|
|
 Re: الحزب الشيوعي يصارع من أجل الوحدة (Re: elsharief)
|
كلمة الحزب الشيوعي في المؤتمر الجنوبي الجنوبي
*الوحدة هدف استراتيجي لا يخضع لأي مناورات أو مزايدات
ولا يمكن المحافظة على التعدد والتنوع إلاّ من خلال دولة ذات طابع مدني ديمقراطي.
هزم ممثلو الجنوب خطة فصل الجنوب بعد الاستقلال بقيادة القائد البارز استانسلانوس عبدالله بياساما
يعد حق تقرير المصير مكسباً هاماً تم اعتماده في اتفاق السلام الشامل في نيفاشا. وهو حق مشروع لكل الشعوب وخاصة للأقليات القومية التي تتعرض للقهر من القوميات الكبيرة. وفي جوهره هو حق ديمقراطي يجب أن يتم في أجواء ديمقراطية. ولكن بما أن التحول الديمقراطي لم يصبح واقعاً معاشاً في السودان منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل. فهنالك قوانين مقيدة للحريات مازالت سارية المفعول. وإذا لم تتخذ خطوات جادة لإلغاء هذه القوانين سيكون مصير الاستفتاء نفس مصير الانتخابات المضروبة غير حر وغير نزيه وغير شفاف. قضية الحريات هى قضية مركزية. ولقد استمعنا في هذه القاعة هذا الصباح إلى تطمينات حول إطلاق الحريات وتوفير فرصاً متساوية لدعاة الوحدة ودعاة الانفصال للتعبير عن وجهات نظرهم. ونسجل هنا أنّ الفترة الماضية لم تشهد هذه الفرص المتساوية.
نحن نتمسك بقيام الاستفتاء في موعده إلا إذا راى الشريكان شيئاً آخراً. ونتمسك أيضاً بأن يتزامن استفتاء ابيي مع استفتاء الجنوب وهذا يعني الاسراع في تكوين مفوضيته وترسيم حدوده. أما نتيجة الاستفتاء فهى ملزمة لكل الأطراف طالما هى تعبر عن الإرادة الحرة للمواطنيين في جنوب السودان.
نحن دعاة وحدة والهدف هدف استراتيجي لا يخضع لأي مناورات أو مزايدات، فالدول الكبيرة والموحدة هى الأقدر على معالجة القضايا وأعباء التنمية. وكل العالم الآن يسعى للتكتل والتوحد وليس للانقسام والتشرذم. أما الدول الصغيرة فلا مجال لها في عالم اليوم. والوحدة برغم كل مااصابها من تشوهات الا ان التراث الوحدوي زاخر ويعبر عن توجيهات السودانيين في الشمال والجنوب. ففي 47م هزم ممثلو الجنوب خطة فصل الجنوب بعد الاستقلال بقيادة القائد البارز استانسلانوس عبدالله بياساما مؤسس حزب الأحرار الجنوبي. تصويت النواب الجنوبيين في جلسة 19/12/1955 التاريخية لصالح سودان مستقل موحد. المسيرات الشعبية الضخمة التي خرجت تأييداً لاعلان الحكم الذاتي الاقليمي في إطار السودان الموحد. مؤتمر القضايا المصيرية في اسمرا واتفاقية السلام الشامل في نيفاشا اعطت الاولوية للوحدة الطوعية، مطالب الجنوبين على الدوام (الفدريشن). تمسك الحركة النقابية في الجنوب بمركزها العام. 6 مليون من الجنوبيين والشماليين استقبلوا الراحل د. جون قرنق. مل هذه وغيرها مؤشرات تؤكد انحياز غالبية الجنوبيين للوحدة. ولكنها بالتأكيد ليست الوحدة المبنية على التهميش والقهر وفرض الثقافة الواحدة انها وحدة مبنية على المساواة والعدالة. وعلى المواطنة اساسا للحقوق والواجبات. وبرغم كل ذلك نحن نحترم وجهة نظر الانفاصاليين فالانفصال لم يجئ مع اتفاقية نيفاشا لم ينبع من فراغ بل يستند الى ممارسات كثيرة وخاطئة في التاريخ. تجارة الرقيق على عهد الحكم التركي ومشاركة وكلاء سودانيين امثال الزبير باشا فيها. ثم جاء الاستعمار البريطاني وارسى سياسة التطور غير المتوازي بين شقى القطر وعندما جاءت السودنة كان نصيب الجنوب 6 وظائف من 800 وظيفة ادارية. الا ان الحكومات التي تعاقبت بعد ذلك مشت في ذات الطريق. طريق التهميش واهمال التنمية وفرض الثقافة الواحدة وحافظت بذلك على التخلف. وجاءت الجبهة الاسلامية القومية لتفاقمها بالجهاد والابادة الجماعية. كل هذه المآسي لحقت بالمواطنين الجنوبيين، وخلقت مرارات واحقاد. ومع ذلك فليس الانفصال هو المخرج. هنالك تجارب ثرة في مجال النزاعات بين الشعوب يمكن الاستفادة من دروسها. فالبيض والزنوج في امريكا كانوا في صراع طويل الامد فرض فيها البيض على الزنوج سياسة الفصل العنصري ولكن في نهاية المطاف اقتنع البيض بعدالة الحقوق المدنية والسياسية للزنوج. بل ساهم البيض في ايصال زنجي لرئاسة الولايات المتحدة. فأوباما لم يصل بجهد الزنوج وحدهم لسدة الحكم ولكن من خلال العمل المشترك والذي لعب فيه البيض دوراً كبيراً ومقدراً هنالك ايضاً الصراع الذي دام وقتا طويلا في جنوب افريقيا عاني فيه السود من سياسات الفصل العنصري ايضا (ابثايد) وغُيب فيه مانديلا 27 عاما في سجنه بجزيرة روبن بعد انتصار الثورة لم يرمي السود البيض في البحر ولم ينفردوا بالسلطة بل تولى البيض مناصب رفيعة في الدولة وهم الآن يبنون مع البيض دولة جنوب افريقيا الحديثة.
واليوم بعد انحسار الاستعمار في العالم تحولت المجتمعات في اوروبا وفي امريكا الى مجتمعات متعددة الجنسيات. من اسيويين وعرب وافارقة وجنوب امريكيين تتمتع فيها هذه الشعوب بذات الحقوق بعد ان عانت في بلدانها من القهر الاستعماري. فما الذي يجعل الجنوبيين في السودان استثناء. هم الآن جزء من المجتمعات متعددة الجنسيات في العالم. ويمكن ان يتعايشوا مع قوميات وشعوب السودان الاخرى بذات الطريقة. ولكن هذه المرة في سودان جديد يخلو تماما من سياسات التهميش والقهرة القومي.
لقد اصبحت النزعة القومية جزءا من الماضي في عالم اليوم. وما هو موجود الان في جنوب السودان هو بقايا هذه النزعة. اننا في الحزب الشيوعي لا نريد ان نقفز من فوق واقع جنوب السودان ولكننا نسعى لتقديم حلول تتماشى مع روح العصر. حلول تضمن لشعوب وقوميات جنوب السودان حقوقهم المشروعة وفي ذات الوقت يضمن للسودان بقاوه موحدا ومانعا وقويا. اما طبيعة الصراع في السودان اليوم ومنذ الاستقلال فهو بين المركز والهامش. ماجرى ومايجري من نزاعات في شرق السودان وغربة واقصى مناطق شمال السودان يؤكد ذلك. وقد انحصرت التنمية فقط في مثلث الخرطوم سنار- كوستي وتعاني مناطق السودان المختلفة من تفاوت في النمو الاقتصادي والخدمات. ويتحمل نظام الانقاذ الذي يمثل المركز اليوم المسئولية الاكبر في تغذية الاحقاد القومية وفي انلاع الحروب الاهلية وفي تشكيك اقاليم السودان في جدوى الوحدة. هزيمة المؤتمر الوطني يتفتح الباب على مصراعيه لاعادة بناء الدولة السودانية على اسس جديدة. هذا الامر لن يتأتى الا بمواصلة النضال الذي بداه الجنوبين السودانيون منذ 18/8/1955م.
لقد نادي البعض بضرورة اعلان السودان دولة علمانية حتى يعلنوا انحيازهم لوحدة السودان. صحيح السودان بلد متعدد الاثنيات والثقافات والديانات ولا يمكن ان يحافظ على هذا التعدد والتنوع الا من خلال دولة ذات طابع مدني ديمقراطي. والدولة العلمانية لن تتحقق كل شعب السودان. والنصر دائماً للقضايا العادلة. ان المحاولات التي يقوم بها المؤتمر الوطني لجعل الوحدة جاذبة في الزمن بدل الضائع لا يقنع احد. فلو كان جادا حقيقة لقضية الوحدة فمدخلها انفاذ بنود اتفاقية السلام الشامل وعدم افتعال الازمات مع الشريك وتحويل كل مستحقات الجنوب من عائدات البترول. وتنفيذ التنمية القومية في الجنوب. المؤتمر الوطني لا يسعى فقط للوحدة مع بترول وموارد الجنوب، وانه يسعى كي يكون الجنوب سوقا مضمونة للرأسمالية الطفيلية الاسلامية في الشمال. ومن ينتظر ان يجعل المؤتمر الوطني الوحدة جاذبة فهو واهم.
المؤتمر القومي الجامع الذي يجري التحضير له الان والذي تشارك فيه كل القوى السياسية في الشمال والجنوب ومن بينها الحركة الشعبية هو المخرج الحقيقي لازمات البلاد والطريق المؤدي للسودان الوطن الواحد. اما اذا لم يقتنع اهل الجنوب بجدوى الوحدة، ستتحقق لهم دولة مستقلة وقابلة للحياة على ارض الجنوب، وستجد هذه الدولة الوليدة من الشعب في الشمال كل المباركة والدعم. وفي ذات الوقت وبحكم العلاقات والروابط التاريخية الممتدة، ستظل جذوة الوحدة متقدة لحين استعادتها برغبة اهل جنوب السودان.
| |
  
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست