|
|
|
 Re: جلسة مؤانسة مع الشاعر هاشم صديق .. (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
كمال الجزولى :-
طيب بسم الله الرحمن الرحيم , دى هى المرة التانية اتعاون فيها مع مركز الخاتم فى جلسة مؤانسة شعرية , المرة الاولى كانت لو تذكروا مع اخونا الله يطره بالخير محمد المكى ابراهيم , وبالنسبة لاتحاد الكتاب السودانيين كانت فى مرة مع حسن موسى , طبعاً ده فى السنوات الاخيرة , قبل كده فى سنوات الديمقراطية التالتة على ايام الميلاد الاول لاتحاد الكتاب , كنا بنعمل هذه الاماسى فى رمضان بشكل آخر , وتشرفنا فى الاتحاد بتقديم جلسات مؤانسة مع عبدالله الطيب , والطيب محمد الطيب والفكى عبدالرحمن ويوسف بدرى , رحمهم الله .
فكرة المؤانسة قايمة على انو بنطرح مع المستضاف او الشخصية المرموقة البنقدمها فى المجال الابداعى او الفكرى , شوية اسئلة يعنى محور محورين , بالكتير تلاتة , حاجات بسيطة بنقيف معه حولها , هى بين الانس الخفيف الممكن يكون عام للجمهور ويتفاعل معهو , وفى نفس الوقت ما يفقد رصانة الفكرة العايزين نوصلها من خلال المؤانسة المفيدة .
هاشم صديق واحد من الرموز البارزة فى حركة الشعر السودانى السودانى الثورى منذ خليل فرح , فى جلسة المؤانسة ح نحاول نستجلى معهو جوانب شخصية ابداعية فى تكوينه الشخصى , مع التركيز على نماذجه المكتوبة بعامية امدرمان , واحنا عندنا مستويات للعربى فى السودان , الناس البيتكلموا عن نيفاشا والوحدة والانفصال , ما بينتبهوا لى دى , انو فى عربى امدرمان , وفى عربى مروى , وفى عربى جوبا , وقد يكون فى عربى الفاشر , ده غير عربى البجا , عربى الكذا , يعنى , المهم هاشم عندو نماذج عالية جداً فى عربى امدرمان , هذا العربى الاكثر تأثيراً على ألسنة ووجدان المستعربين المسلمين فى الوسط والى الشمال النيلى .
هاشم ازيك .
هاشم صديق :-
مرحب , حبابك اخى كمال , وللحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ورمضان كريم تصوموا وتفطروا على خير , انا فى غاية السعادة ان الج الى هذه الباحة فى المركز الذى يحمل أسم الراحل المقيم الخاتم عدلان , وسعادتى أكثر باننى الان فى هذه الأمسية الرمضانية احاول مع اخى وصديقى كمال الجزولى ان اقدم لكم أمسية ارجو ان تكون مفيدة وممتعة .
كمال الجزولى :-
معظم الناس ديل ما عارفين انو أسمك الاصلى عبدالرحيم , وقد يكونوا عايزين يعرفوا ايه عبدالرحيم وايه هاشم ؟ ده واحد , نمرة اتنين شعرك فيهو أثر قوى جداً جداً للوالد وللوالدة حاجة امنة الله يرحمها , والتأثير ده يبرز من أثر بتاع تأثير بيئة , بيئة نشأت فيها , بيئة كان فيها طفولتك .
هاشم صديق :-
الحقيقة قبل فترة كنتا مستضاف فى برنامج تلفزيونى على النيل الازرق بعد غيبة طويلة , وواحدة من الاسئلة فى البرنامج كانت ان انو انتا زول مثير للجدل , والاجابة كانت انو الاتهام ده كنتا بعتبره نوع من الاهانة والشتائم وكده , انك مثير للجدل , وقلتا انو بقيت اتقبلها بروح طيبة جداً , ويسعدنى كتير انى اكون مثير للجدل لاسباب ذكرتها فى حينها , لكن شالتنى الهاشمية وقلتا لمقدمة البرنامج انى مثير للجدال منذ ان ولدت , وهى افتكرت انو دى طنقة والتفتت عاينت لى كده بدهشة وقالت من متين ؟ , قلتا ليها من ما ولدونى بعد يومين تلاتة انا بقيت زول مثير للجدل , وقلتا ليها انو الابناء فى الاسرة كانوا بيموتوا , عندى اختى الكبرى بدور وبعدها انصاف , وكانت الامنية انو يجيبوا ولد يقوم يرحل سريع جداً , وجيت انا وكويس انى ما موتا لحدى هسع , ولانهم خايفين انى اموت قاموا لبسونى حجل , وبعدين مباهاة وحب وكده , وعندى حبوبتين واحدة ختمية متطرفة جداً أسمها أمنة ام صديق وعندها ايمان بسيدى الحسن والضرائح وكسلا والسيد على , وقامت اصرت وقالت انا سميتو هاشم على أسم سيدى هاشم , وعندى الحبوبة التانية عندها نزعة صوفية واتذكر لحدى هسع انو ملامحها دقيقة وعروقها نافرة والمسبحة دايماً موجودة فى ساعدها الايمن , وقالت ان أسميه عبدالرحيم على أسم عبدالرحيم البرعى , واختلفوا فى المسالة دى , فقام ابوى الله يرحمه وهو بينتمى لبيت المراغنة من ناحية اعتقاد وناحية قرابة ’ لانو فى واحدة أسمها امنا امنة فى كسلا كان عندها قرابة مع الوالد وكنا بنمشى ننزل فى بيتها فى الختمية , ابوى اختار اسم هاشم ومشى نشره فى واحدة من الجرايد السودان الجديد او الصراحة , والكلام ده بعد الحرب العالمية بكم سنة كده وابوى كان مشهور بتشرشل القائد الانجليزى الشهير , فقام كتب رزق صديق الملك بابن اسمه هاشم بين قوسين تشرشل , فسهع لو كنتا تشرشل كانوا اضافوا لى تهمة تانية غير الاتجاهات السياسية المعروفة وكان ممكن تكون انى عميل بريطانى منذ الطفولة .
سؤال كمال ممكن يكون مدخل للتشكيل الابداعى , ابوى خريج خلوة ويمكن يكون درس الاولية , وممكن الناس تستغرب انو هو رغم كده كان زول بحب الشعر , واتذكر انو كان عندو فونغراف جميل عالى وعندو رفوف فيها اسطوانات وكان واحد من اعز اصدقائه ديمترى البازر , وكان بيجى فى البيت ابراهيم عبدالجليل , وكان فى حديقة جميلة منسقة فيها زهور اشجار الجوافة والليمون وبرتقان , رغم انو البيت بيت جالوص عادى , والديوان كان جميل فيهو كراسى بيضاء مرصوصة وجنب الفنوغراف كان فى سرير ابيض , وبره فى كراسى بتاعت خيزران ملونة , واتذكر انو كان فى أنس وغناء وأمسيات بيحضروها اصحابو , واتذكر كان عندو ادراج زى الاثاث بتاع الانجليز بيختو فيهو القمصان والكرفتات , لكن ده ما كان فيهو قمصان وكرفتات , كان فيهو هكر وعدة , وكان فى كتب لمسلسل بتاع قصص بوليسية او جاسوسية وبعد ما بدايت اتعلم القراية , بدايت اهبش فى الكتب دى , ده واحد من الروافد الممكن تكون ساهمت .
لـ قدام لما احنا مشينا كلية الموسيقى والدراما وبدينا نتطنق ونتفلسف ونعتبر نفسنا من زمرة المثقفين , زى انا فهمتا من مادة علم النفس الابداعى انو المبدعى يولد وعندو الاستعداد للابداع , لكن البحدد انك تكون شاعر او رسام او موسيقار او قاص , هو الجو الحولك وبالنسبة للشاعر قالوا انو يكون فى شاعر فى المحيط بتاعو , يقوم يقلده وبعدين يتمرد عليه ويكون عندو صوتو الخاص , انا ما كان فى شاعر فى المحيط الحولى , لكن اذكر واقعة التمرد الاولى وكان فى مجازر رهيبة جداً فى الجنوب وواحدة من أشهر المجازر هى مجزرة توريت افتكر سنة 55 لو لم تخونى الذاكرة , واتذكر انو فى شاعر اسمه الياس محمد خير كتب قصيدة تحت اسم توريت ونشرت فى الايام , الوقت داك انا فى تالتة اولية تقريباً , واحنا اهتمامنا بالاحداث فى الجنوب لانو عندنا ناس ماتوا فى المجازر دى , عندى خال وعندى ود خال كان محاصر فى منطقة من مناطق الجنوب , وانا طفل بسمع القصص المهولة دى , والزول لما يكون طفل الدواخل والعقل الباطن بيكون زى الورق الابيض والاحداث بتبقى زى النقوش الثابتة , والقصيدة مع القصص الخرافية والبكا على خالنا صالح المات هناك , انا قمتا حفظتا القصيدة بتاعت توريت عن والدى , والقصيدة معروفة هى حقت شاعر , لكن ابوى وما عارف الخله يعمل كده شنو , كان لم يقعد معه اصحابه يقول لى هاشم تعال اقرا ليهم القصيدة , بعد شوية بقى يقول لى تعال اقرأ ليهم قصيدتك , وانا صدقتا انو دى قصيدتى وكان عندى القاء بالاداء الدرامى بتاع يوسف وهبى والجماعة يقولوا لى أبشر , أبشر .
بعد داك فى الاولية , فى حصة بتاعت أنشاء والاستاذ كان زول عندو مهابة ولو زعل منك بيكون فى جلد بتاع نهاية الحصص داك , كان شايل الكراسات بتاعت الانشاء فى الحصة وقام قال عبدالرحيم صديق , انا وقفتا , قال لى انتا كتبتا جملة هنا (نكافح مع المزارعين) , المزارعين ديل منو الـ انتا داير تكافح معاهم , قلتا ليهو والله ياأستاذ ما عارف انا دى حاجة جأت كده وكتبتها والموضوع كان عن الريف والمزارعين وانا قلتا نكافح معاهم , قال وانتا علاقتك شنو بالحاجات الزى دى ؟ , طوالى قلتا ليهو ياأستاذ انا شاعر , قال لى وعندك قصيدة ؟ , قلتا ليهو ايوه , قصيدة توريت , والزمن داك لو فى ملكية فكرية الياس محمد خير ما كان خلى جنبه ارقد عليها .
بعدها طوالى بدايت اكتب قصائد احاكى فيها الشكل بتاع الكتابة ده , وبدايت اكتب شعر عامى ساذج جداً , اول قصيدة كتبتها وعايز افرح بيها ابوى , وابوى رغم انو ختمى لكن كان اتحادى ديمقراطى , بعد القصيدة دى بدايت اكتب لغاية ما مشيت المرحلة الوسطى وهى مرحلة مهمة جداً وكان فيها اساتذة اجلاء , وافتكر انى كنتا محظوظ انو واحد من اساتذى المهمين جداً الاستاذ مبارك حسن الخليفة وكان مشرف على الجمعية الادبية مد الله فى عمره , وهو واحد من رواد حركة التجديد فى الشعر السودانى او الشعر الحر , وهو صاحب قصيدة المتاريس , كان أستاذ بحق وحقيق , كنتا بعرض عليهو محاولاتى المتواضعة دى وكان بوجهنى , وكان عندى استاذ تانى وهو من رواد القصة والرواية , وبعد داك بقى من رواد كتابة المسلسل التلفزيونى وهو ابوبكر خالد , وبرضو كنتا بعرض عليهو كتاباتى فى القصة , وفى واحد من أساتذة اللغة العربية كان بساعدنا كتير اسمه على عبدالله يعقوب وهو من قادة الحركة الاسلامية .
وده كله يمكن يكون الاساس للابداع .
كمال الجزولى :-
قبل ما نشوف أثر البيئة انا عايز اقول انك وثقتا للعلاقة التفاعلية بينك وبين الاسرة والوالد والوالدة فى قصيدة اتراح الحول الاول , لو ممكن نسمعها.
هاشم صديق :-
انا عايز اعمل مقدمة عشان القصيدة تتفهم فى الظروف الانتجتها , ولو سمحت لى اواصل فى سؤالك واتكلم عن علاقتى بالوالدة .
كمال الجزولى :-
عارف انتا عايز تتكلم عن الاسقاطات بتاعت الا وعى من الطفولة والماضى السحيق وعايز ده نلقى ليهو براح وما نبعد كتير , فانتا اقرأ لينا قصيدة اتراح الحول الاول , وبعد داك نتكلم عن الغربة وكذا وكذا , فلو قرايت لينا القصيدة دى بنكون بنوثق للفترة دى .
هاشم صديق :-
طيب , بس لابد من مقدمة قصيرة , القصيدة دى هى زى نعى , او قصيدة عن موت الوالدة العزيزة , وهى ساهمت كتير فى تشكيل الوجدان الابداعى لهاشم صديق بعد وفاة الوالد وكان عندها أثر كبير جداً , واذكر انها كانت مشت مدنى , وكانت مرضت مرض شديد جداً , حصل ليها نزيف شديد بعد ما اجهضت وكانت عرضة للموت , مشت مدنى ومعها اختى الكبيرة بدور , بعد داك بدور جات راجعة والوالدة كانت هناك , اتذكر يوم كنتا بصحح فى مقالات مادة دراسو وتحليل وانا الوقت داك أستاذ فى معهد الموسيقى والمسرح وكان شتاء قارص جداً والايام ديك اول أيام الانقاذ وكان فى قانون الطؤارى , وقبل الطؤارى بساعة او كده كان فى طرق عنيف على الباب وصوت كواريك , وعرفتا انو الحاجة اتوفت , هى مرقت كويسة جداً وادتنى مفتاح الدولاب بتاعها ووصتنى على حاجات كده , وجات راجعة مكفنة , جات مجهزينها فى برش , والبرش زى مربوط , وبدل ما يودوها الديوان الامامى , جابوها فى الغرفة بتاعتى , وما كان فى طريقة نبدأ المراسم لانو كان زمن الطؤارى , والقصيدة دى سنة كاملة كل ما اكتب فيها اجهش بالبكاء , وما قدرتا اكتبها الا بعد سنة كاملة عشان كده أسمها اتراح الحول الاول , وبعد ما كتبتها على الورق زى انا وريت الجثمان , او صدقت ان هذه العزيزة رحلت عن الفانية
من برد الليل
متغطى بتوبك
اتنفس وهجك
والقلب اتدفأ
اتذكر سفرك .. ونفس الكون الجانا مكفن ونام فى محفة
اتذكر شهقة باب البيت وجناح الصاعقة الحوم ورفا
اتذكر يمة صراخ الليل , والدمعة السيل , والبرش الفيك ارتاح واتلفا
من سفرك مر الحول الاول والزمن الاسود دور ولفا
لا جرحك نام .. لا صوتك صام .. لا وجعك خفا
يا محفورة فى قلب الخاطر , يا مرسومة فى بطن الكفة
الزمن اتساقط ورقه الاخضر
اصبح اصفر , العالم جفا .
(يتبع)
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جلسة مؤانسة مع الشاعر هاشم صديق .. (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
كمال الجزولى :-
الزول بحس انك يا هاشم حكاية الغربة دى اتكررت كتير جداً فى شعرك حتى قبل ما تجرب الغربة تجربة فعلية , الفترة الكنتا انا فيها فى غربة فعلية فى أواخر الستينات وبداية السبيعنات كانت بتجينى أشرطة من السودان بتاعت الريل القديمة ديك ولقيت فيها أغنية لصلاح ابن البادية اسمها يا جنا وعرفتا انو دى بتاعت هاشم وفيها غربة , انا قلتا هاشم صديق انا خليته فى بانت وما سمعنا بيهو انو سافر , يبدو انو فى غربة روحية وغربة فيزيائية , والغربة الروحية هى الكانت اكثر كثافة وعشان كده هى واردة فى كثير جداص من قصايدك , فى كتير من النقاد ومن دارسى الظاهرة الابداعية بيتكلموا عن الوحى والالهام , انتا البيحصل ليك شنو ؟ .
هاشم صديق :-
شوف , المبدع ما بيقوم بعقنل الاشياء بصورة نقدية , وفى مبدعين عندهم ادوات النقد , وانا افتكر انى كنتا محظوظ فى انى درست النقد ودرسته , ومحظوظ انى زول بتاع دراما , وكما تعلم فان الدراما فيها الكثير جداً من التامل والمذاكرة والتفاصيل والخصائص بتاعت النفس البشرية , ودراسة المسرح نفسها ممكن تضيف ليك كثير جداً كشاعر .
انا فى كتير من الاحيان لما اقعد اتأمل واقع الشعر بحس اننا بنبالغ لو قلنا انو اى قصيدة عندها قواعد ومعطيات الالهام وممكن نطبق فيها المعايير بتاعت الاسس النفسية للابداع الفنى , انك تعيش تجربة ما تقبع فى العقل الباطن يمر عليها زمن تنساها , تجى تجربة تشبها من قريب او بعيد , والتجربة الجديدة تصحى التجربة القديمة ويحصل التلاقح بين التجربتين ويحصل الانفعال للشاعر , والفرق بين الشاعر والانسان العادى انو الشاعر عندو القدرة على السيطرة على هذا الانفعال ويضعه على الورق فى شكل قصيدة .
انا بلاحظ انو كتير من الشعر الشهير قعد الناس وكتبوه , يعنى قعدوا وقالوا احنا دايرين نكتب شعر , وبقعد معاهم المغنى وهو بكون غالباً الملحن وصنعوا هذا الغناء الجميل , فهل من شرط الابداع المتميز انو يكون عندك الشفافية بتاعت استدعاء التجربة القديمة مع التجربة الجديدة ويجيك الانفعال اللذيذ بتاع انك تكتب قصيدة , ولا تقعد وتقصد انك تكتب شعر , يخيل لى انو الشاعر لما يكون مالك لادواته ممكن يقعد ويؤلف , انا بصراحة ما جربتا حكاية انى اقعد عشان اصنع شعر وقررتا انى اكتب قصيدة هذا لم يحدث , الا مرة واحدة لما انا كتبتا الملاحمة , وهى برضو ما كانت بالتقرير ده , انا عشتا كل احداث اكتوبر وانا صبى يافع جداً , وعشان اصدقكم القول وما اقول ليكم انا الوقت داك مناضل وعندى وعى بالثورة وبالهتاف داك , انا كنتا ماشى مع الطوفان داك كصبى وبتفرج كنوع من الاندماج فى حدث كبير جداً , وكنتا محظوظ انى ذاكرتا الاحداث ديك بوعى باطن ابيض اتكتبت فيهو الاحداث من شارع الاربعين لحدى ساحة القصر وموت عزالدين وقبليها القرشى وغيره , الاحداث دى كلها قبعت فى العقل الباطن , كان عمرى الوقت داك 17 سنة تقريباً او 16 وحاجة , وبعد عدد من السنوات كانت الفكرة انو دايرين نقدم عمل عن ثورة اكتوبر وهو عمل ح تنتجه ادارة الفنون المسرحية بالمسرح القومى , وكان عندى بمناسبة ارهاصات ثورة اكتوبر نوع من انواع التوتر عشان اكتب حاجة عندها علاقة بالاحداث لكن ما بقدر اجزم انى كنتا عايز اكتب القصة بتاعت الثورة لغاية ما جاء المشروع , وانا ومكى سنادة كنا اصحاب شديد فى الاذاعة والمسرح والتلفزيون وعندنا مشاريع مشتركة امتدت لغاية نبتة حبيبتى وغيرها من الاعمال , بعد داك جيت كتبتا الملحمة , والملحمة ما بفتكر انو فيها مجازات او صور شعرية , هى قصة وفيها كثير جداً من الجماليات , استدعيت انا هاشم صديق ملاكاتى فى التأليف المسرحى وكتبتا قصة ثورة , يعنى كان ممكن تكون مسرحية او فيلم او اى شى تانى , ولدهشتى هى عاشت بالهتافية والتقاريرية بتاعتها .
كمال الجزولى :-
انتا مرة قلتا لى انو الجمهور بطالبوك انك تتحول الى مراسل حربى , ورسخت فى ذهنى عبارتك دى .
انتا بتكتب عشان عايز تهول ؟ , ولا بتكتب عشان فى ضرورة للكتابة دى , يعنى العلاقة بين الضرورة وحريتك فى الكتابة النقاد بيقولوا كلام كتير جداً عن التقرير والهتافية والمباشرة , كان دى حاجات بقت فى اللوح المحفوظ , انو القصيدة بتصبح راقية وفنية كلما بعدت عن المباشرة , انا عندى نموذجين , مرة محمود درويش لما جاء السودان بعد الانتفاضة وحاورنه انا والمرحوم على المك والياس فتح الرحمن وعبدالهادى الصديق , وانا ناقشتا معاهو قصيدة سجل انا عربى , فقال انو ببساطة شديدة فى يوم كنتا مطالب انى اطلع بطاقة شخصية وانا داخل الارض المحتلة وطلب منى الموظف الاسرائيلى الجنسية , فقال انو عربى , رفع راسه وعاين لى فقال قلتا ليهو ايوه سجل انا عربى , قال طلعتا وبدندن سجل انا عربى , قال صادف انو بعد ساعات كان عندنا امسية شعرية ومشيت والقيت هذه القصيدة وعلى الرغم من انو عندى قصايد تانية قعدت فيها ساعات طويلة لكن القصيدة دى نالت تصفيق شديد واعجاب وطلب اعادة وتكرار , وقال لى ما يمتلكه منك الجمهور لا تستطيع ان تسترده بعيداً عن كلام الهتافية والتقريرة وغيره اكبر ناقد هو الجمهور نفسه .
الجيلى عبدالرحمن ونحنا فى موسكو والاخبار عن الوطن كانت اخبار نازفة , فكتب كتابة مباشرة فى قصيدة , وانتبه لحكاية المباشرة والتقريرية فقال للنقاد ((فلتنوحوا فى المواخير عن الفن الرفيع)) , عقله الباطن شغال وهو بيشتم فى النقاد .
النموذج التالت فعلاً هو الملحمة , لماذا عاشت الملحمة حتى الان وهى تقرير لمراسل حربى .
هاشم صديق :-
السؤال ده فيهو حاجات كتيرة .
انا دايماً عندى نزوع نحو الحرية , وزى ما بطلب مساحة حرية من السلطة , لكن بصراحة شديدة بشعر انى متنازع بين تقاصر درجة الحرية بين السلطة والشارع , يعنى الشارع برضو ما بخلينى مبدع حر , الشارع فى كتير من الاحيان عايز منك تكون زى المراسل الحربى , ما بديك فرصة لهضم التجارب وتكون فى العقل الباطن والحالة بتاعت الجيشان والتوتر اللذيذ , التامل البخليك تكتب شعر فيهو الكثير جداً من المجازات الابداعية والصور الشعرية الرفيعة .
لو كان عندك جمهور , تلقى الشارع طوالى بيطلب منك ان تعبر عنه ويسمع صوته , لانه ما بيقدر هو يكتب الشعر البنفس عن الشحنات الضارة دى , داير انتا تنوب عنه , فى ظل نظام ديمقراطى ممكن تكتب قصيدة او مسلسل فيهم عمق وتامل , زى قطر الهم , او مسرحية زى نبتة حبيبتى , لكن فى وقت غبنك انتا اتلاقح مع غبن الشارع وتلقى انك اتحولتا لهتافى ولزول غاضب , وممكن تعمل الحاجة دى بارادتك , ومرات بتلقى الشارع هو البيلكزك .
كسلطة لما تنزع منى مساحة الحرية , انا ما ببقى مبدع متامل , ببقى مجنون بصرخ واخربش واكون فقرى جداً , لكن ادينى مساحة الحرية بكتب ليك فن ابداعى .
يعنى مثلاً تهزنى احداث زى القرنتية المسكينة الضلت الطريق وقاموا الجماعة ديل حاولوا ينقذوها قاموا قتلهوا , زى ما هم دايرين ينقذونا قاموا قتلونا , وزعلتا جداً انهم عايزين ينقذوها قاموا رفعوها برافعة كسروا رقبتها , وكتبتا القصيدة الشهيرة قرنتية , استلهمت موت الحيوان فى موت امة , هى قصيدة تقريرية لكن فيها قدر من التامل .
تجى قصايد تانية فيها هتافية شديدة , وبتحصل انو مرات اقول اقعد واتأمل واكتب حاجات فيها عمق , يقوم يلاقيك زول فى الشارع ويقول ليك موقف المواصلات ده شالوا من هنا ومشى الاستاد نحنا نعمل شنو ؟ وعايزنى اكتب عن الموضوع ده .
تجربة تانية , انا عندى قصايد لم اسمعها وهى مسجلة فى شريط كاسيت او اقراها , بيكون عندى شعور انو ما كتبتها انا , بستغرب للتركيب بتاع الصورة .
كمال الجزولى :-
التقريرية والمباشرة بتاعت سنة 67 انتجت حاجة زى الملحمة , لكن نفس التقريرية والمباشرة انتجت القرنتية , وصالح عام , وحاجات من النوع ده , تقرأ لينا حاجة من الملحمة .
هاشم صديق :-
يا ساحة القصر
يا حقل النار
يا واحة بتحضن روح نصار
روينا ورودك دم ثوار
وشتلنا فضاءك هتاف احرار
خطينا ترابك احرف نايرة
بتحكى سطور ايامنا الثائرة
وشلنا الشهداء مشينا ونهتف
الرصاص لن يثنينا
وجرح النار فى قلوبنا بينزف
الرصاص لن يثنينا
سقينا الشهداء وجينا نقاوم
ما بنتراجع وما بنساوم
بينا وبينك تار يا ظالم .
(يتبع)
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 08-24-2010, 08:18 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جلسة مؤانسة مع الشاعر هاشم صديق .. (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
كمال الجزولى :-
اتكلمتا عن الحرية , الابنودى عندو قصيدة اسمها الخواجة لامبو مات فى اسبانيا , وهى قصيدة مؤثرة جداً بيعالج فيها نفس الموضوع بتاع الحرية وعلاقة الشاعر او المبدع بالجمهور , الجمهور البحولك غصباً عنك الى مراسل حربى , هو بيقول انو الخواجة لامبو فقير على ايام ديكتاتورية الجنرال فرانكو وبمشى يغنى للبحارة فى الميناء فى حانة وبغنى ليهم أغانى ثورية على الجيتار , ماعندو غير الجيتار وقطة بقوموا يقدموا ليهو حساء ساخن وقزازة بتاعت نبيت او كاس كاسين حسب ما يتيسر ومشى فى ذات ليلة شتائية كالعادة ومسك الجيتار وعايز يبدأ يغنى ليهم الاغانى البتعجبهم لانو هو صوتهم , فى اللحظة العايز يبدأ فيها ناس دخلوا الحانة وقعدوا فى تربيزة , والابنودى عالج بشعرية عالية هذه اللحظة وبطريقة غاية فى العمق ووصل الخلجات المختلفة فى نفس لامبو بشكل منالوج وانو لو قال الكلام بالطريقة المحاتج البحارة السكارى انهم يسمعوا ح يروح فى الباى باى , واذا ما قالتو ح تسقط فى نظر البحارة وفى لحظة القرار يقول الابنودى (الخلايق عايزة ابطالها يكون فيها حرار)ة
وهكذا الجمهور عايز من المبدع بتاعه يكون عندو حرارة , والمبدع البقوم يهبط ويهبط معاه الروح العامة بيدخل البلد كلها فى بهدلة ما معقولة , وانا افتكر ده البيقصده هاشم , حكاية رؤيته للحرية ومعالجته ليها , هاشم انتا عالجت موضوع الحرية فى عدد من القصايد باعتبار انها وعى للضرورة وقدرتك على اتخاذ موقفك بناءً على هذا الوعى , اتناولت ده فى شكلين فنين , فى الشكل الشعرى فى مختلف القصايد بتاعتك , وفى الشكل المسرحى زى نبتة حبيبتى , ووجه الضحك المحظور .
انتا اتكلمتا انو القمع احياناً بيصل لخط احمر لو اتجاوزه بينقلب رد فعل المبدع الى أشكال خشنة جداً من التعبير ويمكن تصل حد البذاءة والشتائم , ولو انحسر القمع لحد مقبول رغم انو المعارضة ضدو ح تكون موجودة , لكن على مستوى راقى وكل الاشياء بتكون على مستوى رفيع بما فيها التعبير الشعرى نفسه .
انتا اتكلمتا عن قرنتية , لكن فى حاجة فيك انتا عالجته بمستوى راقى جداً , كدى نقرأ قصيدة حاجة فيك .
هاشم صديق :-
حاجة فيك تقطع نفس خيل القصايد
وتشده اجراس المعابد
تعبتنى وجننت حرف الكلام
وبرضو ادتنى السلام
حاجة فى شُرف المداين
فى غرف كل السفاين
وجوه فى عمق المناجم والعيون
حاجة زى ما تكون محلق فى العواصف وفجأة تهبط فى السكون .
كمال الجزولى :-
يعنى ممكن نقول على قدر اهل القمع يأتى الشعر , ارجع بيك الى تجربة الاغتراب الحقيقى فى منتصف التسعينات , وانتا اتمزقت بين البقاء فى الغربة والعودة , رغم انو البقاء فى الغربة مافيهو حاجة وممكن الزول يغترب وزى ما قال الكابلى الغربة اقسى نضال .
هاشم صديق :-
لكن يا كمال فى زمن لو الزول اغترب ح يقولوا خلى الساحة واتجرس , وزمان كانوا بيقولوا المناضلين انكسروا , هسع بقينا نقدم الناس فى المطار .
كمال الجزولى :-
انتا اتمزقتا هناك بين البقاء والرجعة , وفضلتا الرجعة رغم انك مفصول من المعهد , وكتبتا الغريب والبحر .
هاشم صديق :-
الواحد ممكن يكتب شعر يكون تقريرى ويريح الناس , مش بمعنى انو يكون هابط , لكن بيلبى حاجات الناس وبينفس عن غضبها وبيعبر عن احلامها وكوابيسها بشكل بسيط وبحدة وغبن حاسين بيهم الناس , وفى اوقات انتا متأمل وهضمتا كمية من التجارب وتكون فى ظروف ملائمة للاستدعاء وتكتب قصيدة , وبعد فترة لما تجى تسمعها تقول يا ربى انا القصيدة دى كتبتها بوعى والصور دى جاءت كيف واتداعت , وتحس انو فيها نزيفك لكن هو نزيف الناس فى الوطن , المقدمة فى الغريب والبحر مهمة لانو انا لما مرقتا من السودان سنة 95 كان يادوب اكتشفتا مرض السكرى بعد المعارك فى الجرايد عن الدراما 90 ومشاكل طائر الشفق الغريب , مرقتا مقطعاً ارباً زى ما بيقولوا , ومرقتا بصراحة محبط ويآس وقرفان , ومشيت لشقيقى ابوالقاسم فى راس الخيمة , وانا ما انتبهت انى احجز فى الحتة الصاح القريبة من راس الخيمة , جيت ابوظبى , جانى ابوالقاسم بالعربية وطوال الطريق كان بيعاين للوجه المرهق والكلام المتقطع وحالة القرف , فكان بيقول لى يا اخى اقعد البلد دى جميلة , انا بدايت اعيان للشوارع والمطاعم وامكنة وقوف السيارات , وشعرتا انو فى شى مختلف , قعدتا فى راس الخيمة فترة , بعد داك حسيت انو الايقاع بتاع شقيقى ونوع حياته , ما عندها علاقة بالترفيه والفضفضة بتاعت المثقفين والسياسين , واستعنتا باخونا عثمان حامد سليمان وهو رجل كريم وطريف واتخمنى بكمية من الفرح والكرم لدرجة انى ما قادر التقط انفاسى , وزى البيقول لى يا اخى صحصح الدنيا دى جميلة وممكن تعيشها , بعدين عمل لى مشكلة , لانو داير يحتفى بى بنقوم نجى خاشين الساعة اربعة صباحاً رغم انى ما قاعد اشرب معاهم البيبسى كولا الفيها التلج , بقينا نرجع اربعة صباحاً وبقيت اشعر ان زوجته تنظر لى شذراً , وكان مرات تجينى رغبة انى املص روحى واقول هى الدنيا دى جميلة كده , وانا امرق وين من حصار الكرم , هنا حصار السلطة , وهناك حصار المحبة والكرم والناس الجميليين والأمسيات والصباحيات وكده , لحسن حظى يوم عثمان حامد قرر انو هو واولاده يلبسوا الترينق سوت ويقوموا يجكوا , فطلب منى امشى معاهم , انا قلتا انى عايز مكان اقعد براى , فعلاً مشيت الكورنيش وقعدتا فى كنبة , والدنيا قريب مغربية والرطوبة عالية وفى كمية من الناس جاكين , وانا قاعد سارح جاء طفل يشاغل فينى وجاء ابوه ساقوه براحة , وقعدتا اتأمل وما كان قصدى اكتب قصيدة , كنتا بفكر فى قرار يا هاشم تقعد ولا ترجع , والناس بتقول لى يا اخى ما انتا هنا حاجاتك بتصل زى ما كنتا بتجينا وانتا هناك , لحسن حظى انا كنتا فى مواجهة البحر , والبحر بالنسبة لى عالم عزيز جداً لانو عندو علاقة بالاساطير الاغريقية ومقولات الوجود والعدم , والحرية البيرمز ليها انك ما ممكن تشوف نهايتو , وبدايت احاكم فى نفسى واقدم اسئلة واجابات , وبدايت فى وضع الخطوط الرئيسية
ايا موج البحر بالذات
ايا موج البحر تحديد
اجيك يا موج من الاصقاع
ادق باب الصدف فى القاع
يهد حيط الصدى الايقاع
واخوض فى لجتك مهووس
تقالد لازرقة فى الابنوس
التقرير بتاع الانجاز الشعرى ما انجزته فى الوقت داك , لكن القرار , انى مزقتا دفاتر الوجعة ودقيت تأشيرة للرجعة , وجيت راجع السودان وده كان خيارى , وبعد فترة طويلة انا كتبتا هذه القصيدة , واتذكر كمال لما سمع القصيدة قال لى انو فيها نزيف مُر .
جيت على موج البحر معبور
مغبر برماد النار
مجرح من حصى المشوار
ايا موج البحر بالذات
ايا موج البحر تحديد
اجيك مجبور .. اجيك قرفان .. اجيك حزنان
وصوت نبض الضحك محظور
اجيك نشفان
اجيك حفيان
وفى درب السفر مقتول وسيف وهج العمر مكسور
اجيك مدفور بايد الريح
اواجه لفة التاريخ
احس طرف اللسان مشلول
طعم كل العشقتو مسيخ
ايا موج البحر بالذات
ايا موج البحر تحديد .
(يتبع)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جلسة مؤانسة مع الشاعر هاشم صديق .. (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات :-
المهندس فاروق جاتكوث :-
انا لا ناقد , لا شاعر , لكن متذوق زيكم , الاخ الشاعر هاشم صديق , بمناسبة ملحمة اكتوبر انا كنتا فى سنة تانية وسطى فى كوستى وشاركتا فى مظاهرات اكتوبر , وفى قصص كتيرة جداً منها ان الصول الكان بيطاردنا احنا مشينا خشينا فى بيته واحنا ما عارفين انو ده بيته .
الحاجة الداير اقولها للشاعر , انتا وابو عركى البخيت ليه حرمننا من الابداعات بتاعتكم , وهم لو اختلفوا فالابداع ده ملكنا نحنا الجماهير , وما عندهم حق انهم يمنعونا من الابداع القدموه .
الشى التانى داير اقول لهاشم وبقية الشعراء انو تنتبهوا للمآسى فى الجنوب ودارفور , لانو الشعر ممكن يوجه رسالة قوية .
*
متحدث لم يذكر أسمه :-
الأستاذ كمال الجزولى أشار لغربة هاشم صديق الروحية , واعتقد انها كان على صواب لكن ما كان فى كلام عن مصادرها , وكل من يقرأ لهاشم يشعر بالغربة التى يُعانيها الانسان .
فيما يتعلق بتأثير القصيدة الهتافية , هاشم ما اتكلم عن تطور المجتمع السودانى نفسه , لانو مجتمع فى فترة من الفترات مكان متأثر بشعر الحماسة والغناء الجماعى , والمدينة تسلب من الانسان البعد ده , ودى اشكالية التواصل مع المواطن , لانو المواطن ده لما يطلب من هاشم انو يكتب ليهو عن قضاياه اليومية , لانو دى هى العقلية الجمعية .
شعر هاشم صديق ممكن نقول انه يعبر عن سط السودان لانى من غرب السودان واشعر انو فى بعد غير موجود فى شعره .
هاشم صديق :-
واحدة من الحاجات الـ كنتا برجوها واتكلمتا مع كمال حولها وما عايز انقاشها فى الأمسية دى .
بالنسبة للسؤال التانى للاخ فاروق عن الالتفات لقضايا الوطن الملحة , عايز اقول ليهو
استفتيت بابايا فى نمولى
واستهديت بـ نخلة فى مروى
كتير تاتيت فى رملة عقلى
واتمليت فى مجاهل دربى
لقيتك ساكن جوه مواطن
يا ود مارى عزيز لنفسى
غرسك اخضر وقدرك اكبر
نيلك دمى وسقفك جلدى
عارف قدرك وعارف قدرى
يا سانتيون قول لـ مارى
اقطع ايدى لو راضينى اقسم نفسى
بين كسلا وفشلا , حلفا مريدى .
المحاور دى فيها تداعيات ممكن تكون اكاديمية او فكرية , والواحد ممكن يقول كلام مفيد فى الجانب ده لكن احنا فى الأمسية دى عندنا مراعاة فى التوازن بين الخفة فى المؤانسة والمضامين الفكرية والابداعية , موضوع الغربة الروحية ممكن يكون فيهو تنظير كتير جداً , وارجو انك تعفينى ونتكلم عن الموضوع ده فى مناسبة تانية .
الغناء الحماسى عندو علاقة بالموروث الثقافى العام فى السودان , وهو غناء ارتبط بالشعب السودانى فى همومه واحلامه وثوراته , واحنا جيل جينا بعد شعراء الحماسة واستلهمنا هذا النمط من الغناء واسسنا بيهو نماذج من الشعر الحماسى , من نماذجى انا ممكن نقول الملحمة واذن الاذان واحتمال فى نماذج آخرى غير تقليدية .
كمال الجزولى :-
انا عندى وجهة نظر مختلفة , شعر الحماسة اباد نص البشرية السودانية , وانا ما مستعد اسمعها او اصفق ليها .
متحدث لم يذكر أسمه :-
حقيقة احنا ما بنعرف نحتفل بالمبدعين , احنا السودانيين ما بنعرف , قامة زى أستاذ هاشم احنا ما قدرنا نحتفى بيها لا فى السودان لا خارج السودان , احنا فى ابوظبى حاولنا مرراً عشان نلاقى الزول ده فى امسية فى نادى الجالية السودانية ما قدرنا قصيدة البحر اتوفر ليها ظروف داخلية , وأعتقد انها قصيدة تعادل كل ما كتب هاشم صديق , وكل القصائد الآخرى تدور حول البحر , لانو ده شغل كبير لكنى للاسف اول مرة اسمعها والعمق الفيها جمع كل الحاجات البسمعها لهاشم من الابتدائى وفيها كمية من الصدق والثورة والقمع والغضب .
ابراهيم احمد بخيت :-
من خلال متابعتى لمسيرة هاشم صديق , عندى شعور انو فى شعره او فى حياته او سلوكه اليومى غير مستقر وعايز اعرف سبب عدم الاستقرار .
هاشم صديق :-
شوف , بعيد عن الطنقة والمراجع والمعاجم , بفتكر انو مافى مبدع فى تاريخ الانسانية , مبدع حقيقى ما كان قلق او غير مستقر , او ما كان ما عندو الم عظيم , او ما كان مشتت ومعذب بين الخاص والعام , فى كلية الموسيقى والدراما الطلبة قالوا لى ليه انو اى مبدع يدرسنا سيرتو بتكون انو معذب , وقطع دراسته واتبشتن , وقامت عليه قوى الشر والعدوان , وانا بقول انو المبدع الحقيقى عدم استقراره ووجعه والمه , لانو ربنا اعطاه بحاجة هى نعمة ونقمة , هو عندو القدرة انو يشوف الما شايفنو الناس العاديين , الناس العاديين يمكن يكونوا شاعرين انو فى شى غلط , لكن المبدع زى القط فى الظلام بيشوف الما شايفنوا الناس , وبلتقط بالحاسة السادسة بتاعته هذه الاشياء وبيقوم يجيبها من منطقة الظلام الى دائرة الضوء , وعشان كده هو بتعذب ويتمزق , لانو شايف حقيقة الاشياء .
الجانب التانى انو الناس فى السودان للأسف الشديد جداً وفى العالم العربى , بيفتكروا ان معاناة المبدع هى فى المواصلات والفلس وحكاية الفنانين الما بيدوه القروش , انا بفتكر انو معاناة المبدع هى معاناة الشوف وعشان كده لا نستقر .
انا شخصياً لما افرح كتير بتشائم , دايماً الفرح عندى ما حقيقى لانو حقيقة الدنيا هى ما حولك , عذاب الناس , عذابك انتا , الاقنعة , وكل القضايا الممكن تحيط بالمبدع , وانك طوالى فى حالة بتاعت تشتت وعدم أنسجام مع الواقع , وفى صراع مع نفسك ومع الحولك , عشان كده ما بتكون مستقر , وكتر خير المجتمع السودانى انو احنا لحدى هسع ما جنينا .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جلسة مؤانسة مع الشاعر هاشم صديق .. (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
حاجة زى ما تكون محلق فى العواصف وفجأة تهبط فى السكون
هذا يعبّر عن انقطاع هذا الدفق الشعوري والمؤانسة العارفة لهذين الإنسانين الجميلين؛ وللمتفاعلين معهما.التحية لهاشم ولكمال ولمركز الخاتم عدلان.اشتراك المركز في سودانيز اون لاين والمنابر الأخرى نقل نفاجاً منه لكل دول العالم. ا من يتابعون هذه الندوة الآن تجدونهم في كل أركان الدنيا.إن الفكرة التي هي مدعاة للتامل المنطلقة من هذه المؤانسة تتشظى إلى آلاف الفكر وتنداح في دوائر مالها من قرار. إننا نعيش في زمن العولمة في جانبها الإيجابي حيث المراكز التي تتخطى فاعلياتها قدراتها المادية المحدودة.سنبيت ليلتنا هذه ونحن مبتلين بامواج بحرك يا هاشم مبتسمين إزاء قدرات كمال الشاعر الحريفة المتابعة لتجربتك على استنطاقك.الذين عادوا لبيوتهم في الخرطوم المثلثة أمسية الإثنين ليسوا وحدهم من يعودون مكتنزين بالصور الجديدة والفكر ويوم الإثنين ذاك يتمدد أسابيع بحالها وشهوراً وسنين حين نعيشه كما اعيشه الساعة في صباح الخميس. إنه امتداد الإثنين العجيب حين يدوّن ويزيّن بالصور الموحيةصور الشعر وصور الفوتوغرافيا..دمتم كلكم لوطننا وتحياتي يا دكتور الباقر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جلسة مؤانسة مع الشاعر هاشم صديق .. (ملخص + صور) . (Re: Bushra Elfadil)
|
نماذج لبعض المداخلات :-
أسماء محمود محمد طه :-
انا فى الأمسية دى اكتفيت انى سمعتا واسترخيت , وكنتا شاعرة انى ما عايزة اتكلم وده من دلائل نجاح الندوات فى وجهة نظرى , واشكركم على الامسية دى .
سؤالى فى الحقيقة بطريقة غير مباشرة , كنتا بتمنى لو انو محور من المحاور بتاعت النقاش كان عن رؤية أستاذ هاشم للمرأة او علاقتو بالمرأة على المستويات المختلفة , فى لمحة من اللمحات ورد الحديث عن امه وانا كنتا سعيدة بالحديث ده لانو الرجل السودانى والرجل الشرقى بصفة عامة ما قاعد يتكلم عن علاقتو بامه زى ما اتكلم عنها هاشم , وافتكر انو دى بادرة من المفروض انها تكون مشاعة فى المجتمع بصورة كبيرة , علاقة استاذ هاشم بالمرأة على مستوى الزميلة والحبيبة كيف , وكيف ظهرت فى شعرو .
هاشم صديق :-
شوفى انا بصراحة شديدة جداً بحب الحديث عن المرأة وفى ناس بمارسو ضدى ارهاب لانهم بعرفوا انى عندى تجارب تتباين بين المرارة والفشل والعلاقات العاطفية والزوجية , لكن انا ما خجلان منها وما غايبة عن ذهنى وافتكر انها ادتنى كتير جداً , واحمد الله انى ما اتحولتا الى كاتب ينعى المرأة ويتهمها ويجردها من ذاتيتها , طبعاً اى زول بيفتكر انو امه عظيمة , لكن بفتكر انو امى امرأة نادرة لانها شكلت هاشم صديق فى كتير من الآحيان ومنحتنى القدرة على الصمود , وكمال الجزولى يشهد على كثير من هذه الفصول .
انا علاقتى مع الله سبحانه وتعالى هى علاقة المخلوق مع الخالق وبتأمل فى مخلوقات الله , وبفتكر انو ربنا ابدع فى كل شى , لكن ابداعه الفوق للابداع الربانى هو خلقه للمرأة , دايماً بلقى صديقات رائعات جداً وحبيبات وطالبات سعدت بصداقتهن فيما بعد .
اعتز ان التجارب المُرة العاصفة ادتنى نماذج زى نموذج سلمى فى الحراز والمطر , عزيزة فى الحاجز , وسحر فى حزن الحقائب والرصيف , بفتكر المبدع مهما يحصل ليهو فى الدنيا دى هو ما خاسر , بس مهم جداً يكون عندو وعى بين الذاتى والموضوعى , انا احب المرأة واجمل قصايدى كتبتها فى صديقات , انا منحاز للمراة وافتكر انها مظلومة كتير مننا كمبدعين , وحزين للردة الحصلت للمراة ويبقى صوت المراة عورة وانو المراة فى الدراما ما يجوز تمثل انها زوجة لشخص ما لم تكون زوجته الحقيقية , شكراً ليك لانو ده سؤال جميل .
ايهاب عدلان :-
داير اعمل لى مقاربة موضوعية وتكاد تكون ذاتية , اذا كان الادب والفن هما النزوع الانسانى فى اقصى تجلياته , اذاً المفردة ممكن تعالج بيها الواقع بكل تفاصيلها , بلاحظ انو القصيدة الثورية او القصيدة الرافضة محتاجة لنفس معين فى الالقاء , والنفس ده بكون بطريقة درامية او ثورية او حزينة , أستاذ هاشم عندو القصيدة الثورية فى المفردات والفكرة لكن فى الالقاء بحس انو النفس الثورى معدوم واقرب للحزن .
مفردة هاشم صديق مفردة وسطية , بمعنى انها ممكن توصل لاكبر عدد من المستمعين , وفى نفس اللحظة بكون فى استلاف من الاساطير اليونانية وبتبقى هنا انها بتخاطب العقل المثقف فقط .
الحاجة التالتة , هاشم بخاطب البحر بطريقة الشكوى ما المحاورة وده بالضرورة بيضعف البعد الفلسفى والرمزى للقصيدة
قصايد هاشم صديق بعيدة عن الساحة الغنائية بعد مصطفى سيد احمد , والاصوات الجديدة بتستهلك الاغانى القديمة بصورة فقدت فيهو الرونق , فهل لغة هاشم صديق ما قاعدة تصل للفنان الجديد ؟ ولا العقل بتاع الفنان الجديد فيهو أشكال ؟ .
الدولة كثقافة , دور الاديب القومى فيهو شنو ؟ ورأى هاشم صديق فى الاصوات الجديدة الشعرية شنو ؟ .
هاشم صديق :-
دى كمية من الاسئلة هى ذاتها دايرة ليها ندوة براها , وفيها محاور كتيرة من الثقافة والفكر , ولازم تقول الحقيقة فى الاجابة وحكاية اشكر الاذاعة لهذه الفرصة وكده , وافتكر يا ابنى الاسئلة دى تقيلة والدنيا اخر ليل , واشكرك كتير لكن انتا كمان ما تحملنى فوق طاقتى وانا لو عندى ردود للحاجات دى ما عارف كنتا اعرف اعمل شنو , يعنى انا مرة اتذكر زول دق لى الباب الساعة اتنين صباحاً , كان واحد من طلبتى , فتحتا ليهو الباب قام مد يده بطريقة بطيئة وعشان انا اصافحه كان الاذان الاول طلع وقاعد يبرم فى شعره , قال لى انا جايك فى موضوع خطير جداً , انا عندى اسئلة ما لاقى ليها اى اجوبة , قلتا ليهو يا ابنى يعنى الاسئلة دى عايز ليها اجابات الساعة اتنين صباحاً ؟ , وبعدين يا ابنى انا ذاتى عندى اسئلة كتيرة بدون اجابات , قال لى ما انتا هاشم صديق , قلتا ليهو يا اخى انا ح ارحل من هنا , ما بعرف ليه الناس بتفتكر انو عندى أجوبة لاى شى ؟ .
عن السؤال الاخير يا ابنى عن الشعراء الشباب بفتكر انو فى اصوات شعرية متميزة بس ما بتقدر تقدم نفسها نتيجة لظروف اجهزة الثقافة والاعلام ونتيجة للواقع السياسى وكده , لكن انا اشهد انى قرأيت وسمعتا بعض التجارب لشعراء شباب , واشهد انها تجارب متقدمة جداً , وما بكون مبالغ انى اقول انى سمعتا شعر من شعراء مغمورين وبقدموا شعر اجمل وارقى من كتير من شعر شعراء معروفين بقدموا للاغنية السودانية , فى جيل طالع لكن ما محظوظ , واحنا رغم كل الحصل لينا كنا جيل محظوظ لانى لقينا أساتذة اهتموا بينا وما دايرين يكسروا عطامنا زى أساتذة الزمن ده , واحنا لقينا منابر رغم الشد والجذب وقدرنا نقدم نفسنا , والناس الحولك لو ما ساعدوك انك تقدم نفسك وادواتك .
انا شخصياً ما قلقان على مستقبل الابداع اذا كان الشباب ديل لقوا فرصتهم , وزى ما احنا اتمردنا على اساتذتنا وما كتبنا شعر زى مبارك حسن الخليفة وسيف الدين السوقى وبازرعة , اتمردنا عليهم عشان نكتب شعرنا ونعبر عن ذاتنا وعن جلينا وعن رؤيتنا , وما كتبنا الدراما بتاعت حسن عبدالمجيد والسر قدور وهم أساتذتنا واتمردنا عليهم , وانا اتمنى انو هذا الجيل يتمرد على هاشم صديق وعلى محجوب شريف والقدال وحميد .
ولازم يكون عندنا امل انو فى زمن جميل جاى للشباب ديل ويقدموا نفسهم ويحملوا الراية , وده كل البقدر اقوله وشكراً ليكم .
(انتهى تلخيص الندوة)
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مركز الخاتم عدلان
عمر ادريس محمد
Bushra Elfadil
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست