|
|
هل فعلاً أعطت الخرطوم تعهداً مكتوباً لواشنطن بشأن الاستفتاء ؟
|

بقلم: د.محمد البشير التجانى قبل أيام صرح السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس المريكى بأنه قد تلقى تعهداً كتابياً – على حد زعمه – من الحكومة السودانية تتعهد فيه باجراء الاستفتاء فى موعده فى التاسع من يناير 2011 . الحكومة السودانية من جانبها سارعت بنفى هذا التصريح وقالت انها لم تقدم أى تعهد كتابى لكيرى . لم يعقب كيرى بعد ذلك على نفى الحكومة السودانية – وكان حرياً به أن يفعل – اذا كانت تصريحاته بالفعل صحيحة . ومع أن الأمر قد انتهى ولم تعد له الأهمية الكبيرة الا أن ما يستشف من هذا الموقف هو أن واشنطن أعيتها الحيل تجاه استفتاء الجنوب فهى تريده أن يجرى فى موعده فقد أطلقت هذه التصريحات . ولعل أكثر ما يهزم هذه التصريحات ويقتلعها من أساسها هو أن الحكومة السودانية أكدت مراراً أنها مع قيام الاستفتاء فى موعده وهو موقف استراتيجى ثابت ولكنها فى نفس الوقت لا تملك حق التعهد وذلك لأن الجهة التى يتعين عليها القيام بالإستفتاء هى مفوضية خاصة بذلك وهى مستقلة وفى حالة مواجهتها لأى صعوبات فإنها تضطر لرفع الأمر الى الطرفين – الوطنر والحركه – معاً وليس للوطنى وحده ومن ثم فإن من الواضح أنه اذا أثارت مصاعب فنية أو عملية أمام مفوضية الاستفتاء فإن من المحتم ان يقرر الطرفين معاً فيما اذا كان يؤجل الاستفتاء أم لا وبالتالى لا توجد أى أهمية فى هذا الصدد لأى تعهدات تكتبها الحكومة . الأمر الثانى – وهذا هو الأكثر أهمية – فإن الحكومة ليست لها علاقة لهذه الدرجة بالولايات المتحدة لكى تتعهد أمامها فلا الولايات المتحدة طرف طالب للحكومة هنا ولا الحكومة تشعر بأنها مطالبة بأن تتعهد لدولة أجنبية بأمر داخلى سيادى يخص البلاد . صحيح أن واشنطن هى شاهد على اتفاقية السلام وصحيح أيضاً أنها مهتمة كثيراً بهذه الإتفاقية ولكن كل هذا لا يمنحها أى حق فى أن تاخذ تعهداً مكتوباً من الحكومة – وأخيراً فإن الحكومة السودانية تعلم أن لديها الكثير مما هو فى حوزة واشنطن ظلت الاخيرة تماطل بشأنه ولا يمكن القول أن الحكومة السودانية بهذه الدرجة من الغباء التى تمنح فيها واشنطن أموراً كهذى بهذه البساطة وفى ظل تعنت الأخيرة !
|
|

|
|
|
|