|
|
 د.محمد يوسف احمد المصطفي القيادي في الحركة الشعبيه: الانفصال هزيمة فكريه وسياسيه لبرنامجنا
|
حوارات
د.محمد يوسف المصطفىالقيادي بقطاع الشمال يخرج الهواء الساخن:
من ينادي بالانفصال مرتد وخائن لفكرة الحركة الشعبية
حوار: مالك طه -تصوير: ابراهيم حامد
بعد ان غادر وزارة العمل عاد الدكتور محمد يوسف المصطفى القيادي في قطاع الشمال بالحركة الشعبية الى مكتبه بجامعة الخرطوم التي يعمل بها محاضرا.
د.محمد يوسف يتقوى بالامل لقيام السودان الجديد لأنه كما يقول عن نفسه(لا يجد الاحباط اليه سبيلاً ابداً)، اما عن السودان الجديد فيقول:(لا يوجد حل غيره سوى المشاكل)..عن السودان الجديد الموحد وعن قطاع الشمال كان الحوار:
....
* بعد الانتخابات ومع قرب الاستفتاء اصبح قطاع الشمال في الحركة محور تساؤل، هل كان جسماً حقيقياً ام انه مجرد واجهة؟.
- قطاع الشمال من ناحية نظرية على الاقل كان جسما حقيقيا داخل الحركة، لأنه احتياج موضوعي، الحركة تتكلم عن اهداف قومية، بهذا المعنى كانت الحركة منذ التسعينيات على وجه الخصوص مهتمة جدا، ونشيطة جدا في اجتذاب عناصر من خارج جنوب السودان.
* الملاحظ ان النظرية سبقت وجود القطاع بفترة كبيرة؟.
- من ناحية عملية تمت فكرة اجتذاب هذه العناصر بنجاح في جبال النوبة والنيل الازرق وحتى في دارفور.
*ولكن تكوين قطاع الشمال تأخر كثيراً ؟.
- نعم قطاع الشمال لم يتأسس الا في العام 2005، ولكني قصدت أن أشير إلى اهتمام الحركة بأن يكون لديها وجود في كل أنحاء السودان.. الا انه وفي منتصف التسعينيات كانت هناك صيغة عملية لتأسيس وجود للحركة في شمال السودان عبر لواء السودان الجديد الذي كانت الفكرة فيه ان يجمع كل المؤمنين بحل السودان الجديد في مكان واحد مع الحركة الشعبية، وكان للواء السودان قيادة وبرنامجاً وقد اشتغلت فيه بنفسي في القاهرة والخليج والقرن الافريقي.
* ما هي طبيعة شغلك في لواء السودان الجديد؟.
- كنت اسعى لاقناع الناس بالانضمام اليه.
* يعني للانخراط في القتال؟.
- لواء السودان لا يقتصر عمله على الجانب العسكري، هناك شق سياسي.
*هل تحول لواء السودان الجديد الى نواة لقطاع الشمال؟.
- بعد اتفاقية السلام تمت المطالبة بتنظيم وجودنا في الشمال لأنه كانت هناك خلايا وسط الطلبة والعمال والمهنيين وكلها خلايا سرية..المهم ان القطاع بهيكله تم تكوينه بعد الاتفاقية وطبعا كانت لديه مشاكل.
*ما هي؟.
- المشكلة الاولى ان الاعضاء لم يكونوا يعرفون بعضهم نسبة للنشاط السري الذي كانوا يمارسونه، والمشكلة الثانية هي ان الحركة اصبحت جزءاً من السلطة، وهذا يضيف تعقيداً تنظيمياً كبيراً، لأن البعض إلتبس عليه الامر هل جاء الى الحركة كحكومة ام جاء اليها للنضال؟، في هذا الجو انبنى قطاع الشمال.
*البعض يقول ان قطاع الشمال لا يمثل اولوية للحركة وانما استخدمته الحركة بذكاء في عملها السياسي؟.
- استخدمتو عشان تصل لي شنو!.
*حتى تضفي على نفسها البعد القومي؟.
- وعشان تصل لي شنو!.
*ربما تريد ان تجد القبول في الشمال بعد ان اصبحت شريكاً في الحكم؟.
- وضع الحركة في الحكومة مؤمن بالاتفاقية ولا يحتاج ان تستخدمنا كأداة حتى نبرر لها وجودها.
* كيف تنظر الى القطاع الآن ؟.
- طبعا قيادة الحركة هي التي بادرت ودعمت القطاع بالامكانيات المادية الضرورية من سيارات واموال، ولذلك القطاع جزء مهم في الحركة وتم تمثيله في المؤتمر العام بالثلث.
* لماذا تتبع جبال النوبة والنيل الازرق تنظيميا الى الجنوب وليس الشمال؟.
- الحركة تم بناءها في هاتين المنطقتين منذ وقت مبكر فلم يعد من اللائق ان يتم إلحاقهما بالشمال، وهذا وضع تنظيمي مقبول لنا، لأن هدفنا واحد وهو بناء السودان الجديد.
*هل ترى انه من الممكن بناء السودان الجديد؟.
- طبعا، لأنه ليس هناك خيار غيره.
*حتى ولو انفصل الجنوب؟.
- انا لدي مقولة ارددها دائما وهي تطابق رأي الحركة الشعبية (البعرفها انا) وهو ان الانفصال ليس حلاً لا لقضية التهميش ولا لقضية الحرب والسلام ولا لقضية التنمية.
* متى توصلت الحركة الى هذا الرأي؟.
- الحركة منذ 1983 رفضت الانفصال، وهذا الامر واضح في منفستو الحركة، وجرى التأكيد عليه في المؤتمر العام الثالث 2008 وفي المؤتمر الاول بعد خطوة مشار ولام الانفصالية العام 1992 وفيه تم التأمين على السودان الجديد.
* كيف تقول ذلك وقيادات الحركة الشعبية مثل باقان اموم الامين يتحدثون بصورة متكررة عن ان الانفصال مسألة وقت، هل حدثت ردة في صفوف الحركة؟.
- اذا قال باقان اموم ان الحل هو انفصال الجنوب، فهذه ردة مئة بالمئة، هذا الكلام اقوله لك واؤكده: اذا قال اي قيادي في الحركة الشعبية ان الانفصال هو الحل للمشكلة فإنه يعتبر قد ارتكب خيانة بينة وهزم فكرة الحركة الشعبية..انا اقرأ ما تنشره الصحف في هذا الخصوص، وقد سألنا باقان عن ذلك.
*بماذا يجيب؟.
- باقان يؤكد انه لا يدعو الجنوبيين للانفصال، لكنه يقول الحقيقة وهي ان الجنوبيين سيصوتون للانفصال..انا اعتقد ان الشعب السوداني من حقه ان يسأل الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب عن دورها في تغيير رأي الجنوبيين!!. هل هذا اعتراف بأن الجنوبيين رفضوا فكرة السودان الجديد!!. ولماذا اذن ازهقت الحركة ارواح الناس منذ العام 1984 الذي شهد اول معركة خاضتها الحركة ضد المنادين بالانفصال..وما هو المبرر لهذه الدماء التي سالت والوقت الذي اهدر والاموال التي ضاعت في سبيل هدف كان مقدورا تحقيقه من الاول؟
* الوضع يبدو معقداً؟.
- هذه هي الحقيقة..كما يقول باقان: اذا كان بك ورم في وجهك مثلا، وانا قلت ان بك ورم، فهذا لا يعني انني الذي صنعته..تصريحات باقان عبارات وصفية للحاصل، ولكن من حقنا ان نسأله، والشعب السوداني من حقه ان يسأله(انتو ماسكين الجنوب، دوركم شنو في انو تغيرو رأي الناس، او تعالجو الورم البتتكلم عنو).
* بماذا كان باقان يجيب على هذا السؤال؟.
- امش اسألو هو.
* من الواضح انكم تديرون حوارًا مع قادة الحركة، او لنقل محاسبة على التصريحات؟.
- محاسبة في شنو، هو اكد انو ما انفصالي، لكن قال انو الانفصال حيحصل.
* طيب سلفاكير رئيس الحركة نسبت اليه تصريحات تحرض على الانفصال؟.
- تم تصحيح هذه التصريحات من مكتبه في اليوم التالي لنشرها.
* الحركة الشعبية التي نالت ثقة المواطن الجنوبي في الانتخابات بالجنوب من المفترض او من السهل ان تقنع المواطن بالوحدة؟.
- انا اتفق معك في ان الحركة لديها القدرة على اقناع الجنوبيين على التصويت للوحدة على اسس جديدة.
* ما هي الاسس الجديدة؟.
اخذ يبحث عن مسودة الدستور امام المنضدة
- الدستور يقول: يصوت مواطنو جنوب السودان اما:
1- لتأكيد وحدة السودان بالتصويت باستدامة نظام الحكم الذي ارسته اتفاقية السلام الشامل.
2- او الانفصال.
وانا في تقديري ان نظام الحكم الذي أرسته الاتفاقية هو الوحدة على اسس جديدة.
* هل فشلت الحركة في اقناع المواطن الجنوبي بمشروع السودان الجديد؟.
- الحركة الشعبية لم تفشل، في تقديري ان الايمان بجدوى السودان الجديد واسع جدا وسط الجنوبيين، ولكن هناك عناصر انفصالية اصلا.
* في الجنوب ام في الحركة؟.
- فيهما معا.
* لكنك قلت ان الحركة حاربت هذا التيار وقاتلته؟.
- نعم، ولكنه عاد، ودخلت علينا كل العناصر الانفصالية بعد الاتفاقية، وناس المؤتمر الوطني ما قصروا جابوا لينا العناصر الانفصالية تحت مسمى القوات الصديقة وغيرهم، وعملوا على محاربة العناصر الوحدوية.
* حديث قيادات الحركة عن ان نسبة كبيرة من الجنوبيين تؤيد الانفصال هل تسنده دراسة علمية قاموا بها؟.
- نحن سألنا نفس هذا السؤال، وقد ردوا علينا بأنهم استعانوا بمؤسستين واحدة محلية والثانية مؤسسة عالمية.
* ما اسمها؟.
- ما ضروري تعرف اسمها، لكن انا ذاتي ما سألت عن اسمها..المهم انهم ذكروا ان المسوح الميدانية اوضحت ان الغالبية مع الانفصال.
* لنفترض ان الانفصال قد وقع، ما مدى تحمل الحركة الشعبية للمسؤولية التاريخية والاخلاقية عن هذا الامر في ظل طرحها الوحدوي الذي تحدثت عنه؟.
- طبعا المسؤولية الكبيرة تقع على (اخوانا ناس المؤتمر الوطني) لأنهم عرقلوا نشاط القوى الوحدوية وتم تجريمها الى جانب ان تعنت المؤتمر الوطني في تنفيذ الاتفاقية كان يعطي الانفصاليين ادلة يومية طازجة انو الناس ديل ما بتعايشو.
* بعيدا عن المؤتمر الوطني. ماهي مسؤولية الحركة الشعبية؟.
- انا قناعتي الشخصية(والكلام دا قلتو قبل كده) انه لو انفصل الجنوب فإن هذه هزيمة سياسية وفكرية للحركة الشعبية، واذا حدث الانفصال فإن الحركة يجب ان تكون اول من يحس بالهزيمة.
* لماذا؟.
- لأنها سلخت عشرين عاما تتحدث عن السودان الجديد، ثم تكون النتيجة ان يصوت الناس ضد الفكرة التي كانت تقاتل من اجلها، ولأنها لم تستطع ان تضغط على المؤتمر الوطني او تقنعه ليجعل الوحدة جاذبة، وبالتالي هذه هزيمة سياسية لها تبعات اخلاقية.
* ما هي التبعات الاخلاقية؟.
- التبعات الاخلاقية هي ان الحركة وعدت المهمشين(خاصة خارج الجنوب) واشتغلوا معها وحاربوا معها وناصروها واصبح لديهم عشم في سودان جديد يحل مشكلة التهميش، ولكن اذا حدث الانفصال فإن الحركة ستهتم بالتهميش في الجنوب فقط، فهذه من ناحية اخلاقية غير لائقة بحركة تحترم نفسها وتنتمي الى رجل مثل جون قرنق دي مبيور.
* ما هي تبعات الانفصال على قطاع الشمال؟.
- سنعاني من تبعات مرارة الهزيمة السياسية..قد يرى البعض ان الانفصال هو انتصار ولكنه من وجهة نظري هزيمة..واي شخص مهزوم ستكون لديه احباطات كبيرة، والهزيمة ستجعل الكثيرين ينفضوا وسيحدث انكماش للعضوية، وكاذب من يقول غير ذلك.. هذه واحدة من الآثار المؤكد حدوثها.
*هل تعتقد ان للانفصال بعض المزايا؟.
- بالنسبة لي ليس هناك ولا مزية واحدة للانفصال..الانفصال من اوله لآخره كارثة ولن يكون ايجابيا لا للجنوبيين ولا للشماليين، موضوع الانفصال كان فيه حوار عميق ورهيب وسالت فيه الدماء منذ الثمانينيات والتسعينيات ولو كان فيه خيراً لاختاره جون قرنق ببراعته وذكائه..لكن الانفصال ليس حلا.
* بالمناسبة في الانتخابات..هل انسحب القطاع ام تم سحبه؟.
- عندما قرر المكتب السياسي سحب مرشح الرئاسة الرفيق ياسر عرمان مع الاستمرار في المستويات الاخرى، القطاع قرر من تلقاء نفسه الانسحاب من كل المستويات خلافا لتوجيهات قيادة الحركة.
* لماذا؟.
- لأن حجة التزوير التي تم بها سحب عرمان يمكن ان يتعرض لها الباقون، ثم ان الانسحاب يوحد الحركة مع القوى السياسية الاخرى، فلو لم تنسحب الحركة من انتخابات الشمال لربما تعرضت لانقسامات.
* لكنكم خالفتم رئيس الحركة؟.
- ابدا نحن لم نخالف اية جهة، لأن المكتب السياسي اتخذ قراراً لم يكن مفوضا لاتخاذه..المؤتمر العام للحركة وهو اعلى سلطة قرر خوض الانتخابات على جميع المستويات، ووجه المؤتمر العام المكتب السياسي بتسمية المرشحين لكل المواقع، واذا كان المكتب السياسي لا يرغب في ترشيح عرمان كان عليه ان يختار بديلا عنه (لكن ما يشيلو خالص) حتى لا يخرق قرار المؤتمر، وهذا ما حدث، هناك خرق لقرار المؤتمر العام، ولم يكن الامر ليستقيم لو لم تنسحب الحركة من انتخابات الشمال.
* من الملاحظ ان تمثيل قطاع الشمال في الحكومة الحالية ضعيف؟.
- كيف.
* مثلا كنت انت وزيراً ولكن تم ابعادك الآن؟.
- انا رفضت الوزارة.
* لماذا؟.
- اول شيء انا عندي موقف مبدئي هو ان الشخص الفائز في الانتخابات هو الذي يحكم، وانا في تقدير المفوضية لم يصوت لى الا سبعة آلاف شخص، وبالتالي الشعب ما عاوزني، لذلك اعتقد انه حتى يستقيم المبدأ الديمقراطي فمن الافضل الا يأتي الى الوزراة شخص لم ينتخبه الناس.
* ولكنك كنت وزيراً غير منتخب؟.
- انا كنت أقول انني أجلس على كرسي الوزراة بناء على اتفاقية وهذه هي مشروعية وجودي في الوزراة، اما الآن فما هو مصدر مشروعيتي!..ثم انني جلست وزيراً لأربع سنوات فماذا فعلنا!!، انا لا أستطيع أن أجلس في مكان لا أحدث فيه أثراً.
* ماذا فعلتم في قطاع الشمال من أجل أن يصوت الجنوبيين للوحدة؟.
- نحن نكافح بقدر المستطاع في ان نحمل مؤسسات الحركة الشعبية لاصدار موجهات واضحة لكل كوادرها لتقف مع فكرة السودان الجديد الذي ينادي بالوحدة.
* أسالك اسئلة صغيرة عن موقف هؤلاء من الوحدة ؟.
- تفضل.
* سلفاكير؟.
- وحدوي.
* باقان اموم؟
- وحدوي
* رياك مشار؟.
- لست متأكدا.
* لوكا بيونق؟.
- وحدوي.
* د.مجاك اقوت (نائب مدير جهاز الامن)؟.
- مفترض يكون وحدوي.
|
|
 
|
|
|
|
عبدالوهاب همت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست