مجانية التعليم !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي علي حامد علي البحيري(فتحي البحيري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2005, 02:08 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجانية التعليم !



    الواقع والواجب :
    لا تطلبوا وطنا ، ولا مستقبل لوطن في ظل (فساد) العملية التربوية الراهن
    وللتعليم قضاياه الملحة ، من بينها اتاحته ، من جديد ، مجانا ، لكل السودانيين
    وهو واجب لا يحتمل التسويف
    ثانية واحدة
    نعلم أن ذلك ممكن إذا ، وفقط إذا ، توفرت الإرادة السياسية
    ولكن ، هل يحق لنا انتظار هذه الإرادة الغائبة ؟؟

    (عدل بواسطة فتحي البحيري on 10-13-2005, 02:10 PM)

                  

10-13-2005, 02:19 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجانية التعليم ! (Re: فتحي البحيري)


    تم الالتفاف على هذا الحق البديهي للمواطن السوداني خلال حقبة النظام الانقاذي (البائد) لدواعي تخص هواجس العصابة الشمولية ونزقها وفزعها ...
    والآن يتم (التحول) بعيدا عن تلكم الهواجس وذالكم النزق وذياك الفزع ... بكل المقاييس
    أليس كذلك ؟؟
    نعي أن (الواقع) الذي أنتجته سياسات الانقاذ غير قابل للإزالة بجرة قلم ، بيد أن هذه (الجرة) من شأنها أن (تفتح ) الباب أمام عودة حق التعليم المجاني لكل مواطن ، هذا الباب الذي لإن لم تفتحه إرادة السياسيين بهذه اللحظة ، توشك إرادة المسحوقين أن تكسره في لحظة قريبة قادمة
    ...
                  

10-13-2005, 02:25 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجانية التعليم ! (Re: فتحي البحيري)


    ... ليغفر الله لنا
    ... وليغفر لنا كل سوداني كان راغبا في التعلم وحا بينه وبين ذلك مال
    وما أكثرهم
    وليغفر لنا الوطن المتأذي حتما بهذا
    وليلعن الله كل من تسبب عامداً بهذا
    وكل من تسول له نفسه الوقوف بوجه إرادة الشعب في استعادة مجانية التعليم
    ...
    ... لعنا كبيرا

    السكة معروفة
    ومجربة
    ومتطورة بكل لحظة معاناة
    ومبذولة
    تماما
                  

10-13-2005, 02:36 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجانية التعليم ! (Re: فتحي البحيري)

    المقصود هو
    1- توفير الدولة ، والمجتمع ، لفرص التعليم العام والعالي ، لكل مواطن ، دون تحميله أو اسرته مصروفات مباشرة ، باعتبار أن ذلك أحد حقوق المواطنة ، وأحد مستحقات ولاءه للنظام السياسي للدولة
    .....
                  

10-13-2005, 02:53 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجانية التعليم ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
    يطلق على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الجيل الثاني لحقوق الإنسان، وهي حقوق أساسية من حقوق الإنسان وجزء لا يتجزأ منها. وكثير ما ينظر إليها على أنها حقوق جماعية وليست فردية بالمعنى الحرفي والقانوني للكلمة وهي تختلف من حيث طبيعتها وطبيعة الالتزام والمطالبة بها عن الحقوق المدنية والسياسية، فهي:
    أولا: حقوق يتم الوفاء بها تدريجيا، أي أنها ليست قابلة للتطبيق الفوري، حيث أن تحقيقها الكامل يستوجب تسخير الموارد المتوفرة سواء كانت محلية أو دولية، وهي تعتمد على اتباع خطوات تدريجية تؤدي في المآل النهائي إلى الوفاء بها.

    ثانيا: إن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية تتطلب تدخلا إيجابيا وفاعلا من قبل الدولة، فإذا كانت الحقوق المدنية والسياسية غالبا لتحقيقها لا تحتاج سوى امتناع الدولة عن القيام بفعل ما، كحظر التعذيب مثلا، الذي لا يحتاج سوى امتناع الدولة عن القيام به للوفاء به مباشرة. بينما الحق في التعليم مثلا، يحتاج إلى جهود حثيثة وتضافر للموارد وتدخلا "مكلفا" من قبل الدولة.

    وعلى الرغم ن ذلك، فإن إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية يعني بدوره هناك التزاما فوريا، وهو الشروع الفوري في اتخاذ الإجراءات الملائمة التشريعية والتنفيذية وتجنيد الموارد المتوفرة بغض النظر عن كمها للوفاء بتلك الحقوق.

    وقد تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مجموعة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التالية:

    الحق في الضمان الاجتماعي
    الحق في العمل
    الحق في شروط عمل عادلة ومرضية
    الحق في إنشاء النقابات والانضمام إليها
    الحق في الراحة وأوقات الفراغ ولاسيما تحديد معقول لعدد ساعات العمل
    الحق في مستوى معيشي ملائم ولاسيما المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية
    الحق في التعليم
    الحق في المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية
    أولا: الحق في التعليم
    يعتبر الحق في التعليم من الحقوق الأساسية الهامة كونه حق اقتصادي واجتماعي وثقافي، وعلاوة على ذلك كله، يمكن النظر إليه كحق مدني سياسي بالنظر لما ينطوي عليه من تأثير على إعمال باقي الحقوق.

    تشكل العناصر التالية المؤشرات الأساسية التي يمكن من خلالها الوقوف على واقع الحق في التعليم:
    1- التوافر
    ويعني ضرورة توفر مؤسسات وبرامج تعليمية بأعداد كافية ضمن الولاية القانونية للدولة. ويعتمد ما تحتاج إليه هذه المؤسسات من احتياجات على العديد من العوامل من بينها على سبيل المثال، السياق التنموي الذي تعمل في إطاره تلك المؤسسات حيث تحتاج إلى مبان تقيها من العوامل الطبيعية وإلى مرافق صحية للجنسين وإلى تزويدها بالمياه النقية الصالحة للشرب وبالمواد التدريسية وبالمعلمين المؤهلين وضرورة تقاضيهم لرواتب تنافسية محليا. كما وقد تحتاج إلى مرافق تربوية كالمكتبات والمختبرات والحواسيب وما إلى ذلك.

    2- إمكانية الالتحاق
    وتعني تيسير الوصول إلى تلك المؤسسات وأن تكون في متناول الجميع دونما تمييز وهي تنطوي على ثلاثة أبعاد متداخلة هي :

    عدم التمييز: يجب أن يتضمن القانون من جهة والممارسة الفعلية من جهة أخرى، جعل التعليم في متناول الجميع دونما تمييز على أي من الخلفيات.
    إمكانية الالتحاق المادي: يجب أن يكون التعليم في متناول الجميع من الناحية المادية وذلك إما بالتردد على التعليم في موقع جغرافي ملائم بشكل معقول كأن يكون مدرسة تقع بالقرب من مكان السكن أو من خلال ما هو متوفر من وسائل التكنولوجيا الحديثة كالتعلم عن بعد.
    إمكانية الالتحاق من الناحية الاقتصادية: ضمان أن يكون التعليم الابتدائي مجانيا للجميع، واعمل الجاد والتدريجي على الأخذ بمجانية التعليم الثانوي والعالي.
    3- إمكانية القبول
    وهو ما يعني أن شكل وجوهر التعليم بما في ذلك المناهج الدراسية وأساليب التدريس يجب أن تكون مقبولة للطلاب من حيث الجودة والخصوصية الثقافية.

    4- قابلية التكييف
    أن يكون التعليم مرنا ليتمكن من التكيف مع احتياجات المجتمعات والمجموعات المتغيرة وأن يستجيب لاحتياجات الطلاب في محيطهم الاجتماعي والثقافي المتنوع.

    الزامية التعليم الابتدائي ومجانيته
    إن المقصود بكون التعليم إلزاميا يعني أساسا تأكيد حقيقة أنه لا الوالدين أو من له وصاية على الأطفال أو حتى الدولة نفسها لهم الصلاحية بالتعامل مع حق الطفل في التعليم الابتدائي كقضية اختيارية بل هي إلزامية وبشكل مطلق دونما تمييز على أساس الجنس. إذن فإلزامية التعليم هي مهمة المجتمع برمته وتعبيراته المختلفة لذا يجب توفير الحماية القانونية لذلك من خلال قانون واضح. كما يجب أن يراقب تطبيقه بشكل دقيق من قبل جهات الاختصاص. ومن نافل القول التأكيد على أن التعليم الإلزامي يجب أن يكون ملائما للطفل من حيث جودته وأن ساهم في إعمال حقوق الطفل الأخرى.

    وكما هو واضح، فإن الرسوم أو أي تكاليف مباشرة أخرى قد يجري فرضها تشكل عائقا في وجه التمتع بهذا الحق بل إنها قد تنطوي على تأثيرات عكسية. ويندرج تحت هذا البند أيضا التكاليف غير المباشرة كالضرائب أو البدلات المفروضة على الوالدين (والتي تأخذ مظهر التبرعات الطوعية، والتي في حقيقتها ليست كذلك) أو الإجبار على ارتداء أزياء مدرسية غالية الثمن نسبيا.
    إن مجانية التعليم لا تعني فقط النص على عدم دفع رسوم التعليم بل القضاء على كل الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي تنطوي على استحقاقات مكلفة ماديا، مهما كانت متواضعة والتي قد تشكل عائقا في وجه الأطفال للالتحاق بالتعليم الابتدائي.

    الحق في التعليم الثانوي
    يرتبط مضمون التعليم الثانوي بالسياق الزماني والمكاني، فهو يختلف من بلد لآخر كما ويختلف ذلك المضمون وفقا للمراحل الزمنية المختلفة. إلا أن جوهره ينطوي على إكمال المرحلة الأساسية وتعزيز أسس التعليم مدى الحياة وتنمية الإنسان المستمرة. وهو يوفر الأساس للطلاب للالتحاق بالتعليم التقني أو العالي. أن التعليم الثانوي يتطلب مناهج دراسية مرنة ونظم توفير متنوعة وذلك لتسنى الاستجابة لاحتياجات الطلاب من مختلف الأوساط الاجتماعية والثقافية.

    ويجب العمل على تعميم التعليم الثانوي بمختلف أشكاله وجعله متاحا للجميع بكافة الوسائل المناسبة ولاسيما الأخذ تدريجيا بمجانية التعليم. ويعني ذلك أن التعليم الثانوي يجب لا يتوقف على قدرة طالب ما أو طاقته، كما وأن التعليم الثانوي يجب أن يتوزع في جميع أنحاء الدولة ليتسنى وصول الجميع المتساوي إليه دونما تمييز، ويجب اعتماد مناهج دراسية متنوعة ومبتكرة ليستجيب التعليم الثانوي لمختلف البيئات والسياقات الاجتماعية والثقافية. أما ما يتعلق بمجانية التعليم الثانوي، فإنه في الوقت الذي يجب أن تعطى الأولوية فيه لتوفير التعليم الابتدائي مجانا، فإن إجراءات على الأرض يجب اتخاذها من أجل تحقيق مجانية التعليم الثانوي.

    الحق في التربية الأساسية
    لا يقتصر الحق في التعليم الأساسي على الأشخاص الذين لم يتلقوا تعليمهم الابتدائي أو لم يستكملوه، بل يمتد لشمل كل الأشخاص الذين لم يلبوا بعد حاجات تعلمهم الأساسية، وهو غير مرتبط بالعمر أو الجنس بل يشمل كل الأفراد من مختلف الأعمار ومن الجنسين، ونظرا لكونه غير مرتبط بسن معين فيجب أن تتميز مناهجه بالمرونة وبأنظمة تعليم تستطيع توفير التعليم لجميع الطلاب من جميع الأعمار.

    توفير شبكة مدرسية وتحسين الأوضاع المادية للعاملين
    يجب وضع استراتيجية تنموية عامة للشبكة المدرسية، على أن تشمل تلك الاستراتيجية جميع المدارس لجميع المستويات التعليمية. ويجب أن تحظى تلك الاستراتيجية بالأولوية من قبل الدولة سواء من حيث وضعها أو تطبيقها الحاسم.
    ويجب العمل على تحسين الأوضاع المادية للمعلمين، لما ينطوي عليه ذلك من الإعمال الكامل لحق الطلبة في التعليم. فالمعلمين لهم الحق في شروط عمل تتناسب ودورهم وأجور منصفة تستند للظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلد الذي يعيشون فيه ولهم حق كامل غير منقوص في التنظيم النقابي والمفاوضة الجماعية بما يخدم الدفاع عن مصالحهم وتعزيز دورهم الأساسي للوفاء بالحق في التعليم.

    الاجراءات الانضباطية في المدارس
    يعتبر العقاب البدني من أبرز أشكال الإجراءات الانضباطية في المدارس وهو يتعارض مع كرامة الفرد وهو المبدأ الذي أشرنا إليه بداية كونه يشكل الأساس لحقوق الإنسان والذي تضمنته ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومن أشكال العقاب الأخرى الإذلال العلني وهو يتناقض مع الكرامة الإنسانية التي يجب أن لا تتعرض للإذلال أو الإهانة. لذا يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم ارتكاب أي إجراءات انضباطية لا تتفق وتلك المفاهيم وتشجيع المدارس على تبني إجراءات إيجابية وغير عنيفة للانضباط المدرسي.

                  

10-13-2005, 02:57 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجانية التعليم ! (Re: فتحي البحيري)
                  

10-14-2005, 12:45 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجانية التعليم ! (Re: فتحي البحيري)


    ورشة تدريبية خاصة بالمعلمين والمعلمات
    سبتمبر 2004

    في سبتمبر الماضي أقامت المنظمة السودانية لحقوق الإنسان - القاهرة ورشة تدريبية شاركت فيها مجموعة من نشطاء المنظمة العاملين في مجال التعليم في السودان.
    تلقّى المشاركون أحد عشرة محاضرة حول المواثيق الأساسية لحقوق الإنسان، قدمها خبراء ومختصون في المجال. تناولت هذه المحاضرات: دور المنظمات الدولية في تعزيز حقوق الإنسان - الحقوق المدنية والسياسية في المواثيق الدولية - الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في المواثيق الدولية - الحق في الثقافة والحق في المعرفة في المواثيق الدولية "في تداول المعوّقات" - السجناء والمعتقلين في المواثيق الدولية "القواعد النموذجية" - حقوق المرأة في المواثيق الدولية - الحق في التنمية في المواثيق الدولية - القوانين الاستثنائية وتأثيرها على حقوق الإنسان - الحق في تشكيل الجمعيات في المواثيق الدولية - المواثيق الاقليمية لحقوق الإنسان- والحق في التعليم في المواثيق الدولية.
    كانت الورشة فرصة طيبة للوقوف على الحق في التعليم بجوانبه المختلفة والنظر في المناهج الدراسية الراهنة في السودان ومدى اتفاق أو اختلاف محتواها مع محتوى التعليم المنصوص عليه في المواثيق الدولية.
    وتعرض الدورية في هذا العدد بعض ما تناولته الورشة التدريبية، في ما يتعلّق بالحق في التعليم، وملخصاً للمناقشات المتعلقة بهذا الحق والتي جرى عرضها في الجلسة الأخيرة من جلسات الورشة التدريبية.
    قدّم الأمين العام للمنظمة ورقة حول الحق في التعليم في المواثيق والاعلانات الدولية جاء فيه:
    يعتبر التعليم حقاً أساسياً من حقوق الإنسان غير القابلة للتصرف. ولقد تناول العديد من العهود والاتفاقيات الدوليى هذا الحق، ومن ذلك:
    ما ورد في المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تقول: "لكل فرد الحق في الحصول على التعليم الذي يجب أن يكون مجانياً في المراحل الإبتدائية والأساسية على الأقل، ويجب على التعليم الإبتدائي أن يكون إلزامياً والتعليم التقني والمهني يجب أن يكون متاحاً بشكل عام، أما التعليم العالي والاختصاصي فيجب أن يكون متاحاً أيضاً لجميع الطلاب بدون تمييز وعلى أساس وحيد هو التفوق الدراسي فقط. يجب على مناهج التعليم أن تتوجه نحو تطوير الشخصية البشرية وأن يقوّي في الطالب احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما يجب أن يشجّع الفهم المتبادل وقبول الآخر والصداقة بين كل الأوطان والأعراق والأديان والطوائف كما يجب أن يدعم جهود الأمم المتحدة للحفاظ على السلام. حيثما يكون هناك اختيار فأهل الأطفال لهم الأحقية في اختيار نوعية التعليم الذي سيتلقاه أطفالهم."
    وأشار المحاضر إلى أن تعريف الحق في التعليم التعليم الوارد في هذه المادة يأتي أقل إحكاماً وشمولاً مقارنة مع التعريفات التي تضمّنت عليها المواثيق والاتفاقيات والاعلانات اللاحقة. وقال إن صياغات فضفاضة من نحو "على الأقل" و"متاحاً بشكل عام" واعتبار التفوق الدراسي -بمعناه الأكاديمي- أساساً للحصول على التعليم العالي، تخلو منها المواد اللاحقة الصدور.
    ونصّت المادة 13 من الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ما يلي: "الدول الأطراف ... تعترف بحق كل شخص في التعليم ... يتعيّن أن يمكّن التعليم الأشخاص من المشاركة بفاعلية في مجتمع حر، ترقية وتعزيز الفهم، التحمّل والصداقة بين ... المجموعات العرقية، الإثنية أو الدينية ... يجب أن يكون التعليم الإبتدائي إلزامياً متاحاً بالمجان للجميع ... التعليم الثانوي ... بما فيه التعليم الثانوي التقني والمهني، يجب أن يكون متاحاً بشكل عام وميسوراً للجميع ... التعليم العالي يجب أن يكون ميسوراً للجميع."
    وتقول المادتان 10 و14 من الاتفاقية الخاصة بإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة "يجب على الدول الأطراف ... أن تزيل التمييز ضد المرأة بغية كفالتهن حقوق متساوية مع الرجال في مجال التعليم ... وبغية كفالتهن، على أساس المساواة بين الرجال والنساء، ظروف مشابهة للتوجيه الوظيفي والمهني، سبل الحصول على الدراسات ... في المؤسسات التعليمية من كافة الأنواع، هذه المساواة يجب كفالتها في التعليم المبكر، العام، التقني، التخصصي والتقني العالي، وكذا في جميع أنواع التعليم المهني. سبل الحصول على نفس المنهج الدراسي ... الفريق الدراسي ... إزالة أية مفاهيم تنميطية حول أدوار الرجل والمرأة في كل مستويات وكل أشكال التعليم ...، وعلى نفس الفرص للاستفادة من المنح الدراسية ...، نفس الفرص للحصول على ... برامج مواصلة التعليم، بما فيه برامج تعليم الكبار وتأهيلهم للعمل ... سبل الحصول على معرفة تعليمية معيّنة تساعد على كفالة صحة وسلامة الأسر، بما في ذلك المعلومات والإرشادات الخاصة بتخطيط الأسرة ... الدول الأطراف يجب عليها أن تزيل التمييز ضد النساء في المناطق الريفية ... و ... أن تكفل لمثل هؤلاء النساء الحق في .. الحصول على جميع أنواع التدريب والتعليم، النظامي وغير النظامي، بما فيه التعليم المتعلق بالتأهيل العملي."
    وتقول المادة 5 من الاتفاقية الخاصة بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري "تتعهد الدول الأطراف بمنع وإزالة التمييز العنصري ... وبكفالة حق كل شخص، دون تمييز بسبب العرق، اللون، الأصل الإثني أو الوطني، في المساواة أمام القانون ... في التمتع ب ... الحق في التعليم والتدريب.."
    وتقول المادتان 28 و29 من الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل "تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التعليم، ويجب عليها أن تجعل التعليم الإبتدائي إلزامياً ومتاحاً بالمجان للجميع ... وأن تجعل التعليم الثانوي متاحاً وميسوراً لكل طفل ... وأن تجعل التعليم العالي ميسوراً للجميع ... وأن تجعل التوجيه والمعرفة التعليمية والمهنية ميسورة لجميع الأطفال ... وأن تتخذ التدابير لتشجيع الحضور المنتظم للمدارس وخفض معدلات التسرب .... تتفق الدول الأطراف على أن تعليم الطفل ينبغي توجيهه نحو تنمية شخصية الطفل، مواهبه وقدراته العقلية والجسدية إلى أقصى قدر ممكن، تنمية الاحترام لحقوق الإنسان، تنمية الاحترام تجاه أبوي الطفل، الهوية الثقافية، اللغة والقيم الخاصة بالطفل أو الطفلة."
    وتقول المواد 3 و4 و5 من الاتفاقية الخاصة بمناهضة التمييز في التعليم "تتعهد الدول الأطراف ب وقف أية ممارسات تتضمن على التمييز في التعليم ... وبصياغة، تطوير وتنفيذ سياسة وطنية تعمل على ... تعزيز المساواة في: الفرص والمعاملة في التعليم وبشكل خاص جعل التعليم الإبتدائي مجانياً وإلزامياً، جعل التعليم الثانوي في أشكاله المختلفة متاحاً وميسوراً للجميع، وجعل التعليم العالي ميسوراً بنفس القدر للجميع على أساس القدرات والإمكانيات الفردية، وضمان امتثال الجميع بالإلتزام بالحضور للمدرسة ... تشجيع وتعزيز تعليم الأشخاص الذين لم يحصلوا على أي تعليم ابتدائي أو لم يكملوه ...، من الأهمية الاعتراف بحق الأفراد المنتمين لأقليات وطنية بممارسة أنشطتهم التعليمية الخاصة بهم، بما في ذلك حق رعاية مدارسهم ... إستخدام أو تدريس لغتهم الخاصة."
    وقال المحاضر إنه إضافة لما سبق فقد شهد العقدان الأخيران عدداً من المؤتمرات الدولية التي جرى تكريسها لقضية التعليم، ومن بين هذه المؤتمرات، المؤتمر الدولي للتعليم الذي انعقد في جوميتان - تايلاند في 1990. فبعد 40 عاماً من صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أكد على أن "لكل شحص الحق في التعليم" ورغم الجهود التي قامت بها الدول فقد كان الواقع يشير إلى:-
    - أكثر من 100 مليون طفل، منهم 60 مليون من الإناث، لا يملكون فرصة للتعليم الإبتدائي،
    - أكثر من 900 مليون من البالغين، ثلثيهم من الإناث، أميون،
    - أكثر من ثلث البالغين في العالم منقطعي الصلة عن المعرفة المطبوعة، المهارات والتقنيات الحديثة التي يمكنها أن تطوّر نوعية حياتهم وتعينهم على التأقلم مع التغييرات الاجتماعية والثقافية،
    - أكثر من 100 مليون طفل وعدد لا يحصى من البالغين يفشلون في إكمال برامج التعليم الأساسي.
    وقال المحاضر إن الأسباب وراء ذلك تفاوتت بين أعباء المديونية، صعف الاقتصاد، النمو السكاني المتسارع، الحروب، الاحتلال، النزاعات المسلحة والحروب الأهلية، الجريمة العنيفة، التدهور البيئي، الأمراض الفتّاكة بالأطفال والتي يمكن مقاومتها أو استئصالها. وأضاف أنه حتّى في بعض الدول الصناعية الغنية فقد أدّى خفض نفقات التعليم خلال عقد الثمانينات إلى تدهور التعليم.
    وصف مؤتمر جوميتان التعليم الساسي بأنه "أكثر من أن يكون غاية في ذاته. إنه الأساس لعملية تعلّم تتواصل مدى العمر وللتنمية البشرية."
    أكد المشاركون في مؤتمر جوميتان (5-9 مارس 1990) على كون التعليم "حق أساسي لكل الناس، نساءً ورجالاً، في كافة الأعمار، وأنه بجانب إسهامه في خلق عالم أكثر أمناً، صحة، ورفاهة فهو يسهم أيضاً في التقدم الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي والتحمّل والتعاون الدولي." كما أكد المؤتمر على أن للمعرفة التقليدية والموروث الثقافي للسكان الأصليين تأثير إيجابي قي تحديد وتطوير التنمية. وأشار المؤتمر إلى أن التعليم بوضعه الراهن ينطوي على قصور خطير وأنه يتعيّن تطويره بالشكل الذي يجعله أكثر ملاءمة وجودة.
    إن الطبيعة المتنوعة، المعقّدة والمتغيّرة لحاجات التعليم الأساسية بالنسبة للأطفال، الشباب والبالغين تستوجب توسيع وإعادة التعريف المستمرة لمفهوم التعليم الأساسي كيما يشمل ما يلي:-
    - التعليم يبدأ عند المولد، الأمر الذي يستوجب رعاية طفولة مبكّرة وتعليم مبكّر. ويمكن توفير هذا من خلال تنظيم برامج تشمل الأسر، المجموعات. تهيئة وتعزيز المناخ للتعليم: عملية التعليم لا تحدث في فراغ. لذا يتوجّب على المجتمعات أن تتيقّن من أن المتعلمين يحصلون على التغذية، الرعاية الصحية، الدعم المادي والنفسي الذي يحتاجون إليه للمشاركة بفاعلية في عملية التعليم والاستفادة منها. كما يتوجّب أيضاً تعزيز الشراكة بين كافة السلطات التعليمية، على المستويات الوطنية والاقليمية والمحلية، وكذا مع كافة العاملين في حقل التعليم من معلمين وتربويين وإداريين، ومع الأسر وأولياء الأمور. ويتعيّن تطوير أوضاع المعلمين في كافة البلدان حتّى تتسق مع التوصيات الخاصة بوضع المعلمين الصادرة عن منظمة العمل الدولية واليونسكو في 1966.
    يتضح مما سبق أن التعليم في حد ذاته حق أساسي، وهو في ذات الوقت وسيلة لا غنى عنها لتحقيق مجموعة أخرى من الحقوق. فمن خلال التعليم يستطيع الأشخاص المهمّشون اقتصادياً واجتماعياً أن ينتشلوا أنفسهم من الفقر، وأن يحصلوا على فرص المشاركة بفاعلية في مجتمعاتهم. ويلعب التعليم دوراً حيوياً في تمكين النساء، حماية الأطفال من الاستغلال وأداء الأعمال ذات المخاطر ومن الاستغلال الجنسي، وأيضاً في تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية، حماية البيئة والتحكم في النمو السكاني.
    والحق في التعليم مطلوب أيضاً من أجل التنمية الكاملة للشخصية الإنسانية والشعور بالكرامة. إن انجاز حق كل شخص وكل دولة في التنمية لا يتأتى من دون إنجاز الحق في التعليم.
    نستخلص من النصوص السابقة أن:-
    - للرجال والنساء والشباب والأطفال الحق في التعليم، التدريب والحصول على المعرفة، وكذا الحق في الحصول على حقوق الإنسان الأخرى ذات الصلة والتي لا يمكن بدونها إنجاز الحق في التعليم.
    - لهم الحق في التحرر من التمييز في جميع مجالات ومستويات التعليم، وفي الحصول -على أساس من المساواة- على سبل وفرص مواصلة التعليم والتدريب المهني.
    - لهم الحق في الحصول على المعلومات، لاسيما تلك المتعلقة بالصحة، التغذية، الصحة الجنسية، وتخطيط الأسرة.
    - لهم الحق في المحافظة على حصوصياتهم الثقافية وتطويرها.
    والحق في التعليم يرتبط بشكل وثيق مع عدد آخر من حقوق الإنسان الأساسية، التي لا يمكن الفصل بينها، ومنها:
    - الحق في المساواة بين الرجل والمرأة، وفي الشراكة المتساوية بينهما في الأسرة والمجتمع.
    - الحق في العمل والحصول على أجور تسهم في تحقيق مستوى معيشي مناسب.
    - الحق في حرية الفكر، الضمير، الدين والمعتقد.
    - الحق في مستويات مناسبة من العيش.
    - الحق في المشاركة في صنع القرارات والسياسات ذات الأثر على المجتمع الذي يعيش فيه الشخص، على المستويات المحلية، الوطنية والدولية.
    محتوى التعليم والهدف منه:
    حسب التعريف الذي تبنّاه المؤتمر الدولي للتعليم الذي انعقد في عام 1990، "فالتعليم الأساسي يشمل في آن معاً "أدوات التعليم الضرورة (مثل القراءة والكتابة والتعبير الشفاهي والإلمام بمباديء الرياضيات وحل المسائل)، والمحتوى التعليمي الأساسي (مثل المعارف والمهارات والقيم والمواقف) الذي يحتاجه البشر ليكونوا قادرين على البقاء ولتنمية كامل قدراتهم عن تبصّر، والاستمرار في التعليم."
    وحول أهدافه جاء في المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن التعليم ينبغي يوجّه "نحو تطوير الشخصية البشرية وأن يقوّي في الطالب احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما يجب أن يشجّع الفهم المتبادل وقبول الآخر والصداقة بين كل الأوطان والأعراق والأديان والطوائف كما يجب أن يدعم جهود الأمم المتحدة للحفاظ على السلام."
    وجاء في المادتين 28 و29 من اتفاقية حقوق الطفل أن الهدف منه هو "تنمية شخصية الطفل، مواهبه وقدراته العقلية والجسدية إلى أقصى قدر ممكن، تنمية الاحترام لحقوق الإنسان ... تنمية الاحترام تجاه أبوي الطفل، والهوية الثقافية، اللغة والقيم الخاصة بالطفل أو الطفلة."
    وجاء في المادة 13 من الاتفاقية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أنه "يتعيّن أن يمكّن التعليم الأشخاص من المشاركة بفاعلية في مجتمع حر، ترقية وتعزيز الفهم، التحمّل والصداقة بين ... المجموعات العرقية، الإثنية أو الدينية."
    تُعتبر المادتان 13 و14 من الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية من أهم النصوص التي تناولت الحق في التعليم. فالمادة 13 تتناول العديد من النقاط الهامة، فإلى جانب تحديد غرض وأهداف التعليم فهو يحدّد الشرزط المطلوبة له. أهم هذه الشروط أن يكون متاحاً للجميع، ميسوراً، مقبولاً ومرناً قابلاً للتطويع.
    فمتاحاً يعني أن تكون المؤسسات والبرامج التعليمية موجودة ومتوفرة بقدر كاف في أية دولة من الدول وأن تكون مهيأة بالوسائل والأدوات اللازمة لأداء دورها. ما تحتاج إليه هذه المؤسسات للعمل يعتمد على عوامل عديدة، منها تطوير المحتوى والسياق الذي تعمل فيه، على سبيل المثال: المباني المجهّزة، الخدمات الصحية، مياه الشرب، شبكات الصرف الصحي، المدرسين المؤهلين الذين يحصلون على أجور محفّزة، الوسائل التعليمية وخلاف ذلك، وقد تحتاج بعض هذه المؤسسات لأشياء أخرى من نحو المكتبات، الكمبيوترات، وتقنيات المعلومات.
    وميسوراً يعني أن يكون في وسع الجميع دون تمييز الوصول إلى والاستفادة من المؤسسات والبرامج التعليمية، قانوناً وعملياً. بتوضيح أكثر، يمكن الوصول إليها (من حيث القرب الجغرافي ومن حيث التجهيزات التي قد يحتاج إليها ذوي الاحتياجات الخاصة) سواء بالوسائل التقليدية أو عبر التقنيات الحديثة (مثال برامج التعليم عن بعد)، وكذا أن لا يكون العوز الاقتصادي حائلاً دون الحصول عليه.
    ومقبولاً يعني أن يكون الشكل والمادة التعليمية، بما في ذلك المنهج الدراسي ووسائل التدريس، مقبولاً للجميع (أي موضوعياً ومناسباً من الناحية الثقافية وذي نوعية جيدة)، التلاميذ بشكل خاص، وأولياء الأمور.
    ومرناً يعني أن لا يكون التعليم جامداً وأن يتسم بالمرونة اللازمة للتكيّف مع الحاجات المتغيرة للمجتمعات والمجموعات السكانية، وأن يستجيب لحاجات التلاميذ في مجموعاتهم الاجتماعية والثقافية المتنوعة.
    الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
    كان الاعتقاد والممارسة السابقة فصل الطلاب من أصحاب الاحتياجات الخاصة عن الآخرين في مدارس ومؤسسات خاصة يحصلون فيها على الرعاية والتعليم. لكن دراسات وتجارب عديدة على مدى عشرين عاماً ويزيد وفّرت الأدلة على أن تعليم هؤلاء يمكن أن يتحقق بشكل أكثر فاعلية من خلال وضع آمال وتوقعات كبيرة فيهم ومن خلال توفير السبل والوسائل اللازمة لكي يصبحوا جزءاً من المدارس العامة، يتلقون فيها المناهج الدراسية التي يتلقاها أقرانهم من غير ذوي الاحتياجات الخاصة.
    إن إلحاق ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارس خاصة بهم يمثل عزلاً وتمييزاً واضحاً بسبب الإعاقة عن أقرانهم الآخرين. والمادة (1) من الاتفاقية الخاصة بمناهضة التمييز في التعليم التي تبنّاها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة الخاصة بالتربية والثقافة والعلوم -اليونسكو- 14 ديسمبر 1960 تقول إن مصطلح "التمييز" يشمل أي فصل أو إقصاء أو وضع قيود على المشاركة أو الوجود في مكان ما بسبب العرق أو اللون أو النوع (ذكر أم أنثى) أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي وغيره أو الأصل الوطني أو الاجتماع، أو الحالة الاقتصادية أو المولد ينتج عنه:
    - حرمان أي شخص أو مجموعة من الأشخاص من سبل الحصول على التعليم من أي شكل من أشكاله أو مستوياته،
    - فرض تعليم من نوع خاص ومتدني المستوى على شخص أو مجموعة من الأشخاص.
    إن الحصول على تعليم عام عالي الجودة هو حق لجميع الأطفال والشباب ممن هم في سن تلقيه. وللأطفال من ذووي الاحتياجات الخاصة الحق في أن يتعلّموا في المدارس الطبيعية بجانب أقرانهم من غير ذووي الاحتياجات الخاصة. وتعليم أصحاب الاحتياجات الخاصة داخل حجرات الدراسة الطبيعية يعني أكثر من مجرد وجودهم الجسدي فيها، فهو يتضمن على توفير الوسائل المطلوبة لاستفادتهم من المناهج الدراسية التي يتم تدريسها في المدارس.

    التعليم في أوضاع الطواريء والحالات الخاصة
    (الحرب، النزاعات المسلحة، الحروب الأهلية، الاعتقال، الحجز)
    يتعيّن النظر للتعليم كحق يجب كفالته في جميع الظروف وحمايته في جميع الأوضاع بما في ذلك أوضاع الأزمات والطواريء الناجمة عن الحرب الأهلية والنزاعات المسلحة. وحيث أن الواقع يشير إلى خلاف ذلك فقد حظي هذا الموضوع باهتمام كبير في السنوات الأخيرة. يعود الاهتمام بهذا الجانب إلى حقيقة أن النزاعات المسلحة تمثل إحدى العقبات الرئيسية التي تحول دون تحقيق أهداف التعليم للجميع، وأيضاً إلى حقيقة ازدياد عدد وحجم النزاعات المسلحة في العالم في السنوات الأخيرة.
    بشكل أساسي، يعني القانون الإنساني الدولي بهذا الجانب. والقانون الإنساني الدولي عبارة عن مجموعة من القواعد والمباديء التي ترمي إلى حماية أولءك الذين لا يشتركون في الأعمال الحربية، بما فيهم المدنيون والمقاتلون الجرحى أو الذين يقعون في السر. والقانون الدولي يضع قيوداً على وسائل شن العمليات العسكرية وأساليبها، إذ أن هدفه الأساسي يتمثل في تقليص المعاناة البشرية في أوقات النزاع المسلح إلى أدنى حد ممكن. واتفاقيات جنيف الأربع للعام 1949 والبروتوكولان الإضافيان الملحقان بها للعام 1977، تمثل الصكوك الرئيسية للقانون الإنساني الدولي. تضمّن القانون الإنساني الدولي على أحكام لحماية الحق في التعليم أثناء النزاع المسلح أو تحت الاحتلال العسكري أو في أوضاع الطواريء، ومنها:
    - "على أطراف النزاع أن تتخذ التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر الذين تيتّموا أو افترقوا عن عائلاتهم بسبب الحرب، وتيسير إعالتهم وممارسة دينهم وتعليمهم في جميع الأحوال، ويُعهد بأمر تعليمهم إذا أمكن إلى أشخاص ينتمون إلى التقاليد الثقافية ذاتها." (خاص بالأطفال اليتامي والمفترقين عن أسرهم)
    - "تكفل دولة الاحتلال، بالاستعانة بالسلطات الوطنية والمحلية حُسن تشغيل المنشآت المخصصة لرعاية الأطفال وتعليمهم ..." (خاص بالتعليم تحت الاحتلال العسكري)
    - "تُمنح للمعتقلين جميع التسهيلات الممكنة لمواصلة دراستهم أو عمل دراسات جديدة. ويُكفل تعليم الأطفال والشباب، ويجوز لهم الانتظام بالمدارس، سواء داخل أمكان الاعتقال أو خارجها."
    - "يجب توفير الرعاية والمعونة للأطفال بقدر ما يحتاجون إليه، وبصفة خاصة: (أ) يجب أن يتلقّى هؤلاء الأطفال التعليم، بما في ذلك التربية الدينية والأخلاقية وفقاً لرغبات آبائهم أو أولياء أمورهم في حالة عدم وجود آباء لهم." (خاص بالأطفال أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية)
    يلاحظ أن توفير التعليم أثناء الطواريء كان يُنظر إليه تقليدياً كأمر يأتي في مرتبة تالية لاحتياجات مثل المأوى والغذاء والرعاية الصحية، غير أنه اكتسب في السنوات الأخيرة قدراً أكبر من الاهتمام باعتبار التعليم عنصراً ضرورياً من عناصر الإغاثة المبكرة في حالات الطواريء (المؤتمر الدولي للتعليم للجميع، جوميتان - تايلاند في 1990 - اجتماع عمان في 1995 لاستعراض ما تم انجازه - توصيات المؤتمر الدولي للتعليم للجميع في نصف عقد - المنتدى العالمي للتعليم دكار 2000)
    وجاء في نص "اطار دكار للعمل" (أن التعليم للجميع يجب أن يأخذ في الحسبان احتياجات الفقراء والفئات الأشد عوزاً، بمن فيهم الأطفال العاملون، المقيمون في المناطق النائية من سكان الريف والبدو، والأقليات الإثنية واللغوية، والأطفال والكبار المضارون بالنزاعات المسلحة، والمصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب - الإيدز، وذوو الاحتياجات الخاصة."
    وفي السنوات الأخيرة أيضاً جرى الإنتباه إلى حقيقة أن القانون الإنساني الدولي، فضلاً عن تعزيزه للأحكام الرامية لضمان الحصول على التعليم في أوضاع النزاع المسلح، يمكنه أن يؤدي دوراً كبيراً في تحديد محتوى التعليم الأساسي، فتعلّم القانون الإنساني الدولي يمكن أن يسهم إسهاماً فريداً في المعارف والمهارات والمواقف التي تشكّل المحتوى التعليمي الضروري للتعليم الأساسي، من خلال تحقيق تعيّر إيجابي في المواقف عن طريق غرس أفكار مثل احترام الحياة والكرامة الإنسانية، والمسئولية المدنية والتضامن
    ولقد استند الإتجاه لضرورة تعلّم القانون الإنساني الدولي إلى ثلاث ملاحظات تتعلّق بالنزاعات المسلحة والعنف:
    - أن النزاعات المسلحة في العالم تتجه للإزدياد وليس للإنحسار،
    - أن هناك صعوبة متزايدة في التمييز بين أوضاع النزاع المسلح والأوضاع الأخرى التي تخلو منه، فكل المجتمعات أصبحت عرضة لأشكال مختلفة من العنف (في المدرسة، الشارع، القلاقل الاجتماعية، الاضطرابات الداخلية وانتهاءً بالنزاع المسلح),
    - أن الشباب معرّض على نحو مضطرد لتغطية إعلامية متزايدة لهذه الأشكال المختلفة من العنف، وهو يتأثر بها.
    وبينما واجهت المبادرات الهادفة لتضمين حقوق الإنسان في المناهج المدرسية اعتراضات سياسية من قبل الكثيرين، فان تضمين القانون الإنساني الدولي في المناهج المدرسية لا يلقى مثل تلك الاعتراضات.
    إن تعليم القانون الإنساني الدولي سيؤدي دون شك إلى تنشئة شباب متبصّر ومسئول، مهيأ للإلتزام بالقانون الإنساني وبمبدأ احترام الحياة والكرامة الإنسانية وللدفاع عنهما في مجالات تأثيره. وبصورة أكثر تحديداً، فان هذا يمكن أن يشمل تغييرات إيجابية في مستوى:
    - الوعي بحدود ومختلف أشكال الحماية الواجبة التطبيق في أوضاع النزاع المسلح،
    - فهم الجوانب المتعددة للقانون الإنساني الدولي، والتعقيدات التي ينطوي عليها تطبيقه، والقضايا الإنسانية،
    - الاهتمام بالأحداث الدولية الجارية وبالعمل الإنساني،
    - القدرة على النظر إلى أوضاع النواع المسلح في الداخل والخارج من منظور إنساني،
    - المشاركة في خدمة المجتمع أو في أشكال أخرى من التعبئة لحماية المواقف الإنسانية وتعزيزها.
    مشروع استكشاف القانون الإنساني الدولي
    في أواخر عام 1998 بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مشروع استكشاف القانون الإنساني، بغرض إعداد مواد تعليمية أساسية كي يستخدمها الشباب من الفئة العمرية 13 - 18 سنة على نطاق العالم كله. واعتباراً من مارس 2001 بدأ تطويع هذه النماذج الأساسية ودمجها بالتدرج إما في مواد التربية الوطنية أو الأخلاق ضمن المناهج الدراسية للمدارس الثانوية و/أو برامج التعليم غير النظامي. بدأ المشروع بإنشاء شبكة تضم نحو 15 موقعاً في أماكن متفرقة من العالم، منها جيبوتي، لبنان، جنوب افريقيا وايرلندا الشمالية.
    جيبوتي: اُعتمدت التجربة بعد إدراك وزارة التعليم للأزمة التي يعاني منها التعليم في البلد وإخفاق النظام المدرسي بوجه عام في الإسهام في دفع عجلة التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. تجلّت الأزمة في المعدلات المنخفضة لتنمية التعليم الأساس، فنسبة القيد في التعليم الإبتدائي كانت دون 32%، وفي المرحلة الثانوية دون 15%. ولقد كان النزاع الداخلي الذي شهدته جيبوتي (1991-1994) والنزاعات المسلحة المستمرة في بلدان مجاورة من بين الأسباب التي دفعت السلطات التعليمية في جيبوتي للنظر إلى "استكشاف القانون الإنساني الدولي" بوصفه مشروعاً وثيق الصلة باحتياجات البلاد، وكمشروع له أبعاده الإنسانية ويسعى لتحقيق خير البشر.
    وفي لبنان يقوم المركز التعليمي للبحث والتطوير بعملية إصلاح المناهج الدراسية، وبخاصة في مجال التربية الوطنية أو تعليم المواطنة، وهي مادة ظلت غائبة تماماً عن المقررات الدراسية منذ نشوب الحرب الأهلية في 1975. قبل ذلك كانت مادة التربية الوطنية مجرد مادة دراسية هزيلة، ومفروضة بطريقة رديئة على نظام تعليمي كان يسيطر على إدارته -ولا يزال- القطاع الخاص و/أو الطوائف. ويرمي برنامج التربية الوطنية الجديدة بعناصره الأربعة المتضافرة التي تشمل التربية الاجتماعية، والمدنية، والوطنية، والإنسانية إلى تنشئة جيل جديد من المواطنين المستنيرين الذين يتحلّون بالشعور بالمسئولية والقادرين على الإسهام في عملية إعادة البناء الاجتماعي التالية للحرب.

    في مناقشاتهم التي تبعت الورشة التدريبية، تناول المشاركون في مناقشاتهم التي تلت الجلسة أزمة التعليم في السودان من جوانبها المختلفة، مؤكدين أن التعليم قد تعرض في سنوات حكم الجبهة القومية الإسلامية إلى تدمير كامل ومنظم.
    وقال المشاركون إن السياسات التعليمية الخاطئة التي تبنّاها النظام قد قضت عملياً على حق محدودي الدخل في الحصول على تعليم أساسي ذي جودة. وقالوا إن مجانية التعليم ما عاد لها وجود حقيقي، إذ أن المداس العامة تفرض على التلاميذ رسوم ومصروفات مباشرة وغير مباشرة، إَضافة إلى الكلفة العامة للتعليم من لوازم مدرسية، ومصاريف مواصلات ووجبة إلخ. الأمر الذي أضاف أعباء جديدة على الأسر المعانية أصلاً. وأضافوا أن الميسورين يجدون فرصاً لتعليم أفضل لأبنائهم في المدارس الخاصة التي نجحت أيضاً في اجتذاب الخبرات من المدارس العامة.
    وانتقد المشاركون المناهج الدراسية التي تعمل على تشكيل جيل سلبي مسلوب الإرادة من خلال توجيه المناهج الدراسية لخدمة التوجهات السياسية للنظام الحاكم. وأضافوا أن هذه المناهج تعتمد على الحشو وتركّز على أدوات التعليم فقط دون المحتوى التعليمي الأساسي.
    ومن خلال تقديم نماذج عديدة على ما يحتوي عليه المنهج المدرسي أوضح المشاركون أن المناهج الدراسية في التعليم الأساسي والثانوي تدعو إلى التمييز بين الجنسين، وإلى التعصب والتشدّد والإنغلاق.
    وأشار المشاركون أيضاً إلى ما يعانيه المعلّمون من مشكلات - ومنها مصادرة حقوقهم النقابية وتدنّى الأجور التي يحصلون عليها- تنعكس بدورها سلباً على الطلاب.
    وأكد المشاركون أن أزمة التعليم في السودان لا يمكن معالجتها من دون معالجة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، مشيرين إلى أن الحق في التعليم يرتبط إرتباطاً وثيقاً بجملة من الحقوق والحريات الأساسية الأخرى وعلى رأسها الحق في حرية الفكر والضمير والمشاركة السياسية.


    عن :
    http://shro-cairo.org/Arabicsite/arabic_quarterly/arabicquarterly18.rtf
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de