|  | 
  |  Re: الواسطة ممكن تدخلك جحر نملة ... ( أوراق إغترابية ) (Re: ابو جهينة) |  | أولى التجارب المريرة في هذه المرحلة كانت أن هاتفني صديق عزيز طالبا مني التوسط لأحد أنسبائه لإيجاد عمل له.
 الرجل كان مزارعا و جذبتْه رائحة الريالات و جلاليب ( التيترون ) و الولاعات ( الرونسون )
 فأتي مهرولا بتأشيرة عمرة و قرر أن يبقى و رفض كل التوسلات بالرجوع فقال لاويا بوزه شبرين : ( الرجوع للواسوق و الطورية ... على جثتي )...
 و عندما رأيت بريق الإصرار في عينيه..
 توسطت له للعمل عند أميرة شابة تسكن في فيللا كبيرة هي و زوجها.
 قالت بأنها ستضعه قيد الإختبار لمدة معينة ثم تمنحه الإقامة.
 ثابر زولنا مثابرة الجبابرة ....
 فكان يقوم بما تم تكليفه به و مالم يكن يُكلَّف به ..
 نشاط و مثابرة و هو المتعود على الوقوف في عز شهر ( طوبة ) حافي القدمين داخل حوض البرسيم و أحواض القمح بين العقارب و الثعابين و الضريسا.
 تذمر كثيرا من راتبه المتدني الذي يأتيه على دفعات
 قلنا له تجمل بالصبر إلى أن تنال الإقامة و بعدهل يحلها الحلال.
 فركن إلى الإستكانة.
 إطمأنّتْ له الأميرة ثم منحته الإقامة ... فقام بتقبيل دفتر الإقامة ذي اللون الأخضر ( وش و ضهر)
 و أودعه جيبه الماكن مع إبتسامة تنضح أملا بقادم الأيام و هو يرنو إلى سوق البطحاء و غبيرة.
 في أول إجازة صيفية ، سافرتْ الأميرة مع بعلها و تركتْ الفيللا في عهدة زولنا طالبة منه أن ( ياخد بالو و يفتح عينو على الفيللا )
 سافرتُ أنا في رحلة عمل في نفس الإجازة الصيفية خارج المملكة .
 بعد عودتي من السفر ، رن هاتفي
 كان ( مأمور الهاتف ) في القصر .. الذي قام بتحويل مكالمة لي
 
 كانت في الطرف الآخر الأميرة إياها ترغي و تزبد ..
 لم تترك سبابا عن السودانيين إلا و كالتْه لزولنا و لي.
 قالت أنها غلطانة أن تعتمد على العبيد ..  و أننا لا يجب أن يُتْرك لنا حبل
 الأعمال هكذا على الغارب.
 فهمت بعد أن هدأتْ ثورتها بأن زولنا قد جمع كل السجاجيد الإيرانية و التحف (و كل  ما خف حمله و غلا ثمنه ) و التلفزيونات و الفيديوهات ...ثم إختفى .. ( فص ملح و داب )
 عرفنا بعد بحث مُضْنٍ أنه قد غادر البلاد عائدا إلى مسقط رأسه
 ( كيف غادر ؟ ) .. ( دي حاجة بيتفننوا فيها السودانيين و الصومال ) ...
 لعدة أعوام كان الذي توسط له عندي يتحاشى مقابلتي. و له كل الحق في ذلك .. فالرجل قد حذف من قائمة الواسطة إسماً كان يمكن الإعتماد عليه في خدمة محتاج حقيقي.
 
 ثم ...
 |  |  
  |     |  |  |  |