|
وَقَد يَجمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعدَما ,, يَظُنَّانِ كُلَّ الظّنِّ أَن لاَ تَلاَقِيَا!
|
جرى قَلَمُ الباري على كُلِّ نَسمَةٍ ,, بِمَوتٍ فَكُلُّ الخَلقِ يُصبحُ فانيا
وَقَد وَجَبَ التَّسليمُ مِنّا لأمرِهِ ,, فكلُّ قضاء سوف يصبح ماضِيا
لهُ الخَلقُ كَلٌّ مِن جَمادٍ وناطقٍ ,, وكُلُّهمُ فانٍ فما الخلْقُ باقيا
ألا كُلُّ شيءٍ هالكٌ غيرَ وجهه ,, لهُ الحُكْمُ والرُّجعى إليه انتهائيا
أُريتُ منامًا في لياليَ أربعٍ ,, فزادت هُمومي ضعفَ أضعاف مابيا
وحُقِّقَتِ الرؤيا بموت عُبَيَّةٍ ,, كريمة أصلٍ لم يكن متناهيا
لقد جلَّ عندي قدرُها ومكانُها ,, وما الخيلُ حلَّت مثلها في فؤاديا
ولمّا أحَسَّتْ بالتَّنائي وأيقنتْ ,, فراقًا وأنْ لا بعدَه من تلاقيا
أتت نحو إصطبلٍ لها ثم ردَّدتْ ,, صهيلاً وقد أبكى العُيونَ البواكيا
تُشير إلى توديعنا ولكم لها ,, مناقبُ يبديها جَهارًا لسانِيا
إذا ما عَدَتْ تَجري كريحٍ تِخالُها ,, بساطَ ابن داوود عليه سلاميا
وإن هُذِّبت تُبدي العُجابَ ولم تَجد ,, إلى غيرها في مَحفَل الناس رائيا
وإن رُكِبَتْ في مَطلبٍ بعدَ غايةٍ ,, ينالُ عليها الطالبونَ الأمانيا
( )
زمانُ الصِّبا واللهو حُييتَ بائناً ,, وإن كنت بالذكرى على البعد دانيا
تحيةَ مفجوعٍ بفقدك عالمٍ ,, على طمع الأشواق أن لا تلاقيا
أقام حميداً ثم ودَّع معذراً ,, فساعف بالعُتبى مقيماً وماضيا
وقالوا تعوَّض بالتصابي عن الصِّبا ,, زماناً عسى أن تستلذَّ التصابيا
فقلت لهم هزؤ بنفسي أنني ,, أحاول إخفاءً لِما ليس خافيا
) (
وما أحدَثَ النَّأىُ المُفَرِّقُ بَينَنا ,, سُلُوّاً وَلاَ طُولُ اجتِماعِ تَقَالِيا
كَأَن لَم يَكُن نَأىٌ إِذا كانَ بَعدَهُ ,, تَلاقٍ وَلكن لا إِخالُ تَلاقِيَا
) (
خَلِيلَىَّ إِلاّ تَبكِيا لِىَ أَلتَمِس ,, خَلِيلاُ إِذا أَنزَفتُ دَمعِى بَكَى لِيَا
لَقَد خِفتُ أَن يَلقانِى المَوتُ بَغتَةَ ,, وَفِى النَّفسِ حاجاتٌ إِلَيكِ كَما هِيَا
وَدِدتُ عَلَى حُبِّ الحَياةِ لَو أنَّها ,, يُزَادُ لَها فِى عُمرِها مِن حَياتِيَا
وَقَد يَجمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعدَما ,, يَظُنَّانِ كُلَّ الظّنِّ أَن لاَ تَلاَقِيَا
) (
أُداري فُؤاداً يَصدَعُ الصَدرَ زَفرَةً ,, وَرَجعَ أَنينٍ يَحلُبُ الدَمعَ ساجِيا
وَتَطوي عَلى وَخزِ الأَشافي جَوانِحي ,, تَوالي رَزايا لا تَرى الدَمعَ شافِيا
ضَمانٌ عَلَيها أَن تَرى القَلبَ خافِقاً ,, طِوالَ اللَيالي أَو تَرى الطَرفَ دامِيا
وَكَم قَد لَحَتني العاذِلاتُ جَهالَةً ,, وَيَأبى المُعَنّى أَن يُطيعَ اللَواحِيا
فَقُلتُ لَها إِنَّ البُكاءَ لَراحَةٌ ,, بِهِ يَشتَفي مَن ظَنَّ أَن لا تَلاقِيا
أَلا إِنَّ دَهراً قَد تَقاضى شَبيبَتي ,, وَصَحبي لَدَهرٌ قَد تَقاضى المَرازِيا
وَقَد كُنتُ أُهدي المَدحَ وَالدارُ غُربَةٌ ,, فَكَيفَ بِإِهدائي إِلَيهِ المَراثِيا
) (
فلا تحسبنَّ العيشَ بعدك ناعماً ,, ولا تحسبنَّ الحالَ بَعْدك حَالِيَا
وكلُّ سُرورٍ صار بَعْدَك تَرْحَةً ,, وكلُّ بشيرٍ صَارَ عنديِ نَاعِيَا
أَرى كلَّ وقت لم تكن فيه عاطِلاً ,, وكلَّ مَكان لم تكنْ فِيه خَالِيَا
رفعتُ لسلطانِ الفراقِ ظُلاَمةً ,, فوقَّع عنه اليأْسُ أَن لا تلاقيا
أَودُّ الليالي أَن تطولَ لأَنَّني ,, عَليْكَ حداداً قد لَبِسْتُ اللياليا
وأَشكو إِلى الأَفلاكِ جَوْرَ نُجُومِها ,, فيضحكْنَ عن ثَغرِ الصباح هَوازِيا
أَكادُ أَعدُّ الشَّهبَ والتُّربَ والحصَى ,, ولا أَدَّعي أَنِّي أَعُدُّ المَرَارِيا
وحسبُكَ أَنِّي والتغزُّلَ مَذْهَبي ,, غدا بي قريضي لا يُدَانِي المَراثِيا
عليَّ ولي في الدَّهرِ همٌّ وفرحةٌ ,, فيا ليت أَنِّ لا عليَّ ولا لِيَا
) (
فقلبي كما شاء النوى ظل راحلا ,, وجسمي كما يقضى الهوى بات ثاويا
على الكره أمسى الجسم بالشام ثاويا وقد أصبح القلب المعنى يمانيا
وباتا وقد بانا لبعد مداهما ,, يظنان كل الظن إن لا تلاقيا
) (
بَكَيتُ فَما آنَستُ لِلدَمعِ راحَةً ,, نَعَم ما شُفِيَ مَن ظَنَّ أَن لا تَلاقِيا
وَإِنّيَ مِن فَوقِ التُرابِ وَتَحتَهُ ,, لِأَحمِلُ عَهداً مِثلَ حُبِّكِ باقِيا
وَأَبلى وَإِن لَم يَبلَ حُبّي فَإِنَّهُ ,, كَعَهدِكَ لَم يَشمَت بِهِ الدَهرُ بالِيا
وَفيك لَبِسنا اللَيلَ ما شابَ رَأسُنا ,, إِلى أن خَلَعناهُ وَشِبنا نَواصِيا
وَمِن أَجلِها أَبكي جُفوناً وَأَتَّقي ,, جُفوناً وَأَخشاها جُفوناً عَوادِيا
) (
أيا هاجرى من غير جُرمٍ ومانِعى ,, بإعراضهِ أن أشربَ الماءَ صافيا
سأصبِرُ الحرِّ عنك تجلُّداً ,, إذا لم أنل ممّا أُريدُ الأمانيا
ولا والهوى ما من سُلُوٍّ تصبُّرِى ,, ولكنّه عِلمٌ بأن لا تلاقيا
) (
فودعتها يوم التفرق ضاحكا ,, اليها ولم أعلم بأن لا تلاقيا
فلو كنت أدري أنه آخر اللقا ,, بكيت وأبكيت الحبيب المصافيا
جنى
(عدل بواسطة jini on 01-05-2011, 11:41 AM) (عدل بواسطة jini on 01-05-2011, 11:43 AM)
|
|
|
|
|
|