كارثة PB‏-يوجد تلوث...

Quote: في مساء العشرين من شهر أبريل المنصرم نشب حريق هائل في منصة حفر الآبار النفطية «ديب وتر هوريزن»، التي كانت تحفر بئرا نفطية على عمق 5000 قدم (1500 متر) تحت سطح الماء في خليج المكسيك على مقربة من ولاية لويزيانا الأميركية. كان سبب الحريق هو تسرب غاز طبيعي إلى المنصة من أنبوب سحب البترول، مما تسبب في إصابة 17 شخصا من عمال المنصة، بالإضافة إلى فقدان 11 عاملاً لم يتم العثور عليهم حتى الآن بعد يومين من مكافحة الحريق غرقت المنصة النفطية إلى قاع الخليج،

Quote: وكانت بداية المتاعب لشركة برتش بتروليوم، التي استأجرت المنصة لغرض حفر البئر النفطية. تسبب غرق المنصة بكسر انبوب قطره 21 انشاً (55 سنتيمترا) يستخدم لسحب النفط إلى سطح المنصة، وبدأ تدفق 20000 برميل من النفط الخام يومياً من الأنبوب المكسور إلى مياه الخليج.

Quote: يتوقع المسؤولون أن يتسبب هذا التسرب النفطي بدمار شامل للبيئة المائية من أسماك وكائنات بحرية حيّة، وكذلك بتلويث قاع الخليج بزيوت نفطية ثقيلة قد تصل آثارها إلى ولاية فلوريدا شمالا ومنها إلى المحيط الاطلنطي شرقاً. هذه الكارثة البيئية بكل المقاييس تعد أكبر حادث تلوث بحري منذ حادثة ارتطام ناقلة النفط اكسوون فالديز عند شواطئ ولاية الاسكا عام 1989 ونتج عنه تسّرب ما يقارب 250000 برميل من حمولة الناقلة إلى مياه المحيط الهادي. شركة بريتش بتروليوم تقوم حاليا ببذل أقصى جهد لوقف تدفق النفط إلى مياه الخليج واحتواء الأضرار البيئية الناتجة من خلال حلول هندسية مبتكرة بوسائل تنفيذ معقّدة في ظروف صعبة وتحت ضغوط إعلامية وسياسية هائلة.

Quote: تقوم مواجهة كوارث التسرب النفطي على جانبين أساسيين، التخلص من المواد المتسربة، وحماية الساحل. ويؤكد الباحث سخوبن أن الأضرار البيئية على اليابسة، أكبر بكثير منها تحت المياه. يشكل مصب نهر الميسيسيبي نظاماً بيئياً في غاية الأهمية، حيث تلتقي فيه بيئة المياه العذبة ببيئة المياه المالحة. فالسلاحف البحرية تخرج إلى الساحل لوضع بيوضها، كما إن المنطقة تمتلئ عادة بأعشاش الطيور. واعتبر عالم البيئة سخوبن أن التوقيت الذي حصلت فيه الكارثة يزيد من سوئها، بسبب تزامنه مع موسم التكاثر والحضانة. مع ذلك فإن الآثار البيئية تحت المياه، لم تحظ بما تستحقه من اهتمام، حسب السيد جون سخوبن. فقد أظهرت بحوث أجراها المعهد الذي يعمل فيه، أن المواد المتأكسدة، والمواد الطيارة تتسبب بإخلال طويل الأمد للتوازن الطبيعي. فما إن يختفي نوع معين من الأحياء حتى يحل محله نوع آخر. يطلق سخوبن على هذه الظاهرة اسم "انزياحات الأنواع": "بهذه الطريقة ينشأ وضع غير طبيعي. حين تتعرض منطقة ما لكارثة من هذا النوع، فإنها لا تتحول إلى منطقة ميتة، بل ستبقى هناك أشكال معينة من الحياة، ولكن بطريقة تخالف مبدأ التوازن الطبيعي. هذا التوازن ستتم استعادته في نهاية الأمر تلقائيا، ولكن ذلك يحتاج إلى زمن طويل."

Quote: الطريقة المتبعة حالياً باستخدام مواد كيمياوية لتفتيت البقع النفطية، تزيد من الأضرار. فالقطرات الصغيرة لا تبقى ملتصقة بالطيور والحيوانات البرمائية، لكنها تظل عائمة، تحت سطح المياه مباشرة، مما يحمل مخاطر قاتلة للأحياء التي تعيش تحت الماء. لكن الاهتمام الإعلامي يذهب عادة إلى الطيور، وعلى حد تعبير الباحث البيئي سخولبن، فإن صورة طائر مبقع بالنفط، مثيرة إعلامياً أكثر من صورة سمكة مصابة بالسرطان: "أتوقع أن الشكوى ستأتي من صيادي السمك، فهؤلاء يدركون قبل غيرهم، أن هناك مشكلة كبيرة، حيث سيلاحظون شحة في الأسماك وحيوانات البحر الأخرى، أو ستكون محملة برائحة النفط، بحيث لا تصلح للاستهلاك البشري."

Quote: ستظل الآثار البيئية لكارثة البئر المتسرب قائمة لمدة طويلة. فبعد أكثر من عشرين عاماً على غرق ناقلة النفط قرب ساحل ألاسكا، لا تزال كميات الأسماك اقل من الطبيعي، وهو أمر لم يتوقعه العلماء آنذاك. رغم ذلك يؤكد عالم البيئة جون سخولبن أنه واثق من قدرة الحياة البحرية على استعادة توازنها، فالقواقع على سبيل المثال تتكاثر أسرع من الطيور.