|
فرعون وقلّة عقله ... ( جلباب الباسوورد العريان )
|
روي الراوي والعهدة عليه أن أحد الجلادين ترقى إلى فرعون وفرح بترقيته أيما فرح وأراد أن يزهو ويفخر ويمارس الفرعنة . وأخذ يحدث نفسه : ها قد أصبحت فرعوناً ولي شأن فلماذا لا أمشي بين الناس متباهياً ؟ لقد تعبتُ وعانيتُ من أمري رهقا وأنا أعمل منذ سنين في العتمة والظلام . وبعد طول تفكير وتدبير هدته نفسه الأمارة بالسوء إلى أن أفضل مكان للتباهي هو بين رفقاء الصبا والشباب وأولئك الذين يعرفونه حق المعرفة . فقرر الذهاب إلى بلدته وكتب إلى بعض أصدقائه إني قادم إليكم فانظروا ماذا أنتم فاعلون . ... فرح الأصدقاء بالصديق القديم الذي أصبح فرعوناً عظيماً . وكتب عمدة المدينة خطاباً للفرعون جاء فيه : ( مولاي الفرعون العظيم ، دمتَ ذخراً لشعبك وأبناء مدينتك ، لقد عمت الأفراح أرجاء المدينة ، وتهيأ الناس لاستقبالك بمهرجان سيكون عظيماً ومشهودا ، وقرر مجلس وجهاء المدينة أن يرسلوا إليك هديةً غاليةً نفيسة هي حُلةٌ جميلة من أزهي ما تكون الثياب ، معدة ومفصلة لفخامتكم من أكبر بيوتات الأزياء ، وهي آخر صيحة في عالم الموضة اسمها الباسوورد وتمتاز بكونها شفافة لا يراها إلا أصحاب الذكاء الإلكتروني ، وأما من يعوزهم الذكاء الإلكتروني فإنهم لا يرون هذه الحُلة الجميلة ، فقط تظهر لهم في شكل نجيمات مطفأة غير مضيئة . ونحن الآن يا مولاي نترقب وصولكم في حُلة الباسوورد التي أرسلناها لكم لتكتمل فرحتنا ، ودمت عزيزاّ يا مولاي ). ... وفي اليوم الموعود لقدوم الفرعون اصطف الناس على جانبي الطريق العام وهو الطريق الرئيس في المدينة ، وذلك لأن لجنة الاستقبال أرادت أن يقدم الجميع التحية والإجلال للفرعون الجديد . وبينما كان الناس في ترقب وانتظار كان الفرعون في حيرة من أمره فالثوب الذي ينبغي أن يرتديه عارِ تماماً وبدأ يحدث نفسه : مالي لا أرى هذا الثوب ؟ ما هذه الورطة ؟ وإذا لم ألبسه سيتهمني الناس بالغباء الإلكتروني وهذا ما لا أسمح به ، وبعد نزاع مع النفس قرر أن يلبس ثوب الباسوورد العاري ، فخلع جلبابه وعندما همّ بفك تكة السروال تردد قليلاً ثم حسم أمره قائلاً : وما الجديد والغريب في هذا الأمر فأنا متعود على فك التكة . توكل الفرعون على نفسه وفك التكة ، ثم خرج ليتلقى التحية من الجمهور المصطف على جانبي الشارع العام . ... ظهر الفرعون بعريه المخذي ، وبينما كان وجهاء المدينة يصفقون في استحياء وقد عقدت الدهشة ألسنة الجميع صاح شاب من وسط الجموع : ها انظروا لهذا الرجل العريان . وعندها صاحت الجموع : العريان .. العريان .. العريان . فما كان من الفرعون إلا أن ولّى هربان ..
|
|
|
|
|
|