في جريدة الخليج اليوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2011, 08:59 AM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في جريدة الخليج اليوم

    إنفصال السودان عند العرب والأفارقة

    المسكوت عنه في المشكلة السودانية هو حقيقة مواقف الدول والشعوب العربية والأفريقية ؛ ومدى وعيها بالآثار المترتبة على خياري الوحدة والانفصال ؛ فالدول العربية والافريقية أظهرت حياديتها تجاه الموقف بدرجات متفاوتة ؛ بينما اتسمت أفعالها وحقيقة انطباع الرأي العام عنها بعكس ذلك.
    ولم تخف الشعوب العربية إنحيازها التام للشمال السوداني ؛ بينما انحازت الشعوب الافريقية لسكان الجنوب ؛ إنحياز الشعوب لهذا الطرف أو ذاك فطرة عاطفية أيقظتها النعرات والطبيعة التكوينية المشتركة وعنصرا العرق واللون والانتماء ؛ وليست المعرفة بالأسباب التي أدّت للمشكلة .
    وقفة الشعوب العربية مثلها مثل الافريقية تخندقت في مفاهيم متباينة لا علاقة لها بنشأة وتطور وأسباب ونتائج المشكلة ؛ ولكنها نبعت عن أربعة عناصر أولها عنصر الانتماء ؛ فالسودان بلد عربي ينتمي للعرب وسكانه عمليا يلتقون بهم في التسلسل النسلي ؛ والقيم العربية التي لاتقبل الزحزحة تدخل في تكوينتها قبلية تعتمد على حسابات الجذور التي تشكّل مصدرا أرشيفيا لترابط الأنساب ؛ وحتى سودانيو الشمال الذين ظلوا يسطرون على حكم البلاد منذ استقلالها يتفاخرون بمدى قربهم من الانتماء العربي الخالص ؛ وانعكس ذلك حتى على الدستور السوداني الذي جعل للعروبة فيه السبق ؛ فعرّف الدولة على انها ( عربية افريقية لا افريقية عربية ) ؛ وظلت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة ؛ وارتبطت الحكومات والشعب بالجامعة العربية وتفاعلوا معها ؛ وحتى الاتفاقيات التكاملية المشتركة تمت مع دول عربية رغم إحاطة البلاد بست دول إفريقية ؛ فقد سبق للسودان أن أقام تكاملا فاعلا أشبه بالوحدة مع كل من مصر وليبيا مجتمعتين ومنفردتين .
    من هذه الزاوية يتشكل أول عناصر تعاطف الشعوب العربية مع الشمال السوداني وتبنيها مواقفه الرسمية الداعية لوحدة البلاد .
    الإنتماء العقائدى كان العنصر الثاني في تأييد الشعوب العربية التي فسّرت فهمها للدين بضرورة وقوف المسلم مع أخيه المسلم حين تعرّضه للشدائد والنكبات ؛ خاصة وأن ( العدو ) في الطرف الثاني ينتمي لديانة أخرى ويحتمي بمخططات قتلة الأنبياء الذين لازالت الحرب الأزلية معهم في قمة اتقادها ؛ فوقفت مع الشمال المسلم الذي يحكمه النظام الاسلامي الذي يحاربه كل صليب في العالم كما اعتقدت .
    العنصر الثالث في تركيبة مسببات تأييد الشعوب العربية للشمال السوداني هي الأوضاع الحياتية العامة والتي أرهقت المواطن العادي في كل الجغرافيا العربية بالهرولة الدائمة ؛ فتعقّب الغزو التكنولوجي الذي تتسارع خطاه ؛ والحروب القائمة ؛ وتوتر العديد من مفاصل الأمن في جسم الوطن العربي ؛ واختلاط وتخالط الأحداث ؛ وتذبذب أسباب الحياة المعيشية ؛ والانكسار النفسي الذي خلّفته تبعات ما عرف بأحداث سبتمر ؛ كلها جعلته يبحث في أعماقه عن أي بطولة ذاتية ؛ خاصة وأنه يمتاز بكونه شعبا عاطفيا في مجمله ؛ تعاطف مع هذا الشقيق العربي الذي تكالبت عليه كل دول الأرض لتفتيته ونهب ثرواته الهائلة التي كانت في متناول الفائدة الجماعية للمنطقة ؛ وأنها ستستخدمها سلاحا ضدهم ؛ وأن إسرائيل ستأخذ أرضا أخرى عزيزة عليهم مثلما أخذت فلسطين .
    العنصر الأخير والأهم في تعاطف الشعوب العربية مع الشمال السوداني هو المهاجرين السودانيين الذين عاشوا معهم وشاركوهم الحلو والمر وبناء مجتمعاتهم ؛ وعلّموا وربّوا معهم أبناءهم ؛ وأثّروا فيهم وتأثروا بهم ؛ ووجدوا العديد من عوامل الجمع المشتركة بينهم ؛ وقامت بينهم علاقات إمتدت للنسب والزواج في كثير من النماذج ؛ وكبارهم موجودون مع تلك الشعوب قبل ميلاد أبنائهم وإحساسهم بذات الانتماء لها ؛ وقد أدّى هذا التخالط بجانب المزايا الأخرى إلى تقييم بعد وقرب العلاقة التي انحازت دون تردد نحو التعاطف .
    أما الجهات الرسمية فأعلنت الحيادية دون أن تخفي تعاطفها مع الشمال السوداني الذي أدخلتها مشكلته في وضع حرج للغاية ؛ فالتوازنات والتحالفات الدولية التي تجمعها بالدول العربية مختلف المصالح والاتفاقيات المشتركة تحتم عليها الوقوف مع خيار الدول الغربية التي تداعت بقوة لفصل الجنوب عن الشمال ؛ بينما مواثيق الجامعة العربية وقناعاتهم الذاتية لاتؤيد تقسيم دولة من الدول الأعضاء .
    ورغم التفلتات التي حدثت من بعض الدول العربية إلا أن معظمها لازال متمسكا بمواقفه تجاه الشمال وحيرته في كيفية مزاوجتها مع الاتفاقات والمصالح الدولية .
    ومن المؤكد أن فصل الجنوب ليس فصلا للسودان وحده كما يعتقد الكثيرون ؛ ولكنه فصل للوطن العربي ؛ فالدول العربية والأفريقية ستضطر مثل حكومتي السودان لتغيير خرائطها وإعادة النظر في ترسيم حدودها وحذف وتغيير المعلومات في مناهج التاريخ والجغرافيا المعتمدة ؛ وما إلى ذلك من أمور لم تتم مناقشتها .
    وتتخوّف الدول العربية من ردود فعل الجماعات الاسلامية المتعددة التي خرجت عن السيطرة وأنشأت دويلات متقطعة في غيرما منطقة جغرافية ؛ وانتهجت حرب العصابات المنظمة والأخطر في تفسيرها القتال المصحوب بالتدمير يمثّل أقصر الطرق للشهادة ؛ وأفرادها قصروا رحلتهم في الحياة على البحث عن الموت ؛ وأنهم سيحتمون بدولة الشمال التي ستنهكها الحروب وتبقى صومالا آخر غير قادر على طرد تلك الجماعات ومهيئا لاحتضانها فتقوى وتشكّل قوة ضاربة لزعزعة الأمن في المنطقة .
    من جانب آخر فإن بقاء إسرائل الحتمي في دولة الجنوب السوداني سيساهم في تشتيت الرأي العربي والاسلامي وشغله عن القضية الأساسية بينه وبينها ؛ وهي القضية الفلسطينية ؛ وقد بدأت الأنظار بالفعل تتجه نحو نظرية ( من الفرات إلى النيل ) في الوقت الذي تمطر فيه إسرائل غزة بوابل من رصاص الغارات المتقطعة والمتواصلة .
    وبتحليل بسيط تتجلّى أمامنا حقيقة أن إسرائيل بمساعدة الدول الغربية تسعى لاستغلال الاتفاقات والبروتوكولات التي وقّعتها الدول العربية مع الغرب والتي تلزمها بالوقوف مع ( المجتمع الدولي! ) لفصل السودان ؛ في مقايضة محاولات تملّص الدول العربية منها ؛ بفاتورة من التنازلات المؤلمة في القضية الفلسطينية ؛ وسيكون من أول الأثار السلبية على المنطقة العربية من فصل جنوب السودان .
    أما الجانب الافريقي فقد وقفت شعوبه مجتمعة مع جنوب السودان الذي ترى فيه الانتماء اللوني والعرقي والتشاركي في معتقداتهم السماوية وغير السماوية ؛ وهو نصر عظيم لافريقيا التي خاضت حول السودان حروبا قديمة غير معلنة بين الاتحاد الافريقي في كل مسمياته وجامعة الدول العربية التي تمكنت من التنازع معه حول عدة دول والفوز بها انتماءا ولغة وعادات وتقاليد في الجانب الرسمي ؛ و في الشعب الجنوبي شعب شرّده واضطهده الشمال العربي ونهب خيراته ؛ ويؤمنون بأن الإنفصال نصرا معنويا كبيرا لا يقل أهمية عن زوال الفصل العنصري في بريتوريا ؛ ولا إزالة الفوارق في جنوب إفريقيا ؛ فالشعب الإفريقي على عكس الشعوب العربية عانى الرق والذل والكثير خلال القرون الثلاث الماضية ؛ ولكنه لم يزل غير راض عن واقع ما بعد الاستقلال الذي دفع من أجله فواتير باهظة الثمن ؛ ويأمل في دولة الجنوب مولودا جديدا قد يتمكن من تحقيق ما عجزت عنه البقية ؛ خاصة وأنه مسنود من أقوى دول العالم ويمتاز بخيرات متعددة تمكنه من أن يكون الدولة النموذج ؛ بينما الشعب الجنوبي في الداخل لايهمه انفصال الدولة أو بقاؤها موحدة بقدرما يهمه أن يعيش الحياة الحرة الكريمة التي تتوفر فيها أبسط المقومات .
    لقد تفوق الشعب السوداني في الجنوب على غيره من الشعوب الأفريقية في سنين الحرب والتشرّد وهجر الأرض ؛ لأن الجنوب ظل ساحة متواصلة للحروب القبلية والسياسية ؛ ولم يتمكن حتى الآن من سدّ أنبوب وقود تلك الحروب ؛ وقد جرّب حكم الوحدة ؛ وعمليا جرّب حكم الانفصال في الست سنوات الماضية ؛ غير أن السنين التي تتقدم بشعوب العالم لازالت تأخذه في رحلة التقدم المذهل للوراء ؛ أما النخب فقد وقعوا تحت أسر التحوّل من قتال الغابة إلى كرسي الحكم فأضحوا كالغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة ؛ يحكمون بعقلية المعارضة ويتعاطون السياسة بلغة البندقية ؛ ويحلون الخلافات الدائمة بعقول قتالية ؛ بينما المؤتمر الوطني الشريك معهم في الحكم لم يتمكن من أخفاء عدم خبرته في التعامل معهم ؛ سيما وأن بعضهم ارتبطت مواقفه بقرارات لايملك منها غير التّبني وأجر التوصيل ؛ فغدت المواقف إنفعالية لاتخضع سوى للاستراتيجيات الوقتية بين الشريكين ؛ لأن العلاقة التي تحكمهما علاقة تعتمد على رد فعل عاطفة المواقف ؛ ولأن كلاهما معزولا عن بقية القوى السياسية في جغرافيته الجديدة ويعاني عبثا في محاولته رأب الصدع وردم الهوة بينه وبين قوى سياسية متنامية تجاهر بمنافسته حكم دولته الوليدة التي وصلت في عقل الشريكين إلى تصديق وقبول حتمي رغم غياب رؤية واضحة لدولة ما بعد الانفصال في الشقين المفصولين .
    هذه المواقف الانفعالية الداخلية لم تقرأها شعوب ولا نخب الدول العربية ودول القارة الأفريقية ؛ فالقبائل العربية المتواجدة بالجنوب والمناطق المتاخمة ستتعرض لعدم الاستقرار مثلها مثل القبائل غير العربية التي تقطن الشمال .
    ويتخوف المحللون من أن تكون محاولة الغرب بدعم من إسرائيل بناء موقف عربي وافريقي يدعم الانفصال ؛ مقدمة لتكرار التجربة في البلدان العربية والأفريقية حال نجاحها خاصة وأن كل بلد عربي يعاني من ثغرات مماثلة ؛ وقد بدأت الشرارة بأكراد العراق الذين طالبوا بالانفصال ثم عادوا وعدّلوا مطالبهم في الفيدرالية ؛ وغزت شبكة الأنترنت مطالبات نوبيو جنوب مصر وشمال السودان بدولة نوبية ؛ بينما بدأت صحراء المغرب العربي تزداد تململا ؛ وهكذا استيقظت معظم الحركات الانفصالية في المنطقة وقد أيقظ نجاح الحركة الشعبية بجنوب السودان في الوصول لهذه النقطة وتسخير المجتمع الدولي لمؤازرتها بكل السبل ؛ أملا في الاقتداء بالتجربة .
    ولو حاولنا الحديث عن إنفصال السودان عند العرب والأفارقة فإننا نلحظ المعديد من الثغرات والمتضادات الكثيرة التي حكمت هذه النظرة .
    وتبنت الجماهير العربية الوحدة من جانب ( المؤاذرة العاطفية للشعب السوداني ) لأن الآلة الإعلامية المرسومة باستراتيجية دقيقة وجّهت بوصلة الرأي العام العربي في هذا الاتجاه حتى لا يستدرك أن مواقفه من الانفصال لا يجب أن تكون مساندة نفسية ومعنوية للشعب السوداني بقدرما هي (مواقف ذاتية ) من إستفتاء لفصل جغرافيا الجنوب من خارطة الوطن العربي الذي يملكه ويعتز به الجميع .
    عبدالدين سلامه
    إعلامي سوداني
    Email: [email protected]
                  

01-09-2011, 12:09 PM

عبدالدين سلامه
<aعبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في جريدة الخليج اليوم (Re: عبدالدين سلامه)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de