ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 07:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2010, 05:20 PM

Rayah
<aRayah
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية

    ونحنا قبيل شن قلنا .. في الصحافة السودانية
    أثار الأستاذ المحامي الضليع، الكاتب النحرير أسعد العباسي، أسعده الله، مقالاً مهماً عن الصحافة السودانية ومشاكلها.. و كنت قد كتبت مقالاً كبيراً عن الصحافة السودانية أناقش فيه المرحوم الدكتور جعفر محمد علي بخيت، مفكر ومنظر ثورة مايو موضحاً وجهة نظري في مقال نشر الجزء الأول منه يوم 20 اكتوبر ونشر الجزء الثاني يوم 22 اكتوبر عام 1973م. وكان عنوان مقالي: (الصحافة الجديدة والدائرة المربعة). ترى ما الذي تغير في مدى أكثر من 37 عاماً. أترك ذلك لتقويم القراء. فإلى ذلك المقال:

    الصحافة الجديدة والدائرة المربعة
    لقد تناول الدكتور جعفر علي بخيت في ثلاث مقالات دور الصحافة في السودان ... وعدد نقاط ضعفها وبشر بصحافة جديدة لا يلقيها المثقف العادي (وهو بها غير شغوف )
    وبما أني أحد الذين يتعاونون مع الصحف من وقت لآخر فقد رأيت أن أناقش ما جاء في آراء دكتور جعفر وأن أبدي رأيي الذي أمل أن يكون فيه ما يفيد.
    أن قضية الصحافة في السودان ليست بمعزل عن قضية الصحافة في الدول النامية وفي أفريقيا بالتحديد ... ومفهوم الحرية الصحفية ومدي مساهمة الصحف سواء كانت تملكها الدولة أو مستقلة في مرحلة البناء الوطني أمور واردة في تصور الأنظمة الحاكمة في أفريقيا . هذا يقودنا الى اختبار هذه الحقائق تحت ظل الأحداث التاريخية في فترة الستينات في أفريقيا .
    لقد تميزت فترة الستينات في أفريقيا بالثورات والانقلابات العسكرية... فقد كانت فترة الخمسينات هي فترة الصراع ضد المستعمر ... وكان الشعور القومي الأفريقي مبلوراً في هذا الاتجاه ... وكان من الطبيعي أن تشتد حرارة الأرضية الأفريقية السياسية بعد خروج المستعمر وذلك لأن فترة ما بعد الأستعمار فترة غائبة أساساً عن التجرية الأفريقية ولأول مرة تدخل في نطاق الممارسة وتوصلت التنظيمات العسكرية الى أنه ليس حتمياً أن يخرج الانجليز من أى قطر أفريقي ويتركوا خلفهم نظاماً شبيهاً بنظام وستمنستر وليس من الضرورى أن يخرج الفرنسيون من الجزائر ويكون البديل هو الاطار السياسي الفرنسي ولهذا جاءت الثورات والانقلابات العسكرية في أفريقيا بحثاً عن معادلة وطنية للحكم ولتوجيه الجماهير نحو تحقيق كياناتها وتطلعاتها عن طريق ممارسات قومية ترتكز علي أطار التجارب المحلية للحكم . هذا في الإطار النظري التبريري لتلك الحركات العسكرية في تقديرها.
    ففي الثالث عشر من يناير عام 1963 أنهي العسكريون نظام الرئيس سليفانوس أوليمبو في توجو وتوالت بعد ذلك سلسلة من الثورات والانتفاضات .
    2-12-15 اغسطس 1963 كونغو برازافيل
    3-19-28 اغسطس 1963- داهومي
    4-18 فبراير 1964- جابون
    5-21 اكتوبر 1964 – السودان
    6-1 يناير 1965 – فولتا العليا
    8-18 يونيو 1965 الجزائر
    9-25 نوفمبر 1965 زائير ( كونغو كنشاشا )
    10- 25 ديسمبر 1965 داهومي
    11- 15 يناير 1966 نيجريا
    12- 24 فبراير 1966 غانا
    13- 29 يوليو نيجريا 1966 نيجريا
    14- -29 نوفمبر 1966 بوروندى
    15- 13 يناير 1967 توجو
    16-24 مارس 1967 سيراليون
    17-17 ديسمبر 1967 داهومي
    18-18 ابريل 1968 كنغو برازفيل
    20-4 سبتمبر 1968 كونغو برازفيل
    21-19 نوفمبر 1968 مالي
    22-25 مايو 1969 السودان
    23-1 سبتمبر 1969 ليبيا
    24 – 15-19 اكتوبر 1969 الصومال
    25- 10 ديسمبر 1969 داهومي
    26- 30 يناير 1970 ليسوتو
    وقد كانت هناك بالطبع بعض المحاولات الفاشلة للاستيلاء علي السلطة في اماكن متعددة من أفريقيا نذكر منها علي سبيل المثال المحاولة التي حدثت في السابع عشر من ديسمبر عام 1962 لأقصاء الرئيس السنغالي ليويولد سنغور عن الحكم ( راجع كتاب الدكتور كوامي نكروما : الصراع الطبقي في أفريقيا ) فماذا كان دور الصحف تحت ظل الانظمة والثورات المستمرة هل وقعت الصحف فريسة لتصوراتها (السادية) كما يقرر دكتور جعفر هنا ؟ أم وقعت في خطأ إزدواج المنهجية السلوكية التي يشير اليها دكتور جعفر بقوله :
    " صحيفة الاتحاد الاشتراكي يتجاذبها اسلوبان – اسلوب جريدة الحزب وأسلوب الجريدة المستقلة القديمة .. الاول يملأ النفس غثياناً بتصلبه الصارخ وبخوره المغالي فيه والآخر بتصنع قول الحق بمحاولة الانسلاخ عن الكل والالتزام بلا شئ"
    أجل ماذا حدث للصحف في أفريقيا ونحن جزء من حركة التاريخ الأفريقي ؟
    أن تلك الانتفاضات والثورات قد لاقت هجوماً شرساً من الداخل والخارج مما أدي الى جنوح الانظمة الحاكمة في أفريقيا الى نوع من التحفز الدفاعي مبررين ذلك بطبيعة ظروف المرحلة التي تمر بها الثورة الأفريقية – وقد كانت التيارات تستغل حداثة تجربة الحكم في أفريقيا فتضربها من الداخل متعاونة مع الجهات الخارجية التي لها مصلحة في اجهاض روح الثورة في أفريقيا .
    وكنوع من التحفز الدفاعي اتجهت الانظمة الحاكمة الى الاستيلاء علي أجهزة الاعلام بصفتها أخطر الوسائل التي يمكن أن تستغلها التيارات المناوئة – واتجهت الانظار الى الصحف وآلت ملكيتها الى الدولة في كثير من البلدان الافريقية كما سنري بعد حين .
    وهنا تجدر الاشارة الى مقال نشره الكاتب بيتر اناهرو في " مجلة أفريقيا " العدد نمرة 21- بتاريخ مايو 1973 تحت عنوان :
    " الصحافة المحاصرة في أفريقيا ".
    في رأى الكاتب أن الصحف في أفريقيا لم تلعب دورها كاملاً والسبب يعود الى ثلاثة عوامل :
    1/ العنصر البشري 2/ المعدات والامكانيات الفنية 3/ المادة او الموضوع .
    ويقدم الكاتب لمقاله بقوله : أنه لمن السخرية المحرجة لتجربة ما بعد الاستقلال أن تحظي الصحف الأفريقية بحرية أقل مما كانت عليه أبان فترة الاستعمار . وهو يلخص الاسباب التي اثرت في الصحف في أفريقيا في بعض النقاط سأتطرق اليها فيما بعد . وقبل أن نخوض في تجربة الصحافة في أفريقيا نتعرض لموضوع له بعض الدلالات . كم عدد الصحف اليومية في أفريقيا ؟ ليس سهلاً أن نعطي رقماً حقيقياً لعدد الصحف اليومية التي تصدر في القارة لأن الوضع السياسي المتغير كل زمن وأخر يؤثر علي وضع احصائية دقيقة . ولكن البروفسير ويليام هاتشن من كلية الصحافة بجامعة وسكونسن بأمريكا صرح بأنه استطاع أن يحصي عدد الصحف اليومية في أفريقيا ووجد أن عددها يبلغ حوالي 179 صحيفة في عام 1970 في حين أن الأمم المتحدة أجرت أحصاء في عام 1964 ووجدت ان الصحف اليومية في أفريقيا يبلغ عددها 220 صحيفة . أي أن العدد قد نقص بحوالي بحوالي 41 صحيفة في الفترة من 1964 الى 1970 – وإذا رجعنا الى خريطة الأحداث لهذه الفترة وهي الجدول المشار اليه في صدر هذا المقال نجد انه قد حدثت تحولات جوهرية سياسية في أنظمة الحكم . في أفريقيا يبلغ عددها 23 حدثاً . وهذا يدل علي ان موقف الصحف في أفريقيا مرتبط بالتحولات السياسية الكبرى التي تحدث في القارة .
    ويشير بيتر اناهرو في مقالة الى أن عدداً من الدول الأفريقية لا تملك صحفاً يومية بالمرة وأن الصحيفة الوحيدة الموجودة في أفريقيا الوسطي صحيفة ( بأنقي لاسو ) توزع خمسمائة نسخة فقط . وبالمقارنة نجد أن الراديو هو همزة الوصل الساخنة في أفريقيا . ففي عام 1969 قدر عدد الذين يستمعون الى الراديو في أفريقيا بـ 12 مليون ونصف بينما توزع الصحف في كل البلدان الافريقية مجتمعة نحو تسعمائة الف نسخة يومياً . وفي تنزانيا تبيع الدولة نوعاً معيناً رخيصاً من الراديوهات الى الجمهور بأسعار زهيدة جداً حوالي جنيه واحد . وميزة هذا الراديو أنه يلتقط محطة واحدة وهي محطة دارالسلام وبهذه الطريقة تعتقد الدولة أنها تستطيع أن تبث فكرها الاشتراكي وتعلم الشعب المبادئ التي تسعي الدولة الى تثبيتها وتملأ فراغاً ثقافياً بأزهد التكاليف . وهي تجربة رائدة في هذا المجال وخاصة مجال البرامج التي تقدم ونوعيتها وطريقة تقديمها وزمن بثها وكلها خطوات مدروسة ومخططة والغرض منها تعليم الشعب دون الاعتماد علي الصحف وحدها . يقول الكاتب في مقاله : في معظم الدول الافريقية أبان فترة الاستعمار كان البيض هم أصحاب الصحف ما عدا في سيراليون التي امتلك الصحافة فيها عدد من الافارقة الذين رجعوا من امريكا وفي شرق أفريقيا عندما أسس تاجر هندي يدعى جيفانجي صحف شرق افريقيا ولكنه سرعان ما باعها للبيض الذين استولوا علي توجيه الرأي العام الأفريقي بما يتفق مع تخطيطات الرجل الأبيض .
    وقد كان هذا دافعاً للوطنين لتأسيس صحفهم فكان أن اسس السيد جونستون كامو مجلة شهرية بأسم " موى قوثانيا " ومعناها : العمل والصلاة في عام 1930 في كينيا . وكان يهاجم الاستعمار ويكشف مخططاته ويدعو الى تحرير كينيا وقد اصبح السيد جونستون كامو فيما بعد يعرف باسم جومو كينياتا الرئيس الكيني المعروف . وقد عانت الصحف في عهد الاستعمار من ضائقات مالية شديدة وقد وجد أن الحصار المضروب حول الصحف هو أمثل السبل لاخماد صوتها بالاضافة الى المحاكم التي تعقد للصحفيين من وقت لآخر بتهمة الكذب الضار أو ازعاج السلام العام .
    ونعود الان الى الحديث عن حرية الصحافة في أفريقيا .
    يقول الكانب بيتر اناهرو :
    أن فقدان الحرية الصحفية يرجع الى عدة أسباب منها :
    1/ استلاء أنظمة الحكم الوطنية علي الصحف الأوربية في البلاد وتحويلها الى مكبرات صوت تتحدث باسم تلك الأنظمة – ففي زمن الرئيس كوامي تكروما اشترت الحكومة جريدة " الديلي قرافيك" الغانية من مجموعة " الديلي ميرور" والتي كانت تمتلك عدة صحف في افريقيا منها ( الديلي ميل ) في فريتاون في سيراليون ... والديلي تايمز في نيجريا وفيما بعد بيعت الديلي ميل في سيراليون – والت ملكية الديلي تايمز الى ملكية وطنية في نيجريا .
    وفي زامبيا وتنزانيا استولت الدولة علي آخر صحف للمستوطنين البيض – وفي أفريقيا الفرنسية حدث نفس الشئ – فقد استولت تلك الدول علي مجموعة صحف ( دي بريتوا) والتي كانت تطبع خمس صحف في السنغال والمغرب وساحل العاج والكاميرون وغينيا . وقد آلت ملكية تلك الصحف إما الى الدول رأساً او الى مؤسسات حكومية ماعدا في الكاميرون .
    وقد استند الرئيس جوموكينياتا علي اسس شرعية في الاستيلاء علي الصحف في بلاده وقد تحدث في المؤتمر الذي نظمه المعهد العالي للصحافة في نيروبي عام 1968 قائلاً :
    " ليس هناك دولة تشعر بارتياح وهي ترى الصحف علي هذه الحالة – وانه من المتوقع أن يلجأ الجنرال ديجول لنفس الأسلوب إذا كانت الصحف الفرنسية في بلاده يمتلكها الانجليز .
    2/ وجاء موقف الصحف بعد أن أصبحت تمتلكها الحكومات فهذه لا تستطيع أن توجه النقد الى الحكومة لانها إذا فعلت فإن ذلك يصبح كأنما الحكومة تنتقد نفسها ولهذا تلجأ تلك الصحف الى مهاجمة الوزراء الذين تشعر أن أسهمهم قد انخفضت علي أية حال او تهاجم بعض الشخصيات المغمورة في الخدمة المدنية ولكن القراء لا يثقون في هذه الصحف لأنهم لا يقبلوا أن يضيعوا نقودهم في صحف هي في الآخر مظاهرة حكومية ولا يعقل أن تعلق الصحف بحرية إذا كانت مصادر دخلها من الحكومة . وقد واجهت جريدة " الثورة " اليومية في السودان نفس العزوف من القراء عندما كانت تصدر في عهد الحكم العسكري حتى أن الباعة كانوا ينادون عليها بقولهم :" البرش بقرش " .
    3/ الصحف التي نشأت أبان الاستقلال هي صحف حزبية – تخصص معظم صفحاتها لمهاجمة الحزب الآخر وجزءاً آخر للدعاية للحزب وهذه لا يمكن أن تعتبر صحف حرة .
    4/ تضييق الخناق اقتصادياً وسياسياً علي صحف المعارضة .
    وقد وجدت صحف المعارضة بعض الحرية بعد الاستقلال مباشرة ولكن سرعان ما حدث لها ما حدث لصحف المستوطنين البيض وكمثال لذلك قد تحدث رئيس وزراء نيجريا الاسبق السير أبوبكر تفاوا بليوا مع لورد تمبسون الذي كان يملك صحيفة " الديلي أكسبريس " و " الصنداى اكسبريس " في نيجريا واتهمه انه يمول المعارضة في نيجريا الأمر الذي جعل لورد ثمبسون ينسحب من صحف الديلي اكسبريس وقد كانت تلك الصحف تخسر ما يعادل 40 الف جنيه سنوياً .
    وقد بقي عدد بسيط من صحف المعارضة في أفريقيا لأن أحزاب المعارضة نفسها اصبحت ذات عدد ضئيل .
    5/ تعاقب الانظمة كان له أثره – ففي زمن الاحزاب كانت الحكومات المدنية الليبرالية تلجأ الى خرق روح الدستور وذلك لتكبيل الصحف ومنعها من الصدور بينما تلجأ الثورات الى تجميد الدستور نفسه ووقف العمل بمقتضاه بغية كتابة دستور جديد يتماشى مع روح الثورة .
    وقد نتج عن هذا أن أصبحت الصحف نفسها هي اداة رقابة علي نفسها وعلي ما تنشره – ولهذا أصبح الأفريقي يلجأ الى الصحف الأجنبية ليقرأ فيها حقيقية الاخبار عن بلده بالرغم من أن تلك الأخبار قد تكون قاسية ومغلوطة لكن بالنسبة للأفريقي فأنها أقرب شئ الى الحقيقة من الحقيقة التي يجدها في صحف الدولة .
    6/ وضع الصحفي ومكانته في أفريقيا – له أثره في الصحافة فالبرغم من أن بعض رؤساء تحرير الصحف يتقاضون أجوراً مرتفعة إلا أن الغالبية العظمي تعيش في ظروف قاسية لأن الصحف فقيرة .
    وهناك الاتجاه عند رؤساء الدول الأفريقية أن يدلوا بأحاديث للصحف الأجنبية ولا يسمحوا لصحفهم المحلية بتلك الأحاديث – ويعتبر الصحفي دائماً رجلاً يسعي للحصول علي معلومات تريد الحكومة ان تحفظها سرية . وقد تغلبنا نحن علي هذه المشكلة عن طريق لقاء الرئيس بالجماهير عن طريق لقائه الشهري في برنامج " بين الشعب والقائد " والذي يؤدى دوره في كشف الحقائق عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحف كما تريد لها الدولة.
    وذكر الكاتب اسباباً فنية لها أثار كبيرة في تعويق مسيرة الصحافة الأفريقية . فالمواصلات بالطرق البرية أو السكة حديد رديئة ولا تصل الى كل المناطق النائية وتكاليف السفريات الجوية لا تشجع علي السفر .
    كما ان وسائل الاتصالات الهاتفية بين الدول الأفريقية تعتبر معدومة وحتى ولو كانت موجودة فهي غير ذات فائدة فقد كانت جهود المستعمر كلها موجهة لربط الدول المستعمرة بمستعمراتها ولذلك أهملت وسائل الاتصالات بين الدول الأفريقية.
    والى زمن قريب كانت المحادثة من لاغوس في نيجريا الى كوتونو في داهومي وهي مسافة قصيرة حوالي 100 ميل تحول عن طريق لندن وباريس ..
    ولهذا أصبحت الصحافة في أفريقيا معزولة عن بعضها وحتى أخبار الدولة الأفريقية المجاورة كانت تأتي من وكالات الانباء العالمية وهي التى تشكل كل مصدر المعلوماات والمعرفة في أفريقيا ولهذا كان أفق الصحفيين الأفريقيين محدوداً وتجربتهم محدودة ..
    وبالرغم من أننا نجد ان هناك 25 وكالة أنباء أفريقية محلية إلا أنها في الواقع عبارة عن أجهزة رسمية لنقل وجهة نظر الدولة الرسمية وتصورها للاحداث .
    وهناك أمر آخر :
    فالحكومات تستطيع أن تغلق الصحف وهي تعلم ان هذا لن يجعل السماء تسقط ولن يؤثر في مجرى الأحداث – والصحف مسؤولة عن هذا فقد ذكر السيد موى كباكي وزير المالية في كينيا (الرئيس الحالي لكينيا)إنه بالرغم من أن 90% من سكان كينيا ريفيون إلا أن الصحف في كينيا تصور تأثير الحياة في المدينة على أنه المهم والأكثر تأثيراً وبعض الحوادث الصغيرة البسيطة في نيروبي وممباسا تلقي الأهمية القصوي من الصحف علي أساس أنها تمثل أي شئ بالنسبة لهم ولذلك فلا يهم ... تستطيع الحكومة أن تقفل كل دور الصحف ولن تسقط السماء أو تقوم القيامة لأنها صحف معزولة عن واقعها .
    ويقرر الكاتب بيتر اناهرو حقيقة جديدة حينها عندما يتساءل عن سلبية سكان المدن والمثقفين والطلاب واتحادات العمال تجاه الدور الذي تلعبه الصحف وعدم تمتعها بالحرية الكافية .. والسبب في نظره أن بعض الأفريقين يعتقدون أن الدكتاتورية الموجهة مهمة في هذه المرحلة من تاريخ أفريقيا وأن الصحف لم تكن تحظى في يوم من الأيام بحرية حقيقة .. كل الفرق هو فرق درجة ... والصراع الذي يدور بين السلطة والصحف هو صراع يهم العاملين في الصحف في أفريقيا وحدهم والسياسين عبر عن ذلك أحد قادة العمال في نيجريا .
    ولكن هناك عنصراً جديداً دخل الى دنيا الصحافة الافريقية – فقد اعتبر المثقفون قضية حرية الصحافة في صراع بين الصحف وبين الحكومة ولذلك أنشاؤا مجلاتهم الفكرية الثقافية التي أخذت تنتشر في القارة وربما يسفر المستقبل عن الفصل بين الدور الذي تلعبه هذه الأعمال الجادة ودور الصحف العادية التي ستقتصر علي التسلية فقط ونشر الصور العارية .
    وكما اسلفت فإن هناك اتجاهاً يتبلور اليوم في أفريقيا لدراسة حالة الصحافة فيها وبما أننا جزء من حركة التاريخ الأفريقي فإن المقالات التي كتبها الدكتور جعفر يمكن مناقشتها علي ضوء هذه المعلومات حتى نستطيع أن نضع تصوراً أمثل لنوع الصحف التي ننشدها .
    عندما استولت الدولة علي الصحف هنا في السودان حددت لهاً نقاطاً وردت في ميثاق العمل الوطني والدستور وأوردها الدكتور جعفر في مقالته الأولي في سبعة نقاط :
    1- ملكية الشعب للصحيفة وأن يتم هذا التملك جهازياً بالاتحاد الأشتراكي السوداني .
    2- ضرورة الصحيفة منبراً لنقد وتوجيه وتقويم أداء الأجهزة التنفيذية وان يكون هذا المنبر للشعب كافة وليس استئثاراً عند حفنة او كتلة أو تجمع أكبر .
    3- تمكين الشعب من أن يطرح أراءه وقضاياه للسلطة .
    4- ايجاد صلة مستمرة وحميمة بين الشعب وقياداته حتى يتيسر للسلطة إدراك تطلعات الشعب والعمل علي تحقيقها .
    5- العمل علي تثقيف الشعب وتنويره وخدمة أهدافه بوجه عام
    6- الحرية
    7- احترام القانون
    واول ما يتبادر الى الذهن في هذه النقاط السبع النقطة السادسة وهي الحرية ... فماذا تعني الحرية وهي قد وضعت هكذا ؟
    أن الحديث يدور حول حرية الصحافة ومدي تصور أنظمة الحكم لهذه الحرية .. كل حسب متطلباته ولكنها وضعت هنا دون أى تفسير فهل قصد من ذلك شيئاً بعينه أم ترك ذلك لتفسير القائمين بالأداء الصحفي في البلاد حسب شطارته . وهو امر يدعو الى اجتهادات كثيرة ربما كانت هي السبب الرئيسي في تدهور الأداء الصحفي الذي نشكو منه .
    وفي النقطة الثانية تصبح الصحيفة منبراً لنقد وتوجيه وتقويم أداء الأجهزة التنفيذية وهذا أمر واضح يحدد معالم العمل الصحفي الأمثل دون أن يتجاذبه أسلوبان ... أشار اليهما الدكتور جعفر وأشرت لهما من قبل ولكن العبرة بالممارسة وليست بوضع الصيغ اليوتبوية للصحيفة علي الورق ... فنقد الجهاز التنفيذي أو الاجهزة التنفيذية ربما يوقع في المحظور وأنا أذكر هنا المناقشة التي درات في مجلس الشعب عندما كان الأعضاء ينقاشون خطاب السيد الرئيس فقد كان رأى الدكتور جعفر ان النقد الذي وجه الى الجهاز التنفيذي أنما هو نقد موجه الى رأس الدولة لأنه ليس هناك فرق بين الجهاز التنفيذي وبين رأس الدولة ... وبالرغم مما قيل في هذا الموضوع من أراء إلا أن دلالاته واضحة علي الأقل بالنسبة لمن يقومون بالأداء الصحفي ...
    وهم يملكون من الصلاحيات أقل مما يملك أعضاء مجلس الشعب في نقدهم للأجهزة التنفيذية ...
    وفي رأيي أن تحديد هذه النقطة مهم جداً لأنه تحت ظل ما هو محظور وما هو غير محظور ينشأ ( استنواق الصحف للجهاز التنفيذي وسكوتها عن الباطل وخرسها عن جهالات المجتمع وسكوتها عن ترشيد العمل السياسي والتنظيم السياسي ) والصحفي يعيش قي داخل هذا القطر ويتأثر بما حوله من أحداث وقوانين ... فإذا كانت الدولة تصادر بعض الصحف الاجنبية والتي يكون فيها موضوع ناقد ، فإن هذا من شأنه ان يدفع بالصحفي الى حالة من الانكماش حتى لا يقع في المحظور وهذا يقودنا الى مطالبة الذين يخططون للصحف أن يضعوا الخط الفاصل الواضح بين ( أسلوب جريدة الحزب الذي يملأ النفس غثياناً بتطبيله الصارخ وبخوره المغالي فيه وبين أسلوب الجريدة المستقلة القديمة الذي يدعي قول الحق بمحاولة الانسلاخ عن الكل والالتزام بلا شي ) .
    ما هي معالم الأسلوب الثالث الذي لابد أن يكون قد دار بخلد الدكتور جعفر وهو ينتقد الاسلوبين المذكورين ويدينهما .
    أن تحديد المعالم وإزالة الغموض عنها امر مهم ومستعجل في مسيرة الصحافة السودانية ولا أخال أن الحل الجذري للداء سيكون عن طريق توسيع قاعدة المشتركين توسيعاً عريضاً وعميقاً فقط .. لان هذا يتعلق بالكادر البشري وهو أمر لا نشكو منه كثيراً في هذا المجال ولكن تحديد الخطوط الواضحة لهذا الكادر البشري هو الأمر الغائب .
    ويتطرق دكتور جعفر في مقالاته الى بعض أركان الأداء الصحفي " المسؤولون" يناقشون قضايا عملهم مع بعضهم ومع الموظفين ولكنها لا تجد طريقها للصحف ولا يعلم الشعب بها ومن ثم يصبح عسيراً على المواطنين اتخاذ الصحافة منبراً شعبياً ثورياً وهم لا يعلمون كل الحقائق .
    وهذا امر وارد ... هنا جفوة او شقة بين القائمين بالاداء الصحفي وبين ما يدور في غرف الدولة المغلقة ... ولكن الموضوع في رأيي يرجع الى تحديد نوعية المادة نفسها فلا أخال أن الاجتماع الاسبوعي لمجلس إدارة أي مؤسسة يمكن أن نملا به الصحف ... وقد فطنت المصالح الحكومية لذلك وأنشأت لها مكاتب أعلام صحفية من مهمتها ان تكون حلقة الوصل بين المصلحة وبين الصحف والجمهور ولكن هذه المكاتب تحولت الى نشرات تطبع عن سفر الموظف الفلاني بالمصلحة وترقية الموظف العلاني بالمصلحة وكل همها هو ان ترد علي ما يكتب عن المصلحة في الصحف مدافعة عن سير الأداء في المصلحة خطأ أو صواباً .
    وذكر دكتور جعفر أن معالجة الصحف لبعض القضايا المهمة معالجة مبتورة فاقدة الطعم والحس ( ونتج عن هذا ان استشرت مجالس القطيعة وراجت سوق الاشاعات ولم تعد الصحيفة المصدر الرئيسي للأخبار عند المواطن) .
    والأمر الأول يمكن معالجته لأنه يتعلق بنوعية الكتابة نفسها التي يصفها الدكتور بأنها فاقدة الطعم والحس وذلك يفتح المجال للذين يملكون المقدرة علي الخروج بالكتابة الصحفية من رتابتها الى آفاق جديدة ورؤي وتصورات جديدة معتمدين علي سعة اطلاعهم وموهبتهم في الكتابة ... ولن يتم هذا إلا بوضع مكآفات مجزية للذين يتعاونون وشروط خدمة أحسن للذين ينتظمون في سلك العمل الصحفي .
    أما الحديث عن مجالس القطيعة وسوق الإشاعات فينبغي ألا يكون أحد هموم الصحيفة اليومية وهذا هو رأيي علي أية حال فالإشاعات ومجالس القطيعة ورواية الأخبار المثيرة هي سمة من سمات التركيب الاجتماعي للبيئات المتخلفة وحتى المجتمعات المتحضرة اليوم تعاني من مثل هذه الأمراض الاجتماعية والروتين اليومي ومع غياب الاهتمامات الثقافية المختلفة تصبح الاشاعة الحائط الذي يتكسر عليه الملل الاجتماعي ولا تجدي الصحف في محاربتها كثيراً مهما قيل ومهما كتب في هذا الخصوص عن طريق الوعظ والارشاد ... وهي مسألة متعلقة بجوانب تربوية عديدة .. ففي الازمان السابقة وفي المجتمعات البدائية كانت الخرافات والمعتقدات الخاطئة وتفسير الظواهر الطبيعية بما يتفق مع الميراث الشعبي هي الشغل الشاغل لهذه المجتمعات ... وقطع الانسان شوطاً بعيداً في الحضارة ولم تعد الظواهر الطبيعية تثير مراكز الخرافة في ذهنه لأن العلم أعد تفسيراً لكل ظاهرة واختفت الدهشة القديمة لتحل محلها دهشة عصرية ... وعندما يصبح الركود والملل والروتين هي الطابع العام يلجأ الناس للأشاعة والاخبار المثيرة لتكسير الواقع الجامد ... وهذه كما اسلفت لا ينفع فيها إلا دواء واحد وهو إظهار الحقائق للناس وفي قتها ... ولكن ليس معني هذا أن الاشاعات ستنتهي للابد ... فالاشاعة لها ألف رأس ورأس وهي مرض سرطاني ينخر في خلايا المجتمع ... و لا تموت إشاعة الا لتظهر أشاعة أخرى .. ولن نفلح بترويض هذه المجالس إلا بتغيير الحياة الاجتماعية وأحيائها بشتي الطرق .
    ومرض الاشاعة نفسه مرض عام ولكن تختلف حدته من مجتمع لآخر ففي المانيا الاتحادية وقبيل استقالة الهر ويلي براندت مستشار المانيا السابق انطلقت أشاعات عن علاقته بالجاسوس جيللوم ويأخرين ... ولعل (الاشاعات) التي صاحبت قضية وترقيت لازالت ماثلة للاذهان وفي انجلترا وقصة حكومة ويلسون وتورطها مع اصحاب العقارات وغيرها من أنواع الاشاعات المختلفة . فلا ينبغي أن نشغل بها الوقت بل نواجهها باظهار الحقائق للناس والصحف كفيلة ينقل هذه الحقائق للشعب .. لكن تظهر خطورة الاشاعة عندما لا تجد الصحف نفسها طريقاً الى الحقائق ... وفي مثل هذه الظروف لن تجد الصحف شيئاً تنشره لينير الحقائق للناس ويفسر الناس سكوت الصحافة وصمتها عن توضيح الحقيقة بأنه تأكيد للاشاعة وقوتها .. وغالبا يأتي النفي متأخراً جداً وفي اقتضاب وتكون الاشاعة قد أدت دورها في إشاعة البلبلة والخلط . ولهذا انتشر عند الناس ما هو أسوا من الاشاعة . أصبح الناس يعتقدون ويهمسون بصوت عال : ( ليست هناك إشاعة في السودان ) .
    فكل اشاعة هي حقيقية وهذا اعتقاد خطير لآنه يعطي الأشاعة عظماً تلبسه من الداخل لتقف عليه .
    ويناقش الدكتور جعفر في مقالة الثالث تحت عنوان : بين المثلث والمستطيل والدائرة قضية جديدة بالمناقشة وهي : لمن تكتب الصحف ؟ ومن تخاطب ؟ هل تخاطب مجتمع المدينة أم الارياف وهي الغالبية العظمي .. وهذه النقطة كما أسلفت أثارها السيد موى كباكي وزير المالية في حكومة كينيا وهو يتصدى لصحف نيروبي ويتهمها بأنها لا تخاطب الـ 90% من الشعب الكيني الذي يسكن خارج نطاق نيروبي وممباسا .
    يقول دكتور جعفر :
    " ماهي فرصة الكبابيش في شمال كردفان ، والهبانيا في جنوب دارفور في أن يهتم بهم وبجيادهم وسباقهم بمثل مستوى الاهتمام بسباق الدراجات . كم نعلم عن الهلال والمريخ وابطالهما بمقدار ما نعلم عن النيل الازرق ودنقلا وأهلهما وطريق معيشتهم ... هل نصدر الصحف وندق الاجراس لأهل العاصمة أم أن هذه هي صحف السودان تصدر لأهله جميعاً والظرفاء الرشيقون لأي مزاج يكتبون متظرفين ؟ "
    وأقول اجل ماهي فرصة جميع أنحاء السودان ليست دار الكبابيش أو الهبانية فقط في أن يهتم باخبارها في صحيفتين يوميتين تصدران خمسة مرات في الاسبوع سوياً وتصدران لمدة يومين كل علي حده . ما هي الفرصة الحقيقية لتغطية أحداث جميع انحاء القطر في هاتين الصحيفتين ..
    لقد أشار السيد الرئيس في لقائه الشهري بالجماهير في برنامجه ( بين الشعب والقائد ) الى حقيقية أن الصحف لا تهتم بأخبار الاقليم الجنوبي ولا علي أحساسه العميق باهمية الدور الذي تلعبه الصحف في عكس ما يحدث في الاقليم الجنوبي وتأكيد وحدة القطر وحرصه علي أن تلعب الصحف هذا الدور كاملاً فأوصي بأن تفتح الصحف لها مكاتب في الاقليم الجنوبي ..
    كلنا نعي حقيقية ان السودان قطر شاسع وطبقاً لذلك تضخمت مشاكله واتسعت اتساعاً طردياً مع كبر مساحته . ولا أظن أنه في مقدور صحيفتين تصدران في الخرطوم أن تستوعبا كل تجارب اقاليم السودان المختلفة .
    لقد كان عدد الصحف عند فجر الاستقلال يزيد علي الخمس عشرة صحيفة منها صحف تصدر في المساء والآن ومع اتساع قاعدة المتعلمين في البلاد .. نقصت المادة المقرؤة الى حجم لا يتناسب مع المتطلبات الثقافية لهذه القاعدة المتعلمة . اضف الى ذلك أن هناك صحفاً اقليمية كانت تصدر بانتظام منها صحيفة (كردفان) التي كانت تصدر في مدينة الابيض قد توقفت وتركت فراغاً ولم تصدر في مكانها أية صحيفة أخرى.... وتعثرت صحيفة " السودان الجديد " ولم تنجح محاولات " الرأي العام " .
    والخطأ في نظرى هو ان يقل عدد الصحف ولا يزيد .. ولذلك اصبح من الصعب الاهتمام بكل مشاكل السودان وحصرها في صحيفتين فقط . والحل في نظرى هو ان نبعث الروح في الصحف الاقليمية مثل صحيفة ( كردفان ) علي أسس تتمشى مع روح الدستور ومتطليبات العصر وتوجيهها لخدمة قضايا مواطنيها وان نزودها بالكادر القيادي المدرب والاتحاد الاشتراكي إن شاء به عدد كبير من الموظفين المدربين الذين يستطيعون أن يقوموا بمثل هذا العمل .
    ثم نأتي بعد ذلك لموضوع التدريب وهذا مهم فهناك تدريب فني وهذا يشمل الوقوف علي أحداث الالآت التي تؤدى أعمالاً تتعلق بالتنفيذ الفعلي للمادة المقرؤة ... وهذا ضرورى ولا غني عنه ولا يمكن أن تقوم صحيفة بدونه ... ويمكن ارسال العاملين في بعثات تدريبية الى البلدان التي نستورد منها معدات الطباعة .
    وهناك تدريب تحريري وهو الذي يؤديه المحررون العاملون بالصحف .. وقد لاحظت أن عدداً من المحررين أو العالمين بالصحف قد (ارسلوا في بعثات تدريبية الى بلدان تختلف عنا في نهجها وتقاليدها الصحيفة فالصحفي الذي يتدرب في بلاد مثل أمريكا وانجلترا وفرنسا وهي بلاد لها تقاليد صحفية معينة تحكمها قوانين معينة لا تنطبق علي نوع الممارسة الصحفية الموجودة عندنا يكون عرضة للقلق لأنه لا يستطيع أن يوفق بين دراسته وتجربته وبين ممارسته للواقع الصحفي الموجود .. ولايستطيع أن يعايش حقيقة الصحافة الموجهة) .. وإذا كان الأمر كذلك يمكن أن يتم التدريب في دول لها مثل ظروفنا وقضايانا وهناك قسم للصحافة بجامعة نيروبي يسير علي احدث النظم ... ومرتبط بالواقع الافريقي ، متفاعل معه .. وهذه الكورسات يمكن أن تفيد العاملين في مجال التحرير بالصحف . وتجربة تنزانيا تجربة رائدة في هذا الصدد .
    يتحدث دكتور جعفر في ختام مقاله الثالث عن علم المثلثات في دنيا الصحافة فيقول :
    " أنني من جديد أدعو ذوي الرأى ليصقلوا أقلامهم ليصورا لنا المثل الأعلى مما يرون مثلثا أو دائرة او مستطيلاً او متوازى أضلاع ومهما كان موضوعه فإننا ينبغي أن ندرك ان كل خطين في شكل يلتقيان في زاوية وأن الدائرة وحدها هي التي يتحقق فيها الاستغراق بحيث تختفي الزوايا داخل مساحة محاطة بخط واحد"
    ولهذا كان عنوان مقالتي الصحافة الجديدة والدائرة المربعة .. لقد دعا دكتور جعفر في مقالاته تلك الى تصور جديد لصحافة جديدة يقع عليها عبء النهوض بالاداء الصحفي والسمو به الى مرتبة موظفة تخدم قضايا الشعب ومن التصور (اليوتوبي ) الذي رسمه دكتور جعفر ومن حساب المثلثات الصحفي أرى أن هذا يتطلب موزانة دقيقة بين مفهومنا للحرية الصحفية وبين النهج الصحفي وهذه الموازنة قد نجربها علي الورق ولكن اختبارها الحقيقي يتم عندما تتصدى الصحف للقضايا القومية وهي تعلم أن الرقابة الوحيدة التي تعمل تحتها. رقابة ذاتية مسئولة تملك من الشجاعة واحترام النفس القدر الكافي الذي يجعلها تتيح لمن يختلف معها أن يختلف. .. وهذه معادلة صعبة اشبه بالدائرة المربعة .. ولدكتور جعفر شكرى وتقديري علي مبادرته هذه .


    محمد عبد الله الريّح
    كتبت هذا المقال قبل ما يزيد على السبعة وثلاثين عاماً. ترى ما الذي تغير يا صديقي أسعد العباسي؟
                  

12-04-2010, 06:46 PM

خضر عطا المنان
<aخضر عطا المنان
تاريخ التسجيل: 06-14-2004
مجموع المشاركات: 5191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: Rayah)

    أستاذي الجليل / ود الريح

    مقال ( شحمان ) يحوي مادة دسمة تؤرخ لزمن لا أظنه عائد حتى لو انكفأت الدنيا على ذاتها
    وعادت بنا الوراء لسنوات خلت وفتحت ممرا لنا للعودة الى حيث كنا يا سيدي .

    ومهما بلغ وضع صحافتنا( الفتية!!) اليوم من تطور في النهج أو التناول
    أو مخاطبة العقول وجذور مآسينا فانها لن تخرج مطلقا عن جلباب نظام حط
    من قدر وطنه وقيمة شعبه في وقت قبل فيه هذا النظام أن يتربع على قمة الهرم
    فيه ( رئيس ) مطارد من قبل العدالة الدولية وتحوم حوله شبهة التزوير الرئاسي
    التي أثبتتها( فيديوهات ) الخج المعروفة والتي جعلت منا مضحكة امام عالم لم
    يعرف في تاريخه ان تولى أمر الامة فيه رئيس هارب من العدالة وتحيط به تهم
    لو فلت منها في الدنيا فلن يفلت من عقابها يوم الحساب الاكبر ويوم لا ينفع مال
    ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ولا أظن ان رئيسا بهذه الوضعية يمكن له ان يملك
    مثل هذا القلب .

    التحية لك أستاذي الكريم وانت تنبش في قبور ماضينا وتثير فينا مواجع كنا نظن
    انها قد خبأت ولكن !!!!!!!!!!.

    ليتها ارجعتنا الانقاذ لذلك الزمن زمن جعفر بخيت وأمثاله من قامتك الكريمة
    وقد كنت طالبا يومها وانا اتابع كتاباتك بسخريتها ووعيها المبكر .

    لك الانحناءة والاجلال استاذي الكريم ولتعذرني ان اخذتني - دون ارادة مني - المواجع
    الى غير ماتشتهي وترجو .

    خضرعطاالمنان
                  

12-05-2010, 06:52 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: خضر عطا المنان)

    أريد فقط الآن يا أستاذي الريح أن أقارن بين كتابة المقال قبل أربعة عقود و الآن فرغم ان الكاتب حينذاك كان يجد مشقة في الحصول على المصادر و المعلومات التي يعتمد عليها في كتابة مقاله إلا أنه كان يجتهد و ينجح في الحصول عليها و التعامل معها و يضعها داخل نسيجه القوي و عندما وضعت الحضارة الآن بين أيدي الناس سهولة الحصول على المصادر و المعلومات - كقوقلتها مثلا- إلا أنهم يفشلون في التعامل معها أو إستنباط ما يفيد بحثهم لضعف الفكر و أدوات البحث و الإبتكار الذاتي و لركاكة الأسلوب. هذا البوست لا تناسبه مداخلة وحيدة فقطعا سأعود إليه و أشكرك أستاذي على كلماتك الطيبات عني.
                  

12-05-2010, 08:47 AM

عبدالمجيد المقابل
<aعبدالمجيد المقابل
تاريخ التسجيل: 02-01-2010
مجموع المشاركات: 1099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: Asaad Alabbasi)

    أستاذنا ود الريح
    بعد إطلاعي علي هذا البوست لقد قمت بإخطار صديقي أسعد العباسي بهذا البوست, فوجدته ملما" و معجبا" به . من الإشراقات في هذا المنبر أن تجد بوستين في آن واحد يناقشان مشكلة الصحافة السودانية.
    فالشكر الجزيل لك أستاذنا ود الريح و الشكر موصول لصديقي أسعد, وإن شاء الله سوف تجدونا كلنا متابعة وحضور في البوستين
    =
    مرفق رابط بوست أسعد


    "الصحافة السودانية..جرد حساب"
                  

12-05-2010, 04:55 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: عبدالمجيد المقابل)

    الأخ دكتور المقابل من أعضاء المنبر المهمين و المميزين في طرحهم و في متابعاتهم و في عفة قلمه و تهذيبه و فوق ذلك في وفائه لقراءاته و بحوثه أشكره هنا وهو يكتشف الصلة الوثيقة بين هذا البوست و بوست الصحافة السودانية جرد حساب. مع مودتي.
                  

12-07-2010, 02:28 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: Asaad Alabbasi)

    الدكتور الخليفه ود محمد الريح ودبحر الدين السلام ورحمة الله تغشاك وتسكن
    معك إلى ما شاء الله فيا عزيزى ومنذ ذلك الأمد عرفت حقيقة الصحافه وشخصت
    عللها ووصفت علاجها إلا أنها أبت تلك الوصفة وسارت لأربعه عقود بدائها
    تعانى الألام والأوجاع وتابى حتى إيد البصير فها أنت الآن وأسعد وبعزم الأنبياء
    تودون إرجاع عافيتها عل أولياء أمرها يوافقون ويا دكتور (حجر واحد
    بهد حيلها وكيف يا إنتو جوز حجرين) لك ولأبو السعود السلام




    منصور
                  

12-07-2010, 03:44 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: munswor almophtah)

    يا منصور يا دخرينا نصرك الله و عافاك فقد بددت وحشتي في هذا السحر لك منا أطيب التحيات و جزيل الشكر و الثناء.
                  

12-07-2010, 07:03 AM

Rayah
<aRayah
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: Asaad Alabbasi)

    يا منصور يا ود السروراب الأصيل وسفيرنا في بلداً طيرو عجمي الوجه واليد والجناح. لك وحشة تفوق وحشة الحمامة لوليدا. اليومين دي معاكم
    بي غادي بكري الصديق .. سافر مننا فرحان بعد فوز الهلال على المريخ وما عارف كيف وقع عليهو فوز المريخ على الهلال.غايتو تلك الكرات نداولها بين الفرق.
    الصحافة يا إبن عمي مثل الحماقة أعيت من يداويها. القليل من الحرية يشقيها والكثير من الحرية يفلتها. وهي السبب الرئيسي في إنهيار الديموقراطية الثالثة ونحن نقرأ في وضح النهار من يصيح على صفحاتها وبالخط العريض : (يا صاحب البيان الأول.. منتظر شنو؟). وفي أول إصدارة لها قبل سنتين حملت إحدي الصحف الإجتماعية في أول صفحة لها وفي أول سطر عنواناً يقول: ترقيع غشاء البكارة في أم درمان بخمسين ألف جنيه). نصلح شنو ونخلي شنو؟ لن يستقيم ظل الكلمات وعود الصحافة أعوج. العوجة فينا وفي تعليمنا وفي تربيتنا.. وغايتو قول يا لطيف.. والأمل ضعيف. لك كل الود.
                  

12-07-2010, 11:41 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ونحنا قبيل شن قلنا.. في الصحافة السودانية (Re: Rayah)

    Quote: بعد إطلاعي علي هذا البوست لقد قمت بإخطار صديقي أسعد العباسي بهذا البوست, فوجدته ملما" و معجبا" به . من الإشراقات في هذا المنبر أن تجد بوستين في آن واحد يناقشان مشكلة الصحافة السودانية.
    فالشكر الجزيل لك أستاذنا ود الريح و الشكر موصول لصديقي أسعد, وإن شاء الله سوف تجدونا كلنا متابعة وحضور في البوستين




    نعم بوستين وبرقهن قبلى وتعال شوف الشعفوفه والغرق والإلتباجه.
    أنظر يا صديقى إلى الصحافه التى تصنع الهزائم صحافة همازة لمازة
    ومشاءة بنميم_ صحافة لا تعلى من قدر المكارم بقدر ما ترفع من
    شأن المكاره إلى أعلى عليين. صحافه تنحاز إلى السلطان ولا تتحيز
    إلى الناس. صحافه كما التابلويد تهتم بعناصر التشويق والإثاره
    ولا تهتم بالتستر على الهدام ذكره_ صحافه ينبغى لها أن ترعوى وتعرف
    حدودها ولا تتعدى حدود الله وقيم المجتمع وأخلاقه وتعمل لمعافاته
    وتدريجه فى سلالم الترقى لا سحبه بثعبانها إلى أسفل سافلين_ صحافة لا
    تدق عطر منشم لمكونات مجتمعها ولا تغرس الفتن وتسقيها وترعاها
    وتسوقها للناس_ صحافة ينبغى أن لا يمتهنها إلا ذوى الوطنيه والأخلاق
    الرفيعه والوعى الثاقب بمستجدات الواقع وتعيقداته والتعامل
    معه بمهنيه عاليه_ صحافة لا يملأ عليها ولا يمل خراجها.

    ولك السلام


    منصور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de