|
Re: لابن عمى الخبير الاقتصادى الهادى هباني حكاية عن استهبال الكيزان!! (Re: هشام هباني)
|
تحياتي يا هشام ليك و لصديقك العزيز و كما يقول المثل شر البلية ما يضحك فكل شئ في السودان لا ينفع معه إلا الضحك و لعلك سمعت بوباء مرض الضحك الهستيري الذي أصاب السودانيين خلال الفترة السابقة و قد تحدثت عنه الصحف و المنابر بما في ذلك سودانيزاونلاين ،،، يكفي أنك حكيت القصة لصديقك و يسعدني جدا أنها قد أضحكته حتي بانت نواجزه ،،، لكن أعتقد نخلي القصة في حد ذاتها في حدود الخاص لإعتبارات تخصني و تخص بعض أطراف الرواية نفسها ،،، و لكن ممكن أن نجعل من جوهر القصة الموضوع الرئيسي لهذا البوست و ندير حوار هادف حوله و هو حكاية إعطاء رسالة مغلوطة للمستثمرين العرب الراغبين في الإستثمار في بلدنا أثناء المفاوضات معهم أو أثناء حملات الترويج لفرص الإستثمار في السودان فهذا يتنافي مع معايير الشفافية و الإفصاح للدرجة التي يمكن أن يوصف فيها بأنه مجرد نصب و إحتيال من ناحية كما أنه سينفر هؤلاء المستثمرين و غيرهم من الإستثمار في السودان مستقبلا و يسئ لسمعة السودانيين من ناحية أخري ،،، كما أن عالم الإستثمار اليوم يركز بالدرجة الأولي علي الشفافية و الوضوح و الصدق و الإفصاح و توفير العلومات الصحيحة كما هي دون تحريف بسلبياتها و إيجابياتها ،،، و هنالك إعتقاد قصير النظر و خاطئ سائد في أذهان كثير من الذين لا تتوافر لهم الدراية و المعرفة و الخبرة بمفهوم الإستثمار و أسسه و قواعده و العوامل التي يمكن أن تؤدي إلي نجاحه و علي رأسهم المسئولين عن الإستثمار في السودان بما فيهم الوزراء و القيادات و هو أنهم بإفصاحهم عن السلبيات و المخاطر المختلفة المحيطة بالإستثمار سيفقدون فرصة الإستثمار ،،، فليس هنالك إستثمار دون وجود مخاطر فالإستثمار هدفه العائد ،،، و العائد و المخاطرة وجهان لعملة واحدة و لتحقيق عائد لا بد من تحمل مخاطر و هذا حتي في فقه المعاملات الإسلامية موجود و يعرف بمبدأ الغنم بالغرم أو الخراج بالضمان و بالتالي فبنفس القدر الذي نحسب به عائد الإستثمار يجب أن نحسب المخاطرة أو الخسارة المتوقعة و ذلك حتي يتم التحوط لها ،،، و لذلك نجد اليوم أن أكبر بنوك الإستثمار و شركات الإستثمار عندما تعمل ملخص تنفيذي للفرصة الإستثمارية التي تسعي لتجميع رؤوس أموال لها من المستثمرين أو ما يعرف بنشرة الإصدار تفرد باب كامل عن المخاطر المحيطة بالإستثمار بكل وضوح و توضح حجم المخاطر و الخسائر التي يمكن أن يحققها المشروع و تكتفي ببيان الوسائل التي سيستخدمها المشروع لتخفيف تلك المخاطر و تترك القرار النهائي للمستثمر ليقرر لوحده ،،، و أعتقد أن نتائج مثل هذه الأكاذيب التي تمارسها الوفود الحكومية و من قبل شخصيات نافذة علي المستثمرين الأجانب كانت كارثية و بمجرد نظرة سريعة إلي حجم الإستثمار الأجنبي في السودان و مقارنته بنظيره في إرتريا أو إثيوبيا أو تشاد أو أي دولة من الدول المجاورة التي بدأت بعدنا بسنوات و لا تتمتع ب 5% من حجم الموارد المتاحة لدينا ستكتشف هذه الأكذوبة و حاليا هنالك العديد من المستثمرين الذين يعانون مشاكل كبيرة جدا في السودان و منهم من تكبد خسائر هائلة و منهم من ترك السودان و منهم من جمد نشاطه و منهم من لديه قضايا قانونية مرفوعة في وجه جهات حكومية و في وجه أفراد و شركات قطاع خاص و لا يمر شهر أو شهران حتي تظهر فضيحة نصب و إحتيال في حق المستثمرين الأجانب ،،، ففي ظل ظروف السودان حاليا في ظل هذه الحكومة و في ظل الأزمة السياسية الكارثية التي تعيشها بلادنا و في تدهور الناتج المحلي الإجمالي لمستويات كارثية غير مسبوقة و في تدني الخدمات و البنيات التحتية بجانب ضعف الخبرات المهنية للكوادر المسئولة عن الإستثمار و عدم نزاهتها و حرصها فقط علي جذب إستثمارات أجنبية لصالح نشاطها الإستثماري الخاص مستقلة مراكزها و مناصبها و مواقعها المهنية و هي تدير أنشطتها من داخل مؤسسات الإستثمار الحكومية التي يتكبد تكاليفها في النهاية الشعب السودان دافع الضرائب و الجمارك و الرسوم و غيرها من الجبايات غير المتناهية ،،، و بإختصار شديد في ظل غياب كامل لكل شئ إيجابي لا نعتقد بأن ظروف بلادنا مشجعة أو جاذبة للإستثمار الأجنبي و أي إعتقاد غير ذلك في ظل هذه الظروف هو إما مجرد وهم أو هو مجرد نصب و إحتيال أو ما يمكن نعته ب (مصيدة رؤوس الأموال الأجنبية) و بالذات العربية منها ،،،
| |
|
|
|
|