|  | 
  |  كلمة السيد مبارك المهدي رئيس حزب الأمة في مؤتمر الحوار الجنوبي |  | جوبا 15 – 23 اكتوبر 2010
 
 الأخ الرئيـس ســلفا كير ميـارديت.
 الأخ رئيس الجلسة د. رياك مشـار.
 الاخوة قادة العمل الوطني بالجنوب.
 الأخوة والأخوات المؤتمرين
 أشكر للمنصة في البداية اتاحتهم الفرصة لي لمخاطبة جمعكم الكريم هذا ومؤتمركم الهام، وأنا سعيد بالمشاركة معكم في هذا اللقاء المهم، وفي هذه اللحظات السعيدة باعلان وحدة الصف الجنوبي، ذلك أن وحدة الجنوب قوة للجنوب، وقوة الجنوب تمثل قوة لكل أهل السودان، وإن اي حديث أو عمل في اتجاه تقسيم الجنوب باعتبار ذلك قوة للشمال هو فهم ورأي خاطيء وواهي، فإن الانقسام والخلاف في الجنوب يؤثر على الأمن والاستقرار في بقية أرجاء البلاد، ويعطل التنمية. إننا مع وحدة الصف الجنوبي ونقول ونوصي بأن الوحدة لا تستقيم بالعواطف، ولكنها تقوى وتترسخ بالعدالة وكفالة الحقوق والحريات ومراعاة المصالح المتنوعة لأبناء الجنوب.
 نحن مع تنفيذ المواثيق والعهود لتنفيذ كامل اتفاق السلام الشامل، وإجراء الاستفتاء في الموعد المقرر له، واحترام خيار شعب الجنوب. فالوحدة لا يمكن أن تتم بالعنف والقوة، بل الوحدة الحقيقية تأتي عن خيار طوعي.
 نحن مع الوحدة، ولكننا مع الوحدة في اطار تأسيس كيان سوداني جديد قائم على العدالة والمساواة والمواطنة، لا على الكيان القائم حاليا الذي أفرز أزمة الحكم التي نعيشها اليوم، فالكيان السوداني الحالي منفر لكل أهل السودان وليس للجنوب وحده، إن السودان خليط من كل الأعراق تشكل عبر 7 الف سنة، وكلنا تجري في عروقنا دماء مختلطة، فإنا شخصيا لدي جدة فونجاوية، فوراوية، ودينكاوية ونوبية.
 إن الجنوبيين شاركوا في تأسيس الدولة السودانية وقاتلوا وحرروا السودان من المستعمرين مع الإمام المهدي، فإنتم أصحاب حق، والذين يرددون بأن الجنوب لن يكون له حق في موارد السودان أو في العيش شمالا إذا انفصل فهؤلاء دخيلين من الطابور الخامس سنكون نحن أول من يتصدى لهم.
 إن الكيان السوداني الحالي يحترق، واخوانكم بالجوار في دارفور يموتون بالمئات والآلاف، والحركة الشعبية تصدت للنضال دفاعا عن المهمشين، فقاتل معها أهل جبال النوبة، والنيل الأزرق، وأبناء الوسط فعليها مسئولية تجاه هؤلاء، كل هذه المناطق الآن في أزمة " ولو جارك بيقاتل فإنت لن تسلم من الرصاص الذي سيلحقك بالحيطة".
 إننا من هذا المنبر ندعو الأخ سلفا كير بالمبادرة بجمع كل أهل السودان لبحث حل تلك الأزمات كما جمع أهل الجنوب لتوحيد كلمتهم اليوم، فاتفاقية السلام لم تجد حظها من التنفيذ وأهمها قضايا التحول الديمقراطي، وإعادة هيكلة الدولة ولذلك تواجه صعوبة الآن في تنفيذ الجزء الأخير من الاتفاقية والمتعلق بالاستفتاء.
 إن السودان مترابط ويصعب حتى ولو استقل الجنوب سياسيا يصعب قطع الوصال الشعبي والمصالح المشتركة بين 14 مليون من الشماليين والجنوبيين الذين يعيشون في حزام التمازج حزام السافنا من جنوب النيل الأزرق إلى جنوب النيل الأبيض وجنوب كردفان إلى جنوب دارفور، ولا يمكن قطع الوصال والوجدان المشترك بين الشعبين، فعلى الأخ سلفا كير والقيادة الجنوبية مسئولية في تطمين المواطنين والقبائل التي تتداخل مع الجنوب والتواثق معها على المستقبل مهما كانت نتيجة الاستفتاء أو مستقبل العلاقات السياسية بين الشمال والجنوب، فهناك من يصطاد في الماء العكر ويحاول استغلال مخاوف هذه الجماعات والقبائل لأجندة حزبية ضيقة لا يمكن هزيمتها إلا بالانفتاح والتواثق  على المستقبل، فالعلاقة بين الشمال والجنوب علاقة استراتيجية لا بد من الحفاظ عليها وحمايتها جماعيا والاستفادة من أخطاء الماضي التي قادت إلى الحروب.
 
 ولكم الشكر،،
 |  |  
  |     |  |  |  |