رمضــــــــــــــــــــــ في الســــــــودان ـــــــان سنة 70

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 02:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2010, 01:52 PM

انور الطيب
<aانور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رمضــــــــــــــــــــــ في الســــــــودان ـــــــان سنة 70

    الإخوة الأحباب ، سلامي للجميع أينما كانوا وبعد ...
    عندما كنت طفلا صغيرا لم أتخيل نفسي يوما سأصوم شهر رمضان وذلك من مشاهداتي لما يفعله الكبار فكان لحبوبتي " توب زراق" وهو توب خفيف أسود اللون وبالقرب منه " جردل" من ماء الزير ، لم يكن وقتها عندنا ثلاثجة ، فكان لنا مزيرتان واحدة في المنزل والأخرى في الشارع كسبيل ، مازالت تلك التي في الشارع إلى الآن تظللها نيمة عتيقة نعمل على " جزها" كلما تغولت داخل المنزل ... وتعمل حبوبتي على نظافة أزيارها وتطهيرها وربما تجديدها كل فترة إن لزم الأمر ذلك ، الأطفال بحينا كانوا أطفالا مشاغبين ولكنهم لم يكونوا دائما إلا أصدقاء للبيئة التي حولهم فكانت أزيارنا في مأمن شديد من نبالهم المصنوعة بمهارة لإصطياد القماري المنشرة على أسلاك الكهرباء ، وقتها كانت أطيار كثيرة تنتشر بالحي المقارب للضفة الشرقية للنهر ، طيور بألوان بأحجام وألوان شتى ، " ود أبرق وزوجته بت أبرق " ولا أظن أن اسحاق الحلنقي عندما كتب قصيدته " ياحنين زي عش العصفور" كان يقصد ود أبرق وزوجته ، لأنني لم أر ود أبرق وزوجته إلا في الحوائط وأسلاك الكهرباء وكل المحطات الساخنة ، وأظن أن ود أبرق في الحوامة ينال الوسام الذهبي دون منافس من طائر ولا كائن آخر ... وألوان أخرى من الطيور ، قماري يلهث وراءها الأطفال ، طيور أخرى خضراء وصفراء ، صغيرة الحجم نسميها بعصافير الجنة ، طائر آخر جميل تغنى باسمه اللحو " الطير الخداري " ، أنواع أخرى تسمى بالسقد ، القديلي ، وفي أيام الخريف قريبا من النهر طيور بيضاء مثل طير الماء ، و أنواع لا أستطيع أن أحصيها ولكن فيها من القطا والحبارى والسمبر وأسماء أخرى كثيرة أعجز عن تذكرها الآن ... فكانت حبوبتي آمنة غالبا ما تبقيني بقربها في انتظار الدعم اللوجستي من ماء الزير البارد .....وكانت مهمتى تتعقد عندما يأتي جدي من العمل إذ أنه كذلك له طقوس في مقاومة حرارة رمضان ولكنه يعتمد على جوالات من الكتان أعدها خصيصا لرمضان ... كنت أحب جوالات الكتان أكثر من حبي لتوب الزراق إذ أنها تحتفظ بالماء لفترة طويلة .... لم أذكر أن حبوبتي كانت تنام في نهار رمضان إذ أنني أكن بقربها طول الوقت وتحادثني ولكنها كانت تتدثر بثوب الزراق المبلول ...
    يا لها من مصيبة عندما قررنا الرحيل إلى منزلنا الجديد ... في أطراف مدينتنا .. لم تكن هنالك وفرة في المواصلات إذ لم يدخل الحي الجديد في خدمة المواصلات إلا من بعض عربات الكارو التي تجرها خيول متمرسة . لا أستطيع أن أسميها خيولا بالمعنى الذي أعرفه عن الخيول الآن ،،، ولكن كان أهلها يهتمون بها ... وبكل رجل من الأرجل الأربعة حدوة نتمنى أن يصعد سائق الكارو شارع الأسفلت حتى نستمتع بصوت أرجل الحصان ووقعها على آذاننا الذي يوحي لك برتابة الحياة في العام 1970 ولكن سرعان ما يعرج على السوق بالشارع الترابي العتيق .. كانت رحلة الكارو اليومية إلى السوق مجانية ، إذ أن صاحب الكارو غالبا ما يكون قد أفرغ شحنة من الأسمنت ، الرمل ، البرسيم ، السكر ،
    رحلتنا إلى السوق في رمضان كانت تبدأ بعد صلاة العصر ... ما نشتريه من السوق في رمضان لا يحتاج إلى كتابة قائمة بالمصنفات وإنما هي : ربع لوح من الثلج ... خمسة أو عشرة ليمونات ، وبعضا من دكوة حاجة حليمة الفلاتية .. ربما بعض رغيفات من المخبز البلدي إن كان معنا ضيوف يريد جدي إكرامهم ، أما التمر فكان جدي غالبا ما يأتي بمؤونة الشهر كاملة ، و جوال من العيش الأبيض ونصف جوال من القمح ، كان جدي يشتري نصف جوال القمح بينما جوال العيش الأبيض يأتيه في الغالب هدية من أخيه الأصغر عباس ...
    كان عباس رجلا طريفا كلما يأتي إلينا يتحفنا بكلمات ونكات نحفظها إلى الآن ... آخرها قبل مماته بأيام إذ زرته في المستشفى وكان برفقتي ابنه عماد فقلت له يا جدي عباس عماد يريد أن يتزوج واحدة من طالباتنا في المعهد ... فسأل مباشرة " حلوة والله شينة " ، فقلت له حلوة قال لي : " دي خلوها لي أنا" أما عماد " فشوفوا ليهو واحدة تانية " ضحنا ملء أشداقنا أنا وعماد ومامرت أيام إلا ويغادرنا عن هذه الدنيا لعمر يقارب الثمانين ولكنه ترك لنا بصمة جميلة وبسمة كلها حنان يفوق عش عصفور الحلنقي ...
    بعد أن تتبخر كميات مياه ثوب الزراق المبتل ، تقوم حبوبتي قبيل صلاة العصر بالتجهيز للإفطار ، كل أهل الحي يفطرون في الميدان ... تتحرك بتؤدة إلى " التُــكُل" حاملة معها كمية من حطب جاف أتى به جدي من أطراف النيل في رحلته الآخيرة التي أتى فيها محملا عربته " الجمس" القديمة كثير من خضار وبعضا من فاكهة وحطب لعواسة الكسرة ...
    كان الكل يمازحني سائلا ـ صائم صيام الضب والله السحلية - كانت الإجابة معروفة ، فالسحلية سلاحي الوحيد ... غابت كثير من الطيور عن الحي الآن ولكن ظل الضب والسحلية يملآن حوشي في الحي الجديد حركة وحياة ، لكني أصبحت أميل إلى الضب أكثر من السحلية ، إذ أن الضب الكبير الذي يقطن في بيتي يعمل على أكل البعوضة بشكل شره يكفيني شر الملاريا ، والسحلية التي تقبع في قفص عصافير أبنائي تخيفهم إلى حد الهلع إذ أنهم عملوا على رفع البياضات إلى الأعلى خوفا من السحلية ... رغم ذلك اتهموا السحلية القابعة في القفص بموت العصفور الآخير ...
    تحمل جدتي كويمات الحطب وتبدأ بإيقادها بشكل سريع ، مستخدمة بعض الصحف القديمة مدعومة ببعض الكرتون المقوى ... لا تقوى على عملية العواسة إلا بعد أن تستهلك كمية ليست بالقللة من" الطايوق" ، انعدم الطايوق الآن حتى من رؤوس البشر ... كانت أول " شيطة" تقدمها جدتي لي فآكلها كما هي ساخنة وبعد عواسة كم " طرقة " تقوم بتقديم كسرة أخرى ولكن هذه المرة تعجنها بالماء وتضيف إليها كثيرا من السكر ... كنت أستمتع جدا بهذه اللحظات ، تقوم جدتي بعملية العواسة وتختمها بعصيدة على الكانون الآخر لزوم ا لإفطار ، إذ أن الكسرة هي وجبة العشاء في رمضان ... وفي هذه الأثناء هنالك كانون آخر يطبخ به ملاح روب أو تقلية أو نعيمية ، تستطيع أن تعرف الأيام حسب نوع الملاح " اليخنة" المطبوخة ، إذ النعيمية تناسب أيام الجمعة والخميس ، بينما التقلية تناسب بقية الأيام أما الروب فهو استثنائي والروب الذي أقصده هو الروب الأبيض دون إضافة صلصة أو طماطم ....
    في هذه اللحظات تنسى جدتي رمضان وتنشغل في هذه الحرارة العالية بإعداد الطعام وإكرام الضيوف ... بعد العصر يأتي جدي محملا ببعض الأكياس أما رحلتي اليومية إلى السوق فهي لإكمال ما لم يأت به جدي من السوق الكبير ....
    قبل أن يصلي العصر ، قام بحمل مسواك كبير من الآراك ليستاك به فترة طويلة ... بعدها يصلي العصر ... ويمسك مصحفا كبيرا يقرأ فيه ما شاء الله له أن يقرأ ....

    نواصل .........................
                  

08-21-2010, 01:58 PM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضــــــــــــــــــــــ في الســــــــودان ـــــــان سنة 70 (Re: انور الطيب)

    والله ايام يا زمان

    شكرا اخونا / انور الطيب
    علي القصة التي ترد الروح
    وتصوم وتفطر علي خير..

    مودتي
                  

08-21-2010, 02:51 PM

انور الطيب
<aانور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رمضــــــــــــــــــــــ في الســــــــودان ـــــــان سنة 70 (Re: جمال المنصوري)

    Quote: شكرا اخونا / انور الطيب
    علي القصة التي ترد الروح
    وتصوم وتفطر علي خير..

    مودتي


    شكرا أخي جمال المنصوري وأهو قلنا نتسلى أثناء عملية الداون لود
    لك شكري ومودتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de