|
|
بين الوحـدة والإنفصـال
|
هل بعد الإنفصال، سيتغيـر شعب الجنوب، أم تتغيـر الأرض؟ لا هـذا ولا ذاك..
ومن الناحيـة الطبيعيـة فلا تغييـر، الناس هم الناس والأرض هى الأرض والأشياء هى الأشيـاء..
ما سوف يتغيـر هو إنقسـام تبعيـة الشعب الســودانى الى حكومتين.. والحكومتين تتألفان من سياسيين يسمون أعضاء البرلمان الذى إنتخبه الشعب فهو يمثل الشعب، حين فى الواقع لم ينتخبه كل الشعب بل قلـة قليلـة من الشعب، إنتخبت بدورها قلة قليلة جدا جدا منها، وأقل منها بما لا يقاس لتشـرع وتدعى أنها ممثل الشعب، ثم هـذه القلة الأخيرة تنتخب بدورها قلة أخرى منها تعد على الأصابع لتكون هى الحكومـة. وهـذه الحكومـة، حتى فى أعرق الديمقراطيات، ما هى إلا أفراد ينفذون مصالحهم ومصالح القلة من المؤسسات الإقتصادية التى أتت بهم، ولا عزاء للشعـوب. ومن هنا نستنتج إن الوحدة يستفيـد منها حكام الســودان فى بسط نفوذهم وزيادة دخولهم من الجبايات والضرائب وإستغلال موارد البلاد.. وإن الإنفصال يتضررون هم منه لذات الأسباب.. أما الشعوب فلن تتضرر من الإنفصال كثيرا، بل ربما إستفادت منه على إنه إمتداد وتوسيـع لمفهوم الحكومات المحليـة الى درجة الإستقلال الكامل.
فوائد الإنفصال: 1- ستكون مساحـة السـودان الشمالى على قدر قامات السياسيين، أو أكبر منها بقليل، فلا يحتاج السياسيون فى الشمال تقمص شخصيـة الأســود وهم قطط.
2- سيتخلص الجنوبيون من الفقر والجهل والمرض.
3- سوف تزيد سياحـة شعب الشمال نحو الجنوب، وستكون لهم الفرصـة للتعرف على التقدم الحضارى السريـع الذى ينجزونـه والحريات التى يتمتعـون بها، فيحملون هـذه الإنطباعات الى الشمال ويضغطون على السياسيين الشماليين من أجل تغيير النظام الطائفى العقائدى الى نظام يحترم المواطن ويعرف كيف تتطور الأوطان وتتقدم (هـذه الفقرة مقتبسـة بتصرف من خطاب الشهيـد قرنق فى مدينة كرستال ستى باللايات المتحدة قبل عدة أعوام)
4- نتيجـة الفقرة 3 أعلاه أن يتغير النظام الموروث فى الشمال، وتكون دولة القانون والمؤسسات، وتتقارب الدولتان حضاريا وعلميا وإجتماعيا ومفاهيميـا، فينتج عن ذلك مباحثات تؤدى الى تكامل فى جميع أوجه الحياة يؤدى الى وحدة تقوم على أساس قوى وتحقيق ســودان جديد إن شـاء الله.
|
|

|
|
|
|