الصحفي كمال محمد عثمان وأسرته (شهداء باذن الله) ... رحيل بلا وداع

Quote: من جهة أخري عبود عبد الرحيم الرحيل بلا وداع بعض المواقف التي نعيشها والعبارات التي نقولها او نكتبها تمضي دون أن نلقي لها بالاً لكنها تكتسب قيمتها اذا ارتبطت بموعد الرحيل عن الدنيا الفانية ، وتصبح ذات دلالات عميقة ولها ما بعدها ساعة الأجل ، هذا ما كان من أمري مع الزميل الشهيد كمال محمد عثمان رئيس القسم الاقتصادي في الصحيفة فقد تحدثنا يا كمال في كل شيء وحول كل شيء في تلك الدقائق من بعد ظهر الخميس المنصرم في مكتبي المجاور لمكتبك ، والورقة التي كتبت عليها ما أصبح (الآن) وصية راحل لا زالت معي بخطوطها وأرقامها وحاصل جمعها ، وكان الوعد بيننا أن نلتقي صباح الأحد ، ولكن هي مشيئة الله عز وجل أن يكون كل ما جرى معك بصيغة الماضي ، كل شيء يا كمال أصبح (كان) ، حيث أنك رحلت بدون حتى كلمة وداع ، نسأل الله أن يتقبلك يا كمال وصحبك من أفراد الأسرة مع الشهداء والصالحين ، ونسأله تعالى أن يعجل بشفاء المصابين في الحادث أم كمال وزوجته وأكبر أبنائه . رغم الفوائد المتعددة للهاتف السيار لكن في بعض الأحيان تتمنى أن يختفي من الوجود ، ورنين الهاتف هذه المرة يبلغك أن حادثاً مرورياً تسبب في استشهاد كمال وعدد من افراد أسرته ، يا لهذا الهاتف (اللعين) كيف يجروء على حمل مثل هذا النبأ ؟ ولماذا تفشل كل محاولات تكذيب هذه الآلة الصماء التي لا احساس لها ، وأعاود الاتصال بالزميل البراء متمنياً أن يتوقف عن المزاح فيعود لي صوت (البراء) باكياً ، ونمضي في طريقنا الي (المشرحة) متمسكاً بالأمل الكذوب وأهيئ نفسي للقاء (كمال) وتعزيته في شهداء أسرته ، غير أن الحقيقة والواقع الذي أجده هو أن كمال قد رحل رفيقاً لطفله الرضيع وشقيقته وزوجة عمه ولا حول ولا قوة الا بالله . أن يكون آخر عمل (كمال) في الدنيا هو صلة الرحم فتلك من مؤشرات الصلاح ورضاء الرب ، وأن يشهد جنازتك خلق كثير يدعون لك بالثبات ساعة السؤال فذلك دليل محبة الناس في الدنيا ورجاء الناس أن تكون ممن أحبهم الله ، وقيل أن الموت في يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة ويقي صاحبه عذاب القبر ، كل ذلك كان حاضراً في رحيل كمال وصحبه من أفراد أسرته نسأل الله أن يكتبهم من الشهداء . من يعزي من ؟ كل من يأتي اليك معزياً في كمال تجده الأولى بالعزاء ، كل أهل الصحافة والاعلام والزملاء بالاذاعة والتلفزيون ، كل أهل كمال وأصدقاء الأسرة الكبيرة جاءوا من كل مكان للوداع الأخير، نسأل الله أن يتقبله وشقيقته وزوجة عمه وطفله الرضيع عثمان وأن يجعل قبورهم من رياض الجنة ويكتب عاجل الشفاء للجرحى والمصابين من أسرته ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

Quote: الصحفيون الاقتصاديون يتحدثون عن الفقيد عصام الصولي: لكمال بصمته الخاصة في الصحافة الاقتصادية راقية حسان: «شريان» عموده لخدمة المجتمع تحدثوا: لمها عبد الفضيل البعض زامله في صحف بعينها والبعض والبعض تعرف عليه من خلال كتاباته.. لكونهم يعملون في ذات الاتجاه للصحف فهي شهادات من زامل ومن قرأ والكل في ذات الحقل.. أصواتهم كانت مملوءة بالأسى.. تحدث الصحفي الاقتصادي عصام الصولي بعد ان ترحم على روح الفقيد عدد مآثره قائلاً: المرحوم رجل ما ساهل فهو صديق وزميل وأخ ترك بصمته في الصحافة الاقتصادية في فترة وجيزة وصار من الأسماء المعروفة التي رسخت في الأذهان على الرغم من ان المجال الإقتصادي من اصعب فنون العمل الصحفي إلا أن المرحوم برز فيه وترك تأثيره في مجموعة من الصحف التي عمل بها، تزاملنا معاً في صحيفة الوفاق حينما كان مبتدئاً في العمل الصحفي كان يمتاز بأدب جم وحب للعمل الصحفي. الجدير بالذكر ان الأستاذ كمال خريج زراعة يحمل درجة ماجستير رفض ان يكون استاذاً جامعياً مفضلاً العمل الصحفي الذي دخله بموهبة ميزته على كثير من الذين سبقوه في هذا المجال جعلنا نحس بالخطر منه وقبل كل هذا كمال حمامة سلام لا يحمل في جوانحه حقداً على أحد ولم يرتق مكانه على حساب أحد ولو تحدثت ليوم كامل لن اعطيه حقه ولا نملك الا ان نسأل الله له الرحمة وأن يلهم آله الصبر وحسن العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون. راقية حسان من صحيفة الوطن بعد ان بكته بكاء حاراً قالت في حقه: كمال دعامة من دعامات العمل الاقتصادي عمل معي بصحيفة الوطن كنت أقدم منه في هذا القسم بالصحيفة كان عنصرا أساسيا في القسم الذي اسسناه بمدرسة جديدة مدرسة الصحافة الإقتصادية الإجتماعية خرجنا بها من الصحافة الموجهة للمؤسسات الى العمل من أجل المواطن وقضاياه . عموده شريان لخدمة المجتمع بتناوله قضايا الفساد التي كان يتناولها بدقة وعمق فهو من مؤسسي هذه المدرسة ومن المبرزين فيها. رشأ التوم بصحيفة الإنتباهة قالت: الفقيد زميل مهنة معرفتي به امتدت لعدة اعوام فهو انسان بمعنى هذه الكلمة ولو كان هنالك إنسان كامل لكان هو، كان طول فترة عمله لم نسمع ان له اشكالاً مع أحد دائماً الدنيا ما بتشيل الا الطيبين، عندما سمعت الخبر أصابتني الدهشة قبل يوم من رحيله كان معنا بصحيفة الإنتباهة تحدث مع الجميع بروح مرحة ودعابة وفي مجال عمله فهو صحفي مجتهد ومثابر فكان يخرج صفحة مميزة وملفا أكثر تميزاً: كمال فقد للصحفيين الإقتصاديين نسأل الله ان يتقبله بواسع رحمته ويلهم آله السلوان وحسن العزاء وانا لله وإنا إليه راجعون.

Quote: إلى كمال الدين في عليائه صعب علينا أن نرى بدراً هوى ونرى التراب على سناه مهيلا صعب علينا أن يباعد بيننا هذا التراب فلا نراهو طويلا يا مؤمنا كانت حياتك قدوة ستظل روحك في الطريق دليلا ما أقسى رحيلك المفاجئ دونما وداع..وما أصعب تطويع الحروف لتكتب عن كمال الدين محمد عثمان الذي غافلنا ومضى.. تتقاصر الكلمات وتتضاءل المعاني حينما نرثي الأستاذ كمال الذي عرفته ـ وأنا حديث العهد بعالم الصحافة الاقتصادية ـ صحافياً لا يجامل ولا يداهن ولا يخشى في الحق لومة لائم.. أذكر جيداً يوم أن هاتفني في إحدى نهارات ابريل قبل عام ونيف ناقلاً لي رغبته في أن انتقل للعمل معه في صحيفة (الحرة) قال لي إنها أول تجربة شبابية في عالم الصحافة بدأ متفائلاً وواثقاً من قدراته وقدرات طاقم الصحيفة الوليدة على تحقيق النجاح وإرساء دعائم تجربة يعتز بها الشباب قال لي (تعال وما بتندم) فوافقته على خوض التجربة وانتقلت من صحيفة أخبار اليوم الراسخة وها هي (الحرة) التي أخلص لها الراحل تبحر باقتدار في عالم الصحافة. توثقت علاقتي به وهو يرأس القسم الاقتصادي الذي أحبه وحببنا فيه. عرفته هادئ الطبع كريم المعشر خفيض الصوت لا يغضب ولا يثور..يكفي أننا وطيلة عملنا تحت إشرافه بالإدارة الاقتصادية لم نسمع منه إلا الكلم الطيب. لم يغضب أحداً ولم يخطئ في حق أحد في يوم من الأيام. كان جريئاً في تناول قضايا المستضعفين نذر قلمه وشريانه لخدمة الناس ومحاربة الفساد والمفسدين..لا يعجبه (الحال المائل) يعالج القضايا الشائكة بمهنية وتجرد. كان شديد الاهتمام بالقسم الاقتصادي والعاملين فيه يسعى كما الطيف بين زملائه شفافاً ظاهره كباطنه، يمازح هذا وينصح ذاك. كان مال من قل ماله..وذخراً لمن أمسى وليس له ذخر. ترك فينا أثراً لا يمحى على مر السنين افتقدناك وسنظل ولكن هي الدنيا طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الاقدار والاكدار ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار عهدنا أن نمضي على ذات الطريق ونسير على النهج الذي اخترته، نصيراً للضعفاء كاشفاً عن مواضع الخلل حتى ينصلح أمر البلاد والعباد. نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وينزلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. إنا لله وإنا إليه راجعون كرم سعيد القسم الاقتصادي صحيفة الحرة

Quote: الإخوة في صحيفة الحرة نتقدم إليكم بأحر التعازي في الفقد الجلل أخينا وزميلنا وحبيبنا الخلوق كمال محمد عثمان الذي كان مهموماً بقضايا المواطن ومعاشه. نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً مع الصديقين والشهداء وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان لما قدمه من عمل جليل في خدمة الاقتصاد والوطن. الاعلام الاقتصادي وزارة المالية والاقتصاد الوطني عنهم الياقوت مضوي الفكي

Quote: عاش عزيزاً ورحل دون ان استئذان كتبت : رانيا ماركوني غريبة هي الحياة حين تجمع لتفرق وهي أكثر وأكثر غرابة حين تصطفى وتختار بالطبع نحن نؤمن بالقدر والأجل ونعلم ان«لكل اجل كتاب» ولكن هناك من يجعلك اقرب الى إنسان لا يعلم غير حزنه وألمه هكذا هو حال كل الزملاء في صحيفة الحرة وكل الصحف خاصة اولئك الذين جمعتهم ساعات بالزميل الراحل شهيد الصحافة الأستاذ كمال محمد عثمان ودعك من الذين جمعت بينهم سنين جعلت من تلك العلاقة بينهم تصل الى أخوة لا مثيل لها كيف لا وهو رجل تحدى الاحترام بأن كان أكثر احتراماً لذاته وزملائه ومهنته بل كان من احرص الناس على هموم الناس ومشاغل الشعب وحاجاته حين كان قلمه سيفاً يقطع به الظلم عن كل من لجأ إليه وهو يشتكي ولعل تلك الصفحات تقف شاهداً على ما أبداه من جسارة جعلته رقما لا يمكن تجاوزه واسماً لا تمحوه الدهور حيث لن يسكن عالم النسيان. مشاعر الأسى وكل الحزن الذي أراه في عيون كل من يعرفه تثبت ذلك قد أفجعني الخبر حين علمت من زميلة خارج الحرة وزاد من آلامي ان لا أحد من كل الزملاء هناك تذكر ان يخبرني خاصة وأنا أغيب أياماً عن الصحيفة فلم يكن حزني كباقي من حزنوا على رحيل زميلنا فكوني أعلم بعد يوم كامل ومن خارج الصحيفة امر زاد من جرحي وحزني عليه ورغم كل ذلك وعندما تقابلنا بالأمس في الصحيفة وجدت العذر لكل منهم بالطبع حين يعتصر ألم الفراق الأعزاء على فقد أعزاء لهم لا مجال للتفكير الا في ذلك ولا تذكر حينها الا فاجعة مفاجئة حينما قرأت في أعينهم عذرتهم ولعلي لم اتذكر عتابي لهم الا عبر هذه الصفحات غصت في ذلك البحر العميق مع زميلاتي. استغرقنا ساعة الا دقائق في الوصول الى مكان العزاء وكل هذا الوقت كنا نتحدث عنه ولم يكن فيه غير نبل أخلاقه وحلاوة روحه وسماحة تعامله وأحسب كل متحدث عنه لا يجد الا ارفع وأسمى من حديثنا. ورغم كل ذلك نعلم أنه لم يمت حين تكرم ربنا سبحانه ونجى ابنه من ذلك الحادث. ألا رحم الله هذا العزيز الذي رحل دون استئذان إنا لله وإنا إليه راجعون

Quote: رثاء في الفقد العظيم كمال محمد عثمان بقلم : نبيل البلي الخطب جلل عصت القوافي وأبت الحروف ترثى كمال حبيب الألوف الخطب جلل للناس ذهل لكن نتوسل لرب رؤوف كان حليم كان رحيم كان كريم عشاي ضيوف كان سواي كان هداي كان رضاي واساي صفوف كان عملاق للخير سباق للفتق رتاق غياث ملهوف كمال بحر ممتد بدون حد كريم وعطوف اسد مقدام ديمه قدام عرفته الأيام فاعل معروف حنو قبيله أخلاقه نبيله روحه جميلة اليف وولوف نسأل الرحمن ليك رضوان وخيرات الجنان دانية قطوف شآبيب الرحمة عليك مزدحمة تجيك ملتحمة سحاب مردوف يارب تقبله أكرم نزله الجنة منزله والحور تطوف والزمنا الصبر لكسرنا اجبر للمحنة نعبر وأنت رؤوف دعاء لكمال: ربي أرحم كمال بقدر ما قدم لهذا الوطن ربي اغفر له بقدر ذرات تراب هذا الوطن الذي عشقه حتى الثمالة ربي أجعل قبره روضة من رياض جناتك ربي اشفع له شفاعة ما بعدها شفاعة

Quote: أحد أركان الإعلام الإقتصادي لقد عرفناه منذ أن كان في صحيفة الوطن.. ويعد الراحل أحد أركان الإعلام الإقتصادي ومن الكوادر المهتمة بالإعلام الإقتصادي بالبلاد. كانت له إسهامات مُقدّرة في هذا المجال بكل المواقع التي عمل فيها ـ سواء كان في صحيفة الوطن أو الحرة.. وكان دائم الاتصال بنا للتفاكر حول الإعلام الإقتصادي ومستقبله ودوره في صناعة القرارات الإقتصادية.. ونسبة لتميز الراحل في هذا المجال طلبنا الإستعانة به للعمل في صحيفة الوسط الإقتصادي حينما كنت رئيساً للتحرير بها ولكن لظروف لم يتمكن من المواصلة. كان إختيارنا له نتيجة لمجهوداته في مجال العمل الإقتصادي وتناوله للقضايا المهمة بموضوعية ومهنية. منذ أن عرفناه ـ عرفناه شخصاً طيب المعشر.. لم نسمع يوماً أنه أخطأ في حق زملائه وكان يؤدي عمله بتفان ونكران ذات. نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. (إنا لله وإنا إليه راجعون). د. محمد الناير محمد النور أكاديمي وخبير إقتصادي المدير المالي والإداري لوزارة العلوم والتقانة

Quote: سأواصل ما علمتني إياه (إنا لله وإنا إليه راجعون) أستاذي الفاضل كمال محمد عثمان ـ رحمك الله ـ أعدك سأواصل ما علمتني إياه واذكر كل شئ تعلمته منك طيلة فترة التدريب فكانت رسالة بالنسبة لي وكنت نعم الاستاذ والأب الفاضل لنا. إن خبر رحيلك عنا مزّق قلوبنا وحين سمعت الخبر سمعته بأنك قد تعرضت لحادث وأنا في طريقي اليك أتفاجأ بالخبر الذي لم استطع تصديقه.. نعم حتى الآن ـ فكان شريط صوتك بتوجيهاتك ونصائحك في أذني: حاولي أطلعي بدري لشغلك لأن الصحفي يجب أن يكون نشيطا وسريعاً.. في كتابة التقارير حددي عاوزه شنو؟. الألف واللام عندك فيهم مشكلة.. كلمة با الوزارة البتكتبيها دي اكتبيها بالوزارة.. وكثير من كلماتك تصطحبني في كل مكان وكأنها شريط يمر على ذاكرتي منذ أن سمعت الخبر واقول اليوم نحن فقدناك فعلاً ابونا كمال واستاذي الذي اتباهى به امام زميلاتي في الجريدة وأقول لهن أن رئيس قسمي يتعامل معنا معاملة حسنة وطيبة وانه منظم في كل شئ حتى في مكتبه الذي اصبح الآن لا لون ولا شكل بدونه.. تجد كل شئ مرتباً.. رحلت عنا يا أستاذي العزيز وتركت لنا حزناً عميقاً وذكرى جميلة ونصائح تفيدنا. جعلك الله من المحسنين وادخلك اوسع جناته والزم اسرتك الصبر فأنت شهيد وذهبت إلى ربك خالياً من الذنوب. وصلتنا التعازي من وزارة الطرق والجسور ووزارة العمل تفتقدك يا استاذي. (إنا لله وإنا إليه راجعون). آيات عادل محررة بالقسم الاقتصادي بصحيفة الحرة

Quote: إلى صاحب الشريان لا ادري أأعزي نفسي أم أعزي أسرتك المكلومة أم زملاءك المصدومين أن الفقد جلل وأن المصيبة كبيرة لا تتحملها الجبال رحلت عن دنيانا الفانية دون وداع أو استئذان مبكياً على شبابك وأنت ما زلت في الثلاثين من العمر عهد العطاء ولكن لست غالياً على ربك. واا مصيبتاه ـ لن أقول الا ما يرضي الله رغم الفجيعة المرة والرحيل الأليم لاستاذي كمال محمد عثمان وعناد القلم ومداده وبهاء القلب دوماً الا أن ذكراك ستبقى ملاصقة لكل خطوات حياتنا ما دام ينبض في الجسد القلب. كنت استاذاً حمل الاستاذية منذ اخضرار عوده ولم تشأ في يوم من الأيام بمناداتك بهذا اللقب رغم اكتسابك له بمهاراتك وحنكتك الصحفية وتطرقك للمواضيع الاقتصادية باحترافية عاملتنا بأبوة بحتة قل أن توجد في بلد المليون ميل.. كنت رجلاً بمعنى الكلمة تحمل كل الصفات التي توجد على أرض البسيطة والتي عودتنا دائماً على فقد من نلوذ إليه بثقلنا وعذاباتنا.. كنت حنيناً رحيماً صادقاً كنت أخاً يستند عليه في الشدة وصديقاً لا يحمل صفة الخيانة .. بل كنت كل شئ . لا ادري إن صدمتي برحيلك يا كمال كما أناديك وفجيعتي بفقدك أظلمت باقي حياتي حتى انني لن أقوى على الثبات من بعدك. قلت لي وما زال وقع صوتك في أذني ثقتي في الحياة.. وأزرعي خيراً ستجدينه وسأكون دائماً إلى جوارك أساندك رغم وعدك لي الا أن يد المنون كانت أسرع واختارك الله عز وجل إلى جواره صالحاً غانماً واحتسبت من الشهداء ويا لعظمة الشهادة اذهب إلى ربك راضياً مرضيا.. ونحن على العهد والوعد ماضون، فقدتك في نفس الشهر الذي رحل فيه والدي رحمه الله في الثامن والعشرين من يوليو. ولم يكتف هذا الشهر من إيلامي حتى اختارك دون سابق إنذار ـ دون وداع ـ دون أن يترك لنا خيار لطلب السماح منك.. تركتنا في واقع ملئ بالمرارات.. كيف ستهون مصيبتي وأنا التي تعودت على رعايتك وتفقدك وارشادك والشد من أزري الآن أحس باليتم من جديد. كيف سنمضي من دونك في ذلك المكتب الذي خيّم عليه الحزن واكتست جدرانه السواد وهو الذي يتنفس بوجودك ويتحرك بصوتك ويضحك بقفشاتك تركتنا أنا وكرم وآيات ومحمد علي في وسط الطريق.. أصابنا اليُتم.. لنا الله وسندعو لك دائماً بالرحمة الواسعة والمغفرة وأن يسكنك الله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وان يلهمنا وأسرتك المكلومة الصبر الجميل ولا عزاء لفقدك الا الصبر. إن العين لتبكي دماً.. وإن القلب ليشكو ألماً.. وإنا لفراقك لمحزونون موجوعون يا أستاذي. رحمك الله... لن ننساك يا صاحب الشريان (إنا لله وإنا إليه راجعون). المكلومة/ فاطمة صباحي القسم الاقتصادي صحيفة الحرة

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم السادة القراء تطالعكم الحرة هذا اليوم بعمل (مكرور) للأستاذ كمال عثمان رئيس القسم الاقتصادي والصحفي الشاب والمعروف في عوالم الصحافة السودانية وذلك ببساطة لأن (كمال) رحل عنا أمس بلا استئذان، نعم مات كمال والموت حق وكل نفس ذائقة الموت ولو بعد حين ويبقى الموت أبداً من الآيات الكبرى في الحياة لمن يعتبر، أما الآيات الصغرى فليس أدل عليها سوى العمل الأخير لكمال نفسه والذي نُشر يوم الخميس (أول أمس) ونعيده اليوم لا للذكرى فقط ولكن للذكرى والاعتبار، فقد كان حواراً كاملاً وشاملاً حول الطرق في السودان مع المدير العام للدار الاستشارية لتجئ من بعده بأقل من 72 ساعة وفاة المغفور له بإذن الله الأستاذ كمال محمد عثمان في حادث حركة مشؤوم على طريق التحدي عطبرة ـ الخرطوم وعند مدخل بحري في ضاحية السقاي، وفي الحوار المذكور طوّف كمال مع المدير العام حول اشكالات الطرق في السودان ووقف معه على الاشكالات الفنية فيها والتي عادة ما تكون نتائجها الحتمية وفيات بالجملة وجراحات بلا عدد. وليس رحيل كمال اليوم على قدر وبخطأ فني على الطريق هو الدالة الوحيدة والأخبار تحمل إلينا يومياً رحيل العشرات على طرق الخرطوم ـ مدني والخرطوم ـ عطبرة وعطبرة ـ بورتسودان وعطبرة ـ أبو حمد وكوستي ـ الخرطوم، وهكذا يقبع الموت على حافة الطريق يترصد العابرين على أجل ويتخطفهم ساعة بعد أخرى.. وإذ تذرف الحرة اليوم دموعها على رئيس القسم الاقتصادي فيها فهي تعد بأن الملف الذي فتحه كمال حول الطرق في السودان ستسير عليه حتى ينصلح الحال ويطمئن المسافر من وإلى ما يريد لا يخشى إلا قدر الله ونهاية العمر المكتوب. وبقى أن نقول إن كمال محمد عثمان كان واحداً من الشباب الذين نظروا للحرة وانضم إلى طاقمها الشاب منذ بداية التأسيس الأولى حينما وضع لبنات القسم الاقتصادي والذي استطاع من خلاله تحريك ملف الصحافة الاقتصادي بالوقوف على العديد من القضايا التي تهم المواطن الكريم وتتصل بمعاشه وهموم حياته وكان ذلك ديدنه في العمل الصحفي منذ أن قدم للحرة من صحيفة الوطن والتي كان فيها أيضاً أحد أهم الأعمدة الصحفية. أما الحرة فلقد شكل فيها من اليوم الأول ركيزة مهمة وعملاً متصلاً من خلال ملف اقتصادي أسبوعي وصفحة يومية وعامود راتب وكانت الصحيفة تعتمد عليه في الأداء الصحفي الراقي وتدخره للأيام فتحاً للصحافة السودانية وعملاً من الأعمال الصالحات، ولكن أجل الله كان أسرع وقدره أنفذ إذ رحل يوم الجمعة المبارك في أيام شعبان هذي هو وأفراد من أسرته الكريمة بينهم زوجة شقيقه وشقيقته وابنه الصغير وهو في طريقه للحاق بصلاة الجمعة!! ـ نعم رحل كمال محمد عثمان وترك بيننا أطفالاً زغب الحواصل وزوجاً أرملة ووالدين مفطوري الفؤاد وأشقاء وشقيقات غرقوا في الدمع السخين. ومضى كمال محمد عثمان وترك زملاء وزميلات لا يزالون في حالة الصدمة الأولى من النازلة الكبرى، ولكن ما بيدنا أن نقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله والله نسأله أن يرحمه من رحمته التي وسعت كل شئ وأن يغسله بالماء والبرد وأن ينزل على قبره شآبيب الرحمة وأن يجعله روضة من رياض الجنة هو ومن معه مع الصديقين وحسن أولئك رفيقاً ونسأل الله أن يلزمنا الصبر ويقوينا على أداء الرسالة من بعده وإكمالها على ما كان يعمل ويأمل وأن يلهم بنيه وذويه حسن الصبر والسلوان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وإنا يا كمال لفراقك لمحزونون ولكنا لا نقول إلا ما يرضى رب العالمين وإنا لله وإنا إليه راجعون. أسرة التحرير .. عدد السبت 31 يوليو

Quote: تقاطعات حزينة كمال الدين آخر قطرة في قارورة الفرح يبكيه ـ ياسر محمد محمود الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل التعامل معها هي الموت والفجيعة والأسى وتظل الأخبار المنقولة عبر الهواتف النقالة تزرع الحزن في نفوسنا وبالأمس القريب إمتدت يد المنون إلى زميلنا الخلوق الراحل كمال الدين محمد عثمان رئيس جمهورية نفسه قبل أن يكون رئيس القسم الاقتصادي بصحيفة الحرة التي تسربلت بالحزن ثوباً عقب الرحيل المفاجئ للعملاق في زمن الصغار. الأستاذ كمال وبما أن الأشجار تموت واقفة وفي صمت كذلك جاء هذا الرحيل وكمال ليس بعزيز على الله ولا كبير على الموت لكنني لم أهيء نفسي لهذه اللحظة أبداً فقد تجاذب معي أطراف الحديث قبل رحيله بساعات والغريب في الأمر دار حوارنا حول موت الفجاءة وما يخلف من أسى في النفوس وينزل جراحات غائرة لا يمكن علاجها لكن كان يقول لي لا يوجد حزن مهما عظم لا تطببه الأيام وقال لي بالحرف الواحد كل الأشياء تولد صغيرة ثم تكبر إلا الحزن فإنه يولد كبيراً ثم يبدأ في التلاشي وقبل أن تزول كلماته من طبلة أذني فإذا بالناعي ينعي الرجل الخلوق كمال الدين الذي استشهد هو وابنه عثمان وشقيقته وزوجة عمه في حادث حركة فترك فينا من الحزن ما تنوء أنفسنا عن حمله أبداً وقد علمت من الزميل خالد الملك بعد أن حثونا التراب على قبره وليته يعلم أننا دفناه في قلوبنا قبل أن ندفنه الثرى ولا يقيننا أن الله قد خلقنا من الأرض أو التراب وإليها سوف يعيدنا لما صدقنا هذا الرحيل المفاجئ وقال لي الزميل خالد الملك إن الراحل كمال قد أعد العدة لأداء شعيرة العمرة هو ووالدته في شهر رمضان القادم لكن المنية عاجلته وكانت أسرع من أداء هذه الشعيرة وكان الراحل معلم في علم الصمت والتفكير والتأمل ويحسب كلامه حساباً فكنت أحاول أن أتعلم منه فضيلة الصمت لكنه يهزم فكرتي ويفتح مع حوار فكري عميق يخرجني عن الصمت وقد كان الراحل منظمة طوعية قائمة بذاتها فنجده يمد بيض أياديه في سود ليالي الآخرين ونشهد له أنه لم يغتب أحد أبداً وإن إختلف معك فإنه يعمل فضيلة أدب الخلاف ويكون حريصاً على نزع فتيل الخلاف في أسرع ما يكون ويمكن القول إن كمال الدين مثل الشهب في ليلة ظلماء فإنها تقتطع ابعد المسافات وفي زمن وجيز لكنها تترك بعضاً من الضوء فكذلك كمال قطع مسيرة عمره في أسرع ما يكون لكنه ترك سيرته العطرة وسيظل حياً في الدواخل حتى نلحق به اللهم أنه نزل بك وانت خير منزو لبه ونشفع فيه نبيك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم أنتق ادر على عذابه وهو فقير إلى رحمتك اللهم أرحمه برحمتك الواسعة وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً

Quote: لعناية السيد رئيس تحرير صحيفة الحرة الأستاذ أحمد عبد الوهاب نحيب ودموع على كمال بالرغم من يفاعة عمره الصحفي إلا أنه احتل موقعاً متميزاً في قائمة الصحفيين الجادين والمجيدين وأضفى الحيوية على الصفحة الاقتصادية بتناوله الجرئ وشجاعته الصحفية وحرية رأيه التي ينفرد بها بل ويعتد ويعتز بها لدرجة خوضه أشد المعارك ضراوة لإيصال رأيه في مختلف القضايا الاقتصادية الشائكة التي تملأ الساحة وتمتد لكل مناحي الحياة (كحراك) دائم لا يعرف حدوداً ولا أزمنة ولا أمكنة ولا أشخاص بعينهم. عرفنا كمال بقوة من خلال تناوله الجرئ ونقده لمسار العمل بكافة الأجهزة (قطاع عام أو خاص) فهما سيان عنده طالما أن الاهتمام بهما يعني الاهتمام (بالوطن) وكشف السلبيات والإخفاقات بل والممارسات الخاطئة والهدف معالجة العثرات ومحاسبة المسؤولين الذين يتسنمون (القمم الإدارية) الذين يمارسون القهر الإداري ويرتكبون الأخطاء ظناً أنهم (بعيدون) عن الحساب آنياً ولاحقاً و(آخروياً) شق علينا نحن في البنك الزراعي السوداني رحيله المفاجئ خاصة من الإدارة العليا ممثلة في عوض عثمان المدير العام الذي ظل كعادته في صداقة مع الفقيد بجانب الزملاء في إدارة الاعلام والعلاقات العامة وذلك لأنه كان يؤمل كثيراً في مستقبل البنك ودوره في (إطعام) العالم العربي وتأمين غذاء أهل السودان (الموحد) داعياً أجهزة الدولة لزيادة رأسمال البنك ورفع قدراته..فالبنك كان همه ومحور أحاديثه عند لقائه بنا إذ كان لا يمل الحديث عن الزراعة ومشكلاتها وضرورة خلق كيان قومي يعنى بالزراعة وذلك رغم اختلافنا معه في رؤيته الخاصة حول سياسات البنك والتي كانت تعبر عن أمله في مستقبل مشرق. كان كمال يحمل هم السودان سريعاً في (خطواته) وتحركاته لكنه هامساً في أحاديثه (متزناً) في (أفكاره) جامحاً في تطلعاته أما هو وكما يعرفه الجميع غاية في التهذيب والأدب الجم جاداً في أحاديثه..لقد افتقدناه..ومن هنا ندعو الوزير المختص ومجلس الصحافة والمطبوعات ونقابة الصحفيين لمواساة أسرته إعانة وعوناً.. رحم الله كمال..وأسكنه فسيح جناته..وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. محمد عثمان عباس ـ البنك الزراعي السوداني

Quote: عبود ... البركة فيكم .. كمال ومن معه لم يموتون ... بل احياء عند ربهم .. روحهم ترفرف في علييين مع الصديقين والشهداء ... اللهم ارحمهم رحمة واسعه .. والزم اهلهم الصبر ..

Quote: رحل كمال رحيلاً مراً يقول سبحانه وتعالى (ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) صدق الله العظيم وإنا على ذلك من الشاهدين رحل كمال محمد عثمان نعم والقلب ليحزن والعين لتدمع وإنا لفراقه لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله. رحل كمال دون أن يودع أحداً أو دون أن يلمح لأحد نية المغادرة هادئاً عاش..هادئاً رحل مخلفاً وراءه جراحاً لا تندمل علقماً في الحلق وفتقاً يستعصى على الرتق والإلتئام. رحل كمال بعد أن أرثى أدباً جديداً معرفاً الصحافة تعريفاً يليق بها كأداة تغيير فاعلة ومضيفة. رحل كمال بعد أن أسس مفاهيم تنطق بأن الصحافة الاقتصادية هي الضمير الحي النابض الذي يراقب ويشيد ويشجب. رحل كمال بعد أن فتح دروباً أضاءها بمثابرته على طرح رؤاه بصدق يحسد عليه جلب إليه في أحايين كثيرة المشكلات وجلب عليه كذلك الاحترام دائماً. رحل كمال بعد أن آخى الجميع في الصحافة الاقتصادية ففجعوا فيه بقدر مودته وحزنوا عليه بقدر نقاء سريرته. رحل كمال لأن النسمة لا تبقى إلا بقدر أن تحس لذلك رحلت النسمة رغم حاجتنا لها في هذا الجو المكفهر. رحل كمال وهو ممسك بقلمه إمساك من لا يجيد المسك من المنتصف فكان صادحاً بالحق يقول ما يعتقد موقناً بأنه خادماً لفكرة دونها حياته. رحل كمال وندعو له بالمغفرة والثواب وأن يبارك في ذريته وأن يرحم أفراد أسرته الذين انتقلوا معه (ابنه الصغير وشقيقته وزوجة ابن عمه) إنا لله وإنا إليه راجعون أخي كمال طبت حياً وميتاً. حاتم حسن أحمد الإدارة الاقتصادية بالتلفزيون