حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 01:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2010, 01:33 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات

    القارئ الكريم
    الأخوات والإخوة البورداب
    الأخوات والإخوة المشاركون من خارج الحوش
    لكم مني التحية والتجلة ووافر الإحترام
    هذه رواية كتبتها منذ زمن، صدرت عام 2001 ، ستنزل في حلقات، آمل أن تنال رضاكم، رأيكم يهمني
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
    حديقة بلا سياج
    ( 1 )


    انحدرت الشمس إلى مغاربها هاويةً إلى مستقرها لتفسح لليل مكاناً يسدل فيه أستاره، وهي جالسة على أريكة وثيرة بغرفتها والقلق يحُفها من كل جانب، وقد لبسها مسٌ من غيرةٍ حمقاء، تصليها بنارها حتى كادت أن تحرقها، وتتجاذبها خواطر شتى، لا تستهدف غايةً بعينها ولا تجد في عتمة ليلها سراجاً يضئ لها السبيل. وهي لا تدري كيف أصبحت كأنة الحزن تثير في الحشا أناتٍ تختنق بها الحلوق، وتكاد تهمي بالدمع من وقعها العين. تمتمت قائلة في صوتٍ خفيض لا يكاد يسمع:
    • إن علِّتي لعسيرة تستعصي على الشفاء، ما هذا الشعور الذي يكاد يقتلني؟ .. أهبط عليَّ من السماء .. أم صعد إليّ من أعماق الأرض!!!
    نهضت واقفةً واتجهت صوب جهاز التكييف تديره، وعادت تستقبل هواءه البارد المنعش وهي جالسة على ذات الأريكة، أخذت نفساً عميقاً تملأ به رئتيها، علّها بذلك تطفئ هذه النار المضرمة في صدرها. سمعت طرقاً خفيفاً على باب الغرفة، التفتت نحوه في ضجر، وقالت:
    • أدخلي يا عائشة ..
    دلفت أمها إلى داخل الغرفة تحمل براداً للشاي، وما أن رأتها حتى نهضت من مجلسها منزعجة تجري ناحيتها لتحمل عنها حملها، وهي تقول:
    • عذراً أماه .. لقد خلتك عائشة .. إنني آسفة ..
    قالت الأم والابتسام يملأ شفتيها:
    • هوِّني عليك يا بُنيتي .. لا تنزعجي .. يبدو أنه قد فات عليك أن اليوم هو يوم إجازة عائشة ..
    بدا عليها الإنزعاج .. أشاحت بوجهها عن أمها حتى لا تدرك ارتباكها، نظرت إليها الأم والابتسام المشفق يملأ شفتيها، واكملت:
    • ما بك يا بُنيتي؟ .. أراك مشغولة البال ..
    أجابت في عجلةٍ مضطربة:
    • لا شئ يا أماه .. لا شئ ..
    وضعت براد الشاي على طاولة قبالتها، وهي تحاول ألا تقع عيناها على عيني أمها، والأم تنظر إليها في قلق وقد أحست اضطرابها دون أن تدرك السبب، انسحبت الأم من الغرفة مغلقة الباب خلفها، وظلت هي جالسة على أريكتها تنقل بصرها بين النافذة وبراد الشاي، واشتعلت في نفسها عواطفٌ كثيرة مختلفة ومتداخلة، كتلك التي تثور في نفس الفتاة حين تستحضرها أطرافاً من حياتها، طوت صفحات في مخيلتها ونشرت صفحات، همهمت في صوتٍ خفيض:
    • لماذا تقارب الدنيا بيننا وتباعد دون أن يكون لفردٍ منا حق الاختيار؟ ثم تمشي فينا حيلة العاجز، ولا تسعفنا قدراتنا على استدراك معالم الطريق إلى ما نريد، فتصبح دنيانا على سعتها، أضيق أفقاً وأضحل عمقاً وأفقر أنوالاً.
    صمتت برهة، ثم كرت تقول وهي تحدث نفسها:
    • .. ثم ما هذه العلة التي شغلت بها نفسي عن كل شاغل؟ .. ولماذا أراه أمامي دائماً إن في اليقظة أو في المنام؟ .. ولماذا تعذبني هذه الصورة التي أراها؟ .. كأنها تستمتع بتعذيبي على نارٍ هادئة مطمئنة، تشوي نفسي في أناةٍ وريِّث، ومع هذا لا أستطيع ردها أو منع مكروهها.
    لا زالت جالسة على أريكتها تنظر من خلال النافذة بعين خائرة لا ترى شيئاً، وبراد الشاي يشكو إهمال صاحبته وبرودة هواء جهاز التكييف، وهي لا تأنس مجلسها وتخالط نفسها حالة من حالات الحيرة أشبه بالجنون والخبل، ويصطلي قلبها في أتون غيرةٍ حمقاء لا تكاد تجد لها تفسيراً، لكنها تشتعل في سرعة عجيبة، لتنفث أوارها وتلهب الأجواء من حولها، فيختنق كل شئ. وهي بين هذه وتلك لا تزال تذكر كلماته حين قال لأصدقائهما متسائلاً وهو ينظر إليها نظرةً لم تستطع أن تجد لها معنًى:
    • تُرى لماذا نحلم دائماً؟ .. ثم ترتقي أحلامنا إلى حيث تبهر وتروع، فإذا حاولنا تأويلها، وقفت الحقائق الواقعة حائلاً بيننا وبين ما نحاول .. ولماذا تهيض أجنحتنا ويدركها الإعياء ونحن نحلم هذه الأحلام الشائقة الممتعة؟ .. ولماذا تنأى عنا نأياً بعيداً إن نحن حاولنا أن نحققها في أنفسنا أو ننالها بأيدينا؟
    وكرت مسبحة الذكريات تناوشها باشةً حيناً وعابسةً حيناً آخر، وهي لا تزال قلقة مستوحشة، لا تأنس أو تهدأ كأن قد نزلت بها نازلة من نوازل الدهر. أخذت نفساً عميقاً تملأ به رئتيها علَّها بذلك تطفئ هذه النار المضرمة في صدرها، وبصرها يراوح مكانه بين براد الشاي المهمل ونافذة الغرفة التي لا ترى من خلالها شيئاً، وإذا بخيال فتاةٍ يتمثل لها بشراً سوياً، قد ارتدت ثوباً رقيقاً أبيضاً، بدا فيه جمالها الساحر أشد سحراً، ورأتها تبحر في دلها وتيهها دون أن تنظر إليها، فاستشاطت غضباً، ورمتها بوسادة لم تصبها بل أصابت براد الشاي المهمل فانسكبت محتوياته على سجاد الغرفة قبل أن تصل إليه. هرعت تنظف المكان وتلتمس الحيل حتى لا تراها أمها فتحزن لحالها مرة ولبراد الشاي مرةً أخرى. تحاول أن تلملم إليها نفسها ولكن نفسها لا زالت تهدر وتزمجر ويغطي سماءها دخانٌ كثيفٌ يصيبها ببعض العتمة والضباب. نهضت من أريكتها بعد أن نظفت المكان جيداً واخفت آثار الشاي من على سجاد الغرفة، تمددت على سريرها تحاول أن تهرب من أسر هذا الشعور المقيت، وظلت تتقلب عليه ذات اليمين وذات الشمال، حتى شاخ الليل وغلبها النوم.

    (عدل بواسطة Dr. Salah Albashier on 02-21-2010, 06:23 PM)

                  

02-15-2010, 02:00 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 2 )

    حين أشرقت الشمس بنور ربها، كانت زهراء تستقل سيارتها إلى مكتبها، غير أن نفسها لم تهدأ ولم تسترح، ولم تبق فيها بقية تحتمل أكثر مما احتملت في ليلتها السابقة، وها هي بعد كل هذا النجاح الذي حققته في حياتها لا ترى في يقظتها أو في منامها غير هذا الشعور البغيض، الذي لا يريد أن يموت فتنساه أو يهدأ فتستطيع احتماله. سارت بسيارتها على شارع النيل وهي لا تدري إن كانت تقود سيارتها أو أن السيارة تسير بحكم اعتيادها السير في هذا لطريق. همهمت تقول:
    • لم يزل كما هو رغم مرور هذه السنوات الطويلة، ولم يلق عن وجهه ذاك المنظر المشرق الوضاء، ولم تغب عن شفتيه تلك الابتسامة الحلوة التي اعتاد أن يلقى بها الناس، .. ترى ما سر احتفاظك بكل هذا الألق منذ أن كنا على مدرجات الدراسة؟
    جرت إلى رئتيها نفساً عميقاً ثم زفرته في هدوء، كأنها تستميح الزمن عذراً ليرجع بها إلى الوراء وهي تترجح بين ذلك الشعور البغيض وتلك الصورة التي لا تريد أن تفارقها في غدوها ورواحها. استقرت سيارتها أمام بوابة مكتبها، نزلت منها بآلية، جرى ناحيتها أحد حراس المبنى، تناول مفاتيح السيارة ودلفت زهراء إلى داخل المكتب، دون أن تنبث ببنت شفة. التفت موظف الاستقبال إلى زميلته وقال هامساً:
    • ما بها اليوم؟ .. على غير عادتها .. لم نسمع منها ترحيباً .. تبدو منزعجة ..
    لم تجبه زميلته، وعيناها تتابعانها وهي تقف بانتظار المصعد إلى أن غابت بداخله، حينها التفتت إليه قائلة:
    • أتمنى أن ينتهي يومنا هذا على خير .. وما أحسبه كذلك .. وإني لأظنها فيالق الشر وشياطينه تخترق عالمنا التعس ..
    حشرت زهراء نفسها داخل المصد الخاص بها والذي لا يرتاده إلا من كان متجهاً إلى مكتبها، داست على زر الطابق الثالث بآلية، وهي صامتةٌ صمتاً أشبه بصمت الموتى، لم تطرف لها عين ولم تنبعث لها جارحة. توقف المصد عند الطابق الثالث، وانفتح بابه فخرجت منه صوب مكتبها ، دفعت بابه ودلفت في سرعةٍ كأنها تود أن تختفي داخله عن أعين البشر. انتفضت عديلة واقفةً دهشة وهي ترى زهراء تندفع باتجاه مكتبها دون أن تحييها أوتنظر إليها. ترددت قليلاً، وسألت نفسها متعجبة:
    • ما هذا؟ .. لم لا تعيرني التفاتاً؟ .. هذا ما لا طاقة لي باحتماله ..
    هرعت إلى داخل مكتب زهراء ذاهلةً مذهوباً بها، دفعت الباب في قوةٍ أحدثت دوياً عالياً. نظرت إليها زهراء في غضب كأنها تلومها على خدش وحدتها، تجاهلت نظرتها وسألتها دون تنظر إليها:
    • ما بك؟ .. لم تحينني حين دخلت .. ليست عادتك .. ماذا هناك؟
    انتهرتها قائلة:
    • أذهبي إلى مكتبك يا دكتورة .. لا أرغب في الحديث .. لا أريد أن أرى أحداً يدخل عليّ اليوم .. إلغي كل مقابلات اليوم .. أريد أن أخلو بنفسي .. هيا .. إذهبي إلى مكتبك ..
    نظرت إليها نظرةً هي مزيجٌ من الشفقة والغضب معاً، واتخذ هذا المزيج مكانه بين جفونها في سرعة مذهلة، وهي تحدق فيها دهشةً منكرة. سحبت كرسياً جلست عليه وهي صامتة، وزهراء تشيح بوجهها عنها حتى لا تلتقي العيون ببعضها. لبث الصمت بينهما ردحاً غير قليل، كسرته عديلة سائلة:
    • أدرك أننا في مكانٍ للعمل .. لكن الأمر بيننا ليس على هذا النحو من الجادة، ما بك؟ .. تدرين أن الذي بيننا أكبر كثيراً من أني مديرة أعمالك ..
    صمتت برهة، وهي تحاول أن تقرأ ما يدور في خلد صاحبتها، واكملت:
    • لست أدري إن كنت تدركين أنك على غير عادتك .. لقد أحسست بشئٍ ما منذ فترة .. ولكنك اليوم تجأرين بالشكاة دون أن تدري ..
    تمطت زهراء على كرسيها وهوت رأسها مندسة بين كتفيها، ولم تنطق بكلمة، واستحال صمتها إلى نارٍ تحرقهما معاً، واستسلمت مرةً أخرى لذلك الشعور الغريب، كانت تجاهده ليختفي ويكمن، وهو يغالبها ليطفح وينفجر، شعورٌ لم تألفه ولم تبتغيه وهي لا تدري سبيلاً إلى الانفلات منه. تحاول أن تتكلف الود مع صاحبتها تكلفاً، قائلة:
    • أعذريني يا عديلة، لست أدري ماذا ألم بي منذ أمسي؟ .. أرجو أن تبلغي مكتبي بالكلية اعتذاري عن محاضرة اليوم .. وأطلبي من سكرتيرة القسم أن تعتذر لطلابي .. إنني كدرة النفس ولن أستطيع التركيز في المحاضرة ..
    نهضت عديلة واقفةً وهي تنظر إلى صديقة عمرها بعين مشفقة، قالت:
    • لا عليك يا صديقتي، هوٍّني على نفسك قليلاً، سأخبرهم بما تريدين ..
    صمتت برهة، ثم أكملت وهي تتجه صوب الباب:
    • تعرفين مكاني حين تريدين أن تبوحي لي بشئً ما ..
    أشاحت زهراء وجهها عن صاحبتها، كأنها لا تريد لها أن تسبر أغوارها، واندست على كرسي مكتبها الوثير وراحت تحدق في الأشياء دون أن تراها، كأن الحياة قد أفلتت منها، أو كأنها تطلب شيئاً لا تستطيع أن تبلغه. سألت نفسها في صوتٍ خفيض:
    • ماذا ألم بي؟ .. ولماذا يطاردني طيفه دائماً إن في الصحو أو في المنام؟ .. لماذا أهتم بأخباره رغم كُرهي له؟ .. أنا الآن أفضل منه في كل شئ .. لا حاجة لي به .. لقد حققت نجاحاً لم يستطعه .. لقد اكتفى من الدنيا بأبحاثه وعلمه فقط .. بينما جمعت أنا بين العلم والأبحاث والتجارة ..
    نهضت والضجر يكاد يقتلها، نظرت من خلال نافذة الغرفة إلى النيل تتهادى ماءه في أناةٍ وريث، وبدا لها كأن أمواجه تتشكل في صورةٍ ما، وبدت الصورة تأخذ أبعاداً جميلة، إنها هي .. ذات الفتاة .. تبدو كزهر الربيع يتردد قبل أن ينفتح، كالغصن الأخضر يؤامر نفسه قبل أن يطاوع النسيم حين يريد أن يعابثها فتعابثه، وأن يميل بها فتميل معه حيث يميل، صاحت بصوتٍ عالٍ:
    • أنتِ مرةٌ أخرى؟!
    هرعت عديلة إلى داخل المكتب، فلم تر أحداً سوى صاحبتها والابتسام لا يضئ ثغرها، وبدت واجمة صفراء كأن قد ركبتها كل هموم الدنيا الثقال وملأت ما بين جانحتيها، سألتها هلعة:
    • مع من تتكلمين؟ .. أتحادثين نفسك بهذا الصوت العال؟.. ما بك يا زهراء؟ .. لقد بدأت أقلق عليك ..
    تناولت زهراء حقيبة يدها، وقالت تجيب صاحبتها وهي لا ترغب في أن يطول الحديث بينهما:
    • أعذريني مرةً أخرى .. أنا ذاهبة الآن إلى منزلي .. لا أريد لأحدٍ أن يعلم مكاني .. أحتاج لبعض الراحة .. أستودعك الله
    وخرجت مسرعة من مكتبها وصاحبتها تنظر إليه دهشةً عجبة.
                  

02-15-2010, 02:09 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 3 )

    قادت زهراء سيارتها الفارهة متجهةً صوب مكتبها بكلية الطب البيطري بضاحية شمبات وبجانبها جلست رفيقة دربها عديلة، كانت كدرة النفس، عصبية المزاج، وكان الوقت ذات أصيل، وقد مال ميزان النهار واحمروجه الشمس وهي تنحدر إلى مسقطها في الأفق البعيد، أخذت نفساً عميقاً علَّها تسكن به هذه العصبية وهذا الكدر، واجتهدت كثيراً وهي تحاول أن تعالج من هواجس النفس ومنازعها ما تعالج، وعديلة تختلس النظر إلى صاحبتها بين الفينة والأخرى دون أن يمنَّ الله عليهما بما يكسر هذا الصمت المقيت، وزهراء يسوقها خيالها إلى عالمه فتراه يرسم على شفتيه تلك الابتسامة الساحرة وآلة العود التي تجري أنامله عليها تبعث الألحان شلالاً روياً، كان عواداً ماهراً، وكان صوته رائعاً كأنه يغني لها وحدها دون الآخرين خاصة حين يردد " ويشيل من عمري أنا .. وإدِّيك الله يخليك"، حينها كان يرمقها بنظرة فيها كل ما تحتاجه المرأة من نظرة الرجل، ثم تسوقها الذكريات إلى صورةٍ أخرى ظلت محفورةً في مخيلتها دون أن تنمحي، فيحتويها الغضب على تلك الصورة، لكنها تملأ عليها تفكيرها فتتحول تلك الإبتسامة الساحرة التي كان يرسمها إلى ابتسامةٍ ساخرة، وتتحول تلك الألحان الروية إلى نغماتٍ نشاذ تصك الآذان، ويتحول ذلك الصوت الشادي إلى نعيق بوم، فتمتمت بصوتٍ عالٍ غاضب:
    • لا.. لا .. لن أدعك تحطم حياتي، لن أنهزم أمامك، .. من تظن نفسك؟ .. أين أنت مني الآن؟ .. أنا أفضل منك .. نعم .. أنا أفضل منك في كل شئ .. أنت صنيع أبيك .. أما أنا فصنيعة نفسي .. و..
    التفتت إليها عديلة وهي قلقة متوجسة، أمسكت بيدها وهي تنظر إلى الطريق أمامها في خوفٍ وهلع، قالت سائلة:
    • ما بك؟ .. من هو هذا الذي يود أن يحطم حياتك أو أن يهزمك؟ .. عمن تتحدثين؟ ..
    أوقفت زهراء السيارة بجانب الطريق وقد احتواها اضطراب عجيب، نظرت إلى صاحبتها بعينين تحاولان أن تمسكا دموعهما فلا تستطيعان، ونفسٍ تغالب ذاتها على أمرٍ ما فلا تقدر عليه، قالت تحدث صديقتها راجيةً:
    • أرجو أن تجلسي مكاني، إنني مضطربة بعض الشئ، تعلمين لدي الكثير من الأمور العالقة ، سأسويها في القريب العاجل.
    تبادلت الصديقتان مقعديهما، جلست زهراء ووجهها متكئاً على راحة يدها تنظر بعيداً كأنما قد نزلت بها نازلةٌ من نوازل الدهر، وعديلة دهشة عجبة، لا تدرك لهذا الإنفعال مسوغاً، وهي ترى صاحبتها حائرة مكتئبة، ودموعها القلقة المضطربة تحاول أن تجد لها من سجن أهداب عينيها مخرجاً ، قالت تخاطب صديقتها في رفقٍ:
    • هوني عليك يا صديقتي، ودعي عنك كل هذا القلق ..
    صمتت برهة ثم أردفت:
    • أنت تعلمين كم أنا قلقة بشأنك .. أرجوك .. بل أرجوك ألف مرةٍ ومرة أن تخبريني عن سبب هذا الغضب وهذه الثورة .. من هو هذا الغبي الذي أغضبك؟ .. ومن هذا الذي يريد أن يحطم حياتك؟ .. ولم؟ .. ثم من هذا الذي يمكنه هزيمتك؟ .. إن حواء لم تلد من يستطيع أن يفكر مجرد أن يفكر في ذلك ..
    غسلت كلماتها بعض غثاثاتها، وقد انضحتها بالبارد العذب من ودها، فلملمت إليها بعض نفسها وحاولت أن ترسم ابتسامةً ما على شفتيها والتفتت إليها قائلة:
    • لا عليك .. و ..
    قاطعتها صاحبتها قائلة:
    • إنني لا أحب أن أشق عليك في شأنٍ من شئونك الخاصة، فاختاري لنفسك الطريق الذي تحبين وتؤثرين .. ولكن .. هل الأمر يتعلق برجلٍ ما؟ .. هل أعرفه؟
    نظرت إليها صاحبتها دون أن يمنَّ الله عليها بحرفٍ واحد يسد فضولها، فادركت عديلة ما شاء الله لها أن تدرك، وشقً عليها أن صاحبتها أبت أن تبوح لها ببعض أسرارها.
    أوقفت عديلة السيارة في مواجهة مكتب زهراء، وصعدت المرأتان الدرج واتخذتا طريقهما إليه في نهاية الممر. فجأة تسمرت زهراء أمام مكتب الدكتور نبيل، سمعت المرأتان ضحكاً جماعياً يشنف آذانهما من وراء الباب، واكتسى وجهها بكل ألوان الغضب، ولبس قناعاً من الضيق والكدر. ورأت عديلة أنفاس صاحبتها تعلو وتنخفض في غير ضابط، سألتها في صوتٍ خفيض:
    • ما بك؟ .. لم توقفت أما غرفة مكتب الدكتور نبيل؟
    لم تجب صاحبتها، لكنها دفعت الباب فجأةً، ودلفت إلى داخل غرفة المكتب دون استئذان، فما كان من صاحبتها إلا أن دخلت وراءها. التفت الجالسون داخل غرفة المكتب إلى دخولهما في انزعاج واضح، عدا الدكتور نبيل الذي قابلهما بابتسامته الرائعة مرحباً:
    • أهلاً .. بالدكتورة زهراء .. مرحباً بالدكتورة عديلة .. تفضلا ..
    أشار الدكتور نبيل لطالبين من طلابه بأن يقدما كرسييهما للضيفتين، بينما كانت زهراء تحدق في إحدى الطالبات والشرر يتطاير من عينيها، وعديلة دهشة عجبة من تصرف صاحبتها، وتنقل بصرها بين صاحبتها والطالبة، لكنها لا ترى الدكتورة زهراء ولا ترى الطالبة بل ترى أمرأتين تتحديان بعضهما تحدياً فيه كثير من السفور الذي لا يقبله المقام. وما فتأتا هكذا حتى سمعا صوت طالبٍ يدعوهما للجلوس قائلاً:
    • تفضلا .. أنها محاضر رائعة .. إن الدكتور نبيل يشرح لنا أهم الطرق وأنجعها لتشخيص أمراض الدواجن .. و..
    حدجته بنظرةٍ أسكتته على الفور، ثم التفتت إلى الدكتور نبيل آمرة:
    • أرجو مقابلتي في مكتبي بعد انتهائك من هذا الهرج ..

    (عدل بواسطة Dr. Salah Albashier on 02-21-2010, 05:01 PM)

                  

02-15-2010, 04:46 AM

د.يوسف محمد طاهر
<aد.يوسف محمد طاهر
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 5264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    د.صلاح - سلام
    دخلنا لإلقاء التحية وإشعارك بأننا متابعين ...
                  

02-15-2010, 09:20 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: د.يوسف محمد طاهر)

    الأخ الرائع د. يوسف
    لك التحية والود وعاطر الفل والياسمين
    شكراً لمرورك وتحيتك، رأيكم يهمني في كل حلقة
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  

02-17-2010, 03:25 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 4 )

    انقضى من صباح يومها أكثره، وارتفعت الشمس إلى منتصف السماء وعديلة تنظر إلى الساعة المعلقة على الحائط الذي أمامها، كأنها تستجديها الإسراع، والساعة تعاندها، كأن بينهما أمراً خفياً، وهي تتابع هذا العناد الضاري جالسةً خلف مكتبها بنفسٍ ضجرة، تناولت سماعة الهاتف وأدارت رقماً على عجل، وانتظرت برهةً ثم رمت بسماعة الهاتف إلى مكانها في ضيقٍ واضح. قامت من على كرسيها، وشدت إلى رئتيها نفساً عميقاً ثم زفرته في تأفف، وحيرتها متصلة ملحة، وهي تنقل بصرها بين الساعة حيناً والهاتف حيناً آخر، ولكن لا الساعة تريد أن تجري ولا الهاتف ينوي أن يرن أو يئن. تناولت حقيبة يدها فجأة تريد أن تغادر مكتبها، حينها فقط رنَّ جرس الهاتف، تناولته في شغف، وأجابته:
    • مرحباً .. من المتحدث؟
    أجابها من بالطرف الآخر:
    • أهلاً عديلة .. أنني مرتضى ..
    قالت:
    • لم تأخرت عليَّ؟ .. لم لم تجب على اتصالي بك؟ .. لم ..
    قاطعها قائلاً:
    • هوني عليك قليلاً .. لقد كنت مجتمعاً مع العمال .. على أي حال ماذا هناك؟ .. لقد أقلقتني .. هل حدث شئ؟ .. ما بك؟ ..
    أجابته:
    • هل يمكنك مقابلتي الآن؟ ..
    سألها مقاطعاً:
    • أتودين حضوري إلى المكتب
    أجابت بانفعالٍ شديد:
    • لا .. لا .. أفضل أن نلتقي بمكانٍ آخر بعيداً عن المكتب .. ما رأيك أن نلتقي في بهو فندق النيلين .. خلال نصف ساعة ..
    أجابها ضاحكاً:
    • يبدو أنك تريدين تناول الغداء اليوم على حسابي، لا بأس .. ولكنك تعلمين أنني الآن في موقع المشروع واحتاج إلى ساعة ونصف الساعة على الأقل لأصل فندق النيلين ..
    قالت وهي تنظر إلى ساعتها:
    • حسناً .. ولكن أمامك ساعة واحدة لا غير .. هيا بسرعة.
    وضعت سماعة الهاتف مكانها، وظلت تبحث عن حقيبة يدها دون أن تجدها، نادت ساعي المكتب العم آدم قائلة:
    • أرجوك أن تبحث معي عن حقيبة يدي .. لقد وضعتها هنا على طاولة المكتب ولكننى لم أجدها .. أرجوك ساعدني .. لدي موعداً مهماً ..
    لم يحرك العم آدم ساكناً، بل ظل ينظر إلى الدكتورة عديلة في استغراب، وهي مشغولة بالبحث عن حقيبة يدها دون أن تنتبه إلى نظراته إليها، فجأة أحست به يطالعها دهشاً، التفتت إليه قائلة:
    • ما بك تقف بلا حراك؟ إبحث معي .. ليس لدي وقت ..
    أجابها:
    • أتسخرين مني يابنتي؟ .. ماذا ألم بك أنت؟ .. استعيذي بالله .. حقيبتك في يدك ..
    نظرت عديلة إلى يدها فإذا بالحقيبة عالقة بها، ونقلت ناظريها إلى العم آدم وهما يترنحان بين الأسف والذهول وقد كساهما خجلاً يكاد يجاوز القصد، قالت تحاول أن تحتوي الموقف:
    • أعتذر منك يا عم آدم .. لقد كنت في عجلةٍ من أمري ، ثم رنَّ جرس الهاتف، ويبدو أنني ..
    قاطعها قائلاً:
    • لا عليك يابنتي .. المهم أنك وجدتها .. هل من شئٍ آخر؟
    قالت وهي ترسم ابتسامةً باهتةً على وجهها:
    • شكراً .. شكراً ..
    أدار ظهره وهو يأخذ طريقه إلى خارج غرفة المكتب هازاً رأسه متعجباً لحال مخدميه، وهي تنظر إليه وابتسامتها تتسع شيئاً فشيئا. دست يدها داخل حقيبة يدها وأخرجت مفاتيح سيارتها واتخذت طريقها إلى فندق النيلين.
                  

02-18-2010, 02:22 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 5 )

    دلفت عديلة إلى بهو الفندق، واتخذت لنفسها مكاناً قصياً بحيث تستطيع أن تتبين كل وافدٍ يدخل من باب الفندق، طلبت من النادل كوباً من عصير الليمون علَّه يساعدها في تهدأت قلقها، تتلفت حولها وأنوال من الاضطراب والعصبية تتداعى نحوها وهي لا تقدر أن تنفك من أسرها، تنتقل ببصرها بين ساعتها وباب الفندق. لا زال الوقت مبكراً على حضوره، ارتمت بظهرها على كرسيها وظلّت تحدق في تلكم الثريات العالقة في سقف البهو، فإذا بخيال الدكتور نبيل يفسح لنفسه مكاناً بينها، فاشتعلت في مخيلتها أمور كثيرة متداخلة، رجلٌ متئد رزين، شديد الوقار، عظيم الحلم، يملأ النفس حبوراً والقلوب بشراً، ويصيب بالظن ما قد يخطئ غيره بالعيان، لا ينحرف عن الجادة حين يطول السير فيها، ولا يجنح إلى الشر أو البؤس حين يثقل عليه اتصال النعيم، ولا تلمح فيه إعوجاجاً يمنع اتصاله بذوي مودته، ولا التواءً يسوقه إلى جحود حق الآخرين فيه، واثق بنفسه إلى أبعد حدود الثقة، ترتسم على شفتيه ابتسامة هادئة، دائمة ورزينة، وهو بعد كل هذا صاحب قوةٍ وكبرياءٍ وهمة وعزيمةٍ وذكاءٍ وفطنة، لا يمل العمل، ولا يتلهّى عنه بما يتلهّى سائر الناس، حين تلاقيه تدرك أنك في حضرة جنةٍ من جنان الأرض، لا يحدثك قبل أن يفكر تفكيراً صحيحاً مستقيماً، وقد وهبه الله قريحة وقادة، وذهناً خصباً وذوقاً سليماً، ومخيلةً قويةً قادرة على جمع شوارد الأشياء والتأليف بين متنافراتها، وهو يرسم للناس صورةً بديعة لدنياهم، آخذاً نفسه بالعمل لإبرازها وتحقيقها، يلجأ لاستشارة الناس ما دام فيها خيرهم وخيره، لا تراه إلا غادياً أو رائحاً بين قلوب الناس، يحمل غرسه الطيب إليهم، خائضاً أنهار الوغى من أجلهم يعينهم على ما يعجزون عنه، فأنشأ لنفسه بينهم سيرة حسنة تتألق في قلوبهم كما تتألق الأحجار الكريمة في التيجان المرصعة، أو كتألق أحجار الزمرد في خواتمها. رنَّ جرس هاتفها المحمول فجأةً فاستيقظت من غفوة خيالها، دست يدها في حقيبتها لتتناول الهاتف، نظرت إلى شاشة الأرقام، أجابته في سرعةٍ قائلة وهي تنظر إلى ساعتها:
    • أين أنت يا رجل .. لماذا تأخرت؟ ..
    صمتت برهة وأردفت:
    • لا بأس .. ستجدني في بهو الفندق .. أقصى اليمين .. سأطلب لك كوباً من عصير الليمون البارد ..
    ما هي إلا لحظات حتى دخل الدكتور مرتضى إلى بهو الفندق، وقفت تحييه، قال وهو يلهث:
    • ما بك؟ .. لقد شغلتني .. حاولت ..
    قاطعته قائلة:
    • لا تتعجل .. لقد طلبت لك كوباً من الليمون البارد .. لكني أصدقك القول أنني في حاجة إلى شخص أتحدث إليه بصوتٍ عالٍ .. وإلا سأنفجر ..
    صمتت وقد رأت النادل يقصد إليهم، وضع كوباً بارداً من الليمون أمام الدكتور مرتضى، سألهما مبتسماً:
    • هل ترغبان في شئٍ آخر؟
    أجابته دون أن تنظر إليه:
    • نعم .. فنجاناً من القهوة .. بدون سكر من فضلك ..
    تركهما النادل وقد بدت على الدكتور مرتضى علامات الإهتمام، قال متعجباً:
    • منذ متى تتناولين فنجاناً من القهوة؟ .. وبدون سكر أيضاً .. ماذا حدث؟ .. لقد بدأ القلق يحتويني من رأسي حتى قدمي.
    صمتت برهة كأنها تريد أن تستجمع فيها شتات نفسها، ثم قالت:
    • أريدك أن تسمعني جيداً .. لست أدري ماذا سيحدث ما سأقوله في نفسك من أثر؟ .. ولكني أود أن أتحدث بصوتٍ عالٍ كما أسلفت .. و ..
    قاطعها بحسم:
    • لا داعي لكل هذه المقدمات .. هل الأمر يتعلق بالشركة؟ .. تكلمي!
    شجعها إنفعاله فقالت:
    • نعم .. يتعلق الأمر بالشركة .. أو بالأحرى .. صاحبة الشركة.
    إزدرد جرعة من عصير الليمون في سرعةٍ أصابته بنوبة من نوبات السُعال، أخرج منديلاً ليمسح به أثر العصير من على ملابسه، ثم نظر إليها سائلاً:
    • الدكتورة زهراء!! .. ما بها؟ .. هل أصابها مكروه؟ ..
    تمددت في وجهها ابتسامة مشفقه، وقد رأت تزايد إنفعالاته، فأضافت قائلة:
    • والدكتور نبيل ..
    وضع الكوب الذي كان ممسكاً به على الطاولة، واتكأ بظهره على كرسيه، واحتوته الدهشة ما شاء الله لها أن تحتويه، ثم قال في صوتٍ خفيضٍ عجب:
    • أتقصدين الدكتور نبيل مختار، أستاذ أمراض الدواجن بالكلية؟ ..
    أومأت برأسها إيجاباً، فأردف:
    • ما بهما؟ .. وما دخل الدكتور نبيل بالشركة؟ .. وكيف إجتمع الشرق والغرب في أمرٍ واحد؟
    قبل أن ترد على سيل أسئلته، كان النادل قد أحضر فنجان القهوة، ووضعه بجانب الدكتورة عديلة، ولملم الكوبين الآخرين، وسألهما في ابتسامته المعتادة:
    • هل ترغبان في شئٍ آخر؟
    أجابه الدكتور مرتضى في شئٍ من الغيظ:
    • لا .. ليس الآن .. شكراً لك ..
    شكرهما النادل حاملاً كوبيه، وحين ابتعد قليلاً أشار لها الدكتور مرتضى حاثاً إياها على مواصلة الحديث.

    ــــــــــــ
    نواصل
                  

02-18-2010, 02:33 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    د. صلاح

    تحية و سلام

    مررنا على هذه الحديقة المسيّجة بحلو حديثك و جلسنا القرفصاء ..
    إنها قراءة أولى على عجالة
    سندخل إليها مرة أخرى بتمعن
    دمتم
                  

02-19-2010, 08:13 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: ابو جهينة)

    الأخ العزيز تكعيب الريس أبو جهينة
    لك التحية والتجلة ووافر الإحترام
    شكراً لكلماتك الرقيقة وتشجيعك الدائم ومروك العظيم، أسألك الدوام
    Quote: د. صلاح

    تحية و سلام

    مررنا على هذه الحديقة المسيّجة بحلو حديثك و جلسنا القرفصاء ..
    إنها قراءة أولى على عجالة
    سندخل إليها مرة أخرى بتمعن
    دمتم

    مرحب بيك ألف
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  

02-21-2010, 08:58 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 6 )


    اشتدت نازلة الفضول بمرتضى، وقد بلغ به الإهتمام بالأمر مبلغ الجد، وعديلة تسرد له ما حدث بين الدكتورة زهراء والدكتور نبيل بالأمس، كأنها تقص عليه حكاية موجتين متنافرتين من موجات بحرٍ مائجٍ مصطخب، وهو يترجح بين رغبته في أن تكمل قصتها عنهما ولهفته إلى مزيدٍ من التفصيل ليشبع هذا الفضول الذي احتواه. فجأة سألته عديلة:
    • والآن .. ما رأيك في ما حكيته لك؟
    اعتدل مرتضى في جلسته ولف ساقاً بساق، وظل صامتاً ينظر من خلال زجاج بهو الفندق والنهار قد شاخ، وشمسه قد مالت في الآفاق، وعديلة تستجديه بنظراتها أن يمنَّ عليها بشئٍ يشفي غليلها حتى ضاقت به فانتهرته قائلة:
    • أين أنت يا رجل؟ .. ماذا دهاك؟
    رسم ابتسامة بلا معنًى على شفتيه، وأجابها:
    • لست أدري ماذا أقول .. لقد حيرتني بما حكيت لي .. ولكن ..
    اسندت مرفقيها على الطاولة بعد أن أبعدت فنجان القهوة قليلاً عن مرماهما، وقاطعته سائلة:
    • دعني أسألك سؤالاً مباشراً .. هل زهراء محقة في ما قامت به؟
    أجابها وهو يعبث بشعر رأسه:
    • الأمر ليس كذلك .. والسؤال الحقيقي لماذا تصر زهراء دائماً على مهاجمة الدكتور نبيل أو مضايقته؟ .. ماذا فعل الدكتور نبيل حتى يستحق منها كل هذا؟
    صمت برهة، ثم أردف:
    • منذ التحاقي بالكلية وأنا أسمع أنّ في الدفعة التي تسبقنا شابين ممتازين يتنافسان تنافساً علمياً طاغياً، فسعينا جميعاً للتعرف عليهما، والتقرب إليهما، وبسبب هذا التنافس الحامي إنقسمنا إلى محبي نبيل ومحبي زهراء، كانا نموذجين جادين للشباب، وكنا نفخر بهما، وكان ما بينهما لا يخرج عن التنافس العلمي الجاد، ولكن ..
    قاطعته مكملةً:
    • كل شئٍ منتهٍ إلى السأم إذا اتصل، حتى التنافس العلمي الشريف. ولست أنكر منها أن تملَّ كل هذا، لكن أن ينقلب كله إلى شئٍ أقرب إلى العداء فهذا ما لم أكن أتخيله ..
    صمتت هنيهةً وأردفت:
    • .. وأكثر ما يثير دهشتي، أنّ الدكتور نبيل لا يبادلها عداءً بعداء، كأنه يترفع عن ذلك، أليس هذا غريباً؟
    أجابها وهو يعدل من جلسته:
    • لا .. ليس غريباً على شخصٍ في قامة الدكتور نبيل، فمنذ كنا في الكلية طلاباً يزداد محبيه يوماً بعد يوم، في الوقت الذي ينحسر محبي زهراء كثيراً .. ولكن أرجوأن تعيدي عليّ مرةً أخرى ما دار بينهما في غرفة مكتب زهراء بالكلية؟
    بدا عليها بعض الاهتمام، سألته:
    • لم؟
    لم يجبها، بل أومأ برأسه ذاماً شفتيه، كأنه لا يدري أو كأنه يحثها على الكلام، فأكملت:
    • لقد دخل علينا الغرفة مبتسماً كعادته، كأنه لم يك يهتم بسخريتها منه أمام طلابه، كان هادئاً رزيناً ودوداً، لم ينظر إلي ولم يتضايق من وجودي، حيانا سوياً ثم سألها في أدبٍ جم .. هل من شئٍ ؟ .. حدقت فيه وهي لا تدري بم تجيبه، لقد كان هدوءه حاسماً، ووده لا يسمح لك بأن تسترسل في عنادك أوغضبك، حاولت أن تلملم إليها نفسها، نهضت واقفة وأشاحت بوجهها عن ناظريه، ثم تمتمت: دكتور نبيل أرجو ألا تجمع الطلاب مرةً أخرى في مكتبك .. وبصفتي .. قاطعها مكملاً .. وبصفتك رئيس القسم ترين أن ما أفعله خارجاً عن المألوف، أليس كذلك؟
    صمتت برهةً، تناولت فيها فنجان القهوة، ورشفت منه قليلاً ثم أردفت:
    • أدارت ظهرها عنه حتى لا يرى ارتباكها، وقالت لا أرغب في أن يرتبط الطلاب وأساتذتهم بهذه الطريقة التي تضعف من مكانتنا في نفوسهم، كما أنّ المحاضرات تؤدى في القاعات المخصصة لها لا في مكاتب الأساتذة. كان يسمعها وابتسامته الملائكية لا تفارق شفتيه، سألها وهو لا يزال واقفاً وأنا الوحيدة التي كنت جالسة هل ترغبين في نقاش هذا الأمر أم أن الذي تقولين هو قرار واجب التنفيذ؟ .. التفتت إليه وقد اكتست نظراتها بتحدٍ مقيت .. وقالت بل هو قرار واجب التنفيذ .. حينها ألجمتنا المفاجأة حين سحب كرسياً جلس عليه وهو يطالعها مشفقاً وقائلاً في شئٍ من الحسم .. إنني أعتذر عن تنفيذ هذا القرار ..
    تململ مرتضى على كرسيه، وارتجفت شفتيه بابتسامةٍ متقطعة، وبدا أنه يحاول التركيز أكثر، سألها دهشاً:
    • ماذا؟! .. إعتذر عن تنفيذ قرار اتخذته زهراء .. ماذا فعلت حينها؟
    جرت إلى رئتيها نفساً عميقاً، زفرته في بطءٍ، أجابته:
    • نعم .. تفاجأت بإجابته، وكسر هدوءه الرزين وأدبه الجم ورده الحاسم شيئاً ما في نفسها، لقد رأيت بأم عيني نظرات التحدي تنحسر وتنزوي بل وتنقلب إلى نظراتٍ تترجح بين الاستسلام والرجاء، وكأنه رأى ما رأيت، فقال كأنه يريد أن يطيب خاطرها: آمل أن تجلسي يا دكتورة، أود أن أسبب أعتذاري بأن لكل شيخ طريقته في التعامل مع حوارييه، وإني لا أتدخل في الطريقة التي تتعاملين بها مع طلابك، وألتزم بسياساتك التي وضعتها لتسيير أعمال القسم على اعتبار أن هذا من صميم عملك، أما الطريقة التي أعامل بها طلابي فهي من خويصات نفسي لا أرغب في أن يشاركني فيها أحداً، والطلاب هم الجهة الوحيدة التي يمكن أن تقبل أو ترفض هذه المعاملة .. مرةً أخرى أعتذر عن تنفيذ هذا الذي قررته .. هل من شئٍ آخر؟ .. ترددت قليلاً .. ثم أجابت بلا فنهض عن كرسية وشكرها وانسحب من الغرفة دون أن ينظر إلينا مرة أخرى.
    صمتت فاستقل صمتها وسألها عجلاً يحثها أن تكمل:
    • وماذا أيضاً؟
    قالت:
    • لا شئ .. فقد احتوتها الدهشة من كل جانب، أو كأن قد صُب عليها ماءً بارداً، إرتمت على كرسيها وهي تشعر بأنها هزمت، أو بأنها قد شاخت فجأة على غير ميعاد، وخيِّل إليّ أنني أرى دمعةً تترقرق في عينيها وهي تحاول أن تسجنها حتى لا أراها ..
    إرتخى مرتضى متكئاً بظهره على كرسيه، وهو يحاول أن يجمع ما سمع في معينٍ واحد، لف كلتا راحتيه خلف رأسه، وتنهد تنهيدة لم تدر عديلة لها معنًى، سألها قائلاً:
    • من هي تلك الطالبة التي حدجتها زهراء بنظراتها؟
    إنتبهت عديلة لسؤاله، ومرت بأصبعها على فنجان القهوة مداعبةً، وأجابته:
    • إنها إحدى الطالبات النابهات المتفوقات، بل هي الأولى على دفعتها، تدعى وفاءً، وهي في السنة النهائية بالكلية. .. ولكن لم تسأل؟
    لم يجبها، ولكنه سألها:
    • لم خصتها زهراء بهذه النظرة دون الآخرين؟
    عدلت عديلة من جلستها، وأبدت مزيداً من الإهتمام الحائر، أجابته وهي تتمتم:
    • لست أدري .. لم خصتها بهذه النظرة، ولكنني لم أر أستاذة تحدج بنظراتها طالبة .. لقد رأيت أمرأةً تحدج أمرأةً أخرى بنظراتها .. ورأيت تحدٍ عجيب بين المرأتين ، لم أفهمه ولم أستسيغه .. و ..
    قاطعها قائلاً:
    • سؤالٌ أخير وسأجيبك، هل هي فتاة جميلة؟
    أجابته بسرعة:
    • هي الجمال نفسه، تذكرني بزهراء حين كنا أيام الدراسة، نفس الطول، نفس تسريحة الشعر المائل إلى جانب وجهها الأيمن، نفس..
    التفت مرتضى يمنة ويسرة حوله وجليسته قد صرخت فجأة بصوتٍ عالٍ وهي تردد متعجبة:
    • يا إلهي! .. يا إلهي! .. لا يمكن .. كيف ذلك؟ .. لا يمكن .. كل هذه السنين .. كيف لم أنتبه لذلك؟
    أمسك مرتضى فنجان القهوة وقد كاد أن يسقط على الأرض، وقال:
    • إهدأي يا عديلة .. يبدو أنك قد توصلت إلى ما توصلت إليه .. التاريخ يعيد نفسه والقصة تعود مرةً أخرى بكاملها مع بعض التعديل في بعض تفاصيلها .. و ..
    قاطعته قائلة:
    • إنها تحبه يا مرتضى .. تحبه منذ زمنٍ بعيد .. وهي تحترق بهذا الحب .. يا إلهي .. كيف لم أنتبه لهذا الحب الدفين؟ .. وكيف إستطاعت أن تخفيه طيلة هذه المدة؟ .. ولم تخفيه؟ وكلاهما يستحق الآخر ..
    قال وهو يرسم على شفتيه ابتسامةً محتارة:
    • إذا كان الأمر كذلك .. لم تناصبه العداء؟ .. لم تتحداه دائماَ؟ .. لم؟
    أجابته وهي تحاول ضبط نفسها:
    • إنها حواء يا دكتور .. لقد كانت تبدي ما لا تبطن .. كانت تدافع عن نفسها باستعدائه وتحديه، وربما بإيلامه وإدمائه، وإنني متأكدة بأنها كانت تكره نفسها حين تفعل ذلك، هي طريقة تنتهجها حواء للتعبير عن الحب العنيف .. و..
    قاطعها سائلاً مستغرباً:
    • أيعقل أن يحب الإنسان منا أحداً ثم يسعى بكل السبل إلى إيذائه؟!
    أجابته بعد أن زفرة نفساً حاراً:
    • لقد آذته دون قصدٍ منها، هي لم ترغب في ذلك، لقد أحبته بعنف لذا آلمته بعنف، وهي لسبب ما تستعديه وتعذب نفسها باستهدافه، تُغِير عليه فتدميه وتؤلمه.
    نظر إليها كأنه لا يفهم ما تقوله، وسألها والدهشة تحتويه:
    • لم تحاولين تبرير هذا التصرف السادي؟
    أجابته في غضب:
    • زهراء ليست كذلك، لا بد أن يكون لتصرفها هذا سبباً، ..
    صمتت برهة ثم أردفت:
    • حين أحس بنظرة زوجي لامرأةٍ ما، تتملكني غيرة عمياء، قد تكون النظرة غاية في البراءة، ولكني حينها لا أفهم ذلك، فأسعى بكل ما أوتيت من قوة وقدرةٍ على الحيلة إلى إغضابه، وإيلامه، ومضايقته، بل أبحث كل طريقة تمكنني من أن أقول أو أفعل أي شئٍ لا يحبه، ورغم ذلك لا تكون هذه رغبتي الحقيقية، بل اود أن أرتمي على صدره ليغفر لي ذلة الأنثي التي لا تحسن احتمال المحنة ولا الثبات في الخطب.
    تمتم وهو يحاول أن يكتم ضحكةً أوشكت أن تجد لنفسها مكاناً بعيداً عن شفتيه:
    • إنّ كيدكن عظيم..
    نظرت إليه في ضيق، ثم نظرت إلى ساعتها، تناولت حقيبتها، وهي تقول:
    • إنها السابعة مساءً، يكفي الآن .. آمل أن يظل ما توصلنا إليه سراً بيننا، ودعنا نفكر في الكيفية التي تمكننا من الوصول إلى حلٍ لهذا الأمر.
    نهض وهو يدخل يده في جيب سترته ليخرج مفاتيح سيارته، وقال:
    • لا بأس، لست أدري .. كيف سيكون الحل؟ خاصةً وأنت تعرفين صديقتك حق المعرفة، على أي للمجتهد أجران إذا أصاب وأجر إذا أخطأ.
                  

02-21-2010, 06:42 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    القارئ الكريم
    الأخوة والأخوات البورداب
    المشاركات والمشاركون الأعزاء
    لكم مني التحية والتجلة ووافر الإحترام
    هذه رسالة وصلتني عبر البريد الإليكتروني الخاص [email protected] من الأخ محمد الخاتم ، نشكره عليها، آمل مروركم عليها
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير

    Quote: الأخ العزيز دكتور صلاح البشير
    السلام عليكم
    شكراً على هذا العمل الجميل، لكن بالله عليك (ما تشحتف روحنا) وخلينا من حكاية (حلقات دي) الواحد ما بقدر على المتابعة اليومية أو شبه اليومية، كفاية علينا إننا بنتابع بوستاتك بشقف شديد ، فيها الكثير من كلام أهلنا القدام
    شكراً د. صلاح
    محمد الخاتم
                  

02-22-2010, 01:51 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    القارئ الكريم
    الأخوة والأخوات البورداب
    المشاركات والمشاركون الأعزاء
    لكم مني التحية والتجلة ووافر الإحترام
    هذه الرسالة(رقم 2 ) وصلتني عبر البريد الإليكتروني الخاص [email protected] من الأخت هـ . م ، نشكرها عليها، آمل مروركم عليها
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير



    Quote: دكتور صلاح
    ازيك يا دكتور ، والله يا دكتور انت محنتني انت قلت الكلام ده على لسان عديله
    (حين أحس بنظرة زوجي لامرأةٍ ما، تتملكني غيرة عمياء، قد تكون النظرة غاية في البراءة، ولكني حينها لا أفهم ذلك، فأسعى بكل ما أوتيت من قوة وقدرةٍ على الحيلة إلى إغضابه، وإيلامه، ومضايقته، بل أبحث كل طريقة تمكنني من أن أقول أو أفعل أي شئٍ لا يحبه، ورغم ذلك لا تكون هذه رغبتي الحقيقية، بل اود أن أرتمي على صدره ليغفر لي ذلة الأنثي التي لا تحسن احتمال المحنة ولا الثبات في الخطب.)
    أنا دايره اعرف انت كيف عرفته انو المراة بتحس الاحساس ده الكلام ده حقيقي ميه ميه وانا ذاتي قاعده احس بيه لكن وانت راجل عرفته الاحساس ده كيف الكلام ده بعرفو النسوان بس انت عرفتو كيف حيرتني
    اختك
    هـ . م
                  

02-23-2010, 02:27 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    القارئ الكريم
    الأخوة والأخوات البورداب
    المشاركات والمشاركون الأعزاء
    لكم مني التحية والتجلة ووافر الإحترام
    ترى هل صحيحاً ما ذهبت إليه عديلة؟
    إذن، كيف ذلك؟
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  

03-02-2010, 04:52 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 7 )

    لا تدري لماذا تشعر بأن نفسها تهدر وتزمجر، ويغطي سماءها دخان كثيف يصيبها ببعض العتمة والضباب في صباح هذا اليوم، وهي تجلس في غرفتها، تحاول أن تجد لها مخرجاً، لكن نفسها تخونها وتغيب حواسها عنها، ومضت عيناها تنظران في الأفق عبر نافذة الغرفة، كأنهما تحاولان أن تمدانها بنعمةٍ تصفو بها، وظلت نفسها هكذا كدرةً معتلةً حتى مال النهار، فأسرت لها أن تخرج لتتنسم بعض النسيم العليل. تناولت هاتفها المحمول وجرت بأصبعها على أرقامه، فسمعت رنينه على الجانب الآخر يصرخ صراخاً هو إلى الزئير أقرب، لم يجب من أرادت مكالمته، رمت بهاتفها في ضيق، قررت أن تخرج من هذا الضيق الآسر، اختارت فستاناً أزرقاً جميلاً وارتدته، نظرت إلى نفسها في إعجابٍ وهي تصفف شعرها في دلال، أتمت زينتها بخمارٍ جميل، حينها رنَّ جرس هاتفها المنسي، تناولته على عجل، مرت بعينيها سريعاً على شاشته لتعرف من يهاتفها، ابتسمت وهي تقرأ اسم محدثتها، فأجابت سائلة:
    • أين أنت؟ .. لِمَ لَم تجيبي على مكالمتي حينها؟ ..
    صمتت برهة تستمع إلى الرد من الجانب الآخر، لكنها قاطعت محدثتها قائلة:
    • لا داعي للتفاصيل يا مها .. لم لا تلتقيني بعد قليل في كافتيريا العم حسن؟
    انتظرت قليلاً لتسمع رد ها، وأكملت حديثها قائلة:
    • لا بأس سأنتظرك .. أنا ذاهبة إلى هناك بعد قليل .. لا تتأخري علىَّ .. أريد أن أناقش معك أمراً مهماً ..
    خرجت وفاء إلى الشارع تتقاذفها مشاعر متشابكة لا تدري كيف تتعامل معها، أخرجت مفاتيح سيارتها، وانزلقت إلى كرسي القيادة، أدارتها وانتظرت قليلاً، ثم حركتها باتجاه مقصدها، وجعلت تحدث نفسها:
    • كأن الدنيا قد أرادت أن تجري حكمها علينا، كما تجريه على العاشقين جميعاً، فتأذن لبعض نسيمات السعادة أن تمس شغاف قلبه وقلبي، وتغشي صفحاتهما بأجل آيات الصفاء، سأكون له كما يريد، وسأنسيه كل آلامه السابقات.
    صمتت قليلاً وهي ترمي بنظرها يساراً تريد أن تدير صوبه إتجاه السيارة، إلى كافتيريا العم حسن بكلية الطب البيطري بضاحية شمبات، ثم عادت تحدث نفسها:
    • إنه لا يحتاج إلى النطق والإفصاح وسحر البيان، ولا إلى التكلف والملق والمداهنة، لكنه يحتاجني بجانبه لنبقى سوياً لا يفارق أحدنا الآخر ولا يغيب عن وجهه.
    استقر هذا الشعور في نفسها، وملك عليها حواسها ومشاعرها، تريد أن تروي أرضه الوعرة الكأداء بماء الحب الزلال، فتترامى شجرته الفرعاء حانيةً عليهما على السواء، تنسج لهما من أوراقها وأغصانها مهاداً ليناً يستظلان فيه من وهج شمس ماضٍ حارقة. فتسطيع أن تفر به من مضلة أيامه البهماء إلى واحة أيامها النضرة الزاهية الآملة، لتتلألأ على أوراقها الخضراء أشعة القمر في ليلة تمامه. هكذا كانت تمني نفسها والسيارة تطوي الطريق طياً إلى حيث تنتظرها صديقتها مها.
                  

03-17-2010, 10:32 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 8 )


    مال ميزان النهار قليلاً، واحمرت شمسه خجلاً حين وصلت وفاء إلى مقصدها، أوقفت السيارة خارج أسوار الكلية، ودلفت من بابها إلى حيث تنتظرها مها. لم ترها صاحبتها فقد كانت تجلس مطرقة برأسها تفلي بعض فتات "الساندوتش" بملعقة في يدها، وعيناها ساهمتان، كأنهما تنظران إلى شيئٍ ما لم يدركه رائيه. إتكأت وفاء بيدها على حافة الطاولة التي تجلس مها بجوارها، وصاحبتها لا تزال تنظر إلى حيث لا أحد يدرك، مالت برأسها باتجاهها وهي تقول سائلة:
    • من هذا الذي يشغل بالك إلى هذه الدرجة؟
    انتبهت مها إلى وجود صاحبتها، فرسمت ابتسامة هادئة على ثغرها، واعتدلت في جلستها، ثم تمطت قليلاً، وقالت تجيب سؤالاً بسؤال:
    • ما بك؟ .. لم تأخرت؟
    سحبت وفاء كرسياً جلست عليه، وشاركت صاحبتها ابتسامتها الهادئة، ثم صاحت:
    • كيف حالك يا عم حسن؟ .. آمل أن أجد عندك كوباً من الشاي ..
    انفرجت شفتا العم حسن بابتسامة هي أقرب إلى الضحك منها إلى الإبتسام بان من خلالها طقم أسنانه، ثم عدل نظارته الطبية السميكة، وقال في طيبة معهودة فيه:
    • وإن لم يكن موجوداً نوجده لبنتنا الدكتورة ..
    احتجت مها على هذه المجاملة، قائلة:
    • لم لا يقال لي مثل هذا الكلام يا عم حسن؟
    ضحك العم حسن على احتجاجها حتى بانت نواجزه المستعارة مرةً أخرى، وقال يطيب خاطرها:
    • كلكن بناتي .. ليحفظكن الله ..
    التفتت مها وهي تضحك إلى وفاء سائلةً:
    • دعينا الآن من هذا الرجل الطيب .. ماذا هناك؟ .. ما هو الأمر المهم الذي دعوتني للحضور من أجله؟
    صمتت وفاء وهي ترى العم حسن يحمل كوب الشاي إليها، ابتسمت له شاكره، وبادلها ابتسام بابتسام، وضع الكوب أمامها ثم انصرف. تناولت كوب الشاي على عجل، وارتشفت منه رشفة أو رشفتين، ثم جرت إلى رئتيها نفساً عميقاً، أخذت تزفره في تأنٍ وريث كأنها أنفاسها الأخيرة، وصاحبتها تنتظر منها بعض الذي يشفي الغليل. قالت وهي تضغط على كلماتها، دون أن تنظر إلى صاحبتها:
    • أود أن أبوح لك بسر لا أرغب أن يعلم به أحداً غيرك، كم أود أن أسمع رأيك فيما سأحدثك به ..
    قاطعتها مها:
    • لا داعي لهذه المقدمات كلها .. هاتِ ما عندك؟
    سالتها صاحبتها متجاهلةً مقاطعتها وتنبيهها:
    • ما رأيك فيَّ صراحةً يا مها؟
    أصابت مها نوبةً من نوبات الضحك لم تستطع معها أن تتماسك، وجرت دموعها وهي لا تزال تغالب نفسها فلا تجد إلى التماسك سبيلاً، وصاحبتها تنظر إليها في ضيق، وتتلفت يمنةً ويسرة، تبتسم في جفاء لكل من يحاول أن ينسل إليهما من الجالسين بالكافتيريا آملاً مشاركتهما الضحك، انتهرت صاحبتها وهي تكز أسنانها:
    • ما هو الشيئ المضحك في كلامي؟
    لملمت مها نفسها قليلاً، وقالت:
    • أتسأليني مثل هذا السؤال بعد كل هذه السنين؟ .. ماذا تريدينني أن أفعل أو أن أقول؟
    نظرت وفاء إلى صاحبتها ملياً، ثم قالت:
    • إذن هاك ما عندي .. إنني أحبه ..
    تمتمت مها دهشة:
    • تحبين ماذا؟
    قاطعتها وفاء دون أن تجيبها:
    • تقصدين .. تحبين مَن؟
                  

03-18-2010, 06:08 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 9 ) دلف الأستاذ جمال المحامي إلى مكتب الدكتورة عديلة، يحمل حقيبته في إحدى يديه وفي اليد الأخرى مجموعة من الملفات بألوانٍ مختلفة. استقبلته الدكتورة عديلة باسمة، ونهضت مادةً يدها تصافحه، وضع الملفات على طاولة مكتبها، كي يصافحها وقال في ضحكته المعهودة:
    • سلام الله عليك يا دكتورة، آسف هي عادة لا رجاء في تركها، ملفات في يد ، وحقيبة في أخرى، وعشرات الأمور تشغل البال دون جدوى ..
    أجابته الدكتورة عديلة والابتسامة تكاد تبلغ مبلغ الضحك:
    • وعليك السلام والرحمة .. لا عليك يا أستاذ، هذه هي الدنيا ..
    سألها وهو يتلفت:
    • هل الدكتورة زهراء موجودة؟ .. أم هي كالعادة .. في أحد أقفاص الدجاج بالمشروع ..
    لم تستطع الدكتورة عديلة أن تكتم ضحكها هذه المرة، لكنها أشارت بأصبعها إلى مكتب الدكتورة زهراء قائلة:
    • إنها بالداخل .. في انتظارك ..
    حمل الأستاذ جمال المحامي ملفاته مرةً أخرى، ذم شفتيه قليلاً وعقد حاجبيه، ثم دلف إلى مكتب الدكتورة زهراء، بعد أن أذن له بالدخول. استقبلته الدكتورة زهراء مرحبةً وهي تحاول أن ترسم الابتسام على شفتيها، قالت مرحبة:
    • أهلاً بالأستاذ جمال، كيف حالك؟ مضى وقت طويل لم نلتقيك فيه .. ترى ما هي أسباب غيابك الطويل عنا؟
    رسم الأستاذ جمال ابتسامةً باهتةً على شفتيه، ثم ذمهما ثانيةً، وأجابها مجاملاً بعد أن زفر هواءً ساخناً من رئتيه:
    • أهلاً بك يا دكتورة .. إنها مشاغل الحياة التي تلهيك عن كل شاغل .. آمل أن يسمح وقتك لإيضاح ما جئت بصدده.
    لم تأبه الدكتورة زهراء لحديثه الجاف ، لكنها تناولت سماعة الهاتف، أدارت رقماً قصيراً، والتفتت إليه سائلة:
    • بم نضيِّفك؟ .. هل ترغب في كوب من الشاي أم عصير الليمون المثلج؟
    قال في برود محركاً كلتا يديه حتى تماثل ما يريد قوله:
    • فلنبدأ بعصير الليمون المثلج أولاً .. ثم نثني بالشاي السادة الساخن ..
    نقلت الدكتورة زهراء طلب ضيفها إلى نادل الشركة عبر الهاتف، وتشاغل الأستاذ جمال بملفاته، يفتح هذا ويضع هذا على الطاولة، ثم يخرج آخر من حقيبته، كأنه يرغب في أخذ نصيبه من الضيافة قبل البدء بالعمل، وهي تنظر إليه دون أن تدري ماذا في جعبته؟ ولم لا يريد أن يفصح؟ تململت قليلاً وسألته:
    • هل من شيئٍ محدد يا أستاذ؟
    مر الأستاذ جمال المحامي بيده على شعره الأكرد غير المصفف، وتناول من جيبه علبة سجائره، سحب منها سيجارة، ووضعها في فمه دون أن يشعلها، ثم أخذها بين أصبعيه، وزفر زفرة راح يتأملها كأنها دخان سيجارته غير المشتعله، والدكتورة زهراء تراقبه دون أن تنبث ببنت شفة، تحاول أن تبدو هادئة أمام محاولاته المستفزة، أجابها أخيراً:
    • نعم .. يبدو أنك على عجلةٍ من أمرك .. لقد استجدت بعض الأمور في الشركة التي تديرينها .. المالكة ترغب في التخلص منها .. و ..
    قاطعته الدكتورة زهراء وقد صقعتها المفاجأة، فنهضت واقفة وهي ترتجف من الغضب والذهول على السواء:
    • ماذا؟ .. ماذا تعني؟ .. ماذا تريد أن تقول؟ .. تتخلص منها! .. كيف؟ .. ولماذا؟ .. إنها أكبر شركات الدواجن في البلاد .. كيف يستقيم ذلك؟ .. إنها الشركة التي تسيطر على أكثر من ستين بالمائة من منتجات الدواجن في أسواقنا المحلية .. بخلاف خط التصدير الذي افتتحناه بداية هذا العام .. كيف ذلك؟ ! ..
    نظر إليها الأستاذ جمال نظرةً فيها الكثير من الشماتة والتشفي، ورسم على شفتيه ابتسامة ساخرة، قال:
    • إهدئي يا دكتورة .. إنها تعلم بكل الذي تقولينه .. ورغم ذلك فهي لا تريد .. ترغب في التخلص من الشركة .. تريد بيع حصتها فيها .. هل لديك ما يمنعها من ذلك؟
    ارتمت زهراء على كرسيها، وانحدرت دمعة سخينة من مقلتيها، والأستاذ جمال يراقبها في زهو المنتصر، لملم إليه ملفاته، ووضع أحدها على طاولة مكتبها، ونهض قائلاً:
    • أعتذر إن كنت قد فاجأتك .. لكنها إرادت المالكة، بهذا الملف الأحمر الذي على طاولتك الآن .. كل المعلومات اللازمة .. سأحضر خلال ثلاثة أيام لمناقشة التفاصيل .. حتى نبدأ عملية طرح الأسهم في السوق .. آمل أن تمري عليه .. إلى اللقاء.
    أدار ظهره لها ، وظلت تتابعه حتى غاب عن ناظريها، فانفجرت باكية بصوتٍ عالٍ.
                  

03-30-2010, 02:25 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    القارئ الكريم
    الأخوة والأخوات البورداب
    المشاركات والمشاركون الأعزاء
    لكم مني التحية والتجلة ووافر الإحترام
    إنتظرونا بعد الأرشفة
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  

03-30-2010, 02:48 AM

د.يوسف محمد طاهر
<aد.يوسف محمد طاهر
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 5264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    الأخ الفاضل : د. صلاح البشير - السلام عليكم
    كنت بصدد فتح بوست للسؤال عنك ...الحمد لله على السلامة ...
    لك مني كامل الود ...
                  

03-30-2010, 10:08 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: د.يوسف محمد طاهر)

    الأخ العزيز تكعيب د. يوسف محمد طاهر
    لك التحية والتجلة ووافر الإحترام
    نشكر لك هذا الشعور الطيب، دائما تسبقنا بآجال، نتمنى أن نكون كا تريد وتشتهي
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  

06-22-2010, 04:23 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    أعذرونا .. وتابعونا
                  

07-03-2010, 02:18 AM

حسن حماد محمد
<aحسن حماد محمد
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    د. صلاح سلامات

    ليك وحشة ياغالى

    لحين عودة للقراءة

    طلينا للسلام وعوداً حميداً يا دوك
                  

07-03-2010, 02:57 AM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: حسن حماد محمد)

    اهتمام ومتابعة.....
                  

09-09-2010, 05:18 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: اشرف السر)

    الأخ العزيز أشرف السر
    لك التحية والتجلة ووافر الإحترام
    شكراً للمشاركة ونعتذر لطول الغياب

    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  

09-06-2010, 11:20 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: حسن حماد محمد)

    الأخ العزيز تكعيب حسن حماد
    لك التحية والتجلة ووافر الإحترام
    شكراً لكلماتك الرقيقة وتشجيعك الدائم ومروك العظيم، نعتذر لطول الغياب

    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  

09-09-2010, 06:00 AM

د.يوسف محمد طاهر
<aد.يوسف محمد طاهر
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 5264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    سلام - د.صلاح البشير
    ألف أهلاً وسهلاً بك بعد الغيبة الطويلة ... مشتاقين . أخبارك يا رجل ؟
    كل عام وأنتم بخير
                  

09-09-2010, 06:25 PM

Imad Khalifa
<aImad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: د.يوسف محمد طاهر)

    حضور ومتابعة

    كل عام وانت بخير يا دكتور
                  

09-15-2010, 00:50 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Imad Khalifa)

    الأخ الرائع د. يوسف
    لك التحية والود وعاطر الفل والياسمين
    شكراً لمرورك وتحيتك، وكل عام وأنت بخير
    مع خالص تحياتي
    د. صلاح البشير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de