الهوية الملعونة ..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2010, 02:52 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهوية الملعونة ..




    الهوية الملعونة

    "مشروع كتاب"....

    منذ فترة وأنا أرى ما يؤول إليه الحال في "بلدي" أفكر في الكتابة عن الهوية والانتماء وماذا يعني السودان بالنسبة لي شخصيا..
    ما أكتب عنه من واقع تجربتي..
    ليس هو معرفة ولكن سرد خاص جدا.. يمكن تعميمه..
    القصة طويلة..

    سأحاول أن أنزل فصول منها هنا..
    قلت قصة لانها هي فعلا كذلك.. ساعة يكون على الإنسان صعبا جدا أن يفصل بين الواقع والأحلام والمآلات البائسة.


    مفاتيح"

    إذا سألتني لأي بلد انتمي، سأقول لك: السودان، لكن هذا الاسم يظل غامضا وغريبا، وأحيانا بغيض، لا يمكن نطقه دون التفكير في ذكريات سيئة، على شاكلة تلك التي تمررها ذاكرتي الآن. صورة تلك اللعنة التي شردت الملايين في بقاع الدنيا باحثين عن لقمة العيش التي عجزت "سلة غذاء العالم" كما كان يسمونها في سنوات الأمل. كانوا يحلمون، ولا أعرف من هم بالتحديد، أن هذه الأرض سوف تكون قادرة على توفير الغذاء لكل الدنيا. كل الدنيا إنه أمر مبالغ فيه. كأشياء كثيرة حافلة بالمبالغات والأساطير والحكايات المشوبة بعلاقة غير صحيحة مع الذات، وعن تعريف مشوه للهوية والأنا، هذا السؤال الذي ظل يشغل السودانيون عقودا طويلة دون أمل في الوصول لإجابة محددة.
    حكاية أن يكون الإنسان منتميا مربكة في حد ذاتها. ما الذي يعنيه الانتماء؟ وما هي جدواه أصلا؟. أسمع البعض يتحدثون عن عالم جديد مفتوح؛ سوف يزيل الحدود التقليدية للدول، ويعيد رسم فكرة المواطنة. أن يصبح الناس كونيين، ينتمون لهذا الكون العريض، أو لهذا الكوكب على الأقل. لكنها في نظري يوتوبيا. فالعالم الذي نظن أنه يتقدم بالتكنولوجيا والشبكات الافتراضية، يصبح يوما بعد يوم ضيقا بفكر الكراهية بين الشعوب، والنزاع بين الثقافات المحلية والعالمية، ورغبة كل إنسان في أن يعيش متقوقعا داخل نفسه التي لا يفهمها، ولن يحدث ذلك أبدا إلا للبسطاء والذين قد أكون على شاكلتهم ، الذين يكتفون بالعالم على أنه مرحلة لابد من عبورها لكي نكتشف في النهاية أننا كنا مؤمنين أم مخادعين وسيكون وقتذاك الجحيم هو نصيبنا أو الفردايس المحروسة بالملائكة.
    أنا لا أبحث عن إجابة. ولا أطرح أسئلة. أنا أفكر. وأفكر بصوت عال. كطريقة من الوعي المجهور به. على الأقل بإمكان من يقرآني أن يفكر معي. يتنفس بعمق ويعيد رؤية الأشياء بغير المناظير التي درجنا عليها. أما ما هي هذه المناظير؟ فهي كثيرة. الثقافة المتوارثة التي جلبت لنا العمى وأيضا هوسنا بكل ما ينتجه الغرب المتطور المتعالي. ولو تأملنا أنفسنا لوجودنا أننا لا نفقه أي شيء عما نبحث عنه وما نطلبه من حياتنا. صحيح أننا نعمل أو نسافر أو نقتل الوقت في القراءة أو ممارسة كرة القدم، وربما هوايات أخرى كثيرة. ولكننا لا نفكر أبدا في الهدف. لا نعرف ما قيمة ذلك الشيء الذي نعمله. لهذا يكون سؤال الانتماء لبلد، لوطن سؤالا؛ كبيرا و########ا أحيانا.
    هل فكر الأمريكي ذات مرة أنه أمريكي؟ هل الصيني لديه هذا الشعور بأن يفهم من هو؟ وهل الجميع يفهمون الهوية بالفكرة نفسها. أشك في ذلك. لكن بالنسبة للسودانيين لاسيما من يطلق عليهم المثقفين. والذين لم يقدموا شيئا يذكر رغم حججهم الكبيرة ضد كل شيء تقريبا. فهم يفكرون كثيرا جدا، يريدون أن يفهموا بلدهم على أنه محدد بصفات معينة، بطعم معين، بصورة ذهنية ثابتة. لا وطن في الدنيا بهذا الشكل. حتى لو كان عدد مواطنوه فرد واحد.
    ليس بإمكاني أن أحدد لحظة تاريخية خاصة برز فيها سؤال الهوية، الانتماء، مقلقا، ربما لم يكن الأمر مطروحا في الطفولة المبكرة، لكنه طغا على تفكيري في الوقت الذي وجدت فيه أنني انتقل للعيش في العاصمة، أو بالأحرى للدراسة الجامعية، حيث كان علي أن أحتك بأناس جاءوا من مختلف الأمكنة، من المركز والهامش.. هاتان المفردتان المجترتان.. لا أعرف ماذا يقصدون بهما؟ وأحيانا يقولون الريف والمدينة.. يظنون أننا بلد فيه تمدن. لكننا ليس كذلك.. وحتى لو كنا كذلك، فليس هذا بالأمر المشرّف. أن نصبح كائنات مسجونة في أبنية طابوقية مرتفعة وكأننا في أقفاص دجاج.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de