مقال جدير بالقراءة.. (ولكن الشعب لا يأكل الجاتوه!) للكاتبة منى عبد الفتاح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2010, 10:07 AM

جمال ادريس
<aجمال ادريس
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال جدير بالقراءة.. (ولكن الشعب لا يأكل الجاتوه!) للكاتبة منى عبد الفتاح

    كيف لا
    ولكن الشعب لا يأكل الجاتوه!
    منى عبد الفتاح
    لا يريد وزير المالية علي محمود أن ينسى شعار الإنقاذ الكاذب "نأكل مما نزرع" ولكنه تناسى فعلاً أن ما كان يُزرع قبل الإنقاذ ليس ذرة فحسب وإنما قمحاً وخضروات وفواكه وكل أنواع الحبوب التي تشكل الغذاء الرئيس لأهل السودان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. وعندما صدقنا نحن الشعار ونهضنا لنفعل شيئاً كان نصف الشعب قد مات جوعاً والنصف الآخر يعيش على الإعانات. وعندما صدقنا الشعار كانت الأرض قد ملئت بالعمالة الأجنبية لسد النقص في الأيدي العاملة في الزراعة لهجرة العمالة الوطنية بعد أن ضاقت عليها مساحة المليون ميل مربع. وعندما صدقنا الشعار كانت الاستثمارات الزراعية العربية والأجنبية طويلة الأمد تغطي مليوني فدان من أرض السودان استبدل على إثرها من تبقى من مزراعي السودان بفلاحي مصر في شراكة غير ذكية: الأيدي العاملة مقابل ما تدره الأرض من ذهب وفضة، وصدقنا ذلك ليذهب مشروع الجزيرة وما أدراك ما مشروع الجزيرة في طريقه إلى الخصخصة دون أن يطرف للوطنيين جفن. مليونا فدان تستثمرها شركات من القطاعين العام والخاص من قطر والسعودية والإمارات وليبيا ومصر والأردن، وأخرى من الصين وكوريا الجنوبية بينما المليار شخص الجائع الذين أعلنتهم الفاو في إحصائيتها الأخيرة يشكل سودان أفريقيا جزءً مقدراً منهم.
    دعا الوزير الشعب المتقشف أصلاً الرابط أحزمته على البطون إلى زيادة التقشف والتقتير وحجته في ذلك أنه إذا حدث الانفصال فسيفقد الشمال 70% من نصيبه في احتياطي النفط و50% من عائدات النفط وكأن هذه السبعون والخمسون كانت سبباً في رفاهية المواطنين ورخاء عيشهم من قبل. فالحالة الثابتة ما بعد البترول وقبله ضنك وبؤس وغلاء وأظن أن الشعب الذي عجز أو شُغل أن يسأل عن هذه السبعين وهي تُنفق باسمه لن يسأل عنها بعد ضياعها ليجهز الوزير رده المبكر بأنها ذهبت مع ريح الانفصال.
    تحدث الوزير عن زيادة الواردات وذكر أنه وجدها تساوي أكثر من تسعة مليارات دولاراً موزعة على القمح والفواكه والزيوت والسيارات ويضيف أنه حسب سياساته الجديدة قرر تخفيض هذه المبالغ بترشيد الاستيراد وفرض ضرائب جمركية على الكماليات. ثم دعا الشعب السوداني إلى أهمية العودة إلى منتوجاتنا المحلية، إلى الكِسرة و"العواسة". وهذه دعوة في غير محلها لأن الشعب الآن لا يأكل الجاتوه وإنما يعيش على المنتوجات المحلية رغم غلائها فشوال الذرة بلغ سعره في هذا الأسبوع 117 ألف جنيه لعينة طابت و115 ألف جنيه للفتريتة، بينما بلغ سعر جوال القمح 100 ألف جنيه حسب صحيفة الرائد ليوم 12 من أكتوبر الجاري.
    وبمثل ما تفتقت ذهنية وزير المالية عن هذه العودة للمنتوجات المحلية والتي لم يغادرها أهلنا شبراً واحداً، فكان من الأبلغ والأجل شأناً لو عملت سياسته الجديدة أو أعلنت نيتها الخالصة بإعطاء الزراعة والتنمية الريفية أولوية أكبر من ذي قبل حتى تدخل في برامج التنمية الشاملة. فالاحتياج المُلّح الآن لحل أزمة الغذاء وليس أزمة البترول، وهذه الأزمة تستلزم التخطيط المتواصل والعمل الدؤوب والسعي الحثيث لتأمين ركائز الأمن الغذائي وإعادة أصول الإنتاج الزراعي إلى الشعب حتى ينتج بنفسه ولنفسه وما يفيض يتم تصديره لتعويض هذه التسعة مليارات التي أرّقت مضجع الوزير وجعلته يرى في كابوس حوار "الشرق الأوسط" رجوع نساء السودان إلى "العواسة" والكِسرة. وفوق ذلك كله فمن العدل أن يدعو الوزير الخائف على الشعب من الموت جوعاً، إلى ترتيب أولويات الصرف البذخي الحكومي وضرورة التوزيع العادل للثروة "الشمالية – الشمالية" حتى لا يتحجج الوزير بالانفصال وضياع سبعين النفط وخمسين عائداته، ثم إيصال المواطن إلى درجة معينة من الثقة بنفسه وبما يحمله من جنيهات معدودة قادرة على الشراء وعلى تأمينه من ذل السؤال ودرئه من شبح الجوع الكافر.

    نقلاً عن صحيفة (الأحداث)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de