عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2010, 06:31 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم


    الذكري ال12 لرحيل الاستاذ الشاعر عمر الطيب الدوش


    ليل المغنين

    إنتَ يا ليل المغُنين

    فى صباحات اليتامى

    فى البشيل فوق كتفو يمْشِى

    لمَّا ترْخِى الخيل لِجامهْا

                  

10-19-2010, 06:46 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    العزيز محمد حمدالله علي سلامة الباسورد
    وعودا حمــــــــــيدا
    وتحياتي اها انا حاسكن في البوست ده
    اولا نستأنس بكتابة الصديق الرشيد احمد عيسي احد تلامذته النجباء والممثل القدير


    استاذى عمر الطيب الدوش

    ابو ستــــــنا

    وانت ترقد فى قبرك بسلام بعد مشروع بحث مضن فى تحقيق الذات ياخذنا الشوق اليك ونسمع اخر كلماتك (ضلمت )كنت ياستاذى قد استشرفت الظلام الاتى الذى غطى بسواده كل شئ جميل كل الاحلام والامال ،كل التطلعات والاشواق .ان مبدعينا يموتون باحلامهم واشواقهم ..يرحمك الله استاذى الدوش ويسكنك فسيح جناته

    سيناريو البدايه

    طفله عمرها لايتجاوز العشره اعوام عيونها تشع بالبراءه ،شعرها مجعد انفها دقيق فمها صغير ..وابتسامه تفتح كل نوافذ عالم الطفوله ..جسم نحيل لم يعرف من الغذاء غير العصيده ..ملابسها رثه كانت تضج بالطفوله الغائبه ،احضرتها امها لكى تعمل فى المنازل باجر يومى امهاتتساوى عندها المنازل مايهم هو الاجر حتى تسد رمق اطفالها الجوعى ،دخلت الام وابنتها الى البيت الكنز تركتها امها بعد الاتفاق مع صاحبة البيت لكى تقوم بالنظافه وتركتها صاحبة البيت لزوجها استاذى عمر الدوش وذهبت لعملها ..نظر اليها استاذى الكنز وابتسم سالها عن اسمها قالت له:منى

    اتسعت الابتسامه وقال لها :يامنى لعبتى حجله ؟قالت له نعم ..لكن امى مابتخلينى العب مع البنات لانو لازم اشتغل عشان اخوانى ياكلو .نزلت دمعه حرى على خد استاذى وقال وهو يحبس دموعه حتى لاتراها منى :ان الوطن فقد براءته قال لها :بتعرفى علب الصلصه الصغيره ..اجرى جيبى من الشارع اتنين وانا عندى الخيط ..اجرى .ضحكت منى ضحكه تنم عن البراءه وجرت نحو الشارع احضرت بسرعه متناهيه علب الصلصه الفارغه وكان استاذى قد جهز الخيط والمسمار وبدا فى صناعة تلفون العلب وعندما ماكتمل قال لها :نلعب تلفون تلفون .انا قاعد هنا ،وانتى امشى باللفه دى .حملت تلفونها وجرت بفرح غريب سالها خلاص يامنى وصلتى ؟ قالت له :نعم

    قال لها خلاص ختى السماعه فى اضانك .آلو منى ازيك انا الدوش .انتى منو؟

    وادركت منى لاول مره طفولتها فضحكت ضحكه خجوله وسرعان مانفجرت فى الضحك كان ضحك الفرح الغائب المغتصب .وهكذا كان الدوش يعبر عن الوطن :بتطلعى انتى من صوت طفله وسط اللمه منسيه


    الوسط

    كان استاذى مستلقيا على سريره فى الحوش يتصفح كتابا .هجره الاحبه والاصدقاء والزملاء الا من صديق هو خير جليس فى الانام .الكتاب الذى لم يفارقه حتى عندما لفظ اخر اهاته .كان يدرك ان ازماته الوجوديه من ملل ومن اخر يفتقد الشفافيه لابديل لها الا الكتاب ..المعرفه التى تمنحه الاستمراريه والديناميكيه .فجاه تقف عربه من صوتها ادرك انها عربه كبيره لايمكن ان تحمله له صديق او قريب واستمر مسلسل المفاجات يرتفع سلم على عمود الكهرباء يتسلق احد العمال وهو يحمل ..زرديه..ويلبس قفازات على يديه ادرك استاذى ان عناصر المؤامره والازمه قد اكتمل .فهو موقوف من المعهد العالى للموسيقى والمسرح والذى يعمل استاذا فيه وكذلك راتبه .والاصدقاء والزملاء الاساتذه كل ينادى على من؟ لادرى .نهض استاذى ضاحكا وقال للعامل :خلاص جيتو تقطعوها والله ماقصرتو معانا امهلتونا لكن والله كنت جاى ادفع وهسه انا حاادفع بس اصرف الموقوف ده ويستمر فى ضحكته الشهيره آآآآآآآآآ.ويسترسل قائلا للعامل:اقوليك لو مصرين عليك الله خلى لى لمبه صغيره واحده اقرا بيها وانشاء الله افك الموقوف ده واجى ادفع ضاحكا هاهاهاهاهاهاهاها.هذا هو الدوش شاعر الوطن العظيم لايحلم بقصر او فيلا او منزل على النمط الكليفورنى كان فقط يحلم بان لا تقطع الكهرباء وان تكون له لمبه صغيره تنير له وتيسر له المعرفه حتى ينير لهذا الشعب حياته ومستقبله ويشبع وجدانه بحب الوطن والتراب


    النهــــــــــــــايه

    المسرح هو الفن الاكثر ارتباطا باللحمه الحيه من المجتمعات ،هو الانعكاس الاسمى للوجود الانسانى المسرح فعل معرفه وتعرف وادراك وفهم ،المسرح تعبير الانسان الغريزى نحو الفرح ،المسرح فن شعبى جماعى يعبر عن وحدة الوجود البشرى ،المسرح فن يعبر عن اشواق واحلام وتطلعات وامال الشعوب فى الفر ح والحب والسلام

    أهم الاسباب التى دفعتنى لكتابه هذا المقال العجالة وان جاء متاخرا واعتقد اننى وغيرى مهما كتبنا عن الدوش لايمكن ان نطول هذه القامه الشامخه او كما قال احد الرائعين الراحلين المقيمين صديقى عبد العزيز العميرى :ياقمر انا مابطولك ..وكيف اطولك ؟ ادينى من نورك وميض عشان اضوى ..ايضا هذه العجاله تكفير عن عقدة زنب لازالت تراودنى كان استاذى بطريقه اخرى عندما نتلاقى يحدقنى بتلك النظره المليئه بالمعانى .لقد خنت استاذى عندما لم انفذ له احد اهم مشاريعه المسرحيه (عبد الغفار)التى كان يعتقد انها اهم مشاريع رؤيته المسرحيه لهذا الوطن وعندما قدمها غيرى على خشبة المسرح القومى لم استطع ان احبس دموعى لاننى ادركت فعلا اننى قد قمت بالخيانه ..لم ارى عبد الغفار الدوش التى بدأنا العمل فيها انا والصديق العزيز يحيى فضل الله بمنزل استاذنا بامبده ،ولكن اختلاف الرؤى الفنيه لايفسد للمسرحيه قوتها وجمالها .استاذى الدوش الذى يحكى عن المسارح فى ذلك المقال الاسبوعى الثر الذى ننتظره فى الملحق الثقافى كان يحلم بمسرحيته عبد الغفار وفق رؤيته التى تحدث لى عنها كثيرا ان عبد الغفار هو حلم الشعب السودانى فى الوحده الاجتماعيه والاستمرار والفرح والحب والسلام كان يحلم باكتمال هذه الرؤيه خاصة ان الوطن يحتاج ولا زال لمسرح يعبر عن هذه الاشواق والامانى خاصه انه فن شعبى جماعى .كان الدوش يحلم بمسرحيه ملحميه يشرك فيها الجمهور لانه المعنى كان يعتقد ان احد اهم خطوط رؤيته للوطن الذى عبر عنه فى قصائده الرائعه ولكنها تكتمل بالمسرح الذى يقوم على الفعل

    واخيرا وليس اخرا استاذى وانا اكتب لك هذه الرساله الحكايه التى سيقراها غيرك اكتب تخنقنى العبرات ولا استطيع ان احبث دموعى تتلبثنى او بالاحرى تتغمصنى حالات لاتحصى من المشاعر والذكريات والتفاصيل والحكاوى تجمعنا بك انا واخرين فى اذقة وحوارى امبده ومنازلنا الصغيره التى لا ابواب لها ولانوافذ مفتوحه على فضاء لانهائى يمسع الناس فيه قصائدك وضحكاتك المجلجله

    سعاد زعلتنى

    شلت قزازتى ومشيت سكرت جد

    وكانو معاى واحدين باعو هدومهم فى سوق الاحد

    وانا جاى منتشى ..لاقتنى هى

    قالت لى تعال

    من الفرح كبرت كراعى

    نص فى الارض ..ونص فى النعال

    واخيرا تلك الفونيما الشهيره ييييييييلا


    الرشيد احمد عيسى
                  

10-19-2010, 07:00 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    ثم تداعيات يحيي فضل الله عن الدوش

    نهايات اغسطس من الثامن و الثمانين استقبلتنا القضارف بخريفها المترع ، وصلناها عصرا ، كان عصرا تشع نداوته و يتباهي برائحة الدعاش ، استقبلنا وفد من الاخوة المعلمين من اعضاء لجنة النقابة بالقضارف اصحاب الدعوة لاقامة ليلة شعرية في دارهم ، كان معي الشاعر الصديق عمر الطيب الدوش ، اهدتنا القضارف بعد وصولنا الي حيث نزلنا بميز المعلمين ، اهدتنا ليلة مطيرة لها من البروق كرنفالات مضيئة و من الرعود ذلك الهدير الصخاب ،كان عمر الدوش في تلك الليلة في احسن حالاته ، متحالفا مع نشوته العميقة ، تلك النشوة التي يذهب بها نحو الديمومة ،يهرب عمر الدوش دائما من مغبة فعل الحياد ، كان في تلك الليلة يوزع ضحكاته الصاخبة علي الجميع ، كان اولئك المعلمون يخصوننا بنوع من تلك الالفة و الحميمية العالية ، التفوا حولنا و حركوا فينا بالحاحهم العذب الفة ان ننتمي للشعر و لم يملك عمر الدوش ـ الذي كان دائما ما يهرب من الفته العميقة مع الشعر لانه لا يحفظ اشعاره ـ لم يملك مع ذلك الالحاح العذب الا يخرج كراسته و ينحاز الي قصيدته ، لا زلت اذكر صوت عمر الدوش و هو يقرأ علي الحاضرين قصائده و قطرات المطر وهي تسقط علي زنك السقف و كأنها تدس اصواتها الصاخبة و الهادئة احيانا في نسيج المقاطع الشعرية التي يسربها صوت عمر الدوش المشحون بالشجن ، اذكر ان احد المعلمين قد سأله عن قصيدة لها اثر واضح في تكوينه الشعري، فأشار عمر الدوش الي الحاردلو و قرأ علي الحاضرين هذا المقطع الشعري من ذاكرته
    يا خالق الوجود
    انا قلبي كاتم سرو
    ما لقيت اليدرك المعني
    بيهو ابرو
    قصبة منصح الوادي
    المخضر درو
    راحت قلبي تطوي
    و كل ساعة تفرو
    و هكذا تحالف الليلة المطير مع الشعر و الانس الجميل .
    عادة ما يستيقظ عمر الدوش مبكرا جدا و كأنه علي موعد ازلي مع الفجر ، الفجر في اي مكان ، في حي الموردة عمر الدوش كان دائما يوقظني ليتابع اصوات المؤذنين لصلاة الفجر ، كان عمر الدوش يعرف عدد المؤذنين في المنطقة و يكاد يعرف عدد الديوك و هي تتصايح معلنة قدوم الفجر و له ثلاثية مسرحية عن هذه العلائق و هي ثلاث مسرحيات قصيرات تحت العناوين التالية ، زمن الديكة وزمن الكلاب و زمن ثالث لا اذكره لعله زمن الأذان ، للفجر مع عمر الدوش تلك العلائق التي تشير الي بداية الحياة.
    و هكذا مبكرا جدا ايقظني عمر الدوش كي نتجول في صباح القضارف الندي ، عمر يتلبسه ذلك القلق الذي يبعث علي الحركة و له قدرو ان يحرق كل من و ما حوله ، قادتنا خطواتنا ذات اللاهدف الي احد احياء القضارف دون قصد وجدنا اننا نتجول في حي له اسم غريب،حي ـ سلامة البيه ـ كان عمر الدوش قد سأل احد المارة عن اسم الحي الذي نحن فيه وحين اجابه الرجل بدأ عمر الدوش يتساءل عمن هو هذاـ البيه ـ و يضحك بخفوت متهكم قائلا
    ـ وسلامتو من شنو؟
    سلامة البيه ، الصباح فيه مختلف ، حركة دؤوبة ، بيوت القش تبدو و كأنا تحاول ان تنفض عنها امطار الليلة السابقة ، ازقة ضيقة يصعب فيها المشي بسبب لزوجة الطين ، خلع عمر الدوش نعليه و لم املك انا الا ان افعل ذلك ، دخلنا بيوت و خرجنا من اخري وعمر الدوش يبحث وبالحاح جميل عن نشوته الصباحية تلك التي لا تستقيم الحياة بدونها، هكذا دائما عمر الدوش منتم الي تألفه الخاص مع الحياة ، هارب من الثوابت الاخلاقية ، عاري الرغبات التي لا يكبحها كابح ، هو ككلمات قصائده حاضر في مطلق التفسيرات ، داهمتنا الظهيرة و نحن نتجول في حي ـ سلامة البيه ـ و عمر الدوش لم يجد حتي الان الاجابة عن من هو ـ البيه ـ و سلامتو من شنو ؟
    بقلق خاص تجاه اصحاب دعوتنا بدأت احرض عمر الدوش علي الرجوع ، الرجوع الي ميز المعلمين و خاصة انهم لابد و قد افتقدونا و لكن عمر الدوش يصر علي البقاء متجولا بين القطاطي و الرواكيب و الكرانك ـ حاملا نعليه بين يديه ـ و بين الناس مصطادا حكاياتهم و احلامهم و معاناتهم و كلما الح عليه في الرجوع يجابهني عمر بهذه الجملة ـ يا اخي عندك شنو هناك و بعدين لازم نعرف البيه ده منو و سلامتو من شنو يا اخ.....ي ـ
    و بعد الحاح شديد و ممانعة اشد رجعنا الي الميز وفعلا وجدنا ذلك القلق المنطقي علي غيابنا و في المساء كانت الليلة الشعريه في دار المعلمين و كما استقبلتنا القضارف بخريفها المترع كذلك استقبلتنا بجمهور حميم تجاه اشعارنا و بذلك النقاش الحي حول تفاصيل تجربة القصيدة الغنائية الجديدة .
    في صباح اليوم التالي و علي البص المتحرك الي الخرطوم في الثامنة صباحا اخذنا مقاعدنا بعد ان اهدانا اولئك المعلمون ضجة من طقوس الوداع ـ فبل ذلك و مع صراع الخيط الابيض مع الخيط الاسود من الفجر ايقظني عمر الدوش وقال لي ـ ما نمشي نسأل عن البيه و سلامتو من شنوـ
    تحرك بنا البص و صوت مغن يدعي ـ بلال موس ـ كان يجرح تاملات عمر الصباحية
    القمر خالا و عمها
    و الشمس تشبه امها
    العزيزة عزيزة امها
    في القضارف يتم سعدها
    وحين كان عمر الدوش يتحدث لي و بمتعة عن طائر البطريق و كيف انه يختار زوجته بان يحمل حجرا و يضعه امامها فاذا اخذت الحجر فمعني ذلك انها قبلت به شريكا لحياتها و اذا رفضت فما علي ذلك الطائر الا ان يبحث عن قصيدة يكتبها علي طريقة شعراء الخيبة العاطفية في السودان و عمر الدوش كان دائما ما يقذف في اتجاهي بذلك السؤال الحميم ـ اها يا اخوي حجرك جدعتو وين الايام دي ؟ ـ
    وذلك استنادا علي مرجعية تخص طائر البطريق
    كان عمر الدوش يسقط احتمالات عشقه علي طائر البطريق حين دوت صرخةحادة من داخل البص ، شابة يانعة تصرخ و تولول و هي تحتضن بعنف امها التي فارقت الحياة و هي جالسة علي مقعد بقؤبها ، اوقف السائق البص ، اختفي قبل ذلك صوت المغني بلال موسي، ارتبك الحضور، كنا قد اقتربنا من مطة ـ الخياري ـ ، الشابة تصرخ ثآكلة و تعاون الجميع تجاه هذه المآساة و تم نقل الام التي ماتت بعد ان جهز بوكس كاشف لارجاع الجثمان الي القضارف كانت صرخات تلك الشابة تكثف في دواخل جميع ركاب تلك الرحلة غرابة معاني الموت المفاجئ .
    نقص عدد الركاب و خلا مقعدان في البص ، مقعدي الام وبنتها وتحرك البص ، همس لي عمر الدوش حين تحرك البص
    ـ تفتكر السواق حيشغل المسجل ؟
    كنت لا املك الاجابة ، ولكن كان عمر الدوش يبحث عن نسيج درامي خاص لهذا الموقف ، ولم تمي ربع ساعة علي تحرك البص حتي عاد صوت بلال موسي ممتهنا ـ عبد العزيز داؤودـ في اغنية المنديل
    او تذكرين حبيبتي
    او ربما لا تذكرين
    و برقت عيون عمر الدوش منحازة الي الحياة .
                  

10-19-2010, 07:21 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    12345.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    بناديها

    بناديها
    وبعْزِم كُلّ زول يرتاح
    على ضحكَة عيون فيهَا
    وأحْلم اني في أكوان
    بتْرحَل من مراسيها
    عصافير
    نبّتَت جِنْحات
    وطارت
    للغيوم بيهَا
    مسافرِ من فرح لس شوق
    ونازِل
    في حنان ليهاَ
    أغنّي مع مراكب جات
    وراها بلاد حتمْشيهَا
    واحزَن لي سُفُن جايات
    وما بْتلقَى البِلاقيه
    بنادِيــــــهَا
    ولمّا تغيب عن الميعاد
    بفتِّش ليهَا في التاريخ
    واسأل عنَّها الاجداد
    واسأل عنّها المستقبل
    اللسّع سنينو بُعاد
    بفتِّش ليها في اللوحات
    مَحَل الخاطر الما عاد
    في شهقَة لون وتكيَة خط
    وفي أحزان عيون الناس
    وفي الضُّل الوقَف ما زاد
    بناديــــــهَـا
    والاقيـــــهَــا
    واحِس بالُلقيا زي أحلام
    حتصْدِق يوم
    والاقيــــــهَــا
    واحْلًم في ليالي الصيف
    بَسَاهر الليل
    واحجِّيـــهَــا
    ادوبي ليهَا ماضيهَا
    واطنْبِر ليها جاييــهَا
    وارسِّل ليها غنوَة شوق
    واقيف مرات واْلُوليهَا
    بنادِيـــــــــهَــا
    وبناديــــــــهــا
    وبناديـــــهــا

                  

10-19-2010, 08:32 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)


    ياسعاد تعالي ولمي من كل البيوت
    زخرفي الكون الجميل
    عدة السفر الطويل
    شخبطي الفجر النهار
    المغرب
    الفجر
    النجوم
    في صرة وارميها البحر
    خلينا فوق الشك نعوم
                  

10-19-2010, 04:50 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    العزي مطر قادم

    تحياتي ومرحب بيك وانا متأكد انك لو سكنت البوست دا معناه انه حيكون ناجح 100 الميه

    فالدوش شاعر كبير جدير بالاحتفاء
                  

10-19-2010, 06:45 PM

Suad I. Ahmed
<aSuad I. Ahmed
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 436

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    هل تذكر ذلك اليوم الغائم الذي احضرت فيه عمر الدوش لمنزلي وقضينا اليوم في الاستماع له وهو يقرأ لنا اشعاره وكان معك الاخ حافظ واتصورنا في المصطبة قبل ما تمشوا..
    لقد ترجمت له أجزاء من [إيسب وهيلا] ملحمة مكي علي إدريس التي حدثته عن أوجه الشبه بينها وبين قصيدته ضل الضحى وأعجب بها اقترح ان يضم القصيدتين في أوبريت غنائي باللغتين العربية والنوبية باسم [أيسب وهيلا في ضل الضحى] ولكنه غادر دنيانا دون نحقق الحلم..
    هكذا الدنيا: إصرار على نشر الاكتئاب في وجداننا بفقد مبدعينا وآخرتها تمزيق للوطن تشبثا بالحكم.
    لك ولآسرتك تحياتي وكثير أشوافي
    ماما سعاد
    الخرطوم في 19 اكتوبر 2010
                  

10-20-2010, 01:10 AM

أيمن عادل أمين

تاريخ التسجيل: 08-15-2006
مجموع المشاركات: 325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: Suad I. Ahmed)

    ورحـــل هكذا...

    بذات البساطه ...

    دون ضوضاء وهو أحق بكل ضوضاء الرحيل...


    تقديري
    أيمن
                  

10-20-2010, 01:19 AM

أيمن عادل أمين

تاريخ التسجيل: 08-15-2006
مجموع المشاركات: 325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: أيمن عادل أمين)



    خطابات فى حمى الوطن

    ***************

    فتحت جوابك الأول
    لقيتك لسه يا وطنى
    بتكتب بالعمار والدم
    ولسه بتسكر أمدرمان
    على الشارع .. وتتكوم
    وتمرق من صدر مسلول
    نهودها .. تدوسن العربات
    ترضّع فى الكلاب ..
    مشنوقة عينيها فى الساحات
    وتضحك فى زمن مسموم
    ولسه بترقد الخرطوم
    تبيع أوراكها للماشين
    تطل من فوق عماراتها
    وتلّز أطفالها فى النيلين
    وترجع للرقاد تانى ..
    أشوفك فى جواب تانى ...

    *****************

    مشيت أتمشى فوق همك
    وصلنى جوابك التانى ...
    يحيض الغيم على سطورك
    يقطّر من سماك دمك
    بشوف فى جوابك التانى
    مدن مبنية متكية
    بتمرق من شبابيكا
    عيون برموشها مطفية
    شرك لكل قمرية
    وأمانى كتيرة مخصية
    شوارع بالنهار والليل
    مدبسة بالحرامية
    معلقة فى صدور الناس
    كلاب أسنانها مبريّة
    على مر السنين تحسب
    شهور أيامها عبرّية

    ********************

    مشيت أتمشى فوق همك
    وصلنى جوابك الدّمك
    رقدت على البحر غنيت
    مليت أحزانى بالأمواج
    جرحت الدنيا بالدوبيت
    جريت لى ساحة الشهداء
    لقيتم لا وطن لا بيت
    دخلت منازل الأمات
    وطليت لى شقا الأخوات
    مرقت كأنى زولا مات
    لقيت أطفالى فى الشارع
    بيجروا على أمل واقع
    رقدت على البحر غنيت
    وإتذكرت أهلا لى
    ساكنين فى سجن كوبر
    مليت أفراحى بالأمواج
    وشديت الرحال قمت
    لحد الليلة ... ما عدت ..
    شبابيك فّتحت أبواب
    وأبواب فتّحت حارات
    وكت معاك يا وطنى
    على حُمى الجواب الفات
    صحيت ولقيتك الشارع
    وكت تتمايل النخلات ..
    ظلك .. على أيامك الجايات

    ****************
    وفى جوابك الرابع
    لقيت الناس على الشارع
    وصوتك من كهوف طالع
    كواريك للسماء السابع
    كواريك للسماء السابع
    كواريك للسماء السابع












                  

10-20-2010, 10:02 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: أيمن عادل أمين)


    عمر الدوش منجنيق العشق الحارق...

    بقلم بشير اسماعيل
    عمر الدوش ... منجنيق العشق الحارق


    ياله من خارج.. كنت سادعوه "بالصعلوك" لولا سيل التراكم السلبي المخيف لظلال هذه الكلمة في مفاصل تحولاتنا - وخطوط سيرنا - الثقافية عبر الزمن, وكنت سأدعوه بها لولا تعريف العرب للصعلوك بأنه من يشذ او ينشز عن العرف, ومن لا يضع الأمور في نصابها! ماذا يعنون؟ فقد تواطؤوا ضد السعة الجميلة وقصروا عن معنى لطيف وظلال مواتية تتيح للموصوف أختيار نصابه الخاص الذي غالبا ما يكون اكثر ثراءا وعمقا وصحة من النصاب العام... ألم يخرج جل من كتبوا سير التاريخ عن هذا النصاب الأجماع؟ خروج في الرؤيا, والتصور والفكرة يتبعها الموقف, والفعل الحيوي والأبداعي...والابداع هو خروج دائم على العادي والدارج و المألوف الذي يسجن نفسه ضمن زنازين القوالب التي أما ان تكسرها او تكسرك. هذا الخروج "الدوشي" ينصبه متصعلكا - بطبعه - على قيم الأجماع السلبي التي نلعنها سرا بينما نظل نلتزمها في العلن ظنا منا بان الجميع يلتزمونها حقا وصدقا.... يالهذا الأجماع الزائف الذي يجيز علينا الأكذوبة ويسخر منا ونحن نقوم بطلائها على انفسنا... فلنترك هذه الصفة وندعوه "بالهمباتي" بعد تنقية هذه الكلمة وفلترتها مما علق بها عفوا او الصق بها عمدا, فهي أكثر نقاءا..وكلتا الكلمتين يمكن استعماله بالمعنى الأجمل, لكن ... دعنا من هذه الكلمات ذات الدلالات المشتبهات... ألا ترى الى اي حد تكون اللغة اشكالية؟ لكن الدوش نفسه لا يقل اشكالية عنها, انه متمرد شأن المبدعين, والشعراء منهم على وحه الخصوص... من امتلكتهم الغواية الشعرية فتسكعوا في اعماقها بحثا عن معنى, وحملوا جذوتها وصخرتها "سيزيفا" بعد الآخر.
    هي ليست شهادة اقدمها عن الدوش بالمعنى السردي التواتري, فهناك من هم اكثر قربا للدوش مني, وهي بالطبع ليست نقدا لشعره, فللنقد اهل اختصاصه وان استطالت بنا الكدد دون ان نقرأ نقدا صميما للمطروح من ابداع, لكنها خواطر ومحطات استدعي فيها الدوش, زمنه ومداراته من حياته, شعره, اخراجه.... وتقاطعاتي معه في هذا وذاك,
    استسلمت لهذيان الذاكرة ويعض الأسترجاعات الجميلة وأنا التقي الدوش لآول مرة, كان يدرسنا مادة تاريخ المسرح, ذاك الشاب العائد لتوه من تشيكوسلوفاكيا - الني قصدها لدراسة عليا في المسرح - بعد ان فصل من التدريس بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح, اذن هذا هو الشاعر الذي صادفناه في "الود" عبر صوت وردي فصادقناه صغارا ملأوا اواخرستينيات القرن العشرين واوائل سبعينياته ترديدا صبيا استفزه اللحن فحفظه وسار به: " زمان كنا بنشيل الود" .. كنت اتعجب من الترديد الجميل لعبارة "شوقي الليك طول.. طول..طول" حتى اختلطت علي مع "شوقي عليك يمنعني" ولا علم لي حتى الآن لماذا! وعند التحاقي بمدرسة بارا الوسطى وبداية تعلم اللغة الأنجليزية صرنا نردد "زمان كنا بنشيل ال"wood" , كنا نتلذذ بهذا التحريف البرئ, اذ كنا نستدعي معاني "الغابة" او "الخشبة" لكلمة ال"wood", كما كنا نفهم كلمة "نشيل" بمعنى "نحمل" او "نذهب الى", وهكذا يكون المعنى "نحمل الخشبة" او "نذهب الى الغابة", ورغم براءة الترديد وقدمه ألا أن الأيام جعلت منه معنى جائزا الآن اذا قال به من "شال الغابة" في الماضي, او قال به مستخدما المعنى الاصلي مع سحب كامتي "زمان" و"كنا". لكن هذا لم ينفي أنني كات استغرب استغرابا سريا: لماذا نشيل الود؟ ولماذا ندي الود؟ وكيف؟ ولمن؟ لم تستحضر أجابتي لهذا السؤال زرقاء اليمامة او غيرها.. بل كان السؤال يحتار على عتبات طرب يغفل الردود ويكتفي بطرح اسئلة لا تجد اجاباتها حثيثا! لكن هذه "الخشبة" سارت معنا حتى انشأنا نادي المسرح السوداني – بعد ان درسنا الدوش - واصدرنا مجلة - متخصصة في شئون المسرح - اطلقنا عليها اسم "الخشبة", وقد صدرت بعد عسر رغم أنف وزارة الثقافة والأعلام التي حاولت " دس المحافير", لكننا كنا نعلم أنه " قبر ابونا " نحن وليس وزارة الثقافة.
    هل هذا هو الدوش؟ رجل يبدو عابسا وضاحكا وساخرا وطربا وجادا وبسيطا ومعقدا ومتواضعا ومتعاليا وعنيدا وصعبا وسهلا ولامبال وحزين في ذات الآن! تفاجؤك كل هذه الصفات - الثنائيات – وغيرها لدى الأنطباع الأول, الصفة وضدها, قلا تجد لشخصيته مفتاحا واحدا - أو لا تجده مطلقا - حتى تعبر اليه المساقة بين منصة التدريس ومقاعد الدرس, بين الشعر و اللاشعر, بين الكلمة " الفاضية" والكلمة الموقف, وعندما تتعرف عليه تجد كل هذه الصفات جائزة عليه احيانا, الا ان البساطة والعادية والسخرية والتمرد هي الصفات الغالبة والأصيلة لديه.
    الدوش يحاضر: "عقدة الكترا وهي المقابل الأنثوي لعقدة اوديب لدى الرجال" سمعت هذه العبارة وغطست ثانية في سراديب الذاكرة الحاضرة, كان الزمن يمر باحدى قمم عنف دورات التسلط
    التي عاناها الشعب السوداني.. وقفزت الي "الساقية", تلك الأغنية الخالدة التي ظلت تقود تعبير الناس ضد التسلط منذ زمن بعيد, على الرغم من ان البعض ظل ينفي عنها هذه القصدية, لكن الدوش نفسه يسعفنا بان "احمد هذا ولد في فترة مايو.. وعاش .. وتزوج قي تلك الفترة" وهذا قول قاطع لا يجدي معه حتى القول " بفتح النص على آفاق أرحب".
    قدمه لنا الفنان محمد وردي عند أول اداء للأغنية "الحزن القديم" بالشاعر المغترب, ولعله لم يكن يقصد اغترابه الى يوغوسلافيا طلبا للعلم, بل هو الاغتراب عن عالم تتمازج فيه الرداءات بالوقاحة والزيف وكل القيم الماحقة, وفي زمن كانت كلمة مغترب تحيلك مباشرة الى ليبيا "ام تأشيرة" والى دول الخليج, مع احالات اخرى تظهر في اشعار شعبية شاعت زمنا مثل:
    الما بجيب لعياله مسجل
    من مليط ويقبل
    لذا كان على الدوش - الله يديه العافية كما يقول الأخ الأستاذ يحيى فضل الله - ان يتخذ نفس الطريقة التي غادر بها هذا العالم, فالموت نفسه لا يعدو ان يكون موقفا دراميا ساخرا- يمكن التواطؤ عليه او معه - لدى الدوش/مستودع السخرية, موقف "ينفض" به يده - وبنفس تلقائيته و بساطته في التعبير - عن الدنيا ..... الدنيا الكذب .... الدنيا الوجاهات الزائفة ... الدنيا المين المستحكم والمتحكم في السلوك والتعبير .. كان يقيم قطيعته مع كل هذا العالم "بنفضة يد" الى واقع يحلم فيه بقيم الخير والصدق والأنصاف والجمال... عالم يعيشه في دواخله على مستويات التصور والفعل الابداعي, فتأمله - بالله عليك - كيف يظهر في شعره:
    بداية الحقلة دلوكة
    نهاية الحفلة متروكة
    لأي صنم يشيل كرباج
    يجلد الحق
    يخلي الدنيا مربوكة
    هذه الشاعرية تضعك على الفور امام انسان "يشعر بما لا يشعر غيره, اي يعلم" كما ورد في لسان العرب من تعريف للشاعر, وهو يصوغ ما يشعر ببساطة تذكرك ب"ريلكة" الذي ظل يردد بانه ينشد العمق في البساطة فيجري هذه الرؤيا على شعره, لكن بساطة الدوش في التعبير ارتبطت بالمفاجأة والأنتقالات غير المتوقعة بما يحاورالفكر والحس الجمالي لدى المتلقي بل مثيرا ما يصدمه فيذكيه:
    ياسعاد تعالي ولمي من كل البيوت
    زخرفي الكون الجميل
    عدة السفر الطويل
    شخبطي الفجر النهار
    المغرب
    الفجر
    النجوم
    في صرة وارميها البحر
    خلينا فوق الشك نعوم
    هذا مشروع يقيم قطيعة واعية مع اللغة الفخمة المطرزة بزخرف القول وتشكيلات " الثياب القشيبة", وهو مناهض للغة التطهرية الغارقة في دموعها, اللغة التي تكتفي بتاجيج العواطف واستفزازها لتكون محاورا اوحدا للنص معيدة انتاجه في هيئة ميلودراما شعرية غير مفضية, وهو ايضا مشروع تعبيري ذو موقف مواز للغة الأشارات الفامضة المستغلقة, مشروع اكتشف سلطة اكلام فاعتمد التلقائي المباشر دون ان يسقط في فجاجات او اسقاطات من خارج السياق, وذلك وفق انهماك شعري خاص يلعب على اللغة الى حد العقوق اللغوي وهو ممسك باطراف حساسيتة الجمالية دون اهمال لتوازنات الشكل و الموضوع , ودون افلات لاشكال الحياة العادية في صوره الشعرية والتعبيرية التي تحتفل باليومي وتنغمس فيه لأستخراج مادة الشعر كي تمتزج بالفكرة ورؤيا الوجود, هنا يتجاور الريفي واليومي مع الرؤيا والفكر, فقد كان الدوش يلتزم جانب عامة الناس, وينحاز الى فقرائهم وبسطائهم منتضيا الكلمة الشاعرة سلاحا واي سلاح, ومتخذا أياها معبرا يكمل الدائرة بينه وبين ذاته, كل ذلك في ايقاعية عالية الغنائية و التطريب, هذا الآتي من دهاليز المعاناة والتعب الحساس, الواصل الينا – تعبيرا - يتلبس كل لحساس عميق:
    تككت سروالي الطويل
    سويتلو رقعات في الوسط
    في خشمي عضيت القميص
    اجري وازبد شوق وانط
    لامن وصلت الحفلة زاحمت الخلق
    وركزت
    شان البت سعاد
    اصلي عارف جنها في زول بيركز وينستر.
    ولاستيفاء ما تفدم نورد من قصيدة اخرى:
    يا تلاميذي العزاز
    في يوم طويل مبطوح على صدر الزمن
    اتلمت الحلة الحنينة
    عشان وداعك يا غروب
    حزن فارس
    وكيف يصير في لحظة مولى
    كيف يجوز
    يا عمدة كيف؟
    الذل مصان
    والحب مهان
    والسجن اولى
    يتواصل الدوش مع ذاته, مع موضوعه ومع قرائه عبر شعر يفيض بالدرامية, درامية الموقف بكل تفصيلاته الدقيقة, الموقف الذي يتجلى فيه الصراع حتى يصل اعلى قممه عبر شخوص ومواقف تحسن اصطيادها عين الشاعر, فتكثفها بما يهبها كيانها المؤثر, في حوارية – منتجة, لا تنفك - مع المتلقي, تحاصره بالأسئلة الصعبة, وتضعه امام االتناقضات الصاعقة والحادة التي تضغط ضغطا على زناد الفكر, ويقترن هذا بسخرية لاذعة هي احدى مكونات شخصية الدوش الحيوية والفنية:
    وانا جايي راجع منتهي
    لاقتني هي
    قالت: تعال
    كبرت كراعي من الفرح
    نص في الأرض نص في النعال
    الى ان يقول:
    صحاني صوت العمدة قال:
    (مسئول كبير زاير البلد)
    قال لينا:
    (وكت الزول يجي, لازم تقيفوا صفوف صفوف
    وتهيجوا الخلا بالكفوف
    وتقولوا عاش ... يحيا البطل)
    صلحت طاقيتي الحرير
    واتنحنح الحشا بالكلام
    ورميتو من حلقي الوصل
    قت ليهو يا عمدة اختشي
    مسئول كبير في الدنيا غير الله انعدم
    ما شفنا زول رضع صغار
    ما شفنا زول نجح بهم
    ما شفنا زول لملم رمم
    ويزيد من تكثيف هذه التناقضات وثرائها ورود دائم لثنائيات منها اللفظية غير المتضادة مثل:
    اتلخبط الشوق بالزعل
    اتحاوروا الخوف والكلام
    ومنها اللفظية المتضادة مثل ثنائيات الظلمة والضوء, القومة والفعدة, الفرة والعقدة, وغيرها من تضاد استطاع الشاعر توظيفه بما يهب الخط الدرامي للقصيدة نماءا وتصاعدا يجتاز التنضاد المجرد ويحوله الى فعالية تخدم الموقف الدرامي, وصدق من زاوج بين الدراما و الشعر, وعلى هذا النسق يجيئ تضاد الموقف و تناقضه في حالات مثل: "كبرت كراعي من الفرح" و
    " ضاقت نعالي من الزعل", " احزان بتفرح وتشتبك" و " افراح بتحزن وترتبك ", لم تقتصر الدراما لدى الدوش على الشعر, انما تفرعت - اصلا – عن ممارسته اليومية, فقد كان يصوغ من حياته دراما متصلة كثيرا ما اعيت مقربيه, لكنها كانت تضج بالفعل والوعي المختلف. وقد تسربت هذه الدرامية حتى الى موته لتشدنا الى تعبير " العمر الهظار" في احدى قصائده.
    الوطن حالة دائمة الحضور لدى الدوش, وهي احدى هواجسه التي وسمت شعره, فالوطن هو فضاء التفاعل, وهو الذي يتفاعل بدوره مع من فيه وما فيه, وقد زخر شعر الدوش بهذا التفاعل الحي مع الوطن بوصفه وجودا, ومع اهله في جميع مناحي حياتهم حتى ارتبط ما هو وطني بكل موضوع يطرقه في شعره حد الحلول والاندغام, كيف لا والوطن هو عشق الدوش وحلمه المسيطر – حد الهلوسة - وفعله ابداعا ثريا وحياة, كما والدوش جزء مهم من ذاكرة هذا الوطن الحبيب. هاهو يقول:
    اعلق في جناح سفري
    خطابات لي زمن فجري
    وادخل من درب سري
    لكل مضاجع الأحزان
    واضفر من شجر بلدي
    بروقا مارقة من صدري
    ...
    ....
    واسأل يا وطن يا بيتنا
    ليه شوقك مواجهني
    ليه حبك مجهجهني
    وليه تاريخ زمن خسران
    موكر لسه في شجني؟
    .....
    .....
    واصرخ يا وطن .. يا بيتنا!
    ليه ما تبقى لينا الساس
    لنترك الشعر جانبا, فالدوش - متعدد الابداعات والأبعاد- كان مخرجا مجيدا, ومالكا لأدواته الأبداعية في هذا المجال, شهدته يخرج المسرحيات بطريقة سهلة وبسيطة تنسجم وطبعه الذي عرفنا, كان يناقش النص مع الممثلين بالتفصيل تحليلا لما يرد فيه من مواقف وافكار وشخصيات فيما يعرف ب" بروفة التربيزة" , لم يكن يضع جملته الأخراجية - او الهدف الأعلى للمسرحية –مباشرة, بل يصل اليها بالنقاش و الحوار, وعبر الممثلين انفسهم, وبعد ذلك يتجهون الى خشبة المسرح لأنتاج تلك الجملة, كل حسب تفاعله مع الشخصية وتفصيلات النص وعناصر العرض التي تحتوي على كل ادواته بما فيها الممثل بوصفه كتلة حية, وخشبة المسرح باعتبارها فضاء لأنتاج الدلالة. بعد ذلك يرتاح مضطجعا على ظهره موسدا الرأس الساعد ليراقب سير العرض, وعندما يرى فعلا يكسر اتساق عناصر العرض وانسجامها وتوافقها يرفع يده قائلا:
    " اقيف آ بوي" او " اقيفي آآ مي".... لم يكن يلجأ لتمثيل الموقف امام الممثل, بل كان يقوده عبر توالي الحوار والأسئلة جتى يصل الى الطريقة المثلى لأداء الموقف الدرامي ونقل الأحساس. هكذا كان يخرج الدوش مسرحياته ناقلا – في الغالب – شاعريته الى خشبة المسرح, حقا ليس هنالك دراما بلا شعر, والأخراج اجمالا هو النقل الصحيح والفعال للأحساس.
    بقي شيئ اخير هو انني لاحظت – مؤخرا - شيئا من ضعف التركيز لديه عندما كنا نتحاور في مجالس الأنس الطليق, ما ظننت انه لا محالة مؤثر على فنه شعرا ومسرحا, الشيئ الذي ربما لاحظه البعض, وقد عبرت عن هذه الملاحظة الهاجسة للأخ عوض حامد "كوبر" الذي بادرني - وهو يخرج ديوان "الساقية" من حقيبته – قائلا: " ده ديوان الدوش, وريني اي واحدة من هذه القصائد يظهر فيها ما تقول" .. لكني لا ازال اعتقد انه لولأ ذلك لكان شعر الدوش أكثر ثراءا .. هذه ليست نهاية الأمر .. لكن بالمقابل هل كان يمكن لذلك ان يحدث ويظل الدوش ذلك الشاعر والمسرحي الذي عرفنا؟ .. ربما.

    (عدل بواسطة مطر قادم on 10-20-2010, 12:24 PM)

                  

10-20-2010, 10:11 AM

هاشم محمد الحسن عبدالله
<aهاشم محمد الحسن عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 1989

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    شكرا صاحب البوست والتحية موصولة للأخ الحبيب مطر قادم لمعلوماته واضافاته عن الفنان الشامل المسرحى والشاعر المبدع الدكتور عمر الدوش ، رجل من طينة أهلنا الطيبين ، أبدع فى كل حقل طرقه ، أنسان جميل جمال وطنى وطيبة أهله السمحين ، تغمده الله برحمته، ونحى ذكراها بمرور (12) عام على رحيله المر ، تحياتى .
                  

10-20-2010, 10:12 AM

هاشم محمد الحسن عبدالله
<aهاشم محمد الحسن عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 1989

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    شكرا صاحب البوست والتحية موصولة للأخ الحبيب مطر قادم لمعلوماته واضافاته عن الفنان الشامل المسرحى والشاعر المبدع الدكتور عمر الدوش ، رجل من طينة أهلنا الطيبين ، أبدع فى كل حقل طرقه ، أنسان جميل جمال وطنى وطيبة أهله السمحين ، تغمده الله برحمته، ونحى ذكراها بمرور (12) عام على رحيله المر ، تحياتى .
                  

10-20-2010, 10:54 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: هاشم محمد الحسن عبدالله)

    شكرا الاخ هاشم لما خصيتني به من تحية ودودة ياحبيب
    في ذكري الدوش نزجي هذه الصورة وهي تحكي.........

    1739.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الدوش ومحاوره الصديق محمد عبدالله شريف <كاتب البوست>

    1741.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الدوش وحافظ شريف والاستاذة سعاد ابراهيم احمد

    (عدل بواسطة مطر قادم on 10-20-2010, 09:18 PM)
    (عدل بواسطة مطر قادم on 10-20-2010, 09:25 PM)

                  

10-20-2010, 11:42 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)


    بشوف في جوابك التانى ..
    مُدُن مبنيّةْ متكيّهْ ..
    بتمْرُق من شبابيكا ..
    عيون برموشَهْ مطفيَّهْ
    شَرَك لي كُلِّ قُمريَّهْ ..
    وأماني كتيرَهْ مخصيَّهْ …

    (عدل بواسطة مطر قادم on 10-20-2010, 03:58 PM)

                  

10-20-2010, 01:21 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    في ذكري عمر الدوش: سر مدفون في صدر النيل؟ ... بقلم: بروفسور: الحاج الدوش المحامي
    الجمعة, 08 تشرين1/أكتوير 2010

    مدخل :
    انقضت السنة الثانية عشرة علي رحيل الشاعر عمر الدوش وهو ملتف في كفنه المحزون في تراب أم درمان صحيح قد فارق الشاعر دنيا الوجود وجاور ربه ودخل في رحمته ، ولكن من يحبون المدرس عمر الدوش دخلوا في (ليل صبي وظالم) من الألم علي فراقه وأنا احد الذين أعطاني بعض من دروس (العصر ) قائما أو جالسا أو ماشيا لزيارة الأهل أو الأصدقاء وانا غر فطير في الأسرة ال الدوش ، فأنت مجبور ان تتعلم منه علي الأقل بعض التراكيب والتعبيرات اللغوية ، فالمدرس عمر الدوش أول من تخصص ببخت الرضا في اللغة العربية والانجليزية معا، لذا كنا معه في البيت في حالة حصة مفتوحة طوال العام تماما مثل الأمطار في خط الاستواء، وهو يقول انا أنجز محاضراتي وحصصي (بطريقتي ) ، لم يقل لنا يوما ان الحياة مدرسة !، ولكنه يعلمك كيف تطبق المعني ،ولم نتعجب منه دوما حينما يأتيه احد الطلبة في معهد الموسيقي والمسرح للامتحان العملي ، فيقول للطالب ما في امتحان الآن . ويطلب من الطالب ان يذهب معه مشوار الي أم درمان لبعض الشأن وويقول له انا ما عندي قروش؟! وسنركب ( اوتوستوب) (ياعم) وتقنع انت احد أصحاب السيارات لكي يوصلنا بسيارته ودعك من الامتحان الآن ؟ بعد محاورة بين الطالب وعربات الشارع وهو يمد يديه إلي السيارات المارة قائلا يا (عم ) .... (ياعم ) .، وبعدها يركب الاثنان ويتجاذبان الحديث مع صاحب العربة وبعد أن يصلا إلي وجهتهما ينزلا ويذهب الأستاذ عمر الدوش إلي بيته قائلا للطالب انتهي الامتحان !!!!!؟؟ أنت عايز مسرح اكبر من كدا تمتحن فيهو !!! هكذا كان المدرس عمر الدوش يشكل البيئة التعليمية والوسيلة الملائمة لتقويم الطلاب واعمالهم ومعالجة درجاتهم ، كيف وان الخريج عنده هو ماكان فعالا في مسرح الحياة وواقع الناس ،فعمر الدوش( صديقي اللدود) كما كان يحلو له ان يناديني كان يقول لي :( أنت عارف في السودان دا لما تكون عندك قروش فأنت في حالة تمثيل لذا معظم أصحاب القروش ممثلين فاشلين ؟! ) والله شي عجيب يا أستاذ لله درك فأنت دائما (عن المسارح تحكي ) آه.... يا مدارسنا ومسارحنا ويا جامعاتنا الساقية لسه مدورة
    احمد وراء التيران يخب
    أسيان يفكر ومنقلب
    في اللي ماشين المدارس
    في المصاريف في الكتب
    وفي اللي ضاق بيهو المكان
    هسع سافر اغترب .......

    تتخيل يا عمر اخوي هسع أنا مغترب والجميع في بلادي اغتربوا بعضهم داخل الوطن والأخر خارجه :
    تدخل حي العصاصير أو فريق العمايا او العباسية أو حتي البوستة ذاتها ما تجد من يعرفك!؟
    تمشي بيت المال تلقي البلد منفي ؟!
    تمشي أبوروف ما تلقي واحد حافي حالق !؟
    أ قول
    والشمس في عز الامل
    تهت ومشيت
    أقول يا نحن يا انتو
    وبكيت
    مواعيد
    يا صباح من غير وسم
    تهت ومشيت
    ما ضلمتْ
    ما بتْعْرف الزول البِجِيك
    ولا البجيك
    بيعرفك
    حتى الشبابيك
    والزوايا الكان بتجمع
    في حناياها الشكوك
    ضلمت

    اهو النيل الصبح مبول؟!!!!

    اهوالقمر الخصي وأهبل!
    والعن ياخي ايه فضل...؟
    صحي الايام بتتبهدل
    اهو الأيام بتتحول
    ولكن (سعاد ) لا وألف ألف لا يمكن حتتحول

    مخرج :-
    في هذه الأيام تجي الذكري الثانية عشرة لرحيل الشاعر عمر الدوش ومازالت بعض بيوت شاعر البطانة الحاردلو التي كان عمر الدوش يرددها لا تغادر سمعي حيث يقول الحاردلو:
    يارب الوجود انا قلبي كاتم سرو
    ماليت اليدرك المعني بيهو ابرو
    قصبة منصح الوادي المخدر ضرو
    راحت قلبي تطوي وكل ساعة تفرو
    فالحاردلو يتغزل أم يخاطب الذات وتجليات النفس ام هو مدرسة عجيبة من مدارس التجريد والتشكيل المهم أن بيوت الحردلو هي حالة سودانية من الإبداع يختلط فيها الغناء بالتصوف، والوضوح بالتعقيد، والسلامة بالعيوب تماما كما تآلفت وامتزجت الدماء الأفريقية بالعربية بالزنجية في الإنسان السوداني .وهذا بعض مما كان يعجب الشاعر عمر الدوش ويأسر فكره .
    هذا العام، وكما السنوات تأكل الخلايا الدماغية وتصاب الزهايمر، فان السودان الوطن الحبيب تتجاذبه أمور عديدة ، تختلف في نتائجها، و بنائها ،، وانتهائها عن الأيام التي عاشها الشاعر ولكن تبقي الأسباب التي كان يتساءل عنهاعمر الدوش هي ذاتها التي نتساءل اليوم حيث يقول :
    فتحت جوابك الأول
    لقيتَك لسَّه يا وطني
    بتكتب بالعَمار والدم
    ولسَّه بتسْكَر أمدرمان
    على الشارع... وتتْكوّم
    وتمْرُق من صَدُر مسلْول,
    نهودهْا تَدُوسن العربات
    ترضِّع فى الكلاب
    مشنوقَهْ من عينيهَا في الساحات
    وتضْحَك في زمن مسموم
    ولسَّه بترقُد الخرطوم
    تبيع أوراكْها للماشين
    تَطِل من فوق عماراتهْا
    وتَلِز اطفالهْا في النيلين
    وترجع للرُقاد تاني
    اشوفك في جواب تاني
    ويتساءل الشاعر المرحوم عمر الدوش :-
    مشيتْ اتمشَّى فوق همكََ
    وصلْني جوابك التاني
    يحيض الغيم على سطوركَ
    يقطِّر من سماكْ دمّك
    بشوف في جوابك التانى
    مُدُن مبنيّةْ متكيّهْ
    بتمْرُق من شبابيكا
    عيون برموشَهْ مطفيَّهْ
    شَرَك لي كُلِّ قُمريَّهْ
    وأماني كتيرَهْ مخصيَّهْ
    شوارع بالنهار والليل
    مدبّسَهْ بالحراميَّهْ
    معلّقَهْ في صدور الناس
    كلاب اسنانْها
    مبريّهْ
    على مرِّ السنين تحْسب
    شهور أيامها عِبريّهْ
    مشيتْ اتمشَّى فوق همّك
    وصلْني جوابك
    الدمّك
    رقدتَ على البحر غنيتْ
    مليت احزاني بالأمواج
    جرحْتَ الدنيا بالدوبيت
    جريت لي ساحَة الشُهداء
    لقيتُم لا وطن لا بيت
    دخلتَ منازِل الأُمّات
    وطلّيتْ لي شقاء الاخوات
    مرقتَ كأني زولاً مات
    والموت اخي عمر سبيل الأولين والآخرين ولكن موت الوطن شئ مختلف موت الوطن لا يجعل الإحياء يموتون ويلتحقون بكم في المقابر فحسب، ولكن موت الوطن يجعلكم انتم الأموات تموتون مرات ومرات ويجعل الأحياء من بني وطني يموتون ألف مرة في كل ثانية والأخطر بموت الوطن أن تموت ذكري الأموات فهي حياتهم التي يعيشون بها بيننا وهي قوت الشعب وطعامه تنعش حياته هي الطاقة والزاد الوحيد الذي ينعش ذاكرة الوطن والأمة.
    لكن أخي عمر الدوش السؤال الذي تركته مفتوحا ومازال يحيرنا من بعدك هو السؤال الذي خرج من وادي الجن في عقلك والتف بكفن الشعر وشيعته لنا في مقطع من قصيدة( الحفلة ) ومازال هذا المقطع يقف شامخا ساخرا من كل أنواع التفسير تماما كما تقف الأهرامات في البركل وكبوشية كما تقف الأمتانوج وجبال البحر الأحمر وجبل مرة والعوينات قل لي بعد ما جاورك قبر الطيب صالح بمقابر البكري وبعد ان دفن معك رؤساء السودان الرئيس نميري والأزهري وسر الختم الخليفة وكل عظيم و######## من بني شعبي ماذا تقصد ؟. فالأحياء منا أصابهم الإعياء وعجزوا عن فهم قولك:
    بداية الحفلة مبديه
    ومن وْلَدو الوجع
    قامت
    وصوت المادح المبلوع
    يخربش فى الفضا الممنوع
    طنين الفاجعه كان
    مسموع
    ويوم يبدأ الكلام
    حتجوع
    شنو الجدّ
    عشان نتجارى بين القاهرة
    وجدة
    بين القومه والقعده
    بين الفرهْ والعقدةْ
    شنو الجدْا ؟

    الا تدري ايها الفقير الشاعر أننا بعدك صرنا نتجاري بين القاهرة وجدة وابوجا وطرابلس والدوحة ونيفاشا ونيويورك و.....الخ .. ولم يعرف أبناء بلدك ( القعدة )إطلاقا والكل يتجاري في بلاد الدنيا ويسال ما هو الجديد الذي يجعلنا نتجاري بين عواصم الدنيا هل من حل لمشاكلنا في بلاد الله الواسعة؟؟ ولكن يبقي السر مدفون في صدرك وفي صدر النيل و الشعب السوداني كله مازال يعرف السؤال ( شنو الجدا ؟) ولكنه لا يعرف الإجابة فهل من إجابة؟!, فلا حياة لمن ننادي هذه الأيام .
    ألا رحمك الله الشاعر عمر الطيب الدوش فأنت في حضرة علام الغيوب وكما مت فقيرا من مادة الحياة الدنيا فأنت فقير في الآخرة ولكنك نزيل أكرم الأكرمين وهو أرحم الرحمين ،اللهم أغفر له ولنا اللهم امييين .
    نقلا عن سودانايل
                  

10-20-2010, 04:28 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    ((( بتطلعى انتى من صوت طفله وسط اللمه منسيه )))
                  

10-20-2010, 04:59 PM

Tarig Sidahmed
<aTarig Sidahmed
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 587

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    كبرت كراعي من الفرح
    نص في الأرض
    ونص في النعال

    الله على هذا الرجل -عشقنا وعشق غنانا
    وصار متيم بحبنا
    لكن رغم ذلك القليل منا قد بادله هذه الحب
    ليس جحود ولكن لم يتم حتى الآن بالتعريف عن
    عمر الدوش

    لك منا أين ما تكون الموده والحب وصادق الدعاء بالمغفرة

    ومثلك لم يكن يوما في باطن الارض فأنت في ليلنا ونهارنا

    في حكاوينا وكلامنا
                  

10-20-2010, 05:03 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)


    بانت سعاد فازدان المكان

    أحي الاستاذه المناضله سعاد ابراهيم احمد .. وزارة الثقافه الوحيده التي احتفت بمبدعنا الراحل الدوش

    حيث قامت باكرام وفادته بدعوه خاصه كان لي شرف رفقة الاستاذ الدوش كي اشهد ذلك العناق وحين خرجنا من لدنها

    كبرت كرعينه من الفرح ... بعد شهر من ذلك اللقاء رحل الدوش ..

    اليوم الثاني من رحيله قالت سعاد والحزن يطويها امبارح علي عبدالقيوم والليله الدوش الحاصل في الدنيا دي شنو يا ناس

    .. استاذه سعاد لك التحايا ولصديقنا الراحل مقامات الخلود

    بتطلعي انت من غابات ومن وديان ومني انا
    ومن شهقة جروف النيل مع الموجه الصباحيه
    ومن شهقة زهور عطشانه فوق احزانها متكيه
    بتطلعي انت من صوت طفله وسط اللمه منسيه ,,,

                  

10-20-2010, 05:17 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    الاعزاء أيمن عادل امين

    الاستاذ هاشم وطارق سيد احمد

    تحايا وشكر لرفد البوست فالراحل الاستاذ الدوش خلد نفسه باجمل الكلام الرصين

    فكلنا المدرس ود خدوم وصالح ود قنعنا وسعاد والعمده و لا زال اطفالنا منسيين وسط اللمه

    والساقيه طاحونة أنين ولا زال المكان يضيق بنا .. ابداع وشاعرية الدوش تكمن فيه انه كان ذو بصيره

    ثقافيه واجتماعيه نافذه يري ما لا يراه الاخرون..
                  

10-20-2010, 07:02 PM

Magdi Algorashi

تاريخ التسجيل: 02-29-2008
مجموع المشاركات: 481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    اخي محمد سلام

    وشكرا لتلك النافذة الجميلة

    وانت تتعقب درب هذا الصرح العظيم

    الهامة عمر الطيب الدوش له الرحمة والمغفرة

    رحل الدوش

    ولم تلتئم جراح سعاد

    وصمتت طاحونة الانين

    وكان الود

    وارتحلت الفرقة

    وعادت الطفلة المنسية

    فغاب الدوش

    فله الرحمة والدعاء
                  

10-20-2010, 07:32 PM

أيمن التوم حسن
<aأيمن التوم حسن
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 1067

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: Magdi Algorashi)



    ارقد بسلام ياصوتنا واحساسنا الضائع فى زمن الانحدار ,,,, فنحن كا تركتنا مازلنا (نلوص) فى متاهات الزمن الردئ ولو دار محور سؤالك عن البلد فهى كما تركتها

    لسَّه بترقُد الخرطوم

    تبيع أوراكْها للماشين

    تَطِل من فوق عماراتهْا

    وتَلِز اطفالهْا في النيلين

    وترجع للرُقاد تاني
                  

10-21-2010, 04:47 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: أيمن التوم حسن)

                  

10-21-2010, 06:03 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    منو الببكيك صدق نازفــــــــــ

    وكت كـفنكــــــــــــ ينازع في سرير المــــــــوت

    ومــــــا جــــــــف العـــــــرق فيـــــــكا

    وهــــل يكفيــــــــــك حـــــــــــزن مـــــرخي

    علي وتــــــــــــــر القــــــــــلوب عـــــازف

    و مـــا قصـــــد انو يبكيكــــــــــا؟؟

    **** من ديوان طفوله

    للاستاذ ابراهيم سلوم

    كلمات مهداه الي روح استاذه عمر الدوش الهانئ في علياءه مع الخالدين

    (عدل بواسطة محمد عبد الله شريف on 11-01-2010, 07:17 AM)

                  

10-21-2010, 07:26 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    الاستاذ ايمن حسن

    تحياتي وشكرا لاثراء البوست

    الاستاذ الدوش لم يمت فهو حي يمشي بيننا بروحه لا يزال يجمل وجداننا

    يغني للوطن والحبيبه ... يدوبي ليها ماضيها ويطمبر ليها جاييها
                  

10-22-2010, 06:45 AM

mohmed khalail
<amohmed khalail
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 4509

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    يا سلام عليك يا ابو حميد يا فنان

    ويا سلام علي مطر قادم,,

    ويا سلام على الدوش

    بوست قمة في الامتاع
                  

10-22-2010, 09:36 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: mohmed khalail)

    Ostaz
    Magdi
    &
    Mohmed Khalail

    thanks

                  

10-22-2010, 11:01 AM

مدثر قرجاج
<aمدثر قرجاج
تاريخ التسجيل: 07-21-2009
مجموع المشاركات: 1614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    حاجة جميله
    ورحم الله المبدع عمر الدوش
                  

10-22-2010, 03:34 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مدثر قرجاج)

    الأخوة:
    هذه كتابة سابقة شاركت بها في منتديات البركل عن يحيى فضل الله وعلاقته بعمر الدوش:
    واسميتها : يحيى فضل الله يكتب عن الشاعر: الطيب عمر الدوش.

    التقيته حينما كنت أعمل بقصر الشباب والاطفال..
    حينها كان أحد أعضاء فرقة السديم المسرحية مع رفاق دربه الرشيد أحمد عيسى، محمد قرني، قاسم أبو زيد، عبدالجبار أحمد عبدالله، حامد جمعة، وجلال البلال..
    رأيته مهرولاً ما بين القصة والشعر. لم يكن معنياً بإنتخاب جنس أدبي. لم يعبأ بالتوحد أو بالتمسك القاسي والأهداف شديدة الوضوح. لم أسمعه يتباهي بإنتمائه لحقيقة خارجية إلا لخصومة القهر ـ كان مزدحماً بالتداخلية والخلف نصية ومرجعية الكتابة عنده دوماً تعود لذاته الكاتبة.
    قلت: تداعياتك تذكرني بـ"تشيخوف" الذي إعتمد على المفارقات في قصصه الأولى ولكن تشيخوف تجاوز هذه المرحلة عندما إنتهى في آخر سنين عمره القصير إلى كتابة مريرة.!
    لا أذكر الإجابة.!!
    كان ذلك في زمن جميل أيام الديمقراطية الثالثة. طلبت نصحه في بعض قصصي القصيرة المنشورة وغير المنشورة. فعاد إلى صديقه الرشيد أحمد عيسى ووضع مجموعة القصص أمامي قائلاً: شيء رائع ـ ما رأيك أن نأخذك للمجلس القومي للآداب والفنون ونعمل على إصدار كتاب لك كما فعل يحيى فضل الله ـ تحت بند رعاية المبدعين الشباب.! كان ذلك في حوالي العام 1988م أجبت: بأني لست في مقام يحيى وأن تجربتي غير ناضجة وغير مكتملة.
    وكان يحيى فضل الله قد خصني بإهداء أول كتبه "حكايات وأحاديث لم تثمر" كما فعل مع الأدباء على المك وبشرى الفاضل وغيرهم.. كان ذلك كثير علي ـ أن يتذكرني بين هذه القمم ـ شكرته وما زلت احتفظ بهذا الإهداء حتى اليوم.
    وقتها كنت أظن أن لي في "مدينة الآثام" عينان مارست بهما فعل الوطن (الآثام الكبيرة لا تغتفر، الآثام البسيطة لا تغتفر) ـ وخزة خفيفة أدارت رأسي.
    أظن أن التجربة الذاتية ليحيى فضل الله تقدم نصين ـ ظاهري غير مسبوق في الشكل وباطني لن يفلتك حتى يصل بك إلى غاية التكوين. يحيى فضل الله يدرك ذلك جيداً ويدير حواره بين هذين النصين بين "الثابت والمتحول" كتجربة تكوين داخل النص غير محددة الشكل أو المضمون.
    عبقري الوصف هذا فوق حدود الإمكان، طالما أدهشتني مفارقاته بين الواقعية والشعرية بين الحكي وذات تسلخ عن وجه التحولات الأقنعة. كأنما يمارس تعرية الواقع ببساطة، يسرد ثم يُعرِي، يخلع قناعاً بعد قناع وثوباً بعد ثوب وزخرفاً بعد زخرف، يأخذنا دون تسلط إلى حيث لا نريد أن نرى أنفسنا، إلى سيرة العدم دون ترقيم إلى تواريخنا الملتبسة بلا مرجعية وبلا قضية.
    الشاعر يحيى فضل الله ـ الذي أعرفه ـ لا أظنه سيعاتبني على فعلتي هذه (فعلة السطو على نصه المنشور بسودانيز اون لاين تحت أسم "صباح الخير ـ سلامة البية") تعسفاً أسميتها ـ نصاً ـ هذه الرائعة التي أراد لها أن تكون مجرد مداخلة على كتابة صديق عمره: الرشيد أحمد عيسى عن الشاعر : الطيب عمر الدوش.
    وللشاعر والأديب "يحيى فضل الله" حبى وتقديري ..
    وله مني العتبى حتى يرضى..
    وله منى القيام حتى يأذن لي بالجلوس..

    صلاح هاشم السعيد


    صباح الخير ـ سلامة البيه
    ـــــــــــــــــــــــ
    نهايات اغسطس من الثامن و الثمانين استقبلتنا القضارف بخريفها المترع ، وصلناها عصرا ، كان عصرا تشع نداوته و يتباهي برائحة الدعاش ، استقبلنا وفد من الاخوة المعلمين من اعضاء لجنة النقابة بالقضارف اصحاب الدعوة لاقامة ليلة شعرية في دارهم ، كان معي الشاعر الصديق عمر الطيب الدوش ، اهدتنا القضارف بعد وصولنا الي حيث نزلنا بميز المعلمين ، اهدتنا ليلة مطيرة لها من البروق كرنفالات مضيئة و من الرعود ذلك الهدير الصخاب ،كان عمر الدوش في تلك الليلة في احسن حالاته ، متحالفا مع نشوته العميقة ، تلك النشوة التي يذهب بها نحو الديمومة ،يهرب عمر الدوش دائما من مغبة فعل الحياد ، كان في تلك الليلة يوزع ضحكاته الصاخبة علي الجميع ، كان اولئك المعلمون يخصوننا بنوع من تلك الالفة و الحميمية العالية ، التفوا حولنا و حركوا فينا بالحاحهم العذب الفة ان ننتمي للشعر و لم يملك عمر الدوش ـ الذي كان دائما ما يهرب من الفته العميقة مع الشعر لانه لا يحفظ اشعاره ـ لم يملك مع ذلك الالحاح العذب الا يخرج كراسته و ينحاز الي قصيدته ، لا زلت اذكر صوت عمر الدوش و هو يقرأ علي الحاضرين قصائده و قطرات المطر وهي تسقط علي زنك السقف و كأنها تدس اصواتها الصاخبة و الهادئة احيانا في نسيج المقاطع الشعرية التي يسربها صوت عمر الدوش المشحون بالشجن ، اذكر ان احد المعلمين قد سأله عن قصيدة لها اثر واضح في تكوينه الشعري، فأشار عمر الدوش الي الحاردلو و قرأ علي الحاضرين هذا المقطع الشعري من ذاكرته
    يا خالق الوجود
    انا قلبي كاتم سرو
    ما لقيت اليدرك المعني
    بيهو ابرو
    قصبة منصح الوادي
    المخضر درو
    راحت قلبي تطوي
    و كل ساعة تفرو
    و هكذا تحالف الليلة المطير مع الشعر و الانس الجميل .
    عادة ما يستيقظ عمر الدوش مبكرا جدا و كأنه علي موعد ازلي مع الفجر ، الفجر في اي مكان ، في حي الموردة عمر الدوش كان دائما يوقظني ليتابع اصوات المؤذنين لصلاة الفجر ، كان عمر الدوش يعرف عدد المؤذنين في المنطقة و يكاد يعرف عدد الديوك و هي تتصايح معلنة قدوم الفجر و له ثلاثية مسرحية عن هذه العلائق و هي ثلاث مسرحيات قصيرات تحت العناوين التالية ، زمن الديكة وزمن الكلاب و زمن ثالث لا اذكره لعله زمن الأذان ، للفجر مع عمر الدوش تلك العلائق التي تشير الي بداية الحياة.
    و هكذا مبكرا جدا ايقظني عمر الدوش كي نتجول في صباح القضارف الندي ، عمر يتلبسه ذلك القلق الذي يبعث علي الحركة و له قدرو ان يحرق كل من و ما حوله ، قادتنا خطواتنا ذات اللاهدف الي احد احياء القضارف دون قصد وجدنا اننا نتجول في حي له اسم غريب،حي ـ سلامة البيه ـ كان عمر الدوش قد سأل احد المارة عن اسم الحي الذي نحن فيه وحين اجابه الرجل بدأ عمر الدوش يتساءل عمن هو هذاـ البيه ـ و يضحك بخفوت متهكم قائلا
    ـ وسلامتو من شنو؟
    سلامة البيه ، الصباح فيه مختلف ، حركة دؤوبة ، بيوت القش تبدو و كأنا تحاول ان تنفض عنها امطار الليلة السابقة ، ازقة ضيقة يصعب فيها المشي بسبب لزوجة الطين ، خلع عمر الدوش نعليه و لم املك انا الا ان افعل ذلك ، دخلنا بيوت و خرجنا من اخري وعمر الدوش يبحث وبالحاح جميل عن نشوته الصباحية تلك التي لا تستقيم الحياة بدونها، هكذا دائما عمر الدوش منتم الي تألفه الخاص مع الحياة ، هارب من الثوابت الاخلاقية ، عاري الرغبات التي لا يكبحها كابح ، هو ككلمات قصائده حاضر في مطلق التفسيرات ، داهمتنا الظهيرة و نحن نتجول في حي ـ سلامة البيه ـ و عمر الدوش لم يجد حتي الان الاجابة عن من هو ـ البيه ـ و سلامتو من شنو ؟
    بقلق خاص تجاه اصحاب دعوتنا بدأت احرض عمر الدوش علي الرجوع ، الرجوع الي ميز المعلمين و خاصة انهم لابد و قد افتقدونا و لكن عمر الدوش يصر علي البقاء متجولا بين القطاطي و الرواكيب و الكرانك ـ حاملا نعليه بين يديه ـ و بين الناس مصطادا حكاياتهم و احلامهم و معاناتهم و كلما الح عليه في الرجوع يجابهني عمر بهذه الجملة ـ يا اخي عندك شنو هناك و بعدين لازم نعرف البيه ده منو و سلامتو من شنو يا اخ.....ي ـ
    و بعد الحاح شديد و ممانعة اشد رجعنا الي الميز وفعلا وجدنا ذلك القلق المنطقي علي غيابنا و في المساء كانت الليلة الشعريه في دار المعلمين و كما استقبلتنا القضارف بخريفها المترع كذلك استقبلتنا بجمهور حميم تجاه اشعارنا و بذلك النقاش الحي حول تفاصيل تجربة القصيدة الغنائية الجديدة .
    في صباح اليوم التالي و علي البص المتحرك الي الخرطوم في الثامنة صباحا اخذنا مقاعدنا بعد ان اهدانا اولئك المعلمون ضجة من طقوس الوداع ـ فبل ذلك و مع صراع الخيط الابيض مع الخيط الاسود من الفجر ايقظني عمر الدوش وقال لي ـ ما نمشي نسأل عن البيه و سلامتو من شنوـ
    تحرك بنا البص و صوت مغن يدعي ـ بلال موس ـ كان يجرح تاملات عمر الصباحية
    القمر خالا و عمها
    و الشمس تشبه امها
    العزيزة عزيزة امها
    في القضارف يتم سعدها
    وحين كان عمر الدوش يتحدث لي و بمتعة عن طائر البطريق و كيف انه يختار زوجته بان يحمل حجرا و يضعه امامها فاذا اخذت الحجر فمعني ذلك انها قبلت به شريكا لحياتها و اذا رفضت فما علي ذلك الطائر الا ان يبحث عن قصيدة يكتبها علي طريقة شعراء الخيبة العاطفية في السودان و عمر الدوش كان دائما ما يقذف في اتجاهي بذلك السؤال الحميم ـ اها يا اخوي حجرك جدعتو وين الايام دي ؟ ـ
    وذلك استنادا علي مرجعية تخص طائر البطريق
    كان عمر الدوش يسقط احتمالات عشقه علي طائر البطريق حين دوت صرخةحادة من داخل البص ، شابة يانعة تصرخ و تولول و هي تحتضن بعنف امها التي فارقت الحياة و هي جالسة علي مقعد بقؤبها ، اوقف السائق البص ، اختفي قبل ذلك صوت المغني بلال موسي، ارتبك الحضور، كنا قد اقتربنا من مطة ـ الخياري ـ ، الشابة تصرخ ثآكلة و تعاون الجميع تجاه هذه المآساة و تم نقل الام التي ماتت بعد ان جهز بوكس كاشف لارجاع الجثمان الي القضارف كانت صرخات تلك الشابة تكثف في دواخل جميع ركاب تلك الرحلة غرابة معاني الموت المفاجئ .
    نقص عدد الركاب و خلا مقعدان في البص ، مقعدي الام وبنتها وتحرك البص ، همس لي عمر الدوش حين تحرك البص
    ـ تفتكر السواق حيشغل المسجل ؟
    كنت لا املك الاجابة ، ولكن كان عمر الدوش يبحث عن نسيج درامي خاص لهذا الموقف ، ولم تمي ربع ساعة علي تحرك البص حتي عاد صوت بلال موسي ممتهنا ـ عبد العزيز داؤودـ في اغنية المنديل
    او تذكرين حبيبتي
    او ربما لا تذكرين
    و برقت عيون عمر الدوش منحازة الي الحياة

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 10-22-2010, 03:41 PM)

                  

10-22-2010, 03:55 PM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الأخ / محمد

    سلام


    نقف اجلالا وتحية للأديب الشاعر الأستاذ الدوش في ذكرى رحيله الثانية عشر..
                  

10-22-2010, 04:00 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: Abdlaziz Eisa)

    الله الله
    علي البوست الرائع رائع
    روعة الدوش.واصلو بلحقكم
                  

10-22-2010, 06:21 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: باسط المكي)

                  

10-22-2010, 09:58 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)


                  

10-23-2010, 07:32 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    طبول بتدق
    وساحات لفرح نوّر وجمّل للحزن ممشى

    وتمشي معـاي
    خطانا الإلفة والوحشة
    وتمشي معاي وتروحي
    وتمشي معاي وسط روحي
    ولا البلقاهو بعرفني
    ولا بعرف معاك روحي
                  

10-23-2010, 09:17 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    شكراً يا صديقي العزيز لفتح هذه السيرة العطرة
                  

10-23-2010, 11:12 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: خضر حسين خليل)

    images16.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    صلحت طاقيتي الحرير
    و ضراعي زي داير يجن
    و الجوف يطقطق بالكلام
    و رميتو من حلقي الوصل
    قت ليهو يا عمدة اختشي، مسئول كبير في الحلة غير الله انعدم
    ما شفنا زول سكّت جهال

    (عدل بواسطة مطر قادم on 10-23-2010, 11:20 AM)

                  

10-24-2010, 10:15 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    الاساتذه الكرام

    صلاح هاشم
    مدثر قرجاج

    عبدالعزيز عيسي

    والاستاذ باسط المكي

    اشكر لكم مساهمتكم في بوستنا المتواضع عن مبدع كبير,

    شكل دواخلنا بغناء سيظل الي الابد

    وشخوص مسرحيه خرجت من نصها الاصلي وباتت تسكن مسامات الوطن وسر مدفون في صدر النيل
                  

10-24-2010, 11:02 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    خضر حسين خليل

    شكرا يا قريبي

    سيرة الاستاذ الدوش تتجلي في كل لمحه وكل لحظه فالرجل كان مصورآ بارعا

    بالله شوف ناس صالح ود قنعنا والمدرس ود خدوم وحتي لو اتخيلت شكل التلاميذ العزاز تلقي نفسك

    قاعد معاهم في حضرة حصة البت سعاد .. وما تنسي يا خدر الراوي نفسه الدوش ,, وتصويره المبالغ فيه

    التكه والحقه والسروال وطبقة القزازه وعضة القميص اللهو العراقي,,

    عمر الدوش حاضر في كل قصائده مره ثوري ومره عاشق وفي احايين جملة من الناس

    في بناديها وحيدآ يحشد الدوش كل العناصر ويغني معها ..الصيف المراكب السفن

    الما بتلقي البلاقيها ,,الانسام ,, الليل .

    رحمه الله ,, قضي نخب عشقه ينادي ويسأل عن وطن ..

    في الحزن القديم ,,نحلق معه في عاصفه من العواطف المتناقضه . بحثآ عن هويه نتعرف من خلالها

    علينا . فيصعب الانتماء..

    وتمشي معايا وسط روحي وتروحي

    ولا البلقاه بعرفني ولا بعرف معاك روحي

    حالة الذوبان والانصهار في الاخر
    واعلان انبثاق الواحد المفقودمن علي خارطة الحبيبه الوطن

    كان تداعي الحزن القديم ولون الفرح


    مطر قادم .. شكرا ايها الجميل
    علي هذه الاحتفاليه الجميله

    ويلا نعزم كل زول في هذا البوست
                  

10-24-2010, 04:20 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    شكرا الصديق محمد علي الاطراء
                  

10-24-2010, 04:36 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    ولا الحزن القديم
    إنتِ
    ولا لون الفرح
    إنتِ
    ولا الشوق المشيتْ بيهو
    وغلبْنى أقيف
    وما بِنْتِ
    ولا التذكار ولا كُنْتِ
    بتطْلَعِى إنتِ من غابات
    ومن وديان...
    ومنى أنا..
    ومِن صحْيَة جروف النيل
    مع الموجَهْ الصباحيَّه
    ومن شهقَة زهور عطشانَهْ
    فوق أحزانهْا
    متْكَّيهْ
                  

10-24-2010, 11:57 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    الراحل المقيم مارس الرسم في فترة من حياته
    كما كان قبيل رحيله كتب مسرحية ياعبده روق
    فضلا عن اشعاره واغنياته الخالدات كخلوده في الوجدان
    فهــــــوقائما بيننا
                  

10-25-2010, 07:43 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    الســــــــاقــــــــــــية



    الساقيَهْ لسّه مدوِّرَهْ

    صوت القواديس والمياه
    طلَعَتْ
    مَشَتْ
    متْحدِّرَهْ
    مدَ البصر
    لفَّ الظلام
    حَوْل الجدوال أسْوِرَهْ
    نعْسَان خضارهْا الا نْتَكَى
    ورمى الغُصون
    متْكسِّرَةْ
    مَدّ الخيال
    غنّت مُدُن
    رقصت مدن
    نامت مدن
    عاشت ليالي مخدّرة
    والساقيَهْ طاحونة الأنين
    طُول الليالى
    مدوِّرَهْ
    تحت الهجير
    تحت الظلام
    تحت المطر
    الساقيَهْ لا زِم تستمر
    ***
    الساقيَهْ لسَّهْ مدوِّرَهْ
    وأحمد ورا التيران يَخُب
    أسيان يفكّر مُنْغَلِب
    ما بين بُكا الساقيَهْ
    مابين طُفولَهَ بتِنْتَحِب
    فى اللّى ما شين المدارس
    فى المصاريف
    فى الكُتُب
    في اللّى ضاق عنُّو المكان
    وهسَّه
    سافَر
    واغتَرب
    لِمُدُن بعيدَهْ تنوم وتصْحى
    على مخدّات الطَرَب
    والساقَيهْ طاحونة الأنين
    طول الليالى بِتنْتَحِب
    *******
    تحت الظلام
    تحت المطر
    عزِ الشتا
    الساقيَهْ ثانيَهْ تقيف تكون
    آمال عريضَهْ مُشَتّتَهْ
    وأكباد صغيرَهْ مفتّتَهْ
    تحت الظلام عِز الشِتَا
    أحمد حكى
    وسّد الراس الضُراع
    والشوف
    نواحى النيل تَكَا:
    وصّانِى أبُوى
    الموج بيهْدِم كُل رخوَهْ
    على الجروف
    شِد الضُراع
    زى المراكبى مع الشراع
    لازِم تعرفو الظلم جاي
    من وين عليكْ
    وافتَح عينيكْ
    على زهور الغابَهْ والأدغال
    على الاطفال
    وعشان يكون الحقِّ ليكْ
    تَعْبُر بحور
    تَهْدِم جبال
    الحق هو هو النضال
    والحق فى ساحة مجْزرَهْ
    والنصر للفاس
    والرجال
    ولى سواقى مدوِّورَهْ

                  

10-25-2010, 07:48 AM

المعتمد
<aالمعتمد
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 474

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    الدوش
    حرف يأثر دواخلي
    ويسكرني حد الثمالة
                  

10-25-2010, 11:01 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: المعتمد)

    (أصلي عارف جنها
    في زول بيركز وينستر
    لكني عارف إنها
    ياني الأزاها وجنها
    برضي عارف أظنها
    تحت .. تحت بتحبني)


    ودليلي القاطع أنه :

    (ديمة في صرة وشيها
    يلفحني شوق
    نافر .. لبد)
                  

10-25-2010, 09:36 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    .
                  

10-26-2010, 03:31 AM

El hadi A.bashir
<aEl hadi A.bashir
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 329

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    .
                  

10-28-2010, 05:17 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: El hadi A.bashir)
                  

10-28-2010, 05:17 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: El hadi A.bashir)
                  

10-30-2010, 06:30 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    ,
                  

11-01-2010, 07:22 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: Abdlaziz Eisa)

    Quote: ]نقف اجلالا وتحية للأديب الشاعر الأستاذ الدوش في ذكرى رحيله الثانية عشر..
                  

11-03-2010, 08:20 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: محمد عبد الله شريف)

    up
                  

11-09-2010, 10:04 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش , مخلوق بسيط من شوق وغم (Re: مطر قادم)

    الاستاذ محجوب شريف
    يابا مع السلامة يا سكة سلامة
    في الحزن المطير
    يا كالنخلة هامة
    قامة واستقامة
    هيبة مع البساطة
    اصدق ما يكون
    راحة ايديك تماماً متل الضفتين
    ضلك كم ترامى حضناً لليتامى
    خبزاً للذين هم لا يملكون
    بنفس البساطة والهمس الحنون
    ترحل يا حبيبي
    من باب الحياة لباب المنون
    روحك كالحمامة بترفرف هناك
    كم سيرة وسريرا من حولك ضراك
    والناس الذين خليتم وراك
    وعيونم حزينة بتبلل ثراك
    ابواب المدينة بتسلم عليك
    والشارع يتاوق يتنفس هواك
    يا حليلك حليلك يا حليل الحكاوي
    تتونس كانك يوم ما كنت ناوي
    تجمع لم تفرق بين الناس تساوي
    نارك ما بتحرق ما بتشد تلاوي
    ما بتحب تفرق من جيبك تداوي
    الحلم الجماعي والعدل اجتماعي
    والروح السماوي والحب الكبير
    في الزمن المكندك والحزن الاضافي
    جينا نقول نفرق نجي نلقاه مافي
    لا سافر مشرق لافتران وغافي
    وين عمي البطرق جواي القوافي
    يا كرسيه وسريرو هل ما زلت دافي

    يا مرتبتو امكن في مكتبتو
    قاعد يقرا وزهنو صافي
    يا تلك الترامس وينو الصوتو هامس
    كالمترار يساسق يمشي كما الحفيف
    كم في الذهن عالق ثرثرة
    المعالق والشاي اللطيف
    تصطف الكبابي اجمل من صبايا
    بينات الروابي والضل الوريف
    احمر زاهي باهي يلفت انتباهي
    هل سكر زيادة ام سكر خفيف
    ينده للبنية يديها الحلاوة
    والخاطر يطيب
    يدخل جنو منو محبوب الشقاوة
    يستنى النصيب
    الدفو والنداوة السنا والعبير
    كالغزلان هناك في الوادي الخصيب
    حيث الموية عذبة والغصن الرطيب
    كم تحت المخدة اكتر من مودة
    للجنا والغريب
    عش وعشب اخضر جدول من حليب
    يابا ابوي يا يابا
    الشمس البتطلع بلت منو ريقا
    والنجمة البتسطع فيه تشوف بريقا
    الندى في حركتو يطفيها الحريقة
    ننهل من بركتو زي شيخ الطريقة
    شاييهو وطرقتو والايدي الصديقة
    يلا نسد فرقتو حب الناس درقتو
    يا موت لو تركتو مننا قد سرقتو
    كنا نقول ده وقتو لكنك حقيقة
    النفاجو فاتح ما بين دين ودين
    نفحة محمدية دفئاً كالضريح
    ميضنة كم تلالي جيداً في اليالي
    مجداً في الاعالي
    مريم والمسيح
    قلباً نبضو واصل ما بين جيل جيل
    ما بين كان وحاصل او ما قد يكون
    ما بتشوف فواصل الا الذكريات
    وآلام المفاصل بعضاً من شجون
    يابا مع السلامة يا سكة سلامة
    في الحزن المطير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de