|
لقد صفع إمرأة ..
|
فجأة شقت السكون صرخة نسائية أعقبتها جلبة وهرج ومرج في النصف الخلفي لذلك البص العتيق الذي كان يئن من طول المسافة في شارع أسفلتي توسم بالحفر والمطبات والقشور والبثور . وكنت بين اليقظة والاحلام أغالب أوجاع صداع نصفى أهدته لى مشكورة شمس الظهيرة اللاهبة . وفي فضول تلقائي معهود في أي بني آدم نسيت كل معاناتي وأدرت رأسي أستقصي ماحدث ، فاذا بفتاة في منتصف العقد الثاني من عمرها تطاير من عينيها الجميلتين شررا حارق وهي تشتم رجلا أربعينيا وتهاجمه بجملة من الألفاظ والأوصاف قبل أن تستجمع كل مكونات فمها في مقدمة لسانها وترسله في وجهه بصاقا لا يبقي ولا يذر . وللوهلة الأولى تجمد الرجل في مكانه وقد ألجمته المفاجأة قبل أن يرفع يدا يسارية ويهوي بها على صدعها صااااااااااااااااااج . وكانت المفاجأة هذه المرة من نصيب الفتاة ومن حولها في البص الذي مايزال يزحف مكابدا أوجاع الطريق غير مبال بما يدور في بطنه .. وفي اللحظة التالية تحرك المشهد دفعة واحدة فقام ثلاثة من الرجال من الجانب الأيسر ومثلهم من الخلف وفي لحظات كبلوا الرجل وشلوا حركته بعد ان مزقوا وجهه بالصفعات وملابسه بالمط والجر ، فيما طالب آخرون بإيقاف البص في ذلك الخلاء اللامتناهي وهم يقترحون رميه في الخارج .. وكادوا يفعلون لولا توسلات الفتاة نفسها بطلة الفيلم والتى أعلنت إنها عفيت عنه وقد إنخرطت في بكاء حزين .. ولم اعرف حتى الآن سبب ما حدث .. والمفأجاة أنه لا أحد من الستة الذين هاجموا الرجل دفاعا عن الفتاة يعرف ماذا حدث حيث كانت إجابة كل واحد منهم نسخة بالكربون من إجابة الآخر ... لقد صفع إمرأة .. حدث هذا أمامي أيام كانت الدنيا بخير وصحة وعافية . تمت بحمدالله
|
|

|
|
|
|