المواجهة الثقافية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي علي حامد علي البحيري(فتحي البحيري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2005, 00:40 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المواجهة الثقافية

    1- مخطئ من ظن يوماً أن (الثقل الثقافي) ممثلاً في جموع وتجمعات وآحاد المثقفين والمفكرين والكتاب والفنانين والمبدعين الوطنيين ، والذي ظل مقاوماً شرساً ، وضداً واضحاً للنظام الشمولي الإنقاذي المندحر ، مخطئ من ظن يوماًأن هذا الثقل سيؤول إلى حياد أو انصراف أو تدجين خلال الفترة القادمة بأية دعوى . فالذي يبدو أن (المواجهة الثقافية) هي الضلع الثالث في مثلث الفعل الضروري الممكن لمحاورة واقع فترة ما بعد نفاذ اتفاقية السلام ، والأضلاع الثلاثة هي : التداعي والالتفاف حول منظمات تختص بتحقيق مطلب المحاسبة القانونية والاجتماعية والسياسية لرموز الإجرام الإنقاذي ، والتمترس عند تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من حريات أساسية حقيقية فاعلة ورشيدة ، .... والمواجهة الثقافية .

    (عدل بواسطة فتحي البحيري on 06-22-2005, 00:50 AM)

                  

06-22-2005, 00:48 AM

شمهروش
<aشمهروش
تاريخ التسجيل: 09-14-2002
مجموع المشاركات: 1052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    البحيري الغالي............
    وانتا لسا فاكر..........
    نحنا في انتظار الحلقة(2)
                  

06-22-2005, 00:48 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    2- لقد آتت مقاطعة قطاعات كبيرة من هذا الثقل الثقافي لبرامج (الخرطوم عاصمة للثقافة العربية) أكلها ، للدرجة التي يجد (صديق) نفسه مضطرا للاعتذار إذا دعاك لمشاهدة عرض مسرحي أو أمسية شعرية (بس في مشكلة ! البرنامج دا تحت مظلة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية) لعلمه أن هذا سبب كاف لامتناعك عن الحضور ، وللدرجة التي لم يجد فيها مسئول حكومي كبير حرجا من الاعتراف الارتجالي الممعن في السذاجة : (ولدينا كتيبة كاملة من طالبات الجامعات الإسلاميات لملء الفراغ عندما نضطر إلى ذلك بسبب خلو مقاعد الجمهور في برامج الاحتفالية) . ويبدو فعلاً أن هذه الهزيمة ستأخذ طعومها المختلفة والأشد حرقة لأهل النظام الإجرامي المندحر في النصف الثاني من العام لجملة من الاعتبارات (المفهومة).
                  

06-22-2005, 01:09 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    3- والمواجهة الثقافية اصطلاح نجترحه للتدليل على جملة من الأشياء والإجراءات وطاقات الوضع والحركة تتفاوت عمقاً ومباشرة ، تندرج فيها كل أشكال المقاومة الذهنية والفكرية لكافة عهود الظلم والاستبداد التي تعاقبت علينا ، ونطمع هاهنا في الانتباه إلي أهميتها بشكل عارف وواع بغية التحرك الآحادي والجمعي المنظم لتقويتها وتكريسها وترسيخها واستثمارها لتجنيب الشعب والوطن أسوأ الاحتمالات : تمدد الشمولية والظلامية في مستقبلنا القريب والبعيد .. أو التفتت والضياع كأمة ووطن . المواجهة الثقافية تتمثل بشكل كامل وتام في أي مقطع اختياري لأغنية من أغنيات مصطفى سيد أحمد رحمة الله عليه ، وفي أي قصيدة لحميد أو محجوب شريف أو الصادق الرضي . المواجهة الثقافية تتمثل بشكل كامل وتام في مئات وآلاف من الشعراء والكتاب الأصلاء الصادقين وفي عشرات ومئات الآلاف من المتعلمين المبثوثين في بلدات السودان وقراه ويجدون اللذة في أمل دنقل ومظفر النواب وحتى في أحمد مطر ونزار قباني وفيروز وأم كلثوم ومارسيل خليفة ووالخ الخ. المواجهة الثقافية متحققة بالضرورة في الاختيارات الجميلة والممعنة في الإصرار لأبنائنا طلاب الجامعات السودانية رغم سنوات التعتيم والتجويف والإذلال . المواجهة الثقافية ناصعة في المصير البائس لمشروع الظلاميين الحضاري المزعوم في أية اختبار وجودي اجتماعي يتم إجراؤه الآن في أي من شوارع أمدرمان والخرطوم وعطبرة ومدني وسنار وبورتسودان وكوستي والأبيض وغيرها من المدن التي لم تكن إلا عدوة للنظام الذي لم يكن إلا عدوا لمحض الإنسان ومحض الحق والخير والجمال .
                  

06-22-2005, 01:22 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    الأخ شمهروش
    شكرا للمداخلة
    والتحية
    وأنا الان في السوق العربي لساعات قلائل
    وأكون بالشهدا غالب الأمسيات
    تسلم
                  

06-23-2005, 03:10 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    عن المجلة السودانية
    http://www.sudanjournal.com/Reports/intrv017.html


    صديق المجتيى وزير الدولة بالثقافة فى حوار شفاف
    مشروع الـخرطوم عاصمة للثقافة صاحبته إخفاقات ...كثير من الفعاليات التي تعقد لا يحضرها اهلها
    ليست هناك لجان مقدسة.. والدولة لم تقص أحداً
    أجراه : طاهر محمد علي طاهر

    أثير لغط كثيف حول الخرطوم عاصمة للثقافة العربية، ولم ينجل الامر بعد، والمتابع لما يدور في اروقة الفعاليات يلحظ ضموراً واضحاً، خاصة من قبل الجمهور.. ومشاركة المثقفين السودانيين.. ولا يجد الامر احساساً لدى المواطن في غياب الاعلام الذي يتابع الحدث لحظة بلحظة، حملنا تساؤلاتنا الى الأستاذ صديق المجتبى وزير الدولة بوزارة الثقافة وطرحناها على طاولته للتعرف على ما يدور في المشروع، والإخفاق الذي صاحب البدايات هل هو في التخطيط، ام في التنفيذ ؟

    * بداية استاذ صديق المجتبى نتعرف على الأهداف التي يرمي اليها مشروع العاصمة الثقافية.. ودوركم في تحقيق هذه الاهداف؟
    ـ أنا كنت احد المبشرين بمشروع العاصمة الثقافية، ومقرراً للجنة العليا الثقافية برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية، ووضعت اللجنة العليا عدداً من موجهات العمل، واهداف استراتيجية تهدف الى تحقيق تنمية ثقافية، وحراك ثقافي، وتأهيل للبنى التحتية، وإحداث نوع من التوافق والترابط بين المثقفين السودانيين في ظروف يشهد فيها السودان تحولات كبرى.

    * ولكن الاخفاقات لازمت الفعالية منذ بدايتها فهل يعود الامر الى التخطيط أم الى التنفيذ؟
    ـ مشكلة المشروع بعد انطلاقته كانت في التنفيذ وليس في التخطيط الذي كان جيداً، وصاحب التنفيذ بعض الاخفاقات تمثلت في تنظيم الفعاليات، وتشتيت الأعمال في مختلف أنحاء المدينة، وعدم وجود فعالية كبرى مركزية يجتمع فيها الفنانون، والأدباء، والشعراء، اضافة الى عدم اشتراك مجاميع المثقفين السودانيين في المشروع، ليس بإقصاء من الدولة، لان الدولة لا تقصي احداً، ولان اللجان التي كانت تعمل في المشروع لم تحسن الاتصال بكثير من المثقفين السودانيين، واصحاب الشأن. الذين يقومون بالتنفيذ الآن هم مجموعة من الكوادر غير المدرَّبة على العمل الثقافي، ويجدر بنا ان نذكر هنا ان وزارة الثقافة بخبرتها الطويلة في اعداد مثل هذه الفعاليات غير مشاركة بصورة مباشرة إلا ببعض الافراد، ولذلك لا يوجد عدد من اصحاب الخبرة الذين كنا قد اقترحنا مشاركتهم بداية.. ربما هناك ظروف جعلتهم يبتعدون عن العمل.. لا ادري ولكن هناك ملابسات كثيرة جداً قد حدثت، والامر متروك لآليات المراجعة والتقويم، والمحاسبة في اجتماعات اللجنة العليا، واللجان الفرعية..
    والدولة لم تقصد ان يتقوقع او يختزل المشروع في لجنة او اشخاص بعينهم، فقد كان توجيه اجتماع اللجنة العليا والنائب الأول لرئيس الجمهورية ان تشترك كل ألوان الطيف الثقافي في مشروع العاصمة الثقافية، وان يكون المشروع مناسبة لالتفاف المثقفين حول قضية قومية لتحقيق ونشر ثقافة السلام، وتوحيد الجبهة الثقافية السودانية الوطنية.. كما تحدث عن البعد الافريقي في مشاركة العاصمة الثقافية، وضرورة الاهتمام بالابداع، ومظاهر التنوع الثقافي في الابداع، والمحور الفكري..
    كانت الآمال عريضة، والاهداف اكبر، لكن ما حالف التنفيذ من اخفاقات حال دون ذلك.. ايضاً لابد من القول إن كثيراً من المثقفين الذين يتحدثون من الرصيف عن العاصمة الثقافية ان هذا المشروع هو مشروعهم، وحق لهم ان يغضبوا، ويشعروا بالمرارة، لكن لابد من عدم الاستسلام للاحباط، واليأس، فيمكن ان نعمل معاً للتصحيح، ولدينا احد عشر شهراً متبقياً، وانادي كل مثقف بصفتي الرسمية، وصفتي الشخصية كواحد من اهل القبيلة الثقافية للعمل على طرح رؤاهم حول تصحيح امر العاصمة الثقافية، فليس هناك لجان مقدسة، واشخاص مقدسون، وليس هناك من يعمل فوق إرادة المثقفين، فالدولة تحمي حقوقهم، ومكتسباتهم، ولعلنا بصدد تقويم المشروع في اللجنة العليا تقويماً عادلاً، فهناك بعض النجاحات التي حدثت لكنها ليست بقدر الطموح، بجانب الاخفاقات التي حدثت، وربما نجد لها بعض الاسباب لتلافيها ومعالجتها، وليطمئن الاخوة المثقفون من ان الامر سيسير كما يريدون له ان يكون.

    * واحدة من الأسباب الرئيسية في ضمور المشروع هو الاعلام الذي يروج، ويتعاطى ايجابياًَ مع الحدث؟ لكن اعلام العاصمة الثقافية كان سبباً في الاشكالات ما رأيك؟
    ـ نعم الاعلام كان واحداً من المشكلات لاسيما عدم وجود توجيه لحملة اعلامية جيدة، وعدم وجود اصداء في القنوات الفضائية العربية وعدم وجود اعلام داخل الجمهور الثقافي، فكثير من الفعاليات التي تعقد لا يحضرها اهلها، مثلاً أهل القصة في السودان لا يحضرون فعاليتهم، كما لا توجد دعوات نوعية، وربما هناك نوع من الإحجام من بعض المبدعين لاسباب خاصة بهم، وتعلم ان المبدع السوداني اذا لم يجد الاهتمام، ويدعى مباشرة لا يأتي للمشاركة، وهنالك كثير من الخبراء الثقافيين كان يجب ان تستوعبهم ورش العمل، واللجان التحضيرية.

    * عادة ما تسبق الأعمال الكبيرة مؤتمرات تحضيرية.. لكن الملاحظ ان مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة لم يسبقه مثل هذا المؤتمر؟
    ـ بداية المشروع كنت قد طرحت فكرة مؤتمر تحضيري للعاصمة الثقافية يحتوي على «12» ورشة عمل في مختلف مجالات الثقافة والفنون لتوفير رصيد من الأعمال والأفكار التي تظل زاداً للمهرجان طوال العام، وكان يمكن ان يغني ذلك عن أعمال جاهزة لتقديمها، ومما هو ظاهر جيداً ان المسرحيات التي تقدم هي مسرحيات قديمة، مثل مسرحية «الاسد والجوهرة» لها ثلاثون عاماً، وكذا مسرحية «مدير ليوم واحد»، وكثير من الانتاج الادبي والثقافي الطازج لم يجد حظه من النشر، إلا ما نشر من كتب ثقافية نشرتها الأمانة العامة، فيها بعض الانتاج الجديد من المؤلفات السودانية الجديدة، وبعضها اعيد نشره حقيقة وكان ضرورياً ان يعاد، لكن الأعمال القديمة أُجترت من جديد لتقدم في العاصمة الثقافية دليل على ان هناك مشكلة!!
    المشكلة ليست في عدم وجود الانتاج لكنها في عدم اكتشاف الانتاج نفسه.. واعلم أن هناك موسم مسرحي ضخم جداًَ نظمته ولاية الخرطوم بالتعاون مع المسرح القومي احتوى على «70» مسرحية متنافسة خرجت منها «10» مسرحيات.. أين ذهبت هذه المسرحيات؟ والفعاليات التي قدمت؟ كما أن هناك مادة دسمة، وضخمة قدمت في مهرجان الاندية الثقافية الرياضية الذي نظمته ولاية الخرطوم، ولم يتم التوثيق لهذه الاعمال لتقدم وتبرز في العاصمة الثقافية.

    * ولكن أستاذ المجتبى.. ما هي مسؤولياتكم كوزارة للثقافة يقع عليها عبء ومسؤولية الاخفاق الذي حدث؟
    ـ اعتقد انني لست مسؤولاً في الخصوص، وانما مسؤولاً في العموم من خلال اختصاصي كمقرر للجنة العليا، وليس مختصاً اختصاصاً مباشراً في الامانة العامة، وهذه الأمانة تقوم بأعمالها وفق ما حددته من صلاحيات في عملها، وهناك صلاحيات اللجنة العليا، وهي التي تحاسب، وتراجع هذه الأعمال.. ولكن في كل ذلك لا أبرئ نفسي من الاخطاء، ولا انفي مسؤوليتي فكلنا في هذا الخطأ سواء..
    وايضاً احمّل كثيراً من المثقفين مسؤولية الإحجام والابتعاد لاسباب خاصة، وقد تكون هناك مندوحات لكثير منهم لإحجامهم، ولكن لابد من ان يفتحوا قلوبهم للمشروع باعتباره مشروعاً قومياً.
    لا نريد ان تكون هناك مزايدات سياسية في المشروع وهناك من يفرح لفشله لأسباب سياسية ربما تكون عائدة الى خلافه مع النظام او الحكومة، لكنني أقولها مرة ومرات: تعالوا معاً نقدم ثقافتنا للعرب الذين يجب ألا نبرز خلافاتنا الداخلية لهم، وليس هناك خلافات كما اعتقد، وانا شخصياً اشترك في عدد من الفعاليات، وبها اخوة نختلف معهم في الرأي واقولها بصدق ان الدولة التي تصالحت ووقعت اتفاقية السلام الجريئة والقوية هي التي فتحت الباب لكل اهل السودان، فعاد من عاد، وشارك من كان معرضاً، واعتقد ان الاطمئنان يأتي من النهج الجديد لهذه الاتفاقية، ولابد ان يبعث الامر الطمأنينة في كثير من المثقفين، بان الدولة قد فتحت باباً لكل الناس ليشاركوا، واتفاقية السلام يجب ان تكون مدخلاً جيداً لكثير من المثقفين والمبدعين.. مشروع العاصمة الثقافية ليس مشروعاً حكومياً، وقد قصد من تكوين الامانة ان تكون الوزارة راعية ومشرفة، واريد ان انوه الى ان وزارة الثقافة ليست مشاركة في المهرجان بصورة مباشرة، وانما هناك خبراء واشخاص يعملون في تنفيذ المشروع.. رغم ان هناك رصيداً كبيراً في وزارة الثقافة من خبراء ومؤسسات مثل المجلس القومي للثقافة والفنون، والفرقة القومية للموسيقى التي لا ترى لها مشاركة ولديها ثماني فرق، اضافة الى ادارة للنشر لديها مجموعة من الكتب التي سوف تطبع وتنشر، وكلها معطيات موجودة في الوزارة لابد ان ننوه لها، وبعضها يقوم بتنفيذ اعماله تضامناً مع بعض الجهات، وبعضها ربما عُهد به الى مشروع العاصمة الثقافية.
    الشئ الآخر هنالك تأخر شديد في البنيات الاساسية رغم اننا اردنا الاطمئنان على بنيات اساسية حقيقية يمكن ان يقام عليها مشروع العاصمة الثقافية السودانية. واعتقد ان الامانة العامة ليست راضية من عملها ايضاً لانها تسعى لتقويم اعمالها، وتطويرها، والسعي لعمل جيد، وتستفيد من آراء الآخرين، وليس هناك من له بصيرة ونظر يقول إن ليس هناك قصور في العاصمة الثقافية، هناك قصور يجب الحديث عنه ويجب مواجهته.. اذ انه ليس مشكلة سياسية بقدر ما هو عمل ثقافي وتنفيذي وهناك جهات موكل لها التنفيذ يجب محاسبتها وتقويم عملها، حتى يسير العمل نحو وضع احسن، وسنعمل على فتح الباب واسعاً، ونعمل على المواجهة والمكاشفة المباشرة، والشفافية بيننا وبين أهل الشأن الثقافي.
    وهذه مناسبة لأُعبر شخصياً عن اعتذاري لكثير من أساتذتي الأجلاء الذين لم يجدوا حظهم من المشاركة واقدم العذر لعدد من المثقفين الذين لم تصلهم الدعوات في اماكنهم للمشاركة في المشروع الذي يرون فيه بارقة أمل، وبداية عمل وانطلاقة ثقافية جديدة، وألا تصيبهم خيبة الأمل، ولا يدركهم القنوط من هذا المشروع.. وان يهبوا ويعملوا معنا، فالعمل هو عمل قومي..
    اقول كلماتي هذه لانني واحد من اهل القبيلة الثقافية، ولا اتحدث بلساني كمسؤول يحاول ان يلمِّع او يجيِّر المواقف، ويجمِّل الواجهات ليقول للناس اننا بخير، والعمل جيد، فالعمل ليس بخير ويحتاج الى تقويم ومجهود كبير للاصلاح، وادعو كل المثقفين للحضور والتفاكر مباشرة، وليس هناك باب موصد امامهم، وابوابنا مفتوحة، وحيثما كنت واية دعوة ستوجه الىَّ سآتي للحديث والنقاش حول هذا المشروع لان العمل قومي والمشروع لا يكتمل تنفيذه الا من خلال التضافر والتعاون بين الاخوة المثقفين والمبدعين والكتاب السودانيين.

    * وماذا عن الاختلاف حول اتحاد الكتاب وتكوينه.. ويلاحظ انك لم تكن حضوراً للمؤتمر الذي تم عقده بهذا الشأن؟
    ـ كانت نظرتي ان ادعو الى مؤتمر عام للكتاب والأدباء السودانيين وليس لقيام اتحاد.. ما جرى هو قرار المؤسسة ان تكون هناك دعوة للأدباء والكتاب، وهذه نية طيبة لان يجتمع الأدباء والكتاب ليشكلوا اتحادهم للمشاركة في فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية.
    أنا لم أحضر اجتماع اتحاد الكتاب والادباء السودانيين نسبة لانني لا اريد ان اشكل حضوراً رسمياً في فعالية شعبية نسبة لان نظرتي دائماً الا تتدخل الدولة في تكوين الاتحادات، ومنظمات المجتمع المدني، انما تساعد في توفير المناخ، وفي خياراتها الديمقراطية، وهذا ليس من شأننا واختصاصنا في ان تقوم بهذا العمل..
    كانت الفكرة التي كنت بصددها ان نقيم المؤتمر الأول للأدباء والكتاب السودانيين، وهذا المؤتمر يتداعى اليه كل الأدباء والكتاب بمختلف مشاربهم لا ليناقشوا قضية تكوين الاتحاد فقط وانما قضايا حيوية تهم الساحة الثقافية، ومستقبل الثقافة والتنمية في السودان، على ان يعقد هذا المؤتمر سنوياً لتقويم التجارب وضمان الاستمرار... والاتحاد ليس جمعية عمومية ذات طابع فئوي وانما مؤتمر تقدم فيه اوراق عمل حول دور المثقفين والكتاب في المرحلة الحالية، ودورهم في مواجهة التحديات العالمية، والاقليمية والمحلية.. ولابد ان نضع على طاولة الحوار علاقة المثقف والسلطة، فاذا كان هناك واقع تصادمي فلابد من معالجة ذلك الوضع في المرحلة القادمة لتكوين جبهة ثقافية قومية، ولابد من طرح اوراق علمية واقعية وايجاد خيوط للحوار والتفاهم لمصلحة الوطن.. اضافة الى كثير من القضايا الاخرى كقضية تمويل مؤسسات المجتمع المدني، وقضايا النشر، وحماية المهن الثقافية وحماية الحقوق للأدباء والكتاب، ورعاية مصالحهم وهناك ايضاً محاولة لتدريب الرواد الذين يقودون الاتحادات والمنظمات الطوعية السودانية، وعمل كبير يتجاوز الاطروحة الضيقة في تكوين اتحادات والسلام، وانما تناقش القضايا الجذرية الاصيلة والقضايا التي تحول دون مشاركة عدد من الكتاب ونناقش القضية الاساسية في الفوبيا من السلطة والتخوف منها ونناقش رؤية الحرية والتعبير والنشر وغيرها على مائدة الحوار وفي الضوء وهذا ليس مخفياً على احد.
    وكما قلت بعد الاتفاقية التي حدثت وبعض الذي حدث عالمياً في السودان لابد ان يكون كل شئ مكشوف في الضوء والباب مفتوح لكل انسان ليقدم رؤيته، وليس هناك حجر على أحد، وليس هناك اقصاء فاذا اقصيت احداً اقتطعت جزءاً وقذفت به بعيداً، وهذا لا يخدم قضية الثقافة وقضية المستقبل الثقافي في السودان.

    * هل هذا الاتحاد وبعد تكوينه بتلك الصورة يجُب ما قبله من اتحادات؟
    ـ لقد كفل الدستور لكل مجموعة ان تنشئ كياناً ثقافياً وفقاً للقوانين واللوائح التي تقرها الدولة ويتواضع عليها الشعب.. فلذلك انا اعتقد ان هنالك اتحادات يجب الاعتراف بها وهي مسجلة قانوناً وليس لاحد الحق في تقويض ارادة جمعياتها العمومية او إلغاء دساتيرها مثل اتحاد الأدباء السودانيين الذي اغتصبت داره في عهد الديمقراطية، واتحاد الكتاب السودانيين الذي اغلقت داره ايضاً، وجمد نشاطه فلابد لنا ان نعيد الامور الى نصابها لإزالة التشتت والتشظي الذي يحدث في الساحة الثقافية السودانية ولكن الهدف من انشاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين برئاسة المرحوم بروفيسور عبد الله الطيب، وكنت اميناً عاماً له، كان الهدف منه ان يمثل مظلة قومية لكل الاتحادات والروابط الثقافية السودانية مع احتفاظ كل كيان ثقافي اياً كان اسمه بخصوصيته وبطعمه ولونه الثقافي.
    نحن لا نقصد مصادرة فكرة او تيار لحساب احد او مجموعة ما، فالسودان وطن للجميع وهو يسعنا، فلذلك ادعو هذه الاتحادات التي تحس بالظلم ان تطرح كل مشكلات الماضي ورواسبه لأننا في زمن اصبحت فيه الوحدة واجبة.. ومن هنا اوجه الدعوة لهم جميعاً للبروز في الساحة الثقافية ومباشرة أعمالهم تحت مظلة القانون والدستور.

    * هل ترى ان إثارة امر الهوية الثقافية ما بين ثقافة افريقية واخرى عربية اثراً سلباً على مشاركة بعض الجهات؟ ام انها دعوة مردودة؟
    ـ المشروع صادف اياماً يحدث فيها لغط سياسي كبير وسؤال الهوية ليس سؤالاً سياسياً، وانما هو سؤال ثقافي، والذي يولد سؤال الهوية هو العمل الثقافي وليس السياسي، والذي يولد السؤال الحضاري هو العمل المعرفي والثقافي ايضاً، وليس السياسيون والنقابيون او غيرهم من المفكرين الذين يتحدثون عن مصالحهم الايدولوجية او السياسية.. نحن نطرح المسألة بشكل اوسع وكبير وبمفهوم أشمل.
    أولاً: لا أرى ضرورة أو مناسبة حقيقية للحديث عن هل نحن عرب أم أفارقة...
    أنظر الى اهل السودان والى تركيبتهم الثقافية هنالك مفهوم عن السودان يرمز الى تصاهر ثقافي عربي افريقي.. وحتى المكوِّن العربي الذي يكون السحنة السودانية هو مكون عربي - افريقي، لان هناك عروبة افريقية في تكوين اهل السودان وليس عروبة آسيوية، ولان المعطى الموجود في السودان مسنود بوجود عربي يشكل «8،78%» من سكان العالم العربي الموجودين في افريقيا.. وكتلة تشكل «33%» من سكان القارة الافريقية تتحدث باللغة العربية.. ويشكل حضوراً ثقافياً وحضارياً ومعرضاً لاهل السودان في تماذج وملحمة حضارية عريقة جداً تضرب جذورها لآلاف السنين في السودان الذي يتحدث عن اقصاء العروبة من افريقيا، هذا ضرب من الخيال والسفسطة والجدل غير العلمي، الذي يدعو الى اقصاء الافريقية من عروبة اهل السودان ايضاً بنفس القدر حديث غير صحيح وغير علمي، اعتقد ان افريقيا هي المكان، وتوجد به ثقافة عربية افريقية، وهنالك ثقافات غير ناطقة بالعربية، ناطقة بلغات اخرى.. اذا اردت ان تحدد مفهوماً محدداً للثقافة الافريقية فإنك تجد عدداً من الثقافات المختلفة في افريقيا، واذا أردت ان تتحدث عن وجود اللغات واللهجات الافريقية تجد ان هناك تجانساً وتزاوجاً بين هذه اللغات.

    * كيف تفسر الدعوة لوجود عواصم افريقية.. ولماذا في هذا الوقت تحديداً؟
    ـ مشروع العواصم الافريقية هو مشروع تتبناه وزارة الثقافة السودانية وأعلنه السيد رئيس الجمهورية في كلمته الافتتاحية لفعاليات العاصمة الثقافية، وهذا يدلل على انه ليس هناك ضدية بين العروبة والافريقية، وهذه الضدية امر غير موجود الا في اذهان اصحاب المصلحة، لكن مشروع العواصم الثقافية الافريقية سيكون مناسبة لمزيد من التضامن بين البعدين العربي والافريقي على الصعيدين الاقليمي والعالمي، وهناك كثير جداً من العواصم العربية ستصبح عواصم افريقية، وكثير من العواصم الاسلامية في افريقيا ستصبح عواصم افريقية. وهناك قواسم مشتركة سيتم اكتشافها من خلال ذلك المشروع الذي يشكل مدخلاً لرؤية جديدة، ونحن نريد ان نطرح رؤية جديدة لمستقبل الثقافة في القارة الافريقية لاسيما وان القارة السمراء تأكلها نيران الحروب الاهلية والجهل والمرض والفقر، فلابد من تصميم مشروع يهدف الى ربط التنمية بالثقافة، وهذا مهم جداً لأن المكونات الثقافية تشكل عنصراً اساسياً في تكوين الشخصية الافريقية، وهذا يتجلى في أن القبائل الافريقية تعتمد الرقص والطبول والطقوس في التعبير عن كثير من مناسباتها الاجتماعية والثقافية، ونجد ان معظم المشكلات السياسية في دارفور أو في الشرق او الجنوب ذات جذور ثقافية مثل مشكلة النهب المسلح او ظاهرة الجنجويد وما الى ذلك.. ويمكن التعامل معها بمضادات حيوية ثقافية..
    ولذلك بادرت الخرطوم بطرح مشروع العواصم الثقافية الافريقية ليكون مجالاً للتعارف الثقافي بين سكان ودول القارة، وكذلك مناسبة للتعاون الوثيق بين مثقفيها لمواجهة مشكلات الفقر، والمرض، والحروب، وفوق ذلك كله مواجهة المخططات العالمية التي تهدف الى تفتيت القارة، ونهب ثرواتها.


    للاتصال بالمجلة السودانية

    أرسل ايميل الى العنوان [email protected]
                  

06-23-2005, 04:31 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    حوار ساخن مع رئيس مشروع الخرطوم عاصمة الثقافة العربية الباشمهندس السعيد عثمان محجوب :
    لقد شهدت مؤتمرين صحفيين عن «مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية».. الأول كان يرصد الاستعدادات العلمية المكثفة والتصورات المسبقة لهذا المشروع.. والمؤتمر الآخر كان بعد انطلاق المشروع بعدة أشهر وكان يتحدث عن الفعاليات التي احتشدت في أمسيات الخرطوم وصياحاتها في مسارحها ومنتدياتها.. فضلاً عن متباعة غير راتبة لمجريات هذا المشروع.. على هذه الأرضية شيّدت مقالي «السعيد جازف والقبول من الله» و«ورأيت ذات مساء السعيد على وجه القمر».. ومن ثم زرت المشروع في عقر دار أمانته ورئاسته وأبديت رغبتي في اجراء هذا الحوار.. ومن ثم جلست لربان هذا المشروع لما يقارب الساعتين تخللتها بعض «الخروجات» غير المستغربة على رجل ينفق حياته للعمل العام والخاص.. هو رئيس المشروع.. ورئيس نادي عاصمي.. ورئيس لجنة تطوير ولاية .. وقبلة قضاء حوائج.. وقديماً قيل «الماء العذب كثير الزحام»..
    والى افادات المهندس السعيد عثمان محجوب رئيس مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية..
    لماذا رفض أبوعركي المشاركة في مشروع
    وردي كان نجم الإفتتاح
    مكتبة الكترونية وألفي شريط توثيقي تر النور بنهاية المشروع
    الشاعر التيجاني سعيد.. هنالك طائفة مغيبة!
    * باشمهندس السعيد .. نود لهذا اللقاء ألا يبدأ تقليدياً.. ونقفز بك مباشرة الى المتون الحية.. قبل ان نأتي الى هاهنا قد استطلعنا الشاعر الاستاذ التيجاني سعيد عن انطباعه عن مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة.. خاصة أننا لم نر الرجل في هذه الفعاليات!.. فقال الاستاذ التيجاني.. ان الثقافة السودانية غنية بأفرادها فقيرة في مؤسساتها.. لأن المؤسسات دائماً تدار بطرق تقليدية.. وان الموظفين لا يصنعون ثقافة.. ويضيف الشاعر التيجاني.. بأن هنالك طائفة من المبدعين مغيبة «اليساريين» وان الرسول صلى الله عليه وسلم -بحسب افادات التيجاني لم يلغ ابداع الكفار.. وثبت انه «|» قد قال عن اميه ابن أبي الصلبي «قد آمن شعره وكفر قلبه»..
    * باشمهندس السعيد -والحديث للأنباء- بتقديرنا تصلح هذه الافادة من شاعرنا التيجاني بأن تكون مدخلاً لحوارنا هذا.. فهل أنكم بالفعل قد مارستم بعض عمليات العزل والاقصاء والتغييب لبعض المبدعين حسب اللون الفكري والتشكيل المذهبي؟
    كمال الجزولي وأبوعركي .. لا يشاركان في فعاليات عربية!
    - أشكرك على هذه البداية القوية ويجب ان يسمع الناس من السعيد مباشرة افادات في هذا الشأن.. اولاً أحمد الله سبحانه وتعالى لما كلفت بهذا الأمر لم أكن أنتمي لقبيلة المبدعين.. وهذه محمدة على غير مايرى الكثيرون.. لاني جئت وليس لدي تصنيف مسبق.. وكانت نداءتنا لأهل هذه القبيلة نداءات عامة عبر وسائل الاعلام وعندنا ما يثبت ذلك.. دعوناهم ليأتونا بابداعاتهم لتضمن في «موسوعة المبدع السوداني» فأتى البعض.. اما بخصوص اراء الاستاذ التيجاني سعيد.. اولاً انا معجب جداً بشعره وتربطني به علاقة قديمة منذ «مجموعة حسين خوجلي» التي كان استاذي تيجاني أحد روادها في أواخر السبعينيات.. واذكر لك هذه القصة عن اخواننا اليساريين.. اذكر أني قد التقيت في عيادة مرضية للاستاذ فضل الله محمد في 26 مارس 2004 التقيت مصادفة الاستاذ الصديق كمال الجزولي وتربطني صداقة قديمة به تشكلت في حلقات تلاوة بمسجد ام المؤمنين.. وايضاً التقيت في تلك الزيارة بالاستاذ المبدع أبوعركي البخيت وقدمت لهما الدعوة للمشاركة في فعاليات المشروع.. فقالا لي -نحن كيسار لانشارك في أي فعاليات تحمل كلمة العربية كان هذا بحضور أمير التلب وفضل الله محمد وحاولت اقناعهما لكن دون جدوى وبدا لي كما لو ان الامر مسبوق بموقف متفق عليه.. وقلت لهما علي كل حال ان ابواب «مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة» مشرعة متى ما أردتم المشاركة كأفراد أو كفكر يساري.
    وردي كان نجم الافتتاح
    لكن على غير ما يرى هولاء الاخوة فان هنالك مشاركة واسعة لمبدعي اليسار وعلى رأسهم الاستاذ محمد وردي الذي كان نجم ليلة الافتتاح.. -يقول الاستاذ السعيد- واجتمعت أيضاً بالاستاذ محمد الامين ولولا ضيق الوقت لشارك في الافتتاح.. لكنه كان نجم الخرطوم عاصمة للثقافة في بروكسل.. حيث نظمنا مع المغتربين تحت شعار فعاليات هذا المشروع ليالٍ ثقافية هناك..
    ولقد كلفت الاستاذ كامل عبدالماجد وهو صاحب علاقات قديمة بمبدعي هذا الفكر ان يُحصى لي كل الشعراء لتتاح لهم الفرص عبر برامج قناديل ومحراب الشعر.. وللشعراء حيز كبير جداً في فعاليات مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة.. وحاولنا ان ننصف الشعراء وهم اصحاب الحقوق الضائعة فهم الذين يصنعون الغناء ولا يذكرون الا قليلاً.. فحاولنا ان نوثق لهم.. ولو نظرت في أسماء الشعراء الذين وثقنا لهم ستجد اننا لم نعزل احداً لفكره او مهنية شعره.. سواء كانت المدرسة الحديثة او التي تلتزم صناعة بحور الشعر..
    وأقول للاستاذ التيجاني سعيد «أنت احد الارقام الشعرية السودانية التي لا يمكن تجاوزها.. ومكانك شاغر ولا يجرؤ احد ان يملأه.. ونجدد لك الدعوة ونحن جاهزون لنوثق لك..
    الفضل في هذا المشروع بعد الله يرجع لدكتور غازي صلاح الدين
    * باشمهندس السعيد.. الخرطوم كانت «قدراً» عاصمة للثقافة العربية ولم يكن هذا الاختيار اصطفاء .. فجاء هذا حسب الترتيب الذي تضعه جامعة الدول العربية.. فهل «الاقدار وتقديرات» الجامعة انصفت الخرطوم أم ظلمتها أم ان الامر كما يقول المتصوفة «الطريق لمن صدق وليس لمن سبق».. فمتى ما جاء دورك يجب أن ثبت وجودك وجديتك؟
    - تم ترتيب العواصم حسب اجتماع الشارقة لوزراء الثقافة العرب تحت مظلة اليونسكو.. واختيرت «13» عاصمة عربية للثقافة وكانت الخرطوم ضمن تلك العواصم المختارة.. والفضل في هذا الاختيار بعد الله سبحانه وتعالى للدكتور غازي صلاح الدين وزير الثقافة والاعلام في ذلك الوقت.. الذي تمكن ان يجعل الخرطوم ضمن عواصم الثقافة العربية.. ولولا وجود الدكتور غازي في ذلك الاجتماع ربما لم تكن الخرطوم ضمن مشروع العواصم العربية الثقافية.. وجاءت الخرطوم في الترتيب العاشر.. وكان هذا مقصود حيث كانت رؤية الدكتور غازي لتتمكن الخرطوم خلال هذه الفترة من ترميم بنياتها التحتية بصورة أفضل... ثم تدخلت العناية الإلاهية -ومارميت اذ رميت ولكن الله رمى- حيث صادفت فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية في عام 2005م مشروع السلام في السودان.. ثم السودان يستعد للاحتفال منذ الآن في مطلع 2006م بمرور خمسين عاماً على استقلاله والسودان ايضاً يتهيأ لاستقبال اجتماع الاتحاد الافريقي بالسودان.. وهذه مهرجانات يعزز بعضها بعضاً.. ولم نتعامل مع هذا المشروع كقدر بل كواقع محتمل ومرتقب واستقبلناه برؤى علمية واثقة وهمة عالية.
    أول سهم كان من الصديق العزيز حسين خوجلي!
    * باشمهندس السعيد هنالك أناس يخلطون بين شيئين هامين في هذا المشروع.. الشئ الأول مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية.. والأمر الاخر السعيد عثمان محجوب.. وهل السعيد الا رجل واحد في هذه الكرنفالات.. قد وزع هذه المهام الكثيرة الكبيرة الى أمانات متخصصة تضطلع كل أمانة بدورها ؟ أم ان السعيد قد صادر مهام الجميع؟ ام ان هؤلاء الاخوة المناهضين يتدارون حول السعيد وهم يقذفون مشروع الخرطوم بالحجارة.. ام تسيطر عليهم حالات مزاجية جانحة .. فما هو تشخيصكم لهذا الأمر؟
    - المسألة لا تخلو من غيرة مهنية.. فعندما اختير السعيد لرئاسة هذا المشروع فأول سهم كان من الاخ الصديق العزيز حسين خوجلي الذي افترض ان يكون على رأس هذا الشأن أحد المثقفين.. ولي سؤال عن من هو المثقف؟.. هل المثقف هو خريج كلية الفلسفة.. الا يمكن ان يكون المهندس مثقفاً؟ وهل نستطيع ان نجرد المهندسين من لدن المهندس الشاعر والاسطورة محمد أحمد محجوب حتى المهندس الشاعر الصافي جعفر من لقب المثقف؟ من يكون المثقف ان لم يكن هؤلاء مثقفون؟ فهذا شرف لا أدعيه.. ثم قول ان ادارة الشأن الثقافي تنفصل عن الشغل الثقافي.. فلئن تكون وزيراً للثقافة ليس بالضرورة ان تكون واحداً من الذين يمارسون ضروب الثقافة.. واعطيك مثالاً .. صفوت الشريف في مصر الذي صنع مدناً للثقافة .. وثورات للاعلام.. ولما قامت ثورة يوليو كان صفوت الشريف «نقيب في مكتب سكرتير جمال عبدالناصر» .. فلا يجرؤ بعضهم أن ينال من الانجازات الهائلة لهذا المشروع فيلتفون خلف السعيد.. ويكفيني ما قاله الاستاذ الصحافي صلاح عووضة «لاتثريب عليك ان اردت ان يسكت الناس عنك فاعلم فشل المشروع».. فهذه ضريبة النجاح وانا رجل عمل عام منذ المرحلة المتوسطة.. وهنلاك عبارة ذهبية تعلمتها صغيراً وكتبتها واكتبها في كل كراساتي «كن كشجرة الصندل تعطر الفأس التي تقطعها».. فأنا لا يحبطني النقد ولا يطربني الثناء.. وذلك بحكم تشكيلنا ونشأتنا الاسلامية.
    المباني تعزز المعاني
    * باشمهندس السعيد .. ظل بعضهم يعزف باتقان على أوتار.. الخرطوم تخذلها ثقافة الجمال والتشجير والازدهار والمواصفات العمرانية الدولية والبنية الثقافة التحتية.. لهذا لا تصلح أصلاً هكذا مشروعات ثقافية! سيدي هل بالفعل الخرطوم بهذا القبح.. وهل المشروع الثقافي يُبنى بالسيخ والخرصانة والاسمنت؟
    - ومن لطف الله سبحانه وتعالى واقداره ان يؤجل مشروع فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة حتى تشهد الخرطوم هذه الثورة العمرانية الحديثة التي تنتظم وتنظم العمران والطرق والجسور.. حتى أن كل الذين زاروا اسابيعنا الثقافية من الخارج شهدوا بهذه الطفرة التي شهدتها الخرطوم في الفترة الأخيرة.. فهذه شهادة باطل اريد بها باطل من قبل الذين يقللون من النهضة التي يشهدها السودان عموماً، اما البنية الثقافية فافردنا لها أمانة خاصة ويمكن ان أجمل كل ما تحقق في هذا الشأن..
    قمنا بصيانة كاملة للمسرح القومي لم يشهدها منذ انشائه في عام 1961م.. هنا ايضاً مسرح نادي الضباط.. انشأنا مسرحاً «مغطى» في جامعة السودان.. عملنا صيانة لمسرح البقعة.. وأقمنا لأول مرة صالتي عرض للفنون التشكيلية.. واعدنا قاعة المجلس القومي للفنون الى سيرتها الأولى.. والآن نقيم مسرح خضر بشير.. وولاية الخرطوم الآن تشيد في ثلاثة مجمعات ثقافية بها مسارح.. وصيانة مسارح الأبيض والنهود ومدني.. انا أغر بأن للمباني علاقة بالمعاني ونحن راضون لما تحقق في هذا الشأن نظراً للعواصم التي شهدت فعاليات هذا المشروع.. فكل فعالياتها تكاد تقام في مسرح واحد.. ونحن في اليوم الواحد نقيم تسعة فعاليات في مسارح مختلفة..
    انتاج الفى شريط توثيقي
    * باشمهندس السعيد.. بعضنا يقول أن ثقافة السودان شفاهية بطبيعة شعبنا الرعوية.. وثمة محاولات بائسة عبر تاريخ السودان الحديث تصدت لامر «تدوين الثقافة السودانية وتوثيقها» كيف جابهتم هذه الازمة الثقافية المستوطنة؟
    - لم تتوقف عمليات التوثيق ولكنها ليست بحجم الثقافية.. ونحن عازمون حتى نهاية المشروع على اصدار 300 اصدارة تحوي ابداعات سودانية مختلفة.. وبدأنا في صناعة موسوعة المبدع السوداني.. بدأنا أيضاً في انشاء مكتبة الكترونية توثيقية لكل الأعمال التي تقدم من خلال مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة.. ونقدر اننا لما نخرج من هذا المشروع سنخلف ألفى شريط توثيقي.. الآن نجرى في اعداد خمسة وسبعين أغنية وشاعر وملحن لخمس وسبعين مطربا شابا.
    المشروع لم يكن عشوائياً
    * باشمهندس .. بعض المنابر في الخرطوم تتحدث عن ان مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة كان على حساب المشروع الذى نهضت عليه الانقاذ من اول يوم.. ولهذه المنابر خروقات واختراقات تحدث هنا وهناك! وبعضهم يربط المشروع بأطروحات السودان الجديد الذي يتناغم مع مشروع أمركة الحياة العربية وابتذالها ما هي دفوعاتكم؟
    - نحن نستحصب ياخي في كل اطروحاتنا وفعالياتنا قيم هذه الأمة وتراثها ولن ينال أحد من مشروعنا الحضاري عبر مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة.. ونحن في هذا الاتجاه أقمنا 180 ورقة فكرية.. والاسلام لا يلغي ثقافة الآخرين.. وان الاخر له حظ في هذا المشروع.. نحن قدمنا ملتقي فكريا أمه علماء من الداخل والخارج عن الثقافة في حياة المصطفى «|».. ومشروعنا لم يكن عشوائياً وانما قام على أسس علمية وفكرية.. وتلك معالم حددها الاخ الرئيس في حفل الافتتاح ونحن ملتزمون بقيم هذه الأمة.
    2005 منصة انطلاقة الثقافة السودانية
    * السيد السعيد الآن نصف الزمن قد انتهى وانتم داخلون على شوط ثانٍ حاسم.. سيما وان هنالك عدة متغيرات على الخارطة السياسية والثقافية ستحدث.. فالخرطوم مرشحة لشراكة بين الشمال والجنوب.. فهل لديكم تصورات تخاطب هذا الواقع الجديد؟
    - كنا نستصحب في كل مراحل المشروع النقلة المرتقبة في تنزيل الاتفاقية على أرض الواقع بل راعينا ذلك منذ التصور الاول.. ثم ان كل النصف الاول من المشروع كان تمهيدا للنصف الآخر القادم ونحن لدينا الكثير الذي نود تقديمه.. ولا نقول وصلنا الكمال.. ومن يقل انه قد وصل الكمال قد فشل.. وعازمون ان يكون الرسم البياني في تصاعد -هذا بلغة الاقتصاديين-.. ونحن نستشعر عظمة المسئولية ونزعم ان عام 2005 هو منصة الانطلاق للثقافة السودانية.
    اشراقة عارضت المشروع قبل أن يبدأ!
    * شاعر سوداني يزعم ان مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة 2005 برغم هلاميته لم يقدم حتى الآن ليلة شعرية متفردة تضاهي ما تقدمه منتديات متواضعة كاشراقة الخرطوم جنوب ومكتبة البشير الريح؟
    - أول جهة تصدت لهذا المشروع هي ما تسمى بمنتدى اشراقة وذلك عبر بيان أعد بعناية وكان ذلك قبل ان تبدأ فعالياتنا.. وكانت الاجندة واضحة.. اقمنا منتدي الشعراء العرب الذي امه عدد مقدر ومميز من الشعراء.. من داخل وخارج السودان.. وهو منتدى فكري قدمت فيه اوراق.. وقد أقيمت ليلة تسمى الثلاثيات اشترك فيها اكثر من «36» شاعراً من السودان وخارجه.. قدمت ليلة كبرى بالتضامن مع الاسبوع الثقافي الكويتي شارك فيها شعراء من الكويت والسودان.. وقدمت حتى الآن اكثر من عشرين منتدى شعرياً.. واقيمت ليالي الابداع الشعري الطلابي .. وليلة شعرية كبرى لتأبين الشيخ عبدالرحيم البرعي.. والآن تجري مسابقة الالقاء الشعري.. وطبعت مجموعة دواوين للشعراء.. واستأثر الشعراء بنصيب الاسد.. وبين يدينا «البنك الالكتروني» الذي سيكون مخزوناً استراتيجياً توثيقياً للابداع السوداني..
    أشرطة ليلة الافتتاح تباع باقبال في أسواق دبي
    * أخي السعيد.. كيف تقّيم اداء الاعلام السوداني تجاه هذا المشروع.. وهو أداة خطيرة يمكن أن يحيي ويميت هذا المشروع؟
    - الاعلام المرئي ينفذ البرنامج المتفق عليه بصورة حسنة وتتحسن صورته يومياً وانا في جولاتي خارج السودان لمست وصول رسالتنا الى كل الامصار والشعوب والسودانيين في مهاجرهم.. ويكفنا فخراً بأن ليلة الافتتاح التي أقمناها في ارض المعارض ببري الآن تباع في دبي باقبال وامتنان.
    والاذاعة السودانية نشكر لها أعمالها الكبيرة وما تقدمه لهذا المشروع.. اما في مجال الصحافة فقد أبرزنا كثيراً من الاقلام المغمورة التي لولا هذا المشروع ما عرفها أحد.. ويكفينا هذا الحراك الصحافي سلباً كان ام ايجاباً وهنالك كتاب متخصصون في نقد أي مشروع نقدمه.. ولقد وفرنا مادة غزيرة على أية حال للكتاب.. هنالك بعض الكتاب لما أتوا وزاروا فعالياتنا انصفونا..
    * يمكن ان تحدثونا عن طموحاتكم للمرحلة القادمة؟
    - هنالك كثير من الأسابيع العربية - السعودي والجزائري والمغربي وغيرها في الطريق كما لنا مشاريع مركزية وسنقيم اسبوعاً في بروكسل وفرنسا ولندن.. وهنالك مشاركة لابناء السودانيين المهاجرين في الداخل كمجموعة الاستاذ الطيب صالح واخوته.. سنواصل اسابيعنا الثقافية في الداخل بالاقاليم.. ثم عمل المراكز الثقافية ومعرض الكتاب ومهرجان الاطفال العربي ومهرجان الاغنية العربية ومهرجان المسرح العربي ومهرجان السينما العربية.. هنالك تصفيات الأغنية السودانية.. وطباعة 150 كتاباً وسنكمل باقي البنيات الثقافية.. وسنسعى في اكمال مسرح الفاضل سعيد في الصحافة.
    كلمة أخيرة:
    كلمتنا الأخيرة هي ان ابوابنا مفتوحة لكل السودانيين دون تمييز.. وان مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة هو مشروع قومي واستراتيجي.. وكل يدخل حدائقه الغناء الا من أبى ونحن لا نعزل مبدعاً للونه الفكري أو لونه المهني.. وثقافة السودان هي جماع ابداعات السودانيين عبر ابداعاتهم المختلفة ومدارسهم المتباينة.



    (عن الأنباء السودانية )
                  

06-25-2005, 08:35 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المواجهة الثقافية (Re: فتحي البحيري)

    ???
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de