دفاعا عن العلمانيه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-31-2010, 00:40 AM

Mohamed Khalil

تاريخ التسجيل: 07-24-2010
مجموع المشاركات: 81

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دفاعا عن العلمانيه

    دفاعاً عن العلمانية
    محمد خليل عثمان – طبيب
    okma 2005 @ yahoo .com

    تعتبر العلمانية من اهم الافكار التى نالت اهتماماً واسعاً من مختلف الباحثين ومختلف المدارس النظريه لتعريف المفهوم والبحث في الجذور التاريخية والموضوعية التى نتج عنها المفهوم وذلك لما تكتسبه العلمانية من قيمة معنوية ولما قدمته من وعود عظيمة لمستقبل البشرية والحلم الانساني في الخلاص من ظلام العصور الوسطى واستشراف آفاق اجتماعية جديدة .
    ما هي العلمانية :
    العلمانية واقعة تاريخية تعكس تطور نمط معين من العقلنه الموضوعية والعلمية في الممارسة السياسية والاجتماعية وهى تقدم في حركة التاريخ وتطور نوعى في حركة الفكر الانساني يستهدف إعادة تأسيس العقل على اسس موضعية وعلمية وتطبيع الوعي العام بطابع العقلانية الموضوعيه والبعد عن التفسيرات الميتافيزيقيه التى سادت العقل لفترات تاريخية طويله . ومع التطور النسبي لمظاهر الحياة والمتطلبات الاجتماعيه فقدت هذه التفسيرات الميتافيزيقيه موضوعيتها وقدرتها على سيطرة وتوجيه العقل والسلوك الانساني مما دفع الانسان الى البحث عن ادوات تفكير ورؤى جديده تتناسب مع حجم الاحتياجات والآمال مما تتعارض مع مصالح سلطات المجتمع المسيطره انذاك والتي ظلت تضلل الوعي البشري للابقاء على مصالحها المتمثلة في التحالف الاقطاعى الكنسي وعلاقات الانتاج الجائره .
    ولهذا يستدعى الحديث عن العلمانية وفهم مضمونها ومقاصدها التميز بين متسوين، مستوى الواقع الذي تسعى العلمانية لمواجهته ومستوى التركيب النظري لهذا الواقع ، اي الكشف عن قوانين حركته .
    فاي نظريه اجتماعية هى مزيج من تحليل الواقع كظاهره خارجية مستقلة عن الوعى ومن الوعى بتحويل هذا الواقع في الاتجاه الملائم للقيم الاجتماعية . و الواقع الذي نريد ان نستكشفه هو واقع الخلط بين الدين والتفكير و الدين والسياسة بما هو من مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية القروسطيه , ويتجلى هذا في ادخال المعايير والقيم الدينية في الممارسة السياسية والتضحيه بالحريات المدنية لصالح سيطرة السلطة الروحية وما نجم عن ذلك من حروب مدمرة استنزفت الجهد البشري على مدى قرون طويله .
    وعلى هذا الواقع ترد العلمانية جزورها بنظريه فصل الدين عن الدولة كشرط للقضاء على الاستبداد والتمييز بين الناس حسب قربهم من المعارف الدينيه وشرط اولي لتحرير العقل من الخرافة واطلاق الروح الابداعية والعلمية من قبيل عقلنه وترشيد النشاط الانساني كنتيجة لفتحة على المعارف العلمية وتخليصة من النظريه اللاهوانية ، ويتخلص هذا في ميدانين اساسين :
    - ميدان الصراع السياسي حيث تتحول العلمانية الى نظرية في القضاء على النظام الثبيوقراطي .
    - ميدان النشاط العقلي حيث تهدف العلمانية الى تصفية الارث الماضي والقضاء على النظام اللاهوتىاستبداله بالنظام العلمي كمصدر لمعايير المعرفة الصحيحة ومصدر لتوليد ولاءات فكريه تتعلق ببناء الضمير والوعي والغاء العوامل التي تقوم بتدمير المجتمع والعقل بما تخلقه من انسداد وانحباس للنظام السياسي والعلمي والخروج من الازمة التى تعيق تطور الدولة والجهاز العلمي وتقضي على فرص التطور التاريخي
    ولقد ظل الخطاب الديني المعاصر وعلى مختلف مراحله التاريخية مهاجماً للعــلمانية و ومشـوها لهـا ويدعو الى العوده الى القيم الدينية المعادية للعلم والبحث العلمي والتي لا تتناسب مع لغة العصر ومنتوج التجربه البشريه الحديثة من قيم ومفاهيم تأسس لحرية الانسان واخاء الانسان وحقوق لانسان فبغض النظر عن الانتماء الاثني والديني ، تلك القيم التي رفضتها الانسانية وسعت لتغييرها من منظومة القيم المستمدة من الفكر الديني القديم ، والتى ظل الخطاب الديني يدافع عنها بحجة قدسيتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان مما لا يستدعى ضرورة النظر اليها برؤية نقديه ومراجعة ومعرفة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى انتجتها وبالتالي ضرورة تجديدها وبعثها وهو الخلل الفلسفي الذي افقد الخطاب الديني دور المشاركة في صناعة الفكر الحديث
    وظلت الحركات الدينية تنظر للتاريخ من زاوية الثبات ورفض النظر للظاهره كحركة تاريخية تطوريه ، مما افقد الخطاب فاعلية وقدرة في التأثير على الواقع واصبح خطاب عقيم غير قادر على انتاج مفاهيم حديث بسبب النقل الحرفي لنموذج نظري دون فحص وتدقيق ونقد.
    والنقد العلمي لاي نظريه يعتمد التجربه لكي تظهر مصداقيتها وفاعليتها في تنظيم الواقع وضبطه اي كان واقعاً سياسياً او اجتماعياً او فكرياً . ولهذا اذاء اثبتت النظريه بعد التجربهانها غير قادره على توجيه الواقع اذي تدعى التصدي له فانها تهجر تلقائياً بعد نقد نظري صارم يظهر ضعف فرضياتها الاصليه ، فالنظريات ليست عقائد مقدسة وانما هي ادوات لفك تعقيدات الواقع ، والادوات تفقد قيمتها اذا حلت محلها ادوات اخري اقدر على القيام بوظيفتها .
    على طريق العلمانية :
    * العلاقة بين الدين والدولة في الغرب :
    نشؤ المسيحية :
    ظهر السيد المسيح في ايام حكم الرومان وتحت سلطتهم عندما قال " اعطواما لقيصر لقيصر وما لله لله " وبحسب هذا المبدأ اقتصرت دوله المسيح وتلاميذه من بعده على المجال الروحي ولقد افترقت المسيحية منذ البداية حتى عام 391 م عن الدولة وحتى عندما اصبحت المسيحية دين الدولة بقي هنالك فصل بين السلطة الدينيه والسلطة الدنيويه واحتفظت مؤسسة الكنيسة باستقلالها وهذا يصح على الغرب – روما – لاعلى الشرق بيزنطا . فمنذ تقسيم الامبراطوريه الرومانية في عام 395 م افترق طريقا الكنيسة الشرقيه والغربية، فالمسيح الغربيون اخذوا بطريقة اوغسطين بين دولة ودولة الاراض قد يقتربا ولكن لا يتطابقا ورفضوا الخلط بين النظام السياسي والكنيسة . اما في الشرق تحكمت السلطة السياسية بالكنيسة وحجمتها الى مؤسسة تابعة للدولة بفعل غستنطين الاكبر وهذا الشكل زاد قوة منذ فصل روما الشرقية عن الكنيسة الغربية في 1045 م وانتقلت بعد سقوط بيزنطا الى موسكو باعتبارها روما الثالثة .
    نشأت العلاقات الاقطاعية في اروبا منذ القرن الرابع الميلادي وخاصة بعد سقوط الامبراطوريه الرومانية في ايدى الجرمان . وفي بداية القرن الرابع عشر كانت الاقطاعية تسود اوربا باسرها وعلى امتداد زمن الاقطاع قامت الدولة على اغتصاب الاراضي واستعباد الفلاحين والتسلط الاقطاعي . وفي هذا الصراع كانت الكنيسة الى جانب الاقطاع حيث اندمجت في نظامه فكان رجالها من طبقة الاكليروس.
    وكما كانت الكنيسه تتفرد بالسلطة التثقيفيه التربويه لعبت دور بوق الدعايه للنظام الاقطاعي المهيمن حيث كرست لمفهوم الجبريه اللآلهيه واعطاء الشريعة الدينيه للنظام الاقطاعي .
    وكانت الكنيسة على الدوام تساعد في حل ازمات النظام الاقطاعي وقد تجلى ذلك في دعوتها ومشاركتها في الحملات الصليبيه الى البلاد العربية في 1096 في عهد اورباس الثاني ولم تتوفق الا في 1270 م . وكانت هذه الحملات ذات غايات استعماريه والتى كان لها تاثير ايجابي على التطور الحضاري في اوربا من احياء المدن وازدهارها وسرعان ما حدث صراع بين الاقطاعيين والفلاحين واهل المدن في ضرورة تطوير علاقات الانتاج وتحسين الاحوال الاجتماعية . وفي هذه المرحلة من تطور المجتمع الاقطاعي بلغ التسلط الكنسي ذروته ممثلاً بمحاكم التفتيش المدعومه بقوى القهر الاقطاعية والكنيسة واوجد ديوان التفتيش مجمع فيرونا 1153 م في عهد الباب لدفوس الثالث وسمح باستخدام التعريب في التحقيقات على الحركات المعاديه للاقطاع والداعية للتفكير العلمي التقدمي وحرية العقيده والضمير .
    وظهرت حركات الاصلاح الديني فقامت في عام 1525 م ثوره فلاحيه دينية معاديه للاقطاع بقيادة توماس موننسر داعية للمسيحة الاولى "الشيوعية" . وكما قامت في القرن السادس عشر حركات دينيه اصلاحية تعبر عن طموحات البرجوازيه الديمقراطيه كاللوثريه " مارتن لوثر" "والانجلاكانية" وقد حدثت حركات اصلاحية في اكثر البلدان تقدما فانفصلت هذه البلدان عن الكنيسه الكاثوليكية ورفضت الاعتراف بالسلطة البابويه في روما واتبعت المذهب البروتستانتي .
    والثوره البروتستانتيه لم تكن في تاريخ الوعي الغربي الا خطوه على طريق الثوره العقلية التى نمت داخل الدين وخارجة ضد الكنسيه الكاثوليكيه. ان وجود مثل هذا التوجه العقلاني هو شرط لازم لاستيعاب الحضاره ونمؤها ومن ثم الانتقاص من قيمة العقل هو مصدر العجز عن تنمية موقف ايجابي اتجاه الواقع والحضاره .
    وبعد ان انجزت العلمانية مهمته الاوليه كنظريه سياسية تعمل على تحرير السلطة العمومية ، اخذت تتماهى اكثر مع الثوره العقلية وتشير الى نمط عقلي جديد من استيعاب العالم المادي والتأكيد على الوسائل العقلية والتجربة الانسانية ورفض التنكر لها باسم القيم الدينية وضرورة تزويد العقل بادوات معرفيه ورؤي فلسفية .
    ومع دخول عصر النهضة اصبحت اوربا امام وضع جديد بعد انهيار سلطة الكنيسة وتراجع دورها الثقافي ورفض ثقافتها التى انتجتها على مدى القرون السابقة والتى شكلت رؤية الانسان وثقافتة وتفسيره للعالم واخذت تحل محلها الثقافة الناتجة عن التحليل العلمي للظواهر الطبيعية وحلت الراسماليه تدريجياً محل النظام الاقطاعي القديم .
    والعوامل التى ساعدت في التحولات الفكريه تتمثل في :
    1) الصراع بين الطريقة الدينية ذات الطابع الميتافيزيقي والطريقة العلمية الالية ذات الطابع الواقعي ، حتى جاء القرن التاسع عشر الذى تقدم خلاله العلم كثيراً وظهرت نظريات علميه كان لها عميق الاثر على الديانة المسيحية فحسمت الجدل الفكري لمصلحة الطريقة العلمية في التفكير . وترتب على هذه النتيجة اعادة تأسيس العقل على اسس فكريه جديده . فمع بروز العلم وتطوره عبر المناهج العلمية والتجربية والرياضية تمكن العلماء من تحقيق الكثير من الاكتشافات التى ساهمت في تطوير وخلق السبل التى تسهل امور الانسان . وقد توجت هذه العلمية بالوصول الى عصر التنوير والذي سادت بـه نزعات ثلاثة مهمة وهي العقلية والعلمية والانسانويه التى تعكس الابعاد التى ساهم العلم فيها باعادة بناء العقل والفكر الانساني من جديد على اسس قادته لاحداث تطور في مسيره الحضاره الانسانية .
    2) الصراع لتغيير علاقات الانتاج لعب الدور الاساس في التحول الذي حدث في التاريخ الاوربي .
    مع سقوط القستنطينية بيد العثمانيين عام 1453 م واكتشاف امريكا عام 1492 م بدأ العصر الحديث وبدأت مرحلة ثالثه في تاريخ الاقطاعية نمت فيها العلاقات الراسمالية في حضن النظام الاقطاعي ونالت بالاصلاح الديني قوة دفع جديده .
    واتسمت هذه المرحلة بنشؤ النظام الاستعماري وظهور نمط الانتاج الراسمالي وولادة طبقة الاجراء والطبقية البرجوازية ومع هذا التحول من الاقطاعية الى البرجوازية اصبحت الكنيسة لا تتناسب مع طموحات البرجوازيه الناشـئه ، حيث تتطلب المرحلة الجديدة الحريه – حريه التعبير والابداع للعلماء والحرية الوطنية لفتح السوق وحرية الاستثمار للبرجوازيين ولهذا كان المطلوب ان تنتهي الكنيسة كمؤسسة فوقيه اجتماعية تلعب دور السلطة التشريعية والايديولوجيه وتم فصل الدين عن الدولة والتى كان من انجازات الثوره البرجوازيه الاوربيه ، حيث اصبح الانتماء القومي هو مقياس المواطنة بدلاً من الانتماء الديني الطائفي .
    وبعد انتصار البرجوازيه على الاقطاع فشلت البرجوازيه في تحقيق شعارات الثوره من الاخاء والمساواة والحرية وحولت مفهوم الحريه للحريه في ملكية وسائل الانتاج مما عمق نطاق الصراع الطبقي بشكل جديد واصبحت البرجوازية تصارع نقيضها الجديده من البرولتيارية وتبرر لسيطرتها بالدين لتجابه به الافكار البروليتاريه وخاصة بعد ان اخذت هذه الافكار صيغها العلمية الماركسيه .
    واعتمدت البرجوازية سلاح الدين في معركتها الجديدة واصبحت تشجع مـن انتشار الافكار الدينية وسيطرتها على عقول الناس لاعاقة نموء الوعي عند البروليتاريه بتحويل الاهتمام عن السياسة والاقتصاد والحقوق الى والمسائل الروحية وثم تحريف الدين لكي لا يتناقض مع اسس النظام الطبقي البرجوازي والاقتصادي والسياسي ونجحت البرجوازيه مثل الاقطاع في تطويع الدين ومؤسساته في الدفاع عن مكتسباتها وتحويل الدين من ايدولوجيات ثوريه يحملها المظلومون للتخلص من الاوضاع الطبقية وتغييرها الى مواد استغلالية لتوطين العمال والفلاحين في براثن التخلف الاجتماعي ، ويتضح هذا في تجربتي مارتن لوثر و توماس مونتثر رجلا دين جمعهما الاصلاح الديني ضد الكنيسة الكاثوليكية في روما ولكن فرقهما العامل الاجتماعي الطبيقى وكان لوثر ممثل الاصلاح اليميني البرجوازي ومونثر ممثل الاصلاح الديني الشعبي ، فكان لوثر يدعو الفلاحين على طاعة الاسياد مستنداً الى " الاصلاح الثالث عشر " من رسالة بولس الرسول لاهل روما وعلى نفس الرساله يؤكد مونثر على حق الشعب في المقاومة رافضاً لمفهوم سلوان الوعي ( انجلز : برونوباور والمسيحية الاولي )


    * مجتمع ما قبل الاسلام :
    الثوره الاسلامية الاجتماعية الاقتصادية
    منذ اوائل القرن السادس عشر بعد الميلاد بدأت قريش كفاحها بتوسيع نفوذها وسيادتها على المستوى التجاري والديني متابعة بذلك مسعي رئيسها قصي بن كلاب .وبعد هزيمة ابرها الحبشي في حملته على مكه 570 م وبعد حرب الفجار 585 م - 590 استطاعت بمساعدة حلافائها من بنى كنانه ان تمنع محاولة دولة الحيره من تحويل طرق التجاره من مكة الى الطائف وانتزعت من قبائل هوزان سيطرتها على سوق عكاظ واصبحت مركزاً تجارياً وملتقي لطرق القوافي .
    كان مجتمع مكه ينقسم الى طبقتين ، طبقة ارستقراطية تتكون من التجار وسدنة الكعبة وطبقة الارازل مؤلفة من الفقراء والصعاليك والعبيد وهؤلاء كانوا يميلون لتحسين وضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ولهذا اعتبروا الرسول منقذاً اجتماعياً واقتصادياً لهم في دعوته الهادفة الى تحرير العبيد وتغيير ما كنت عله مكه القديمة مناارستقراطية ربويه وراعية لتجارة العبيد وهذه كانت اول دعوة في المنطقة تستهدف حرية الانسان والمساواة الاجتماعية .
    وفي يثرب الزراعية كادت ان تنشأ دولة كان مقرراً ان يكون عبد الله بن ابي رئيسها ولكن انهيار النظام الاجتماعي بسبب الصراعات مع قبائل اليهود ادى الى سقوطها ولهذا كانت دعوة الرسول في مكه انقاذاً لهم وقبلوا الدعوة الاسلامية وهاجر الرسول واتباعه الى يثرب بعد بطش قريش بهم ، وتأسست الدولة الاسلاميه هنالك وحققت الكثير من الانتصارات والفتوحات واقامة دوله كبرى .
    وفي العام 6 هـ عقد الرسول صلح الحديبية مع قريش لايقاف الحرب والسماح لهم بدخول مكه ، وكان من شروط هذا الاتفاق ايقاف النشاط الاسلامي الاجتماعي والسياسي والفكري المعادي للملأ المكي . والذي حدث بعدئذ ان كبار التجار والمرابين دخلوا الاسلام وفي مقدمتهم ابو سفيان ليستطيعوا عن قرب ضمان مواقعهم الاجتماعية والاقتصاديه ومنحها القدره على التطور .
    وكانت هذه مرحلة جديد للحركة الاسلامية الناشئة امام تجار مكه للدخول في الاسلام محاولين تحويله من حركة فقراء ورقيق الى حركة اثرياء وضرورة مصادرة الثوره الاسلامة من الداخل .
    وبعد وفاة النبي (ص) ظهرت على السطح النعرات القديمة وتمثلت في الخلاف حول الخلافه والقيادة وخلف الرسول ابي بكر الصديق واوصى بالخلافة من بعده عمر بن الخطاب ورشح عمر من بعده سته بالخلافة ، خمسة منهم من رؤوس تجمع الوسط القرشي وهم عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وسعد بن ابي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله مع ممثل واحد من اجناح الآخر وهو الامام على بن ابي طالب قائد الجناح الثوري في الاسلام .
    وفي خلافة عثمان بن عفان اعيد انتاج التركيب القبلي والارست قراطي القديم وتولى افراد عشيرته زمام الامور فى المدينة بقيادة مروان بن الحكم ، وبهذا التحول وما تبعه من ممارسات طبقية وعشائريه تجمع الفقراء والجنود في الامصار وتفجرت اول ثوره اجتماعية مطلبية في الاسلام مطالبه بالعوده الى القيم الاسلاميه الاولي وسميت هذه الحركة بالفتنة الكبرى ، وهذا تزوير لمضمونها التاريخي والاجتماعي . وبعد مقتل عثمان سلمت الخلافة لعلي بن ابي طالب وسرعان ما لقى حرب من تجمع الوسط بقيادة السيدة عائشة بنت ابي بكر و الزبير بن العوام وطلحة بن عبد الله واغتيل على بن ابى طالب وتسلم السلطة معاوية بن ابي سفيان وكانت نقطة تحول لنظام الحكم العادل الى ملكية استبداديه وراثيه مدعمة بالنصوص والتأويل البرجماتي للقرآن . ومن هنا ظهر الاسلام السياسي بشكل واضح مبتعداً عن اصول وشعارات الاسلام الاولى و مـؤسـساً للدولة الطبقية المـتـستره بالدين في تشابه تام لدولة الكنيسة والقطاع في التاريخ الاوربي .
    واستمد الاسلام السياسي المعاصر منطلقاته النظريه من الفقه القديم والتاريخ القديم دون قـراءة عميقه حقيقية لهذا التاريخ ودون نقد لممارسات تاريخيه حدثت في حقب اسلاميه مختلفه بعد وفاة الرسول ، مما اضفى صفة القدسيه على شخصيات ابتعدت عن الاسلام وشعاراته العدليه وتحول الخطاب الديني المعاصر من التأطير للعداله الاجتماعية واحترام حقوق الانسان والدفاع عن حرية العقيده الى خطاب عكسي مدافعاً عن شركات توظيف الاموال الطفيليه والى تصفية الاخر ومعاداة الاديان الاخرى ، كنتاج طبيعي لوهم المفكرين الاسلاميين في امتلاك الحقيقة المطلقة وامتلاك الوصايه الالهية لاقامة السلطة الدينية الزائفه على الارض .
    ومن هنا انفجر الصوت الحر من داخل الثقافة الاسلامية منادياً بضرورة التجديد والانفتاح نحو مستجدات الواقع المعاصر وضرورة مواجهة جزرية التشريع الاسلامي وبعث ما هو قيم لمواصلة دوره في انتاج الحضاره اليومية وابطال ما هو فاعل وغير مناسب لثقافة العصر ، فللتاريخ شروطه التى انتجت النصوص في سياقها الزمني والتاريخي وللتاريخ ايضاً معطياته التى تنفي النصوص ما تجاوزته حركة التاريخ . فلم ينشأ الفكر العلماني في الوعي العربي الحديث بدوافع واسباب خارجيه او نابعة من الضغط الاستعماري والتعريب الثقافي ولكنها نشأت على يد مفكرين اسلاميين عندما ادركوا انحلال الروابط الاجتماعية العامة في مجتماعتهم وعجز المفاهيم التقليديه المشتقه من الروابط الكلاسيكيه في الدين لاعادة ترسيخ علاقات التضامن والاخوه الوطنية والتى لا بد منها في تسيير اى مجتمع مدني .
    والبحث عن الجذور في الاسلام هى محاولة للتأويل العلماني للاسلام على انه الوسيلة الوحيده لتجديد الاسس الاخلاقية والروحية للمجـتمع المدني للاسلام . وهي محاولة للقراءة الموضوعية للنصوص الاسلامية في اطار العلاقة الجدليه بين الاسلام والواقع المخاطب في التاريخ . وهى محاولة للاستخلاص والبحث عن مفاهيم العدالة الاجتماعية والاشتراكية في الثقافة الاسلامية والتى عبر عنها الامام على بن ابي طالب عندما قال " ما تمتع غني مسلم لا بماافقر به المسلم " وهذا ما توصلت له الماركسيه في بحثها عن تراكم راس المال ومفهوم فائض القيمة .
    اود ان اختم حديثي بما قاله فلاديمير هلينسكي " ان التاريخ لا يعلم الناس فقط ولكن يعاقبهم ان لم يستخلصوا منه الدروس " .
                  

07-31-2010, 01:50 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دفاعا عن العلمانيه (Re: Mohamed Khalil)

    Quote: ان التاريخ لا يعلم الناس فقط ولكن يعاقبهم ان لم يستخلصوا منه الدروس


    اجمل عبارة قراتها مؤخرا
    شكرا يا محمد
                  

07-31-2010, 02:22 AM

Mohamed Khalil

تاريخ التسجيل: 07-24-2010
مجموع المشاركات: 81

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دفاعا عن العلمانيه (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    شكرا العزيزة سلمى.سوف نتعلم من التاريخ من اجل و طن يحترم حقوق الانسان و القيمة العلمية في تاسيس العقل و التفكير فى ادارة الحراك الاجتماعى و الثقافي
                  

08-12-2010, 04:26 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دفاعا عن العلمانيه (Re: Mohamed Khalil)

    شكرا محمد خليل

    موضوع جيد ارفعه للقراءة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de