هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-18-2025, 04:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2010, 02:21 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟

    في سلسلة مقالاته المعنونة( لماذا يصحو مارد الهضبة ويغفو مارد السهل؟!)
    عزا الدكتور والكاتب المقتدر النور حمد في مقاله الاخير رقم 14 من هذة السلسلة
    الرصينة سبب تخلفنا وعدم استقرارنا السياسي الي العقلية البدوية العربية المسيطرة
    وغلبة البداوة على الحضارة على طول تاريخنا المعاصر..
    يقول د. النور حمد في الجزء الاخير من المقالة :

    ((فلو نحن نظرنا إلى حياتنا المعاصرة، وفحصنا سيرة فشلنا السياسي الممتدة، بحيدة، وتجرد، وذهن مفتوح، لاتضح لنا، بجلاءٍ شديد، أن جذور فشلنا السياسي إنما تتلخص في فشلنا في العمل كجماعة، وفشلنا في الحفاظ على حالات التمدن، إنما ترجع إلى ذلك اللقاح البدوي الذي تم حقنة في شرايين بنيتنا التاريخية، لحظة تدهور الحضارة النوبية والحضارة المسيحية. وما قاله ابن خلدون من عدم قدرة البدو على العمل كجماعة يمكن أن تعكسه في حالتنا الحاضرة حقيقة بسيطة: فلقد وصل عدد الأحزاب لدينا عندنا ما بين مهرجان تكوين الأحزاب في منتصف أربعينات القرن الماضي، وما بين العام 1953م حوالي الثلاثين حزباً!! أما في الانتخابات التي فرغنا منها قبل شهرين تقريباً، فقد بلغ عدد الأحزاب المسجلة السبعين حزبا!!))
                  

07-20-2010, 04:48 PM

د.يوسف محمد طاهر
<aد.يوسف محمد طاهر
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 5264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    السلام عليكم 0 أخي الفاضل : حسن محمود
    Quote: مهرجان تكوين الأحزاب في منتصف أربعينات القرن الماضي، وما بين العام 1953م حوالي الثلاثين حزباً!! أما في الانتخابات التي فرغنا منها قبل شهرين تقريباً، فقد بلغ عدد الأحزاب المسجلة السبعين حزبا!!
    فعلاً لو ما بدو مابعملوا كدة ... هل في الدنيا كلها في دولة عندها أحزاب بهذا الكم ؟
                  

07-21-2010, 04:44 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: د.يوسف محمد طاهر)

    د. يوسف محمد طاهر .. حبابك
    ويدعم د. النور حمد ..نظريته هذه بكلام المؤرخ والعلامة ابن خلدون عن العرب وعدائهم للسلطه
    والعمران..بقوله :((أن العرب إذا تغلبوا على الأوطان أسرع إليها الخراب، والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم، فصار لهم خلقاً وجبلة، وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج على ربقة الحكم، وعدم الانقياد للسياسة. وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له. فغاية الأحوال كلها عندهم الرحلة والتغلب، وذلك مناقض للسكون الذي به العمران، ومناقض له ... وأيضاً هم متنافسون في الرياسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره، ولو كان أباه، أو أخاه، أو كبير عشيرته، إلا في الأقل، وعلى كره من أجل الحياء، فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي على الرعية في الجباية الأحكام، فيفسد العمران وينتقض)).
                  

07-21-2010, 05:35 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    الاخ حسن محمود

    تحياتي

    وشكرا على فتح هذا الموضوع

    لن نفتي ومالك في المدينة، فالاستاذ الدكتور النور حمد على ما اعتقد
    هو عضو معنا هنا، فيا حبذا قبل ان ندلو بدلونا لو تقدم الدكتور وفتح
    لنا محاور الحديث.

    انا شخصيا سأتبط شرا تجاه العرب في السودان، لان الامر من الاهمية بمكان
    اذا اردنا خيرا بالسودان

    ونحمد الله ان تاريخنا ليس كله بحديث، بل نحن اصل التاريخ وما قبل التاريخ
    فمن السهل تتبع مآلات حضارتنا وعمراننا لمدة 7000 عام.

    يعني قبل البدو ما يبدو زاتو

    لا ننكر ان تلك الحقنة البدوية بها من الخير ما بها، اي لوجودهم سلبيات
    وايجابيات ايضا.

    تحياتي
                  

07-21-2010, 05:57 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: أحمد ابن عوف)

    الاخ/ احمد بن عوف ..عاطر التحايا ..
    مقالات الدكتور النور قيمة واثارت قضايا هامة ولم تجد ما تستحقه من الحوار.


    ونلاحظ ان الدكتور في سلسلة هذه المقالات متحامل على الحركات الدينية الاسلامية ويصف اغلبها
    أن دعواتها جهادية تعتمد على مجرد العاطفة الدينية والتبسيط الشديد للامور و تفتقر للمعرفة..
    ويذهب اكثر ويدلل على روح البداوة لهذه الحركات وانها تعادي التحضر والمدنية بوقائع
    تاريخية ..
    ويقول (بعد أن أدخلت الحقبة التركية، (1821م ـ 1898م) أساليب الدولة الحديثة، وخططت عاصمة حديثة للبلاد، هي الخرطوم، نجد أن المهدي حين دخل الخرطوم في العام 1885م، لم يبق فيها سوى مدة قصيرة. إذ سرعان ما عبر النيل إلى الجهة الغربية من النيل ليشيد عاصمته الجديدة أمدرمان لتصبح قرية طينية بالغة الضخامة. ولنا أن نتساءل، وأن نتأمل، لماذا زهد المهدي في الخرطوم، الحديثة، العامرة، بقصورها وحدائقها، وتخطيطها الحضري، ولم يحتف بما وجده فيها من مظاهر تحضر، ولم يفكر في أن يدفع بذلك التحضر إلى الأمام؟! والجواب أو بعضٌ من الجواب عندي، أن المهدية، فيما يبدو، قد دمغت التطور الحضاري الذي مثلته العاصمة التركية الخرطوم، بالكفر والخروج عن صورة الدين الحق، كما يراها المهدي. فالتدين والتحضر لدى المهدويين لا ينسجمان incompatibleولذلك فقد نظر المهدي إلى العمران نفسه بوصفه مفارقةً لسواء السبيل. وهذا نموذج آخر لاختلاط النزعة البدوية بالدين. أيضاً، بعد أن جاء البريطانيون وأحدثوا في البلاد قدراً معتبراً من النظام والانضباط، في الفترة الممتدة من 1898م، وحتى لحظة الاستقلال في العام 1956م، نجد أن نخبنا الوطنية التي تسلمت مقاليد الأمور من الإنجليز تمكنت في سنواتٍ قليلة من إرجاع عقارب ساعة التمدن القليل الذي حدث، والانضباط الذي تحقق، دوراتٍ كثيرة إلى الوراء. واستمر بنا الحال من التدهور عبر المتبقي من عقود القرن العشرين، حتى بلغ بنا الفشل في بناء مشروع الدولة، في العقد الأول من الألفية الجديدة، درجة النكوص إلى حضن القبيلة. فالحالة البدوية الرعوية التي كان منها مبتدانا، أصبحت، وللمفارقة، هي منتهانا ونحن ندخل القرن الحادي والعشرين!! إن الحالة الصومالية التي وصلت حد انفراط عقد الدولة، والحالة السودانية التي تسير في وجهة انفراط عقد الدولة، تقتضيان إعادة النظر في المكونات الجذرية للمرتكزات الحضارية لهاتين الأمتين. وأول ما ينبغي أن تستهدفه إعادة النظر، إنما هو الإسلام البدوي اللاحضاري الذي تلبسه البداوة والقبلية لشرعنة الحالة القائمة من العجز والعزلة وشتات القوى، واستدامة كل أولئك، في مواجهة العلم، والحكمة، وروح التدين الحقيقية، وخلق حالة حضارية مستقربة ونامية
                  

07-21-2010, 06:30 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    Quote: فالحالة البدوية الرعوية التي كان منها مبتدانا، أصبحت، وللمفارقة، هي منتهانا ونحن ندخل القرن الحادي والعشرين!!














    .

    (عدل بواسطة حسن محمود on 07-21-2010, 06:36 AM)

                  

07-21-2010, 06:47 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    Quote: وأول ما ينبغي أن تستهدفه إعادة النظر، إنما هو الإسلام البدوي اللاحضاري الذي تلبسه البداوة والقبلية لشرعنة الحالة القائمة من العجز والعزلة وشتات القوى، واستدامة كل أولئك، في مواجهة العلم، والحكمة، وروح التدين الحقيقية، وخلق حالة حضارية مستقربة ونامية
                  

07-21-2010, 10:35 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: أحمد ابن عوف)

    اين بني يعرب؟؟
                  

07-21-2010, 11:17 AM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: أحمد ابن عوف)

    الشيخ بن راشد ال مكتوم ده لاتينو اميركان ... ده ما بدوي ... السعوديون الذين يحتضنون ملاين السودانين وبقية امة الله ديل اروبيين ... امراء الخليج وقطر وحكام دولة الكويت التي اجمعت الدوريات وبيوتات الخبره علي انها الافضل بلاد للحياة ... دبي وابو ظبي ... حكامها صينيون ولا بدو ...


    عيب المثقفين السودانيين انهم عاطفيين ... ويحبون درع اشياءهم واخفقاتهم علي الغير ...

    حياة البداوه نمط حياة وما بالضروره نظام يدعو الي عدم التحضر ...

    لذلك درع بلاوي السودانيين واخفاقهم في بناء حديثه دوله يعيش فيها الانسان لا علاقة له بالبدواه او غيرها من توهمات المثقفين وترهاتهم... ما كتبه ابن خلدون لا يمثل مقتضيات اليوم ولا يعتبر (مراقه) للذين يسكنون غيهب التاريخ ...


    للذين يدعون الي ازالة كل ماهو عربي متي تحرجون من كابوس نظرية المؤامره التي تتحكم عقولكم ... انظروا الي افريقيا حولكم ... ارض بها من الخير الكثير .. باع واشتري فيها الرجل الابيض حتي الانفس ... وطبع الكتب فسمم بعض عقول افرادها ... وجعل منها وكلاء يحاربون له البعض متوهمين انه عدوهم ... كما يفعل البعض هنا ...فالذين يكرهون العرب او اي نمط حياة فهم بالضروره يكرهون انفسهم ...
                  

07-21-2010, 11:48 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: Elsanosi Badr)

    شيخ العرب السنوسي بدر

    تحياتي ياخي وسلامي

    يا زول والله هسع اعمل مس كول لاهلي في بوست البديرية الدهمشية والاتبلبل يعوم هههههه

    يا السنوسي اخوي، دايما بقول ليك هديء نفسك شوية

    دا بوست بتاع تحيليل والناس تصل منو لحقيقة او معلومة مفيدة للناس

    السؤال الاساسي في البوست دا هو:

    مذاذا قدم العرب بوجودهم في السودان لمدة 1400 سنة؟؟

    اي منفعة حضارية او تغيير في النمط السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي قدموا
    لخير اهل هذه البلاد.

    مثلا، اديك واحدة وزيدنا لو عندك من الشعر بيت

    1- لا ننكر ان وجود العرب وانتشارهم في السودان شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، جعل منهم
    ومن ادواتهم الحضارية (الاسلام واللغة العربية) ثقافة جامعة لاهل السودان
    فبدونهم لكان ان تعذر ان يتفاهم البجاوي مع اهل الغرب ولتعذر ان يتواصل النوبيين مع
    الجنوبيين، لان قبل دخول العرب وبعد دخولهم بوقت طويل ايضا كان بالسودان اربعة او خمس دول
    ممالك البجة وممالك النوبيين والمسبعات وتقلي وسلطنات دارفور والجنوب، كل في وادي وكانت في انعزال تام.
    لم يجد المستعمر التركي كبير صعوبة في ان يؤلف بين تلك الممالك المتفرقة ويجعل منها دولة فيما
    تعرف بالسودان اليوم، لماذا، لان الاسلام كان ديانة الشرق الغرب والشمال واللفة العربية
    بما لدينا من وثائق كانت اللغة الرسمية في وثائق وخطابات الملوك في السلطنة الزرقاء وسلطنات
    درافور وحتى الممالك النوبية وان لم يتخلى النوبيين عن لغتهم ولكن الديانة الاسلامية كانت قد سادت.

    اها، دي من عندي انا (مراقا) ليكم يا بني يعرب

    عندكم شي تاني قدمتوه للبلد دي؟؟

    حاجة ليها علاقة بالاقتصاد و والنظام السياسي والنسيج الاجتماعي والتقدم الحضاري للبلد دي؟؟
                  

07-21-2010, 12:09 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    تحية عاطرة مع وافر الاحترام..الحديث عن التخلف واسبابه جدير بالاهتمام والبحث و التحليل .. تحليل الظاهرة لا يتم فقط بالرجوع الي ما افتي به ابن خلدون في تشخيص الطبائع ورد هذا السلوك الي عنصر بشري معين.

    التخلف كواقع يعود الي اسباب اجتماعية ,سياسية.ثقافيةواقتصادية وبالتالي يمكن قياس وتحليل دور كل عنصر من هذه العناصر ومدي تاثيره في واقع التخلف

    في الحالة السودانيةوعبر تاريخنا المعاصر فشل السودانيون في التاطير الفكري المفضي الي بناء الدولة القومية وتداخلت ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية لم تفرز واقع الاستقرار الرافد للبناء والتطور لانعدام النموذج السياسي الذي يتراضي عليه اهل السودان لمواجهة قدرهم سواء لبناء الدولة او الفكر المتوافق مع التيار العالمي او المتاثر به

    عدم تجذر ثقافة الحوار سببها الخلل الثقافي في النشأة والتكوين ودونك المجتماعات المتقدمة و التي بعد سلسلة من الصثراعات الدموية تراضت علي مباديء كانت الثورة الفرنسية قنديلها المضئ عند طرح افكار العدالة و المساوة والحرية

    انتقل المجتمع الانساني بعدها الي مبادي حقوق الانسان قبل ان تحتكم الي الديمقراطية نظاما وسطيا يتراضي عليه الناس ويتداولون السلطة وفق موجهاته مع خضوع النظام لاي شكل من اسشكال التطور ودونك ايضا الدول الاسكندنافية ونموذجها الذي قاد الي الرخاء الاقتصادي و الاستقرار كحجر زاوية في التنمية و التطور

    الواقع الثقافي المذدوج وسيطرة الفكر الاحادي المتولد من ذلك الشكل من اشكال الثقافة في بعدها الديني ووقوف الفكر الديني الي مرحلة من مراحل الجمود كما هو معلوم منذ الصراع بين مدرسة العقل و النقل في التاريخ الاسلامي هو الذي ادي في تقديري الي ما نحن فيه من تخلف

    لازالنا نعالج ازماتننا بمنطق مع او ضد لازالت الهيمنة باسم الدين تقف حجر عثرة في تطور المثال المامول,لازالت الذهنية تمور بشتي انواع السلوك المذدوج بسبب الاختلال الثقافي كما اشرت لان الحوار لا سبيل له في بؤرة العقل او التفكير

    لا احبذ ربط الامر بالعنصر او الجنس او النوع انما مدي تاثر ذهنيتنا بما اشرت اليهمن مؤثر...سنعود الي مزيد من العصف و التحليل ...مع وافر التحيات للمتداخلين

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 07-21-2010, 12:16 PM)
    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 07-21-2010, 12:18 PM)

                  

07-21-2010, 12:20 PM

حاتم علي
<aحاتم علي
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    Quote: ماذا قدم العرب بوجودهم في السودان لمدة 1400 سنة؟؟


    Good Question
                  

07-21-2010, 12:25 PM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    الاخ محمد الكامل عبد الحليم

    تحياتي

    اقرارك بالتخلف يعني ضمنيا اننا في زمان ما كنا في موقع متقدم حضاريا وتخلفنا عنه

    تحديد نقطة الرجعة زمنيا مهم بالنسبة لهذا البوست، اتمنى لو حددته لنا


    Quote: وتحليل دور كل عنصر من هذه العناصر ومدي تاثيره في واقع التخلف


    الاسباب فعلا كتيرة، ولكي نغطيها لاحتجنا الى بوستات وبوستات ومجلدات
    الاستعمار، الهجرة من و والى، الحروب الداخلية، .... الخ

    في هذا البوست الامر محصور في دخول العنصر العربي، كاحد عناصر التغيير الاساسية

    تحياتي
                  

07-21-2010, 12:45 PM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: أحمد ابن عوف)

    تحية شكرا يا احمد بن عوف علي مداخلتك
    قبل ان نتوه في دروب التحليل اللازم لسبر اغوار ازمة التخلف اري محاولة البعض ربط الامر بالعنصر العربي وتحميله وحده للازمة وذلك تحليل مخل

    احاول بشكل مبسط ان اعزي واقع التخلف لذهنيتنا المذدوجة التي لا يتجذر فيها مفهوم الحوار ورددت ذلك لعدم تطور الثقافة بسبب توقف الفكر الديني عن التعامل مع متغيرات العصر كعتصر له دوره في التاثير.

    اعلاه افرز ذهنية لا تحتكم الي الحوار وعليه فان النخب المؤثرة في تاريخنا المعاصر هي افراز لواقع ثقافي غير متجدد.

    الواقع الذي اشرت اليه مرده احادية الفكر المحمول علي طيات الثقافة الدينية كقدر عايشه السودانيون عبر مراحل وجودهم في هذا الوطن المسمي بالسودان واعني ان الخلل الثقافي ادي الي اعتلال اجتماعي هو الواقع الذي نعيشه حاليا

    لك الود ..وسنعود بعد ان نرجع الي المظان البحثية لمزيد من التدقيق والتوثيق

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 07-21-2010, 12:47 PM)

                  

07-21-2010, 02:07 PM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    الاخ محمد الكامل

    الف تحية ليك وانت تواصل بلغة اجمل ما تكون

    Quote: قبل ان نتوه في دروب التحليل اللازم لسبر اغوار ازمة التخلف اري محاولة البعض ربط الامر بالعنصر العربي وتحميله وحده للازمة وذلك تحليل مخل


    اتفق معاك بانه سيكون تحليل مخل، لذلك تمنينا ان يحضر صاحب المقال نفسه، وهو عضو معنا
    الدكتور النور حمد ليدلوا بدلوه قبل ان نفتي.
    لكن الحديث قطعا سيجر بشكل او آخر كل العناصر الاخرى
    ولسبب آخر، انا لست صاحب البوست، الرجل تحديدا تحدث عن (اللقاح البدوي) فاني لنا ان نضيف
    من عندنا ما يلم يأتي به الرجل؟؟

    الامر الآخر، هو محاولة ربطك لهذا العنصر (اللقاح البدوي) بالتأثير الديني، هو بالطبع يصعب
    الفصل بينهما خاصة في حالة السودان، فانت لا تستطيع ذكر العرب الا وذكرت الاسلام، والعكس صحيح

    لذلك الفصل بين الذهنية والعقلية العربية وعقلية المسلم قد تضع الامور في نصابها، فالاسلام دين
    الله وليس دين العرب ليساوموننا به، وهذه اندونيسا وماليزا وتركيا في مصاف الدول المتقدمة (اكثر بكثير
    من الدول العربية) متقدمة اقتصاديا ومستقرة سياسيا، ولكنها ليست عربية، فالمشكلة ليست في الاسلام او العقلية او الذهنية المسلمة بل في العقلية العربية (البدوية) وان كانت مسلمة.

    وكلما اقرأ مثل هذا الكلام واعذرني فيما سأقول:

    Quote: ذلك لعدم تطور الثقافة بسبب توقف الفكر الديني عن التعامل مع متغيرات العصر كعتصر له دوره في التاثير.


    مباشرة تتقافذ امامي اسماء مثل الكواكبي والافغاني ومحمد عبده وتلميذهم حسن البنا وحسن الترابي
    والمصيبة الاحنا فيها دي.

    نعلم ان محاولاتهم لبعث الامة العربية عبر التجديد في الدين وهم كحملة لواء احياء الدين لتنهض
    الامة بعد ان سقطت الى الحضيض واصبحت عبارة عن مستعمرات ... الخ

    لكنهم هم انفسهم وتلاميذهم (الاخوان المسلمين) الذين يحكموننا الآن هم سبب البلاء الذي يعيشه السودان

    اذن دين العرب براهو دين الناس التانين برضو براهو.

    "خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام"

    على الصعيد السياسي، هل اختلف العرب في تداولهم للسطلة قبل الاسلام وبعده؟؟

    لا

    اول خلاف سياسي وقع في الاسلام بعد وفاة الرسول كان كلمة قيلت:

    "هذا الامر فينا" اي فينا نحن القرشيين، ومن ثم جاءت الشيعة والحروب المعلومة
    التي اطاحت حتى بسبط رسول الله (ص).

    تلك المركزية التي ترسم في شكل ثلاث دوائر داخل بعضها كالآتي:

    الدائرة الصغرى والتي تتمركز السلطة فيها هي دائرة "مسلم وعربي"
    الدائرة الاكبر منها وتكون على علاقة بالمركز في حدود هي " مسلم ولكن غير عربي"
    الدائرة الاخيرة وهم من يعيشون على هامش السلطة والثروة ويقع عليك غضب الله ان تكون "غير مسلم وغير عربي"


    وهل ماساتنا السودانية اليوم الا تجسيدا لطغيان هذا الفكر السودان؟؟

    الا نتداول اليوم في منابرناازمة الجنوب ويعلنون انهم مظلومون لانهم ليسوا مسلمين وليسوا عربا؟؟
    وهم كذلك

    الا يعلن الدارفوريون والبجاووين والنوبيون انهم مهمشين ايضا مع انهم مسلمون ولكنهم ليسوا عربا
    فاسلام هؤلاء لم يشفع لهم. لماذا؟؟

    لسيطرة العقلية العربية "هذا الامر فينا"

    تحياتي
                  

07-21-2010, 02:25 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: أحمد ابن عوف)

    السلام عليكم .
    كلام النور عن أهلنا البدو كلام بيش .
    كلام ميت ومتعالى كتير .
    البدو ركيزة الأرض . ياخى حرام عليك . وكمان دكتور ؟ .
    الزول ده ما شايف البشير والترابى والصادق وعرمان وفرتكان ؟
    تحياتى
                  

07-21-2010, 02:37 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: Osman Musa)

    مرحب بالاخوة المتداخلين ولاثرائهم للحوار..

    مهلا.. وبدون عصبيات ليس الموضوع استعداء لجنس العرب ..وجود العرب وحقهم في السودان
    غير منكور .
    .. انا مثلا من كردفان ادعي واعتز بأنتمائي العربي دون تعصب او تقليل من شأن
    الاخرين .. وحتى كاتب المقال من الجزيرة منطقة ود الترابي.. وينتمي لاسرة صوفية
    عريقة ..كما علمت من كتاباته التي اطلعت عليها...
    كاتب المقال د. النور حمد طرح نظرية او تفسير لسبب تخلفنا وعدم استقرارنا
    السياسي في السودان ..متهما البداوة بذلك ..اما ان نتفق معه او نرفض كلامة ونثبت بطلانه..
    ..او ان البداوة العربية مسوؤلة بنسبه كبيرة مع وجود عوامل اخرى ..وهذا ما ارجحه.
    .. اعتقد ان (حملة لقاح البداوة ) قد غطت غالب اهل السودان ان كانت بجرعات متفاوتة
    بالدم او التأثير والتأثر .
    والقضية ليس عرب وغير عرب .. حتى ما يعرف بالقبا ئل الغير عربية، النوبيون
    مثلا فقد تأثرو ا بروح البداوة بالتزاوج مع البدو الذين وفدوا الى وادي النيل..
    والقصة المعروفة.










    .

    (عدل بواسطة حسن محمود on 07-21-2010, 04:08 PM)

                  

07-21-2010, 02:48 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    كاتب المقال يقول ان العرب الذين وفدوا الى السودان كانوا من البدو ويحملون
    طبايعهم ..بعكس الذين دخلوا مصر وبلاد الشام ولاحقا الى بلاد الاندلس..الذين
    كانوا اكثر تحضر ومدنية.
    يقول في مقدمة المقال عن البدو والحضور :
    ((عندما تحدثت عن الانقلابات الاجتماعية التي ينتج عنها إحلال البداوة محل الحضارة، باسم الدين، لم أعن أن الحط من قدر أهل البادية. ولم أعن أن مطلق حاضرة أفضل من مطلق بادية. ما قصدته هو تبيين هرمية الوجود الاجتماعي للبشر، وانتقال الحياة من الوحشية إلى الإنسية، ومن شظف العيش إلى رغده، ومن بساطة الحياة إلى تركيبيتها، ومن سكونها إلى حركتها، وما يعتور هذه السيرورة التاريخية من انتكاسات، كثيرة تحدث هنا وهناك. هناك مسار عام فيه انتقلت الحياة من الغابة إلى المدينة، ومن الجهل إلى العلم، ومن قلة الحيلة إلى سعتها. ولذلك لابد لنا من قياس التغييرات التي تحدث وفق هذا الإطار الكلي، لنرى ما إذا كانت الهبة، أو الثورة المعينة، قد أضافت إلى حركة الصعود الكلية، أم انتقصت منها. يقول العلامة ابن خلدون في مقدمته، طبعة دار الفجر للتراث، العام، 2004: ((البدو هم المقتصرون على الضروري في أحوالهم، العاجزون عما فوقه، وأن الحضر المعتنون بحاجات الترف والكمال في أحوالهم وعوائدهم ... ولا يُنتهى إلى الترف والكمال إلا إذا كان الضروري حاصلاً، فخشونة البداوة قبل رقة الحضارة. ولهذا نجد أن التمدن غاية للبدو يجري إليها وينتهي سعيه إلى مقترحه منها ... والحضري لا يتشوف إلى أحوال البادية إلا لضرورة تدعوه إليها، أو التقصير عن أحوال أهل مدينته)) (ص 163). فوما رسمه ابن خلدون هنا لهرمية وتراتبية الحالتين "البدوية" و"الحضرية"، إنما يصور المسألة على شكل جيد جداً. ولقد سبق أن أوردت في مقالاتي السابقات رأي ابن خلدون في غلبة العرب على النوبة، وقوله كيف أن العرب تغلبوا على النوبة، بعد أن ملأوا بلادهم فسادا. أحببت أن أورد قول بن خلدون هذا، لأن التصور السائد هو أن العرب جاءوا بالإسلام إلى السودان، وهذا صحيح، ولكنه يحتاج إلى تمعن. فما يتم بناؤه على هذه الحقيقة التاريخية، من غير تمعنٍ، ليس صحيحاً تماماً. فغلبة العرب على النوبة وإدخالهم الإسلام، لا يعني بالضرورة أن الحالة الحضارية في هذه المنطقة قد ارتفعت. فوصول العرب، ومعهم الإسلام، على الصورة التي وفد بها إلى المنطقة، لا يعني أن ذلك التحول كان خيراً وبركة على النوبة، وعلى أهل السودان. والسبب هو: أن الذين اجتاحوا ذلك الإقليم كانوا رعاةً بدواً، ولم يكونوا علماء ودعاة. لقد دمرت النقلة التي أحدثها أولئك الوافدون إلى الإقليم ما تبقى من تراثٍ حضاري لبلاد النوبة. لقد أطفأ ذلك التحول جذوة الروحانية النوبية التي كانت فتيلة شمعتها قد ضعفت وقلَّ توهجها. كما قضى ذلك التحول، أيضاً، على الإرث الثقافي النوبي، المتراكم عبر الحقب، أو ما يسمى بالـartifacts، المتمثلة في الفنون المختلفة، من خزف، ونحت، وتشكيل للمعادن، وصياغة للمجوهرات، ومن فنونٍ معمارية، خاصة معمار المعابد والأهرامات النوبية، الكنائس المسيحية التي هُدمت، أو أهملت حتى تهدمت، والجداريات الملونة التي أُتلفت، وأهم من ذلك كله القضاء على الطاقة الخلاقة التي أنتجت هذا الإرث الحضاري المتميز. فالتصور التبسيطي simplistic الذي تشكل في أذهان السودانيين، وعززته سيادة النظرة الدينية، هو الذي جعلنا نظن أن وصول الإسلام إلى بلاد النوبة كان حدثاً مشابهاً، وربما مطابقاً، لما جرى في جزيرة العرب، حين أشع فيها نور النبوة في القرن السابع الميلادي. تحدث هذه المطابقة غير الصحيحة، لمجرد أن العرب حين تغلبوا على النوبة كانوا حاملين للبطاقة الإسلامية، وكان النوبة مسيحيين!! ولكن حقيقة الأمر ليست بمثل هذه البساطة.))
                  

07-21-2010, 02:39 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 5592

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: Osman Musa)

    Quote: ماذا قدم العرب بوجودهم في السودان لمدة 1400 سنة؟؟

    لعلي تعرضت لفكرة هذا التساؤل خلال بحثي عن ( معالم التطور السياسي والاجتماعي بسودان وادي النيل القديم) وتناولته بسيغة آخرى هو (مردود الهجرة العربية بعـد فتح مصر على بلاد النوبة والبجا)

    Quote: كان للفتح الإسلامي وماتبعه من هجرة عربية لكل من مصر وبلاد المغرب العـربي مردود إيجابي علي تلك البلاد ، من الناحية الإجتماعـية والسياسية والإقتصادية والعمرانية والثقافية ، بعكسها جاء مردودها لبلاد النوبة والبجا، حيث إقتصر جانبها الإجابي في الناحية الإجتماعية و الى قدر محدود الجانب الثقافي ، ذلك لأن بلاد النوبة والبجا لم يدرجا إبتداء ضمن الأهداف المباشرة لإستراتيجية الفتوحات الإسلامية فى شـمال إفريقيا، وكانت غاية المسلمين القصوى الحد من غارات النوبة والبجا وحماية حدود مصر، لهذا فقدت البلاد فرص الإستفادة من ميزات الفتح ، كالإنتقال المنظم لسلطة الدولة وإدارتها بكفاءات لها خبرتها، فضلا عن الدعم المباشر من قبل الخلافة للنواحئ الثقافية والعمرانية والإقتصادية ، يضاف لذلك أن المهاجرين جلهم - إن لم يكن كلهم - كانوا من رعاة البدو والباحثين عن فرص العمل ، وقـلة من التجار دفعـتهم ظروف مصر الإقتصادية والسياسية لمغادرة أمصارها ، بينما إستأثرت البلاد المفتوحة بالكفاءات والعـلماء وموارد الخلافة الضخمة .
    ربما أعطي ذلك تفسيرا لأسباب الفوضى والإنحدار المريع الذي عانى منهما الشعـب النوبي ، بعد الصـورة الحسنه التي تركها المؤرخون والأثريون ، عن ممالك مزدهره وشعب زراعي مستقر، ونظم سياسية ذات أسلوب منضبط في الحكم والإدارة .
    ولعـل أبرز ما يمكن ملاحظته أن الأنظمة السياسية التى أعقبت المَد العـربي جاءت مغايرة لأنظمة الحكم التى سبقتها، حيث زالت النظم الملكية بتقاليدها وأعرافها العتيدة بوادي النيل الأعلا ، وفقد البجا تقاليدهم القبلية ذات السمة الشعـبية، وحل بديلا عنها نمط الحكم العـربي بصيغته المعروفة باسم (الإمارة ) ، هذه الصيغـة نفسها لم تبلغها الجماعات المستعـربة من الوهـلة الأولي ، ذلك بسبب قصور خبرتها في العمل السياسي المنظم، وروح البداوة التى تنزع للحرية وتأنف قيود الحياة المدنية، وآفة العـصبية التى لازمتهم كما ذهب إبن خلدون (2) جاء زوال الأنظمة السابقة للمَد العربي تـدريجيا،عـندما شـرعـت الجماعات المستعربة وراثة الحكم وتقطيع اوصال الدولة، الأمرالذي إستغرق وقتا يطول القرون قبل أن تتحالف وتتحد فى القرن السادس عـشر الميلادي .
    من المعلوم فى الدراسات السياسية، أثـرالعـوامل الأيديولوجية والإقتصادية والعسكرية فى تعـديل وتبديل وجه النظم السياسية، ولم يكن للعامل البشري وحده أثر مؤكد ما لم تصحبه إحدي العـوامل السالفة، لهذا تجمع المصادر أن المد العربي الإسلامي السلمي وغيرالسلمي، لم ينتجا أثرا حالا ومباشرا على النظم القائمة فى البلاد، مع ذلك ـ كان لتتابع الهجرة العربية أثرمباشرفى تغير وجه الأنظمة، دون أن تتدثر بالإسلام اوتعتمدعلى قوة إقتصادية اوعسكرية ضـاربة، والثابت إستغلالها لعامل فريد غير تقليدي تمثل فى تقاليد أهـل البلاد الخاصة بتداول السلطة،حيث عمدوا الي مصاهرة الحكام فانتقـل الحكم لأبنائهم، ثم مضـت فى نسلهم بعد ذلك
    يفهم من ذلك - أن تقاليد الأنظمة قبل المَد العربي حملت بذرة فنائها بفـتحها الباب أمام أبناء المهاجرين ليرثوا الحكم، وترتب علي ذلك أثر ثالب تمثل في حرمان أمراء البلاد من العـودة الي الحكم .
    غيرأن هذا الأثرالسياسى الثالب كان له مردود إيجابي على النسيج الإجتماعى ، بفضله تسابقت الجماعات المهاجرة نحوالتلاقح والاندماج في الجسم الوطني ، ومن ثم وضعـت الخطوط الأولي فى مسيرة التقارب بين الكيانات السـودانية ، وفرت أمام الأجيال الاحقة فرص الإلتحام فى البنية الاجتماعية .
    ربما لم تواجه ايضا المجموعات التى هاجرت لبلاد البجا تعقيـدات تعطـل إنـدماجها، ذلك لأن البجا ألفوا الإندماج مع الغرباء منذ زمان بعـيد ، بجانب كونهم يعتمدون نظما قبلية شبيهة بنظم المهاجرين اليهم ، اما المجموعات التى دلفـت لوادي النيـل ، واجهت مجتعما زراعيا مستقرا، تضبطه أعراف راسخة، وتحكمه نظم ملكيه لهاهياكلها وخبراتها المتراكمة الطويلة، لهذا تفلتت من قيود الأنصياع لها، واتجهت نحوالسهول الوسطي والغـربية، ولعـل المجموعة التى ﺁثرت البقاء، كانت تملك خبرة سابقة حول تجربة العـيش على ضفاف النيل، مثـل مجموعة ربـيعة التى سبق لها خوض تجربة الإندماج مع الفرع النوبى فى بلاد المريس قبل وصولها لبلاد المقرة .
    يلاحظ أن فوائده الهجرة العربية لبلاد البجا، تعـدٌت الجانب الإجتماعي الى الجانب الإقتصادي حيث تعلم بفضلهم البجا ركوب البحر وصناعة السفن وتعميرالموانئ والتجارة والإنفتاح على العـالم المجاور، بعكس سكان وادي النيـل .
    لايعرف على وجه الدقـة متي فقـد النوبيـون منعـتهم وإرادتهم التي تصدوا بها لقرون عـديدة ليس في وجه المَد العربي فحسب - بـل كافة الهجرات التى غزت مصـر من اوربا وآسيا الوسطي ، وحاولت العبور من خلالها لبلادهم، ولعـل فى ذلك تفسير لجانب من جوانب ظاهرة التكدس السكاني في مصر وقـد إمتنعـت عليهم بلاد رماة الحدق .
    لقد استغرق التحول قرونا عـديدة تسربت خلالها الجماعات العربـية ببطء نحوالبلاد ، تضافرت معها عوامل داخلية وخارجية تقليدية وغير تقليدية اسـفـرت فى نهاية المطاف ليميـل ميزان القوة لصالح الفئة الغالبة إجتماعيا وثقافيا .
    ضخطت الهجرة العربية دماء جديده فى عروق المجتمعات الوطنية إزدادت بهم الكثافة السكانية، بفضلها تعـدلت البنية الإجتماعية وظهرت أجيال مستعربة قاربت بين الثقافات، وأصبح التواصل أفضل بين مجتمع وادي النيل والمجتمعات العربية المحيطة، وتلاقحت اللغة المحلية مع لغـة المهاجرين، مولدة لغة تخاطب مشترك بين الأجيال المستعربة، كانت نواة اللغة العامية، إحدى أهم عـوامل البناء في دولة السودان الحديث .
                  

07-21-2010, 10:44 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: ضخطت الهجرة العربية دماء جديده فى عروق المجتمعات الوطنية إزدادت بهم الكثافة السكانية، بفضلها تعـدلت البنية الإجتماعية وظهرت أجيال مستعربة قاربت بين الثقافات، وأصبح التواصل أفضل بين مجتمع وادي النيل والمجتمعات العربية المحيطة، وتلاقحت اللغة المحلية مع لغـة المهاجرين، مولدة لغة تخاطب مشترك بين الأجيال المستعربة، كانت نواة اللغة العامية، إحدى أهم عـوامل البناء في دولة السودان الحديث .

    الاستاذ/ محمد على طه الملك
    شكرا على المرور والاضافة القيمة والسرد والتحليل لقضية الهجرات العربية.
    الا اني لاحظت في سلسلة هذة المقالات تحامل الكاتب الشديد على العرب
    لدرجة بدأت اشعر كانه يأسف على دخول الاسلام والعرب الى السودان و يفضل
    بقاء السودان في حضارته النوبية.. وكذلك نلاحظ اعجابه المفرط بالاحباش
    (مارد الهضبة) وتحيزه لحضارتهم المسيحية القديمة..مقابل اتهام للمسلمين
    بالاطماع التوسعية والعدوانية على جيرانهم وانه لم تكن للدعوة للاسلام مكانة
    في ذلك .
                  

07-22-2010, 00:10 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 5592

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    الأخ حسن ..
    تحياتي..
    Quote: الا اني لاحظت في سلسلة هذة المقالات تحامل الكاتب الشديد على العرب
    لدرجة بدأت اشعر كانه يأسف على دخول الاسلام والعرب الى السودان و يفضل
    بقاء السودان في حضارته النوبية.. وكذلك نلاحظ اعجابه المفرط بالاحباش
    (مارد الهضبة) وتحيزه لحضارتهم المسيحية القديمة..مقابل اتهام للمسلمين
    بالاطماع التوسعية والعدوانية على جيرانهم وانه لم تكن للدعوة للاسلام مكانة
    في ذلك .

    اسمح لي أن اختلف معك فيما ذكرته بعالية ..
    ولا اظن أن مراد الدكتور النور حمد في نقدة طال ما انتهت اليه ملاحظاتك..
    فالنظرة المنطقية المتصالحة تحصر نقده في ذات المحور الذي أشرت اليه بقولي :
    Quote: كان للفتح الإسلامي وماتبعه من هجرة عربية لكل من مصر وبلاد المغرب العـربي مردود إيجابي علي تلك البلاد ، من الناحية الإجتماعـية والسياسية والإقتصادية والعمرانية والثقافية ، بعكسها جاء مردودها لبلاد النوبة والبجا، حيث إقتصر جانبها الإجابي في الناحية الإجتماعية و الى قدر محدود الجانب الثقافي ، ذلك لأن بلاد النوبة والبجا لم يدرجا إبتداء ضمن الأهداف المباشرة لإستراتيجية الفتوحات الإسلامية فى شـمال إفريقيا، وكانت غاية المسلمين القصوى الحد من غارات النوبة والبجا وحماية حدود مصر، لهذا فقدت البلاد فرص الإستفادة من ميزات الفتح ، كالإنتقال المنظم لسلطة الدولة وإدارتها بكفاءات لها خبرتها، فضلا عن الدعم المباشر من قبل الخلافة للنواحئ الثقافية والعمرانية والإقتصادية ، يضاف لذلك أن المهاجرين جلهم - إن لم يكن كلهم - كانوا من رعاة البدو والباحثين عن فرص العمل ، وقـلة من التجار دفعـتهم ظروف مصر الإقتصادية والسياسية لمغادرة أمصارها ، بينما إستأثرت البلاد المفتوحة بالكفاءات والعـلماء وموارد الخلافة الضخمة .
    ربما أعطي ذلك تفسيرا لأسباب الفوضى والإنحدار المريع الذي عانى منهما الشعـب النوبي ، بعد الصـورة الحسنه التي تركها المؤرخون والأثريون ، عن ممالك مزدهره وشعب زراعي مستقر، ونظم سياسية ذات أسلوب منضبط في الحكم والإدارة .

    فسرديته النقدية لا تخرج في مضمونها عن سياقها التحليلي لوقائع تاريخية ..
    بشيء من الاسهاب عن الاثر الثقافي والسياسي الذي ترتب عليها..
    فالمطعن لا يستبطن نظرة عنصرية او عصبية عقدية..
    بقدر ما يصوب على الجوانب الثالبة التي اسطحبها المهاجرون ..
    واليها يُعزي عوامل الفشل السياسي والحواجز التي عاقت تطور المجتمع ونظام الدولة الى الأفضل..
    برهانه في ذلك معالم أثرية وتأريخية ..
    دلت علي وجود أنظمة اجتماعية وسياسية واقتصادية رائجة ومستقرة سبقت تلكم الهجرات..
    فحيرة الدكتور الدافعة لمبحثة تتمثل في تلك المفارقة التي عبر عنها بقوله:
    Quote: عندما تحدثت عن الانقلابات الاجتماعية التي ينتج عنها إحلال البداوة محل الحضارة، باسم الدين، لم أعن أن الحط من قدر أهل البادية. ولم أعن أن مطلق حاضرة أفضل من مطلق بادية. ما قصدته هو تبيين هرمية الوجود الاجتماعي للبشر، وانتقال الحياة من الوحشية إلى الإنسية، ومن شظف العيش إلى رغده، ومن بساطة الحياة إلى تركيبيتها، ومن سكونها إلى حركتها، وما يعتور هذه السيرورة التاريخية من انتكاسات، كثيرة تحدث هنا وهناك. هناك مسار عام فيه انتقلت الحياة من الغابة إلى المدينة، ومن الجهل إلى العلم، ومن قلة الحيلة إلى سعتها. ولذلك لابد لنا من قياس التغييرات التي تحدث وفق هذا الإطار الكلي، لنرى ما إذا كانت الهبة، أو الثورة المعينة، قد أضافت إلى حركة الصعود الكلية، أم انتقصت منها.

    وكأنه بسترشد فيما انتهى اليه بالفرضية الراسخة في العلوم الانسانية ..
    القائلة بتطور الانسان او البشرية نحو الافضل والمعرفة بين علماء الاجتماع ( بقاعدة التقدم).
                  

07-22-2010, 05:31 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: محمد على طه الملك)
                  

07-22-2010, 07:07 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    تحية لكل المتداخلين

    ساعود لبعض ما كتب، لكن اولا احببت ان اضيف الى البوست ما ذكره
    احد علمائنا من القائمين على امر الاسلاموعروبية واهم منظريها
    الا وهو البروف حسن مكي

    المصدر:
    مجلة دراسات افريقية
    جامعة افريقيا العالمية
    العدد الثالث والعشرون
    يونيو 2000

    عنوان المقال: محددات الهوية السودانية ومهدداتها

    وتحت عنوان جانبي: المحددات الجغرافية (صفحة 24)

    Quote: فبرزت حضارات النوبة المختلفة، ابتداء بكرمة ونبتة وكوش ومرورا بالممالك المسيحية وانتهاء ببروز كيانات الثقافة العربية الاسلامية التي هضمت منجزات الحضارة النوبية وطبعتها بطابعها


    Quote: بينما اكتفت المجموعات السكانية المشتتة بين تلال البحر الاحمر وسهول بركة والقاش بحياة البداوة والرعي وقليل من الزراعة الكفائية وسادت عقلية العزلة والمستوطنات البشرية المكتفية بذاتها وظروفها


    Quote: اما في الشمال الغربي فقد سادت البداوة القائمة على رعي الابل بينما اعتمدت مجموعات الجنوب الغربي البداوة القائمة على رعي الابقار - وقد حدا هذا الامر من قوة التفاعل وقلل من فرص التواصل بين هذه المجموعات البشرية لان البيئة الجغرافية لا تلائم الا نوعا واحدا من حيوان الرعي، اما في الغرب فقد برزت حياة متقشفة حاول انسانها ان يتصالح مع المياه المتاحة والامطار القليلة في استقرار قام على الرعي المحدود والزراعة المحدودة


    Quote: اما في جنوب السودان ونسبة لأن البيئة الجغرافية مختلفة تماما، فقد كان التواصل مع بقية المجموعات في الاجزاء الاخرى ضئلا ربما لدرجة الانعدام احيانا نسبة لحواجز الحشائش والغابات والمستنقعات والامراض والحيوانات والحشرات الفتاكة لذا فقد اعتمد سكان هذا الاقليم على حياة الرعي الفقيرة والجمع والصيد والالتقاط واضحى انسان هذه المنطقة ضحية لهذه الظروف التي حرمته من انجازات التواصل الحضاري والتمدن


    وهكذا نجد ان بروف حسن مكي قد وجه اصابع اللوم ايضا لحياة البدو:

    - عقلية العزلة

    - المستوطنات البشرية المكتفية

    - قلة قوة التفاعل والتواصل

    - الركون الى حياة التقشف

    - عدم التواصل الحضاري والتمدن


    لكن يجب الاشارة الى نقطة مهمة، وهو ما قد يصب في مصلحة من يريدون تبرئة ساحة "البدوي العربي"

    وصف د. حسن مكي البجة بالبدو (وهم ليسوا عربا) واهل غرب السودان بالبدو (وهم ليسوا عربا)
    حتى انسان الجنوب اعتبره بدوي (وهم كذلك ليسوا عربا)

    تحياتي
                  

07-22-2010, 07:24 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    جزيل الشكر للأخ حسن محمود
    ولكل من اسهم في هذا الخيط
    هذا الموضوع طويل ولا تزالت حلقاته تتوالى وهي حلقات
    أكتبها أسبوع بأسبوع. ولذلك فإن الدخول في حوار مع المتداخلين
    الآن سابق لأوانه ولسوف يصرفني عن مواصلة البحث وعن الكتابة
    فهذا البحث مشروع كتاب ولا يمكن بطبيعة الحال مناقشة كتاب قبل إتمام قراءته
    فكثير مما قد يثار ربما يجد إيضاحاته في ما هو مقبل من حلقات
    ولكن، مما لا شك فيه أنني سأنتفع بكل ما يكتبه المتحاورون هنا وهم اقتباسات مما تم نشره حتى الآن

    ربماتجيب الحلقة التي سوف تظهر في يوم الاثنين القادم على كثير من التساؤلات
    ليس هناك تحامل على الإسلام أو على دخول العرب إلى السودان وإنما هناك محاولة لفهم تاريخنا وسبر غور
    مواطن العلل فيه. فأنا مثلا قلت: إن العرب المهاجرين لم يتغلبوا على الحضارة النوبية إلا لأنها فقدت طاقة دفعتها
    وكان لابد أن يحدث ما حدث. أيضا، أعتبر نفسي داعية إسلاميا، ولا يمكن أن أكون متحسرا لأن الإسلام قد دخل إلى الإسلام
    غير أنني أفرق بين إسلام البداوة، وإسلام الحضارة وكل جهدي إنما يستهدف إحلال إسلام الحضارة محل إسلام البداوة
    عموما، ارجو متابعة المقالات القادمة. وأرجو ممن لم يقرأوا كل المقالات الرجوع إليها في موقع سودانايل وقد بلغت المقالات الآن الأربعة عشر مقالة
    مرة أخرى جزيل شكري لكل المتداخلين
                  

07-22-2010, 08:16 AM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الدكتور النور حمد

    اولا نشكرك بالتفضل بزيارتنا في هذا البوست.

    تفهمت وجهة نظرك واتقبل اعتذارك بعدم استطاعتك التداخل.

    ونتمنى ان نرى الكتاب بين ايدينا عما قريب وربنا يوفقك ان شاء الله

    وان كنت مازلت في انتظار نسخة من كتابك (مهارب المبدعين) من اخي وصديقي ودفعتي
    عبدالله الفكي البشير الذي وعدنا به عند زيارتي للدوحة في عيد الفطر الماضي، قبل صدور الكتاب بزمن بسيط.

    هذا الموضوع الذي تطرقه في كتابك من المواضيع التي كنت مهموما به، لذا تجدني
    من اول المتاخلين، وكما وضح ان بعض الزملاء لهم اسهامات به ايضا، فارجو ان تواصل
    وتضيف لمكتبتنا السودانية ما قد ينير لنا وللاجيال القادمة ما قد يسهم في وضع الحلول
    طالما نحن ما زلنا نبحث في (اسباب العلة).

    طلب: هل تمنحنا موافقتك لنقل المقالات هنا في سودانيز؟؟

    تحياتي

    رسالتي لعبدالله الفكي ستكون في شكل "اخجل، الراجل حيطلع كتاب تاني وانت الاول ما رسلتو)
                  

07-22-2010, 10:01 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: أحمد ابن عوف)

    الف مرحب بالدكتور النور حمد كاتب المقال موضوع النقاش..
    وصاحب الكتابات الرصينة والجادة.
    ..وفي انتظار مقال الاثنين ومشاركاته المفيدة بلا شك للحوار.
    كماارجو من الدكتور نشر مقالاتة في مواقع اخري مثل سودانيز اونلاين
    تعميما للفائدة.
                  

07-22-2010, 10:12 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    Quote: احببت ان اضيف الى البوست ما ذكره
    احد علمائنا من القائمين على امر الاسلاموعروبية واهم منظريها
    الا وهو البروف حسن مكي

    احمد بن عوف
    كلامك الاخير سمح واستشهاداتك بكتابات د. حسن مكي في محلها وتصب في
    المسار الصحيح والهادي للحوار ..
    تعرف مداخلاتك الاولى خوفتني.. حينما برزت الى الساحة مشهرا سيفك
    وقلت:
    Quote: اين بني يعرب؟؟

    لنفسي قلت الزول ده عايز يقلبها معركة ودواس ولا شنو ؟
    .. خالص التحايا والود
                  

07-22-2010, 01:57 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    يقول الكاتب ان الحالة التي تتغلب فيها البداوة على الحضارة ، بالاضافة
    الى السودان قد تكررت مرات في التاريخ الاسلامي ..فنجد ان حضارة بغداد في بلاد العراق
    قد استهدفت من البدو مرتين ..باستيلاء السلاجقة (البدو) على السلطة ُ ثم غزو المغول
    وكلاهما احدث دمارا شاملا واعادوا حضارة بغداد دورات الى الوراء.

    وعن اسلام الدين واسلام الحضارة كتب :
    (البطاقة الإسلامية التي لا يقف وراءها محتوى حضاري، لا تكفي لإثبات أن ما حدث كان حراكاً إلى الأمام. فالهبَّة الدعوية لا عبرة بها إن لم تتحول إلى حالة حضارية. وما حدث في السودان أن القبائل العربية الرعوية التي وفدت إليه كانت تحمل "البطاقة الإسلامية" ولكن بلا عميقٍ من المعاني الإسلامية الحقيقية. وهذا هو ما أشار إليه ابن خلدون، حين ذكر أن العرب عاثوا في النوبة فسادا، ثم ملكوها. استقرت القبائل العربية الرعوية، حين وفدت إلى السودان، في المراعي الشاسعة بعيداً عن النيل، وبمرور الزمن ونمو التبادل التجاري زاد الاستقرار والتداخل عن طريق التزاوج مع النوبة. وأستفاد الأعراب الوافدون من نظام الوراثة لدى النوبة، فأصبحت لهم بمرور الزمن الغلبة في نهاية الأمر. ولقد كانت النوبة تعيش فترة اضمحلال حضاري، وحين امتزج بهم العرب وغيروا هيئة بلادهم لم يضيفوا عنصراً حضارياً جديداً، ولم يحدثوا نهضة حضارية، كما فعلوا في مصر، وفي الشام، وفي الأندلس، وإنما أطالوا وعمقوا حالة الاضمحلال الحضاري. والسبب بسيط، وهو أن الذين وفدوا إلى وادي النيل، كانوا بدواً،كما كان بعضهم الآخر تجاراً، ولم يكونوا رسلاً أو مبشرين بقيم جديدةً. ولذلك فهم قد جلبوا إلى وادي النيل خلالاً بدوية وطمعاً في التملك. وعموماً فإن قدومهم لم تنتج منه نقلة بقدر ما نتج منه تعميق وإطالة لحالة الغيبة الحضارية التي كان هذا الإقليم داخلاً فيها أصلاً. وقد كانت الحالة الحضارية لهذا الإقليم ملء سمع العالم القديم وبصره، حتى حوالي سبعة قرون من لحظة وفود العرب. وإني لأزعم أن آثار هذه النقلة لا تزال ماثلة في حياتنا الراهنة. وهي التي ظلت تُغَلِّب عندنا الديني اللاحضاري، على الديني الحضاري.
    هذه الحالة التي تتغلب فيها البداوة على الحضارة تكررت مرات في التاريخ الإسلامي. يقول جورج طرابيشي في كتابه، (من النهضة إلى الردة، الصادر عن دار الساقي، في طبعته الثانية، في العام 2099م أن سيرورة انغلاق الحضارة العربية على نفسها بدأت في نهاية القرن الخامس الميلادي، حين كفًّر أبو حامد الغزالي الفلاسفة في مؤلفه "تهافت الفلاسفة". ويرى طرابيشي أن عملية "الأسلمة" ارتدت من المجتمع إلى الإسلام، إذ ارتفعت الأصوات بتطهير الإسلام وتنقيته، مما يُعتقد بأنه "ليس إسلامياً". ويضيف طرابيشي أنه ليس من قبيل المصادفة أن تزامنت تلك الانتكاسة مع الاحتلال السلجوقي للقسم الشرقي من الدولة العربية الإسلامية. فالسلاجقة كانوا "شعباً" من البدو، وقد أحدثوا خراباً كثيراً في مدن خراسان والعراق، قبل أن يستولوا على بغداد عام 1055م. ويقول طرابيشي، إن حظ السلاجقة من الثقافة بقي ضحلاً حتى بعد اعتناقهم الإسلام السني. ويؤرخ وصول السلاجقة إلى السلطة لحالة الانفصال المرعبة بين الدين والثقافة. ويضيف طرابيشي ملاحظة هامة، وهي: كلما قلَّت ثقافة الحاكم، ووعيه، وتمدنه، كلما تشدد في الدين ضماناً لمشروعية حكمه، (ص 88). أما المثال الثاني الصارخ لانتصار البداوة على الحضارة فيمثله الغزو المغولي لبغداد، في القرن الثالث الميلادي. يقول طرابيشي إن الغزو المغولي قد أحدث دماراً مادياً ماحقاً، فأحرق بغداد، وأعادها، بعد خمسة قرون من العز الحضاري، منقطع النظير، إلى عصر القرية. ونلاحظ أن حضارة بغداد قد استهدفت في المرتين المذكورتين، من جهتين بدويتين: الأولى كانت قوة داخلية، تمثلت في الأتراك السلاجقة الذين اعتنقوا الإسلام، ولكنهم ارتدوا بالحالة الحضارية الإسلامية التي كانت قائمة, إلى الوراء. أما المرة الثانية فقد كانت من جهة خارجية، وهم المغول الذين وفدوا من سهوب آسيا الشمالية الشرقية فأرجعوا عقارب الساعة في بغداد دوراتٍ إلى الوراء.
    الشاهد أن مسألة التدين والتحضر مسألة تحتاج إلى إعادة فرز. فالتدين لا يعني بالضرورة التحضر. ويقول هادي العلوي في حواره مع جواد سليم، المنشور تحت عنوان: (هادي العلوي: حوار الحاضر والمستقبل)، الصادر من دار الطليعة الجديدة، في العام 1999م: ((التفريق بين "إسلام حي" و"إسلام ميت" يرجع إلى التفريق بين إسلام الدين وإسلام الحضارة ... إسلام الحضارة يشتمل على العلوم والفلسفة والفقه بوصفه حقوقاً، وعلم الكلام، بوصفه فكراً فلسفياً، وثورةً اجتماعية، والتصوف بوصفه معارضةً. أما إسلام الدين فيشتمل على العقائد والعبادات والفقه بوصفه شرعاً دينياً، وعلم الكلام بوصفه لاهوتاً، والتصوف بوصفه منحى غيبياً. مع حلول القرن الثامن الهجري، توقفت بوجه عام الفعالية الحضارية، فلم تبق الفلسفة ولا الفلاسفة، ولا التصوف بمنحاه الأصلي، ولا علم الكلام كفكر فلسفي. كما توقف مد الثورة الاجتماعية، وحركة المعارضة، وانفرد الدين بالعالم الإسلامي))،
                  

07-22-2010, 03:33 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    وهنا يعرض الكاتب حالة يمكن ان نطلق عليها استثنائية وهي انه في بدايات
    الفتح الاسلامي ..وفي بلاد فارس ورغم ان من دخلوها من العرب المسلمين
    كانوا من البدو ..الا ان الفرس احتفظوا بحضارتهم بسبب ان وقت دخول المسلمين
    اليها كان نور النبوة ما زال متوهجا في قلوب الفاتحين من العرب..فأمتزجت قيم
    المعتقد الديني الحق بالارث الحضاري:
    كتب د. النو
    ر ((أردت أن أخلص من كل ما تقدم أننا بحاجة إلى إعادة النظر في الصورة التي رسمناها لتاريخينا في مخيلتنا الجمعية. وأعني هنا، الصورة التبسيطية (simplistic)، التي تعتمد المعتقد الديني وحده كمرتكز حضاري، وتهمل الإرث الثقافي والحضاري المتراكم منذ سوالف الحقب. وأحب أن أعقد هنا مقارنة بين حالنا وبين حال كيان حضاري آخر، هو الكيان الحضاري الفارسي الذي اعتنق الإسلام بعد انهيار الدولة الساسانية على أيدي المسلمين، عند مبتدأ الفتوحات الإسلامية. لقد كانت هزيمة المسلمين للفرس هزيمة بدوية لمركز حضاري كبير، غير أن المسلمين الفاتحين الذين دخلوا ذلك الإقليم الحضاري العتيد كانوا قد دخلوه حاملين قيماً إنسانية جديدة، لمدنية جديدة، كانت في طور التخلق. فنور النبوءة كان حينها لا يزال في أوج توهجه في نفوس الفاتحين. ولذلك، فقد امتزجت تلك القيم الإنسانية الجديدة بالإرث الحضاري التليد لبلاد فارس، وأنتج ذلك المزيج نقلةً حضاريةً جديدة ارتفعت بما كان سائداً هناك إلى سمط جديد. ولو قارنا هذا الوضع بما نتج من غلبة أعراب البادية، الذين جاءوا إلى السودان، على أهل النوبة، لأتضح لنا الفارق الكبير. فالقيم التي جاء بها أولئك الأعراب كانت أقل إنسانيا، وأقل ثقافياً، وأقل حضارياً من قيم المغلوبين. ولذلك فقد كان الأمر، في جملته، رجوعاً إلى الوراء، ولم يكن تقدماً إلى الأمام، كما رسخ في وعينا الجمعي.
    احتفظت بلاد فارس بشخصيتها الحضارية، ولم يتم "استلابها إسلاميا". لم تتاثر الشخصية الفارسية كثيراً بما ظل يتشكل، ويُعيد تشكيل نفسه لدى العرب. تحول الفرس إلى مسلمين، ولكنهم بقوا فرساً، ولا يزالون. فبلاد فارس، متمثلة في إيران الحالية، لا تزال تنطلق من منطلقاتها الحضارية التليدة التي امتزجت بالإسلام، ولم تبع نفسها لما تسمى نفسها في البلاد العربية "مراكز إسلامية". أما نحن فقد ذوبنا شخصيتنا الحضارية التاريخية فيما هو أقل منها. وهذا هو سبب معناتنا الطويلة هذه. لقد خلطنا بين الروح المدنية للفكرة الإسلامية، وبين القشرة التي حملها إلينا البدو. هذه القشرة هي التي حلت محل حضارة وادي النيل النوبية والمسيحية العتيدتين اللتين سادتا هذا الجزء من وادي النيل، لما يقارب الثلاثة آلاف سنة. علينا أن نسأل أنفسنا، أين ذهبت المعرفة بالهندسة، وبالرياضيات، وبجماليات العمارة التي تجسدها، وحتى يومنا هذا معابد وإهرامات البركل والبجرواية، وغيرها من مواقع تاريخنا. كيف تحولنا من البناء بالحجر على ذلك النحو المتفوق ذي الهندسة التي تحبس الأنفاس، لنبقى لما يقارب الألف عامٍ مع أبنية الطين، والقش، وزرائب الشوك؟ أين اختفت المعرفة بالألوان، وبفنون الرسم والتلوين التي جسدتها جداريات الكنائس، وأين المعرفة بصهر البرونز، وبصوغ الحلي الذهبية، التي حين يراها المرء اليوم في المتاحف العالمية، يظن أنها من صنع هذا العصر. وأهم من ذلك، أين البنية الاجتماعية المتماسكة التي وقفت وراء تلك الإنجازات الحضارية الرائعة؟ هناك حلقة مفقودة في تاريخنا لم يتم فحصها على نحوٍ كافٍ، وأرى أن الأوان قد آن لفحصها فحصاً علمياً، رصيناًً، متأنياً، بعيداً عن "الكلفتة" وعن هتافيات تمجيد الإسلام بلا معرفة بما يعنيه الإسلام حقيقةً!.
                  

07-25-2010, 10:13 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: أحمد ابن عوف)

    تحية .. يا احمد ابنعوف يا قريبي نحن لا نرغب في تناول الامر بمنطق من جري حقنه واصبح يتعامل وفق درجة ومستوي ومدي تاثير الاحتقان..نحن نحاول تحليل ظاهرة التخلف ..حاولت ان اتطرق او افتح نافذة لمدي التاثير الثقافي علي عقلنا الجمعي كسودانيين ..هناك بذرة تسلط مردها التفكير الديني وفلسفة السلطة وهذا مبحث واسع ويقتضي الاسناد باسانيد التاريخ السياسي ولكن دعك من ذلك لنبداء في السؤال عن من نحن

    هل نحن نتاج الهجين الذي تشكل بعد الدولة السنارية..دراسة تطور الدولة السنارية من حيث النسيج الاجتماعي ومدي تطوره..الواقع السياسي هل اتاح الاتفاق بين العبدلاب و الفونج اقتسام للسلطة ام توزيع مناطق النفوذ وهل كان ذلك علي حساب الوعي الوطني المامول وكيف ساهم ذلك في تطور حركة المجتمع وثقافته المتاثرة مسبقا بثقافة الممالك المسيحية وما هو الناتج المنتهي بما سبق والمرتبط به.

    هذه فذلكة تاريخية لازمة لرصد مدي التشكل للذهنية السودانية ودرجة المؤثرات التي انتهت بمرحلة الاستعمار واعماله لمبعضه في الحقن بمصل جديد.......مرحلة الدولة الوطنية وخطابها السياسي انتهاءا بكرري.. ارض البطولات و التضحيات يجب الا تغيب عن التحليل الممعن في الانصاف

    التطور التلقائي لحركة المجتمع وللتطور السياسي المنشود ياتي بعد تحديدالاجابة علي ما جري فتحه من نوافذ للنقاش الهادئ المتزن بعيدا عن منطق مع او ضد ... هل توسعنا في الحوار لنوافذ جديدة يا تري ... لك احترامي
                  

07-28-2010, 07:01 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: محمد الكامل عبد الحليم)

    واصل د. النور حمد في مقالة هذا الاسبوع رقم (15) من سلسلة
    مقالاته الموسومة: لماذا ينهض مارد الهضبة ويغفو مارد السهل؟
    تسليطه المزيد من الانوار الكاشفة على قضية المؤثرات العربية والاسلامية
    على الحياة السودانية ويدلي بالمزيد من التحليلات و التوضيحات للاجابة على
    الكثير من الاسئلة التي قد تتبادر الى ذهن القاري فيما يختص بالبداوة العربية
    وعلاقتها بالفشل السياسي للدولة.
    يخلص في نهاية المقالة الي علاقة البداوة سلبا وايجابا ببناء وتلاشي الدولة
    في نتيجة قد تبدو غريبة .. وهي ان البداوة ليس شر كلها ..فكون السودانيين
    استطاعوا اجبار نظامين عسكريين عن التخلي عن السلطة،و يرجع ذلك الي المزاج
    البدوي الذي يأبى الخنوع ومهابة السلطة..

    الى المقال..
                  

07-28-2010, 08:12 AM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تخلفنا وفشلنا السياسي.. بسبب اللقاح البدوي الذي حقنا به؟ (Re: حسن محمود)

    لماذا يصحو مارد الهضبة، ويغفو مارد السهل (15)

    أهمية المكون العربي الإسلامي:
    ربما أحس البعض أن هذه المقالات تنطوي على محاولةٍ لإنكار المؤثرات العربية والإسلامية، التي شكلت جانباً مهماً في تكوين البنية الكلية للأمة السودانية. وعلى أيسر تقدير، فإن البعض ربما ظن أن هناك محاولة للتقليل من شأن هذه المؤثرات العربية الإسلامية، أو دمغها كلها بالسلبية. غير أن حقيقة الأمر بخلاف ذلك. فالمكونات العربية الإسلامية التي انداحت في مجموع البنية الكلية للأمة السودانية، قد تركت تأثيراتٍ غير قابلةٍ للنقض irreversible. وكون هذا التأثيرات غير قابل للنقض، لا يعني أنها قد كانت جميعها تأثيراتٌ إيجابية. فبعضها إيجابي، غير أن كثيراً منها كان له اثرٌ سالبٌ، ويقتضي من ثم، المراجعة التي قد تصل درجة المحو والإزالة. كما أن من بين المؤثرات الإيجابية ما يحتاج التطوير. الشاهد، أن التأثيرات العربية الإسلامية التي انداحت في هذه المساحة الجغرافية الشاسعة، المسماة السودان هي من الوضوح بحيث لا يمكن إغفالها، أو تهميشها. كما لا يمكن اعتبارها مجرد داءٍ عارضٍ يجب التخلص منه، كما هو ظاهرٌ في خطاب الغلاة من دعاة استعادة الطابع الإفريقي النوبي. فدخول العرب، ودخول اللغة العربية، رغم العلل التي صحبتهما، قد مهدا الطريق ليتصل إنسان النيل، الذي نسي حضارته، وفقد وقدته، ودافعيته، بالجذر الحي للثقافة الإسلامية، التي كانت تعيش آنذاك لحظة ضحاها الأعلى. وملاقحة الحضارات المحلية الآفلة، بمكونات حضارات حية وافدة، أمر متكرر في التاريخ البشري. فالإسلام حين جاء قضى على الحضارتين الرومانية والفارسية، اللتين كانتا تعبران بحر شيخوختهما. ولكن حين خمدت الوقدة الدينية التي صحبت البعثة المحمدية، بُعَيْد الفتنة الكبرى، لجأت الحضارة الإسلامية إلى التراث الهيليني فترجمته، ولكنها أدغمته في بنيتها الفتية الناهضة، وخلقت به حالة قفزة حضارية جديدة.
    ما أحاول إبانته هنا، هو أننا لم نتعلق حتى الآن بشكل جمعي بالجذر الحي للحضارة الإسلامية، وبطاقاتها الواعدة، القادرة على رسم غدٍ أفضل، وإنما ظل تعلقنا، وتمسكنا، مرتبطٌ في غالبيته بقشرتها التي انعجنت من مزيج البداوة، والفقه المدرسي الشكلاني. وهما السمتان اللتان ظلتا تكبلان هذا الفضاء شرق الأوسطي، العربي، الإسلامي، ذي التمددات في شمالي، وشرقي إفريقيا. المحاولة إذن لا تتجه إلى إنكار وجود مؤثرات عربية إسلامية، أو إلى التقليل من شأنها. فهذه المؤثرات لم تستثن جانباً من جوانب الحياة السودانية، على اختلاف تجلياتها، وتبايناتها بين المجموعات الثقافية، والعرقية، والدينية، واللغوية في السودان، دون أن تمسها بقدرٍ من المقادير. وإنما تتجه المحاولة إلى فرز ما هو إيجابي من الثقافة العربية الإسلامية التي وفدت إلينا، وأصبحت جزءاً من رؤيتنا للوجود، ومن مزاجنا، مما هو سلبيٌ فيها. وما أريد أن يُفهم عني أنني أعني أن الثقافة العربية الإسلامية هي الإطار المرجعي لكل الشعوب السودانية، شديدة التعددية، وإنما أعني أنها تمثل الإطار المرجعي لنا نحن أهل الشمال والوسط النيليين؛ أي غالبيتنا المتسربلة بعباءة الهوية العربية الإسلامية. هذا الإطار المرجعي العربي الإسلامي الذي ظل يحكم رؤى النخب النيلية، إطارٌ مرتبط بالبداوة، وبالفقه المدرسي، بأكثر مما هو مرتبط بروح الإسلام الأصيلة الخلاقة، وجوهره الخالد، المتمثل في القدرة على تحقيق مصالحة الإنسان مع بيئتيه الطبيعية والاجتماعية، ومصالحته مع نفسه، والقدرة على تهيئة المناخين الداخلي (داخل الفرد)، والخارجي (عبر المجتمع)، لبسط العدالة، وتحقيق السلم بين الناس.
    طلب الإجازة من الخارج!
    المحاولة إذن، إنما تتلخص في الدعوة إلى فرز وتخليص مكوناتنا العربية والإسلامية، ذات السمات الإنسانية الكوكبية، من السمات الماضوية السالبة، التي تكرس التمترس في الشوفينية القبلية والعقدية والطائفية، التي لا تملك ما يجعلها قادرةً على العبور إلى مستقبل البشرية. فالمكونات السالبة، غير المعافاة، هي التي تم بها استعمارنا، واستلحاقنا، بمعنى الـ subordination ، لمركزية خارجية مهيمنة. لقد تم إلحاقنا، نحن السودانيين، بمراكز خارجية لا تملك طاقاتٍ ولا وعوداً بالمستقبل!! وكل ما جنيناه، ولا نزال نجنيه من هذا التيه الطويل ليس سوى حبسٍ مستمرٍ في دوامةٍ من العجز عن التأثير في البيئة التي نعيش فيها. يُضاف إلى ذلك أن الاستلحاق أصابنا بقدرٍ مريعٍ من هزال الثقة في الذات، ومن مركبات النقص التي جعلت نخبنا تبحث عن الإجازة والقبولapproval ، مما رأته تلك النخب مراكز للعروبة والإسلام. وردت في مذكرات القطب الاتحادي الراحل خضر حمد قصة يمكن أن نأخذها دليلاً على السعي المحموم الذي كانت تقوم به نخبنا طلباً للإجازة من تلك المراكز. يروي الأستاذ خضر حمد أنه في زيارة قام بها إلى الشام بغرض ربط السودان بمراكز العروبة، تعرف على الأمير شكيب أرسلان. وقد وصف خضر حمد الأمير شكيب أرسلان بقوله: ((الأمير الثائر الأديب الشاعر العربي المسلم الذي قضى حياته كلها يجوب البلاد ويدعو للعرب والعروبة وينشر دعوة الإسلام)). وقد اجتمع الأستاذ خضر حمد بالأمير شكيب ونخبة من علماء الشام في فندق "أورينت بالاس" في مدينة دمشق. كتب خضر حمد عن ذلك اللقاء بالأمير شكيب أرسلان قائلاً: ((وجلسنا نتحدث عن السودان وعروبته، والجنوب وأعمال المبشرين فيه وكان ملماً بآخر التطورات آنذاك. وأثناء الحديث سألني أحد الحاضرين أنا من السودان العربي أم من السودان الزنجي؟ ولم يتركني الأمير أرد ولكنه تولى الرد نيابةً عني وأخذ يقول للسائل: "ألا ترى أنفه الأقنى؟ ألا ترى وجهه المستطيل؟ .. ألا ترى؟ حتى أشعره بالجهل التام)). (مذكرات خضر حمد، ص 121).
    ليس بخافٍ في ما تقدم، الاحتفاء الشديد من جانب الأستاذ خضر حمد بتلك المرافعة التي قام بها الأمير شكيب أرسلان في الدفاع عن عروبة الأستاذ خضر حمد، التى وضعها السائل، ببراءة شديدة، موضع شك. فلو أن سحنة الأستاذ خضر حمد بدت للرجل السائل سحنةً عربيةً فعلاً، وفق ما يعرفه ذلك السائل عن السحنة العربية، لما تقدم بسؤاله أصلاً. غير أن الأمير شكيب أرسلان استنكر مجرد السؤال، لما انطوى عليه من إحراجٍ للضيف القادم أصلا لعرض عروبته، وتلقي الإجازة والمباركة بشأنها. ولذلك فقد طفق الأمير أرسلان يمطر الرجل بالأسئلة الاستنكارية: ألا ترى أنفه الأقنى؟ ألا ترى وجهه المستطيل؟، ((حتى أشعره بالجهل التام))، وفق عبارة خضر حمد. ولو قرأنا احتفاء خضر حمد بدفاع الأمير أرسلان بما قاله خضر حمد في مكانٍ آخر من مذكراته، عن سكنى السودانيين من أصول نيجيرية في منطقة جنوب النيل الأزرق، لوضح لنا ضيق المنظور المتعلق بقضية المواطنة الذي وسم رؤى صانعي الاستقلال في بلادنا، ومتسنمي المناصب السيادية الرفيعة فيها. والأستاذ خضر حمد ينتمي إلى الفئتين. كتب خضر حمد في مذكراته: ((وسافرت إلى الكرمك والروصيرص عن طريق الباخرة من السوكي إلى الروصيرص. وعن طريق السيارة من الكرمك إلى سنار. وفي كلا الطريقين عرفت أن أرض السودان استغلها المهاجرون من نيجيريا، وأن القرى التي تمتد على النيل من السوكي إلى الروصيرص الغالبية الغالبة من سكانها هم أهل نيجيريا)). (مذكرات خضر حمد، ص 36). وينبغي أن نلاحظ أن الأستاذ خضر حمد قد كتب مذكراته هذه في العام 1967، أي قبل ثلاث سنوات فقط من وفاته، التي كانت في العام 1970م. فمفهوم المواطنة، والحرص على العرق، لم يتغيرا لدى الأستاذ خضر حمد، طيلة فترة نشاطه السياسي التي امتدت إلى حوالي الأربعين عاماً!!
    الفكرة لا العرق!
    بعبارات أخرى، إن الذي لا ينفك يردده دعاة "عروبة" و"إسلامية" السودان، ليس سوى تغنٍّ عاطفيٍ فج، لا يعكس فهما عميقاً للمعاني الإنسانية، الإيجابية، للعروبة ولا للإسلام. فالفكرة الإسلامية قد أدغمتها البداوة الفكرية في العروبة، وحولتها إلى فكرة عرقية عنصرية. لقد تم تفريغ الإسلام من الفضائل التي استجمعتها، ومخضتها، التجربة النبوية المشرفة، وفتحت بها للإنسانية جمعاء أفقا تطورياً جديدا. تلك القيم الكوكبية المستقبلية يمكن تلخيصها في مفهوم "العدالة" الذي جسدته سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد عبر هو عن ذلك بقوله: ((كلكلم لآدمَ، وآدمُ من تراب. إن أكرمكم عند الله أتقاكم))، وقوله أيضاً: ((الخلق عيال الله، فأحبهم إلي الله، أنفعهم لعياله)). هذه العبارات البسيطة الناصعة التي تسقط العرق وتؤكد على الفكرة، وعلى العدالة، ونفع الناس، تصلح لكي تكون معياراً ممتازاً لفرز ما هو إسلامي، بمعنى "إنساني"، وما هو بخلاف ذلك. فالعدالة والمساواة هي جوهر الدعوة العالمية للإسلام، وما عدا ذلك فهو محض تدثر بالإسلام لخدمة القلة المنتفعة من الحكم باستدامة المظالم والقهر!! ولذلك، فإن جوهر الإسلام الخالد إنما وصل إلى السودان مع التصوف، وليس بمجرد انسراب أفواج القبائل العربية في وديان بلادنا، كما ظل مُتصوَّراً. التفريق بين هاتين النقلتين التاريخيتين مهم جدا، في ما أرى.
    يقول الدكتور فرانسيس دينق في كتابه (صراع الرؤى: نزاع الهويات في السودان)، ترجمة د. عوض حسن، وهو كتابٌ صادرٌ عن مركز الدراسات السودانية، 2001م: ((أحد أهم الأسباب الرئيسية الداعية للتضارب والارتباك في أزمة الهوية السودانية يتمثل في الطريقة التي أُعطيت بها الهوية الشمالية شخصية مركبة تمزج عناصر الثقافة، العرق، والدين. الطريقة التي تم بها ذلك، تُواري البعد العرقي وتُداري العنصرية، تعمق النظرة الذاتية للبعد العرقي للعروبة، والانقسام بين الشمال والجنوب. مما يجعل الأمر صعباً حتى للجنوبي المسلم المستعرب، لتقريب شقة ذلك الانقسام. وتتمثل الطريقة التحليلية لتحسين وتخطي وضع الانقسام في فرز العرق، الثقافة، والدين، ثم التدقيق في صحة الإدعاء الشمالي للعروبة عرقياً وثقافياً، مع التمعن في شكل الإسلام الممارس في الشمال من وجهة النظر هذه. في الجنوب، كما في البلدان الإفريقية، تُمارس أديان مختلفة داخل العديد من العائلات، ولكن الدين لا يتدخل في وحدة العائلة الضرورية، التي تترسخ بولاءات القرابة. ويحمل هذا السلوك الكثير المشابه للتقاليد الصوفية، التي مثلها مثل المعتقدات الإفريقية المحلية، مُشخصنة، وترتبط كثيراً بالنسب، وتتميز بقدرٍ كبيرٍ من التسامح)). (ص 459). نلاحظ أن الدكتور فرانسيس دينق يرى أن مزج الدين بالعرق ينفر أصحاب الأعراق الأخرى، حتى حين يكونون مسلمين. أيضاً، نلاحظ أن الدكتور فرانسيس دينق قد استثنى التصوف من تهمة تكريس العنصرية، إذ أثبت له ميزة قبول التنوع. وهذا صحيحٌ جداً، فالمتصوفة الأوائل الذين وفدوا إلى السودان، هم الذين جاءوا بجوهر الإسلام الخالد، وهم الذي أخرجوا الناس من الولاء لشيخ القبيلة، إلى الولاء لشيخ الطريقة. وفي ذلك نقلة من ضيق العرق إلى سعة الفكرة. ولا يعني ذلك أن جميع المتصوفة قد برئوا من العنصرية ومن نزعة الاسترقاق، وإنما يعني أن التصوف إنما يمثل رؤية إسلامية مرتبطة بجوهر الفضائل الإسلامية الكوكبية، خاصة لدى الكبار من أقطابه.
    لقد أسهم التصوف في إخراج الناس من الارتكاز على المعاني المتجذرة في البداوة، والجلافة، والاستعلاء بالعنصر، والفخر بالقدرة على البطش، وعلى توسيع الحيازة، إلى باحات الارتكاز على المعاني الإنسانية السامقة الحاضة على التواضع، وعلى لجم الشره والمطامع، وعلى المسالمة، وتنمية التشارك في الخيرات، والتفاني في خدمة الناس، والبر بهم، والرأفة بهم. واستمر الحال هكذا والتصوف يعمل على خلق ماعون روحاني يتسع للجميع، إلى أن دارت الدوائر على روح التصوف، بوفود الاستعمار التركي، ومن بعده الحكم الثنائي الانجليزي المصري، ومعهما ذراعهما الأيمن المتمثل في الفقه المدرسي. فالفقه المدرسي إنما يمثل النقيض، في كل شيء، لقيم التصوف، خاصة وقوفه إلى جانب المستضعفين، ونفوره من ممالاة الحاكم، كما هو معروف عند الأقطاب الكبار.
    مزيج البداوة والفقه:إن أكثر ما أنابنا من انسراب القبائل العربية إلى سهول السودان، في بدايات ذلك التحول، كان في غالبه إضفاءً لطبيعةٍ بدويةٍ، وتغليبٍ لخصائصها على خصائص بيئةٍ مستقرةٍ، عرفت الحضارة منذ آلاف السنين. أدى ذلك التحول إلى الانتقال من مزاجٍ كلفٍ ببناء الحضارة، إلى مزاجٍ بدويٍ رعوي يتبع روتينا ثابتا قصاراه المحافظة على ما هو قائم. وقد أسهمت تلك النقلة إسهاماً كبيراً في انقطاعٍ تواصلية التاريخ السوداني، وإلى غيبة طويلةٍ من جانب تلك البيئة الحضرية العريقة، عن الفعل المؤثر في بيئتها المادية، والروحانية. فقد كانت الهجمة في مبتدأ أمرها، "بدويةً"، وتحولت بعد قرون لتصبح هجمةً "فقهية"، فانتهينا في حالتنا الراهنة إلى هذا المزيج "البدوي"، "الفقهي" المعادي للنمو، وللنهضة، مما لا نزال نشكو من أعراضه، صباح مساء، ولا نعرف موطن مكمنه، أو حقيقية مسبباته. غير أن تلكما الهجمتين، بكل علاتهما المشار إليها، أصبحتا جزءاً لا يتجزأ من كياننا التاريخي القائم. ومن ثم، لا سبيل لنا للتملص منهما، ولا مناص لنا من التعامل معهما بعقلٍ، وبموضوعيةٍ، وبحكمةٍ، ونضج. بعبارةٍ أُخرى، لم تكن تلكما الهجمتين شراً كلهما، فهما لم تخلوا من جوانب إيجابية. وحتى السالب منها يمكن النظر إليه كطرفٍ من الإيجابي. فالتاريخ لا تتشكل صورته الكلية من العناصر الإيجابية وحدها، لأن التاريخ إنما يسير على رجلين تختلف كل واحدةٍ منهما عن الأخرى، من حيث القيمة. ويصاقب ذلك ما يتم في الطبيعة من تكامل الطاقتين السالبة والموجبة. والتاريخ لا يصنعه البشر وحدهم، كما يتوهمون، وإنما تصنعه معهم عناصر تفجرها التيارات الكونية المنبعثة من مركز الإرادة القديمة، التي تفرض على البشر، في كثيرٍ من الأحيان، أوضاعاً لا تتماشى وخياراتهم. تلك الأوضاع المفروضة، تتغلب عادةً على خيارات الناس، فيعجزون عن مدافعتها، وتصبح، من ثم، أمراً واقعاً. ذلك الأمر الواقع الذي يحل بالناس، كما البلاء، رغم أنوفهم، يمثل في كثيرٍ من الأحيان القاعدة الجديدة التي من دونها لا تكون الانطلاقات الجديدة. وعموماً فالبداوة لم تتغلب على الحالة الحضرية التي كانت سابقة لها في سودان وادي النيل الشمالي والأوسط، إلا لأن تلك الحالة الحضرية القائمة وقتها كانت قد ضعفت، واضمحلت، وفقدت طاقتها على الدفع، وعلى التخلق في صورٍ جديدةٍ صاعدة. بل فقدت، في نهاية المطاف، مجرد القدرة على الدفاع عن نفسها.
    بناء الدولة وتلاشي الدولة:
    يقول هادي العلوي إن البدو معادون للسلطة المركزية بطبيعتهم. فهم حين ارتدوا، إنما ارتدوا لأنهم ظنوا أن أبا بكر أراد أن ينصب نفسه عليهم ملكاً. فهم بتجربتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم عرفوا الفرق بين النبي، وبين الملك. فلقد انقادوا لنبي لكونه نبياً. ولكن حين عرفوا أنا أبا بكر كخليفة لن يكون ملكاً كما كانت تخوفاتهم، رجعوا عن الردة. ويستدل العلوي على تحليله هذا بأن رجوع الأعراب عن الردة لم يكن بسبب أن الرجوع قد تم فرضه عليهم بالقوة. فجيش دولة المدينة الصغير، في ذلك الوقت، لم يكن في وسعه، حسب رأي العلوي، بسط سيطرته على كل أرجاء الجزيرة العربية الشاسعة. ولذلك فالعلوي يرى أن سبب رجوع الأعراب عن الردة، إنما كان بسبب اطمئنانهم إلى أن أبا بكر لن يكون ملكاً عليهم. الشاهد هنا، أن كون البدو يقفون بطبعهم ضد السلطة المركزية، أمر إيجابي، ولكنه سلبي في نفس الوقت!! فسلبيته إنما تكمن في كون السلطة المركزية ضرورية في مراحل البناء، ولذلك فإن عدم الانتظام تحت سلطة مركزية واحدة يعيق خلق البنية الحكمية التي تعين على النمو الحضاري. فالبيئة البدوية ربما بقيت للآلاف السنين دون أن يتغير في نمط الحياة فيها شيء. ولذلك فالبدواة تستديم الجمود، وتستديم حالة العجز، وتستديم القناعة بالقليل.
    ولكن للوضع جانباً أخر: فحين تتقدم الأمور، وتتحقق الديمقراطية وتتفتت السلطة، يصبح وجود سلطة مركزية قوية أمراً معيقاً للتقدم، ولبسط العدالة. فالتقدم الحقيقي إنما يقاس بقلة تدخل السلطة المركزية في إدارة شؤون الناس. فالديمقراطية الحقيقية هي التي تعمل على توسيع سلطة قوى المجتمع المدني وتضييق سلطة الدولة. ولذلك فإن نفور البدو من الدولة المركزية إنما يمثل (استراقاً للسمع) لحالةٍ مستقبلية لا مناص من تحققها. غير أن تلك الحالة المستقبلية لن تتحقق إلا عن طريق نظام مركزي، وخضوعٍ مقننٍ للأفراد لذلك النظام المركزي. فقول الماركسية بضرورة (تلاشي الدولة)، قول صحيح، ولكنه جاء في إطار تنبؤاتٍ خاطئة بسيرورة تفتيت الدولة. وقول كارل ماركس: ((الحكومة ليست سوى لجنة تنفيذية تستخدمها طبقة في اضطهاد الطبقات الأخرى))، هو الآخر، قول صحيح أيضاً. غير أنه بحاجة لأن يتم إخراجه من معادلة العنف والقوة الماركسية، ووضعه في أطر حراك اللاعنف، والتغيير الذي يتم عن طريق الإصلاح الوئيد. باختصار شديد، البداوة ليست شراً كلها. فكوننا شعبٌ تمكن من إجبار نظامين عسكريين على التخلي عن السلطة، أمر تعود بعض أسبابه إلى هذا المزاج البدوي الذي لا يهاب السلطة، ويأبى الخنوع والاستكانة. غير أن بداوتنا هذه نفسها التي جعلت منا شعباً متميزا باستعلائه على حكامه، وتلك فضيلة، قد جعلت منا أيضاً شعباً لا يعرف كيف يتفق وكيف يستجمع جهوده لتصب في مجرى واحد. وهذا هو ما جعل ثوراتنا المتكررة ثورات بلا مردود يذكر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de