ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2011, 06:12 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة

    الأعزاء
    هاكم أولاً النص:

    ضلالات

    عبد العزيز بركة ساكن

    1/ فراش

    تقلبت قليلاً في فراشها الرطب، قبل أن تنهض و تضع ثوبها علي أطفالها الثلاثة، فالبطانية العسكرية القديمة المزيقة فقدت دفئِها علي مر الأعوام، بطانية الصوف الخضراء، ابنتها الوحيدة آممنة ستبلغ السابعة عشرة بعد شهور قليلة و لكنها تعاني من التبول الليلي علي الفراش، علي الأقل مرة في الأسبوع و الذى أصيت به منذ اليوم الذى تلقت فيه خبر مقتل والدها في كبويتا الصيف الماضي علي يد الثوار.
    2/ مشهد
    آمنة " ترقد علي عنقريب مفروش ببرش أحمر، تحت العنقريب توجد جوالات خيش فارغة مفترشة علي الأرض لتمتص ما قد يتساقط من بول عبر البرش" زهرة تربت علي قدم ابنتها المتغطية بملاءة "" مالك ؟! "" ترفع الغطاء يظهر و جهها المحكوك بكيمياء الكريمات الرخيصة شاحبا"
    زهرة: يا بت ما ماشة المدرسة و لا شنو؟!
    تنهض آمنة في تثاقل ترمي بالملاءة بعيدا عن جسدها تشمم المكان علها بالت عليه ام لا، عندما لا تجد " أثراً للتبول تنهض واقفة، تستعدل قميص نومها، ترتدى سفنجتها، تجمع جوالات و تخرج بها من القطية، تذهب نحو الحمام تجرجر جسدها الثقيل و أردافها الكبيرة"
    أبو ذر و معاوية: " يصطفون خلف القطية يتبولون في نعاس و لذّة"
    3/ مشهد
    " خارج القطية يجلس الأطفال الثلاثة علي عنقريب قديم يحتسون الشاى، آمنة تسرح شعرها و هي تترنم بأغنية غير واضحة الكلمات و اللحن و في وجهها طلاء أبيض، زهرة تأتي من راكوبة المطبخ، تقف أمام أطفالها، تصرخ "
    زهرة:........ من بكرة الفطور في البيت.
    آمنة: " تلوى شفتيها في إمتعاض "... كل يوم فلم جديد.
    أبو ذر: أنا ما عايز فطور في البيت... عايز افطر في المدرسة.
    معاوية: نجي من المدرسة لحدى البيت في الحي الجنوبي و تاني نرجع المدرسة حنلقي الجرس دقا و الأستاذ حيدقنا...و لكن مات في مشكلة...انا حاجي افطر في البيت.....يا أمي...بأى شىء....
    زهرة: إخوانك ديل ما عارفين حاجة.... ببكوا و ما عارفين الميت منو..." بصوتٍ عال" القروش كملت... آخر ألفين حأعمل ليكم بيهم الغداء الليلة...بكرة و بعد بكرة و بعده حتاكلوا لقمة بزيت لمن تكملوا شوال الدقيق و شوية الزيت الجابوهم الجماعة ديل، و بعد داك حتموتوا من الجوع أو تاكلوني أنا ذاتي..." تأخذ وعاء قربها و ترميه علي الأرض بشدة " في حركة غير متوقعة.
    آمنة: متجاهلة انفعال أمها، أنا ذاتي المدرسة ما نافعة معاى " تنتهي من تمشيط ضفيرة بحركة قلقة سريعة"... انا عايزة ابيع شاى في السوق الكبير أو الموقف أو كبرى ستة أو حتي في سوق النوبة... زى البنات...آها...كلمتك يا أمي، علي الأقل أساعدك في رسوم المدرسة و اشترى ريحة كزيسة و كريمات و اشوف الدنيا دى فيها شنو... أنا كرهت الفقر و الجوع.
    معاوية: أنا عايز اشتغل في كارو...الم قروش الفطور و الرسوم بعد داك ارجع المدرسة أجمد سنة و اقرا سنة لحد ما اكمل المدرسة و اتخرج.
    أبو ذر: أنا عايز اشتغل عسكرى في الجيش بس...
    زهرة: " مغتاظة " عشان تموت زى أبوك و تريحنا.
    ابو ذر: عشان اجيب قرنيت و أقتل بيهو آمنة (ال...) دى " يأخذ من وراء ظهره قرنيت يفك التيلة و يقذفه بإتجاه آمنة بحركة عسكرية رشيقة".
    آمنة: " تنهض و تهرب بعيدا، يسقط القرانيت قرب رجلها و ينفجر مبعثراً قطع الطين و الزبالة و الحصي التي يتكون منها في الساحات شاسعة " يا ######...دا شنو؟
    أبو ذر: عشان تاني ما تبارى الرجال...حأكتلك.
    آمنة: أنا...
    أبو ذر: ايوا..إنتي.. الأولاد كلهم قاعدين يقولوا كدا....
    آمنة: أنا... يا ######... انا قاعدة ابارى الرجال ؟!
    " يصمت الجميع، رتدون ملابسهم، يخرجون الي المدرسة تبقي الأم وحدها".
    4/ ضلالات مشهد
    تعرف الأم كل شىء عن البنت، ضلالاتها الصغيرة و الكبيرة، مراقدها و مقاماتها كل عشاقها الكثيرين، و يعرف الأطفال، و تعرف هي أنهم يعرفون و الأم تعزى إنحراف ابنتها الي سببن: غياب اسماعين و الفقر. كان سيكمل عامه السادس بالجنوب و بذلك تتاح له العودة الى خشم القربة، في الحقيقة لم تكن علاقتها بزوجها بتلك القوة التي دائماً ما يقتضيها الزواج، و لكن كانت ظروف معايشة و تربية أطفال لا أكثر، و لو ان اسماعين ما كان عنفياً غليظ القلب فظا مثل كثيرا من ازواج صديقاتها، و لكن كان الشهيد كسولاً غير مبالِ و بخيلا، لا يخرج الألف من كفه إلا بعد لأى و مجاهدة، و لكنه فوق ذلك كان يحب أطفاله و يشترى لهم رؤوس النيفة في كل نهاية و منتصف الشهر طوال فترة تواجده بخشم القربة.
    نعم، انه يشرب البغو و العرقي، مثله مثل أزواج صديقاتها ليبدو رجلا فحلا و متكاملا، لكنه لا يضربها مثلهم و لسانه عفيف. لكن أكثر ما تعيبه في الشهيد رحمة الله عليه مغامراته النسائية و ما تزال أصداء فضيحته مع ابنة مبشر كاجيلا جمعة تملأ الحلة طنينا، رغم ذلك حزنت لموته حزناً حقيقيا، و ربما كان باطنه الخوف علي مستقبل الأطفال. زهرة لا تفهم كثيرا في الدين ، هي مسلمة حقيقية، تصلي و تصوم رمضان ولو أنها لا تحفظ من القرآن سوى سورة " الحمدلله رب العالمين " و سورة " قل هو الله احد، الله صمد " و دعاء " الذاكيات الصالحات" حفظتهم من أطفالها عندما كانوا يستذكرون دروسهم بصوتٍ عال. ظاهرها الديني هذا يضعها في الحى الذى تسكن فيه ضمن النساء المتدينات، إلا أنها ترفض فكرة ان يزف اسماعين كوكو مرفعين إلى حورية في الجنة تاركاً لها اولاده و بنته الملعونة لتربيتهم وحدها و هو لم يترك لها قرشاً واحدا.
    ها هو الإحتفال يجرى الآن أمامها و في حوش البيتها تحجب سحابات غباره الرؤية و يكح لها الصغار و الحملان و الكتاكيت، و ينطط فيه العسكريون و كبار الضباط و بعض اللحى المدنية و غيرهم من الغرباء يعرضون و يبشرون لها، مشهد لن تنساه و يتكرر يوميا في صحوها و منامها. عندما ذهبوا، ذهبوا إجمالي ما تركوه كان كما يلى:
    50 كيلو دقيق استرالى، جوال بلح باعته في حينه للنساء اللائي يصنعن العرقي في الجوار.
    1 جركانة زيت سمسم، سعة خمسين رطلا.
    10 رطلا من البن الحبشي، و كرتونة لبن بدرة ماركة الكفين المتصافحين، و كثير من الأغبرة و أثر العربات و بعض اطفال الحي بملابسهم الممزقة و سراويلهم المتسخة يفتشون في الأرض العملات المعدنية التي قد تسقط من جيوب جلابيب الراقصين الكبيرة، و تركوا صدى أيقاع و صوت فنان خليع يتلاشي تدريجيا في أزقة و قطاطي و رواكيب كمبو كديس ثم يموت للأبد بين أشواك المسكيت و لكن يظل الأطفال برددون اغنياته لأعوام طويلة.
    لما تأكد سكان كمبو كديس من ذهاب الغرباء و تلاشت اغبرة عرباتهم الكثيرة، و صمتت مكروفوناتهم و خرس مغنيهم، جاءوا افرادا و جماعات يعزون في وفاة صديقهم الوفي ابن كمبو كديس البار اسماعين كوكو مرفعين، و في ذهن كل واحدة وواحد منهم آخر ذكريات تخصه مع اسماعين كوكو مرفعين و كل واحدة وواحد منهم كان يتحدث لمن يصادفه عن آخر مرة راى فيها المرحوم.... آخر ونسة... آخر كأس، آخر سوق، آخر حفلة و آخر كرنق، حليمة بنت الكرنقو سوف لا تغفر لنفسها أن حذلته مرتين، لكن مبشر جمعة وحده الذى يعرف أن اسماعين كوكو مرفعين لم يقتل عرضا، و لكن قتل عمدا، و هو الذى قتله، لقد ربطه بحبل بندا عند معراقي من الامبرورو يوم الجمعة الماضية و ها هي جمعته الثانية و التي ما كان عليه أن يحيا بعدها بأية حال من الاحوال... اسماعين خاين... كسر بتي كاجيلا و نكر و ابا يدفع كسر الباب... و حَزْرَّتُو.....حَزْرَّتُو.....حَزْرَّتُو...... وجبت ليهو الجودية فوق الجودية... وهو عارف انا ما حاخليهو ساكت... حأكتلو.
    كان مبشر جمعة أكثر الناس بكاءاً و اسفا علي وفاة اسماعين. كاجيلا تُحمَّل اسماعين الخطأ في كل شىء هو كسرنى مرتين... أنا سامحته في المرة الأولي ودانى الداية عدلتنى... و قلت ليهو اسماعين اختانى عليك الله... و لكنو تانى كسرنى قمت كلمت أبوى.
    سمع كل سكان الأحياء المجاورة لكمبو كديس صراخ النساء صديقات أسرة اسماعين كوكو، بل سمع الصراخ بوضوح تام في قشلاق الحجر و كمبو كريجة و الإدارة المركزية و المستشفي.
    زهرة كانت صامتة تعقد يديها خلف ظهرها و تمشي بين المعزين، تنظر إليهم في إستغراب.. الحاصل شنو ؟ قبل شوية مش كنتو بترقصوا و تعرضوا و تغنوا هنا... ليه هسع بتبكوا و تصرخوا!.. الحاصل شنو ؟! و فاقت زهرة عندما صفعها أبكر جنى الملايكة البلالاوى علي خدها الأيمن ثم بكفه الآخرى علي خدها الأيسر و عندما فهمت مَنْ رقص و مَنْ و مَنْ مات.

    5/ مشهد
    أبو ذر: " يرمي شنطة المدرسة المصنوعة من كاكى الجيش علي بنبر خارج القطية في طريقه الى داخل القطية يرفس القطة التي تتسول بقايا طعام علي الأرض، يدخل القطية، ينظر الى امه الراقدة علي العنقريب يسأل " الغداء الليلة شنو... أنا جعان....
    بينما لا أحد يجيبه يسمع صوت معاوية يدندن بأغنية، يقترب من القطية، يرمي شنطته علي البنبر " و يدخل القطية، يسمع صوت آمنة من بعيد تغني أغنية هابطة، تقترب من البنبر، ترقص في إنتشاء، تهز كتفيها طربا، تلقي بشنطتها علي البنبر، تدخل القطية، ترمي بجسدها الصغير علي العنقريب.
    آمنة: هييه ازيكم....
    زهرة: ممتعضة وهي تنظر اليها من ركن قصي من عينها " اهلاً...
    آمنة: " ترمي بطرحتها علي العنقريب الذى يخصها، تخلع قميص المدرسة دفعة واحدة و ترمي به هو ايضا علي العنقريب، ترفع ذراعها اليسار الى اعلي تتشمم رائحة إبطها " هه هه...
    زهرة: " تلوى شفتيها، و تعرف ان رائحة جسد ابنتها اصبحت و منذ فترة رائحة امرأة،و تعرف أن رائحة المرأة ربنا خلقها لكي تجذب الرجال و رائحة بنتها غير عادية، أنها أكثر كثافة و قوة من رائحة كل النساء اللائي عرفتهن.... و تعرف أن زهرة تعرف. وتريد أن تبقي رائحة جسدها كما هي لذا رفضت العطر الرخيص الذى اشترته لها أمها من السوق بما اقطتعته من خبز البيت" مش أحسن تستعملي الريحة بدل من ريحة اباطك العفنة دى... الريحة ليها شهر قاعدة في الدولاب.
    آمنة: " ترقد علي العنقريب بقميص النوم محاولة وضع رأسها ما بين البرش و المخدة " دى ريحة ميتين يا أمي... أنا ما بستعملها.
    أبو ذر: مش أحسن من ريحة البول والصناج!
    آمنة: "تنهض من رقدتها و تجلس علي العنقريب فجأة في وضع هجومي " لو ما ولدك ال###### ده... أما حأكون ليكي... أخير يختانى.... انت عايز مني شنو ؟ عامل قدومك الطويل ده.
    أبوذر: " يضحك، يخرج من القطية يمشي نحو المطبخ ، يعبث بالأواني و طبق الكسرة، فجأة ينادى بأعلى صوته " تعالوا شوفوا في شنو في المطبخ... اجروا تعالوا شوفوا البرميل في النار.
    معوية: " معاوية و آمنة يجريان نحو المطبخ، يعود معاوية بسرعة الى أمه يسألها في حزن " ده شنو يا أمي ؟
    زهرة: "تبقي في مكانها تحملق نحو باب القطية"... كعكة... كعكة كبيرة سويتها للملايكة.
    آمنة: سجمي... أمي جنت.... " تجرى نحو أمها و التي لا تبرح مكانها مبتسمة في بلاهة، تحتضنها و تبكي بحرقة.
    أبو ذر: " يجرى خارج المنزل و هو يصرخ في هستيريا " أمي... أمي.. أمي..
    6/ الملائكة
    الجيران والباعة بسوق النوبة،و زبائهم الكثيرون، الأطفال العائدون من المدارس، المتسكعون بالشوارع، جزارو سوق النوبة، أصحاب الكوارى، كمال زكريا، السكارى الذين كانوا بالكنابي المجاورة، و كمبو كديس، الصادق حسين باباكر في صحبته عشرين من عمال الكمائن، علي رمرم، غادة الجميلة، ######ان، الأطفال و الشباب الذين يلعبون الكرة في الخور الكبيرة. امتلأ الحوش الصغير بهم، أولاً أطفأوا النار من تحت البرميل الكبير، تولى جبرين الجزار و حمدو العسكرى و زكريا و حاج عثمان ألقاء البرميل علي الأرض و دفق محتوياته، ثُم هم المحسنون بتحرير الأشياء من العجينة الضخمة: أحذية الأطفال، البطانية القديمة العجوز، الملاءات ال، آنية الصيني و التي اشترتها بعرق دمها من سنوات مضت، حبال جوال السكر البلاستيكية، الملابس الداخلية، الكبابي، شظايا زجاج دولاب العفش القديم و الذى كانت دائما ما تفتخر به، كراسات المدارس القديمة، ما تبقي من معاش اسماعين ألفان من الجنيهات وجدا معا وسط الكعكة العظيمة، جرادل المياه، آنية رمضان و مسبحتها، صابون الغسيل، عطر آمنة الذى رفضته، توب الجيران، قفة الكجور، و طواطم الاسبار.
    كانت كعكة، لم يرِ احد أكبر منها في حياته، تعوم في الزيت السمسم و يفوح منها عطر السيد علي بطعم السكر و ما تبقي من ملح و كول و لبن بدرة ماركة الكفين المتصافحين.
    بينما كان الناس مشغولون بتفكيك الكعكة... طفلاها و ابنتها يصرخون، كانت هي ساكنة و علي شفتيها ابتسامة رضا عظيمة بلهاء وهي ترقب الملائكة يلتهمون كعكتها الطازجة أحتفاءاً بعرس الشهيدة: التي كانت هي
                  

01-02-2011, 06:34 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    شكراً يا أسامة لاشراكنا معك هذه المتعة
    والتحية عبرك لبركة ساكن.
                  

01-02-2011, 07:39 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: النذير حجازي)

    العزيز النذير
    تسلم يا حبيب

    هذه
    دعوة للمشاركة في تحليل النص
    والانعطاف نحو تحليل مجتمعات الكنابي
    المنتشرة حول المشروعات الزراعية والصناعية الكبيرة بالسودان
                  

01-02-2011, 07:45 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    بنى ساكن النص على ثلاثة محاور رئيسية
    ورغم قصر حجم النص
    إلا أنه جاء مشحوناً بكم هائل من الدلالات الهادفة
    والإضاءات الملهمة

    * محور العوز والضنك الذي تعيشه مجتمعات الكنابي
    * محور الهوس الديني الذي يجرد المرء من آدميته ويحرمه من مجرد الحزن على عزيز
    * محور مجتمع الكنابي وتعقيداته الاجتماعية الخاصة وشبكة علاقاته المبهمة على من ينظر إليها من الخارج
                  

01-02-2011, 07:48 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    محاولة متواضعة مني لقراءة شخوص بركة ساكن
    بهذا النص:

    آمنة:
    كبرى بنات زهراء

    حالة من التناقض الغريب

    تبول ليلي على الفراش
    وعلاقات جنسية مفضوحة لمجتمعها وحتى أخوانها

    الأم تشجع أنوثة ابنتها من طرف خفي "شراء العطر"
    والبنت في لا وعيها تنكر هيئتها ولونها "المساحيق البيضاء"

    لا أدري إن كانت هنالك دلالة للون البرش الأحمر "وهو أغلى من برش السعف العادي بما يتناقض مع وضع العائلة المادي" عدا قدرته العالية على إخفاء لون البول مقارنة بغيره.

    أقصى سقف لطموحات هذه الشابة التي تضج حيوية
    أن تصبح بائعة شاي بأماكن تشي بتجمعات ذكورية
    بما ينسجم وضجة الجسد الطاغية والأرداف المكتنزة

    آمنة :

    مثلها مثل الكثيرات اللواتي تفرخهن الكنابي
    نتاج ليالي تضج بالعرقي والرقص العنيف
    في المجتمعات المحاذية للمشروعات الزراعية ونوعاً ما الصناعية (مصانع السكر مثلاً)
    يحضرن إلى العالم وينصرفن في هدوء
    بعد أن يعدن إنتاج ذواتهن
    بانقسامات أميبية

    وبعد أن يتم استنزاف قدراتهن في العمل اليدوي غير الماهر

    نستعرض لاحقاً شكل الحياة في الكامبو
    بعد أن نفهم ما يريد أن يستشرفه ساكن بهذا التشريح العميق
    لأسرة صغيرة جداً
    بكنابي أحد مصانع قصب السكر

    تسلموا
                  

01-02-2011, 07:53 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    معاوية وأباذر
    النتاج الذكوري للعائلة

    نستصحب دلالات الاسمين في الذاكرة التاريخية الاسلامية

    طرفي النقيض
    اللذان يشيان بذات الدلالات التاريخية

    معاوية سقف طموحاته ينتهي عند العمل في كارو كمشروع
    يمثل مخرجاً من حالة العوز

    أبوذر يرغب في تكرار سيرة ابيه في التضحية
    ويرغب في تطهير سمعة اسرته بقتل آمنة التي يرى أنها جالبة للعار
    أبو ذر مشروع ناجح لفعل عنيف "لا أود أن أقول إرهابي"
    (لاحظ القنبلة اليدوية البدائية التي صنعها من روث البهائم والطين)

    معاوية يدندن بالأغاني
    وأبوذر ناقم يطيح بالأواني الفارغة

    جمع ساكن الضدين في نفس الأسرة
    لتتسع الصورة
    وتمثل تناقضات المجتمع السوداني

    تسلموا
                  

01-02-2011, 07:55 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    زهراء ..

    الأم المكلومة

    مثلها مثل كثيرات من نساء الكنابي
    يهحرهن الزوج إما
    بحثاًعن مصدر رزق أفصل في مشروعات بعيدة
    أو لأمرأة أخرى
    أو أن يموت في حرب لا ناقة له فيها ولا بعير

    رصيدها آيات من الذكر الحكيم تلتمس فيهن العزاء

    وكغيرها من الصابرات تتحزم لتربية أبنائها
    المنسوبين في هذه المجتمعات حصراً للأم


    رغم شظف العيش تبحث لرجلها عن ما يميزه
    عن غيره من رجال الكمبو عن حنان متوهم

    إلا أنها تتداعى من الداخل

    ولا يجد ساكن مهرباً لها سوى الجنون
    كفعل سلبي
    في زمن قهرها فاستسلمت لقهره
    وهي كالمنبتة
    لا ظهر لها يحميها

    "فساطت" كل ما جادت عليها به الدنيا
    في كعكة الملائكة
    في تداعي يشبه جابريل جارسيا ماركيز
                  

01-02-2011, 08:00 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    إسماعين

    "على رسم يذكرنا بالأبنودي"
    غاب ستة سنوات
    هجر لو كان في زمن بن الخطاب لطلقها منه
    لكن هل كانت زهراء ستقبل بهذا الخيار؟

    علاقة واهية
    ليس لها تشكلات حميمة
    سوى مقارنات فطيرة مع علائق مشابهة بالجوار
    لكنها توفر السقف واللقمة حتى إشعار آخر

    رجل كسول وبخيل
    والأهم أنه لا مبال
    لأنه يفهم هذه العلاقة كعلاقة عابرة وإن طال الزمن
    عكس المرأة الهميمة النشيطة

    رجل سكير وزاني
    ومن ثم شهيد
    كأنما يستنكر ساكن ذلك
    في تناقض لا يحل لغزه إلا من كان لصيقاً بمن يعيشون في الكنابي

    تتجلى بساطة العلاقة في اعتراض زهراء المؤمنة الصابرة
    على زفة إسماعين للحور العين وتركها وعيالها للمسغبة


    المشهد الأخير اشبه بخشبة المسرح
    جمع ساكن موزايكو الكمبو كله من أطفال المدارس والعساكر والسكارى وعمال الكمائن وحاج عثمان ليودعوا زهراء
    في مسيرتها إلى بر الأمان

    تتجلى في هذه القصة براعة ساكن في استدعاء الذاكرة الشعبية للكنابي
    بكل زخم موروثها وقناعاتها الملغزة

    ما لم أفهمه:

    لماذا تأخر مبشر جمعة في "ربط إسماعين كوكو مرفعين بحبل بندا لدى معراقي من الأمبررو لأنه فض بكارة ابنته كاجيلا ولم يدفع حق كسر الباب"

    لماذا تأخر في هذه الكتابة 6 سنوات وكتبه قبل جمعتين فقط
    صبر كتير على حقه الذي يقره عرفه

    لأننا كما علمنا من أول القصة أن إسماعين غاب 6 سنوات وآن أوان حضوره لخشم القربة

    أمتعنا ساكن بهذا السرد الشيق
    لبعض المسكوت عنه
    ولمجتمع يقع أقصى الهامش

    يمكن أن نعود لاحقاً لتحليل أحداث كمبو (10) ولماذا اختار بعض شباب السروريون العزلة بهذا الكمبو بولاية الجزيرة
    حتى داهمتهم فيه الشرطة
    وتلك قصة أخرى


    تسلموا
                  

01-02-2011, 08:03 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    هل هبش ساكن
    موضع للوجع؟

    هل لامس المسكوت عنه والمتجاهل عمداً؟

    هل هو مشروع متصل لإبراز هموم الهامش
    ومحاولة لصياغة مشروع "هامشي" بديل
    (مستصحبين الجنقو مسامير الأرض وغيرها)؟

    لا يخلو مشروع من مشروعات الدولة السودانية الحديثة
    من عدد من الكنابي
    التي توفر العمالة اليدوية الرخيصة
    غير الماهرة أو الماهرة جزئياً
    بأجور زهيدة

    تضم الكنابي لفيف من قبائل السودان المختلفة
    التي تتمازج ثقافاتها لتنتج هذا الموزايكو العجيب المذهل
    بكل تعقيداته الاثنية والثقافية والاجتماعية

    دفء العلاقات .. ضنك العيش
    بساطة المشاعر ..وثراء اللغة
    تلقائية القلوب... وغبن العوز
    العنف ...والدعة


    هل هي نبؤة بصحوة هذه الشرائح الاجتماعية
    ورفضها للسائد
    هل يعكس جنون زهراء العذب
    رفض لهذا الواقع

    أسئلة تستشرف ما خلف السطور
    وتحتمل التأويل


    تسلموا
                  

01-02-2011, 08:05 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    تشريح مثل هذه النصوص
    كثيفة الدلالات يؤدي إلى فهم أفضل لواقعنا السوداني

    لوحات بركة شديدة الحميمية
    شخوصها يقفزون من نافذة النص
    يتمثلون بشراً أسوياء
    تحس وكأنك قد رأيتهم قبلاً

    تسلموا
                  

01-02-2011, 08:09 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    هذه مداخلة لعبد العزيز بركة ساكن
    في قرية مجاورة تعليقاً على ما ورد أعلاه:

    تحياتي لكم، كل عام و انتم بخير و انتم اجمل،
    سوف احاول ان اقول بعض الأشياء، على الرغم من أنني لا اعرف كيفأتحدث عن أعمالي، ولكن فليكن؟

    هذا النص عمدت فيه على التداخل ما بين فن المسرحية من حوار و ملحوظات المخرج وحركة الجملة الفعلية و الصورة اقصد المشهد، مخاطبا بذلك كل الحواس، وهو كما ذكر المتداخلون صور من عالم تحتاني مسكوت عنه مقتول و مسلوب و مسروق في صمت.
    العلاقة بين الناس هنا هي علاقة عميقة وقوية، و فوق ذلك كله إنسانية، المبو المكان الذي تجد فيه الحياة التي احب الكتابة عنها، لا ادري ماذا كنت أريد أقول بالضبط ولكنني كنت استكشف المكان و الزمان و الناس، اقصد كنت حزينا جدا ارى شريط المسخرة يمر في وجهي.
    يحصد الناس هنا في الكنابي كل شرور الدولة، والدولة الحنون تكرمهم بكذبات لذيذة وعليهم ان يصدقونها بسلطة حبهم للحياة و خوفهم من الموت، وتظل الدولة في هامش حياتهم، و اذكر دائما صرخة اخونا الشاعر حميد (حيكومة تحكمنا في شنو وفي شان شنو، حيكوما ما عارفالنا شي)
    لا ادري لماذا سكت مبشر كل هذه السنوات؟
    لا اعرف كثير عن مدلولات الكثير مما اكتبه، وصدقني اخي اسامة لأول مرة انتبه ان الذي غنى هو ذاته الذي لم يصنع القنبلة؟
    لا يكتب الكاتب كل ما يكتب، كما أن القار يء لا يقرأ كل ما يكتب، على الرغم من قصر النص؟؟ و الناس جميعا هنا يفهمون ذلك
                  

01-02-2011, 11:39 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    شكل الحوار واضح
    والمنلوج الداخلي مروي على لسان الكاتب

    تسلم يا ساكن على هذا الفيض من الألق
                  

01-03-2011, 08:15 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضلالات أو كمبو كديس لعبد العزيز بركة ساكن - قراءة جديدة (Re: اسامة الكاشف)

    لمزيد من التشريح والاستقصاء





    تسلموا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de