في هدأة الليل وعبير نسماته يوشوش جرايد النخيل، وفروع الحناء، وأغصان النيم، هنالك عنقريب في وسط الحوش بجانبه كوز ماء وجهاز راديو تبث موجاته عبر الأسير برامج إذاعة أُمدرمان. يأتيك صوتها والقمر ينشر ضوءه فوق بيوت الفريق فيخالط الهدوء الذي تنسيك إياه اشعار سيف الدين الدسوقي الرقيقة وهو يقدم برامجه (الحرف والليل والنغم)، ويبعث صوت صديق احمد حمدون حلآوة الإيمان في داخل النفس بتلآوته المميزة مصطحباً نفحات العلآمة عبد الله الطيّب وهو يفسر الآيات بأُسلوب بسيط تفهمه حتي الحبوبات. (مرافئ الغربة) برنامج قد شاخت ذاكرتي، فما عدت أستحضر إسم مقدمه، لكنه برنامج كان فيه لوعة وحنين وشجن، وهو يعكس أحوال المغتربين في ذلك الزمان حيث كانت تتخلله بعض الأغاني. همساتٌ من ضمير الغيب تشجي مسمعي وخيالآت الأماني رفرفت في مضجعي... صوت ابو داؤد في ليالي ذلك الزمان كان له طعم خاص، وكان الناس مغرمين برائعة عبد الدافع عثمان (يوم البحيرة). كلمات هذه الأغنية فيها رومانسية تجعل النفوس تذوب لوعة وتتدثر بغواش الشجن، وزادها روعة وجمال صوت المرحوم عبد الدافع عثمان. ذلك الصوت المخملي الذي يتخلل مسام الروح فيجعلك تنسى العالم حولك وانت تتسكع علي شاطئ البحيرة حيث لا بحيرات في السودان، بل نيل له سماره وندمانه، لكنه الشعر والطرب الذي يهيم بك في اودية الخيال والجمال...
10-19-2010, 10:10 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
اتت الكلمات سابحة عكس التيار من شمال الوادي حيث جادت بها قريحة شاعر مُرهف الأحاسيس، جزل التعابير الآ وهو الشاعر علي أحمد باكثير الذي ذآب لوعةً مع الكلمات حتي إنسآب معها في بحور الشعر، فأبحر فيها وغاص في أعماقها ليخرج لنا بهذه الدرر، فتلقفها عربي الصلحي في جنوب الوادي لينضمها في عقد موسيقي راقي يحملك علي أجنحة الوله ويطير بك إلي عوالم السِحر والجمال، حيث صادفت هناك صوت جميل عذب يتدفق حنان ولوعة سبح بها علي امواج الطرب ليزين بها جِيد الأغنية السودانية، الآ هو صوت الفنان المبدع المرحوم عبد الدافع عثمان...
10-19-2010, 10:14 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
الحب في ذلك الزمان كان يكتنفه الكتمان وتصطحبه صعوبة في البوح، لذلك يبدو انّ يوم البحيرة كان يوماً شديد الوله، ضنين الوصل، شحيح الكلآم، عميق التعابير، صباحه بهئ الطلعة، السبب الذي جعل المحبوبة تصفه بأنه غُرّة في جبين العمر. نصيب العاشقين من ذلك اليوم كان وميض لحظات اصبحت عالقة في تلآفيف الذاكرة. حبيبتي، إن تجلى لك الصبح هادئ مُفعم بالحيوية يسبح في بحور السحر والجمال، فذكري ذلك اليوم الذي إلتقيتك فيه علي شاطئ البحيرة. رايتك مقبلة بوجهك الوضآح وطلعتك البهيّة تحملين زهرة في يُمنآكِ هي شبيهة بثغركِ البسآم الجميل المطبوع علي وجهك الذي أخجل طلعة الصباح الباهي في ذلك اليوم الأغر. نسيم الصُبح المُضمّخ بعبير النوار إستوحى من جماليات الزمان والمكان أجمل العطور ليضمخك بها، بينما قطرات الندى بدأت مُتلئلِئة علي وجوه الزهور فرحاً بوجودك الذي تستوحي منه نضارها وبهائها.
10-19-2010, 10:17 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
ما زلت اذكر تلك النظرة الخاطفة العابرة وسرعة تأثيرها علي نفسي، حيث قدحت زِناد العشق في قلبي وأشعلت فيه نيران الغرام، فأطارت زفرات من صدري. تنهدات حرى أشعلت نيران الغرآم في جسدي، فنزلت دموعي توقاً لتكرار اللقاء، وخوفاً من الم الحرمان والبعاد. اذكري وصفك ليوم لقاءنا بأنه غرّة في جبين العمر، وإنه مِزهر عزفنا علي اوتاره اغاني الأمال العِرآض وبشريات المستقبل الباهر. عندما تجول كل هذه الذكريات بخاطرك إبتسمي وانشري في ثغرك الفتان دُرر بتفجير إبتسامتك المشرقة، ودعي العطر يضوع من شعرك الناعس الحالك السواد. اذكريني واذكري يوم البحيرة...
10-19-2010, 10:20 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
يوم البحيره ******* إن رأيت الصبح يبدي لك سحرا فاذكريني و اذكري يوم البحيره يوم أقبلت و فى يمناك زهره قد حكت فى وجهك الوضاح ثغره و نسيم الصبح يبدى لك عطره و الندى يكسو وجوه الزهر نضره اذكريني واذكري يوم البحيره لم أعد أذكر إلا أن نظره أشعلت فى قلبى الولهان جمره و أطارت من حنايا الصدر زفره و أسالت من سواد العين عبره اذكرينى و اذكرى يوم البحيره فاذكري إذ قلت هذا اليوم غره فى جبين العمر فنٌ فيه بشرى و انثري فى ثغرك الفتان دره وانشري فى شعرك الوسنان عطره فاذكريني و اذكري يوم البحيره
10-20-2010, 00:35 AM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
اليوم جمعة لا سياسة.. ورحم الله عبد الدافع عثمان هذا الكروان الغرِد الذي لم نفه حق قدره، فذهب عن دنيانا في صمت بعيداً عن أضواء الهرج والمرج...!! ولكن ما هي علاقة (علي احمد باكثير) الحضرمي اليمني المولود في اندونيسيا بالسودان؟ ...منابر عديدة تحتفل هذه الأيام بذكرى هذا الشاعر والمترجم والمسرحي والمؤرخ والأديب والناقد والفقيه، الذي جمع في حياته أنواعاً غريبة من الاهتمامات والمعارف والمنجزات الابداعية، منها الروائي والقصصي والملحمي واللغوي والديني، ومنها تعريجته للحصول على لسيانس الآداب في اللغة الانجليزبة في جامعة فؤاد عندما جاء الي مصر بعد تطواف في بلاد الدنيا، وبعد ان ماتت زوجته الأولى في ميعة الصبا منحته مصر الجنسية و(الزوجة الثانية)..فعاش فيها بالطول والعرض حتى اقتسم الجوائز الادبية مع نجيب محفوظ ونافس توفيق الحكيم في التأليف المسرحي، وعمل في هيئات الثقافة ومجالس التحكيم والمصنفات والتدريس،..وكان من سعة موضوعات مسرحياته التي جاوزت الأربعين ان عناوينها ضمّت: فاوست الجديد، روميو وجوليت، مسمار جحا،(عن سرقة فاسطين الوشيكة) ماساة أوديب، دار ابن لقمان، سر شهزاد، هاروت وماروت، الحاكم بأمر الله، امبراطورية في المزاد، التوراة الضائعة، اخناتون ونفرتيتي، عاشق من حضرموت،حبل الغسيل الفلاح الفصيح.. هذا عدا روايات الثائر الأحمر، سلامة القس، سيرة شجاع، واسلاماه (تحوّلت الي فيام سينمائي بطولة أحمد مظهر) علاوة على عدة دوواين جاءت بعد رحيله؛ منها: اسرار الربى، سحر عدن، صبا نجد، بالإضافة إلى ملاحمه الطويلة- احداها من 19 جزءاً- وتعد ثاني اطول عمل مسرحي ملحمي عالمياً، وبعض أعماله ترجمت الي الفرنسية والانجليزية، وكان هو نفسه يتحدّث بجانب العربية؛ الانجليزية والفرنسية والملاوية ...ويعده بعض النقاد سابقاً في ريادة شعر التفعيلة للسياب ونازك الملائكة...!! كل هذا كوم... لكن علاقة السودان بهذا الرجل الفقيه والأفندي والعبقري الرهيب ان الوجدان السوداني التقط له أجمل قطعة شعرية رقيقة من بين كل الشعر الذي كان يتحاوم في الدنيا، وجعلها جزءاً من نسيج الغناء السوداني في وسط السودان.. نعني بذلك أغنية (يوم البحيرة) التي جعلت عبد الدافع عثمان يمنحها سحراً غريباً يشبه اجواءها : ان رأيت الصبح يبدي لك سحرا ** فاذكريني واذكري يوم البحيرة ..! قبل اسابيع سابقة لرحيل عبد الدافع الفاجع، انعقد عزمنا على زيارة الرجل، وهو الذي ظل طريح الفراش لسنوات بغير ان يذكره -كما يجب- أهل كاره، وادعياء رعاية الآداب والفنون.. قلنا نريد فقط ان نقول له (شكرا جزيلاً) على ما اتحفت به الإبداع السوداني.. تحدثنا في ذلك وأكد على أهمية الزيارة (شاعر الشعب)، وتحادثنا الي طرف من أسرته لنضرب موعداً للزيارة، ثم ونحن بين الموعد وبين تجميع الأطراف نغوص ونطفو بين غمرات الحياة السودانية، إذا بالناعي ينعي عبد الدافع.. فلا حول ولا قوة الا بالله.. لم نقل له حتى شكرا جزيلا: يوم اقبلتي وفي يمناك زهره ..قد حكت في وجهك الوضاح ثغره ونسيم الصبح يهدي لك سحره .. والندى يكسو وجوه الزهر نضره ........ لم أعد اذكر الا أن نظرة... اشعلت في قلبي الولهان جمره واثارت في حنايا الصدر زفرة.. واسالت من سواد العين عبر...
جريدة اجراس الحُريّة...
10-20-2010, 07:08 AM
هاشم محمد الحسن عبدالله هاشم محمد الحسن عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 1989
معاوية المدير احبك بقدر قطرات مياه كل بحيرات العالم قد اعدتنا لليالى لامدرمان ايام ان كانت امدر امان ونقلتنا الى شجن باذخ فنحن فى زمن كالح وايام غبراء المهم الجابنى هنا بالاضافه الى صوت عبد الدافع الشجى.. حقيق ان نذكر ان هذه الاغنية للشاعراليمنى الاصل والسعودى الجنسيه على احمد باكثير وهو شاعر مجواد توفى بنفس مصير ادريس جماع فى مصر عام 1969. وهو شاعر ولم يطبع له ديوان شعر واحد الا ان له كثير من القصائد التى نشرت فى مطبوعات مختلفه،وهو ناقد وكاتب ايضا. رحم الله على احمد باكثير والرحمة للفنان المبدع عبد الدافع عثمان والرحمه الواسعه لك انت معاوية،،
10-20-2010, 08:32 AM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
يدخلها الإنسان عن طريق القنطرة الجديدة المقامة على النيل الأبيض بعد أن ينهب الترام سهول الخرطوم الخضراء الواسعة، فيلقي نظرة على ملتقى النيلين في شبه حلم، ويعجب لهذا الالتقاء الهادئ الطبيعي، وذلك التصافح العجيب من غير إثارة ضجة ولا صوت، فكأنما النيلان افترقا في البدء على علم منهما وهنا يتلاقيان كما يتلاقى الحبيبان ويندمجان نيلاً واحداً، فما ندري أنهما كانا نيلين من قبل ولا ترى في موضع الالتقاء ما يشير إلى شيء من المزاحمة أو عدم الاستقرار مما يلاحظ عادة في التقاء ما بين جهتين مختلفتين، وإنما هناك عناق هادئ لين، وانبساط ساكن حزين.
فإذا فرغ المشاهد من هذا المنظر الذي لابد أنه آخذ بنظرة مرغمة على التأمل، انتقل إلى الضفة الأخرى من النيل الأبيض فرأى البيوت الصغيرة مثبتة في الصحراء، ورأى السراب يلمع ويتماوج بعيداً ورأى بعض العربان وراء جمالهم المحملة حطباً تمشي في اتئاد وفتور، ومن ورائها سراب ومن أمامها سراب، فكأنما هي تخوض في ماء شفاف. ورأى إلى شماله بعض ثكنات الجنود السودانيين منبثة هي الأخرى في أماكن متقاربة، ثم سمع صوت "البوري" يرن حزيناً شجياً وسط ذلك السكون الصامت وفي أجواز ذلك الفضاء اللامع وتلك الشمس المحرقة، فيحس بشيء من الحنين والحزن الفاتر المنبسط ويعجب لذلك المكان ما شأنه وشأن الترام الكهربائي والقنطرة والأتومبيل الذي يخطف كالبرق بين كل آونة وأخرى في ذلك الفضاء السحيق.
وإذا سار به الترام قليلاً في اتجاه النيل رأى أول المدينة المعروف بـ"الموردة " ورأى السفن البخارية الآتية من أعالي النيل واقفة على الشاطئ محملة ببضائع تلك الأماكن الجنوبية, كما رأى بائعي الذرة أمام حبوبهم المرصوصة في أشكال أهرامات صغيرة, وهم يبيعون للمشترين وينطقون العدد في نغمة إيقاعية موسيقية فيها شيء من الملال والترديد الحزين، وفي مثل ذلك المكان كانت تباع الجواري ويباع العبيد في أسواق علنية مفتوحة في عهود مضت، وكان البائعون يتفننون في عرض تلك الجواري بما يلبسونهن من الحلي والزينات.
فإذا سار الترام قليلاً وجد المشاهد نفسه أمام قبة المهدي- ذلك الرجل الذي كان له الشأن الكبير في تاريخ تلك البلاد- ورأى تلك القبة مهدمة مهدودة كما رأى الجامع الواسع الكبير الذي بناه الخليفة عبد الله لكي يصلي فيه المصلون أيام الجمع والأعياد فوقف هنيهة يذكر عهداً مضى بخيره وشره وخالجه شيء من إحساس "الزمان" الذي لا يبقي على شيء إلا مسخه وتركه باهتاً شائخاً بعد أن كان كله رونق وشباب!
وهنا يذكر الإنسان قصة ويذكر تاريخاً ويذكر حروباً أقامت عهد المهدية وتخللته وقضت عليه أخيراً.
وربما يرى في الشارع القائم بين ذلك الجامع وبين طريق الترام صبياً واضعاً رجلاً على رجل في حماره القصير وهو يمشي في طريق معاكس للترام ساهم النظر مفتوح الفم، ينظر إلى بعيد من الآفاق ويغمغم بنغمة حزينة ملؤها الشجو والفتور ناسياً نفسه ناظراً إلى في ما حوله نظرة الحالم الناسي.
ذلك مشهد لن تخطئه قط في شوارع أم درمان. حركة خفيفة ساهية وغناء كئيب حزين كأنما يستعيد قصة مضت، ويحكي رواية مجد وبطولة عفا عليها الزمان ودالت عليها الحوادث كما تدول على كل عزيز على النفس حبيب إلى الفؤاد، ولم تبق على شيء سوى الغناء والسهوم الكئيب.
وفي ذلك المنظر يتجسد تاريخ أمة ونفسية شعب رمت به الطبيعة وسط ذلك الجو المحرق وتركت له صفات الصدق والبساطة في عالم لا بساطة فيه ولا صدق! هو شعب من بقية أمم مجيدة طيبة الأرومة، اضطره الكسب والمعاش أن يهاجر إلى تلك البلاد ذات السهول الواسعة والصحراء المحرقة، فكان تاريخه مأساة تتبع مأساة، وماضيه كله الجرم والإثم، وهؤلاء المهاجرون من أذاقوا السكان الأصليين الألم وساموهم الخسف والعذاب، كرت عليهم النوبة من أمم أخرى فكان نصيبهم الألم والتعب والخوف. وإذا كل السكان سواسية أمام عوامل الجو ودواعي الملال والسأم، ومغريات الشعر والذكر وويلات الفقر، وإذا بكل تلك العوامل المختلفة تترك طابعاً خاصاً على نفوسهم وسمات خلقهم وسحنات وجوههم لا يخطئها الناظر العارف، ولا تقل في الدلالة والشاعرية والحزن الكظيم عن تلك الخصائص التي يراها الإنسان على وجه الرجل الروسي الحزين.
وأبلغ ما يدل على تلك النفسية وذلك الخلق الأغاني الشعبية التي يرددها الكل، من أكبر كبير إلى الأطفال في الطرقات والشوارع، بل إنني لا أعرف شعباً فتن بأغانيه وأعجب بها فتنة السوداني وإعجابه بها. فإذا أنت تجد الموظف في مكتبه، والتاجر في حانوته، والطالب في مدرسته، والشحاذ والحمّار والعامل والمزارع والطفل الذي لم يتجاوز الثالثة ومن إليهم كلهم يغنونها ويرددونها في كل ساعة وكل مكان، ويأخذون من نغمها وإيقاعها معيناً لهم يعينهم على العمل ويلهب إحساسهم بدواعي النشاط والتيقظ الشاعر. بل بلغ افتتانهم بها أن الرجل ربما يشتري "الأسطوانة" الغنائية بعشرين قرشاً وهو لا يملك قوت يومه، وقل أن يمر الإنسان بأي شارع من شوارع أم درمان إلا ويعثر على إنسان أو جماعة تدمدم بتلك الأغاني في شبه غيبوبة حالمة وصوت باك حزين!
والأغاني لا يمكن أن تذيع في أمة مثل هذا الذيوع وتحظى بمثل هذا الانتشار إذا هي لم تعبر عن نفسية تلك الأمة أتم التعبير.
وأغرب من ذلك وأدعى إلى الدهشة أنهم يرقصون على تلك الأغاني الحزينة الكئيبة ولا يرون فيها حزناً ولا كآبة لاعتيادهم سماعها وارتباطها الوثيق بحياتهم. فإذا غنى المغني قائلاً "يا حبيبي خايف تجفاني" وكان هذا المقطع الأخير الذي يرددونه مثل "الكورس" المسرحي وغناها المغني بصوت عال وترديد شجي ناعم طرب الكل واشتد الرقص واشتعل النظارة حماساً، ونسي كل نفسه في موجة طرب راقص، فيعرف المشاهد أن هذا الشعب قد وطد نفسه على قبول الحياة كما هي في غير ما ثورة وكان له في آلامه الدفينة البعيدة القرار نعم السلوى عن الحاضر، ونعم العزاء عن الآلام والمتاعب. وتلك هي نعمة الاستسلام والحنين ومظهر الاستهتار بألم طال وتأصل فانقلب فرحاً ونعيماً!
ونفوس السودانيين واضحة واسعة وضوح الصحراء وسعتها، وخلقهم لين صاف لين ماء النيل وصفائه، وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية، وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم وسيماء وجوههم حتى تحسبهم النساء والأطفال؛ وتلك ميزات لا مكان لها في حساب العصر الحاضر، وإن كان لها أكبر الحساب في نفوس الأفراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحضارة. معاوية محمد نور...
10-20-2010, 04:57 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: معاوية المدير يارائع ، تحياتى، شكرا يااخ على هذا الابداع والجمال من فنان مبدع وشاعر عالى الاحساس ،أغنية خالدة تهيج الذكريات وتدغدع الاحاسيس، رحم الله المبدع عبدالدافع عثمان، مودتى .
الأخ العزيز، هاشم تحياتي وسلآمي، ولك مني جزيل الشكر علي المرور. رحم الله الفنان عبد الدافع عثمان فقد كان نسيج فريد في نوعه حتي إنو مافي زول قلدوا ابداً حتي الآن...
تحياتي واشواقي يا هاشمـ...
10-21-2010, 01:48 AM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: ونفوس السودانيين واضحة واسعة وضوح الصحراء وسعتها، وخلقهم لين صاف لين ماء النيل وصفائه، وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية، وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم وسيماء وجوههم حتى تحسبهم النساء والأطفال؛ وتلك ميزات لا مكان لها في حساب العصر الحاضر، وإن كان لها أكبر الحساب في نفوس الأفراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحضارة. معاوية محمد نور...
10-22-2010, 11:48 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: معاوية المدير احبك بقدر قطرات مياه كل بحيرات العالم قد اعدتنا لليالى لامدرمان ايام ان كانت امدر امان ونقلتنا الى شجن باذخ فنحن فى زمن كالح وايام غبراء المهم الجابنى هنا بالاضافه الى صوت عبد الدافع الشجى.. حقيق ان نذكر ان هذه الاغنية للشاعراليمنى الاصل والسعودى الجنسيه على احمد باكثير وهو شاعر مجواد توفى بنفس مصير ادريس جماع فى مصر عام 1969. وهو شاعر ولم يطبع له ديوان شعر واحد الا ان له كثير من القصائد التى نشرت فى مطبوعات مختلفه،وهو ناقد وكاتب ايضا. رحم الله على احمد باكثير والرحمة للفنان المبدع عبد الدافع عثمان والرحمه الواسعه لك انت معاوية،،
الأخ الحبيب صديق الموج، لك من الحب اضعاف ما تحمل في دواخلك تجاه شخصي الفقير مع كامل مودتي. عليك الله يا صديق ونحن في هذا الزمن العضوض تأمّل كلمات المرحوم معاوية محمد نور وهويصف امدرمات في ذلك الزمن الجميل، وحديثة عن السودانيين وسمو نفوسهم وعشقهم وتذوقهم للفن. شايف في المنبر الأيام ديل حايم الفيديو بتاع السورية الغنت أغنية الكاشف أسمر جميل، يأخي الزمن كان كلو إبداع والمناخ كان ملآئم للناس عشان يبدعوا. اليوم صرنا في زمان نعيش فيه غرباء، نعزف علي اوتار زمن ولّى ونغني يوم البحيرة مع المرحوم عبد الدافع عثمان والشاعر علي احمد باكثير، ونحن نحلم بعودة الزمن الجميل في ظل سودان موحّد يتفجر الإبداع من كلّ مناحيه. التحية لك أخي صديق، وانت تنعم بموفور الصحة وسط احفادك، مع حبي لك ومودتي الأكيدة يا جدو صديق...
10-23-2010, 03:06 AM
سيف الدولة كامل سيف الدولة كامل
تاريخ التسجيل: 03-29-2009
مجموع المشاركات: 4349
يوم البحيرة من أجمل الأغاني السودانية وهي واحة من الشجن الأليم والإحساس الدافق الذي ينعش ما مات قلبه وماتت احاسيسه وما سمعتها إلا وزرفت الدموع الحيارى ،، أما الأستاذ المرحوم عبد الدافع عثمان فهذا الصوت الذي يشجيك بطربه ويدخل إلى سراديب قلبك بكل اريحية إنه من أجمل الأصوات الدافئة الجميلة فله الرحمة بقدر ما قدم ،،، معاوية المدير يديك العافية مدي الحياة ومحل ما قبلت تنعدل عليك ،، غايتو نحن الأغنية دي سمعناها سماع لكن قطع شك عمنا صديق الموج ده حضرها وحضر زمنها لأنو شرح لينا فيها ما لم يقوله مالك في الخمر ، صديق الموج إن شاء الله لا تموت لا تفوت ويوم شكر ما يجي ،
تحياتي : ياسر العيلفون
10-23-2010, 10:18 AM
ود الخليفه ود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178
Quote: عنقريب في وسط الحوش بجانبه كوز ماء وجهاز راديو تبث موجاته عبر الأسير برامج إذاعة أُمدرمان. يأتيك صوتها والقمر ينشر ضوءه فوق بيوت الفريق فيخالط الهدوء الذي تنسيك إياه اشعار سيف الدين الدسوقي الرقيقة وهو يقدم برامجه (الحرف والليل والنغم)، ويبعث صوت صديق احمد حمدون حلآوة الإيمان في داخل النفس بتلآوته المميزة مصطحباً نفحات العلآمة عبد الله الطيّب وهو يفسر الآيات بأُسلوب بسيط تفهمه حتي الحبوبات.
نعمه لو علمها الملوك لحاربونا عليها بالسيوف
قرأت لباكثير قصه عن سلامه القس تلك المغنيه المولوده في مدينه الرسول
واخذت الغناء عن معبد وابن عائشة وجميلة ومالك بن أبي السمح وذويهم فمهرت فيه
علي الرغم من اني قرات القصه من قبل ولكن اسلوب باكثير اسرني
رحم الله باكثير وعبد الدافع عثمان,,, حليل البحيرة وحليل امدر الحنينة.
نديدي السيف، يا راجل والله شوقنا بحر، ضربت ليك كم مرّة، بس الظاهر عليك اليومين ديل مزنوق في الخِدمة. يا اخي كلمة (حِليل) دي فيها حِنيّة لو وُزعت علي جميع أهل الأرض لشملتهم، ويا حليلنا وحليل زمانا يا السيف اخوي...
10-24-2010, 01:42 AM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: يوم البحيرة من أجمل الأغاني السودانية وهي واحة من الشجن الأليم والإحساس الدافق الذي ينعش ما مات قلبه وماتت احاسيسه وما سمعتها إلا وزرفت الدموع الحيارى ،، أما الأستاذ المرحوم عبد الدافع عثمان فهذا الصوت الذي يشجيك بطربه ويدخل إلى سراديب قلبك بكل اريحية إنه من أجمل الأصوات الدافئة الجميلة فله الرحمة بقدر ما قدم ،،، معاوية المدير يديك العافية مدي الحياة ومحل ما قبلت تنعدل عليك ،، غايتو نحن الأغنية دي سمعناها سماع لكن قطع شك عمنا صديق الموج ده حضرها وحضر زمنها لأنو شرح لينا فيها ما لم يقوله مالك في الخمر ، صديق الموج إن شاء الله لا تموت لا تفوت ويوم شكر ما يجي ،
تحياتي : ياسر العيلفون
ياسر ود العيلفون. اهلاً بيك في سودانيز، وإن شاء الله يطيب ليك المقام بيننا، ولك عظيم الشكر علي الطلة التي شرفتني كتير والله. الناس ديل كانوا فعلاً مبدعين يا ياسر وناس عمنا صديق الموج أكانوا مستمعين ذواقين عشان كده كان في جمال وإبداع خالد.
لك مودتي اخي ياسر...
10-25-2010, 05:05 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
Quote: نعمه لو علمها الملوك لحاربونا عليها بالسيوف
سلآمات يا ود الخليفة. خبرك؟ سُئل عبد الله بن المبارك، من الملوك؟ قال: الزاهدين. يا ود الخليفة، حقاً إنها لنعمة يجالدنا عليها الزُهآد في الدنيا. ليك عظيم الشكر علي إطلآلتك ورفد البوست بالرابط الجميل، وإبداعات ود البنا...
10-25-2010, 08:52 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14411
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
معاوية المدير
هاشم محمد الحسن عبدالله
صديق الموج
سيف الدولة كامل
ياسر السر
ود الخليفه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست