|
|
بحث: المسرح التنموى
|
بحث : المسرح التنموى ابوالقاسم قور أهداء : الى استاذى الفطحول السنى دفع الله والناقدة النحريرة سلمى الشيخ سلامة أهديكم هذا البحث أمانة فى عنقكم
ينبثق شكل المسرح التنموى من فلسفة باولو فريرى التعليمية و التنموية (*)Paulo Freire والتى يصفها قائلا "إن التعليم الذى نسعى إليه يهدف إلى تمكين الناس من مناقشة مضمون و أسباب مشاكلهم ويتيح لهم التدخل المباشر فى هذا المضمون . إن هذا المنهج يحذر الإنسان من خطورة التاريخ ويمنحه الثقة بالنفس لمواجهة هذه المخاطر بدلا من الاستسلام لها"(1) . بهذا المعنى يمكنا القول يحتاج المسرح التنموى لمقدرة عالية من الذكاء، وخيال إبداعى ثر، وحساسية درامية بالإضافة لمعرفة دقيقة بطبيعة فلسفة وأفكار وقيم الشعوب والمجموعات البشرية المختلفة والمستهدفة ببرنامج التنمية. كل ذلك لابد من أن يكون مصحوبا بموهبة درامية كبيرة. ذلك لأن المسرح التنموى يتعامل مع المكونات الثقافية، والاشكال الفنية والابداعية الشعبية لدى كافة الشعوب، والمجموعات القبلية. ويعرف الدكتور أوبيو موما ، استاذ الدراما بجامعة نيروبى – كينيا – المسرح التنموى قائلا " فالدراما والمسرح التنموى Development Drama / theatre فى العادة هى توظيف لأشكال الفنون الشعبية من أجل التوعية بخيال واسع، وحذر كبير، لأن برنامج المسرح التنموى يهدف إلى بث الوعى الثقافى والتحول لدى المجموعات المستهدفة بغية التطور والتنمية البشرية Human Growth (1). . ومنهج فريرى فى الدراما التعليمية، منهج معروف يرتكز على أحد أهم المناهج التعليمية التى تقوم على الخيال والابداع، فهى استراتيجية تعليمية تقوم على التعليم والتغيير. لعل من المعروف أن مجال المسرح التنموى مجال خصب يجد اليوم رواجا كبيرا فى كافة أنحاء العالم وفى الدول الإفريقية على وجه الخصوص ، هذا بالاضافة إلى الجدل الأكاديمى الذى وفره تيار المسرح التنموى بين الدراميين دال المؤسسات المهتمة بهذا الوضوع . اذ يرى عدد كبير من الدراميين والمسرحيين الأفارقة إن دور الدرامى الافريقى يختلف عن مثيله الأوروبى " لا يمكن للكاتب الإفريقى أن يلج إلى عمق التاريخ ما لم يع دوره الحاضر ولكى يتم كل ذلك يجب أن يكون الدرامى الإفريقى فنانا قبل كل شئ وليس دعائيا Propagandist ، وأن يكون فيلسوفا وليس صانع محاكيا" (1). هذا بلا شك أمر يضع العاملين فى مجال الدراما التنموية فى محل التجربة الفعلية والمعرفة العلمية والحرفية التامة والوعى التام بتوظيف هذه الاجناس الابداعية دون تغريبها – من غربة – حتى لا تفقد أثرها السيسيولوجى والقيمى. لذلك يمكننا القول أن المسرح التنموى بهذا المعنى الشامل هو نوع من النشاط المعروف لدى كافة الشعوب والمجتمعات البشرية. كما توجد عناصر المسرح التنموى فى ثقافات المجموعات القبلية والمجتمعات المتعددة والمتنوعة والمختلفة والمنتشرة فى كافة بقاع العالم والقارة الإفريقية على وجه الخصوص. ومن التعريفات المفهومية والعملية للمسرح التنموى هذا التعريف " المسرح التنموى"" (Theatre For Development TFD) ، هو تيار أشبه بالمسرح الجماهيرى والشعبى (Popular Theatre) . ويوجد المسرح من أجل التنمية حيث يتوفر عدد من المسرحيين يعملون مع المجموعات المتنوعة والمتعددة فى مجال التنمية، أو مع المنظمات المختفة التى تعمل فى هذا المجال الحيوى، يساعدون فى خلق نوع من المسرح بغية بث رسال رسائل توعوية مثل التغذية، محو الأمية، وصحة البيئة، والزراعة ..الخ حول أماكن السكن. هذا النوع من المسرح يتراوح بين الدراما والأغانى والرقص، وفى الغالب ما تكون الأغانى بسيطة، تحمل ألحانا ذات رسائل واضحة فى الحقل المحدد. ويكون العاملون فى مجال المسرح التنموى فى شكل مجموعات: منظمات أو Animators (*) منشطين"(1).يُعتبر المسرح التنموى بهذا المفهوم هو ممارسة شعبية أصيلة فى الثقافة السودانية وتمتد جذوره وفروعه فى المجتمع السودانى الذى يمتاز بمفهوم الأسرة الممتدة والتماسك القبلى والتنوع الثقافى، والذى يرتكز على الأسرة والعشيرة والقبيلة فى (التشاطر والعطاء) كعناصر ثقافة السلام.لقد ظل هذا النوع من المسرح موجودا منذ زمن بعيد فى بلاد السودان ، وظلت المجموعات البشرية والقبلية ، والمجتمعات السكانية فى السودان تمارس المسرح التنموى كنشاط اجتماعى راكز فى تراثها الابداعى وفنونها التقليدية فى اشكال وأساليب عديدة مثل ترديد الاهازيج ابان عملية ( الحصاد). ويمكن النظر إلى (النفير(*)) على سبيل المثال أحد أشكال المسرح التنموى الذى يكاد يكون موجودا فى كل أنحاء السودان، ذلك لما يحتويه من معانى وقيم تصب كلها فى خانة التشاطر والتماسك (*)(Solidarity) وكذلك يمكن ايجاد عناصر هذا النوع من المسرح فى الممارسات الشعبية لدى الجماعات المختلفة فى السودان.
نموذج المسرح التنموى: وهنا سأقوم بهذا التصميم كمنوذج (Model) للمسرح التنموى وهو النموذج الذى أرى يمكن اتباعه لتوصيل مفهوم التنمية ونشر عناصرها بين المجموعات المستهدفة. إن مفهوم المسرح التنموى ونموذجه – الذى ظل موجوداً فى القارة الإفريقية منذ وقت طويل ينبثق من مفهومين أساسيين هما: أولاً: الاعتماد على أساليب المسرح عامة فى توصيل الرسائل والمفاهيم المستهدفة. ثانياً: المعرفة العميقة بعناصر الثقافة فى شكلها ا الانثروبولجى والاجتماعى. ومن الخطوات الاساسية والجوهرية لهذا المنهج هناك خمسة عناصر أساسية لابد من يضعها (المنشط الدرامى)(*) Drama Animator نصب أعينه وهو يقبل على مشروعه التنموى وهى: 1- اللغة : ما اللغة المناسبة التى يمكن استعمالها فى الحقل. 2- البيئة : ما هى البيئة التى تتناسب مع هذا الموضوع ؟ بمعنى ماهو المكان المناسب لطرح الموضوع المراد توصيله ؟ 3- المشاركون : من يفعل وما الذى يجب فعله ؟ وهذه مسألة أساسية بالنسبة لمنسق المشروع. 4- الثقافة : ونعنى المعنى الخفى العميق لكلمة الثقافة المعنى الفلسفى السيسيولوجى الذى قد لايبدو ظاهرا للعيان فى حالة التعامل المهتبل مع المجتمع. وهنا يمكن تضمين تبنى الاشكال الفنية المحلية والشعبية بوصفها مخزن لهذه النماذج. 5- الزمن: ماهو الزمن المناسب للعمل مع المجتمع المستهدف؟ على سبيل المثال أيهما أكثر مناسبة فى طرح مشروع الدراما من أجل السلام بين القبائل الظاعنة ، هل فى فصل الخريف حيث تتوفر المراعى والماء وتكون الحياة أكثر استقرارا ؟ أم فصل الصيف حيث حيث المياه والموارد الطبيعية والمنافسة بين المجموعات؟ اعتبارات: هناك عدد من الاعتبارات يجب على المنشط الدرامى أن يضعها نصب أعينه وهو يقوم بهذا العمل الدقيق. وأهمها معرفة أن التحول الاجتماعى مسألة مؤلمة وتمرين بطئ يحتاج إلى صبر وزمن كاف، فإذا ما اكتشف المنشط التنومى أو المبادر ليس لديه من زمنا كافيا للمشروع فمن الافضل له ان يتمهل حتى يتوفق فى توفير الزمن الكافى لهذه العملية، على ان لا تقل الفترة من ستة أشهر فى الحقل، والا سوف تصبح المسألة برمتها نوعا آخر من مضيعة الزمان وإهدار المال.كما يجب ان يعلم المنشط الدرامى ان كسب صداقة المجموعة المستهدفة أمر ضرورى، وان تعاون الافراد معه مسألة ذات معنى عميق لتوفير المعلومات الهامة. بالمعنى الآخر للكلمة لابد من التمكن من معرفة ما نطلق عليه المعنى الخفى للتعبير الثقافى، فهى قيم عميقة .. وهى ذات القيم التى يقوم المنشط الدرامى بتبنيها، وهذه مسألة هى الاخرى تحتاج إلى الزمن الكافى والتمهل. لأن ذلك بالنسبة للمنشط الدرامى / الموصل الدرامى عملية إبداعية تبدأ من داخل المجتمع (Within Community) ، لأن الموصل (Communicator) (*) أحياناً يلعب دور الموجه. فهو أشبه بحادى الرحلة الذى يقرر المواصلة أو عدم المواصلة فى السير. ولكى تقود مجتمع هذا أمر بالطبع يحتاج إلى كسب ثقة هذا المجتمع. ولكى يكسب شخص ما ثقة المجموعة تلك مسألة هى الأخرى تحتاج للزمان الكافى. إن الموصل المسرحى (Theatre Communicator) الذى يسعى إلى بث رسالة محددة داخل المجتمع على سبيل المثال مثل (التنظيم الأسرى)، أو مكافحة (الخفاض الفرعونى)، أو (رفض الحرب مع العدو الذى يعيش معه فى أرض واحدة)...الخ يستوجب عليه إذا ما علم أن موضوعه قابلة للنزاع أو ربما رُفض بعنف أو أُعتبر وعد كاذب، لذلك عليه أن يتحرى الدقة وأن يكون ذكيا قادراً على التحليل حتى لا تنقلب الرسالة إلى عكسها، قادر على تحليل عناصره حتى تستعير معانى عناصر ثقافة المجموعة المستهدفة، فهى عملية تماهى واختزال من الداخل أى أن يقوى على تحليل موضوعه وفقا لمعطيات هذه الجماعة وثقافتها. أن يجعل من موضوعه نموذجا يوجد فى داخل كل القيم والمعانى للجموعة المستهدفة. هذا يدل على نموذج المسرح التنموى هو نموذج ثقافى يدخل للناس من لغتهم الخاصة. لأن الشعوب تتحدث بلهجتها وبتعابيرها الخاصة عن المسائل الانسانية المختلفة. وبهذا يمكن مخاطبتهم بواسطة أناس يعرفونهم. إذا من المفترض أن يتم تصميم الرسالة فى قالب لايحتوى على أى نوع من الغرابة والغربة، وبه نوع من الألفة.فمثلا ان كنت غريبا على هذا المجتمع عليك على سبيل المثال ان تتعلم وتستعمل بعض المفردات الخاصة بهم، مثل طبيعة السلام، والشكر، وادخال بعض المفردات، والامثال، التى تخصهم ، وهو أمر يجعلك قريبا منهم
طبيعة المسرح التنموى: يناقش المسرح التنموى بطبعه قضايا عديدة، وبعض هذه القضايا متداخلة، بعضها لايقبل النقاش، أو الحوار المفتوح فى السودان مثل قضايا (الخفاض الفرعونى) على سبيل المثال، لهذا يستوجب ان يكون المبادر والعامل فى هذا المشروع ذو دراية تامة وعميقة بأصول هذه المفاهيم. وعلى سبيل المثال يمتحور مجتمع الريف، والمجتمع البدوى حول العلاقات العشائرية بصورة أعمق من المجتمع فى المدينة. أيضا مهم للغاية ان يتمكن المنشط من معرفة عقائد ومثل وطقوس هذه المجموعات، لأن الشخوص التى يمكن صناعتها وابداعها من داخل هذا المجتمع تحمل فى طياتها وبنيتها الاجتماعية هذه العلاقات الهامة. فينبغى على الذين يعملون وسط قبائل الدينكا معرفة علاقة (الابقار) بالإله (الرب الكبير بنج ديت) كما ورد ذلك فى أساطيرهم. وكذلك لابد لمثل هذا الشخص إذا عمل وسط المسيرية ان يعرف العلاقة بين (الأبقار) وحياة الترحال، لأن نموذج المسرح التنموى يعطى اهتماما كبيرا لهذه الاشياء الدقيقة، فهى تفيد كثيرا فى التحول المطلوب. فالذى يعمل وسط قبيلة تؤمن (بالكجور) ليوصل رسالة فحواها (النظافة من الايمان) تكون رسالته أكثر قابلية إذا ما ابرز الكجور ######ره فى مفهوم (النظافة من الإيمان) أى أن يجعل الكجور يتبنى هذا الطرح بدلا من أن يبدأ بمطالبتهم أن يتخلوا عن (الكجور). وهذا يمكن أن نغير طبيعه تفاهمنا مع هذه المجموعات البشرية، فيصبح (الحوار) بدل (المحاضرة) و (المشاركة الاجتماعية) بدلا من الأداء المنفرد أمام متفرجين. وهذا أمر يحتاج أن يتمتع العاملون فى مجال المسرح التنموى بالموائمة والكياسة والفطنة والظرف الاجتماعى، وهى كلها خصائص تحتاج إلى دربة وتنمية.
المنهج المقترح: فلنفترض أننا سوف نقوم ببث رسالة عن صحة الطفل (Child Heath) وسط مجموعة بشرية محددة يمكن أن نتبع الخطوات التالية: مقدمة: قبل الذهاب إلى الحقل لابد من إقامة بروفة لفترة 30 دقيقة ، لمسرحية قصيرة من أجل الاستمتاع والضحك ، ذلك لجلب الناس للمشاهدة بواقع الفضول. المكان: يمكن استقلال المتاح من الأمكنة: سوق، قاعة عامة، فسحة فى أى مكان جماهيرى. يوم عطلة أو احتفال ، يوم قومى، يمكن ان نستفيد من اعيان القرية أو اشخاص محليين مثل رئيس المحلية لتوضيح المعنى الاساسى للمسرحية، مثل موضوع (الرضاعة) يمكن دعوة المواطنين للمشاركة فى العمل. الاسبوع الاول: أقامت مسرحية مرتجلة جماهيرية عن الصحة. يشترك فيها القرويين. لأن ذلك مفيد فى خلق نوع من الاشاعة والدعاية المطلوبة حتى يعلم الناس ما تم عمله تأسيس صداقة وعلاقات اعلامية مع رموز القرية، فى المقاهى، أو عند يلتقى الناس بالمساء بالمسجد. لابد من خلق علاقة بين هؤلاء المشاركين ذلك لبناء الثقة بينهم. الاسبوع الثانى: بعد خلق ثقة وصداقة كافية مع أفراد هذه المجموعة، بالامكان ان تبدأ المسرحية بصورة مشذبة واشراك المحليين من المواطنين فى العرض، جعل بعضهم وفقا للسيناريو قادة فكر أو صناع قرار. مع منحهم حق تفسير وتوصيل هذه الرسالة. الاسبوع الثالث: بعد الطلب من السلطات المحلية بالامكان إقامة عرض موسع. لكن لابد من المحافظة على طبيعة المتعة والتشويق فى الرسالة. يجب عدم جعل النقاش والسؤال عن مدى فهم الناس هو الهدف فى اثناء العرض، لكن ذلك يأتى عند النهاية فى اطار التقويم بعد كل عرض. ملاحظة: هناك دائما متسع للتطور فى المنهج واستيعاب أفكار جديدة من واقع المنطقة. أيضا لابد من وضع اعتبار خاص للأحداث والاشياء غير المتوقعة.
الأسس الفلسفية والأصول الثقافية للمسرح التنموى: - عناصر المسرح التنموى وثقافة السلام - يرتكز المسرح التنموى كتصميم (Design) ثقافى فلسفى على محورين اساسيين ويشكلان مدخلا للأصول الفلسفية والثقافية والمحوران هما: 1- محور أنثروبولوجيا المسرح (Theatre Anthropology) إن كانت تجربة أنثروبولوجيا المسرح تعتمد على دراسة الوضع السيسيولوجى والثقافى Socio-Cultural والسلوك الفيزيولوجى للكائن البشرى فى حالة الأداء Performance يكون بذلك مدخلا عاما لمعرفة الخصائص السلوكية والقيمية للمجموعة البشرية المعنية. إن الشعوب والجماعات القبلية المختلفة تضع قدرا كبيراً من أفكارها وقيمها الحيوية داخل إطارها التعبيرى والذى يأخذ من أجناسها وأصلها القبلية والأنثروبولوجية. لعل هذا ما يجعل الظاهرة التعبيرية نموذجا مناسبا لدراسة ومعرفة المعنى الخفى لتلك الاشياء والظواهر. وعلى سبيل المثال يقول (أوجينو بربا) فى شرحه للمفردتين الهنديتين لوكادهارمى Lokahrmi وناتيار هارمى Natyadharmi الهنديتين مستقلا منهج أنثروبولوجيا المسرح وهو المنهج الذى سوف نتبعه " هناك مفردتان كما قال لى الراقص الهندى سانجاكتا بانبرقرافى Sanjuka Panigrahi كى تصف سلوك الإنسان Lojadharmi يتوقف على سلوك (Dharmi) فى الحياة العادية Loka ؛ أما ناتايارهامى Natyadharmi هى وصف لسلوكه فى حالة الرقص (Natya) (1) . إن تجربة أوجينو باربا تقف شاهدا ونموذجا فى الدفع بأنثروبولوجية المسرح كتصميم Design من أجل معرفة سلوك وعادات الشعب الهندى ثم استقلال هذا التصميم من اجل التحول الثقافى – الاجتماعى. لقد استعان برابا Barba بمجموعات من الفنانيين والراقصين الشعبيين والتقليدييين ليخرج بهذا المنهج الذى اضحى اليوم منهجا أنثروبولوجيا لبث الرسالات العديدة بالاضافة لمعرفة عادات وقيم هذه المجموعات ، وهذا المنهج يفيدنا فى دراسة قبائل الدينكا نقوك والمسيرية الحمر لاستنباط بعض المفاهيم والقيم التى تصب فى خانة نشر ثقافة السلام. إن كثير من الدراسات المسرحية التى تحتشد بها كتب تاريخ ونظريات الدراما والنقد تقوم على منهج متفق عليه ورؤية مسبقة. أى انها دراسات تستعير سياقات مختلفة لتلج الى المعنى المقصود، هذا فضلا عن كونها نموذج لمعرفة ودراسة الظاهرة الدرامية، دون اتخاذ الظاهرة نفسها منهجا للمعرفة. وهنا يتضح الفرق الكبير بين تلك المناهج وأنثروبولوجيا المسرح الذى ينطلق من القواعد التقليدية (Grassroots) كمنهج للأخذ والعطاء. فالشعوب التقليدية تعيش دينامياتها الثقافية والقيمية فى حالة معايشة وموائمة عبر التاريخ. فالممارسات الشعبية تظهر الالتحام بين الكائن البشرى ومنتوجه الابداعى. هنا حرى بنا أن ندرك معنى اساسى وحيوى وهو ان الحالة الادائية فى الاشكال الشعبية ليست حالات ايهامية ولا تمثيلية بل وهى فى قمتها التحولية Transformational ليست سوى حالة من التعبير الفنى العميق، الخفى، ونوع هذا التعبير يمكن تشريحه بواسطة انثروبولوجيا المسرح. لأن هذه الحالات التعبيرية القيمة تفقد قيمتها تماما عندما يتم عرضها أو محاكاتها. ومثال لذلك أنه عندما تجثت رقصة (الكمبلا) لقبيلة النوبة فى جبال النوبة بغرب السودان ثم يتم عرضها على خشبة المسرح (Stage of Theatre) تصاب بغربة واضحة ، ويكتنفها نوع من الغموض، وكل ما يخرج به المشاهد بعض العرض هو انه قد شاهد قوما يرقصون وعلى رأس كل منهم (قرن ثور) ، مما يوحى له أن ثمة تشبه بالثور هو الهدف من هذه الرقصة. لكن لماذا التشبه بالثور بالتحديد ؟ للإجابة على مثل هذا السؤال ومعرفة معنى هذا السلوك يحتاج الباحث الى مشاهدة هذه الرقصة فى واقعها ونسقها الطبيعى وهذا يمكن ان يتم فى اطار ما نطلق عليه التصميم المسرحى الانثروبولوجى Theatre Anthropology لنتمكن من معرفة قيمة (الثور) فى مجتمع النوبة بغرب السودان. محور التصميم الفلسفى من اجل التحول السيسولوجى الثقافى: يمكن النظر الى التحول المجتمعى الثقافى فى إطاره البسيط أو الكبير هو تحول فكرى، بالتالى يمكن بالنظر اليه من ناحية فكرية ونقدية عميقة إرجاعه الى عدد من نظم التحولات التى اتفق عليها عدد من المختصين فى هذا المجال الهام. إذ يرى عدد من المفكرين ان التحولات فى المجتمعات تنتمى فى اصلها إلى أحد الانماط التالية: 1- التحول من اقتصاد السلع إلى اقتصاد رأس المال وتوزيع الحصص. 2- التحول من التبادل بالاشياء (Things) الىمساحة من الاتصال والتواصل. 3- من تخطيط المجتمع المدنى (Civil society) الى مجتمع يتعايش مع البيئة. 4- التحول من التكنولوجيا العلمية الى تكنولوجيا الثقافة. 5- التحول من الاكفتاء الذاتى (Anthrocentinsim) الى علاقات الجنس والنوع (Gender) . ويرى تيستسجى باما موتو (*)Testsuji Yamamoto فى مقال له بعنوان التحولات الكبرى والقفزات الفاصلة The Great Transformation and Disconitnuous Leap كل هذه التحولات تتبع فى الاصل اثنين من الازاحة الاجتماعية من ناحية هى الفصل بين المادة (Object) والمضمون (Subject) أو الازاحة الى عدم الفصل بين المادة والمضمون"(1). وبالنظر إلى المسرح التنموى بوصفه أحد آليات التحول الاجتماعى نكتشف انه يرتكز على هذين المحورين علوم الانثروبولوجيه والنماذج الفلسفية الاجتماعية فى التحولات. والمسرح التنموى يعمل على دمج الانسان (كموضوع) (Object) بمضمونه (Subject) وهو بذلك نوع من انواع المنظومات الفلسفية السيسيو – ثقافية Socio-Cultural التى تهدف الى احداث التحولات المطلوبة، وهو مايميزه عن سائر التجارب الدرامية التمثيلية الأخرى وبالتحديد التجربة الدرامية الغربية كما تم عرضها سابقاً. والاعتماد على المسرح التنموى هو الأقرب إلى منظومة تنمية ثقافة السلام وسط المجموعات البشرية المختلفة. فبالمسرح التنموى يمكن تنمية عناصر ثقافة السلام مثل (التشاطر) ، (نبذ العنف)، (العطاء)، (صون كوكبنا).. الخ بين المجموعات المستهدفة. بالنظر الدقيق، وفحص عناصر المسرح التنموى وبالمقارنة مع عنصر ثقافة السلام، يمكن القول هناك التقاء بين عناصر المسرح التنموى وعناصر ثقافة السلام مما يسهل استقلالهما سويا فى عملية تنشيطية داخل المجموعة المستهدفة من أجل تطوير هذه العناصر. أى ان العملية التى نهدف اليها هنا تصب فى الاصل فى البحث عن عناصر ثقافة السلام وتطويرها لأصول فكرية وثقافية وفقا لأسس المسرح التنموى التى تم شرحها سابقا. وعلى سبيل المثال فإن قيمة التسامح هى قيمة اصيلة فى كافة المجتمعات وتتمتع بها غالبية الشعوب، والبحث عن قيمة التسامح تتوفر فى الاشكال التعبيرية للشعوب، لأن غالبية الشعوب تعبر عن قيمها فتتخذ اشكالا فنية – درامية، وليس هناك دليل على ذلك اكثر ممارسة (البرامكة) لدى قبيلة المسيرية الحمر (العجايرة)، وهى ذات الظاهرة التى تبنى عليها أحد الدرامات التنموية لبلورة قيم التسامح ونبذ قيم أخرى قد تقوم الى الصراع القبلى والاحزاب. ومثال آخر ، فقيمة التماسك مثلا هى قيمة اجتماعية توجد لدى كافة المجموعات القبلية فى السودان، ويمكن النظر الى (النفير) كنموذج من نماذج التماسح الاجتماعى والمسرح التنموى، وهو ايضا عنصر اساسى فى منظومة ثقافة السلام. يمكن القول ان نموذج المسرح التنموى هو تصميم فلسفى أنثروبولوجى ثقافى يساعد فى عمليات التحول الثقافى الاجتماعى (Philosophical and Anthropological Design for Socio-Cultural Transformation ) وهذا النموذج يمتاز بجعل التفكير ينطلق من المحور الثقافى الاجتماعى، وهو بذلك يختلف عن نموذج المسرح الأرسطى(*)والمسرح الملحمى لدى كل من برتولد برخت وايرفن بسكاتور اللذين يحافظات على التباعد والتفريق بين الممثل والجمهور، أما نموذج المسرح التنموى يضع اعتبارا كبيراً للمشاركة الجماعية، لأنه يتبنى الاحتفالات والنماذج الشعبية فى الفنون. فالتحول فى المجتمع يتم بالمشاركة وتحريك كل القطاعات، أما فى المسرح الأرسطى يتم الاكتفاء بظاهرة الممثل (Actor) الذى يفعل (يمثل) أمام المجتمع أو (المشاهدين) هناك فصل واضح بين المشاهد والممثل (Actor) فى كل من النماذج السابقة وهو فصل بين الموضوع (Object) والمادة (Subject) فصل بين الرسالة والوسيلة الاصلية فيه الفصل بين المشاهد والممثل مما يفقر كل تلك التجارب صفة المشاركة، والمشاركة ترتكز على التعاون، والتعاون هو الاصل فى تحمل الآخر. أما فى المسرح التنموى تقوم فلسفة التصميم (Design) على المزج بين الاثنين والتخلص من ثنائية (Subject/Object) يحدث المسرح التنموى التداخل والمزج بين الرسالة والجمهور وهو منهج الرسالة هى الوسيلة والوسيلة هى الرسالة (Media is the Message and The Message is Media) لأنه يستعير الأشكال الفنية والإبداعية ، ويتبين النماذج والميكنيزمات الخاصة بالمجتمع. فنموذج المسرح التنموى أشبه بفتح وتوسيع الفضاء الدرامى الثقافى للجتمع، وهو يقوم على فرضية أن التحول كنظام من نظم التنمية يتم بترقية الإمكانات الذاتية. فالتنمية لايمكن فرضها من الخارج، فهى ان تمت بهذا المستوى ستكون تنمية غير متوازنة، والتنمية عملية فرض لمفاهيم ثقافية غريبة يؤدى إلى مضار كثيرة بثقافة الناس. تكمن الاسس الفلسفية والثقافية للمسرح التنموى خلف المعنى الخفى للتعبير (ثقافة) ، وكذلك المعفة العميقة للمصطلح (دراما). وهذا أمر يحتاج منا إلى إمكانية التفكير بصورة فلسفية وكلية فى نفس الوقت. لأن المسرح التنموى كتصميم يلمس كل أطر الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، الجمالية والسياسية، لذلك ربما قد لاتفيدنا كثيرا الاكتفاء بالمعانى القريبة للمفردات والمصطلحات مثل دراما. ويعتمد المسرح التنموى على إمكانية بحث واكتشاف اخلاق وانماط تفكير المجموعات المستهدفة. ولايستقل فى ذلك عمليات الاحصاء والاجراءات العادية، بل يوظف الدرامى مقدراته الشخصية وذكائه ، وحسه وحدسه فى امكانية التوصل الى امتصاص سلوك وقيم المجموعة المستهدفة وهى العملية التى نطلق عليها التعبير: السير على نعل الاخرين (Stepping into the another's person shoes) . توجد الأسس الفلسفية والمرتكزات الثقافية للمسرح فى قيم وأنماط السلوك البشرى داخل الاشكال الفنية والابداعية للمجتمعات القاعدية الشعبية والبسيطة (Grassroots) مثل قيم التماسك والتشاطر، وبالتالى يمكن أن نجد هذه القيم داخل الامثال الشعبية السودانية واغانى الحكامات، أو أشكال التعبيرية الأخرى كما هو موجود فى (البرمكة) لدى قبائل المسيرية وأحاجى وأساطير الدينكا كمجموعات مستهدفة فى هذا البحث، واعتمادا على ماتم ذكره يمكن النظر الى عناصر ثقافة السلام فى الوثيقة (1) من مستندات ووثائق الينسكو بوصفها مرتكزات فلسفية وفكرية وثقافية للمسرح التنموى فى السودان ذلك لما تحتوية هذه العناصر من معانى وقيم ثقافية. أول المرتكزات الفكرية للمسرح التنموى إنه ممارسة ثقافية تهدف إلى احترام حياة وكرامة كل كائن بشرى بلا تمييز فالناس سواسية فى الاداء (Performance) لا فرق بينهم فى إطار هذا الهدف النبيل، وهذا ما يميز المسرح التنموى عن بقية أنواع المسرح. فهو يختلف من المسرح الأرسطى الذى يجعل من أبطاله انصاف آلهة كما هو فى المسرح اليونانى، أو نبلاء كما هو فى مسرح وليم شكسبير ومولير أو جوهنك هنرك ابسن. انعدام الصراع: لايقوم المسرح التنموى على اى نوع من انواع الصراع (Conflict) بالمعنى الدرامى سواء كان هذا الصراع بين شخصيات أو آلهة كما هو فى المسرح اليونانى القديم، ولا صراع بين الإنسان وأخيه الإنسان كما هو فى تيار المسرح الواقعى، ولا صراع مع الوجود الذى يفضى الى العدم كما هو فى المسرح الوجودى او المسرح العبثى. فالمسرح التنموى يرتكز على التعاون والتشاطر والعطاء انظر الوثيقة (1) ولاتوجد فيه ثنائية قطبية تساعد فى تأجيج الصراع فهو مسرح ينطلق من رؤية فكرية واضحة وهى ان (الأمل) و (التحمل) هما الاساس فى إعمار الارض. وهذه نقطة جوهرية تجعل من المسرح التنموى كتصميم فلسفى لايعتمد على نظريات الدراما السابقة كما هو الحال فى (التطهير، القسوة، أو التحريض، أو التجريب) كما لاحظنا فى استعراضنا لتلك النظريات. بل يعتمد المسرح التنموى على التحمل (Tolerance) تحمل الاخر بوصفه أساس فلسفى ونفسى لإنسان القرن الحادى والعشرين. لأن الفعل فى المسرح التنموى يرتكز على إثارة الفعل الجماعى وهو فعل ينداح داخل النسيج الاجتماعى للمجموعة المحددة. فهو فعل إيجابى يصب فى معانى البناء الروحى والمادى للإنسان. وبهذه العناصر يمكن ان نصف المسرح التنموى كمنظومة تهدف إلى الخروج من ظاهرة المسرحة (Theatricality) على مستوى النص (Text) والعرض (Show) إلى الاحتفال (Celebration) على مستوى المشاركة (Collaboration) والاداء (Performance) ، ومن على مستوى الخشبة (المبنى) واحالته إلى فضاء الفعل الجماعى داخل المجتمع فى كل مستوياته وكل مناسباته. كل ذلك يجعل من المسرح التنموى ممارسة "أقرب إلى المجتمع" (1) وظاهرة اصيلة فى الثقافة السودانية. فحلقات الذكر التى يتم فيها ذكر الله سبحانه وتعالى بصورة جماعية هى فعل يهدف الى صب الحبور فى قلوب الذاكرين، الذين يدندنون بذكر الله دون غفلة أو نسيان، فتطمئن قلوبهم فحلقات الذكر بهذا المعنى هى نوع من انواع المسرح التنموى لأن ترقية الروح وتهذيبها وسط الجماعة بصفاء صوفى والق وحبور وهو نوع من انواع تنمية الامكانيات البشرية، ذلك بابعادها من اسباب الضغينة والغلة والاحقاد فتسلم امرها الى الله الواحد القهار السلام، فتحس الطمأنينة والأمن والسلام. كذلك هناك العديد من الممارسات الشعبية الجماعية التى يمكن ملاحظتها فى المجتمع السودانى مثل (النفير(1)) هى شكل من اشكال المسرح التنموى. هكذا يتضح لنا إن عناصر ثقافة السلام التى وردت فى وثيقة اليونسكو رقم (1) هى فى الاصل عناصر للمسرح التنموى فى السودان. وهذه العملية التأصيلية هى ما يمكن أن نطلق عليها اختزال عناصر ثقافة السلام بواسطة اشكال المسرح التنموى فى السودان. وتهدف عملية الاختزال هذه الى الاتى: 1- تقوم عملية ثقافة السلام على إفشاء معنى السلام وقيمه بصورة هادئية وطبيعية وتاريخية. ويهدف الباحث هنا إلى نقطة جوهرية وهى ان الحديث عن (السلام) بوصفه شئ جديد يمكن صناعته بحشد الناس هى مسألة تجعل من عملية السلام عملية منفصلة من المجتمع ويزيدها غربة فبناء السلام داخل عقول الناس يتم باختزال عناصر ثقافة السلام وتأصيلها. أى أن وضع السلام فى موضع مغاير ثم العمل على البحث عنه من بعد ذلك عملية تفتقر الى استغلال دينميات التاريخ المتمفصلة داخل النسيج الاجتماعى. وهذه هى المقابلة الفلسفية الاجتماعية فى مواجهة تفشى العنف وتمفصله داخل المجتمعات المختلفة وهى مقابلة نزع السلاح من التاريخ. 2- جعل عملية ثقافة السلام ممارسة شعبية، على مستوى الفرد والجماعة. فحبس الدعوة إلى ثقافة السلام فى كيانات محددة مثل اجهزة اليونسكو تعرض هذه الثقافة الى الغربة المنهجية او ما يمكن ان نطلق عليه (عصبية المنهج) اى ان تظل هذه الاجهزة تتعصب للمنهج لتعقد له المؤتمرات،و السمنارات الدولية بعيدا عن المجموعات التى تعانى ثقافة الحرب فيصبح المنهج هو الاساس فى تلك المؤتمرات بينما يظل الهدف بعيداً فاختزال عناصر ثقافة السلام بواسطة المسرح التنموى فى المجموعات المتصارعة والذى يرتكز على الممارسات الشعبية يمكن النظر اليه كعميل تحول من ثقافة الحرب الى ثقافة السلام. توجد مصادر الاصول الفكرية للمسرح التنموى فى القيم والدين والاخلاق التى تصب فى خانة ايجاب بعيداً عن مسرح يؤسس لقيم الازمة الإنسانية. كما يمكن اكتشاف هذه الاصول الفكرية فى العلاقات التاريخية والازلية بين الجماعات المتنازعة كما سوف نلاحظ ذلك فى العلاقات التاريخية بين قبيلتى الدينكا (نقوك) والمسيرية الحمر كمجموعة دراسة فى هذا البحث إن شاء الله. ويمكن القول ان محاولة جرد عناصر ثقافة السلام تم تأسيس وتصميم نماذج درامية ترتكز على اصول فلسفية أنثروبولوجية، هى الوسيلة إلى ابراز منظومة المسرح التنموى بوصفه نموذج فلسفى يقود الى التحول السيسيولوجى والثقافى.
الاحالات المرجعية :
(*) برازيلى الجنسية، أحد رواد المسرح التعليمى. (1) Mumma & Lukie, Op. Cit. P.14. (1) Levert, Loukie and Mumma, Opiyo, Drama and Theatre Communication in Development. Experience western Kenya, Published by Kenya Dram Theatre and Education (KDEA), First Efition 1997, KEDA, NAIROBI, KENYA, P.14. (1) Duggan, Carolgn, Stratgies in Staging Theatre Technique in the Plays of Zakes Mda. African Theatre in Development, James Currey Oxford, Indian University Press Bloomington and Indianapolis. First Edition, 1999, P.1. (*) فى المسرح التنموى يتم استعمال المفردة منشط Animators بدلا من ممثل Actor التى أصلها Acting (1) Mumma & Loukie, Op.Cite. P.10. (*) النفير ممارسة اجتماعية يتم فيها العمل الجماعى لإنجاز فعل محدد مثل الحصاد ، بناء المنازل الخ ويوجد هذا المسرح التنموى فى كل بقاع السودان. (*) التماسك أحد عناصر ثقافة السلام. (*) تستعمل كلمة منشط بدلا من ممثل. (*) أحيانا تستعمل كلمة موصل. (1) Barba, Eugenio and Savarese, Nicola: A dictionary of Theatre Anthropology. The Secret Art of The Performer, USA and Canad by Routledge 11 New London EC 4P 4EE Fetter Lane, 4th Edition, 1999. P.9 (*)مفكر يابانى معاصر. (1) Yamamato, Jetsuji: Philosophical Designs for a socio-cultural Transformation Edited by Tetsji Yamamato, first Edition, 1998. (*) من أرسطوطاليس. (1) دوفينيو، جان: سيسيولوجية المسرح دراسة فى الظلال الجمعية، ترجمة حافظ الجمالى، منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومى، بغداد، الطبعة الاولى 1965 ، ص 14. (1) النفير من نفر، ينفر ، نفيرا، نفرة، والنفير كعادة من عادات المجتمع السودانى هو قيام عدد من الافراد فى منطقة محددة لأداء عمل واحد، وقد يكون ذلك فى شكل احتفالى مثل ما نشاهده من حفلات الحصاد فى انحاء السودان وبقاعة المختلفة.
_____________________________
|
|
 
|
|
|
|