حوار مع طلحة جبريل: قطار الإنفصال غادر المحطة ومن العبث البكاء على الرصيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2010, 02:26 PM

جمال ادريس
<aجمال ادريس
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع طلحة جبريل: قطار الإنفصال غادر المحطة ومن العبث البكاء على الرصيف

    الصحافي المهاجر طلحة جبريل في افادات ما قبل الاستفتاء:


    قطار الإنفصال غادر المحطة ومن العبث البكاء على الرصيف

    أمريكا تؤيد انفصال الجنوب، ولكن تخشى تكرار "فوضى رواندا"

    يجب إقالة كمال عبيد ومصطفى اسماعيل إذا كانت تصريحاتهما لا تعبر عن رأي رسمي

    إجراء الاستفتاء قرار دولي، ومن ينتظرون تأجيله "نائمون"

    العقوبات الامريكية على السودان يعاني منها الشعب لا النظام

    أمريكا أملت مطالبها على الشريكين علناً، فماذا كان ردهما

    حوار: جمال ادريس
    كاتب وصحافي ومحلل سياسي، صاحب أراء قاطعة وحادة في بعض الأحيان، حول مختلف القضايا السياسية والوطنية، وفي قضية جنوب السودان تحديداً تأتي اجاباته واضحة لا تقبل القسمة على اثنين.. إنه الصحافي المهاجر طلحة جبريل رئيس مكتب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بالمغرب العربي، والذي طرحنا عليه أسئلة الوحدة والإنفصال، وقضية الاستفتاء وما بعده، فجاءت ردوده مباشرة وصريحة، ولم يخفِ أنه كان من أوائل من دعوا لمنح الجنوب حق تقرير مصيرة قبل قبل أكثر من ربع قرن.. كيف ينظر طلحة جبريل لمآلات الأوضاع في الوطن الذي يسير نحو طريق الإنقسام، وما هي قراءته لمستقبل السودان شمالاً وجنوباً، وفرص الوحدة الممكنة.. هنا الإفادات:
    ** نظرياً.. السودان الآن على بُعد أقل من مائة يوم لينقسم إلى دولتين .. هل ترى بغير ذلك؟
    *منذ توقيع اتفاقية نيفاشا، كنت اقول إن الانفصال قادم لا محالة، وكنت ادعو في جميع كتاباتي الى معالجة أوضاع ما بعد الانفصال، لكن مشكلتنا في السودان ، أننا لا نتعامل مع الامور الجادة الا قبل ليلة واحياناً قبل ساعات.
    كتبت عن ضرورة حل مشكلة ترسيم الحدود، وحل مشاكل أخرى سيادية مثل، اسم الدولتين، واقترحت في هذا الصدد ان نعود في الشمال الى "دولة سنار" وهي أول دولة قامت فيه في بلادنا، بعد تحالف بين قبائل عربية وافريقية ، وبهذا المعنى "نحن سناريون"، والاستغناء عن اسم " السودان" لانه اسم استعماري، بينما اسم سنار"" يخلو من أي دلالات عنصرية، وقلت لابد من التفكير في " علم" جديد، لان العلم الحالي ليست لا اية دلالة وطنية ، بل مجرد فكرة خرقاء جاء بها جعفر نميري بعد اجراء مسابقة شارك فيها كل من هب ودب.
    وقلت بضرورة بحث موضوع شعار الجمهورية، صحيح أن "صقر الجديان" طائر ينتمي لنا وننتمي له، لكنه لا يمثل كل مناطق السودان، وقلت ايضاً لابد من تغيير " النشيد الوطني" واقترحت تبني نشيد " صه يا كنار" ، وتطرقت الى العاصمة وقلت لابد من اختيار عاصمة ادارية جديدة ، لاسباب ديمغرافية وعملية. هذا كله كتبته وقلت به منذ سنوات، لكن يبدو ان من بيدهم القرار في بلادنا ، ليس فقط لا يقرؤون ، بل هم أيضاً لايسمعون.
    وكجواب مباشر على سؤالك، اقول إن قطار الانفصال غادر المحطة، ومن العبث ان نقف على الرصيف ونقول إن القطار لم يتحرك بعد، إلا إذا كنا نمارس عمى الالوان، وهذه ليست سياسة بل عبث. أشدد على القول هذا عبث.

    ** اجتماعات نيويورك خرجت بالتشديد على اجراء الاستفتاء في موعده.. ما الذي لم يتم اعلانه من قرارات أملتها الولايات المتحدة على الشريكين؟
    * امريكا طلبت من حكومة الخرطوم وبكل وضوح ان تحترم نتيجة الاستفتاء، والا يتأخر هذا الاستفتاء عن موعده المقرر، وطلبت من الجنوبيين التحرك بسرعة لتطويق الفساد المستشري في حكومتهم ، وكبح الفوضى في حالة الانفصال.
    امريكا طلبت من العالم ان يضغط من أجل تنظيم الاستفتاء، وهذا ما قاله بوضوح الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه امام الأمم المتحدة. امريكا قالت كل شيء علناً ، قالت إن الشمال سيستفيد من قرارات امريكية تحفيزية بشأن موضوع العقوبات الجائرة الذي تتعرض لها بلادنا، وان الجنوب سيستفيد من دعم امريكي لبناء الجيش و الادارة. امريكا تتدخل الآن في كل صغيرة وكبيرة في السودان، هذا هو الواقع، وهو واقع لا يقبل به اي وطني، لكن السياسة ليست شعارات نلوكها، بل هي فهم ودراسة الواقع وبناء مواقفنا على ضوء ذلك.
    وإذا كنا نعرف ماذا قالت امريكا فإن السؤال المطروح، ماذا قال الشريكان ؟ هذا هو السؤال الذي يريد السودانيون معرفته.

    ** ما الذي تخشاه الولايات المتحدة إذا انفصل الجنوب، وما الذي تسعى للوصول إليه بالوحدة؟

    *السياسات الغبية هي التي جعلت من مشاكل بلادنا، قضية في معارك السياسة الداخلية في امريكا ، بل وحتى مادة انتخابية، سواء تعلق الأمر بقضية الجنوب قبل توقيع نيفاشا، أو مشكلة دارفور. واشنطن ومنذ سنوات تقف الى جانب خيار انفصال الجنوب، هذا التوجه هو المهيمن في الكونغريس وفي وزارة الخارجية، سواء عن حق أو باطل، لكن هذه هي الحقيقة، صحيح أن اللوبي اليهودي، خاصة بالنسبة لدارفور، كان له دور مؤثر، لكن لابد أن نتعامل مع النتائج، وليس مع المقدمات. واشنطن تخشى فقط الفوضى، حتى لا يكون هناك صومال آخر، وبالتالي تجد القاعدة لها ملاذاً آمناً.
    الادارة الديمقراطية الحالية في واشنطن، تتحكم فيها عقدة " رواندا" حيث جرت أبشع عمليات إبادة جماعية، بين التوتسي والهوتو ، ووقفت ادارة الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلنتون، تتفرج على تلك المجازر ، ولم تتحرك، ومشكلة الديمقراطيين، انهم يعتقدون بان شيئاً مماثلاً يمكن أن يحدث في السودان، وعلى الرغم من أن المقارنة خاطئة، فإن تلك العقدة هي التي تحكم موقف الديمقراطيين في كثير من الأحيان، وأفضل نموذج هي سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وهي قطعاً الأكثر سوءاً في إدارة باراك اوباما.

    ** هل تتوقع أن يتم تأجيل الاستفتاء، بسبب مشكلة ترسيم الحدود؟

    * قرار اجراء الاستفتاء في موعده اصبح قراراً دولياً، والعالم لايمكن ان ينتظر حتى نستيقظ من "قيلولتنا" ونفكر في الحدود والقضايا الخلافية الاخرى. وبصراحة موضوع الحدود كان سهلاً، لو أن اتفاقية نيفاشا لم تكن مليئة بالثقوب، على سبيل المثال ، كان يمكن اعتماد المبدأ الافريقي ، الذي يقول "يجب عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار" وفي هذه الحالة ، فإن حدود "المديريات الجنوبية" واضحة ، والأمر لم يكن يحتاج الى رحلة المواشي شمالاً وجنوباً بحثاً عن الكلأ حتى ندخل في متاهة تحديد الحدود طبقاً لرحلات ألابقار بين هذه المنطقة وتلك. المشكلة أن الطرفين اللذين تفاوضا في نيفاشا ، لم يكن يريدا لحسابات ضيقة مشاركة قوى سياسية سواء من الشمال او الجنوب في المفاوضات ، فكانت أن جاءت الاتفاقية مليئة بالثقوب، وكان الطرفان في عجلة من أمرهما بسبب ضغط الرغبة في ايقاف الحرب، ثم أدى غياب جون قرنق الى تعقيد الموقف، لان الذين ورثوه، كان أفقهم السياسي ضيقاً الى ابعد الحدود، وفي الشمال عقّدت صراعات مراكز القوى داخل النظام الموقف، ولم يعد على عثمان طه الذي وقّع نيابة عن النظام يتمتع بالتأثير المفترض في صنع القرار. هذا هو عمق المشكلة . من وقّع في نيفاشا، ليس هو من يطبق حالياً سواء في الخرطوم أو في جوبا.

    ** الولايات المتحدة اقترحت جعل أبيي منطقة تكامل بين المسيرية والدينكا، كيف تنظر لهذا الاقتراح؟

    * هذا اقتراح غير قابل للتطبيق، مثل هذه الاقتراحات تتطلب وعياً سياسياً، وهو غير متوفر في المنطقة. إذ لا يمكن أن تطلب من رعاة في الجانبين يتنازعان على الكلأ ، عاشا فترات طويلة من الخصام المكبوت أحياناً والمتفجر في بعض الاحيان، ان يتحولا الى مجموعات متهادنة، لأن " الدولتين" في الشمال والجنوب تريدان منهما ذلك.
    امريكا تطرح حلاً، يمكن أن يصلح في العالم المتقدم، لكننا لسنا بعد جزء من هذا العالم، نحن مجتمع قبلي يحاول ان يتخلص من مشاكل القبلية للانتقال وبمعاناة شديدة فيها الكثير الى تشكيل "مجتمع الدولة الجنينية" ، حتى الآن نحن لا نقبل بمفهوم "الدولة" وإلا لماذا نعتبر ان كل محاولة انقلاب على دستور الدولة، هي بالضرورة " ثورة" سياتي بعدها الخير والنماء. من هذه الزواية مشكلتنا تربوية، وهذه قضية معقدة جداً، ربما يحتاج الأمر الى الكثير من الاسهاب الى شرحها.

    ** في رأيك لماذا تضاءل حجم "جزرة" امريكا، مقابل ازدياد طول "عصاتها" في وجه حكومة الخرطوم؟

    * هذا النظام في كثير من الأحيان يقول أشياء ، ويفعل ضدها. يريد التصالح مع الامريكيين ومعاداتهم في الوقت نفسا، ثم أن الامريكيين ايضاً ، اتبعوا سياسات ظالمة ومتناقضة ضد بلادنا، لذلك هم يقولون بالشدة احياناً ، ثم يجرّبون سياسة اللين. وسياسات النظام المتقلبة هي التي ساعدتهم على ذلك. سأقول لك شيئاً ، ودون جنوح الى ادعاء او تفاخر، كنت السوداني الوحيد الذي التقى الرئيس الامريكي جورج بوش في البيت الابيض، وقلت له بوضوح إن سياسة العقوبات التي فرضها على السودان، يعاني منها السودانيون، اي الشعب، ولا اثر لها على النظام. هناك سودانيون آخرون التقوا بوش في البيت الابيض سواء كانوا من السياسيين او الاعلاميين، سمع منهم الرئيس الامريكي السابق كلاماً مغايراً، كانوا يقولون له عليك تشديد العقوبات ضد السودان، لان ذلك سيضعف النظام. نعم الى هذا الحد بلغت المهانات. بعد كل هذا ماذا كنا تتوقع من امريكا.

    ** كيف تقرأ تصريحات كمال عبيد الأخيرة التي أثارت جدلاً لم ينته؟
    * الإشكال ليس في تصريحات "فلان او فلتكان"، لكن النظام مطلوب منه أن يقول لنا من الذي يتحدث باسمه، نحن لدينا عشرات الناطقين باسم الحكومة، ولا نعرف من يعبر عن رأيها، ومن يعبر عن وجهة نظر شخصية. إذا كانت تلك التصريحات تعبر عن رأي الحكومة عليها ان تدافع عنها، واذا كان العكس ، على الوزير ان يقال أو يستقيل. القضايا الكبرى لا تتحمل الاجتهادات الشخصية، وليس فيها وجهات نظر، بل لابد فيها من مواقف. هناك فوضى تصريحات تصدر في الخرطوم ورسائل متناقضة تصدر كل يوم، الى الحد الذي لم نعد نعرف أين هو موقف الحكومة، ومن الذي يعبر عنه. في كرة القدم، عندما ينهزم فريق، يدلي المدرب واللاعبون والاداريون ومشجعو الفريق بتصريحات متناقضة احياناً بعد انتهاء المباراة، كل جانب يريد ان يقدم تحليله لأسباب الهزيمة وفي كثير من الأحيان يكون كلامهم متناقضاً، لكن في السياسة لا يمكن ان تكون الأمور بهذا الشكل ولا ينبغي لها.
    ** دعا د.مصطفى اسماعيل الشباب لحمل السلاح والاستعداد للحرب عقب الاستفتاء، ماهي سيناريوهات العنف المتوقعة في الشمال والجنوب؟
    عندما نتذكر ان من يقول ذلك رجل كان يتولى الحقيبة الديبلوماسية ، يمكن أن نقول باطمئنان "ليس في القنافذ أملس". وعلى اية حال كما قلت رداً على السؤال السابق، اقول رداً على استفسارك، إذا كان من دعا الى الاستعداد للحرب صادقاً فيما يقول، على النظام القول إن هذا المسؤول يعبر عن موقف رسمي، أما اذا قال ذلك في نوبة حماس او كان كلاماً للاستهلاك، ولم يكن مطابقاً للموقف الرسمي كما جاء في توضيحات لاحقة، ما عليه إلا أن يغادر موقعه، لأن حديث الحرب والسلام ليس كلاماً يمكن أن يلقى على عواهنه. هذه مشكلتنا في السودان، كل يوم لدينا سيل من التصريحات. وبالتالي لا نعرف من نصدق والى من نستمع. وسبب ذلك بصراحة هو غياب دولة المؤسسات، لو كنا نعيش في كنف دولة مؤسسات ، لعرف كل شخص حدوده ومهامه وصلاحياته. التحريض على الحرب ليس كلاماً هيناً حتى يقال بدون ضوابط.
    ** ماهو الوضع الأمثل في رأيك لمسألة المواطنة والجنسية في حال الإنفصال؟
    * هذه أمور كان يفترض ان تسند الى مفوضية يناط بها ترتيب فترة ما بعد الانفصال، وتضم قانونيين وسياسيين وخبراء ، لكن ذلك لم يحدث لان النظام يتحرك بسياسة " رزق اليوم باليوم" ، وماكان يهمهم في المرحلة السابقة هو الانتخابات، ثم "فوجئوا" باقتراب موعد الاستفتاء، وان هناك الكثير من القضايا العالقة لم تحل بعد. ليس لدي وصفة سحرية يمكن تقديمها للحلول، ما أنا سوى مواطن، لاعلاقة له بالقرار أو المشاركة في صنعه، ولا يمكن ان نغيب الناس عن المشاركة في صنع القرار، عبر مؤسسات ديمقراطية، ثم نطلب منهم المساهمة في حل مشاكل وتعقيدات يخلقها من بيدهم القرار، بقيت اناضل من أجل انتخابات نزيهة وديمقراطية ودولة مؤسسات منذ أن كنت شاباً في بداية العشرينات، وها أنذا اتعدى الخمسين ولم يحدث أن ادليت بصوتي في أية انتخابات. الأمور مرتبطة ببعضها بعضاً، ومن يريد تجزئتها يعيش في الاوهام . لست واهماً في كل الأحوال. الديمقراطية ليست ترفاً أو مِنّة من أحد، بل هي نضال متواصل لكي يشارك الجميع في صنع القرار، قرار تتخذه الأغلبية وترضى به الاقلية.


    ** الصوت الإنفصالي بات هو الأعلى شمالاً وجنوباً، هل هو اليأس من وجود أي أمل للوحدة، أم أنه المطلب الحقيقي للأغلبية هنا وهناك؟
    * اجيب على سؤالك بسؤالين، ماذا ستجلب الوحدة للجنوبيين من فوائد؟ وهل ستغير النظرة الدونية من طرف الشماليين للجنوبيين؟ الجنوبيون حملوا السلاح منذ " تمرد توريت" اي قبل استقلال البلاد، وفي اعتقادهم انهم تعرضوا للغبن، وهذه حقيقة لايمكن انكارها، لماذا نريد منهم أن يقتنعوا بفوائد وحدة لم تجلب لهم سوى التعاسة، بل لماذا نريد اقناع الشماليين انفسهم بوحدة لم يحصدوا منه سوى خسارة الكثير، بشراً وموارد مالية، ودفع الجميع سواء في الشمال والجنوب الثمن خسارة فوق خسارة.
    ** هل يمكن أن يكون مقترح "دولة واحدة بنظامين سياسيين" مخرجاً من مأذق الانفصال؟
    * تلك نظرية فرنسيس دينق، واعتقد ان الأحداث تجاوزتها. والدليل على ذلك أنه خلال الفترة الانتقالية جربنا ذلك، هل حققنا شيئاً سوى المناكفات والصدامات بل وحتى المؤامرات، لقد كانت النتيجة ماثلة امامنا، مزيد من الشمولية في الشمال، وفساد وتبديد وهدر للأموال وصراعات قبلية في الجنوب.
    ** هل تعتقد أن تضمين حق تقرير المصير في اتفاق نيفاشا كان خطأً من الأساس؟
    *لو لم تنص الاتفاقية على ذلك، لما كان بالامكان انهاء الحرب اصلاً. الجنوبيون جاؤوا الى نيفاشا والمطلب الاساسي هو "تقرير المصير" ، وحكومة الخرطوم ذهبت الى هناك ومطلبها الأساسي هو إيقاف " الحرب الجهادية" وفي اعتقادي ان الجانبين وصلا مرهقين الى طاولة المفاوضات، لذلك كان طبيعياً ان تقبل حكومة الخرطوم حق تقرير المصير ، وترضخ الحركة الشعبية لمطلب انهاء الحرب.

    ** في حال وقوع الانفصال، في رأيك.. من الذي يتحمّل وزر تقسيم الوطن وتشجيع بقية أجزائه على طلب الانفصال؟

    * لنحدد اولاً ماذا نعني "بالوطن" ، هذا " الوطن" لم يكن موحداً وحدة طبيعية في يوم من الايام ، هذه هي الحقيقة. من يتحمل مسألة التشطير التاريخ والجغرافيا معاً، ربما بسبب قصور في الرؤية السياسة، هناك من لايريد أن يقال إنه يتحمل المسؤولية لاسباب عاطفية، لكن أقول لك بدون التواء ، شخصياً قلت بضرورة انفصال الجنوب في إطار ممارسة حق تقرير المصير، منذ عام 1982. الانفصال جاء نتيجة تراكم تاريخي ، هذه هي الحقيقة بكل تجرد موضوعية.
    ** كيف تنظر لمستقبل دولة الجنوب، وعلاقة دول المنطقة بها؟
    لا أدري الى اين سيتجه الجنوبوبيون بدولتهم. شخصياً لايمكن ان اجيب على هذا السؤال ، انا لم ازر الجنوب قط لمعرفة الواقع، لانني لم أكن في السودان أزيد من ثلاثة عقود ، انا صحافي موقفي يتحدد بناء على المشاهدة وجمع المعلومات، وليس التخمين والتحليل على بعد آلاف الاميال.
    ** لأي مدى يمكن أن يكون النفط سبباً لإشتعال الحرب في الجنوب، أو لتنميته عقب الانفصال؟
    * بصراحة وكما قلت لك لم ازر الجنوب واشاهد الامور عن كثب ، حتى استطيع ان احكم.
    كل شيء سيعتمد على الحكومة التي ستتولى الأمور في الجنوب، وكيف ستكون سياستها، لانه لايمكن لأي حكومة في الجنوب ان تبني سياستها على اساس ردود الفعل تجاه سياسة حكومة الخرطوم.

    ** هل كانت الشريعة والدولة الاسلامية هي العقبة الوحيدة في طريق الوحدة، وفشل مشروع السودان الجديد؟
    * علينا ألا ننسى أن مشكلة الجنوب مطروحة ما قبل استقلال السودان. أما بالنسبة لموضوع " السودان الجديد" شخصياً لم أفهم بصراحة مدلولات هذا الشعار، على الرغم من أنني سمعت الكثير من الشرح ، ومن ذلك مسألة المساواة والمواطنة وعدالة في توزيع الثروة والسلطة، لكن اعتقد أن الشعار كان وما يزال ملتبساً، وكنت اقول للمتحمسين لهذا الشعار، ماذا تقولون عن " ثورة اكتوبر " وهي من صنع " السودان القديم" ، كان السودانيون حالهم مستور كما نقول لكنهم واجهوا الرصاص بصدور مفتوحة من اجل الحريات والديمقراطية ودولة المؤسسات ، وفي كل الاحوال الأمر لم يعد الآن سوداناً قديما أو جديداً ، بل بلدين يجب ان يتعايشا في هدوء وامن وسلام. أما موضوع " الشريعة الاسلامية" فهذه قضية أخرى، لقد بدأت " القوانين الاسلامية" مع نظام جعفر نميري، ونعرف من الذي ايد تلك القوانين، هل كان نميري مسلماً أو اسلامياً؟ هل تقبل أمامة التائب كما قال ابوحامد الغزالي؟ هل من قتل نفسا بدون وجه حق ينطبق عليه توصيف مسلم؟ أطرح اسئلة ، واتمنى أن اجد لها اجوبة.
                  

10-07-2010, 03:15 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع طلحة جبريل: قطار الإنفصال غادر المحطة ومن العبث البكاء على الرصيف (Re: جمال ادريس)

    يقول رئيس مجلس النواب ورئيس القضاء ورئيس مجلس الوزراء السوداني الأسبق بابكر عوض الله في مقالة له بجريدة السودان الحديث (هدف المؤامرة هو تجميع كل يهود العالم في إسرائيل الكبرى التي سوف يزيد سكانها على العشرين مليونا. هؤلاء لا يمكن استيعابهم في إسرائيل بتكوينها الحالي لعدم وجود الماء المطلوب لتعمير النقب وسيناء "التي سوف تعود حسب المخطط"- إسرائيل الكبرى وهي التي تمتد حسب الشعار المرفوع والخريطة المعروضين بالكنيست تمتد من "النيل إلى الفرات" ولاحظ هنا انهم لم يقولوا من مصر إلى العراق وذلك لان ما يؤرق بال إسرائيل الصهيونية على مستقبل كيانها هو الماء والماء فقط أما الأرض العربية فما اسهل الحصول عليها من أية دولة عربية تجاورها، ولكي تصل للماء لا بد أن تسيطر على وادي النيل من منبعه إلى مصبه، وأيضا على جزء كبير من الأراضي التي تقع في شمالها وتحول دون وصولها إلى الفرات. وأول انتصار للمؤامرة سوف يكون الاستيلاء على جنوب السودان، والجنوب على اتساعه لا يزيد ساكنوه عن الخمس ملايين نسمة تسعة أعشارهم من الأميين الوثنيين والباقي مسلمون ومسيحيون، والمسيحيون هم الفئة المؤثرة في مجريات الأمور والاتصالات بأساطين الاستعمار بالخارج وذلك لأنهم خريجو مدارس المبشرين ولا مانع لديهم أن يكون لهم مظهر السلطة أما الإدارة الفعلية فستتولاها في الخفاء العصابة التي لها مصلحة في إقامة إسرائيل عملاقا وسط أقزام الشرق الأوسط. هذه العصابة سوف تغدق على الجنوبيين من الأموال ما يجعلهم مشغولين بأنفسهم عما يدور حولهم وسوف يكونون تحت إمرة الحكومة الخفية التي سوف تدفعهم إلى المطالبة بشمال السودان تنفيذا لما يدعونه (وأعلنه قرنق مرارا) من أن العرب الذين طردوا من الأندلس بعد ثمانية قرون لا يصعب إخراجهم من شمال السودان بعد أربعة قرون فقط. اذاً المرحلة الثانية بعد فصل الجنوب هو تحول المعركة شمالا وسوف تكون القضية هي (هل الشمال ملك للعرب أم للأفريقيين). ثم أن الجنوب سوف يكون مسلحاً لأسنانه كما يقول الإنجليز إذ أن إسرائيل سوف تنقل الكثير من مصانعها بما في ذلك المفاعل الذري والصواريخ عابرة القارات إلى جنوب السودان. وعندما يرى الفور والنوبة والانقسنا والبجا ما أغدقه الاستعمار على الجنوبيين من خيرات سيطالبون هم أيضا بالانفصال. وسيبقى الجزء الواقع على النيل فقط في شمال السودان هو ما سوف يدخل في معركة مع الاستعمار بعد أن أصبحت كل روافد النيل تحت سيطرة إسرائيل وأعوانها وبلا شك سوف تكون المعركة غير متكافئة وسوف يطرد سكان تلك المنطقة إلى جنوب مصر حيث تنشأ دولة النوبة ممتدة من بحيرة ناصر إلى نجع حمادي ثم تبدأ بعد ذلك الدولة القبطية التي سوف تكون حدودها الشمالية منطقة مغاغة وما تبقى بعد ذلك فهو مصر المستقبل).


    و يواصل بابكر عوض الله (هذا هو المخطط الذي أعرفه أنا واثق في صحته وتناقشت فيه قبل عدة سنوات مع شخصية عربية معروفة كانت رحمها الله هي في نظري السياسي الوحيد في العالم العربي الذي تفهم بكل وضوح مخططات إسرائيل وأعوانها).

    الأخ طلحة جبريل

    الأخ جمال ادريس


    أردت مشاركتكما في مناقشة هذا الموضوع الحيوي الهام، فنقلت جزءاً من مقال لي نشر في صحيفة الشرق ألأوسط في أوائل التسعينات رداً على مقالات عشر للدكتور منصور خالد..
                  

10-07-2010, 06:43 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع طلحة جبريل: قطار الإنفصال غادر المحطة ومن العبث البكاء على الرصيف (Re: Mandingoo)

    جمال ازيك ياخي
                  

10-08-2010, 12:55 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع طلحة جبريل: قطار الإنفصال غادر المحطة ومن العبث البكاء على الرصيف (Re: طارق جبريل)

    شكراجزيلا
    صديقاى
    طلحة وجمال
    كل الود
                  

10-08-2010, 01:41 PM

الفاضل يسن عثمان
<aالفاضل يسن عثمان
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 3279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع طلحة جبريل: قطار الإنفصال غادر المحطة ومن العبث البكاء على الرصيف (Re: محمد عكاشة)



    جمال:

    تشكر علي ايراد المقابلة الصحفية، للكاتب والصحفي العصامي
    طلحة جبريل.
    حقيقة كنا شهود،للفترة التي صدح فيها طلحة جبريل، برأيه في قضية
    الجنوب.
    وكان رأي غير مألؤف وقتذاك، وكنا نستغرب صراحته والجهر بذلك
    وصدقت توقعاته، الجنوب يسير الي ماتنبأءه به طلحة.
    وطلحة ذات نفسه رقم لايمكن تجاوزه بالاعلام وادراته بالمغرب العربي
    لذلك بتأتي اقواله وتصاريحه سديده ونادرة الاخطاء.
    التحية للاستاذ طلحة ولاشقائه طارق وناصر،وهم يزينون اسم السودان
    في الوجدان الجمعي للمغاربة.

    مودتي جمال.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de