|
|
دمقرطة الانفصال عبر حق تقرير المصير الحلية التي انطوت علي كل الأحزاب السودانية
|
هشام محمود سليمان [email protected] حق تقرير المصير الذي نصت عليه كل التفاهمات الثنائية التي جرت بين الأحزاب السودانية والحركة الشعبية مرورا باتفاقية فرانكفورت وحتى موتمر القضايا المصيرية الذي انعقد باسمرا 1995 الي اتفاقية الخرطوم التي وقعت بين الدكتور رياك مشار والحكومة الاتحادية واتفاقية فشوده بين الدكتور لام أكول والحكومة وخيرا اتفاقية نيفاشا بين الحركة الشعبية والموتمر الوطني هذا الحق وافقت عليه كل الأحزاب السياسية باعتبار انه حق ديمقراطي يكفل للجنوبيين ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم عبر الآليات الديمقراطية ألمعروفه والتي أصبحت في العصر الحديث واحده من آليات القياس التي تصنف بواسطتها الدول ألي متقدمه تحترم حقوق الإنسان ومتخلفة تنتهك حقوق الإنسان هذا التصنيف في اعتقادي كان بمثابة العصا الغليظة التي ترفعها الولايات المتحدة كلما جلس الطرفان للتفاوض مما أدي ألي قبول كل الذين فاوضوا الحركة الشعبية بمبدأ حق تقرير المصير حتى لا يوصموا بمعادة الديمقراطية وكان ذلك بمثابة الورقة الرابحة التي هيأت المسرح السوداني لكل السيناريوهات التي نعيشها ألان أن الولايات المتحدة الامريكيه ومن لف لفها لعبت الدور الذي رسمته لنفسها بمنتهي الذكاء والمهارة مستفيدة من خبرتها الطويلة في العمل السياسي والاستخبارتي مما أوحي للمفاوض السوداني أن المسالة لاتعدو أن تكون حرصا من الدول ألكبري علي استقرار السودان وان هذا الاستقرار لأيتم إلا عبر السلام صحيح أن السلام مطلب عادل يودي ألي الاستقرار في كافة مناحي الحياة ويفضي في النهاية إلي السلام الاجتماعي المستدام والذي كان ينشده الشعب الذي ضاقت به الحياة وسبلها و تنشده الحكومة التي شدت إطرافها حروب متواصلة جعلتها تلهث وراء أي سلام ولم تكن تدرك أن هذا السلام وان كان بالنسبة لها خيار استراتيجي وهي صادقه في السعي له وتحقيقه لا انه للآخرين الذين فشلت كل محاولتهم التي جربوها في إسقاط الحكومة خطوه تكتيكيه مغلفه بذكاء ومكر سياسي و لا احسب انه من تخطيط الحركة الشعبية ولكنها اللاعب الأساسي الذي يعرف جيدا كيف ينفذ ألخطه ألموضوعه بجداره وكفاءة عاليه أذهلت حتى المخططين أنفسهم أن حق تقرير المصير وان كان حقا ديمقراطيا لا أن من يمارس هذا الحق غير موهل وغير مستعد له ذلك أن نسبة ألاميه بالجنوب تفوق أل 80% من مجموع السكان وكما هو معروف أن ممارسة الديمقراطية تحتاج إلي وعي ووعي كبير حتى لا تتحول ألي فوضي وفوضي عارمة فهل المواطن الجنوبي يتمتع بهذا القدر من الوعي حتى يستطيع ممارسة حقه ذاك دونما تدخلات أو أملاءات من أي طرف مهما كانت قوته ولكن المراقبين الغربيين المفاوضين الحقيقيين أرادوا أن يتم التوقيع دونما اشاره لو من قريب أو بعيد إلي هذه المسالة الحيوية الهامة وهذا ما كان ينبغي للحكومة أن تفطن له وتستغله لأقصي حد حتى يتم الاستفتاء في ظل ظروف أفضل من التي سيجري فيها والتي أصبح قصب السبق فيها للحركة الشعبية مع تغيب كامل لكل الأصوات العاقلة بالجنوب قد يقول قائل أن الوقت فات علي ذلك ولكني وان كنت أري أن الوقت فعلا قد فات فلابد من الدراسة والتقويم واستخلاص العبر والعظات حتى تتضح ألصوره أمام الكل حكاما ومحكومين والاستفادة من كل الأخطاء التي صاحبت نيفاشا في المستقبل وليعرفوا كيف يفكر الغرب وكيف يخطط وكيف ينفذ وان هذا الغرب لا يمكن الوثوق به لأنه دائما ما يدس السم في الدسم و في سبيل تحقيق أهدافه لا يتورع في استخدام ماهو مشروع وماهو غير مشروع وما هو أخلاقي وماهو غير أخلاقي واصدق ما يمكن أن نسوقه في هذا الصدد هذا البيت من الشعر العربي أن الافاعي وان لانت ملامسها تبدو انعطافا وتخفي السم قتالا هشام محمود سليمان
|
|

|
|
|
|