي نظام (أبوالعفّين) يقفون جنباً إلى جنب حين قُتل 28 ضابطاً بطريقةٍ وحشية لم تُراع فيها حتى الأعراف والنظم العسكرية في الـ10 الأواخر من رمضان، فأين هو (التسامح) و(التعايش)..و(أبوالعفّين حايم)؟!

    أين كان (التسامح) حين أشرف (أبوالعفّين) بنفسه على تعذيب أستاذه ثم زميله في جامعة الخرطوم، الدكتور محمد إبراهيم؟

    دعوا الدكتور فاروق محمد إبراهيم يحكي:

    (إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر الي 12 ديسمبر 1989 ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الإنتخابات أن الذين قاموا به ليس فقط أشخاص ملثمين تخفوا بالأقنعة وإنما كان علي رأسهم الواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ,وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتأريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منه لعناية اللواء بكري,فقد جابهني اللواء بكري شخصيا وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم,كما قام حارسه بضربي في وجوده.ولم يتجشم الدكتور نافع تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم,عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم وعن زمان ومكان إنعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة,ثم عن مكان تواجد بعض الأشخاص كما ورد في مذكرتي وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأقوال وأفعال أعف عن ذكرها فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول قهوة في نادي الأساتذة) !!

    (أبوالعفّين) كان يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد خلال مشاركته في أعياد ميلاد المسيح في شندي !! ألم يشر رئيس (أبوالعفّين) قبل ثلاثة أسابيع – من القضارف – إلى أنه لا مجال بعد الآن لأي حديث عن تعدد ديني أو ثقافي في البلاد وأن أي حديث كهذا هو محض (دغمسة)؟ ما الذي جعل (أبوالعفّين) وحكومته يهرولان إلى الأقباط؟ أهي محض (دغمسة) أم (انكسار) لأن الغرب (الكافر)، (اللئيم)، (المتآمر) حذّر (أبوالعفّين) وحكومته من أن (حديث القضارف) هو (الدغمسة) بذاتها؟

    (أبوالعفّين) في حديثه قال إن حكومته ستكون بالمرصاد لـ(الطغاة) و(المتآمرين) !

    حسناً، في أدبيات حكومة (أبوالعفّين) منذ أتت، (الطغاة) هم الأمريكيون..(الطاغية الأمريكان ليكم تسلحنا)، فهل تُرى أجبر (أبوالعفّين) الجنرال سكوت غرايشن على الإسلام، أم ذهب الجنرال صلاح قوش إلى (لانغلي) مقر وكالة المخابرات الأميركية حاجّاً؟ ألم يعترف وزير خارجية (أبوالعفّين) بعد دخول القوات (الطاغية) إلى أفغانستان بأنهم سلّموا عدداً من المطلوبين و(الملفات) إلى مخابرات (الطاغية)؟

    لماذا لم يكن (أبوالعفّين) بالمرصاد لطائرات (العدو) الإسرائيلي وهي تقصف قافلةً في شرق السودان؟

    (أبوالعفّين) أسدٌ على شعبه ونعامةٌ عند مواجهة أميركا وإسرائيل.

    (أبوالعفّين) – الآن – لا يستطيع رئيسه أن يغادر السودان إلى أية دولة خشية (الطغاة) الذين يتآمرون لاعتقاله، ومبعوثوهم يجوبون السودان طولاً وعرضاً و(أبوالعفّين) لا ولن يتجرأ عليهم بكلمة.

    لو كان (أبوالعفّين) وحكومته في شجاعة الخليفة عبدالله التعايشي لاستقبلت جحافلهم القوات الدولية بـ(النحاس) والسيوف بدلاً من الانكسار المخزي بعد أن ملأوا الدنيا ضجيجاً وزعيقاً و(طلاقاً) !!

    سودان (أبوالعفّين) يحتل المرتبة 177 بين 180 دولةً في الفساد وانعدام الشفافية.

    المراجع العام الذي يعمل لدى (أبوالعفّين) يتحدث عن فساد حتى في ديوان الزكاة التي شُرّعت للمحرومين الذين حرمهم (أبوالعفّين) من تعليم وعلاج أبنائهم مجاناً، وحطم آمالهم ورغبتهم في الحياة.

    تُرى أين يتعلم أبناء (أبوالعفّين) ورفاقه؟

    أين يقضون فصل الصيف؟

    أتحداهم أن يقولوا لنا إن أبناءهم يصطافون تحت هجير الشمس في الخرطوم، ويكافحون شأنهم شأن أبناء عامة الشعب من أجل الحصول على كسرة خبز بلغ سعر 4 منها ألف جنيه سوداني !!

    إنهم يصطافون في القاهرة وبيروت وكوالالامبور، ويلتقون بقياديٍّ بارز في حركة العدل والمساواة ويتبادلون أطراف الحديث معه مشيرين إلى أنهم غير راضين عن سلوك أبائهم !!

    لماذا أصبحنا فقراء إلى هذا الحد يا (أبوالعفّين)؟

    لأنكم تنفقون 100 مليون دولار – شهرياً – على القطاع السيادي، القصر الجمهوري والحاشية و(طرابلسية) السودان !

    لأنكم تنفقون 2,4% من ميزانية الدولة على التعليم والعلاج معاً، في ما تذهب 74% للأمن الذي أنشأ فيه (أبوالعفّين) كتيبتين (عنصريتين) فقط من أبناء حجر العسل وحجر الطير !

    فرد جهاز الأمن يتلقى راتباً شهرياً لا يقل عن مليوني جنيه، في ما نائب الأخصائي في أي مستشفى يقل راتبه عن 750 ألف جنيه !!

    تُرى كم هو راتب المعلّم؟ العامل؟

    على ماذا تحصل (ست الشاي) و(سائق الكارو)؟

    هل هؤلاء هم (الطغاة) يا (أبوالعفّين) أم أنتم؟

    لماذا لا يحدثنا (أبوالعفّين) عن المستشار الرئاسي الذي يملك فيلا فخمة في مسقط رأسه في الولاية الشمالية، وفيلا أخرى فخمة في الخرطوم، ومع ذلك ذهب ليتسوّل الشيوخ في عاصمةٍ خليجية ليبنوا له بيتاً بحجة أنه لا يملك واحداً؟

    إنه المستشار ذاته الذي نعتنا جميعاً بـ(الشحاذين) !!

    (أبوالعفّين) يخشى المصير القاتم، لذا لا يتورع عن تهديد الشعب السوداني وترويعه. كلا يا هذا، فالشعب لم يعد لديه ما يخسره. حتى اللصوص أقلعوا عن السرقة لأنه لم يبق في البيوت التي كانوا يتسورونها شيئاً لُيسرق !!

    الشعب السوداني لم يعد لديه ما يخسره، أنتم يا (أبوالعفّين) من يخشى الخسارة.

    تخشون خسارة (اللاندكروزر 2011)، و(سيارة الأبناء)، و(سيارة الزوجة)، وطواقم الحراسة، و(الفيلا الفخمة) والرصيد المصرفي الذي يتجاوز ملايين الدولارات !!

    أنتم من يخشى مصير (زين العابدين بن علي) و(تشاوشيسكو) و(جعفر نميري) !!

    أنتم من يخاف انحياز قوات الجيش والشرطة للشعب السوداني إذا ثار عليكم.

    تعلمون جيداً أن جهاز الأمن وحده هو من سيحاول حمايتكم. تعرفون أن جهاز الأمن لن يقوى على مكافحة الثورة التي لن تشتعل هذه المرة في الخرطوم وحدها، فشندي جرّبت الخروج، ومدني أجرت (بروفتين) ناجحتين، وكذا فعلت الحصاحيصا. و(الجزيرة أبا) والنيل الأبيض. وبورتسودان تتململ. والمعارضة السودانية تعيش أفضل حالاتها منذ سنوات. وهي، ومعها الشعب تلقوا رسالةً قويةً من شعب تونس:

    إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة

    فلابد أن يستجيب القدر.

    ونحن نريد الحياة يا (أبوالعفّين)

    نريدُ أن نتعلم ونعلّم أولادنا مجاناً.

    نريدُ أن نتعالج مجانا، ولا نخشى الفاقة حين نتوجه إلى المستشفيات.

    لا نريد أن ندفع 8,5 آلاف جنيه ثمناً لجالون بنزين.

    نريد أن نبتاع خبزاً رخيصاً تدعمه الحكومة.

    نريد أن نحافظ على كرامة نسائنا وأخواتنا وأمهاتنا من الجلد.

    نريد أن نتوجه إلى المحكمة فلا نبحث عن واسطة.

    نريد أن نعمل ولا أحد يسألنا عن قبائلنا قبل التوظيف.

    نريد لجامعاتنا أن تسترد هيبتها.

    ولمشروع الجزيرة أن يزدهر، ولمشاريع النيل الأبيض، والشمالية والقضارف.

    نريد ألا نطأطيء رؤوسنا في مطارات العالم ونحن نمدّ أيادينا بجوازات سفرٍ صارت تجلب لنا تهم الإرهاب والترويع.

    لا نريد لطفلاتنا وأطفالنا أن يكونوا فرائس للذئاب البشرية. نريد للقانون ورجال القانون أن يؤدوا دورهم في حماية الأطفال من الاغتصاب عوض حماية (أبوالعفّين) و(أبوالدقيق) !!

    نريد للعاطلين عن العمل أن يتوظفوا حتى لا يكونوا عرضةً للاحباط والأذى النفسي الذي يدفع بعضهم لاغتصاب الأطفال.

    نريد أن نحيا في سلام.

    نريد لمشكلة السودان في دارفور أن تُحل لتوقد نار القرآن مرةً أخرى هناك.

    نريدُ لفتياتنا أن يجدن لقمة شريفة، ولا نريد لهن الابتزاز الجنسي بواسطة رجال القانون.

    نريد أن تكون الشرطة في خدمة الشعب لا الحكام.

    نريد أن نعيش دون خوف.

    نريد أن نتديّن على طريقتنا الصوفية الجميلة، لا أن تُقسرنا السلطة على التديّن، وهي سلطة قاتلة سارقة فاسدة ومفسدة.

    نريد للدين أن يكون حيّاً بيننا، يخرج معنا إلى الشارع في رمضان ليدعو الغرباء إلى مائدة الإفطار، ويذهب معنا إلى المقابر لدفن الأموات، ويرحم الصغير، ويوقر الكبير، ويعود المريض، ويصلّي ويصوم ويزكي ويحفظ الله دون جلبة وصراخ. لا نُريده أن يكون جلاداً بيده السوط والسيف. نُريده أن يطعمنا أولاً ويؤمننا من الخوف، لا نريده للتخويف، نريده للمحبة والتسامح.

    نريد لديننا أن يكون مثل أجدادنا الطيبين وجداتنا المسالمات الحكيمات، لا نريده متهيّجا ملتحياً كاذباً يسرق ويكذب ويزني ويقتل ويعذّب ثم يأمر الناس بالبر !!

    نريد أن نمسك بأكفّ زوجاتنا ونروح نتجول في شارع النيل دون أن يسألنا رجال شرطة النظام العام عن بطاقات هوياتنا.

    نريد أن نسهر مع محمد وردي حتى الصبح دون أن يعكّر صفونا وصفو فرحنا شبانٌ من النظام العام لا يعرفون قيمة وردي ولا محمد الأمين ولا الكابلي !

    نريد أن نسترجع حياتنا وأحلامنا في مستقبل مشرق، لا أن نفكر في ما يخبئه لنا الغد من زيادة في الأسعار أو انفصال جزء آخر من الوطن.

    نريد أن نحيا يا (أبوالعفّين) وأنتم تحولون بيننا وبين الحياة، فمن سيتنحى من طريق الآخر، نحن أم أنتم؟

    إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة

    فلابد أن يذهب (أبوالعفّين) !

    وليفهم (أبوالعفّين) جيدا، بقدر العنف الذي ستمارسه السلطة على الشعب، سيكون الحساب. نحن نتمنى ألا يكون الحساب عسيرا يسبق حتى إجراءات المحاكمات و(رحلات الهروب) على (التونسية) أو (الهولندية). نحن نتمنى أن يتنبه العقلاء في المؤتمر الوطني إلى المخاطر المحدقة بهم هذه المرة. فالحلُ بأيديهم لتجنّب شلالات الدم التي سيبدأها حتماً المؤتمر الوطني – إن لم ينصت لصوت العقل – وستغرقه هو في نهاية المطاف.

    نحن نتمنى صادقين ألا يكون التغيير عنفياً نتيجة ازدراء المؤتمر الوطني وتعاليه واستحقاره لشعبه. نتمنى أن يكون (الدرس التونسي) مفيداً قبل أن يفوت أوان التوسلات والرجاء المذّل كما جرى لـ(زين العابدين بن علي) في تونس، ومع ذلك اقتلعه الشعب.

    الشعوب يا (أبوالعفّين) أقوى من أجهزة الأمن في العالم مجتمعة.

    والتغيير قادم. التغيير قادم بفضل الجماهير، كما حدث في أوروبا الشرقية، وأميركا اللاتينية، وإيران، وتونس. التغيير قادم كما حدث في أكتوبر وأبريل. التغيير قادم شئتم أم أبيتم. والتهديد والوعيد لن يزيدنا إلا تصميماً لوضع نهايةٍ لعهود التسلط والقهر والخوف في الوطن الحبيب.

    [Profile] [Edit]
                  

01-18-2011, 03:02 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد


    كل هذه المداخلات حجز لمقالات قادمة اكثر قوة والهاب لحماس الجماهير وتعرية لاوكار الفساد والاستبداد
                  

01-18-2011, 03:36 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  

01-18-2011, 08:11 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ....
                  

02-26-2011, 02:31 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ....
                  

01-19-2011, 07:13 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  

01-20-2011, 04:22 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    (أبوالعفّين) مرةً أخرى!!

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    على المعارضين لنظام الإنقاذ أن يكفوا عن الدعوة للإطاحة بالحكومة. (أبوالعفّين) يتكفّل بذلك !

    فتصريحاته كلها خلال الأيام الماضية تشكّل مادةً خصبة لإثارة الشعب السوداني وتحفيزه من أجل اقتلاع (أبوالعفّين) من جذوره. ويبدو أن (أبوالعفّين) هذه الأيام مصابٌ بـ(داء الكلام). فهو لا يكف لحظة عن الحديث. وليته كان حديثاً مفيداً موضوعياً ومنطقياً. إنه من الشاكلة التي يُطلق عليها السودانيون في عاميتهم المبدعة (هردبيس) !

    (أبوالعفّين) بطبيعة الحال لم يقرأ مقولة النفّري: "كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة". لكن ذلك لمن أوتي نصيباً عظيماً من الحكمة والتأمل. و(أبوالعفّين) معذور، فهو لا يقرأ. وكيف يجد متسعاً من الوقت للقراءة؟ و(أبوالعفّين) لا يفكّر. وكيف لمن أدار جهاز الأمن بعقلية (بيريا) الرهيب في عهد الرئيس جوزيف ستالين أن يفكّر. (بيريا) كان رجلاً يخلو من الاحساس علاوةً على ضآلة قدراته العقلية. (بيريا) كان مجرد (زر) في آلة القتل والعنف الروسية العملاقة. استخدمه ستالين لتصفية رفاقه في الحزب البلشفي. (بيريا) هذا لاحق واحداً من (مفكري) الثورة الروسية العظام، تروتسكي، إلى المكسيك وقتله هناك. لابد أن الأمر كان ينطوي، إضافة إلى أوامر ستالين، على احساس شخصيٍ بالحقد على تروتسكي. فالإثنان على طرفي نقيض. تروتسكي مثقف ومؤلف لم يطوه النسيان رغم مقتله. و(بيريا)، (أبوالعفّين روسيا) كان محدود المقدرات إلا في جانب العنف.

    (أبوالعفّين) يشعر بالحقد ذاته على بعض قادة المعارضة لأنهم مثقفون وهو كما خلقته أمه في مجال الثقافة والوعي. وهم ناضجون فكرياً، وهو لا يختلف كثيراً في وعيه السياسي عن تلاميذ المدارس الإبتدائية. وهم مسالمون وعفيفو اللسان، وهو لا يملك إسهاماً وطنياً غير عنفه وبذاءة لسانه.

    وعيُّ تلاميذ المدارس الإبتدائية هذا يمثل (نسقاً) مضمراً وظاهراً في طريقة تفكير وتعبير (أبوالعفّين) الذي يمثل (ظاهرةً) فريدةً من نوعها في السياسة السودانية الموبوءة منذ 21 سنة بضحالةٍ لا نظير لها وجهالات بالغة وازدراء بالعقل.

    (أبوالعفّين) في آخر تجلياته الصبيانية قال:(الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو)، وأضاف: (نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا). (أبوالعفّين) حسب تصريحات له لدى مخاطبته شورى المؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة، طبقاً لصحيفة (الرأي العام) أكّد أن (الإنقاذ هي التي حفظت للسودان ماء وجهه بالشريعة الإسلامية) !!.

    (الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو) !! و(نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا) !!

    بالله عليكم هذا (أستاذٌ جامعي) أم (فتوّة) جاهل من فتوّات الروائي المصري نجيب محفوظ؟

    (بيريا) الروسي ذاته كان يعمل في صمت. لكن (أبوالعفّين) يذهب بالشطط السياسي إلى مداه الأبعد.

    (أبوالعفّين) يدرك أن أجهزة أمنه تصدت بعنف بالغ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لمسيرات سلمية في شندي وفي مدني والحصاحيصا والفاشر. أردت طالباً جامعياً على الأقل في الفاشر، وشجّت رأس شيخٍ أنصاري في الـ 74 من العمر. وحطمت ساعد الدكتورة مريم الصادق.

    (أبوالعفّين) يستفز الشعب السوداني كلّه بتصريحاته هذه، لأنه لا يرى فيه إلا شعباً ########اً مستسلماً لقدره ومستسلماً لـ(أبوالعفّين) ليفعل فيه ما يشاء !

    (أبوالعفّين) يطلق سيل التصريحات المستفزة البذيئة هذا لأنه خائف. خائفٌ من تنامي الاحتجاجات ومظاهر الرفض الشعبي. (أبوالعفّين) يحاول الكذب على الشعب بوعود (هلامية) حول مفاجآت نفطية بعد 9 يوليو المقبل. هذا لأنه يريد اسكات الشعب إلى يوليو المقبل. حسناً فلنقل إن كل شبر في السودان، أو ما تبقى من السودان نضح نفطاً، فما الذي سيجنيه الشعب؟

    ما الذي جناه الشعب السوداني طيلة السنوات العشر الماضية من النفط الذي تدفق على (أبوالعفّين) ورفاقه في المؤتمر الوطني، ومتوسط دخل الفرد السوداني يومياً أقل من دولار أميركي واحد، طبقاً لمجلة (قلوبال فاينانس)؟

    (الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو) !! و(نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا) !!

    (أبوالعفّين) لا ينسى أن هذا الشعب هو الذي انتصر في (شيكان) و(قدير)، وهو الذي مرّغ أنف وكرامة الجنرال غوردون – ناهيك عن (أبوالعفّين) – في التراب، وصعد إلى المشانق بعزةٍ وكرامة كما فعل (ودحبوبة)، وانتظر الموت على (فروته) كما فعل الخليفة عبدالله التعايشي، وقابل الموت بوجهٍ باسم كما فعل الأستاذ محمود محمد طه.

    (أبوالعفّين) لا ينسى هذا كله، كما لا ينسى (أكتوبر) و(أبريل)، لكنه يريد أن يوهم نفسه بأنه هو وأجهزته الأمنية أقوى من الشعب.

    (أبوالعفّين)، ربما لا يعرف أن (العهد القديم) ذكر بسالة (الكوشيين)، أجدادنا: (يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبرِ أنهار كوش، المُرسلة رسلا في البحر وفي قوارب من البردي على وجه المياه.اذهبوا أيها الرسل السريعون إلى أمةٍ طويلة وجرداء، إلى شعبٍ مَخُوفٍ منذ كان فصاعدا، أمةِ قوةٍ وشدةٍ ودوس.قد خرقت الأنهار أرضها.يا جميع سكان المسكونة وقاطني الأرض، عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون، وعندما يُضربُ بالبوق تسمعون)

    (أبوالعفّين) لا يعرف نضالات قبيلة دينكا أقار – مثلا – بقيادة ميانق ماتيانق ضد المستعمر البريطاني. ولا قبائل الدينكا والشلك والنوير التي قاتلت المستعمر البريطاني طويلاً، ولا قبيلة الزاندي التي انتفضت ضد المستعمريين في 1905.

    لا يعرف (أبوالعفّين) أن شعراء بريطانيا "العظمى" تغنوا ببسالة وشجاعة محاربي قبائل البجة في شرق السودان. ولا الأدوار الكبيرة التي لعبها مناضلون عظماء في جبال النوبة ضد المستعمر مثل السلطان عجبنا، أو دور السلطان بحر الدين، سلطان المساليت في مقاومة الجيش الفرنسي الذي كان يحاول التسلل إلى دارفور.

    نعم يا (أبوالعفّين)، نحن لسنا بحاجة لشاب يحرق نفسه كي تتفجر الثورة، لأن الثورة في دمنا الباسل كما ذكرنا (العهد القديم). الثورة في دمنا مثلما كانت في دم أجدادنا الذين ماتوا بشمم وإباء في (كرري).

    (أبوالعفّين) يقول إن (الإنقاذ هي التي حفظت للسودان ماء وجهه بالشريعة الإسلامية) !!.

    لن نرد على (أبوالعفّين)، ولنقرأ ما ذكره مثقف عروبسلاموي بارز في 2006 هو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني (مستشار رئيس الجمهورية حاليا):

    "أشد الادواء التي اصابت الحركة الاسلامية هو الاحساس الذي انتاب كثيرا من اعضائها بتآكل المشروعية وفقدان المصداقية الذاتية الذي اضعف الايمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمعوا عليه وتواثقوا على نصرته ، مشيرا الى ان ذلك قاد الى ضمور العمل الاسلامي وسط التيارات الحية والمتجددة في المجتمع ، والتي كانت للحركة الاسلامية الصدارة فيها على من سواها" !!

    إذا كان هذا هو "احساس" أعضاء الحركة الإسلاموية حسب التعبير "الرومانسي" الرقيق للدكتور غازي صلاح الدين، وهو تآكل المشروعية، وفقدان المصداقية الذاتية "الذي أضعف الايمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمعوا عليه وتواثقوا على نصرته"، إذا كان هذا هو "احساس" أعضاء "النظام"، تُرى ما الذي حلّ بالملايين الذين اكتووا بهذا المشروع؟ وإذا كان هذا رأي واحد من غلاة العروبسلامويين، وواحد من زعاماتهم، فما الذي تبقى في مشروعيتهم في نظر المواطن السوداني الذي تجرّع السمّ دفعة واحدة، فأُلقي به في الشارع، وحُرم الحق المجاني في العلاج ليموت على أرصفة الخرطوم، وحُرم حقّ تعليم أبنائه مجاناً، ولا يزيد متوسط دخله اليومي عن دولار؟

    هل يسرق؟

    لكنّ القوانين تردعه بقطع اليد !

    هل يتسوّل؟

    لكن الشحذة ستريق ماء وجهه !

    هل يقبل الرشوة؟

    لكن دينه يحذره من ذلك !

    هل يغض الطرف عن ابنته إذا كسبت المال عن طرق غير مشروعة؟

    لكن ذلك حرام وربما يجلب له العار !

    ماذا تبقى غير أن يتوكل على الله ويعلن انضمامه إلى جماعتهم ليحصل على "الفتات" من موائدهم، عسّاه ينتقل من خانة وطأ الجمر إلى خانة "الاحساس" بالألم كون المشروع "فقد مشروعيته"؟

    هذا هو السبيل الوحيد الذي تركته جماعة (أبوالعفّين) أمام بعض الناس. لكن الغالبية العظمى استنكفت عن هذا الطريق الذي منتهاه (قتل الضمير) و(بيع الذات) بثمن بخس.

    إن لله جنوداً من عسل - حسب تعبير الخليفة الأُموي -، وجنوداً من تضييق، وجنوداً من إفقار، وجنوداً من إراقة ماء الوجه، وجنوداً من تدجين !

    ولنقرأ مرة أخرى للدكتور حسن مكي (أحد المثقفين العروبسلامويين البارزين):

    "ما جدوى هذا المشروع الحضاري إذا كان الاتجاه العام للحياة في السودان يمضى لانكماش وانقباض وتأزم , وأنها ماضية إلى المزيد من الأزمات نتيجة للانخفاض المستمر في قيمة الجنيه, ونتيجة للتضخم, ونتيجة للخلل في السياسات الاقتصادية" .

    ويمضي لما هو أهم، بل هو جوهر المسألة:

    "إن الإسلام يقوم على النموذج والقدوة وما زالت الأوضاع في السودان بعيدة عن حضارة النموذج." ورصد ما طرأ من تغيرات على حياة الإسلامويين: " إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها"

    ولنذكر هنا أن البند الثاني من بنود "أهداف" حزب المؤتمر الوطني (العروبسلامويين) عبر مرسومه الأساسي، يؤكد "حاكمية الله" !!

    والحقيقة طبعا أن الإسلام عبر شخوصه لا يحقق عدلا ولا دولة كفاية ولا يكفل حقوقا انسانية - من خلال الحكم - لأنه ما من وسيلة لمراقبة "خائنة الأعين وما تخفي الصدور". ولا سبيل لمحاسبة الحاكم "الفاسد" الذي يرفع المصحف بيمينه. ولا يمكن لأي مواطن أن يعترض على أي أمر، لأن الحاكم أشبه بـ"ظل الله على الأرض"، ومعارضة الدولة، هي معارضة الله !!

    الإسلام يمكنه تحقيق ذلك كله من خلال الفرد. فالتكليف فرد، والحساب فردي. والدولةُ "مؤمنة" كانت أو "كافرة" لن تُحاسب يوم القيامة. والحديث، مجرد الحديث عن دولة إسلامية ليس كافياً أبداً لقيامها. بل لا معنى لها أبداً إن لم تكن عملاً محسوساً دون هياج وصراخ بأن أنظروا، ها هي دولتنا الإسلامية. هذا سلوكٌ طفولي. الله قد ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. هذه المقولة الذهبية التي تنهض من بطن التراث الإسلامي تعني أن العدل هو الأساس بنظر الإسلام، لا الترديد كالببغاوات بأن "هذه دولة إسلامية"، تعني أن مقاصد الإسلام هي مطلب الدولة، لا الشعارات. ومقاصد الإسلام هي العدل والمساواة والرحمة. هي لا ضرر ولا ضرار. هي القدرة على محاسبة الحاكم ونقده وتغييره بالطرق السلمية. هي احساس المواطن بمشروعية وجوده في الدولة، لا خوفه من ظله وبيع نفسه في مزادٍ سياسي أحادي ليتمكن من تدبير ثمن الدواء.

    الدولة التي لا تستطيع أن ترفع متوسط دخل الفرد فيها إلى ما هو أكثر من نصف دولار عليها أن تصمت عن أي حديث عن الدين.

    عليها أن تطعمنا من جوع وتؤمننا من خوف أولاً قبل أن تأمرنا بالفضيلة.

    الدولة التي لا توفر لنا علاجاً مجانياً وتعليماً مجانياً عليها أن تكف عن ترديد الشعارات. فالشعارات في هذه الحالة "كلمة حق أُريد بها باطل".

    الدولة التي لا تحصّن مجتمعها ضد الفقر والعوز والجوع عليها أن تخجل من قرن نفسها بالدين، أي دين.

    الدولة التي تفعل ذلك هي دولةٌ ضد الإنسان وضد تكريمه الذي أكرمه به الله سبحانه وتعالى.

    الدولة التي تقتل بدمٍ بارد، وتستخدم العنف في أقصى صوره لا تستحق أن تحمل صفة الإنسانية.

    الدولة التي تفعل كل ذلك وتكذب على شعبها بإسم الدين، أي دين، هي عارٌ على الدين.

    دولة (أبوالعفّين) هي دولة الشعارات بلا منازع، لا دولة الفعل والعدل والرعاية الإجتماعية والكفاية. لذا يجب أن تذهب. لا نريد شعارات، بل نريد أن نأكل ونتعلم.

    ولأننا حين نتحدث عن محض شعارات انسحبت على كل شيء حتى الدين لم نبارح الحقيقة قيد أُنملة. فلنقرأ من البيان الأول للسيد عمر البشير:

    "لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع اسعارها مما جعل الكثير من أبناء الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود" !!

    لا تعليق سوى أن النتيجة، نتيجة الشعارات والاستبداد كانت خراباً شاملا. رفعُ الشعار الديني وحده غير كافٍ. الأهم من الشعار هو العمل الجاد. فالعمل قيمة دينية وقيمة دنيوية. وبالعمل - لا الهتاف - تعمر البلدان. ولا أدري كيف يبرر السيد البشير ورفاقه هذه النتيجة التي آلت إليها الزراعة في السودان رغم سياساتهم "غير الرعناء"؟ وماذا إذا كان بشرنا في صبيحة 30 يونية 1989 بتطبيق سياسات "رعناء"؟

    ما جرى ببساطة هو أن الدولة كفّت عن تقديم أيّ خدمة للمواطن "السعيد". فهي تغلّبت على مشكلات صفوف الوقود "المدعوم" في العهد الديمقراطي، وصفوف الخبز "المدعوم" في العهد الديمقراطي، وصفوف السكر "المدعوم" في العهد الديمقراطي بحلٍ كان سهلاً وبسيطاً أمام الحكومة الديمقراطية "الرعناء"، لكن العقول الجبّارة التي كانت تحكم آنذاك لم تتنبه لسهولة الحل الذي أخرجه "حاوي" إنقلاب الإنقاذ من جيبه، صائحاً صيحة أرشميدس الشهيرة: وجدتها ..وجدتها !

    الحلُّ بسيط، لكن "رعونة" الحكم الديمقراطي حالت دون رؤيته. الحل: رفع الدعم !

    فبدلاً من الفوضى التي تنشأ عن صفوف المواطنين الذين كانوا يفضلون الخبز المدعوم والسكر المدعوم والوقود المدعوم عوض الابتياع من "السوق السوداء"، رفعت الدولة يدها عن تلك السلع، وتركت المواطنين لغول "السوق السوداء" التي استحالت بقدرة قادر إلى "سوق بيضاء" برعاية الدولة و"مباركتها" !!

    والحكومة الديمقراطية كانت تبدد أموال الشعب في صرف لا معنى له. فهي كانت تنفق مئات الملايين من الدولارات على التعليم والعلاج المجانيين. وكان بمقدور أيّ طالب متفوّق في الجامعة أن يتعلم تعليماً فوق جامعي في بريطانيا – مثلاً – على حساب الدولة. وكان المزارعون والرعاة والعمال يحصلون على علاجٍ مجاني. كل ذلك الصرف "البذخي" على أمور غير ضرورية كان على حساب الأولويات: القطاع السيادي (القصر الجمهوري) الذي يستأثر بـ 100 مليون دولار شهرياً، أي مليار ومئتي مليون دولار سنوياً، والأمن والجيش اللذان يحوزان على 74% من الميزانية. لم يبق شيء يُذكر للمسائل ذات الأولوية المتدنية كالتعليم والعلاج. يمكن للمواطنين – الذين لا يتعدى متوسط دخلهم دولار يومياً – أن يتكفلوا بذلك !

    أرأيتم؟؟

    إنها حلولٌ في غاية السهولة، لكن ماذا نفعل مع العقول التي كانت تحكمنا 1986 – 1989؟

    لا، بل وإن عنّ لهذه الحكومة "الرعناء" أن تنقص من دعمها للسكر مثلا بضعة قروش، ثارت ثورة الشعب السوداني في ما تسمّيه أدبيات "إنقلاب الإنقاذ".."فوضى" ! إذ كيف يُسمح للشعب السوداني أن يعبّر عن رأيه في أمرٍ يخصه في ظل وجود حكومة "غير رعناء"؟

    الرعونة ألا تُطلق الرصاص الحيّ على المحتجين على أيّ أمر يخصهم كما جرى لمواطنين في كجبار شمال السودان، وبورتسودان شرق السودان على سبيل المثال. هذا ما يُسمى "هيبة الدولة". فالدولة "الإسلامية" ينبغي أن يهابها الجميع، غضّ النظر عن أن رسول كسرى إلى رئيس دولة المؤمنين أتاه فوجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يغط في النوم تحت شجرة. ومن الغرابة - طبعاً - النظر إلى فعلٍ كهذا على أنه فعلٌ يمثل "هيبة الدولة"، فكيف لدولة مهابة أن تنام تحت شجرة دون أن تسبقها سيارات النجدة والشاحنات الصغيرة الملأى بالجنود المدججين بالسلاح؟

    كيف للدولة أن تسعى بين الناس دون أن تكون "دابتها" سيارات "البي إم دبليو" و"المرسيدس" من آخر طراز، وبألوانٍ مختلفة، ربما واحد للأوقات الصباحية والآخر للأوقات المسائية، إذ لا يُعقل أن تلتقي الدولة بضيوفها وبشعبها بلون السيارة ذاته في الصباح وفي المساء !!

    سنغض الطرف أيضاً عن أن رئيس الوزراء السابق لم يتقاض راتباً من الدولة، وكان يطلب طعام غدائه له ولطاقمه من بيته. كيف للدولة ألا تُظهر هيبتها بطلب طعام الغداء من فنادق النجوم الخمس في الخرطوم، وليذهب التلاميذ المطالبين بمجانية التعليم، والمزارعين المطالبين بمجانية العلاج، ليذهبوا جميعاً إلى الجحيم. ولتقتل حكومة (أبوالعفّين) واحداً منهم في الفاشر (20 يناير 2011) !!

    السياسات "غير الرعناء" أذاقت الشعب السوداني الأمرين. فـ90% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر (إذا كان متوسط دخل الفرد يقل عن دولار يوميا فماذا نتوقع)، ويعيش 20% من السودانيين خارج وطنهم في رحلات البحث عن لقمة عيش. وعلى الرغم من رفع الدعم عن السلع الضرورية وإلغاء مجانية العلاج والتعليم، فإن الحكومة "الإسلامية" فرضت على مواطنيها الفقراء ضرائب باهظة للغاية. كانت الحكومة الديمقراطية تفرض ضرائب معقولة في مقابل خدمات محسوسة يحصل عليها الناس مثل مجانية التعليم والعلاج ودعم السلع. لكن هذه الخدمات أضحت شؤوناً لا تتعلق بالدولة، فما معناها الاقتصادي إذن؟

    ويكون الأمر منطقيا لو أن رجالات دولة الإسلام السياسي يعيشون بالكيفية ذاتها التي فرضوها على المواطن السوداني. فقد كانت جملة الاعتداءات على المال العام، باستثناء قطاع المصارف من سبتمبر 2004 وحتى نهاية اغسطس 2005 تقدر بـ(542 مليون دينار، يعني 5 مليارات جنيه)، ولنلاحظ أن ما تم تخصيصه لجهاز الدولة من ميزانية العام 2003 (أي العام السابق) كان 913.000 مليار جنيه.

    كانت جرائم سرقة المال العام وصلت إلي 813 مليون دينار (8 مليار جنيه) في 2002 لم يسترد منها الا 8.32 مليون دينار أي 9% تقريبا. المفاجأة المزلزلة فعلا، هي أن الاعتداء علي مال الزكاة كانت نسبته 11% من إجمالي المبالغ المسروقة. هذا يعني أن أموال "السائل والمحروم" التي تقوم بجمعها دولة الإسلام السياسي، من "السائل والمحروم" ذاته، سرقت منها أكثر من مليار جنيه!!

    ولنقرأ مرة أخرى بتمعن، ففي 2003 هدد العاملون في 21 ولاية بالإضراب عن العمل لذات الأسباب. وكانت مطالبهم وقتها لا تتعدى 6 مليار جنيه سوداني.

    من يسرق، ومن يجوع ؟ من يعتدي على أموال الزكاة، والمال العام؟

    حسنا. من يتستر عليهم؟

    من يفعل ذلك، خاصةً إذا علمنا بأن غالبية من يعملون في أجهزة الدولة، هم من الإسلاميين؟

    وما تم رصده هنا، هو ما تكشف عنه الحكومة بنفسها.وهذا ما تكتب عنه صحافة الخرطوم المراقبة. وبالطبع فإن أرقام الاعتداءات على المال العام متواضعة جدا، بالنظر إلى ترتيب السودان المتقدم في الشرق الأوسط وإفريقيا كـدولة "فاسدة".

    على (أبوالعفّين) أن يدرك جيداً أن غضبة الشعب السوداني بدأت، هدد هو أم لم يهدد. عليه أن يفهم أن الطرف الذي ينبغي أن يخاف هو الطرف الأضعف في المعادلة، لا الطرف الأقوى. فلا مجال للمقارنة بين 5% تعيش في 7 كيلومترات في الخرطوم حياة الرفاهية والدلال الكامل، وبين نحو 95% لا يعيشون البتّة.

    على (أبوالعفّين) أن يدرك أن الجنرال غوردون سبقه إلى التهديد، وكذا فعل الجنرال إبراهيم عبود والجنرال جعفر نميري، فماذا كان مصيرهم؟ ذهبوا وبقي الشعب السوداني صانع الثورات. وستذهب أنت يا (أبوالعفّين) إلى موئلك الطبيعي الذي تستحق، وسيبقى الشعب السوداني العظيم..علماً بين الأمم.
                  

01-20-2011, 04:38 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    أبو العفين والنفخة الكذابة
    عبد الله محمد قسم السيد
    حذر نافع علي نافع بان السلطات «لن تدير خدها الأيمن إذا ماصفعت على الأيسر» وهو يخاطب دورة الانعقاد الثانية لمجلس شورى ولاية الجزيرة وهو بهذا التصريح يناقض أهداف الدورة التي يتحدث فيها والتي كما يشير إسمها دورة للشورى وبالتالي يفترض أنها تتناول أمرا من أمور المسلمين يتطلب إستشارتهم ولكن كما عودنا نافع في كل مرة بأنه دائما يهين ويذل أتباعه الذين جاءوا به لمخاطبته قبل أن يكيل اللوم للمعارضين له من أحزاب سياسية. هذه الأحزاب والتي يصف قادتها ب"العواجيز" والتي يتساءل عما عملته للسودان، لم تفعل ما فعله نطام الإنقاذ من قتل وتشريد للشعب خلال السنوات 21 سنة الماضية كما لم تقم بتقسيم السودان وحافظة على وحدته دون أن تتنازل شبرا واحدا من حدوده خوفا وهلعا من جيران في الشمال كما هو الحال في حلايب أو في الجنوب حتى قبل إنفصاله في مثلث اليمي أو في منطقة الحدود مع أثيوبيا. هذه الأحزاب التي يريد أبو العفين" أن يشتمها كلما أمسك بمكرفون لم تعذب الشعب السوداني وتهينه كما فعل مع ذبانيته. يقول " أبو العفين" دون خجل وإستحياء بأن " حزبه عزم على تحقيق نهضة في مجال المعادن والبترول" وهو يخاطب مجلس شورى الجزيرة وتناسى أنه مع حزبه ووزير زراعته وبقية عصابته ببيع مشروع الجزيرة لمصر خوفا وطمعا في نسيان ما قام به مع أجهزة أمنه وعلي عثمان في محاولة إغتيال رئيسها حسني مبارك عام 1995م عندما كان مديرا لجهاز الأمن. هذا الأمر لم يصبح مخفيا كما أرادوا له كل هذه السنوات فقد أصبح متداولا كما قبل بالأمس القريب الأستاذ ابراهيم السنوسي في ندوة قوى المعارضة. فكيف يكون السودان سلة غذاء وأكبر مشاريع العالم الزراعية الذي علمه حتى أصبح أستاذا للزراعة في جامعة الخرطوم لا يوجد المزارع فيه والذي دفع نفقات دراسته داخل وخارج السودان، "قفة" خضار بسبب سياسات نظامه الذي رباه على الغش والخداع والكذب الصراح وعدم الأخلاق بتحوله من أستاذ جامعي إلى مدير لجهاز الأمن يذيق الناس كل صنوف العذاب والمذلة بما فيهم أساتذته في الجامعة التي عينته أستاذا فيها. لهذا فليس بغريب عليه أن يقول بأن " أجهزة الحكومة تعمل على تحقيق السلام ببسط الأمن ومنع التفلتات" من منطلق أمني لنظام جائر ظالم وليس من منطلق "عدلت فنمت يا عمر" فاظلم والفساد الذي أصبح ينخر كل يوم في جسد نظام الإنقاذ هو الذي سيؤدي إلى الإطاحة بالحكومة وما يحدث في تونس ليس ببعيد ولا أخال بأن جهاز أمن نافع وجبروته يعادل أجهزة بن علي ومع هذا أطاحت به قوة الشعب التي لن تهزم أبدا وتجاربنا في السودان تشهد على قدرتنا على الوصول إلى ما نريد رغم معرفتنا بالتضحيات المطلوبة لمواجهة عديمي الرحمة والأخلاق من القتلة والظلمة. لا يخجل أبدا "أبو العفين" وهو يخاطب دورة شورى الجزيرة المغلوب على أمرهم في الإستماع إلى الكذب وعيونهم تتبادل النظر لبعضها وهو يقول " ان المؤتمر الوطني سيكمل فترته الانتخابية الحالية بنص الدستور، وانه سيفوز لدورة قادمة وذلك بفضل الشعب السوداني الذي عرف من سينفعه" فهم يعرفون بأنه وهم لم يأتو إلى مكانتهم هذه بفضل الشعب السوداني وإنما بفضل "خجهم" للإنتخابات وتزويرها كما أنهم يعرفون جيدا بأن نظامهم هو أفشل نظام يمر على السودان ولم يعمل لمصلحتهم أبدا. اللهم سترك وألطف بنا وهب لنا من لدنك صبرا.




    Abdalla gasmelseed
                  

01-20-2011, 05:17 PM

الهادي عبدالله احمد
<aالهادي عبدالله احمد
تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: السياسات "غير الرعناء" أذاقت الشعب السوداني الأمرين. فـ90% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر (إذا كان متوسط دخل الفرد يقل عن دولار يوميا فماذا نتوقع)، ويعيش 20% من السودانيين خارج وطنهم في رحلات البحث عن لقمة عيش. وعلى الرغم من رفع الدعم عن السلع الضرورية وإلغاء مجانية العلاج والتعليم، فإن الحكومة "الإسلامية" فرضت على مواطنيها الفقراء ضرائب باهظة للغاية. كانت الحكومة الديمقراطية تفرض ضرائب معقولة في مقابل خدمات محسوسة يحصل عليها الناس مثل مجانية التعليم والعلاج ودعم السلع. لكن هذه الخدمات أضحت شؤوناً لا تتعلق بالدولة، فما معناها الاقتصادي إذن؟



    حكومه لاتقوم بدور الحكومة ودوله لاتقوم بدور الدوله جدير بها ان تذهب الي مزبلة التاريخ
                  

01-20-2011, 05:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: الهادي عبدالله احمد)

    لك التحية الحبيب الهادي وطني

    نعم مزبلة التاريخ هي مصيرهم غير ماسوف عليهم تلاحقهم لعنات الشعب السوداني
                  

01-21-2011, 03:29 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  

01-22-2011, 03:02 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    إذا التف حول الحق قومٌ فإنه
    يصرِّمُ أحداث الزمان ويبرمُ

    لك الويل ياصرح المظالمِ من غدٍ
    إذا نهض المستضعفون وصمموا

    إذا حطّم المستعبدون قيودهم
    وصبوا حميم السخط أيان تعلمُ

    أغرّك أن الشعب مغضٍ على القذى
    وأن الفضاء الرحب وسنانُ مظلمُ ؟
                  

02-24-2011, 08:46 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ............
                  

01-23-2011, 04:39 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ....
                  

01-23-2011, 04:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    (أبوالعفّين) مرةً أخرى!!

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    على المعارضين لنظام الإنقاذ أن يكفوا عن الدعوة للإطاحة بالحكومة. (أبوالعفّين) يتكفّل بذلك !

    فتصريحاته كلها خلال الأيام الماضية تشكّل مادةً خصبة لإثارة الشعب السوداني وتحفيزه من أجل اقتلاع (أبوالعفّين) من جذوره. ويبدو أن (أبوالعفّين) هذه الأيام مصابٌ بـ(داء الكلام). فهو لا يكف لحظة عن الحديث. وليته كان حديثاً مفيداً موضوعياً ومنطقياً. إنه من الشاكلة التي يُطلق عليها السودانيون في عاميتهم المبدعة (هردبيس) !

    (أبوالعفّين) بطبيعة الحال لم يقرأ مقولة النفّري: "كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة". لكن ذلك لمن أوتي نصيباً عظيماً من الحكمة والتأمل. و(أبوالعفّين) معذور، فهو لا يقرأ. وكيف يجد متسعاً من الوقت للقراءة؟ و(أبوالعفّين) لا يفكّر. وكيف لمن أدار جهاز الأمن بعقلية (بيريا) الرهيب في عهد الرئيس جوزيف ستالين أن يفكّر. (بيريا) كان رجلاً يخلو من الاحساس علاوةً على ضآلة قدراته العقلية. (بيريا) كان مجرد (زر) في آلة القتل والعنف الروسية العملاقة. استخدمه ستالين لتصفية رفاقه في الحزب البلشفي. (بيريا) هذا لاحق واحداً من (مفكري) الثورة الروسية العظام، تروتسكي، إلى المكسيك وقتله هناك. لابد أن الأمر كان ينطوي، إضافة إلى أوامر ستالين، على احساس شخصيٍ بالحقد على تروتسكي. فالإثنان على طرفي نقيض. تروتسكي مثقف ومؤلف لم يطوه النسيان رغم مقتله. و(بيريا)، (أبوالعفّين روسيا) كان محدود المقدرات إلا في جانب العنف.

    (أبوالعفّين) يشعر بالحقد ذاته على بعض قادة المعارضة لأنهم مثقفون وهو كما خلقته أمه في مجال الثقافة والوعي. وهم ناضجون فكرياً، وهو لا يختلف كثيراً في وعيه السياسي عن تلاميذ المدارس الإبتدائية. وهم مسالمون وعفيفو اللسان، وهو لا يملك إسهاماً وطنياً غير عنفه وبذاءة لسانه.

    وعيُّ تلاميذ المدارس الإبتدائية هذا يمثل (نسقاً) مضمراً وظاهراً في طريقة تفكير وتعبير (أبوالعفّين) الذي يمثل (ظاهرةً) فريدةً من نوعها في السياسة السودانية الموبوءة منذ 21 سنة بضحالةٍ لا نظير لها وجهالات بالغة وازدراء بالعقل.

    (أبوالعفّين) في آخر تجلياته الصبيانية قال:(الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو)، وأضاف: (نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا). (أبوالعفّين) حسب تصريحات له لدى مخاطبته شورى المؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة، طبقاً لصحيفة (الرأي العام) أكّد أن (الإنقاذ هي التي حفظت للسودان ماء وجهه بالشريعة الإسلامية) !!.

    (الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو) !! و(نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا) !!

    بالله عليكم هذا (أستاذٌ جامعي) أم (فتوّة) جاهل من فتوّات الروائي المصري نجيب محفوظ؟

    (بيريا) الروسي ذاته كان يعمل في صمت. لكن (أبوالعفّين) يذهب بالشطط السياسي إلى مداه الأبعد.

    (أبوالعفّين) يدرك أن أجهزة أمنه تصدت بعنف بالغ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لمسيرات سلمية في شندي وفي مدني والحصاحيصا والفاشر. أردت طالباً جامعياً على الأقل في الفاشر، وشجّت رأس شيخٍ أنصاري في الـ 74 من العمر. وحطمت ساعد الدكتورة مريم الصادق.

    (أبوالعفّين) يستفز الشعب السوداني كلّه بتصريحاته هذه، لأنه لا يرى فيه إلا شعباً ########اً مستسلماً لقدره ومستسلماً لـ(أبوالعفّين) ليفعل فيه ما يشاء !

    (أبوالعفّين) يطلق سيل التصريحات المستفزة البذيئة هذا لأنه خائف. خائفٌ من تنامي الاحتجاجات ومظاهر الرفض الشعبي. (أبوالعفّين) يحاول الكذب على الشعب بوعود (هلامية) حول مفاجآت نفطية بعد 9 يوليو المقبل. هذا لأنه يريد اسكات الشعب إلى يوليو المقبل. حسناً فلنقل إن كل شبر في السودان، أو ما تبقى من السودان نضح نفطاً، فما الذي سيجنيه الشعب؟

    ما الذي جناه الشعب السوداني طيلة السنوات العشر الماضية من النفط الذي تدفق على (أبوالعفّين) ورفاقه في المؤتمر الوطني، ومتوسط دخل الفرد السوداني يومياً أقل من دولار أميركي واحد، طبقاً لمجلة (قلوبال فاينانس)؟

    (الداير يقلع الحكومة يقوي ضراعو) !! و(نحن بنجهز ليهو ضراع قوي من عندنا) !!

    (أبوالعفّين) لا ينسى أن هذا الشعب هو الذي انتصر في (شيكان) و(قدير)، وهو الذي مرّغ أنف وكرامة الجنرال غوردون – ناهيك عن (أبوالعفّين) – في التراب، وصعد إلى المشانق بعزةٍ وكرامة كما فعل (ودحبوبة)، وانتظر الموت على (فروته) كما فعل الخليفة عبدالله التعايشي، وقابل الموت بوجهٍ باسم كما فعل الأستاذ محمود محمد طه.

    (أبوالعفّين) لا ينسى هذا كله، كما لا ينسى (أكتوبر) و(أبريل)، لكنه يريد أن يوهم نفسه بأنه هو وأجهزته الأمنية أقوى من الشعب.

    (أبوالعفّين)، ربما لا يعرف أن (العهد القديم) ذكر بسالة (الكوشيين)، أجدادنا: (يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبرِ أنهار كوش، المُرسلة رسلا في البحر وفي قوارب من البردي على وجه المياه.اذهبوا أيها الرسل السريعون إلى أمةٍ طويلة وجرداء، إلى شعبٍ مَخُوفٍ منذ كان فصاعدا، أمةِ قوةٍ وشدةٍ ودوس.قد خرقت الأنهار أرضها.يا جميع سكان المسكونة وقاطني الأرض، عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون، وعندما يُضربُ بالبوق تسمعون)

    (أبوالعفّين) لا يعرف نضالات قبيلة دينكا أقار – مثلا – بقيادة ميانق ماتيانق ضد المستعمر البريطاني. ولا قبائل الدينكا والشلك والنوير التي قاتلت المستعمر البريطاني طويلاً، ولا قبيلة الزاندي التي انتفضت ضد المستعمريين في 1905.

    لا يعرف (أبوالعفّين) أن شعراء بريطانيا "العظمى" تغنوا ببسالة وشجاعة محاربي قبائل البجة في شرق السودان. ولا الأدوار الكبيرة التي لعبها مناضلون عظماء في جبال النوبة ضد المستعمر مثل السلطان عجبنا، أو دور السلطان بحر الدين، سلطان المساليت في مقاومة الجيش الفرنسي الذي كان يحاول التسلل إلى دارفور.

    نعم يا (أبوالعفّين)، نحن لسنا بحاجة لشاب يحرق نفسه كي تتفجر الثورة، لأن الثورة في دمنا الباسل كما ذكرنا (العهد القديم). الثورة في دمنا مثلما كانت في دم أجدادنا الذين ماتوا بشمم وإباء في (كرري).

    (أبوالعفّين) يقول إن (الإنقاذ هي التي حفظت للسودان ماء وجهه بالشريعة الإسلامية) !!.

    لن نرد على (أبوالعفّين)، ولنقرأ ما ذكره مثقف عروبسلاموي بارز في 2006 هو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني (مستشار رئيس الجمهورية حاليا):

    "أشد الادواء التي اصابت الحركة الاسلامية هو الاحساس الذي انتاب كثيرا من اعضائها بتآكل المشروعية وفقدان المصداقية الذاتية الذي اضعف الايمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمعوا عليه وتواثقوا على نصرته ، مشيرا الى ان ذلك قاد الى ضمور العمل الاسلامي وسط التيارات الحية والمتجددة في المجتمع ، والتي كانت للحركة الاسلامية الصدارة فيها على من سواها" !!

    إذا كان هذا هو "احساس" أعضاء الحركة الإسلاموية حسب التعبير "الرومانسي" الرقيق للدكتور غازي صلاح الدين، وهو تآكل المشروعية، وفقدان المصداقية الذاتية "الذي أضعف الايمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمعوا عليه وتواثقوا على نصرته"، إذا كان هذا هو "احساس" أعضاء "النظام"، تُرى ما الذي حلّ بالملايين الذين اكتووا بهذا المشروع؟ وإذا كان هذا رأي واحد من غلاة العروبسلامويين، وواحد من زعاماتهم، فما الذي تبقى في مشروعيتهم في نظر المواطن السوداني الذي تجرّع السمّ دفعة واحدة، فأُلقي به في الشارع، وحُرم الحق المجاني في العلاج ليموت على أرصفة الخرطوم، وحُرم حقّ تعليم أبنائه مجاناً، ولا يزيد متوسط دخله اليومي عن دولار؟

    هل يسرق؟

    لكنّ القوانين تردعه بقطع اليد !

    هل يتسوّل؟

    لكن الشحذة ستريق ماء وجهه !

    هل يقبل الرشوة؟

    لكن دينه يحذره من ذلك !

    هل يغض الطرف عن ابنته إذا كسبت المال عن طرق غير مشروعة؟

    لكن ذلك حرام وربما يجلب له العار !

    ماذا تبقى غير أن يتوكل على الله ويعلن انضمامه إلى جماعتهم ليحصل على "الفتات" من موائدهم، عسّاه ينتقل من خانة وطأ الجمر إلى خانة "الاحساس" بالألم كون المشروع "فقد مشروعيته"؟

    هذا هو السبيل الوحيد الذي تركته جماعة (أبوالعفّين) أمام بعض الناس. لكن الغالبية العظمى استنكفت عن هذا الطريق الذي منتهاه (قتل الضمير) و(بيع الذات) بثمن بخس.

    إن لله جنوداً من عسل - حسب تعبير الخليفة الأُموي -، وجنوداً من تضييق، وجنوداً من إفقار، وجنوداً من إراقة ماء الوجه، وجنوداً من تدجين !

    ولنقرأ مرة أخرى للدكتور حسن مكي (أحد المثقفين العروبسلامويين البارزين):

    "ما جدوى هذا المشروع الحضاري إذا كان الاتجاه العام للحياة في السودان يمضى لانكماش وانقباض وتأزم , وأنها ماضية إلى المزيد من الأزمات نتيجة للانخفاض المستمر في قيمة الجنيه, ونتيجة للتضخم, ونتيجة للخلل في السياسات الاقتصادية" .

    ويمضي لما هو أهم، بل هو جوهر المسألة:

    "إن الإسلام يقوم على النموذج والقدوة وما زالت الأوضاع في السودان بعيدة عن حضارة النموذج." ورصد ما طرأ من تغيرات على حياة الإسلامويين: " إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها"

    ولنذكر هنا أن البند الثاني من بنود "أهداف" حزب المؤتمر الوطني (العروبسلامويين) عبر مرسومه الأساسي، يؤكد "حاكمية الله" !!

    والحقيقة طبعا أن الإسلام عبر شخوصه لا يحقق عدلا ولا دولة كفاية ولا يكفل حقوقا انسانية - من خلال الحكم - لأنه ما من وسيلة لمراقبة "خائنة الأعين وما تخفي الصدور". ولا سبيل لمحاسبة الحاكم "الفاسد" الذي يرفع المصحف بيمينه. ولا يمكن لأي مواطن أن يعترض على أي أمر، لأن الحاكم أشبه بـ"ظل الله على الأرض"، ومعارضة الدولة، هي معارضة الله !!

    الإسلام يمكنه تحقيق ذلك كله من خلال الفرد. فالتكليف فرد، والحساب فردي. والدولةُ "مؤمنة" كانت أو "كافرة" لن تُحاسب يوم القيامة. والحديث، مجرد الحديث عن دولة إسلامية ليس كافياً أبداً لقيامها. بل لا معنى لها أبداً إن لم تكن عملاً محسوساً دون هياج وصراخ بأن أنظروا، ها هي دولتنا الإسلامية. هذا سلوكٌ طفولي. الله قد ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. هذه المقولة الذهبية التي تنهض من بطن التراث الإسلامي تعني أن العدل هو الأساس بنظر الإسلام، لا الترديد كالببغاوات بأن "هذه دولة إسلامية"، تعني أن مقاصد الإسلام هي مطلب الدولة، لا الشعارات. ومقاصد الإسلام هي العدل والمساواة والرحمة. هي لا ضرر ولا ضرار. هي القدرة على محاسبة الحاكم ونقده وتغييره بالطرق السلمية. هي احساس المواطن بمشروعية وجوده في الدولة، لا خوفه من ظله وبيع نفسه في مزادٍ سياسي أحادي ليتمكن من تدبير ثمن الدواء.

    الدولة التي لا تستطيع أن ترفع متوسط دخل الفرد فيها إلى ما هو أكثر من نصف دولار عليها أن تصمت عن أي حديث عن الدين.

    عليها أن تطعمنا من جوع وتؤمننا من خوف أولاً قبل أن تأمرنا بالفضيلة.

    الدولة التي لا توفر لنا علاجاً مجانياً وتعليماً مجانياً عليها أن تكف عن ترديد الشعارات. فالشعارات في هذه الحالة "كلمة حق أُريد بها باطل".

    الدولة التي لا تحصّن مجتمعها ضد الفقر والعوز والجوع عليها أن تخجل من قرن نفسها بالدين، أي دين.

    الدولة التي تفعل ذلك هي دولةٌ ضد الإنسان وضد تكريمه الذي أكرمه به الله سبحانه وتعالى.

    الدولة التي تقتل بدمٍ بارد، وتستخدم العنف في أقصى صوره لا تستحق أن تحمل صفة الإنسانية.

    الدولة التي تفعل كل ذلك وتكذب على شعبها بإسم الدين، أي دين، هي عارٌ على الدين.

    دولة (أبوالعفّين) هي دولة الشعارات بلا منازع، لا دولة الفعل والعدل والرعاية الإجتماعية والكفاية. لذا يجب أن تذهب. لا نريد شعارات، بل نريد أن نأكل ونتعلم.

    ولأننا حين نتحدث عن محض شعارات انسحبت على كل شيء حتى الدين لم نبارح الحقيقة قيد أُنملة. فلنقرأ من البيان الأول للسيد عمر البشير:

    "لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع اسعارها مما جعل الكثير من أبناء الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود" !!

    لا تعليق سوى أن النتيجة، نتيجة الشعارات والاستبداد كانت خراباً شاملا. رفعُ الشعار الديني وحده غير كافٍ. الأهم من الشعار هو العمل الجاد. فالعمل قيمة دينية وقيمة دنيوية. وبالعمل - لا الهتاف - تعمر البلدان. ولا أدري كيف يبرر السيد البشير ورفاقه هذه النتيجة التي آلت إليها الزراعة في السودان رغم سياساتهم "غير الرعناء"؟ وماذا إذا كان بشرنا في صبيحة 30 يونية 1989 بتطبيق سياسات "رعناء"؟

    ما جرى ببساطة هو أن الدولة كفّت عن تقديم أيّ خدمة للمواطن "السعيد". فهي تغلّبت على مشكلات صفوف الوقود "المدعوم" في العهد الديمقراطي، وصفوف الخبز "المدعوم" في العهد الديمقراطي، وصفوف السكر "المدعوم" في العهد الديمقراطي بحلٍ كان سهلاً وبسيطاً أمام الحكومة الديمقراطية "الرعناء"، لكن العقول الجبّارة التي كانت تحكم آنذاك لم تتنبه لسهولة الحل الذي أخرجه "حاوي" إنقلاب الإنقاذ من جيبه، صائحاً صيحة أرشميدس الشهيرة: وجدتها ..وجدتها !

    الحلُّ بسيط، لكن "رعونة" الحكم الديمقراطي حالت دون رؤيته. الحل: رفع الدعم !

    فبدلاً من الفوضى التي تنشأ عن صفوف المواطنين الذين كانوا يفضلون الخبز المدعوم والسكر المدعوم والوقود المدعوم عوض الابتياع من "السوق السوداء"، رفعت الدولة يدها عن تلك السلع، وتركت المواطنين لغول "السوق السوداء" التي استحالت بقدرة قادر إلى "سوق بيضاء" برعاية الدولة و"مباركتها" !!

    والحكومة الديمقراطية كانت تبدد أموال الشعب في صرف لا معنى له. فهي كانت تنفق مئات الملايين من الدولارات على التعليم والعلاج المجانيين. وكان بمقدور أيّ طالب متفوّق في الجامعة أن يتعلم تعليماً فوق جامعي في بريطانيا – مثلاً – على حساب الدولة. وكان المزارعون والرعاة والعمال يحصلون على علاجٍ مجاني. كل ذلك الصرف "البذخي" على أمور غير ضرورية كان على حساب الأولويات: القطاع السيادي (القصر الجمهوري) الذي يستأثر بـ 100 مليون دولار شهرياً، أي مليار ومئتي مليون دولار سنوياً، والأمن والجيش اللذان يحوزان على 74% من الميزانية. لم يبق شيء يُذكر للمسائل ذات الأولوية المتدنية كالتعليم والعلاج. يمكن للمواطنين – الذين لا يتعدى متوسط دخلهم دولار يومياً – أن يتكفلوا بذلك !

    أرأيتم؟؟

    إنها حلولٌ في غاية السهولة، لكن ماذا نفعل مع العقول التي كانت تحكمنا 1986 – 1989؟

    لا، بل وإن عنّ لهذه الحكومة "الرعناء" أن تنقص من دعمها للسكر مثلا بضعة قروش، ثارت ثورة الشعب السوداني في ما تسمّيه أدبيات "إنقلاب الإنقاذ".."فوضى" ! إذ كيف يُسمح للشعب السوداني أن يعبّر عن رأيه في أمرٍ يخصه في ظل وجود حكومة "غير رعناء"؟

    الرعونة ألا تُطلق الرصاص الحيّ على المحتجين على أيّ أمر يخصهم كما جرى لمواطنين في كجبار شمال السودان، وبورتسودان شرق السودان على سبيل المثال. هذا ما يُسمى "هيبة الدولة". فالدولة "الإسلامية" ينبغي أن يهابها الجميع، غضّ النظر عن أن رسول كسرى إلى رئيس دولة المؤمنين أتاه فوجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يغط في النوم تحت شجرة. ومن الغرابة - طبعاً - النظر إلى فعلٍ كهذا على أنه فعلٌ يمثل "هيبة الدولة"، فكيف لدولة مهابة أن تنام تحت شجرة دون أن تسبقها سيارات النجدة والشاحنات الصغيرة الملأى بالجنود المدججين بالسلاح؟

    كيف للدولة أن تسعى بين الناس دون أن تكون "دابتها" سيارات "البي إم دبليو" و"المرسيدس" من آخر طراز، وبألوانٍ مختلفة، ربما واحد للأوقات الصباحية والآخر للأوقات المسائية، إذ لا يُعقل أن تلتقي الدولة بضيوفها وبشعبها بلون السيارة ذاته في الصباح وفي المساء !!

    سنغض الطرف أيضاً عن أن رئيس الوزراء السابق لم يتقاض راتباً من الدولة، وكان يطلب طعام غدائه له ولطاقمه من بيته. كيف للدولة ألا تُظهر هيبتها بطلب طعام الغداء من فنادق النجوم الخمس في الخرطوم، وليذهب التلاميذ المطالبين بمجانية التعليم، والمزارعين المطالبين بمجانية العلاج، ليذهبوا جميعاً إلى الجحيم. ولتقتل حكومة (أبوالعفّين) واحداً منهم في الفاشر (20 يناير 2011) !!

    السياسات "غير الرعناء" أذاقت الشعب السوداني الأمرين. فـ90% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر (إذا كان متوسط دخل الفرد يقل عن دولار يوميا فماذا نتوقع)، ويعيش 20% من السودانيين خارج وطنهم في رحلات البحث عن لقمة عيش. وعلى الرغم من رفع الدعم عن السلع الضرورية وإلغاء مجانية العلاج والتعليم، فإن الحكومة "الإسلامية" فرضت على مواطنيها الفقراء ضرائب باهظة للغاية. كانت الحكومة الديمقراطية تفرض ضرائب معقولة في مقابل خدمات محسوسة يحصل عليها الناس مثل مجانية التعليم والعلاج ودعم السلع. لكن هذه الخدمات أضحت شؤوناً لا تتعلق بالدولة، فما معناها الاقتصادي إذن؟

    ويكون الأمر منطقيا لو أن رجالات دولة الإسلام السياسي يعيشون بالكيفية ذاتها التي فرضوها على المواطن السوداني. فقد كانت جملة الاعتداءات على المال العام، باستثناء قطاع المصارف من سبتمبر 2004 وحتى نهاية اغسطس 2005 تقدر بـ(542 مليون دينار، يعني 5 مليارات جنيه)، ولنلاحظ أن ما تم تخصيصه لجهاز الدولة من ميزانية العام 2003 (أي العام السابق) كان 913.000 مليار جنيه.

    كانت جرائم سرقة المال العام وصلت إلي 813 مليون دينار (8 مليار جنيه) في 2002 لم يسترد منها الا 8.32 مليون دينار أي 9% تقريبا. المفاجأة المزلزلة فعلا، هي أن الاعتداء علي مال الزكاة كانت نسبته 11% من إجمالي المبالغ المسروقة. هذا يعني أن أموال "السائل والمحروم" التي تقوم بجمعها دولة الإسلام السياسي، من "السائل والمحروم" ذاته، سرقت منها أكثر من مليار جنيه!!

    ولنقرأ مرة أخرى بتمعن، ففي 2003 هدد العاملون في 21 ولاية بالإضراب عن العمل لذات الأسباب. وكانت مطالبهم وقتها لا تتعدى 6 مليار جنيه سوداني.

    من يسرق، ومن يجوع ؟ من يعتدي على أموال الزكاة، والمال العام؟

    حسنا. من يتستر عليهم؟

    من يفعل ذلك، خاصةً إذا علمنا بأن غالبية من يعملون في أجهزة الدولة، هم من الإسلاميين؟

    وما تم رصده هنا، هو ما تكشف عنه الحكومة بنفسها.وهذا ما تكتب عنه صحافة الخرطوم المراقبة. وبالطبع فإن أرقام الاعتداءات على المال العام متواضعة جدا، بالنظر إلى ترتيب السودان المتقدم في الشرق الأوسط وإفريقيا كـدولة "فاسدة".

    على (أبوالعفّين) أن يدرك جيداً أن غضبة الشعب السوداني بدأت، هدد هو أم لم يهدد. عليه أن يفهم أن الطرف الذي ينبغي أن يخاف هو الطرف الأضعف في المعادلة، لا الطرف الأقوى. فلا مجال للمقارنة بين 5% تعيش في 7 كيلومترات في الخرطوم حياة الرفاهية والدلال الكامل، وبين نحو 95% لا يعيشون البتّة.

    على (أبوالعفّين) أن يدرك أن الجنرال غوردون سبقه إلى التهديد، وكذا فعل الجنرال إبراهيم عبود والجنرال جعفر نميري، فماذا كان مصيرهم؟ ذهبوا وبقي الشعب السوداني صانع الثورات. وستذهب أنت يا (أبوالعفّين) إلى موئلك الطبيعي الذي تستحق، وسيبقى الشعب السوداني العظيم..علماً بين الأمم.
                  

01-23-2011, 04:56 PM

علاء الدين يوسف علي محمد
<aعلاء الدين يوسف علي محمد
تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 19580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

01-23-2011, 04:59 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ...
                  

01-26-2011, 07:53 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    نعم، إنه (غوردون) الأسوأ في تاريخنا !

    وتاريخنا كُلُّه لم يلطّخه سوى الجنرالات، من (غوردون) البريطاني، إلى (غوردون) السوداني !
    ...وفي كلِّ مرةٍ كانت تتجمع نذر الإعصار في الأفق، لتطيح بـ(غوردون) في نهاية المطاف. فالإنتصار للشعب، لا لـ(غوردون) !
    الشعبُّ كان هناك. كان يحارب بأسياف العُشر، وينتصر على الآلة الحربية البريطانية بكلِّ جبروتها. كان يُمرّغ أنفها في التراب،مُوحداً، متضامناً، واثقاً كل الثقة من نصره المقبل.
    زحفوا من (دارفور الخير)، ومن (شرق عثمان دقنة)، ومن (الجزيرة) و(جبال النوبة)، من (كردفان الغرّة) و(النيل الأبيض)، من (النيل الأزرق)، التحموا بمحاربي الجنوب الأشدّاء، وأسقطوا في لحظة التاريخ الشاهقة تلك، الألوان والقبائل والإنتماءات الضيّقة. كان الوطنُ وحده في حدقات العيون، وكان كلُّ فردٍ يدرك بعمق دوره (التاريخي) العظيم في صناعة ملحمةٍ لا تقلُّ بحالٍ من الأحوال عن (الأوديسة) و(الإلياذة)، لا تقلُّ عن (أخيل)، لا تقلُّ عن الملاحم الكبرى التي سطرّها اليونانيون والآشوريون، ولذا عمد (المستعمر) إلى القفز على هزيمته النفسية المريرة بالقول إن الذين انتصروا كان مجموعات من (الدراويش) !!
    والتاريخُ لا يكرر نفسه، لكن الاحساس المتعالي لدى الطغاة واحدٌ ! فالطاغية الأوّل وصفنا بالدراويش، والطاغية الأخير ينعتنا – اليوم – بما يجلُّ عن الوصف، ثم يهرع، حين يتأكد من عزيمة السودانيين على مواجهته، للجلوس خائفاً خانعاً إلى مائدة التفاوض من أجل كسبِ المزيد من الوقت ! حسناً، إنه (تكتيك)، لكن علام يدل؟ على القوة؟ (غوردون) كان أقوى بل وأكثر شجاعة في إنتظار قدره. (التكتيك) هذه المرة فهمه السودانيون جيداً، فهي أولى علامات تضعضع معنويات الطاغية.
    التاريخُ لا يكرر نفسه، لكن الطاغية دائماً يظن أن خطاباته للإمام محمد أحمد المهدي عارضاً عليه وظيفةً في الدولة ستطفيء الغضب المتنامي !
    والإمام المهدي يفهم الرسالة جيداً، ولا ينثني عن هدفه وهدف السودانيين كلهم: إما الطاغية أو الوطن ! لا مساومة في شأن الوطن. لا تنازل في شأن الوطن، بل نزال من أجله.
    والنزالُ ينتهي إلى الطاغية واقفاً في أعلى السلّم متعجباً من شدّة تصميم هؤلاء الناس على استرداد وطنهم !!
    إنه ذات الطاغية الذي كان ينطوي على أحاسيس باحتقارهم، انتهى به الأمر ورأسه محمولٌ على حراب الأنصار !!
    لماذا يجلس الطاغية مع من لا يملك شيئاً إذا كان صادقاً في شتائمه وسبابه للمعارضة؟ وماذا ينوي؟ ما هي الأهداف؟ يهدف لشقّ الصفِّ المعارض، وتوجيه السهام في ناحيةٍ أخرى بعيداً عنه، وإضاعة الوقت؟ ربما تسعفه هذه التدابير الساذجة ليومين أو ثلاثة، لكن كيف سيواجه الغضب الشعبي المتنامي؟ كيف يواجه تقارير أجهزته التي تقول إن الشارع بدأ يتحرك، وأن المعارضة في أحسن حالٍ اليوم منذ 10 سنوات، وأن الشروخ تكبر في داخل النظام، وأن 26 يناير ستبرهن حتى للمترددين أن الشعب السوداني متضامنٌ إلى أقصى درجة، وسيحقق مطالبه العادلة في الأمن والسلام والحرية والعيش الكريم.
    النظامُ يدرك أن 26 يناير رسالة في منتهى القوة وفي منتهى الرمزية بعد رسالة (الجزيرة أبا) الرمزية القوية. 26 يناير هي بداية النهاية في عرفه، ويعرفُ أنه لن يستطيع وقف الزحف إلى ميدان الخليفة عبدالله التعايشي في أم درمان إلا بشلالات من الدم. وشلالات الدم تعني بداية النهاية، خاصةً أنه بدأها - شلالات الدم - في 24 ديسمبر 2010 بضرب الشيخ محمد أحمد غزالي والدكتورة مريم الصادق. وهذا (شعراً ما عندو ليهو رقبة)، فإسالة دم المزيد من الأنصار في أم درمان تعني أن تتفجر الأرض براكين من الغضب في كلِّ مكان.
    إذن لا مناص من التظاهر بالامتثال لمطالب المعارضة - كما فعل غوردون -، ومن ثم دراستها، ثم تشكيل لجان لبحثها، ثم تكوين لجان أخرى تقتلها بحثاً، ثم تخلص هذه اللجان كلها إلى نتيجة واحدة: تعنّت الطاغية في موقفه الرافض لأيِّ تغيير سلمي. وهكذا يكون قد كسب وقتاً طويلاً في المماحكة كدأبه، ويكون هدفه الاستراتيجي قد تحقق، وهو اخماد جذوة الإنتفاضة !
    مطالبُ المعارضة لا تحتاج إلى لجانٍ ولا يحزنون: إما نعم أو لا.
    ولا تحتاج بعد أن شرحها له وفد حزب الأمة الذي قاده رئيس الحزب الأمة إلى أسابيع لدراستها، فالمطالب مطروحة ومشروحة منذ أكثر من شهرٍ ونصف. تحتاجُ فقط إلى إرادةٍ سياسيةٍ تعوز النظام لأسبابٍ عدة لإعلان قبوله بالتغيير السلمي بظرف يومين لا أكثر (تنتهي في 26 يناير).
    والمحصلةُ النهائيةُ ستكون الدوران في دائرة مفرغة، لتنتهي المسألة إلى ما آلت إليه إتفاقات جيبوتي وأبوجا ونيفاشا والقاهرة وجدة والتراضي الوطني واتفاقية الخرطوم للسلام، لا شيء يُرجى مِن مَن يعتبر السودان مزرعة خاصة له، ولا مِن مَن يخشى إلى حد ...الفزع مساءلة الشعب السوداني عمّا أرتكبه من جرائم طيلة 21 سنة، ناهيك – طبعاً عن (بعبع) أوكامبو -، ولا مِن مَن يأبى التخلّي عن (الميري) الذي (اتدردق في ترابو لحدّ ما خلّص التراب)، وترك للشعب السوداني التراب والحسرة !
    لا، لن يتخلوا عن السلطة والجاه والأموال بهذه السهولة. لن يتخلوا لأنهم (لدنيا قد عملوا، هم لسلطتهم وأموالهم فداء)، و(هي للسلطة والجاه، ليس أبداً لله)، و(نحن جينا بالقوة والداير يشيلنا يجي بالقوة)
    وهل من استخفافٍ بالشعب السوداني أكثر من هذا؟
    (غوردون) نفسه كان أكثر ذكاءً، ومع ذلك لم يستطع الدفاع عن نفسه أمام غضبة الشعب الجبّار.
    (نحن جينا بالقوة والداير يشيلنا يجي بالقوة) !!
    وماذا إن كان هذا هو خيار الشعب؟
    ماذا أيها الطاغية إذا كان الشعب قد ملّ أكاذيبكم وإفقاركم وتجويعكم وعذابكم واستهتاركم به؟
    (يجي بالقوة) أيضاً؟
    لن تنجو في هذه الحالة أيها الطاغية، فلهذا الشعب تاريخٌ حافل ومجيد في (تأديب) الطغاة، وجعلهم عبرةً لمن لا يعتبر !!
    سردنا في مقالاتٍ سابقة سِجّل الطاغية في شأن ادعاءاته التدينية، وفي شأن (الفساد) والدماء التي تلطخ ثيابه، وفي شأن جرائمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان، وعرضنا إلى أكاذيب البيان الأول التي كذّبها ويكذبها الواقع، وتطرقنا إلى الوضع الاقتصادي، وإلى فصل الجنوب، وإلى إلغاء مجانية العلاج والتعليم ودعم السلع الضرورية.
    ولا بأس أبداً أن نعرج في مقالنا اليوم على جانبٍ مظلم آخر يمثّل بعض (تمثيل) الطاغية بنا، هو جانب التعليم الذي دمره الطاغية. الطاغية استهدف أوّل ما استهدف (بناء) الإنسان السوداني والعامل الأوّل في التنمية: الإنسان. ويصبح أيّ حديث عن نهضة أو تقدم هو محض أكاذيب لا تنطلي إلا على السذّج.
    ولكي نُلمّ بقدر الفاجعة علينا أن نُدرك أن نسبة الأميين للفئة العمرية (15 – 24) هي 22.8%، في ما 4.6% فقط هي نسبة التعليم العالي من الفئة العمرية (18 – 24) في العام 2000 مثلاً بحسب (معهد اليونسكو للإحصاء: الموجز التعليمي العالمي 2003: مقارنة احصائيات التعليم عبر العالم، معهد اليونسكو للاحصاء، مونتريال 2003: http://www.uis.unesco.org/)
    وهذا مؤشرٌ خطيرٌ للغاية. فالألفية الجديدة كان مفروضاً أن تشهد انعكاساً في النسب، بحيث تصبح نسبة الأميين من الفئة العمرية (18 – 24) هي 4.6%. لكن، علينا أن ندرك أن حجم الإنفاق على التعليم كنسبةٍ مئوية من الميزانية العام كان 12.6% في 1970، وفي 1980 أصبح 9.1%، أما في 1985 فقد قفز إلى 15.0% (وهي أعلى نسبة مئوية يحققها)، في ما تراجع في 1990 إلى 8.0% (كأدنى نسبة مئوية، وبفارق 7.0% عن نسبة 1985) ليرتفع في 1995 إلى 10.0% طبقاً لدراسة بعنوان (التباين في أنظمة التعليم و الشتات وإعادة إنتاج النخبة المثقفة)، للدكتور إبراهيم النور ، الأستاذ المشارك بالجامعة الأمريكية في القاهرة، يوليو/ 2004
    وإذا كانت سنوات التسعينيات قد شهدت تراجعاً في حجم الإنفاق على التعليم - مقارنةً بـ 1985 مثلا - فإن الحكومة السودانية ارتكبت "جريمةً" بالمقاييس كلها في حقّ التعليم من زاويته الكيفيّة. فـ" في إطار ما عرف بثورة التعليم العالي تضاعفت معدلات القبول بالجامعات الحكومية خمسة أضعاف إذا أخذنا في الاعتبار تحول طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم إلي طلاب جامعة حكومية وارتفع القبول بالتعليم الأهلي من 993 في عام 89/1990 الى 7340 طالب وطالبة في عام 95/1996 (أي أن نصيبه النسبي ارتفع من حوالي 16% من الاستيعاب السنوي الى 22%) وفي بحر أربع سنوات فقط 1990 الى 1994 أنشئت 18 جامعة حكومية جديدة وفي الفترة نفسها نشأت 12 مؤسسة تعليم عالي بمبادرة من القطاع الخاص
    قد تبدو هذه الأرقام- فوق أنها مضجرة- غير ذات دلالة لكن ربما اكتسبت بعداً حقيقياً إذا علمنا أن مضاعفة عدد طلاب الجامعات من 60 ألف في 1989 الى 130 ألف في عام 1995، ثم بلغ 201 ألف في عام 2001 الذى تم في السودان قد استغرق 45 عاماً في بلد مثل بر...يطانيا" هذا على حدّ قول دراسة الدكتور إبراهيم النور ، الأستاذ المشارك بالجامعة الأمريكية في القاهرة، يوليو/ 2004
    تجدر الإِشارة هنا مجدداً إلى أن الحكومة السودانية رفعت يدها عن التعليم ملغيةً مجانيته رغم أن نحو 90% من السودانيين يعيشون تحت خطّ الفقر. وإذا كان المجتمع السوداني شأنه شأن المجتمعات النامية الأخرى يمثّل التعليم العالي فيه مجالاً للمباهاة والامتيازات الواسعة، فلنا أن نقدّر حجم الضغوط الإجتماعية الرهيبة، ومقدار التضحيات الجسيمة التي قُدر للأسر السودانية أن تقدمها من أجل تعليم الأبناء والبنات بأموالٍ طائلة !
    ونذّكر مرةً أخرى بالحقيقة الموجعة التي طرحها الدكتور إبراهيم النور: (مضاعفة عدد طلاب الجامعات من 60 ألف في 1989 الى 130 ألف في عام 1995، ثم بلغ 201 ألف في عام 2001 الذى تم في السودان قد استغرق 45 عاماً في بلد مثل بريطانيا) !!
    إذن فإن الطاغية لم يكتف بقتلنا وتشريدنا وتعذيبنا، إنه يفعل الأخطر: قتل أطفالنا !!
    ما معنى تعليم بائس بهذا الشكل المدعوم بالأرقام بالنسبة لمستقبل أطفالنا؟ هذا يعني ببساطة إننا نسلمهم إلى مستقبل مظلم بالمقاييس كلها.
    الخريجون الجدد العاملون حالياً بدول الخليج يعرفون ذلك جيدا. يعرفون مقدار الألم الذي سببه لهم نظام الإنقاذ. رواتبهم مقارنةً بنظرائهم الأردنيين أو اللبنانيين مثلا تُعد مضحكة ومؤلمة في آن. ما السبب؟ الإنقاذ كما تشير الأرقام في هذا المقال !!
    سكوتنا يعني مستقبلاً مظلماً تماماً بالنسبة لأطفالنا الذين يذهبون – اليوم – إلى المدارس طلباً للعلم وندفع نظير ذلك الملايين من الجنيهات، يعودون وهم في غاية الجهل. من السبب؟
    لا ليس الإنقاذ هذه المرة، بل (نحن)، وعلى وجه الدقة صمتنا، صمتنا الذي أغرى الطاغية بفعل كلّ شيء لكي نصبح في مستوى جهله وسطحيته. صمتنا الذي جعل الطاغية يعمد إلى تدمير مستقبل أطفالنا.
    لا تثوروا من أجل أنفسكم. لا تثوروا من أجل سعر رغيف الخبز الذي نضاعف أكثر من 3000 مرة من 1989 ولا سعر الوقود الذي يفوق أيّ سعر في المنطقة، ولا لمتوسط دخل الفرد الذي يقل بـ 6 آلاف دولار عن متوسط دخل الفرد (التونسي)، ولا من أجل الاهانات التي تُوجه لكم كل يوم، ولا من أجل مجانية العلاج والتعليم، ولا من أجل حتى الوطن الذي تبصرونه يتفتت وأنتم صامتون.
    ثوروا فقط من أجل فلذات أكبادكم، لأنكم سلمتوهم إلى (الغول) والغول سيأكلهم واحداً تلو الآخر.
    في ظلّ هذا النظام سيتعلمون (الجهل)، ولن ينافسوا في أسواق العمل العالمية، وستفسد أخلاقهم لأنه لا مناص أمامهم من تعلم (الرشوة) و(الفساد) و(الذل) و(تمريغ الكرامة).
    ثوروا من أجل فلذات أكبادكم لأن هذا فقط هو ما تبقى لنا.

    خالد عويس
    روائي وصحافي سوداني
                  

01-26-2011, 02:23 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    (غوردون) ينهار !!

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    لا تنقصه بالطبع روح الفكاهة. وإن كانت هذه الروح غير (متأصلة)، إلا أنه، شأنه شأن (وزير دفاعه)، إذا خطب دون ورقة يقرأ منها يُضحي مهرجاً من الدرجة الأولى !

    قال - بحسب موقع (الراكوبة) على الإنترنت - إنـ(هم) لو شعروا أن الشعب يرفضهم فسيخرجون إلى الشوارع ليتّم رجمهم !!

    (غوردون) أشاد بثورة الشعب التونسي التي قادت إلى فرار (الطاغية) على (التونسية)، لكنه أكد أنه لن يهرب من السودان إن ثار السودانيون ضدّه.

    (غوردون) يدرك أن (زين العابدين بن علي) ذاته واجه مأزقاً بالغاً في إيجاد دولة تؤويه إلى أن تفضلت عليه السعودية بذلك، فما بالك برئيسٍ تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية !

    إلى أين أيها (الغوردون) و(الهولندية) لا (التونسية) ستكون في إنتظارك في أيّ مطارٍ تحطُّ فيه طائرتك؟

    أنسيت إصرارك على زيارة آثار (النجاشي) في إثيوبيا، وخوفك البالغ حين حطّت طائرتك الرئاسية هناك، وفوجئت أنت بهبوط طائرتين (أميركيتين) في الوقت ذاته ما أثار ذعرك خاصةً أن الإثيوبيين تأخروا في استقبالك وتركوك في الطائرة ما يزيد على النصف ساعة كانت فرائصك كلها ترتعد أثناءها ثم عزمت على العودة إلى الخرطوم مرعوباً حتى دون المرور على أديس أبابا؟

    إلى أين ستذهب يا فخامة الـ(غوردون) وأكثر من 104 دولةً حول العالم موّقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية؟

    (غوردون) ليس جاداً في أيّ كلمة يقولها، وإلا فما معنى تأكيده الخروج إلى الشارع إذا شعر أن الشعب يرفضه. يا لحساسية شعوره، ويا لرقته البالغة. حسناً أيها الـ(غوردون) فلتتوكل على الله ولتذهب وحيداً إلى (معسكر كلمة) أو (كجبار) أو (بورتسودان) أو (الكرمك)..كلا لا تذهب بعيداً أيها الـ(غوردون) فلتذهب لوحدك دون طواقم الحراسة والسيارات الفارهة إلى شارع المشتل في (الرياض) حيث تقيم بعض أسرة الشهيد (عبدالمنعم كرار) !!

    ثم ما معنى الحديث عن (ثورة الشعب) وتفضيله خيار (الرجم) على الفرار، بعد عنترياته بـ(لحس الكوع)؟

    (غوردون) لم ينسَ في غمرة تناقضاته ومعنوياته المنهارة أن يحدثنا عن (أوهام) الذين يسعون إلى الإطاحة بنظامه !

    كلُّ هذه التناقضات والتصريحات الرخوة تعكس قدراً هائلاً من التمزّق النفسي يعيشه (غوردون). فالهواجس في (لا وعيه) باتت تنعكس في خطاباته بشكلٍ داعٍ للإنتباه. (غوردون) يفكّر كثيراً في (النموذج التونسي)، والواضح أنه يتوجس خيفةً من تكراره ومن مأزقه الخاص إذا حدث ذلك فهو لن يتمكن من مغادرة السودان إلى أية وجهة.

    هذه (السيكولوجية) لا تنطبق على (غوردون) وحده، فالمستشار (المعجزة) قال إنه من المستحيل أن يهرب غوردون ويترك شعبه ! وأردف أن (ثورة تونس) جاءت نتيجة للفساد والقمع والإرهاب والمحسوبية قبل أن يؤكد أن هذه الأسباب لا تتوفر في السودان !

    السودان الذي نعرف أم السودان الذي تتوهم يا سيادة المستشار المعجزة؟

    وتحدى أن يُثبت أيّ بنكٍ في العالم بأن لدى (غوردون) أو أحد أقربائه حساباً مصرفياً فيه !

    الواضحُ أن (فوبيا التونسية) شملت الجميع ودعتهم إلى التخبط ! أيّ بنوك في العالم أيها المستشار المعجزة ودون الشعب السوداني حي (كافوري) بأكمله ؟!

    أي بنوك والشعبُ السوداني فرداً فرداً يدرك جيدا كيف تعيشون وكيف يعيش الفرد السوداني بمتوسط دخل لا يتجاوز دولار واحد يوميا بحسب (قلوبال فاينانس) ؟

    (إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها)، وهذا ليس كلامنا أيها المستشار المعجزة، هذا كلام الدكتور حسن مكي الدكتور ( صحيفة الخليج الاماراتية، 6/9/1996) عنكم وعن مساكنكم ومأكلكم وسياراتكم !!

    (غوردون) وجيوش مستشاريه وسدنته يدركون ذلك جيدا، ويعلمون أنهم قدموا أسوأ نموذج في الحكم، لكنهم (يكذبون)، يكذبون في ساعة الضيق، ويلجأون فوراً إلى (ورقة) الشريعة الإسلامية عسّاها (تُخدر) الشعب السوداني وكأن الشريعة الإسلامية في بعدها الشعاراتي الصرف ستطعم الشعب السوداني من مسغبة، وستؤمنهم من خوف !

    عوراتُكم كلها انكشفت أيها المستشار المعجزة، ولن تغطيها ورقة (الشريعة الإسلامية) فهي أكبر أكاذيبكم. الحقُّ إنكم تدركون ذلك جيدا. أنتم تعانون الشعور الصاعق بفقدان المشروعية، مشروعية عملكم الإسلامي المزعوم ذاته، هذا العمل المزعوم الذي قاد إلى نتائج كارثية. لنقرأ معاً أيها المستشار المعجزة، وليقرأ (غوردون) طالما أنه يجلس في مكتبه دون عمل يراقب السقف ويخلو مكتبه من أيّ ورقة أو صحيفة:

    (يتنامى لدى أبناء الصف الإسلامي عامة الإحساس بتراجع العمل الإسلامي، ومحاصرته مضموناً ومظهراً وخطاباً، وظهور الجرأة على الدولة، وعلى قيم المجتمع، بل وعلى الإسلام في أصله، وتمادي الوصاية من الأجنبي، واستقواء المؤسسات والمنظمات المشبوهة. كما يزداد إحساسهم بأن الدولة تقصر عن واجبات التضامن في قضايا المسلمين الجامعة، فاهترأت جراء ذلك تحالفاتها الخارجية التاريخية، وتقوقعت في ذاتها، وبعدت من أن تحسب كماً ذا مغزى في أي تشكيل إقليمي أو عالمي فاعل. بدلاً من ذلك أصبح السودان هو الحالة النموذجية للأزمة يسعى كل من يؤبه له ومن لا يؤبه له من الدول والمنظمات للتدخل في شئونه بدعوى الوساطة والمبادرة لحل أزماته).

    كلامٌ مرٌ في حقكم أيها المستشار المعجزة، أليس كذلك؟ حسناً إنه كلامكم !! هذه فقرةٌ من ورقة قدمها (المستشار الرئاسي)، الدكتور غازي صلاح الدين في ندوة (معالم في طريق الإحياء الإسلامي) التي أقامتها هيئة الأعمال الفكرية في الخرطوم 16 مارس 2005 !!

    وهب أنكم أعتبرتم الدكتور حسن مكي متخاذلا ومخذلا، فهل تنطبق هذه الأوصاف على الدكتور غازي صلاح الدين أيضا ؟

    (أصبح السودان هو الحالة النموذجية للأزمة يسعى كل من يؤبه له ومن لا يؤبه له من الدول والمنظمات للتدخل في شئونه بدعوى الوساطة والمبادرة لحلّ أزماته) ؟

    (تمادي الوصاية من الأجنبي)؟

    من يذكر البيان الأول الذي أذاعه (غوردون) صبيحة 30 يونية 1989؟

    أما في شأن النزول إلى الشارع أيها الـ(غوردون) فكلام الدكتور غازي صلاح الدين في الورقة ذاتها يغنيك عن تكبّد المشاق..إقرأ أيها الـ(غوردون) فما ضرّكم شيء قدر هشاشة بنياكم الفكري والثقافي، إقرأ:

    (ليس بأضر لجماعة تلي أمر الناس من أن تفقد الصلة بهم والمقدرة على تلقي أحاسيسهم والعناية بمشاغلهم. ويجب لذلك إظهار حساسية أعلى تجاه مشاغل المواطنين في معاشهم وأرزاقهم ومجمل حقوقهم في الحياة الحرّة الكريمة، صيانة لهم من أذى الفقر وذل الحاجة. فإنه يستحيل لصاحب دعوة أن يدعو قوما لا يعبأ بمكابدتهم في ظروف الشظف وضنك العيش واتّساع مدى حاجات الإنسان المعاصرة. ولقد وصف القرآن النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنه "بالمؤمنين رءوف رحيم". هذا شرط ضروري لأي جهد رسالي بناء، فالجماعة السياسية الناجحة ليست هي التي تقوم مقام الدفاع غير المشروط عن مواقف أصحابها وممارساتهم، خاصة إذا وليت السلطة، بل الجماعة الناجحة هي التي تملك مقياساً حساساً لنبض المجتمع وحاجاته وتطلعاته، وتصبح هي ذاتها موصلاً ممتازاً لتيارات المجتمع ومحامياً صلباً عنها) !!.

    من – أيها الـ(غوردون) – جعل الشعب السوداني الكريم في حالٍ منكرة من (أذى الفقر وذل الحاجة) ؟

    من – أيها الـ(غوردون) – افتقر إلى الصلة بالناس و(المقدرة على تلقي أحاسيسهم والعناية بمشاغلهم)؟ هؤلاء الناس الذين تقول – اليوم – إنك ستخرج إلى الشارع ليتم رجمك بواسطتهم إذا شعرت أنهم يرفضونك!!

    (الجماعة السياسية الناجحة ليست هي التي تقوم مقام الدفاع غير المشروط عن مواقف أصحابها وممارساتهم، خاصة إذا وليت السلطة)، تُرى من يقصد الدكتور غازي صلاح الدين بهذا الكلام أيها الـ(غوردون)؟

    من الذي يقوم بـ(الدفاع غير المشروط عن مواقف أصحابها وممارساتهم)؟

    فلتقرأ أيها الـ(غوردون) من ورقة الدكتور غازي صلاح الدين عن (سندك الشعبي) وعن (حال الوطن) في عهدك:

    (بضعف السند الشعبي ضعفت الاستجابات لنداءات النصرة وتعرى ظهر البلاد أمام العدوان العسكري الصريح من داخلها وخارجها.

    وتأثرت كذلك استجابات الدولة للمصاعب والأزمات التي تجابهها. يتبدّى ذلك في تصديها لوظائفها وواجباتها، ويتعدّى أثره إلى أشد المؤسسات حساسية مثل القوات المسلحة التي تجد نفسها في محيط متلاطم من المهام الأمنية والمصاعب التي يولدها تكاثر حركات المعارضة المسلحة وتنامي وجود القوات الأجنبية في البلاد. ومن جراء تلك الفتن والمواجهات تهاوت أطراف من البلاد، وتمرد من كان بالأمس القريب أقوى الموالين في نواح مختلفة من البلاد، وخيمت ظلال البلوى حتى على العاصمة).

    (تهاوت أطراف من البلاد) أيها الـ(غوردون) !!

    (تمرد من كان بالأمس القريب أقوى الموالين) أيها الـ(غوردون) !!

    (خيمت ظلال البلوى حتى على العاصمة) أيها الـ(غوردون) !!

    خيمت ظلال البلوى حتى قبل أن يبلغ الدكتور خليل إبراهيم بقواته تخوم قصركم أيها الـ(غوردون) !!

    هل تجد في دواخلك رغبةً في المزيد من القراءة من ورقة الدكتور غازي صلاح الدين؟

    حسناً:

    (أشد الأدواء مضاضة وأبلغها أثراً كان إحساساً مداخلاً بتآكل المشروعية، وفقدان المصداقية الذاتية، ذلك الإحساس الذي يضعف الإيمان بالنفس وبأحقية المطلب الذي اجتمع عليه من اجتمعوا وتواثقوا على نصرته. ومعلوم أنه عندما يضيع إيمان صاحب الحق بحقه فمن المحال أن ينيب عنه من يقتضيه له مجاناً).

    في مايو 2009 أجرى موقع (إسلام أون لاين) حواراً مع الدكتور غازي صلاح الدين، تُرى ماذا قال عن بعض زملائه؟

    (أعرف أيضا أنه قد يكون من بين زملائي من اغتر بالسلطة وتغير بسبب السلطة واستولى على الأموال، وأوصد الأبواب أمام الناس) !!

    هل حاسبتم واحداً من مسؤوليكم على استيلائه على الأموال؟ من هو أيها الـ(غوردون)؟

    بعد هذا كُلُّه أيها الـ(غوردون) إن لم نثر ويثر الشعب السوداني عليكم، فحقّ لكم أن تحكمونا إلى أبد الأبدين، ففي تلك الحالة، نحن شعبٌ لا يستحق إلا حاكماً مثلكم وحكومة كحومتكم !!
                  

02-28-2011, 08:58 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 1/الرد على (أبوالعفّين) !!.2/وقلة أدب (على كرتي) ! .3/والشحاد مصطفى عثمان اسماعيل (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    ....................
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de