هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2010, 09:47 PM

عبد العزيز جامع
<aعبد العزيز جامع
تاريخ التسجيل: 09-20-2010
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟

    هل لقي الرحالة ابن بطوطة ابن تيمية؟!

    كنت منذ زمنٍ موغلٍ في البعد مولعاً بمطالعة التاريخ وحوادثه, حواضره وبواديه, خصوصاً أعلامه ورجالاته, لا يكاد شيئٌ أحب إلي منه.
    وأذكر أن أستاذى الجليل أزهري أحمد محمود-مدّ الله فى أيامه بالعافية كان شديد الحرص على أن يعلمنا المنهج النقدى الصحيح لدراسة التاريخ عندما كان يدرسنا (البداية والنهاية) للمؤرخ المفسر الحافظ ابن كثير.
    وكان شيخُناأبو الفضل واسعَ الاطلاع, غزيز المعرفة, جم الفوائد أكاد أقطع أنه من نوادر ما جاد به الوقت فى علم التاريخ-
    وأرجو أن تكون أقامته في السعودية حافلة بالتحقيق- ثمّ قضى الله قضاءاً لا مرد له أن أكون أحد ضحايا دراسة الطب فقضت على كلّ شيئ, حتى صار (أثراً كومض شرارة تعبي على خشب الحريق) كما قال الشاعر الكبير مصطفى سند رحمه الله.
    وهذا المنهج المشار إليه في فهم التاريخ هو بداية الطريق الصحيح نحو تحليل الوقائع والأحداث على نحو علمائنا في الحديث-نضّر الله وجوههم- واستنباط الفكر مع السليقة الذوقية, ثم إعمال هذا المنهج هو تكملة الطريق.
    ومع عناية المتقدمين الفائقة بهذا المنهج, تجد جل الكتاب المعاصرين فى التاريخ أغفلوه حتى يكاد القارئ فى حيرة واضطراب لا ينقضي ورحم الله شيخ المعرة أبا العلاء إذ يقول:
    مَنْ يَبْغِ عِندِيَ نَحْواً أَوْ يُرِدْ لُغَةً** فَمَا يُسَاعَفُ مِنْ هَذَا وَلا هَذِى
    يَكْفيكَ شرًّا مِنَ الدُّنيا وَمَنقَصَةً** ألاّ يَبِينَ لَكَ الهادى من الهاذى.
    ولنترك أبا العلاء ومنهج التاريخ جانباً وأذكرالآتى:
    فقد نشرت مجلة [العربى 2004م عدد 553/ص26-29] مقالاً:بعنوان: [ لقاء الفقيه والرحالة: هل التقى ابن بطوطة بابن تيمية؟] د.عبد الهادى التازى-مؤرخ مغربي كبير وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة - حقق رحلة ابن بطوطة- هي بتشديدِ الطاء مع ضمِّها!! كذا سمعتُها من أشياخي د. صديق عمر الصديق و الاستاذ عبد الفتاح عمر- فاستوقفني المقال طويلا وقرأته مرارً ليس لغرابة أن يكون ابن بطوطة ( 703 - 779 ه‍ = 1304 - 1377 م ) لقي ابن تيمية فهو عصريُّه بل ما ذكره ابن بطوطة فى رحلته عن ابن تيمية وما رماه به من اختلال العقل! والإلحاد فى صفات الله عزوجل!!
    فرأيت الكاتب يقرر وبدفاعٍ مستميت ما ذكره ابن بطوطة خاتماً مقاله بقوله:
    "إن الذى أريد أن أقوله بوضوح: هو أن الرحالة المغربى يمسى معتبراً مصدراً مهماًّ من مصادر الحديث عن ابن تيمية ,وأنه لا يجوز لنا أن نهمل معلومات الرحلة, بل علينا أن نقرأها قراءة جيدة انطلاقاً مما قدمناه, وانتهاءاً إلى أن الهدف يبقى دائماً هو البحث عن الحقيقة والحقيقة وحدها."
    ورأيت الكاتب وقع فى خلطٍ عجيب من نسبة كلامٍ لابن تيمية لم يقله حيث قال فى هامش (البحث)-4: وقد تم آخر سجن له فى شهر شعبان/عام 726هـ بسبب الفتوى التى يشجب فيها زيارة مقابر الأولياء! (علامة التعجب من الكاتب).
    قلت: والمعروف أن ابن تيمية لم يشجب –يا دكتور-زيارة الأولياء فى جميع مصنفاته وإنما أفتى بمنع (وإن شئت شجب!) شد الرحال إليها ولا يخفى على القارئ اللبيب الفرق الكبير بين (زيارة القبور) المندوبة شرعاً للاعتبار و(شد الرحال إلى القبور) الممنوعة شرعاً.
    تنبيه: أفادني استاذي العلامة د.الصديق عمر الصديق في ضبط اسم ابن بطوطة أنه بتشديد الطاء الأولى يعني (ابن بطُّوطة).
    ولنعد إلى كلام ابن بطوطة فى رحلته المسماه: "تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" تقديم وتحقيق عبد الهادى التازى (خمسة مجلدات)ط/ أكاديمية المملكة المغربية, سلسلة التراث-وهي كما قال العلامة حمد الجاسر-رحمه الله – أحسن طبعات الكتاب:
    (..."....وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقى الدين ابن تيمية كبير الشأن, يتكلم فى الفنون, إلا أنّ فى عقله شيئاً!! وكان أهل دمشق يعظمونه أشدّ التعظيم, ويعظهم على المنبر, وتكلم مرة بأمرٍ أنكره الفقهاء ورفعوه إلى الملك الناصر, فأمر بإشخاصه إلى القاهرة وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر, وتكلم شرف الدين!!- قلت: صوابه جمال الدين وليس شرف الدين كما زعم ابن بطوطة وهو محمد بن سليمان بن يوسف كما هو عند ابن حجر في الدرر الكامنة- الزواوى المالكى وقال: إن هذا الرجل قال: كذا, وعدّد ما أنكره على ابن تيمية, ما تقول؟ قال: لاإله إلا الله, فأعاد عليه, فأجاب بمثل قوله, فأمر الملك الناصر بسجنه, فسُجِن أعواماً, وصنّف فى السجن كتاباً فى تفسير القرآن سمّاه بـ "البحر المحيط" فى تحو أربعين مجلداً ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر وشكت إليه, فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية, وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع, ويذكّرهم, فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولى هذا, ونزل درجةً من درج المنبر, فعارضه فقيه مالكى يعرف بابن الزهراء, وأنكر ما تكلم به, فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدى والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته وظهرت على شاشية حرير, فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلّم قاضى الحنابلة, فأمر بسجنه وعزّره بعد ذلك, فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره, ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز وكان من خيار الأمراء وصلحائهم, فكتب إلى الملك الناصر بذلك, وكتب عقداً شرعيا على ابن تيمية بأمور منكرة منها: أن المطلِّق بالثلاث فى كلمة واحدة لا تلزمه إلا طلقة واحدة. ومنها أن المسافر الذى ينوى بسفره زيارة القبر الشريف-زاده الله طيباً-لا يقصر الصلاة, وسوى ذلك مما يشبهه, وبعث العقد إلى الملك الناصر, فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة فسجن بها حتى مات في السجن" أهـ
    فابن بطوطة هنا يصف ابن تيمية بقوله:(إلا أنّ في عقله شيئاً), هذه واحدة ولم يتعقبه الدكتور التازى!!
    ثانيا: ذكر أنه رآه يوم الجمعة يخطب بجامع دمشق.
    ثالثاً: ذكر أنه-يعني ابن تيمية- شبّه نزول الخالق عزوجل فى ثلث الليل الأخير بنزوله هو-تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرا-وهذا عين الإلحاد فى صفات الله عزوجل إن ثبت عن ابن تيمية.
    قال الأستاذ د.التازى: وقد وقفت فى كتاب "الديباج" لأحمد باب السودانى(ت1032هـ) عند ترجمة أبى زيد عبد الرحمن وترجمة أخيه أبى موسى عيسى ابنى الإمام البركشى أنهما رحلا إلى المشرق, وناظرا تقى الدين ابن تيمية الذى كانت له مقالات يحمل فيها حديث النزول على ظاهره, وقولى فيه " كنزولى هذا" قال صاحب "الديباج" وهذه الزيادة "كنزولى هذا" أثبتها ابن بطوطة فى رحلته.)انتهى (نيل الابتهاج) لأحمد بابا التكرورى التنبكتى (ص/132-140) ط/الحجرية-فاس.
    فأنت ترى هنا أن ذكر صاحب الديباج (المتوفى سنة 1032هـ وبينه وبين ابن تيمية ثلاثة قرون) لهذه الواقعة لا يعضدها ولا يزيدها توثيقاً بل لا يزيدها إلا وهناً!-لأنه ناقل عن ابن بطوطة تصريحاً فاتكاء الدكتور التازى عليها لا معنى له.
    وقبل الكلام عن نص ابن بطوطة المتقدم هنا أمران يجدر بالباحث معرفتهما:
    أولاً: معرفة حال ابن بطوطة من حيث التوثيق.
    ثانياً: معرفة ابن تيمية ومن ترجموا له.
    لأن معرفة الروايات وتمييز صحيحها من سقيمها, والجيد من التالف أول الطرق لدراسة أى واقعة تاريخية, ولا يتم ذلك إلا بتتبع جميع الطرق للرواية وتفليتها كلها, حتى لا يغتر الباحث بما يرد له من أول وهلة فهذه غفلةٌ يربأ بها طالب العلم وقديماً قيل:
    فلا تقنع بأول ما تراه ** فأول طالعٍ فجرٌ كذوبُ
    ففي ترجمة ابن بطوطة من "الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة" لابن حجرا لعسقلاني وهو مرتب على حروف المعجم (ج2/ص329):
    "محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتي الطنجي أبو عبد الله بن بطوطة قال ابن الخطيب كان مشاركا في شيء يسير ورحل إلى المشرق في رجب سنة 25 فجال البلاد وتوغل في عراق العجم ثم دخل الهند والسند والصين ورجع على اليمن فحج سنة 26 ولقي من الملوك والمشايخ خلقا كثيرا وجاور ثم رجع إلى الهند فولاه ملكها القضاء ثم خلص فرجع إلى المغرب فحكى بها أحواله وما اتفق له وما استفاد من أهلها قال شيخنا أبو البركات:حدثنا بغرائب مما رآه فمن ذلك أنه زعم أنه دخل القسطنطينية فرأى في كنيستها اثني عشر ألف أسقف ثم انتقل إلى العدوة ودخل بلاد السودان ثم استدعاه صاحب فاس وأمره بتدوين رحلته انتهى وقرأت بخط ابن مرزوق أن أبا عبد الله بن جزي نمقها وحررها بأمر السلطان أبي عنان وكان البلقيني رماه بالكذب فبرأه ابن مرزوق وقال إنه بقي إلى سنة سبعين ومات وهو متولي القضاء ببعض البلاد قال ابن مرزوق ولا أعلم أحدا جال البلاد كرحلته وكان مع ذلك جوادا محسنا" أهـ
    والحافظ ابن حجر من كبار المؤرخين الثقات ومن حفاظ الحديث له ترجمة حسنة رفيعة فى" الجواهر والدرر"(1/106) "الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التواريخ" (ص/427) كلاهما لتلميذه المؤرخ الكبير الحافظ السخاوى, و"فهرس الفهارس"(1/321) للكتانى
    وفى لقبه "ابن حجر" قال بعض الظرفاء: "رجح نبأ ابن حجر" فتقرأ طرداً وعكساً, كقوله تعالى" كُلٌّ فى فَلَكٍ" وقوله تعالى: "وربك فكبر" . ومن أجل كتبه "فتح البارى" و"الإصابة فى تمييز الصحابة" جلس فى تأليفه أربعين عاماً, ومات قبل عمل "المبهمات" ومن الكتب التي لم يكملها أيضاً" النكت على ابن الصلاح" و "تلخيص المتفق والمفترق" للخطيب البغدادي و "تخريج أحاديث الأذكار للنووي" و "الثقات ممن ليس فى التهذيب" وانظر-مشكوراً-كتاب "التأصيل"لعلاّمة نجد بكر بن عبد الله أبو زيد القضاعي.
    ومن خلال ترجمة ابن حجر لابن بطوطة تجد ما يلى:
    -أنه-يعنى ابن بطوطة-لم يكن متضلعِّاً فى العلوم فقد(كان مشاركاً فى شيئٍ يسير) كما وصفه ابن حجر.
    وأنه رُمِي بالغرائب بل والكذب. كما صرّح بذلك الحافظ سراج الدين البلقيني. والمعلوم أن الجرح المفسر مقدم على التعديل كما ذكر جهابذة المؤرخين, ومهرة الحفاظ. وعليه فجرح من رماه بالكذب مقدم على تعديل من عدّله.
    وأيضاً فإن من قواعد الجرح والتعديل أن جرح الضعيف (المجروح أصلاً) للثقة الثبت لا يقبل, بل يزيد الجارح جرحاً كما هو في محله من قواعد التحديث للعلماء الأكابر كالنووي وابن الصلاح والذهبي والمِزِّي والعراقي وابن حجر والسخاوى والسيوطي والقاسمي والمعلِّمي في ثلة مبرورة رحم الله الجميع.
    فإذا جرح ابن بطوطة ابن تيمية فإنه من هذا الباب ومحالٌ أن يُدرك الضالعُ شأوَ الضليع وقديماً قال جرير:
    وابنُ اللبون إذا ما لزّ في قرنٍ ** لم يستطِعْ صولةَ البزلِ القناعيسِ
    وفي ترجمة ابن بطوطة أيضاً من كتاب (الأعلام) لخير الدين الزِّرِكلي المؤرخ الشامي الشهير ما يلى:
    "محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي ، أبو عبد الله ، ابن بطوطة : رحالة ، مؤرخ . ولد ونشأ في طنجة Tanger بالمغرب الاقصى . وخرج منها سنة 725 ه‍ ، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط إفريقية . واتصل بكثير من الملوك والامراء ، فمدحهم - وكان ينظم الشعر - واستعان بهباتهم على أسفاره . وعاد إلى المغرب الاقصى ، فانقطع إلى السلطان أبي عنان ( من ملوك بني مرين ) فأقام في بلاده . وأملى أخبار رحلته على ( محمد ابن جزي ) ال######ي بمدينة فاس سنة 756 وسماها ( تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار - ط ) ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والانكليزية ، ونشرت بها ، وترجمت فصول منها إلى الالمانية نشرت أيضا . وكان يحسن التركية والفارسية . واستغرقت رحلته 27 سنة ( 1325 - 1352 ) ومات في مراكش . وتلقبه جمعية كمبردج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالين المسلمين The Prince of Moslems travelers وفي نابلس ( بفلسطين ) أسرة ، الآن ، تدعى ( بيت بطبوط ) وتعرف ببيت المغربي وبيت كمال ، تقول إنها من نسل ابن بطوطة."
    وانظر: دائرة المعارف الاسلامية 1 : 99 والرحالة المسلمون 136 - 171 وسماه الزبيدي ، في التاج 5 : 109 ( محمد بن علي ) وذكر عن رحلته أن ابن جُزي جمعها في كتاب حافل ، اختصره محمد بن فتح الله البيلوني في جزء صغير.



































    هل لقِي الرحالة ابن بطوطة
    ابن تيمية؟؟ (2 /2)

    د.عبد العزيز علي جامع
    [email protected]
























    توطئة: كنت قد ذكرت في العدد السابق أن بطوطة –في رحلته-رمى شيخ الاسلام ابن تيمية بالتجسيم في زعمه تشبيه نزول الله عزوجل بنزوله هو!!-تعالى الله عن الشبيه والمثيل
    وذكرت اشيئاً في ترجمة ابن بطوطة ومنزلته من حيث التوثيق نقلاً عن حذامِ المحدثين, وجُهينة الحفاظ والمؤرخين, ابن حجر العسقلاني وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار!!..ما حاصله جرحٌ لابن بطوطة
    ولنذكر الآن على سبيل الوجازة والاختصار شيئاً من حال ابن تيمية ومن ذكره من المؤرخين:
    فهو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية النميري الحراني الدمشقي أبو العباس تقي الدين شيخ الإسلام.
    وعن لقب (شيخ الإسلام) انظر "الرد الوافر" لابن ناصر الدين الدمشقى, وعن تاريخه وشرطه أنظر" الجواهر والدرر" للسخاوى (1/14-17), و"الجامع لآداب الراوى والسامع" للخطيب البغدادى )2/172-175).
    عَلمٌ مشهور من بيت علم كله مشاهير ملأ الدنيا وشغل الناس. وليس القصد هنا ترجمته فهو أشهر من نار على عَلَم.
    يمكن القول أنه ما اختلف الناس في رجلٍ بين مادحٍ وقادح بعد أبى الطيب المتنبي مثل ابن تيمية-رحمهما الله جميعاً- أما الأول فقد أوفى أمره بحثاً العلامة ألأديب الراحل محمود شاكر في سفره القيم (المتنبي: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) ط/ الحلبي وإني هنا أزجي شكراً للدار السودانية للكتب-وفق الله أصحابها لنشر العلم- في اتحافها لأهل السودان بأسفارٍ ماتعة هي من ضنائن العلم وغواليه ولا يشكر الله من لايشكر الناس.
    وأما أبو العباس ابن تيمية فقد أغنى الناس عناءً في جمع تراجمه المنثورة في بطون الكتب العالمان الفاضلان: محمد عزيز شمس وعلي العمران حيث جمعا-فأوعبا- ما تفرق من التراجم في سِفر واحد "الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون" ط/ دار عالم الفوائد. وزاد الكتاب وزناً عند أهل العلم عندما اعتنى به وقدّم له مقدمة ضافية-هي في نفسها عمل كامل-العلامة المحقق بكر بن عبدالله أبوزيد فصار كمن أضاف إلى الزبد شهداً, وعلّق على جيد الحسناء عِقداً.
    ولك أن تطالع عدداً يسيرأً فقط ممن ترجم له من المؤرخين (مع ذكر تاريخ وفياتهم بالهجري) ومنهم شيوخه وقد بلغ عددهم أكثر من مائتي شيخ ومنهم أقرانه وتلاميذه وأحفاده بالتلمذة ومن هؤلاء:
    -ابن شيخ الحزّامين (أحمد بن إبراهيم الواسطي (ت711هـ) في"التذكرة والاعتبار والانتصار للآبرار" وهى عاطرة بالثناء على الإمام وفيها حث أهل السنة للتمسك بها ونشر كتب الشيخ.
    -إبراهيم بن أحمد الغياني خادم ابن تيمية في "بيان ما قام به ابن تيمية وتفرد به" وفيها يذكر بلاءه وجهاده –رحمه الله -
    -أحمد بن مري الحنبلي (بعد 728هـ) وله وصية إلى تلاميذ ابن تيمية في الحث على القيام به وبعلمه وسمته.
    -شهاب الدين النويري(733هـ) في "نهاية الأرب في فنون الأدب" وذكر فيه طرفاً مطولاً من مناظراته مع طوائف المبتدعة الأحمدية و فيها مجمل اعتقاده
    -ابن سيد الناس اليعمري (734هـ) في سؤالات ابن أيبك الدمياطي
    -شمس الدين محمد الجزري (739هـ) في "تاريخ حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه"
    -علم الدين البرزالي (739هـ) في "المقتفي لتاريخ أبي شامة"
    -أبوبكر بن عبدالله الدواداري (بعد 730هـ) في "كنز الدرر وجامع الغرر"
    -عبد الله بن حامد إمام الشافعية : في رسالته إلى ابن عبدالهادي وفيها ثناء عاطر على الإمام ومنهجه
    -عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني (734هـ): في "لقطة العجلان في مختصر وفيات الأعيان"
    --ابن عبد الهادى: الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبدالهادي (ت744) في "العقود الدرية" وهو أجمع كتاب في ترجمة الإمام. وله أيضاً ترجمة ضافية في "مختصر طبقات علماء الحديث"
    -الذهبى: وهو الحافظ المؤرخ شمس الدين محمود بن عثمان التركماني (748هـ) قال عنه تلميذه السبكى-رحمه الله-:"لو أقيم على أكمة والرواة بين يديه, لعرف كلاًّ منهم بأسمائهم وأسماء آبائهم" (الطبقات) للسبكى:(9/101)
    وقال عنه تلميذه الصفدى فى (الوافى بالوفيات):(2/163): "لم أجد عنده جمود المحدثين, ولا كودنة (يعنى بلادة) النقلة بل هو فقيه النظر, له دربة بأقوال الناس, ومذاهب الأئمة من السلف وأرباب المقالات. وأعجبنى منه ما يعانيه فى تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثاً يورده حتى يبين ما فيه ضعف متنٍ أو ظلام إسناد, أو طعنٍ فى رواته. وهذا لم أر غيره يراعى هذه الفائدة فيما يورده" انتهى
    ولم يرحل الذهبى للعلم برًّا بأمه! كما فعل محمد بن بشّار شيخ البخارى كما فى "الميزان" للحافظ الذهبي برقم/7269 وانظر كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-إلى والدته فى "الفتاوى":(28/48-50)
    قلت: ذكر الذهبي ترجمة رائعة لابن تيمية فى عدد من كتبه: (تذكرة الحفاظ) وهي أطول ترجمة اعتمد عليها معظم المؤرخين من بعده.
    ,(ذيل العبر في خبر من غبر),(دول الإسلام),(الأعلام بوفيات الأعلام),(المعين في طبقات المحدثين),(المعجم المختص), (ذكر من يعتد قوله في الجرح والتعديل)
    -أبوعبد الله محمد بن رشيق (749هـ) في فهرسة أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أول فهرس في سرد مؤلفات ابن تيمية-فيما أعلم- وأخطأ من نسبه لابن القيم
    -ابن فضل الله العمري: أحمد بن يحيى(749)هـ في "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"
    -عمر بن المظفر بن الوردي(749هـ)في: (تتمة المختصر في أخبار البشر)
    - ابن قيم الجوزية:(ت 751هـ) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن مكي بن حريز الدمشقي وهو أكثر العلماء ملازمةً لابن تيمية وحبس معه في سجونه حتى سجنه الأخير الذى مات فيه ابن تيمية-رحمه الله-حيث لم يفرج عنه إلا بعد موت ابن تيمية. وأكثر في مؤلفاته من النقل عنه وبالغ ابن حجر في "الدرر الكامنة" فقال: كان لا يكاد يخرج عن آرائه وأقواله. وانظر (الكافية الشافية) لابن القيم
    -علاء الدين مغلطاى بن قليج المصري (762هـ) في "الأيصال لكتاب ابن سليم وابن نقطة والأكمال"
    -خليل بن أيبك الصفدي(764هـ) في"أعيان العصر وأعوان النصر), و في كتابه الفذ الممتع" فوات الوفيات"
    -ابن شاكر الكتبي(764هـ) في كتابه النفيس "فوات الوفيات" حيث استدرك ما فات على تاريخ القاضي شمس الدين بن خَلِّكان وجمع ما عند الصفدي فوقع الكتاب فى حدود الستمائة ترجمة. وله ترجمة أخرى لابن تيمية ذكرها في"عيون التواريخ"
    -اليافعي: ابومحمد اليماني(767هـ) في "مرآة الجنان" –تعرف منه وتنكر-!
    -أحمد بن محمد الفيومي (770هـ) في "نثر الجمان في تراجم الأعيان"
    -ابن كثير الدمشقي (774هـ) الحافظ الكبير صاحب التفسير المشهور والمؤرخ ذكر ترجمة مطولة لابن تيمية في "البداية والنهاية"
    وهؤلاء كانوا معاصرين لابن تيمية ومن أقرانه وأنداده. لم يذكر أحدٌ منهم ما ذكره ابن بطوطة بل العكس وصفوه برجاحة العقل التامة وغزارة العلم وعلو كعبه. ومن هؤلاء من كانوا تلامذته وكانوا ألصق به من ظله ولا يوجد عند أحدٍ منهم على كثرة مصنفاتهم حرفٌ واحدٌ مما ذكره ابن بطوطة.
    - ابن حبيب (779هـ): الحسن بن علي بن الحسن في "تذكرة النبيه في دولة المنصور وبنيه" وأيضاً في "درة الأسلاك في دولة الأتراك"
    - ابن رجب الحنبلي الحافظ زين الدين (795هـ) في "ذيل طبقات الحنابلة" وهي من أوعب التراجم وأغزرها مادة.
    -تقي الدين الفاسي (832هـ) في" ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد"
    -ابن ناصر الدين الدمشقي (842هـ) في "التبيان لبديعة البيان" وهو صاحب "الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر" وهو –كاسمه-أوفر الرد على من كفّرالإمام ابن تيمية وجرى للإمام بسببهم ما جرى من صنوف الأذى وألوان العذاب حتى مات في سجن القلعة كما هو معلوم. والكتاب تلقّاه العلماء بالقبول كما سيأتي.
    - تقي الدين المقريزي: (845هـ) في "المقفى الكبير", "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار", "السلوك لمعرفة دول الملوك"
    -أحمد بن نصر الله البغدادي (846هـ) في "مختصر طبقات الحنابلة"
    -ابن خطيب الناصرية فى "الدر المنتخب" المخطوط بمكتبة المدرسة الأحمدية بحلب.
    - الحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ) في "الدرر الكامنة" وله "تقريظ للرد الوافر"
    - سراج الدين البلقيني:شيخ الحافظ ابن حجر في "تقريظه للرد الوافر" أيضاً
    - بدر الدين محمود العيني(855هـ): في"عقد الجمان" وفي "تقريظه للرد الوافر"
    - أبوالمحاسن ابن تغري بردى (874هـ) في "المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي" وفي "الدليل الشافي من المنهل الصافي" وأيضاً في "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"
    - برهان الدين ابن مفلح الحنبلي (884هـ) في "المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد"
    - محمد ابن عزم المكي (891هـ) في "دستور الأعلام بمعارف الإسلام"
    -جلال الدين السيوطي الحافظ (911هـ) في " طبقات الحفاظ"
    - ابن سباط (926هـ): في"تاريخه"
    -النعيمي (927هـ) في "الدارس في فتن المدارس"
    - مجير الدين العليمي (928هـ) في "المنهج الأحمد في ذكر أصحاب الإمام أحمد" و "الدر المنضد"
    - الداوودي (945هـ) في "طبقات المفسرين"
    - القاضي الزوكاوي العدوي (1032هـ) في "الزيارات"
    -ابن العماد الحنبلي (1089هـ) في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب"
    - المكناسي (1125هـ) في " درة الحجال في غرة أسماء الرجال"
    - الغزي (1167هـ) في "ديوان الإسلام"
    - ولي الله الدهلوي (1176هـ)-أحد كبار علماء الهند- له رسالة في مناقب ابن تيمية والدفاع عنه
    - محمد بن علي الشوكاني (1250هـ) له ترجمة مطولة لابن تيمية في "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"
    - صديق حسن خان القنوجي (1307هـ) -أحد كبار علماء- الهند في " أبجد العلوم" و "التاج المكلّل"
    - نعمان خير الدين الآلوسي (1317هـ) في "جلاء العينين في محاكمة الأحمدين" ويقصد بهما أحمد ابن تيمية وعدوه اللدود –وإن كان متأخرا عنه-أحمد ابن حجر الهيتمي. الجدير بالذكر هنا أن هذا الأخير ليس هو ابن حجر العسقلاني الحافظ المعروف صاحب "فتح الباري", "الإصابة"...وغيرها فهذا له ترجمة نفيسة لابن تيمية في"الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" وغيره من رسائله وكتبه, ولكنه المعني ابن حجر الهيتمي الشافعي من محل الهيتم المنسوب إليها وهذا من مقلدة الشافعية ولا يعرف عنه اعتناء بعلم التاريخ والحديث فتنبه!
    محمد بهجة البيطار: حياة شيخ الإسلام ابن تيمية,ط/المكتب الإسلامى
    -إبراهيم بن أحمد الفيانى: ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية. تحقيق: محب الدين الخطيب.
    -الكتانى: فى "الرسالة المستطرفة"
    كل هؤلاء لم يذكروا شيئاً مما ذكره ابن بطوطة عن ابن تيمية مع أن بعضاً منهم- كما رأيت- أقرانه كابن دقيق العيد وابن سيد الناس اليعمرى واليافعى وابن الوردى.
    وليس الغرض هنا ما قاله المؤرخون عن ابن تيمية فهذا ما لا تَسعُه مجلدات كبار ويكفي أن تعلم أن عدد الكتب المطبوعة فقط التي ترجمت له تبلغ ثمانية وستين كتاباً سوى المخطوط منها!! .
    خبرٌ تالف:
    الناظر لكلام ابن بطوطة المتقدم يتضح ما يلى:
    أن ابن بطوطة –أو راويته ابن جُزَي – لم يحسن الزعم في خبر لقائه ابن تيمية, لأن ابن بطوطة ذكر عن نفسه(ص/50) أن دخوله دمشق كان يوم الخميس التاسع من رمضان عام 726هجرية. ومن المعلوم أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان رهين الحبس من شهر شعبان 726هجرية ولم يفرج عنه حتى توفى فى السجن معتقلاً ليلة الإثنين فى العشرين من ذى القعده عام 728هجرية. كما ذكر ذلك عدد من المؤرخين... فكيف لقيه؟! ومتى؟!
    ومما يرد دعوى ابن بطوطة على ابن تيمية ما يلى:
    أن عقيدة ابن تيمية التي ذكرها فى كتبه وبثها للناس في رسائله هي على خلاف ما ادعاه عليه ابن بطوطة.
    بل في جميع مصنفاته التي أربت على أكثر من أربعمائة مصنف!! لا يوجد فيها حرفٌ واحد مما نسبه إليه ابن بطوطة!! بل هي على نقيض ذلك تماماً وهاك أمثلة-على عجالة سريعة-:
    قال ابن تيمية فى (الرسالةالحموية) التي كتبها سنة 698هـ لأهل "حماه":
    " قولنا في الصفات ما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم.." إلى أن قال: "ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وصفاته من هؤلاء الأصاغر أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل لقرآن والإيمان؟؟"
    ...الخ كلامه-رحمه الله-بل فيه كما قال تعالى" ليس كمثله شيئٌ وهو السميع البصير"
    وهذه الرسالة موجودةٌ بأيدي الناس اليوم, وطبعت لأول مرة في المطبة السلفية للعلامة محب الدين الخطيب-برّد الله مضجعه- ثم طبعت في المنيرية لصاحبها محمد منير عبده آغا الدمشقي سقى الله ثراه وغيرها من الطبعات..ولا نعلم فيها مطعناً لأحدٍ من العلماء,
    وفى عام 705 هـ جاءه رجل من قضاة "واسط" بالعراق يسأله أن يضع لهم مجملاً لاعتقاد أهل السنة والجماعة فأجابه إلى طلبه وألف له "الرسالة الواسطية" وهي موجودةٌ بأيدي الناس اليوم من أحسن ما كتب في الاعتقاد. ومشروحةٌ لأكثر من عشرة شروح.
    فاشتكاه حساد القضاة والعلماء إلى السلطان وجرت له محنٌ كثيرة.
    ولما ظهر كتاب ((منهاج الكرامة)) لمؤلفه ابن المطهر الحلي الشيعي المتوفى سنة 726هـ وقد كتب ابن مطهر كتابه هذا بصفة خاصة إلى الملك (الجايتو خدابنده) وهو أحد الملوك الإيلخانية ومن أحفاد الملك ((جنكير خان)) يدعوه فيه إلى مذهب الشيعة الإمامية. ردّ عليه ابن تيمية بكتاب هو أعظم ما كتب عن الشيعة الروافض وتجلية مذهبهم وسماه[ منهاج السنة النبوية فى نقض كلام الشيعة القدرية]
    وبالجملة فلابن تيمية من التصنيف ما يربو على أربعمائة مجلد ليس فيها ما يُستشنع عليه منها مما نسبه ابن بطوطة. نعم ليس هو بمعصوم, فتقبل كل آرائه واجتهاداته. فالكمال لله ذي الجلال والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
    بقي أن يقال: ما الحامل لابن بطوطة على هذه الفرية؟؟؟
    أن من يتأمل واقع الجو العقائدي والسياسي الملبد والذي كان يعيش فيه ابن تيمية ومواقفه الصلبة من محاربة الشرك والخرافة والدجل والبدع والفرق كالمعتزلة والأشاعرة والصوفية والشيعة والفلاسفة والصابئة, ورفض ما عليه المقلدة والمتعصبة للمذاهب كل ذلك أوجد له خصوماً من كل جانب خصوصاً مع الاعتبار ما كانت عليه ديار الإسلام من حال الحرب مع التتار تارةً ومع الصليبيين تارةً أخرى.
    ويغلب ظني أن الحمل أن لم يكن على ابن بطوطة لمعتقده في ابن تيمية فهو من راويته ابن جزي الغرناطي.
    وأيًّا ما يكن فهذا الخبر الذي وافانا به ابن بطوطة في رحلته خبرٌ تالف يقيناً وما آفة الأخبار إلا رواتها وصدق أبو العلاء المعرى إذ يقول:
    هلْ صَحّ قولٌ من الحَاكِي فَنَقْبلُهُ
    أمْ كُلُّ ذَاكَ أبَاطِيلٌ وَأسْمارُ
    أَمّا العُقُولُ فآلت أنّه كَذِبٌ
    والعَقلُ غَرسٌ له بِالصّدق إثمارُ
    قلت: ومع أن التحقيق يبين عدم صحة لقاء (الرحالة) بـ(الفقيه) وأن رحلة ابن بطوطة لا يمكن بحال أن تعتبر مصدراً من مصادر البحث عن ابن تيمية, فإن الانصاف يقتضي كذلك أن لا تُطرح بالجملة في سائر فوائدها وفرائدها, والعلم عند الله تعالى.
    إيقاظ: ثم وقفت بأخرة على كلامٍ نفيس في (كناشة)أستاذنا العلامة عبد الفتاح عمر محمد الحاج أن ابن بطوطة لم يُدوِّن رحلته بنفسه, وإنما أملاها لما قدم مدبنة فاس, ورغب منه واليها, أملاها على أحد كتبته وهو ابن جزي محمد بن محمد بن أحمد الغرناطي ثم الفاسي (ت757هـ) وأوضح ذلك في مقدمته قائلاً:"ونقلت معاني كلام الشيخ بألفاظٍ موفيةٍ للمقاصد, فلم أُخل بأصله, وأوردت جميع ما ذكر من الأخبار والحكايات, ولم أتعرض للبحث عن حقيقتها" اهـ من يوليو/أغسطس 1998م ص/718-719[مجلة العرب] لصاحب الامتياز علامة الجزيرة حمد الجاسم سقى الله ثراه.. وهو يوافق ما نقلته آنفاً عن (الدرر الكامنة) والحمد لله رب العالمين..
    وإنني إذ أنقل هذا الإفادة التي تساوي رحلة استحث استاذنا عبد الفتاح عمر الخطى ليكمل (كناشته) فإن فيها أعلاقٌاً نفيسة, وفوائد لمثلها تُضرب أكباد الرواحل..ومن بركة العلم نشره بين الناس.
    والله أسأل أن يوفقه وسائر علمائنا أصحاب ندوة العلامة عبد الله الطيب أن يُخرجو كنوزهم إلى النور, إنه خير سؤل.




    د.عبد العزيز علي جامع
    عضو ندوة العلامة عبد الله الطيب
    سقى الله ثراه
    الخرطوم
                  

09-23-2010, 09:56 PM

elnawrani margan
<aelnawrani margan
تاريخ التسجيل: 06-21-2007
مجموع المشاركات: 761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟ (Re: عبد العزيز جامع)

    يادكتور
    مرحب بيك
    فى السودان المصغر

    وذكرتنا ايام زمان

    زمن زاوية جيرة

    وشيخ عبد الرحمن حامد (حفظه الله)

    عموما سعدنا بوجودك هنا

    ابو محمد
                  

09-23-2010, 10:21 PM

عبد العزيز جامع
<aعبد العزيز جامع
تاريخ التسجيل: 09-20-2010
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟ (Re: elnawrani margan)

    والله يا أبا محمد..دي كانت أيام جميلة وغنية بأنواع المعارف والتحصيل, وحيا الله شيخنا عبد الرحمن حامد وصحبَه الأكارم, والتحيةُ لأخي حسن جيب الله...ولك الود يا النوراني
                  

09-23-2010, 10:47 PM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟ (Re: عبد العزيز جامع)

    دكتور عبد العزيز كيف حالك أزهري أحمد محمود هل هو أزهري كسلا؟؟؟؟؟؟؟

    إن كان هو هو

    فياخي كتابتك فعلا كتابة زول استاذه ازهري أحمدالله يطراه بالخير ، فعلا رجل فلتة كما يقال طبعا الرجل زميل دراسة درسنا أنا وإياه دفعة واحدة فكان عجيبا في التاريخ وكنت أرأس جمعية اسمها جمعية التاريخ الإسلامي وهو كان عضوا فيها مع أنه كان أعلم منا بكثير في مجال التاريخ وكان لا يشق له غبار
                  

09-23-2010, 11:59 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟ (Re: عبد العزيز جامع)

    بدءً ارحب بمقدمكم في وطن الجمال هذا حيث لا تمر واردة ولا شاردة الا وتمحص فتشع من بين المختلف فيه
    ابواب معرفة جديدة.

    اسمح لي ان اتناول على عجالة بعض ما تفضلت به
    Quote: وأذكر أن أستاذى الجليل أزهري أحمد محمود-مدّ الله فى أيامه بالعافية كان شديد الحرص على أن يعلمنا المنهج النقدى الصحيح لدراسة التاريخ عندما كان يدرسنا (البداية والنهاية) للمؤرخ المفسر الحافظ ابن كثير.

    كانك هنا تشير الى منهج استخدام ادوات علم الحديث (الجرح والتعديل ,, الخ) وتطبيقه في على التاريخ
    وهذا المنهج الذي اشتهر به العلامة الشيعي مرتضى العسكري (وفصل عنه في كتابه الموسوم عبدالله بن سباء واساطير اخرى) في ستينيات القرن الماضي , ثم لحقه الدكتور اكرم ضياء العمري (السلفي , العراقي الاصل) ومن اشهر المشتغلين به الان الشيخ فرحان المالكي (كان سعوديا سلفيا والان يفول السلفية انه شيعى) في سلسته انقاذ التاريخ ,,
    عزيزي هذا المنهج رغم تماسكه العلمي التى تصلح في غربلة الاحاديث النبوية (لتعلقها بالتشريع )
    إلا ان صرامته (المبررة في الحديث )عندما يطبق على الارث التاريخي فانه سيقسط اغلب الاحداث التاريخية وذلك لاختلاف المجالين ففي حين ان (يحرص ما استطاع سبيلا الى نقل نص الكلام دون تغيير في اللفظ ولو بمرادفه) في حين ان التاريخ يعمل على نقل واقعة معينة من مرحلة الشفاهة الى التدوين وفق الفاظ الناقلين فمن هنا تاتي صعوبة تطبيق هذا المنهج في كل الاحداث التاريخية وذلك بحاظ (دور القصاصين) لذا فان مناهج المستخدمة في اثبات الوقائع التاريخية هي اقرب المناهج الكاشفة عن صحة والوقائع التاريخية (طبعا في بعض الجزيئيات يتقاطع منهج المحدثين مع المؤرخين ) ,,, وان شاء الله التوسع في هذه النقاط في مقام اخر ..
    أما بخصوص الرحالة ابن بطوطة , ففي كل النسخ المتداولة لا توجد اي اشارة لا من بعيد ولا قريب متى بدء ابن بطوطة في كتابة رحلته هل كتبها كيوميات , او كتبت بعد ان القى عصا الترحال ,, الغالب انه كتبها بعد ان استقر في بلاده اي بعد ما يقارب الثلاة عقود كما تفضلت بهذا
    Quote: ثم وقفت بأخرة على كلامٍ نفيس في (كناشة)أستاذنا العلامة عبد الفتاح عمر محمد الحاج أن ابن بطوطة لم يُدوِّن رحلته بنفسه, وإنما أملاها لما قدم مدبنة فاس, ورغب منه واليها, أملاها على أحد كتبته وهو ابن جزي محمد بن محمد بن أحمد الغرناطي ثم الفاسي (ت757هـ) وأوضح ذلك في مقدمته قائلاً:"ونقلت معاني كلام الشيخ بألفاظٍ موفيةٍ للمقاصد, فلم أُخل بأصله, وأوردت جميع ما ذكر من الأخبار والحكايات, ولم أتعرض للبحث عن حقيقتها"

    فمع طول هذه المدة هل لنا ان نكذب نقله للواقعة المتعلقة بابن تيمية فقط لذكره لتاريخ خاطئ لحدوث الواقعة والتى كتبت بعد اكثر من ثلاث عقود من حدوثها , ام من الاولى ان نحكم على هذه الواقعة من خلال ما هو متداول عن ابن تيمية .. المتهم من قبل معاصريه بالتجسيم وايضا من قبل المتأخرين والذين يملكون ادلة من كتب ابن تيمية ,,
    ولي عودة لنرى هل تجنى ابن بطوطة على ابن تيمية ,

    ___ كتب الرحالة لا تخلو من هنات كثيرة وهذه لها مبرراتها الموضوعية , فمثلا اذا راجعت لرحلة ابن بطوطة عن بلاد البجه والسودان , ستجد العجب العجاب

    سلام ,,
                  

09-24-2010, 07:42 AM

عبد العزيز جامع
<aعبد العزيز جامع
تاريخ التسجيل: 09-20-2010
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟ (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    الأخ عكود...سلامي وتحياتي وشكرًا على المرور بِبابّتي, وفعلاً هو أستاذي أبو الفضل أزهري أحمد محمود الكسلاوي المربعاتي, له منّةٌ عليّ في تعليمِه إياي, فله الشكرُ الجزيل وجزاه اللهُ أحسن الجزاء, وما رأيتُ في حِدّةِ الذكاء والجلدِ على القراءة, وجردِ المطوّلاتِ مثله, مع تبسُّطٍ ودُعابة وملاحةٍ لا يكادُ الجالسُ يمَلُّ حديثَه..ومِثلَهُ شيخُنا أبو ذر إبراهيم الحاج أحمد أشقر..قُل ماشئتَ من فقيهٍ مُتضلِّع خصوصًا في مذهبٍ مالك-رضي الله عنه-ورواياتِه المختلفة من المتأخرين والمتقدمين, وما يُعتمَدُ من المذهب..نحويٌّ بارع (درستُ عليهِ الآجُرّومية) في صيفِ عام 1988م, وإذا عُلِم أنّه ابن الفقيه العلامة شيخُنا إبراهيم أشقر تذكّر ما تقولُه العرب: تلك العصا من هذه العُصيّة, وهل تلِدُ الحيّةُ إلا حيّة؟؟ (قلت: والعصا فرسٌ لِجَذيمة الأبرص الوضّاح, وانظر مجمع الميداني ومُستقصى الزمخشري وأمثال الضبي)..وقديمًا قيل:
    وهل يُنبِتُ الخَطِّيُّ إلا وشيجةً ** وتُغرسُ إلا في منابِتِها النخلُ ؟؟
    وخيرٌ من ذلك قولُ ربنا تعالى: (والبلدُ الطيِّبُ يخْرُجُ نباتُهُ بإذنِ ربِّه...)الآية من سورة الأعراف
    ولعلي أفردُ -في سانحةٍ أخرى-أعلامَ الخير والهدى في مدينةِ كسلا المحروسة
    ولك مني يا صديقي التحية
                  

09-24-2010, 08:19 AM

عبد العزيز جامع
<aعبد العزيز جامع
تاريخ التسجيل: 09-20-2010
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟ (Re: عبد العزيز جامع)

    الأخ الفاضل عمار عبد الرحمن..أشكرك أولاً على تعليقك وإثارتك للموضوع
    وبخصوص منهج نقدِ المرويات وتفلِيةِ أسانيدِها, ففي الحقيقة, ليسَ أهلُ الحديثِ وحدهم هم المختصون به, فقد سلك ذات المنهج أهلُ اللغة والنحو والأدب والفقه والتفسير والقراءات وغيرَهم, فتجد مثلاً (مجالس ثعلب) و (أبي إسحاق الزجاجي) و كتب الأمالي في اللغة والأدب بل كلُّ كتب التراث مرويّةٌ ومنقولةٌ بالأسانيد مع إعمال الروايات والمتون, وعلى هذا الطريق اللاحب سلك المستشرقون في تحقيق كتب التراث العربي..وهو في حقيقةِ الأمر منهجٌ قديمٌ غايةٌ في الدقّة, وإذا نظرتَ إلى أعمالِ كبار المحققين مثلَ أحمد شاكر ومحمود شاكر وعبد السلام هارون وإحسان عباس وصلاح الدين المنجد والميمني والسيد صقر وبنت الشاطي وغيرهم من المستشرقين مثل كارل بروكلمان ونولكة وقولدزيهر و روزنثال و رينهارت دوزي وبلاثيوس وخوان ريبيرا وبيرجشتراسر وغيرُهم ترى تطبيقًا عمليًّا لذلك
    نعم يتساهلُ الإخباريون من المؤرخين والأدباء في إيرادِ كثيرٍ من المرويّات تارةً بأسانيد وأخرى بغيرِ أسانيد..ويبقى الاعتمادُ عليها بالرجوعِ إلى مظان الكتب الأخرى التي أوردت الحكاية فيستخلِصُ الباحث تحقيقًا نفيسًا بعد طول معاناة-وبالطبع هذه ثمرةُ الدأبِ على مدوامةِ القراءة-
    وأذكرُ جيدًا كيف ناقش العلامة محمود شاكر في (أباطيل وأسمار) د. لويس عوض في خبر دير الفاروس لأبي العلاء المعري وفلّّى الخبر بجميعِ طُرُقِه وأبانَ بجلاء جهلَ لويس عوض بأبي العلاء فلن تجد له تبيعًا
    وأما رحلةُ ابن بطّوطة فهي كما قال د. التازي قيّمة ومصدر مهم من مصادر التراث ..وسأنقل منها -في قادم مقالاتي-تُحَفًا نفيسة إن شاء الله..فلا يُمكن اطّراحُها بالجملة...ويبقى الخبرُ الذي أورده عن ابن تيمية تالفًا سندًا ومتنًا
    وأظنُّ أن ما نقلتُه من ثناء العلماء العاطر على مر العصور على شيخ الإسلام ابن تيمية وذكري أسماءهم ومؤلفاتهم يكفي..فلا أطيل
    ورميَه بالتجسيم هي من شناءة خصومِه عفا الله عنهم قديمًا كابن الزملكاني وابن السبكي وغيرهم من المتأخرين كالنبهاني والكوثري رحم الله الجميع
                  

09-29-2010, 12:30 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لقِيَ الرّحّالةُ ابنُ بطُّوطة ابنَ تيمية؟؟ (Re: عبد العزيز جامع)

    الفاضل عبدالعزيز جامع ,,

    كل ارشفة وانت بخير
    ياريت تلحق البوست ده وتنقلوا للدورة الجديدة , لانى انتظر ان ارى منك الكثير هنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de