ندى العمدة مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2010, 01:16 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ندى العمدة مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

    أ / ندى العمدة
    هدير الصمت

    الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة،، قنبلة موقوتة في واقع خامل
    أحاسيسهم تتفتح كما الزهور ..
    تلك الصدمة التي تجعل أيام الأسرة جحيماً تحجب رؤية الوجه المشرق في شخصياتهم


    من هم الأطفال ذوي الأحتياجات الخاصة؟

    هؤلاء الأطفال يصنفون الى نوعين أساسيين "الموهوبون"، "والمتأخرون في النمو"، وببساطه يمكن ان نقول أنهم الأطفال الذين ينحرفون عن المتوسط بدرجات واضحة البعد ،سواءا كان في قدراتهم الذهنيه او النفسيه أو البدنيه الحركيه او التعليميه او من حيث الخصائص السلوكيه او من حيث القدرات العقليه ، بحيث يكونون في حوجه لتقديم خدمات التربيه والتعليم بشكل خاص ومختلف ، وعندما يكون هذا البعد عن المتوسط نحو الموجب " يكون الطفل موهوب وقدراته تنحو باتجاه الابداع ، وعندما يكون البعد نحو السالب يكون الطفل متأخر في نموه ونتحو قدراته في نقصان وضمور يصل حد العجز . وهذه الفئه هي محط حديثنا الآن ، ومحط تجربتي .. حديثا اتجهت المؤسسات التربويه الى عدم استخدام مصطلح "العوق" والذي من خلاله نصف المعاقين بالعجز والأضطراب والشذوذ في الصفات الخلقيه ، وبدلا منه طالبوا باستخدام مصطلح الاحتياجات الخاصه "Special Needs."
    ان اعاقاتهم كما قلت لكم ليس لهم يد في الاتيان بها ، بل وانها أحيانا تكون نتيجة اهمال حقيقي من مؤسسات الصحه او من الوالدين ، وأحيانا تكون خلقيه منذ التكوين الجنيني ، أو بسبب الأمراض المزمنه ، وربما تكون بسبب الاصابات في المخ مثلا من جراء الضرب أو استخدام أدويه كيميائيه لفترات طويله ذات خطوره عصبيه ، ومن الخطير أن تكون الحاله غير ظاهره في الشكل الخارجي أو السلوك العام للطفل أو الطفله أو حتى في الفحوصات المعمليه البيولوجيه والنفسيه وتعرف عندها بحالة صعوبات التعلم وهي تأخر يخص التطور الاكاديمي ، ومهما بذل مع الطفل من مجهود لا يمكن ان يتحسن بالطرق العاديه في التدريب ، وفي الآخر يطلق عليه لفظ" بليد "، ودرجاته المتدنيه في الاختبارات تباعا تصبح تلاحقه /ها كما الكابوس ويبدأ معلميه في التذمر واستخدام فنون واساليب العقاب الغير صحيه ، ويبدا الوالدان في الشكوى التي قد تصل حد الضرب المبرح "فهذا الطفل تجرأ على تحطيم آمالهم في ان يكون طبيب أو مهندس" ، ولا شعوريا يصبح " المسكين/ه" أداة تفريغ لهذا الاحباط الوالدي الكبير . وتصبح المدرسه له/ها جحيم ، فهو فيها بليد/ه ن مغفل ، يضرب ويهان امام الجميع يوميا، وتزداد المشكله تعقيدا عندما يزداد أداءه الأكاديمي سوءا بسبب الضغط النفسي الناجم عن تلك البيئه النفسيه والاجتماعيه الرديئه التي أصبحت تطوق حياته/ه ، وتبدا ردود الافعال من جانبه :فاما أن ينزوي أو يعتدي على زملاءه بشكل لفظي أو مادي ، ويعتدي أيضا على أمه في المنزل فغالبا مايخافون من الاب رمز السلطه ، ولكن يدكون تماما تلك المساحه العاطفيه في نفس الام ليبدأ استغلالها بشكل غير واعي بالاعتداء أو "الدلع" . "حسبما الجو التربوي في البيت" .لتبدا علاقه غير سويه بين الام والطفل/ه . هذه ليست بقاعده ثابته في تاريخ ذوي صعوبات التعلم ، فالمتغيرات الاجتماعيه والنفسيه لا تعرف الثوابت ولكن السوابق في التشابه تجعل هناك اطار تحليلي غالب وأعم . وقلت انها الاخطر لأنه لاتوجد أدوات علميه تستخدم في الكشف عن صعوبات التعلم"في السودان" وثقافة استخدام المقاييس النفسيه مازالت ضحله بالرغم من أن العالم بدأ يتجاوزها ويطور فيها ." ناس كنبة ورا وطيش الفصل هي الوسيله التصنيفيه الغالبه"...
    وجليا تظهر الحاله الخاصه كالآتي : عدم القدره على الحركه كليا أو جزئيا أو فرط الحركه والنشاط ، عدم القدره على النطق نهائيا أو تعثر في النطق ، مشكلات سلوكيه ، مشكلات تخص العمليات العقليه ، تأخر النمو الجسدي مقابل العقلي أو العكس ، حالات متلازمة الداون "Down Syndrome." الأطفال المنقوليين ، حلالات التوحد ، عدم القدره على السمع ، عدم القدره على البصر . وغيرها من الحالات الجينيه التي لم يعرف لها العلم أسباب بعد .
    ــــــــــــــــــ
    من عمق ذواتهم على مرامي حياتي

    على الرغم من أن أكثر من عامان قد انقضيا منذ فترة انتهاء عملي معهم ،إلا أن وجوههم تملأ مساحه واسعة في مخيلتي بكل تعابيرها لحظة الحزن ، لحظة الفرح ، لحظة الانكسار ، لحظة الجرح الطولي الخاص الذي لا يعلم سره أحد ، لحظة الاندهاش ، لحظات الرضا عن الذات والإحساس بالانجاز ، إحساسي بهم مازال يملأ صدري إلفه ومودة ، كانت مرحله من حياتي العملية علمتني الكثير ، كشفت لي عن عالم كبير ، موجود بيننا ،ولكننا لا نشعر به ، كشفت لي عن عجز مؤسساتنا الراعية في خدمة الشعب بشكل أعمق وأوجع ، بل عن قصورها الذي وصل في تقديري حد الإجرام ، كشفت لي عن الامومه في ثوب مختلف ينسجه الجرح ويطرز في أطرافه ندوبا تاريخيه لا توجد لها ضمادات في بلاد اللا صحة ، كشفت لي عن معنى للانسانيه لم يدرج في الكتب أو في الأشعار أو في القصص الخرافية . تراءى أمامي بحر من المجهول تتجاذبني أمواجه يمنة ويسره وشل التفكير حركة كهرباء دماغي وتسمر حول كلمه واحده ، "ما مصيرهم "؟؟ .
    عاشرتهم طيلة خمسة أعوام ، منها ثلاث أعوام دراسية متواصلة ، وعامان دراسيان متقطعان ، عملت كمعلمه واختصاصيه نفسيه ، وكانوا تحت رعايتي بمشاركة اختصاصيه أخرى ومعلم ، كان قسما من أحد أقسام تلك المؤسسه ، يضم مختلف الحالات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، حالات متفاوتة في شدة الاعاقه ومختلفة بحيث أنني لا أجد أكثر من حالتان في الغالب تتشابهان ، سواء حالات متلازمة الداون "Down Syndrome" وهم الأطفال المنقولين، وكانوا الأكثر عددا مع اختلاف الدرجات حيث أنهم مصنفون إلى ثلاث فئات ، وحالات التوحد "Autism." ، أما البقية فكان يقع تصنيفهم تحت التأخر العقلي ، ولأسباب مختلفة ، وخصائص شخصيه مختلفة ، وقدرات تواصل متفاوتة ، ومهارات فرديه متفاوتة . دون سابق خبره ، دخلت عليهم أول مره ، الضجيج الطولي ، الصراخ ، البكاء ، الدموع ، الضحك ، الصمت ، المعارك الثنائية والجماعية البريئة والشرسة في نفس الوقت ،
    والتي فيما بعد علمت أنها لأي درجه كانت متنفس ووسيلة تفريغ تلقائيه ، لم أعرف من أين أبدأ ، كانوا غير منتبهين ، لهم عالمهم الخاص أنه معزول عن العالم الخارجي ، وكل منهم عالم بذاته ، أفكار وأحلام ، وأحاسيس ، وتصورات تخصه لوحده/ها ، بطريقه مختلفة ، لهم ذات حاضره وموجودة ،لهم إدراك حاضر ورؤية ثاقبة ، الناظر لأول مره بل ولعاشر مره لا يعلم أنها موجودة ، لأننا وببساطه مجتمع لا يريد أن يعلم بوجودهم . لهم عالم أخضر وواحات ، لهم أحاسيس تتفتح مع كل صباح كما الزهور لتجد ماء السقيا ملوث .... استجمعت أشلاء انتباهي الموزعة في وجوههم وصراخهم ، وقلت " السلام عليكم " بصوت عالي ، وجاء رد التحية متفاوتا مابين الصراخ والهمس واللا شيئ ، شرعت في المصافحة الفردية والابتسام الذي دائما أنا مقتنعه بأنه" مدخل إنهاء أثخن المعارك ،وابتداء أزهى النزهات" ، وكانت رحلة المصافحة استكشافيه عيونهم تلمع وتساؤل جديد في أذهانهم "من هذه ؟ أهي جلاده جديدة ؟ ولا أبالغ حين أول جلاده حيث أنني اكتشفت فيما بعد إن منهج التربية والتعليم المستخدم مع تلك الفئة في السودان غالبا هو الضرب، كامتداد للعادات التربوية المنزلية والمدرسية عندنا ، لكن مع فارق كبير بينهم والأطفال الأسوياء ، سوف أقوم بشرحه مفصلا لاحقا ، لكن ابتسامتي طمأنت غالبهم لدرجة ان بعضهم قام من كرسيه ليبادر بالمصافحة ، وكانت أولى المؤشرات لي كدارسه لعلم النفس " فعندها كنت ما أزال في الجامعة" ، التي اعتمدت عليها في تقييم المعاملة التي يلقونها ، فمجرد أن الابتسامة والبشاشة في مقابلتهم تعد حدث يقابله رد فعل مختلف ، ان هذا يدل على بيئة إنسانيه ذات مقومات هزيلة تحيط بهم ، وعندما أقول معاملة لا اعني المؤسسة التي كنت اعمل بها فقط بل أعني جميع المؤسسات الأخرى وأسرهم وأصدقائهم ومؤسسات الدولة ، وهذا لأسباب عامه مشتركه ، سوف اقوم بشرحها في شيء من التفضيل لاحقا.
    التلميذة "ض" ذات التسع سنوات" التي كانت تهرول نحوي كل صباح حالما رأتني أدخل "حوش المدرسة" وبابتسامه عريضة وبشاشه طفوليه تفتح لي ذراعيها لنتبادل السلام بالأحضان ، وتقول لي " أستاذه ازيك" .وتردف قائله" أمي بتسلم عليك " تقولها بلكنه واثقة لكنها ذات مخارج حروف خاطئة وأشرع في تصحيحها ، لتبتسم وتكرر النطق في محاولات بعضها خائب وبعضها صائب وتفر جاريه لتخبر البقية "أستاذه ندى جات" . كنت أعلم تماما أن والدتها بعث لي بالسلام مرة واحده ، لكن تكرر الرسالة كل صباح وعلى مدى طيلة العام ، في محاوله منها لتأكيد خصوصية العلاقة بيني وبينها ، وحدث ذلك بعد ان اتبعت معها منهج التحفيز المعنوي في تفادي مشكلة تشتت الانتباه والجلوس ساعات طويلة في الكرسي خلف المنضدة للدراسة ... عندها أدركت إلى أي حد هي محرومة من كلمات المدح تلك . سواء في البيت أو من خلال الأسلوب التعليمي " كمحفز نفسي".
    أما التلميذ"م" ذي السنوات السبعة عشر، كان يجر كرسيه المتحرك في فناء المدرسة بثقه وخبره ، له ابتسامه تملأ فناء المدرسة إشراق ، ولي معه التجربة ذات الزمن الأطول من خلال الدروس الخاصة ، أنه علمني أن قيمة الإنسان الأولى تكمن في المكون الروحي قبل الجسدي ، رغم أصابته بعدم القدرة على النطق كان يخرج تلك الحروف الملعثمه بكل ثقة ويصر أن يوصل وجهة نظره ورأيه بقدر وافي من الأدب والاحترام المقصود تجاه معلميه ، ولا أذكر أنه خاب في تقديم مقترح أو رأي يخص الدروس كان على الدوام له منطق ، ويقبل بود المقترحات الأخرى والنقد . على الرغم من مشاكل التركيز والاستيعاب والذاكرة ، استطاع أن يجلس لامتحان الشهادة السودانية ويحرز نسبه اعلي من السبعين بالمائة ، لا أقول أنها رحله تعليمية سهله معه ، أنها أصعب ما تكون في ظل عدم وجود منهج خاص وعدم وجود وسائل ومعدات تعليمية خاصة ، حيث يقع على عاتق المعلم المبادرة بخلق الوسائل والطرق والتدابير والتي غالبا تكون غير مجربه من قبل ، والتداخلات النفسية بينك وبين تلميذك ذوي الحاجة الخاصة كمعالج نفسي وبين أسرته تتطلب منك اليقظة الدائمة والتفكير المستمر ، واتخاذ القرارات وتنفيذها بالشكل الذي تقتضيه متغيرات الحالة وفي الوقت المناسب بدقه وحذر .
    لطالما تحدثنا عن أشياء تخصه طموحاته وأحلامه ، أصدقاءه وصديقاته ، أفراد أسرته ومشاعره تجاه كل منهم ، هواياته ، برامجه التلفزيونية المفضلة ، وعند عمق من الطمأنينة بعد طول زمان من عمر العلاقة المهنية التربوية ، تحدثنا عن انطباعاته تجاه الأساتذة أنفسهم ، قواعد التربية الاسريه كانت تجعله يبوح عن ذلك بشيء من الخجل ، أدركت إلى أي حد "م" يتمتع بقدره على التواصل وفهم المحيط الذى حوله بالرغم من مشكلاته المعقدة والتي بدأت معه منذ الأشهر الأولى من عمره ، بعد فرحتنا جميعا بالنسبة العالية التي أحرزها في امتحان الشهادة السودانية ، انتابنا الإحباط فلا توجد جامعه يمكن أن تستوعبه وتحمل طموحاته على محمل الجد والمسؤولية الإنسانية . "م" محظوظ بأسره متعلمة ومستنيرة ، سرعان ما تقرر دراسته بالخارج حيث يمكن أن تتوفر له حتى بعد الدراسة وظيفة تلائم إمكانياته حسبما تأكد للوالد . فكم مثل "م" تتوفر لدى أسرهم القدرة المادية لإلحاقهم بجامعات خارجية أو وظائف خارجية ؟.
    ـــــــــــــــ



    أسرهم مابين التصدع والحنين

    انها صدمه نفسيه أن يولد طفل في الاسره ، ذي حاجه خاصه "معاق" . الفرحه بالميلاد تسبق المولود ، وتظهر في التجهيزات والاستعدادات لاستقباله ، واخطار المقربين ، وكتم الخبر كسر عن البعيدين باعتبارها مفاجأه ساره يجب أن تلف بالكتمان خوفا من الحسد والعين ، أو لما تحمله من خصوصيه تعبر عن قوة الرابط الروحي والنفسي لدى الابوين وخصوصا الأم ، تنهار كل تلك الفرحه وتتحول الى كابوس ، أول المشاهدين له في اليقظه والمنام هي الأم .. تتحطم الآمال لكلا الابوين ، ويشعران بالاحباط الذي قد يصل حد الكآبه . وتبدأ علامات ومظاهر الصدمه في حفر آثارها عميقا في الجو الاسري وابرز المعالم هي مرحلة الانكار والرفض والتي تحدث بشكل لاشعوري وتعتبر وسيلة دفاع نفسيه ، حيث لايتقبل الشخص المصدوم الواقع الذي فرض عليه ولا يتعامل معه على الاطلاق ، وهي حاله تعتبر عائق خطير في سبيل تحسين أوضاع الطفل/ه "ذوي الحاجه الخاصه" ، فكيف يمكن ان يعالج أو يؤهل اذا ما كان هناك أصلا عدم اعتراف بخصوصية حالته؟ . غالبا مايتجاوز الآباء تلك المرحله ويتعايشون مع الواقع الأليم بقدر متفاوت من التوافق ، أما الامهات فيبقين كثيرا في تلك المرحله النفسيه لما تتسم به شخصياتهم من تركيب عاطفي نتج عن قلة الاحتكاك بالحياه العمليه والتجارب المباشره في التعامل مع المتغيرات البيئيه الواسعه المتنوعه باعتبارهن نساء من صلب مجتمع يفرض أدورا تقليديه لنشاطهن الحياتي ، فعدم الواقعيه تلك تكون سبب أساسي في خلق المشاحنات الزوجيه عند التخطيط لتعليم هذا الابن/ه وطريقة تربيته ، فتخيلو كم مره في اليوم يمكن أن يصطدم الأب والأم مع بعضهما في التفاصيل التي تخص الطفل /ه ؟؟ وهم مشحونون بالتوتر والاحباط والقلق ، الذي تراكم منذ اليوم الأول للولاده ، كل منهم منطلق من خلفيه مختلفه الام من الانكار والاب من التقبل والواقعيه . عندها يستحيل الاتفاق . وتبدأ دوامه من التوتر تكسو شكل العلاقه بينهما . أما أبرز المعالم الأخرى للاضطراب الاسري هي حالة القاء اللوم والتي تلي مرحلة الانكار اذا تم تجاوزها وتقبل كل منهما الواقع المرير ، فان كليهما يبدأ بتحميل الآخر المسؤوليه في كون الطفل/ه ولد "ذي حاجه خاصه".كأن يقول الأب للأم " أنتي السبب لأنك أثناء الحمل لم تتغذي جيدا واهملتي العلاج وتعاطيتي الحبوب التي منعك منها الطبيب" ، وتقول هي بدورها : أنت السبب فالطبيب قال أن علاجي ليس له علاقه وانما اسلوبك العنيف في التعامل هو سبب مرض الطفل/ه وتلف جهازه العصبي منذ الصغر. أيضا لتبدأ دوامه مرهقه ومؤلمه من التوتر الذي يعم العلاقه الزوجيه . ينعكس كل ذلك بشكل كبير في النشاط اليومي لكليهما والمزاج الخاص ويؤثر بالضروره على أطفالهم الآخرين ، خصوصا من جانب الأم التي بحكم العاده هي أكثر التصاقا بأبنائها خلال اليوم ، وقد تهمل واجباتهم المدرسيه مثلا ويبدؤون في دخول مراحل التدهور الاكاديمي والمشكلات الدراسيه ، أن ضغطا نفسيا كهذا ليس بالمحتمل على الجسم خصوصا وان تراكم لسنوات طويله وهو مايحدث غالبا ، فتبدأ مشكلات الأمراض النفسجسميه "السيكوسوماتيه" مثل قرحة المعده او ضغط الدم أو السكري أو الصداع النصفي بالنسبه للوالدين. وتنفرد الأم بأمراض عدم انتظام "الدوره الشهريه" الناتج عن خلل في افراز الهرمونات الذي يحدثه التوتر المستمر والقلق الدائم ، لتبدو حائره متجوله بين الأطباء الباطنيين في التخصصات المختلفه دون ظهور أي قصور عضوي ، وبالطبع لاتقرب الطبيب النفسي بسبب الجهل العام تجاه الأمراض والاضطرابات النفسيه . وعليه تصبح الايام جحيم والعشره الزوجيه تتقلب مابين الاستقرار والحد الادنى من الاستمرار . يحدث هذا في كل الاسر ولكن بنسب متفاوته قد تكون في أخف حالاتها عند الاحباط الأول منذ الولاده أو تصل الى اقصاها عند الأمراض العضويه ذات المنشأ النفسي أو حد الطلاق بين الزوجين . ويلعب المستوى التعليمي للوالدين دورا كبيرا في ذلك ، والبيئه المحيطه بما تقدمه من مسانده ودعم سواءا عبر مؤسسات أو اصدقاء أو اقارب . توجد أسر تجاوزت تلك الأزمات بنجاح لكن كم عددها؟ في ظل واقع تتفشى فيه الأميه والجهل والأمراض والحروب والعنف ؟؟
    ظروف مفروضة أم مصنوعة؟؟

    كل الأسباب التي أدت وسوف تؤدي الى خلق أجيال من الاحتياجات الخاصه موجوده في السودان ، فالحروب والنزاعات القبليه والعنف المستشري في المجتمع من أول الاسباب التي تؤدي للاصابات الجسديه والصدمات النفسيه التي تسبب الاضطرابات السلوكيه ، فضلا عن ان العنف في التربيه الذي قد يصل حد الضرب المؤذي والذي للأسف ثقافه منتشره في المدارس أيضا ، يعد أحد الأسباب التاريخيه . وعن الثقافه الصحيه حدث ولا حرج ، فكثير جدا من الحلات الخاصه تكون ولاديه أي ناجمه عن أساليب الولاده غير الصحيحه ،داخل الخرطوم وفي القرى بشكل كبير . وأيضا العلاجات المستخدمه أثناء فترة الحمل والتي لاتخلو من اجتهادات فرديه وجماعيه كموروث بلدي ، أو سوء استخدام مايصفه الطبيب من أدويه كيميائيه ، عدم الحرص على الوقايه من الامراض المنقوله جنسيا ، والتي قد يؤثر بعضها مباشره على الجهاز العصبي للام وبالتالي الجنين ، الاخطاء الطبيه من جراء التعرض للأشعه التشخيصيه الضاره في فترة الحمل ، كل ذلك يندرج تحت التوعيه الصحيه والتأهيل الطبي والنفسي للكوادر العامله في الحقل .... ان الجهل وتفشي الاميه في المجتمع له دور جوهري في تأزم الأوضاع الاجتماعيه وتعقيدها بما يفرزه من بيئات خصبه لتطور سوء الحالات الخاصه . فكم هي نسبة الأميه في السودان ؟؟
    ــــــــــــــ
    ــــــــــــــــ

    عقبات في طريق الخلاص
    ان وضعا كهذا في الاسره يحتاج في المقام الأول لمساعدة أختصاصي نفسي ليتم تعريف الأبوين بخصوصية حال ابنهم أو ابنتهم ، ومن ثم ارشادهم لتفادي مراحل الصدمه وتبصيرهم بالواقع الجديد وكيف يمكن أن يتعايشوا معه . لكن من أكبر العقبات التي تحول دون ذلك هو الخوف من الوصمه الاجتماعيه ".Social Stigma." التي تجعل الاسر تتكتم على حالة ابنها/تها . للأسف ان مجتمعنا يعيب المرض ويتجاهل تقدير الشخص ذوي الحاجه الخاصه ، والذهاب للطبيب النفسي أو للاختصاصي النفسي يعد ضربا من ضروب الاحراج العميق واساءة السمعه وسط الاهل والجيران والاصدقاء . ويقال "ده واحد متخلف" .أو" ده مجنون ساي" . على سبيل النبذ والاساءه . وهي حالات خارجه عن ارادة من أصيب بها ، وتخلف تعني رجوعا للوراء وعدم القدره على اللحاق بالركب في مسيرة التطور ، ولا تعني ارتكاب جريمة ما أو تقصير في حق شخص ، وجنون تطلق على اولائك المصابون بالامراض الذهانيه التي تؤثر على وظائفهم العقليه من تفكير وتركيز وادراك بحيث يصبحون في عالم خاص يحد من تواصلهم بفاعليه طبيعيه مع المحيط الذي يعيشون فيه . بعيدين كل البعد عن أرادتهم في خلق ذلك الوضع لأنفسهم . ولو فكر كل منا للحظه قبل أن ينطق بهذه الكلمه لتخلصنا من أكبر معضله تواجه تطور علاج ذوي الحاجات الخاصه والمرضى النفسيين . الشيئ الذي يتطلب أيضا تفعيل المزيد من النشاطات التوعويه النفسيه والطبيه والاجتماعيه عبر الوسائل المختلفه للاعلام ، وباللهجات المختلفه .

    ولمعلميهم حكاية
    يعرف الاحتراق النفسي بأنه حالة الوصول إلى مرحلة من الضغط النفسي يصعب معها التكيف مع البيئة بصورة ملائمة، وفي ميدان العمل يصعب معها أداء المهام بشكل مرضي عنه من قبل العامل أو الموظف أو المسؤولين عنه ، وهذا يحدث غالباً عند معلمي الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بنسب متفاوتة وأعراض مختلفه أهمها عدم الالتزام بمواعيد العمل والتمرد على التوجيهات الإدارية، والأخطر عدم الاكتراث تجاه الطفل/ة ذو الحاجة الخاصة، الذي يحتاج لمعلمه بشكل أكبر من التلميذ العادي ، أن الضغط الذي يتعرض له المعلم أهم أسبابه تكمن في انعدام الوسائل التعليميه المتخصصة ، وانعدام المعدات الطبية التدريبية اللازمة ، وعدم وجود تنسيق شبكي بين التخصصات المختلفة من طب باطني واختصاصيي تخاطب ، وأختصاصي طب نفسي ، فعندها يجد نفسه أمام عقبات مهنية مرتبطة بحياة انسان ، وباستقرار أسرة كاملة ، فيبدأ رحلة البحث والاجتهاد الفردي للانطلاق لا مما انتهى اليه الآخرون وانما من الصفر ، لتتفتح عليه طاقات المعاناه والاحباط في عدم انجاز المرجو متخبطا بين الاجراءات الاداريه المؤسسيه ومابين الفقر التخصصي والتأهيل الشخصي ، مقابل سد الحوجات التربويه والتعليميه التى تنتظره كرسول الخلاص ، ليبدأ أولى رحلاته في الاصطدام بأولي الأمور ، الجالسين على بوابة رحاب الخلاص المرجو سواءا منه هو أو من الاخصائي النفسي .

    مسؤولية من ؟ يا أهل الحل والعقد


    هل ذوي الاحتياجات الخاصه ،لهم نصيب من ميزانية الدوله في التأهيل والتعليم ؟
    هل ذوي الاحتياجات الخاصه ينعمون بحقوق دستوريه تكفل لهم العيش بكرامه ؟
    هل ذوي الاحتياجات الخاصه لهم مقاعد دراسيه جامعيه خاصه ؟
    هل ذوي الاحتياجات الخاصه لهم فئه متخصصه من الكوادر النفسيه والطبيه والتعليميه ؟
    هل ذوي الاحتياجات الخاصه فئه استثماريه ربحيه مستغله ؟ أم أنهم فئه مقصوده بالترقي والتاهيل ؟؟؟
    وسوف أبدأ من السؤال الأخير ، ان جميع المؤسسات سواءا كانت مدارس أو مراكز تأهيل ، لاتخضع للشروط العلميه المطلوبه ، الا من رحم ربي ، تخضع للاجتهادات الشخصيه في التصميم الذي ينقسم الى قسمين تصميم المناهج الدراسيه والبرامج التأهيليه ، وتصميم المباني والبيئه الصلبه ... وحتى اذا وجدت الادوات والمناهج هل هناك كوادر مؤهله يمكن ان تستخدمها ؟ ان خريجي علم النفس بالآلاف وثورة التعليم العالي تفننت في ابتداع التخصصات وبكل أسف تيتدع على هيئة أفكار غير منطقيه وغير دراسه سابقه لحوجات البلد ومتطلبات المجتمع ، فما معنى أن تفتح مئات الكليات والمعاهد بل والجامعات بأسم القرآن الكريم ؟؟ وتصرف عليها ميارات الجنيهات في بلاد يدين معظم أهلها بديانات مختلفه عددتها الباحثه العالميه ساندرا هيل بأكثر من 228 اثنيه مختلفه ، في الوقت الذي فيه القرآن عباده ودين وليس علم من صنع البشر أنه يقع في حرم المقدس ، ليس كالعلم قابل للتجريب والتغيير، في الوقت الذي فيه أمام أعين المسؤولين تتزايد اعداد الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه جراء الظروف المشروحه آنفا .
    وزاره الصحه ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وزارة الشؤون الاجتماعيه ، وزارة التربيه والتعليم ، وزارة الشباب والرياضه ، وزارة العلوم والتقانه ... أين هي من الاحتياجات الخاصه .؟؟؟
    يدرس طالب علم النفس أربع سنوات أو خمس سنوات يتلقى فيها تدريبا لقتره تتراوح مابين شهرين الى ثلاث اشهر في احدى المستشفيات النفسيه والعصبيه . لا يوجد من بينها كورس تفصيلي عن الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه من حيث التشخيص أو التأهيل . ولا يوجد في المستشفيات على الاطلاق تدريب يختص بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه . هم نفس الطلاب الذين يتخرجون ليلتحقوا بالعمل في المدارس والمراكز المعنيه برعاية تلك الفئه ، وبالطبع تلعب الصدفه أو علاقات القربى أو عدم وجود فرص عمل أخرى الدور الأكبر في اندراجهم داخل تلك المؤسسات للعمل فيها كأختصاصيين نفسيين ومرشدين او كمعلمين ومدربين . وال اختلاف بين هذا وحقول العمل الأخرى التي تلعب فيها الصدفه والوساطه والاضطار نفس الدور ، اختلاف حساس وجوهري ، هو أن تلك تستوجب احتكاك مباشر بالانسان سواءا كان الطفل ذوي الحاله الخاصه أوأبويه أو أخوته أو اصدقائه ، ويقع على كاهل هذا الاختصاصي العبور بالأسره الى الحد الذي تتفادى عنده المشكلات النفسيه الناجمه عن الصدمه والتي ثؤثر على استمرار العلاقه الزوجيه نفسها ، والتي ايضا قد ثؤثر سلبا على الأخوه والأخوات في انتاجهم الاكاديمي وسير تعليمهم بسلاسه .
    على الرغم من وجود قسم كامل في وزارة التعليم العالي تحت اسم قسم التربيه الخاصه ، الا أنه لا يوجد منهج دراسي لذوي الاحتياجات الخاصه ، وطيلة الخمس سنوات لعملي لم اسمع عن نية هذا القسم في انشاء منهج خاص ... عند امتحان الشهاده السودانيه يجلس عدد كبير منهم للأداء ، ويدرسون منهج خاص في التربيه الاسلاميه واللغه العربيه وهو ونهج لم يعد خصيصا لهم وانما اعد لغير الناطقين باللغه العربيه ، ولأن المعلمين في هذا الحقل يوجد الكثير منهم يبتدعون بصدق أساليب التوافق لهذه الفئه ، عملو على أن يدرسونهم هذا المنهج ، على الرغم من التعقيدات التي تظهر أيضا لاختلاف دواعي تصميم المنهج . مطبقين المثل السوداني القائل " القحه ولا صمة الخشم" .
    الدول المختلفه وصلت من الاهتمام بهذه الفئه حد الفعاليات العالميه من رياضه ومناشط فكريه ومواهب ... ونصوص قانونيه مفعله تضمن حقهم المعنوي والمادي داخل المجتمع ... المخذي والمخجل أنه في الانتخابات السابقه تم استغلال الماده الخاصه بذوي الاحتياجات الخاصه المنصوص عليها في قانون الانتخابات ، لصالح التزوير والتلاعب وتزييف ارادة الشعب ، مثلما حدث في قرية حمور .




    المستشفيات على الاطلاق تدريب يختص بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه . هم نفس الطلاب الذين يتخرجون ليلتحقوا بالعمل في المدارس والمراكز المعنيه برعاية تلك الفئه ، وبالطبع تلعب الصدفه أو علاقات القربى أو عدم وجود فرص عمل أخرى الدور الأكبر في اندراجهم داخل تلك المؤسسات للعمل فيها كأختصاصيين نفسيين ومرشدين او كمعلمين ومدربين . وال اختلاف بين هذا وحقول العمل الأخرى التي تلعب فيها الصدفه والوساطه والاضطار نفس الدور ، اختلاف حساس وجوهري ، هو أن تلك تستوجب احتكاك مباشر بالانسان سواءا كان الطفل ذوي الحاله الخاصه أوأبويه أو أخوته أو اصدقائه ، ويقع على كاهل هذا الاختصاصي العبور بالأسره الى الحد الذي تتفادى عنده المشكلات النفسيه الناجمه عن الصدمه والتي ثؤثر على استمرار العلاقه الزوجيه نفسها ، والتي ايضا قد ثؤثر سلبا على الأخوه والأخوات في انتاجهم الاكاديمي وسير تعليمهم بسلاسه .
    على الرغم من وجود قسم كامل في وزارة التعليم العالي تحت اسم قسم التربيه الخاصه ، الا أنه لا يوجد منهج دراسي لذوي الاحتياجات الخاصه ، وطيلة الخمس سنوات لعملي لم اسمع عن نية هذا القسم في انشاء منهج خاص ... عند امتحان الشهاده السودانيه يجلس عدد كبير منهم للأداء ، ويدرسون منهج خاص في التربيه الاسلاميه واللغه العربيه وهو ونهج لم يعد خصيصا لهم وانما اعد لغير الناطقين باللغه العربيه ، ولأن المعلمين في هذا الحقل يوجد الكثير منهم يبتدعون بصدق أساليب التوافق لهذه الفئه ، عملو على أن يدرسونهم هذا المنهج ، على الرغم من التعقيدات التي تظهر أيضا لاختلاف دواعي تصميم المنهج . مطبقين المثل السوداني القائل " القحه ولا صمة الخشم" .
    الدول المختلفه وصلت من الاهتمام بهذه الفئه حد الفعاليات العالميه من رياضه ومناشط فكريه ومواهب ... ونصوص قانونيه مفعله تضمن حقهم المعنوي والمادي داخل المجتمع ... المخذي والمخجل أنه في الانتخابات السابقه تم استغلال الماده الخاصه بذوي الاحتياجات الخاصه المنصوص عليها في قانون الانتخابات ، لصالح التزوير والتلاعب وتزييف ارادة الشعب ، مثلما حدث في قرية حمور .
    وفي الشعر ملجأ
    يابعض مداد وحنين وحلم .... للناس الساءت أخبارا
    كذاب الفجر البتضارا .... في عيون العتمه الغدارا
    يابعض مداد وحنين وحلم .... أديني القدره عشان أحلم
    وريني ملامحك وأتقدم .... فتش جواك .... فتش جواك
    عن مرسى يحن ..... لي خطوه تحن
    واطلع ربوات الحلم وشوف .... غيمات بتطوف
    البهجه مطر ...شباك مفتوح .. وهبوب الله .. بردا وسلاما علي خلق الله
    يابعض مداد .. وحنين .. وحلم ..للناس الساءت أخبارا
    "الشاعر مدني يوسف النخلي"..
    اختصاصيه نفسيه / وناشطة في مجال حقوق الإنسان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de