|
في القصرالرئاسي ..مستشارون بلا مهام ولا أعباء ولا (شغل ولا مشغلة)..
|
http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=17801&ispermanent=1
صلاح عووضة
لا شيء أشبه بالقصر الجمهوري - بالنسبة لي - سوى (حوش) صالح كُرُكَّة ببلدتنا في الشمال النوبي.. ٭ فكُرُكَّة هذا كان يصرّ على أن يفسح مجالاً داخل حوشه الكبير لكل طالب قُربٍ منه رغم أن بناته تجاوز عددهن عدد حميرٍ له ضاقت بهن الزريبة على سعتها.. ٭ فـ(القرب) لم يكن كُرُكَّة يفهم من معناه الا القرب المكاني حتى امتلأ حوشه بحيشان صغيرة لكل (نسيب) عدا تلك التي اختص بها نفسه انتظاراً لبنت الحلال الثالثة.. ٭ وما أن ينال أيُّ نسيب من هؤلاء (القرب) حتى يتم تجريده من أية إرادة مستقلة في أمور المأكل والمشرب والملبس، لتكون الكلمة العليا لـ (سيد!!) الحوش والـ (ما عاجبو) الباب (يفوِّت جمل) ومعه كل حمير الزريبة.. ٭ ووجه المقارنة بين حوش كُرُكَّة والقصر الجمهوري أن هذا الأخير صار في حوشه متسع لكل (طالب قرب!!) سياسي - من غير (ناس البيت) - حتى كادت معالمه التاريخية تنمحي بفعل الإضافات العديدة التي تظهر مع كل (مضافين!!) جدد.. ٭ وأغلب هؤلاء (المتضايرين) داخل حوش القصر هم مستشارون بلا مهام ولا أعباء ولا (شغل ولا مشغلة).. ٭ هم أشبه بـ (نسابة) بلدياتنا صالح كُرُكَّة.. ٭ فلا هم يشيرون بشيء.. ٭ ولا هم يستشارون في شئ.. ٭ والـ (ما عاجبو) هذا الوضع ـ من المستشارين هؤلاء ـ فالباب يفوِّت (ليلى علوي!!).. ٭ الفرق بين (نسابة) كُرُكَّة و(نسابة) المؤتمر الوطني أن أولئك يصرف عليهم بلدياتنا من حُرِّ ماله. بينما هؤلاء تصرف عليهم الحكومة من حُرِّ مال الشعب.. ٭ والذي جعلنا نتذكر (نسابة) الوطني هؤلاء الآن شيئان: ٭ الأول: ما سمعناه قبل عدة أيام عن نية الحكومة بناء (مضيفة!!) جديدة - داخل حوش القصر - لم ندرِ بعد من الذي سوف (يتضاير!!) فيها.. ٭ مضيفة سُميت - حسب الخبر - (قصراً!!).. ٭ والثاني: ما سمعناه البارحة عن اعتذارٍ ليبي عن استضافة البشير في قمة طرابلس (الأوروبية - الافريقية) بسبب احتجاجٍ من الغربيين على خلفية قرار المحكمة الجنائية.. ٭ والسبب الثاني هذا ذو صلة وثيقة بالأول، لجهة إثبات صحة وجهة النظر المطالبة بالكفِّ عن (إعالة!!) طالبي (القرب!!) من الوطني تحت مسمَّى (مستشار!!).. ٭ فالناس (يكفيهم) - وزيادة - هذا العدد المهول من الوزراء والولاة والوكلاء والمعتمدين و(ما ناقصين) مسميات (إكرامية!!)ا جديدة تزيدهم رهقاً على رهق.. ٭ والدليل على أنها محض مسميات للـ (ترضية السياسية!!) هو هذا (الحرج الرئاسي) الذي بين أيدينا الآن.. ٭ فلو أن (ربع) المستشارين هؤلاء كانوا فعلاً يشيرون أو يستشارون لما وافقت الرئاسة أصلاً على قبول مثل هذه الدعوة الليبية التي وُجِّهت - كذلك - إلى أوروبيين.. ٭ لو أن (ربعهم) كانوا (شايفين شغلهم) لأشاروا على البشير بالاعتذار (الفوري) عن تلبية الدعوة بدلاً من اعتذار يجيء بعد فوات الأوان لحفظ ماء الوجه.. ٭ بدلاً من اعتذار يعقب (اعتذاراً) ليبيا لا يفهم إلا على أنه (تضحية) بالحضور السوداني من أجل إنجاح القمة بـ (الحضور) الأوروبي.. ٭ وليست ليبيا فقط هي التي رأت الحل في هذه (التضحية)، وإنما الاتحاد الأفريقي كذلك الذي (سكت) ثم (حضر) أعضاؤه.. ٭ وعبثاً يحاول وزير الخارجية كرتي (تجميل!!) وجه هذا (الحرج!!) بإظهار الإعتذار الرئاسي وكأنه سابق للاعتذار الليبي بما أن ليبيا لم تترك له مجالاً لهذا (التجمُّل).. ٭ فقد نسبت وكالة (أسوشيتدبرس) إلى وزير خارجية ليبيا تصريحاً يوم الأول من أمس قال فيه (إن حكومته طلبت من الرئيس عمر البشير الامتناع عن حضور القمة).. ٭ ثم نسبت إليه شيئاً أكثر (إيلاماً) وهو قوله: (ان البشير بإمكانه حضور اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي على هامش القمة).. ٭ أي بعد أن (يغادر) الأوروبيون.. ٭ فمتى (يغادر) المستشارون (حوش) القصر؟!.. ٭ أو (تغادر) الإنقاذ ثقافة (الحوش)؟!!
|
|

|
|
|
|