|
|
 تقرير (7) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين ( ادوارد لينو يلقن المحكمة درسا لن تنساه) ..!!
|
تقرير (7) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين
من 27 يونيو- 3 يوليو2010م
الأحد 27 يونيو 2010م
ذهبنا للمحكمة منذ الصباح الباكر، وتفاجأت، إذ وجدت السكون والهدوء يخيمان علي أرجاء الشارعين الذين تطل عليهما المحكمة!!!!لم يكن هنالك أي تواجد يذكر لرجال الشرطة أو لعرباتهم، واندهشت لهذا، إذ لأول مرة منذ أن بدأت محاكمات أبوذر ألا تكون الشوارع مليئة ومزدحمة بالبوليس!!! دخلنا من الشارع الغربي وتوجهنا للمدخل الرئيس للمحكمة، ولم يعترضنا أحد!!!! وجدت باب المدخل الرئيسي مفتوحاً علي مصراعيه ولم تكن هنالك طاولة مكتب أمامه، وضعت بشكل متعمد لتمنعك من الدخول، أو يكن هناك أشخاص يسألون عن هويتك ويدققون فيها!!!!! ترددت لحظة قبل أن أدخل وألتفت يمنة ويسرة، توقعت أن يستوقفني أحد قبل الدخول، ليسألني أن أبرز هويتي، سارعت بالدخول ولم يستوقفني أحد!!!! وتوجست في نفسي خيفة، ما الذي يحدث؟؟؟؟ صعدت للطابق الأول ووجدت عدد كبير من الناس حضور أمام قاعة المحكمة، عرفت من بينهم أصدقاء، صحفيين وبعض الأهل !!!! سألت أحد المحامين ما الذي يحدث اليوم بالمحكمة!!! أجابني أن المتهمين لن يحضروا جلسة اليوم، فقد قرر القاضي أن الجلسة إجرائية ولا داعي لحضورهم!!!!! وتساءلت، هل التواجد المكثف للبوليس والاجراءات الأمنية المشددة لم يكن المقصود منها المحاكمة لذاتها؟؟؟ أم أنها مرتبطة بحضور وتواجد المتهمين في المحاكمة؟؟؟!!!! وهل عدم حضور المتهمين اليوم، يفسر عدم وجود الإجراءات الأمنية المشددة!!!! وهل يتوقع البوليس فراراً من أحد المتهمين الأربعة؟؟؟؟ رغم يقيني أن ذلك مستبعد، ولكني موقنة أنني لا أعرف الأسباب الرئيسية التي تدعو لذلك ولم استطع أن أستوضح جلياً الفكرة من وراءها!!!!.
بدأنا بالدخول بكل أريحية ودون أي تزاحم إلا أن المقدم شرطة الذي يقف بالباب، نوّه إلي أنه يجب ابتعاد أي صحفي لأنهم ممنوعون من الدخول!!!! وتعجبت إذ اعتقدت أن اليوم لا يوجد أي منع!!!!
بدأت الجلسة وقدمت هيئة الدفاع شهودها وهم:-
1. إدوارد لينو
2. علي شمو
3. محمد لطيف
4. فايز السليك
5. فيصل محمد صالح (وقد وافقت عليه المحكمة من قبل، في جلسة سابقة)
قامت هيئة الاتهام بالرد علي كشف الشهود الأربعة المقدم من هيئة الدفاع، وقال مولانا ياسر أحمد محمد، رئيس هيئة الدفاع أن هنالك تكرار غير مبرر للأربعة شهود الأوائل حيث أنهم جميعاً اعلاميين تم انتخابهم كخبراء من هيئة الدفاع ، ولعمري أن هذا العدد الهائل من الخبراء لم تألفه المحاكم ولا منطق الأشياء، حيث أن الخبير يجب أن يكون ملماً بما لم يلم به غيره، معيناً للمحكمة، وأن للمحكمة الحق في أخذ بينته كاملة أو طرحها كاملة أو أن تأخذ منها ما يتسق بالوقائع، وأعتقد أن هذه الزمرة من الخبراء وأن هذا التزاحم سوف يحدث تناقضاً للبينة خاصة وأن الزميل الموقر قد قدم خبراء في موضوع واحد، وبغض النظر عن تعلق بينتهم كخبراء في هذه الدعوي، أنني من حيث المبدأ أبدي اعتراضاً علي هذه القائمة. إداورد لينو هل هو جهة رسمية، وماذا يعني به؟؟؟ وأقول ذلك لأن الانتخابات السودانية مفوضية نص عليها الدستور والقانون، ولا أخال أن السيد ادوارد لينو إذا ما أتي بأي بينة منتجة أمام المحكمة سوف تكون متعلقة بها وذلك كالحديث عن الانتخابات الواردة في المقال جاء في اثنين، الأول هو إدعاء تزوير الانتخابات والثانية، شحذ الأصوات للسيد الرئيس، ولا أحسب أن أدوارد لينو هو من يستطيع أن يدلي بدلوه حول هذه المسائل الرسمية، لأجل ذلك أمام القانون وطلبت البينة ان تكون متعلقة بالدعوي منتجة فيها!!! ونلتمس من المحكمة رفض إدوارد لينو، بناء علي لائحة جرائم الارهاب م 18 فقرة (ج). وأختم حديثي بأنه صدر من المحكمة واجازت ووافقت شهادة فيصل محمد صالح.
عقب علي رئيس هيئة الاتهام، السيد عبدالرحيم جاه الرسول المحامي، نائب رئيس هيئة الدفاع قائلاً: ليس هنالك أي سند قانوني عن رفض السيد رئيس الاتهام بالتعليق أو الاعتراض علي شهود الدفاع في أي من القانون الجنائي أو لائحة الارهاب. هذه المحكمة هي محكمة صحافة ومطبوعات، وذلك كما علمنا، والمحاكمة العادلة تعني أن يسير الدفاع بصورة كاملة في دفاعه، المادة 153 من قانون الإجراءات الجنائية، حددت ثلاثة أسباب لعدم تحليف الشهود 1) قصد الكيد، 2) التأخير، 3) أو تعويق سير العدالة. وهؤلاء الشهود والتهم التي وجهت للمتهمين تتعدي 14 تهمة تحت قوانين في اعتقادنا أنها تحتاج لأكثر من هؤلاء الشهود إلا أننا نقدر أن نعطي كل واحد منهم مقابلا من التهم الموجهة. عليه، إن الشاهد إدوارد لينو هو المنافس في الانتخابات الأخيرة علي مقعد والي الخرطوم، وأعتقد أنه علي علم وعلي دراية بما يرضي الدفاع بخصوص هذه الجزئية!!!!.
تلي القاضي قرار المحكمة، ما معناه، نحن من جانبنا نري أن المحكمة سبق وأن قبلت بفيصل محمد صالح كشاهد خبرة للادلاء برأيه، ولذلك نقبل شهادات الشهود الأربعة ما عدا علي شمو لأنه يكفي شهادة خبراء الصحف والاعلام، كما نقبل شهادة إدوارد لينو كشاهد دفاع. حددت المحكمة جلسة أخري يوم 30 يونيو 2010م الساعة الحادية عشرة صباحاً.
تعجبت في نفسي من إصرار هيئة الاتهام للرفض المتكرر لشهود الدفاع واطلاق حجة أن بينتهم غير منتجة في الدعوي، وذلك حتي قبل أن تسمع شهادتهم!!!! مع قناعتي أن المستفيد الوحيد من ذلك هي هيئة الاتهام!!!! وتساءلت لماذا لاتعطي هيئة الاتهام نفسها الفرصة لتسمع شهود الدفاع!!!! فإذا كانت بينتهم غير منتجة في الدعوي، فغالباً ما يدعم هذا خط الاتهام!!!! ولكن، في حال إذا كانت بينتهم منتجة في الدعوي!!!! هل سيغير هذا اتجاه ال14 تهمة الموجهة لأبوذر والبقية؟؟؟ وماذا إذا لم يغير ذلك شيئاً؟؟؟. أحسست بالتعب ولم أستطع أن أفكر جيداً، وقلت في نفسي، غداً لناظره قريب!!!!
الاثنين 28 يونيو 2010م
عزائي وسلوتي الوحيدة في هذه المأساة هو معنويات أبوذر العالية دوماً، والتي كنت ألحظها منذ البداية!!!!. أذكر أول يوم قابلت فيه أبوذر ، وجدته ثابتاً، ومطمئناً جداً، ولكني فسرت ذلك علي أنه متصبر وأنه فقط يريد مواساتنا!!!! وتساءلت: هل من الطبيعي أن يقوم أشخاص بتعذيبي وحبسي واهانتي وأن يكون شعوري بالمقابل هو الثبات والاطمئنان والرضا!!!! في لحظتها كانت مشاعره تلك محل تساؤل وأنكرها عقلي ولم تصدقها نفسي!!!!، إذ كيف يتوقع مني أن أعقل ذلك وأصدقه!!!! داخلتني شكوك كثيرة، ولكن معرفتي بأبوذر وبشخصيته كان الحاسم لهذه الشكوك، مما جعلني أتأكد أنها مشاعر حقيقية، فأبوذر لا يستطيع أن يفتعل أو يجامل حتي في اللحظات التي يكون مطلوباً فيها المجاملة!!!! فكل ما يفعله أو يعتقد به ينبع من دواخله!!!!!!.
لاحظت أنني في كل مرة تتاح لنا فرصة لقاء أبوذر سواء لحظات خاطفة داخل القاعة أو عندما سنحت لنا المحكمة بزيارته، أنني لا أري منه سوى مظاهر التعب والإعياء التي تبدو واضحة جلية!!!!، وكان الخوف والقلق يدب لنفوسنا من هول ما نري، وإحساسنا بعجزنا حيال ذلك، يصيبنا بالاحباط!!!! لم أنظر لأبوذر طيلة هذه الفترة، إلا أنه شخص عاني الأمرّيِن من تعذيب وحبس ومرض!!!!. وكنت في كل المرات التي أسأله فيها عن حالته الصحية: يجيبني بأنه تمام التمام!!! كنت أشعر أنها نابعة من دواخله كما كنت أحسها!!!! ولكن قناعاتي كانت دوماً ترفضها، خاصة مع ما أراه من واقع المعاناة مع المرض!!!!. وأخيراً اكتشفت أن مظهر المرض والمعاناة ما هي إلا قشرة خارجية، خدعتنا وأعمتنا لأن ننظر إلي حقيقة الأمر وجوهره، كما يراه أبوذر!!!!. واندهشت إلي انني طيلة هذه الفترة لم أنظر للأمر كما نظر له أبوذر!!!!. أذكر أنه عندما تم استجواب أبوذر بالمحكمة، سمح لنا القاضي مدثر الرشيد، بجلسة سريعة مع أبوذر داخل قاعة المحكمة!!! سألته كيف يشعر ؟؟؟ أجابني: تمام، رديت عليه: ولكني أري مظاهر القلق علي وجهك؟؟؟ اندهش أبوذر جداً، وأجابني قائلاً: رغم كل ما حدث إلا أنني لم أقلق يوماً ولم أشعر إلا بالاطمئنان والرضا!!!!. حقيقة ذهُلت لما سمعت ولم أعرف في أي موضع يجب أن أضع حديثه هذا!!!! وشعرت لحظتها أنه، كيف يمكن أن يكون أبوذر مطمئناً!!! والأدهي من ذلك ألا يصيبه القلق، رغم ما يعانيه!!!! ربما، لأن احساسي الشخصي، تجاه ما حدث لأبوذر، يشعرني أن بداخلي براكين من الغضب والثورة قد تنفجر في أي لحظة!!!! كما يصاحبني طوال الوقت، شعور بطعم المرارة والذل!!!! ولم أنعم براحة بال أو اطمئنان، منذ أن اُعتقل تعسفياً، مروراً بتعذيبه وما لاقاه من معاملة مهينة وما يواجهه الأن من محاكمات!!!! لذلك لم يكن من السهل عليّ أن أفهم ما قاله أبوذر من احساس بالثبات وبالرضا والاطمئنان!!!!!
استبد بي القلق، ولم أعد أدري أمّن الطبيعي أم من غير الطبيعي أن يفكر أبوذر بهذه الطريقة!!!! وذهبت إلي أحد الأصدقاء وأطلعته علي خوفي للحالة النفسية لأبوذر!!!! قال لي هذا الصديق: هذا هو موقف أبوذر الذي نعرفه، وهذا اختبار حقيقي لقوته وقد اجتازه بامتياز!!!! كما أردف قائلاً: أنتم تعرفون أبوذر أكثر من غيره، ولكن قلقكم المستمر واحساسكم بعدم الأمان، هو الذي يصور لكم الأمور علي هذا النحو!!!!!
أذكر، في أول زيارة لنا لسجن كوبر يوم السبت الفائت 26 يونيو 2010م، فقد كانت هذه أول فرصة حقيقية لزيارة نحصل عليها بعد مرور شهر وعشرة يوم!!!! كنا أتوقع أن يسرد علينا أبوذر رحلة عذابه مع المرض والمعاناة التي يواجهها وما آل إليه أمره!!!! وخاب ظننا فيما توقعناه!!!!! بدأ أبوذر حديثه، هادئاً، ثابتاً، ولم يشر من قريب أو بعيد لما فكرنا فيه وما توقعت!!!!! شعرت أن أبوذر لم يعد يتذكر شيئاً أو يتعمد بألا يلقي بالاً بأن هناك من عذّبه وضربه حتي شارف علي الموت!!!! ما أدهشني أن أبوذر كان يتحدث بكل فخر وثقة، عن أنه الآن مسجون بسجن كوبر، ولكنه راضٍ جداً، وأن نفسه مطمئنة، حرة، كريمة، وأن سجانوه هم من يعانون ويلات سجنه لهم، فهو سجانهم الذي يحاصرهم!!!!. وأضاف قائلاً: انقلب السحر علي الساحر، فأنا الآن راضٍ، وأنام ملء جفوني، ولكنهم يجافون المنام!!!! تعجبت من قدرة أبوذر علي رؤية الأمر علي هذا النحو، رغم مرور شهر وعشرة أيام، كما حاولت أن أفهم الأمر علي طريقته!!!!! وفي أخر المطاف، كل عزائي من ذلك، هو أن الحالة المعنوية العالية، قد تكون مفيدة جداً لشفائه من مرضه ومما يعانيه!!!! وربما يكون أبوذر، قد أعد العدة وأخرج كل ما يكنزه من أسلحة فتاكة واجه بها معركته في بسالة فريدة!!!!، وتساءلت: ربما كان تفكيري محدوداً وقد رهنت نفسي للحدث ولم أتجاوزه!!!! ولذلك لم أفهم ما يعنيه أبوذر وإن فهمته، فلربما الحالة النفسية التي أمر بها، خلقت حاجزاً منعني من الرؤية!!!! وربما .....وربما........، تقاذفتني الأفكار، ولم أدري ما أقول!!!!! وأخيراً، قلت في نفسي، سبحان الله الذي يحعل لعباده مخرجاً حتي في أقسي الظروف وأحلك الظلمات!!!!
الثلاثاء 29 يونيو 2010م
سيطر عليّ القلق وفكرت، أن الجلسة القادمة للمحكمة ستكون جلسة حاسمة، إذ ستستمع المحكمة لشهود هيئة الدفاع، وإفاداتهم في نفي أو إثبات التهم الموجهة لأبوذر والبقية!!!! ولا علم لي بالترتيبات اللازمة والتي من المفترض أن تكون هيئة الدفاع قد أعدت العدة لها!!!!! توجهنا لمكتب الأستاذ، عبدالمنعم عثمان ادريس، رئيس هيئة الدفاع، ولم أجده، فاتصلنا به تلفونياً وأخبرنا أنه في المحكمة!!!! أستفسرنا منه، عن الذي سوف يحدث في جلسة المحكمة القادمة!!!! أطلعنا الأستاذ عبدالمنعم، علي أخر التطورات في هذه المرحلة، وهي قائمة الشهود وناقش معنا البدائل المقترحة في حال تعذر حضور أي من الشهود للجلسة!!!! وأضاف أنه حريص جداً في هذا الأمر حتي أنه أبلغ الشهود بنفسه، وسيعقد اجتماعاً لهم مع الهيئة حتي توضح لهم الصورة!!!!!! أبلغنا الأستاذ عبدالمنعم أيضاً، أنه وهيئة الدفاع الحالية والسابقة يتدارسان القضية بصورة جيدة، وتمكنوا من وضع خطة قانونية محكمة ترضي طموحاتهم وتحقق لهم ما يرجوه!!!!، كما دعاني لحضور اجتماع هيئة الدفاع والذي سينعقد بمكتبه أخر اليوم!!!!. اطمأنت نفسي لسماعي هذا، وعرفت كيف أن هيئة الدفاع تبذل كل ما وسعها للوصول بالقضية لبر الأمان!!!
بعدها، قررت أن أذهب لزيارة والدي وكنت قد تأخرت عنه ولم اتفقده في الفترة الأخيرة، نسبة لمشاغلي الكثيرة في متابعة قضية أبوذر!!!! ووجدته كعادته، متحمساً جداً لقضية أبوذر ومن معه ويتحدث بكل فخر وإعزاز عن أن هذه القضية هي قضية كل السودانيين الشرفاء الأحرار الذين يؤمنون بحرية الكلمة ويبذلون الغالي والنفيس في سبيلها!!!! وأضاف والدي قائلاً: إن ما خطه أبوذر وسطره قلمه هو ملخص لأفكارنا وأرائنا، ولذا نحن نقف معه بشدة وندعمه بكل ما أوتينا من قوة!!!!. وأوصاني والدي بأن أحمل رسالته لأبوذر وأن أقول له: إن سجنك هذا، هو سجن شرف وعزة وكرامة، ونحن فخورون جداً بما صنعته، فقد رفعت رأسنا عالياً، وقدمت لنا أنبل تضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق!!!! وأضاف والدي، قولوا له أيضاً: ما قمت به أنت ومن معك، إنما يعبر عن شجاعة نادرة وبطولة جسورة ضربتم بها المثل في التضحية ونكران الذات، ولقنتم بها درساً لا يُنتسي!!!! وما يفتيء والدي بأن يذكرني، بأن أحمد الله كثيراً، لأنني نلت هذا الشرف الرفيع، كما أنه عليّ أن أدفع مستحقاته بالوقفة الصامدة والدعم اللامحدود لقضية أبوذر ومن معه، فهم حاربوا لأجلنا ولنصرة فضيتنا ودفعوا الثمن غالياً في سبيلها!!!!! قلت لوالدي: بأن يدعو الله ليقدرنا علي ذلك، بأن نكون خير نصير وعون لدعم قضية أبوذر ومن معه!!!!!.
فاتنا اجتماع هيئة الدفاع ولم أتمكن من حضوره، ولكن قابلنا دكتور محمد العالم، وأبلغنا أنه حضر الاجتماع مع هيئة الدفاع!!!!. كما ذكر لنا أنه كان اجتماعاً مطولاً ناقشوا فيه مآلات شهادة الشهود والأدوار التي سيلعبونها كلاً في مجال اختصاصه وما حدد له من مهام، كما وزعت لهم فقرات من المقال لاثباتها!!!! وذكر لنا دكتور العالم أيضاً، أن هيئة الدفاع ستعقد اجتماعاً أخر، مساء هذا اليوم مع إدوارد لينو وبقية الشهود ليتدارسوا فيه أدوارهم لمعرفة اتجاه إفادة كل منهم وأين ستصب في القضية!!!!. ظللت أفكر حتي وقت متأخر من الليل، عما سيحدث في محاكمة الغد!!!!! وسألت الله أن تتوفق هيئة الدفاع فيما سارت إليه!!!!
الأربعاء 30 يونيو 2010م
ذهبت للمحكمة في الصباح وفكرت في أن جلسة اليوم ستكون مشهودة وذلك نسبة لما سيأتي به الشهود، وتوقعت أن يأتي عدد كبير من الأشخاص لحضور الجلسة!!!!!، وكالعادة، كان هناك وجود مكثف جداً من البوليس حيث تقف العربات الكبيرة علي مداخل الشارعين وينتشر البوليس بكثافة في كل الأرجاء!!!!! دخلت المحكمة، وكما توقعت وجدت عدداً هائلاً من الجموع، لم أعرف الكثير منهم، وكان بينهم عدد من الصحفيين والأصدقاء، بعد برهة حضر أبوذر والبقية، ولوح لهم الجميع بأيديهم عالياً بعلامة النصر!!!!! اصطف البوليس وشكّل حاجزاً منيعاً حال بين أبوذر وصحبه بحيث لم يتمكن أحد من الاقتراب منهم أو مصافحتهم!!!! مرّ أبوذر وصحبه من أمام الجموع وكان يسيرون بفخر وزهو حتي دخلوا قاعة المحكمة!!!!! بعد قليل وقف أحد أفراد الشرطة قائلاً لزملائه، سوف ندخل شخصين فقط من الاتهام وشخصين من الدفاع، وكان عدد مقدر من محامي هيئة الدفاع بالقرب من العسكري وسمعوا حديثه، واحتجوا احتجاجاً شديداً!!!!، وأثناء ذلك تم فتح الباب لإدخال أحد المحامين وانتهزنا فرصة فتح الباب وكان هناك من يتربص، وفجأة، حدث دفع وتزاحم، بعض الجموع دفعوا الباب بقوة وكان منّا إلا أن تدافعنا ودخل بعضنا، وبعد ذلك قفل أحد أفراد الشرطة الباب!!!!! وكنت محظوظة إذ تمكنت من الدخول بصعوبة شديدة تاركة من ورائي يعاودون الكرة عسي أن تسنح الفرصة لهم ليدخلوا القاعة!!!!
بدأت الجلسة وسجلت هيئة الاتهام والدفاع حضورهم أمام المحكمة، بعد ذلك بادرت هيئة الدفاع بتقديم شاهدين وهم الأستاذ إدوارد لينو والأستاذ فيصل محمد صالح!!!!! نادت المحكمة علي الشاهد الأول، إدوارد لينو، وعرّف عن المعلومات الأولية مثل أنه يسكن الطائف، وعمره 62 سنة. سأله نائب رئيس هيئة الدفاع الأستاذ عبدالرحيم جاه الرسول، عن وضح علاقتك بالحركة الشعبية؟؟؟ ورد الأستاذ إدوارد لينو: أنا من مؤسسي الحركة الشعبية منذ العام 1983م. سأله الأستاذ عبدالرحيم عن علاقة الحركة الشعبية بالمؤتمر الوطني؟؟؟ وهنا اعترض مولانا ياسر أحمد محمد رئيس هيئة الاتهام علي هذا السؤال بألا علاقة له بموضوع الدعوى!!!!! ووجه القاضي الأستاذ عبدالرحيم بأن يسأل سؤالاً مباشراً!!!! سأل الأستاذ عبدالرحيم الشاهد إدوارد لينو عن الانتخابات الأخيرة، كيف جرت وما هو رأيك فيها؟؟؟؟ رد الشاهد بأن الانتخابات الأخيرة يفترض أن تجري في أجواء من الديمقراطية ولكن لم يكن هنالك ديمقراطية!!!! وأردف الأستاذ عبدالرحيم: وكيف ذلك، حسب تحليلك؟؟؟؟ قال الأستاذ إدوارد لينو، ما حدث في التعداد السكاني والطرق التي تم بها ملء السجل الانتخابي، ونحن كحزب رصدنا وأحصينا خروقات كثيرة جداً في السجل الانتخابي!!!!! قال الأستاذ عبدالرحيم نائب رئيس هيئة الدفاع للشاهد: المقال موضوع الدعوى وردت فيه كلمة تزوير للانتخابات، انتم كحركة شعبية، ما هو موقفكم من هذا؟؟؟ رد الشاهد قائلاً: نحن كحركة موقفنا واضح جداً وقلنا في نزوير في الأنتخابات كحزب وكأفراد!!! قال الأستاذ عبدالرحيم: انتم كشريكين في الحكم، ما الذي تم بينكم من زيارات وبخصوص شنو؟؟؟؟؟ قال الأستاذ إدوارد لينو، أولا لازم نخط خط تحت كلمة شريكين دي و......، وهنا قاطعه القاضي قائلاً: السؤال محدد ولازم تجاوب بوضوح علي السؤال فقط!!!! وواصل الأستاذ لينو حديثه: في إطار الانتخابات حدثت زيارات علي مستويات عاليه جداً واجتماعات برئيسي الحزبين وبنائبي رئيسي الحزبين وهنالك اجتماعات دنيا، وكان هنالك كلام كتير اتقال وفي كلام اتنشر وفي كلام ما اتنشر!!!! المؤتمر الوطني اتصل بالحركة الشعبية علي مستوى رئيس الجمهورية وعلي عثمان وصلاح قوش وعلي كل المستويات، كل فئة تختلف من فئة أخرى!!!!! والكلام الكبير في الاجتماع الذي تم ما بين علي عثمان وسلفا والبشير في جلسة!!!!! تم دعوتنا لتنوير وقالوا لينا رسمياً إنو المؤتمر الوطني حيتنازل لينا في الشمال ونحن نتنازل ليهم في الجنوب، والكلام ده جانا رسمياً كتنوير لعضوية الحركة الشعبية!!!!!. سأل القاضي الشاهد إدوارد لينو: هل انت حضرت الاجتماع؟؟؟ رد الشاهد: انا لم أحضر الاجتماع وكلمونا ونورونا باعتبارنا ناس قياديين وأنا بصفتي مرشح لوالي الخرطوم، قالوا لي في اتصالات ماشة بين المؤتمر والحركة، والمؤتمر الوطني طالب بأن نخلي ليهوا الشمال ويخلي لينا الجنوب، يعني أدونا أصواتكم في الشمال ونديكم أصواتنا في الجنوب!!!!! سأل الأستاذ عبدالرحيم الشاهد إدوارد: هل عندك معرفة بقرايشون؟؟؟؟ رد الشاهد: نعم أعرفه وقابلته، كان بجي في التنوير وبتكلم معانا في CPA وفي القرارت العامة وبدينا أفكاره!!!!!. سأل الأستاذ عبدالرحيم الشاهد: حدد لينا شخصيات اجتمعت مع قرايشون؟؟؟؟؟ رد الشاهد: قرايشون مرة اجتمع مع مشار مع عرمان ودينق ألور وقيادات الحركة الشعبية قعدنا في جلسة بالخرطوم!!!!! سأله الأستاذ عبدالرحيم: هل عندك أي معرفة، إنو قرايشون اجتمع مع منو؟؟؟؟ رد الشاهد: إنو قرايشون قال شخصياً إنه اجتمع بالخارجية وتحدث عن أنه قابل....وهنا قاطعه نائب رئيس هيئة الدفاع: من مؤسسة الرئاسة، هل عندك فكرة قابل منو؟؟؟؟ رد الشاهد إدوارد لينو: قرايشون قال إنو ما قابل الرئيس، وقالها لينا عديل، لأن الوضع مربوط ب...........وقاطعه القاضي قائلاً: خلاص لغاية هنا!!!!!
بادرت هيئة الاتهام بالأسئلة وتوجه مولانا ياسر أحمد محمد بالسؤال للشاهد: إدوارد انت جاي هنا بصفتك منصب الوالي، ولا كعضو في الحركة؟؟؟ رد الشاهد: كعضو في الحركة!!!!!
وسأل مولانا ياسر مرة أخري: هل توافقني الرأي أن الحركة حزب سياسي ومسجل ودخلت في تنافس مع أحزاب أخري في الانتخابات؟؟؟؟ رد الشاهد: صحيح!!!!!. قال مولانا ياسر: هل تتفق معي بأنك شخصياً كنت مرشح لمنصب والي الخرطوم!!!!! رد الشاهد إدوارد: نعم!!!! وأضاف مولانا ياسر: متنافس مع أخرين!!!! رد الشاهد: نعم!!!!! قال مولانا ياسر: هل تتفق معي أن الانتخابات تدار بواسطة المفوضية القومية للانتخابات!!!! رد الشاهد: نعم!!!!! وقال مولانا ياسر للشاهد: وتتفق معي أن المفوضية القومية للانتخابات لم تعلن رسمياً أن الانتخابات مزورة!!!! رد الشاهد إدوارد: ما ممكن تعلن هذا، وليس من المفروض لها أن تعلن و......!!!!، وهنا احتج القاضي علي أن تكون إجابة الشاهد محددة!!!! وانبري الشاهد إدوارد لينو وقال للقاضي: أنا ما جاي هنا في قضية سرقة، عشان تقول لي كده!!! أنا جاي في قضية رأي، يعني لازم اقول!!!! ورد القاضي بأن الشهادة لابد أن تكون محددة!!!! قال مولانا ياسر، رئيس هيئة الاتهام للشاهد: قلت كان الانتخابات تكون ديمقراطية وما أجريت ديمقراطية، هل هذا رأي شخصي؟؟؟؟ أجاب الشاهد إداورد لينو: نعم!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: إنت قلت حصلت زيارات استراتيجية بين الرئيس والنائب العقيد سلفا وانت ما كنت حاضر واحدة من الاجتماعات!!!!! ورد الشاهد إدوارد لينو مصححاً لرئيس هيئة الاتهام وقال له: إنت لازم تقول الفريق أول سلفا والنائب الأول!!!! واعتذر رئيس هيئة الاتهام علي ما قاله!!!!!! ورد الشاهد إداورد لينو: لا يمكن ان أحضر!!!! قال رئيس هيئة الاتهام للشاهد: المؤتمر الوطني، ما اتصل بيك شخصياً في التنسيق للانتخابات!!!! رد الشاهد: عندي حزب اتصل بيّ!!!!! وواصل رئيس الاتهام: ومن ثمّ مسألة يحصل تنازلات في الأصوات في الشمال والجنوب، إنت ما كنت حاضر وما في زول طلب منك!!!!!!! رد الشاهد إدوارد لينو: ما في حاجة شخصية، الموضوع مؤسسات، وأنا بتكلم نيابة عن المؤسسة!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: مافي زول بصفته طلب منك هذا الأمر!!!! وواصل رئيس الاتهام قائلاً: هل صادفت قرايشون في رئاسة الجمهورية؟؟؟؟؟ رد الشاهد إدوارد لينو قائلاً: جانا شخصياً في دار الحزب!!!! وسأل رئيس الاتهام الشاهد: ومن ثمّ لم تطلع علي جدول اعماله!!!!! ورد الشاهد إدوارد لينو: أنا ما من الوفد الأمريكي، أنا سوداني!!!! وجه رئيس الاتهام سؤاله للشاهد: الجريدة رأي الشعب، اطلعت عليها؟؟؟؟؟ رد الشاهد إدوارد لينو: نعم وقريت المقال وما فيه أي حاجة!!!! وانهي رئيس الاتهام استجوابه للشاهد!!!. بادر نائب رئيس هيئة الدفاع بسؤاله للشاهد: كل البيانات القدمتها دي بتمثل رأي مؤسسة وحزب؟؟؟؟ رد الشاهد: نعم!!! سأل نائب رئيس الدفاع الشاهد: كيف تنتقل إليكم المعلومات؟؟؟؟؟ أجاب الشاهد: عن طريق التنوير!!!! سأل نائب رئيس الدفاع: هل كنت مرشح لمنصب والي الخرطوم؟؟؟؟ أجاب الشاهد: نعم!!!! ووسأله نائب رئيس هيئة الدفاع: ولماذا سحبت ترشيحك؟؟؟ رد الشاهد: كنت مرشح وسحبت لأن عندنا مشاكل حزبية حدثت!!!! أنهي الدفاع أستجوابه!!!! سأل القاضي مدثر الرشيد الشاهد قائلاً: مفوضية الانتخابات مسؤولة عن الانتخابات في الشمال وفي الجنوب؟؟؟؟؟ رد الشاهد: نعم. قال القاضي للشاهد: قلت الانتخابات مزورة في الشمال وفي الجنوب؟؟؟؟؟ أجاب الشاهد إدوارد لينو: لا الانتخابات في الشمال مزورة وفي الجنوب ما مزورة!!!! وقال القاضي للشاهد: في الشمال مزورة وفي الجنوب ما مزورة، وتترأسها نفس المفوضية؟؟؟؟ رد الشاهد لينو: نعم!!!! وانتهي القاضي من استجوابه للشاهد!!!!
طلبت هيئة الاتهام استدعاء الشاهد الثاني الأستاذ قيصل محمد صالح للإدلاء بشهادته، عرّف الأستاذ فيصل عن نفسه، وأنه يسكن بكوبر ويعمل صحفي!!!! وجه نائب رئيس هيئة الدفاع سؤاله للشاهد فيصل محمد صالح قائلاً: أرجو أن تعرض سيرتك الذاتية للمحكمة!!!! قال الشاهد فيصل: أنه يعمل كصحفي منذ 25 سنة، وله دبلوم وماجستير في الإعلام، محاضر بعدد من الجامعات، عمل أعواماً في مجال الصحافة والاعلام، ترأس رئاسة تحرير العديد من الصحف، وعمل أيضاً بعدد منها مثل الصحافة، الأيام، كما عمل بصحيفة الأضواء، حاليا يعمل كاتب صحفي بجريدة الأخبار وبمركز طيبة للاعلام.!!!!
وجه نائب رئيس هيئة الدفاع سؤاله للشاهد قائلاً: ما هي مهنة الصحافة ورسالتها؟؟؟؟ أجاب الشاهد فيصل محمد صالح قائلاً: الصحافة هي نشر المعلومات والأخبار للرأي العام وهذه مهمتها، وممارسة دور رقابي علي الأجهزة الأمنية والسلطات، وتنوير الرأي العام!!!! سأل نائب رئيس هيئة الدفاع الشاهد عن: ما هو الفرق بين الخبر والرأي؟؟؟؟؟ ورد الشاهد: مواد التحرير الصحفي تنقسم إلي كنلتين، أخبار ومعلومات في شكل خبر أو تحليل إخباري أو تحليل، وكتلة أخري تسمي مواد الرأي وتشمل المقال بكل أنواعه والأعمدة!!!!! وقاطعه نائب رئيس هيئة الدفاع، إذ قام بعرض المقال علي الشاهد قائلاً: حسب خبرتك، هذا المقال هو عبارة عن شنو؟؟؟؟؟ أفاد الشاهد فيصل محمد صالح وقال: أولاً، تصنيفه هو مقال رأي، والأدق هو مقال رأي تحليلي، ويعتمد علي بعض المعلومات وتحليلها من وجهة نظر شخصية وخاصة نتائج الانتخابات!!!! سأل نائب رئيس هيئة الدفاع، الأستاذ عبدالرحيم جاه الرسول، الشاهد مستفسراً حول: الكلام عن التزوير الوارد بالمقال، هل ذكرته مصادر اخري خارج المقال؟؟؟؟ اجاب الشاهد بقوله: أقوال متواترة وردت في الاعلام وقي تصريحات المسئولين، الرئيس ونائبه والقوي السياسية، وكلهم أشاروا بدرجة ما إلي تزوير الانتخابات، إضافة إلي تقارير صدرت من الجهات الاخري!!!! وجه الأستاذ عبدالرحيم سؤاله للشاهد: تقييمكم للمقال من حيث العبارات الواردة فيه؟؟؟؟ وهنا رفضت المحكمة هذا السؤال بأن هذه وقائع للمحكمة!!!! وجه الأستاذ عبدالرحيم سؤاله للشاهد: من الأشياء الواردة، هل هو مقال تحليلي؟؟؟؟ رد الشاهد، هو مقال تحليلي يفسر المعلومات برؤية ووجهة نظر شخصية!!!!. سأل الأستاذ عبدالرحيم: المقال الوارد بالصحيفة، المسؤولية عنه، تقع علي منو؟؟؟؟؟ رد الشاهد: حسب قانون الصحافة والمطبوعات، رئيس التحرير وكاتب المقال. قال الأستاذ عبدالرحيم موجها حديثه للشاهد: المقال ده فيه حاجة عن إثارة فتنة وكراهية!!!! أفاد الشاهد بقوله: من وجهة نظري، بما أن أي مواد ترد في الإعلام فيها كشف عن حاجات معينة هي بالضرورة تخدم الرأي العام، حتي لو أبدت السلطات عدم رضاها، لأن هذا بدخل في صميم عمل الصحافة!!!!! سأله الأستاذ عبدالرحيم: سكرتير التحرير ومدير التحرير، هل لهم مسئولية؟؟؟؟ أجاب الشاهد: حسب القانون ليس لهم أي مسئولية قانونية أو ادارية، المسئولية هي مسئولية رئيس التحرير، وكل التجارب التي مررنا بها
تتم مساءلة رئيس التحرير ونائبه!!!!! قال الأستاذ عبدالرحيم للشاهد، ان يتحدث عن مصدر المعلومة والخبر!!!!! قال الشاهد: القاعدة المعروفة والمهنية هي ذكر مصدر الخبر ليكسب المادة مصداقية عند الناس، وأحياناً يجد الصحفي نفسه بين خيارين إما نشر المعلومة من غير مصدر أو عدم نشرها، وتقول كل القوانين الصحفية والممارسات أن علي الصحفي أن يحكم ضميره ومصلحة الرأي العام وحقه في المعرفة، وإذا رأي أن النشر مهم يمكن أن ينشر من غير مصدر. وفي كثير من الدول هنالك نصوص قانونية تعطي الصحفي حق حماية مصادره ومن بينها المادة (25)، فقرة (ب)، من قانون الصحافة والمطبوعات السوداني!!!!. قال الأستاذ عبدالرحيم للشاهد: الصحافة سلطة رابعة، ما معني هذا؟؟؟؟ رد الشاهد: هي صيغة مبالغة، تعني مع وجد سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية، هنالك تعاظم لسلطة الصحافة والاعلام، حتي أن هذه التسمية نسبة لحجم التأثير لهذه السلطات الثلاثة!!!!! قال الأستاذ عبدالرحيم للشاهد: ماذا يؤثر في هذه السلطة؟؟؟؟؟ أجاب الشاهد: لا يُعلي عليها إلا بالقانون، فهي سلطة مؤثرة. وجه رئيس هيئة االاتهام سؤاله للشاهد: انت ما حاصل علي درجة الدكتوراة في الصحافة والاعلام!!!! رد الشاهد: ولم أقل انني حاصل عليها!!!! أردف رئيس هيئة الاتهام بقوله للشاهد: توافقني انت ما عضور في أي مؤسسة حكومية كمجلس الصحافة والمطبوعات، أو عضو مكتب تنفيذي في الهياكل الحكومية؟؟؟؟ رد الشاهد فيضل محمد صالح: لا. قال رئيس هيئة الاتهام للشاهد: انت ما مسجل كخبير في أي جهة؟؟؟؟ رد الشاهد: أنا صحفي وأستاذ جامعي. سأل رئيس هيئة الاتهام الشاهد قائلاً: انت صحفي بصحيفة الأضواء؟؟؟ رد الشاهد: عقدي انتهي بها ولم اجدده. قال رئيس هيئة الاتهام: الخبر هو تعبير لحادثة من الحوادث أو واقعة من الوقائع!!!! قال الأستاذ فيصل: صحيح، الخبر هو وصف أو تغيير لحادثة من الحوادث أو قضية من القضايا أو واقعة من الوقائع تهم الرأي العام. قال رئيس هيئة الاتهام: للخبر أشكال!!!! أجاب الشاهد مستفسراً: بمعني!!!!!. قال رئيس هيئة الاتهام مواصلاً: وأما المقال هو عرض لحقيقة ما وتقييم لرأي ما في نسق منطقي.... قاطعه الأستاذ فيصل قائلاً: هذا وصف إنشائي، جوهر المقال وتعريفه العام هو: رأي شخصي وفيه حرية للكاتب!!!! والمقال هو تفسير وتحليل للكاتب لا تقييد في ذلك!!!! قال رئيس هيئة الاتهام للشاهد: الهدف الأساسي للمقال هو الدعوة للارشاد والتوجيه والوعظ!!!! رد الأستاذ فيصل محمد صالح: هو توصيل فكرة أو رأي لكن بعد ذلك اللغة تكون جميلة وليس بالضرورة أن يكون المقال إرشادي ووعظي!!!! قال رئيس هيئة الاتهام للشاهد: في مجموعة مدارس تناولت المقال، المدرسة الاخبارية!!!!! رد الشاهد: المقال يمكن أت تذكر بها أخبار، لكن المقال قائم علي وجهة نظر شخصية غير الأخبار والحقائق. التقرير الاخباري هو تجميع للحقائق والأخبار دون إبداء رأي شخصي!!!!. وجه رئيس هيئة الاتهام قوله للشاهد: المكتوب هنا مقال، هنا في نوعين افتتاحي وتحليلي!!!! أفاد الشاهد: اكثر من هذا، افتتاحي يعبر عن الصحيفة وهنالك تحليلي، وهنالك مقالات رأي، وهذا المقال تحليلي!!!!!.
سأل رئيس الاتهام الشاهد: هل المقال الافتتاحي، يجب أن يضمن الأرقام والاحصاءات؟؟؟؟ أجاب الشاهد: إذا كان الموضوع يتعلق بالاحصاء، لأن هنالك قضايا ليس فيها أرقام!!!!!! سأل رئيس هيئة الاتهام: ورد في المقال أن هنالك شحدة بالاصوات، هل هنالك احصائيات وأرقام للاصوات؟؟؟؟؟ رد الشاهد: لا. سأل رئيس الاتهام: بالمقال حديث عن التزوير، هل هنالك احصائية بحالات التزوير!!!!!. رد الشاهد: لا. وأضاف رئيس هيئة الاتهام: بل هنالك حديث عن قوي عالمية، هل هنالك تصنيف لقوي عالمية بهذا المقال؟؟؟؟ رد الشاهد: في إشارة واحدة لأمريكا!!!! قال رئيس الاتهام للشاهد: هناك إشارة في شروع لمشروع طاقة نووية، هل هناك إشارة لأغراض سلمية أو غير سلمية!!!! رد الشاهد: لا. قال رئيس هيئة الاتهام: توافقني أن المقال افتقر من الناحية العلمية لعناصر المقال!!!!!. رد الشاهد بقوله: لا لم يفتقر لهذا، الكاتب بكتب مقالات عدة ويذكر اشارات عدة في مقالات اخري، وليس بالضرورة ذكر كل الاحصائيات في مقال واحد، إذا كان يكتب بصورة منتظمة!!!! أضاف رئيس الاتهام: من ناحية مهنية!!! رد الشاهد: هذا يعتمد علي رؤية الكاتب وفهمه للرأي العام، هل هم بحبوا ذكر الأرقام أم لا؟؟؟ قال رئيس هيئة الاتهام للشاهد: في سياسة تحريرية للصحيفة، هل السياسة التحريرية توافق توجه الحكومة أم لا؟؟؟؟ وما هي رؤية هذه الصحيفة التي بين يديك؟؟؟؟ رد الشاهد: الصحيفة تعبر عن رأي المؤتمر الشعبي وليس بالضرورة أن تعبر الصحيفة عن توجه الحزب بداخلها!!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: عندما نتحدث عن الخبر، لازم نعرف أي خبر يكون مسنود بحجة، المعلومات الواردة هنا ما مذكور فيها أي مصدر!!!! رد الشاهد: في كثير منها، نعم، وفي بعضها ذكر ذلك!!!!! وجه رئيس هيئة الاتهام حديثه للشاهد: الانتخابات فوز علي عثمان لا البشير، ما مذكور جاء من وين؟؟؟؟ رد الشاهد: هذا تفسير للكاتب، لأنه تفسير شخصي لوقائع الانتخابات!!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: عدم إحراز البشير ل50+1، هل في جهة رسمية هي المصدر لهذا؟؟؟؟؟ رد الشاهد: نعم، ذكر ياسر عرمان في مؤتمر صحفي. قال رئيس هيئة الاتهام: جهة رسمية!!!! رد الشاهد: تعني المفوضية، لا. قال رئيس هيئة الاتهام: الخبر لابد له من جهة رسمية!!!! أجاب الشاهد: لا، قد استقيه من جهات غير رسمية، ومن أشخاص. وجه رئيس الاتهام حديثه: إذا كانت المسألة مربوطة بأرقام، من هي الجهة؟؟؟؟ قال الشاهد: عند إعلان النتيجة، من المفوضية، ولكن في مرشح منافس قدم معلومات منافية، سوف أنشره وأنشر المصدر نفسه!!!! قال رئيس هيئة الاتهام للشاهد: هل في إشارة لجهة عن مشروع نووي!!!! قال الشاهد: لا توجد جهة، اشار المقال إلي جملة...بحسب مصدرنا، ولم يسمي المصدر!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: المقال تحدث عن فرز كوم البشير وتحدث عن دارفور، هل هذا خبر أو تحليل؟؟؟؟ رد الشاهد: هذا تحليل وتفسير!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: تحدث عن المسؤولية لرئيس التحرير والكاتب؟؟؟ رد الشاهد: الكاتب لما يكتب المقال بجيبه لرئيس التحرير، وفي إجراءات داخلية تمر عبرها، في جهة ما، تمر عبر أحد الأقسام، مثلاً، الأخبار، إذا كان خبر، التحقيقات إذا كان تحقيق، وهنالك أقسام متخصصة مثل الرياضة والفن!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: المقال ده سياسي، مفروض يكون يمر عبر جهة معينة؟؟؟؟ رد الشاهد: ليس بالضرورة أن يمر بالقسم السياسي، والأنظمة الداخلية للصحف تختلف من صحيفة لأخري!!!!! قال رئيس الاتهام: ممكن يحدث تعديل في المقال!!!!! رد الشاهد: هذا يعتمد علي الكاتب!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: بالنسبة لباقي المسؤولين؟؟؟؟ أفاد الشاهد: رئيس التحرير وفي تفويض لسلطاته لباقي الأقسام، ووفقاً لسياسة التحرير في الصحيفة هي التي تحدد ما ينشر أو لا ينشر، وفي بعض الصحف يمر المقال بشخص واحد وهو الكاتب، وهي بتختلف!!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: في نظرك، هل يتماشي هذا المقال مع شرف الصحافة؟؟؟؟ المحكمة رفضت هذا السؤال وطلبت أن يعُاد صياغة السؤال!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: عادة من ناحية مهنية في صحيفة عندما يكون رئيس التحرير مسافر أو غائب في زول ينوب عنه، الزول ده منو؟؟؟؟ رد الشاهد: لابد أن يكون شخص بثق رئيس التحرير، ويكون صحفي، ممن يعمل داخل الصحيفة!!!! قال رئيس هيئة الاتهام: ولازم يدقق بالمقالات ويراجعها!!!! أفاد الأستاذ فيصل محمد صالح الشاهد: مهنياً هو المسؤول لا قانونياً!!!! رئيس الاتهام للشاهد: هل تعرف أياً من المتهمين؟؟؟؟ أجاب الشاهد: أعرف أبوذر كصحفي من زمن بعيد وأقرأ له في صحيفة رأي الشعب وأجراس الحرية، وأعرف الطاهر وأشرف!!!!!. انتهي الاتهام من استجواب الشاهد!!!! وجه الأستاذ عبدالرحيم نائب رئيس هيئة الدفاع سؤاله للشاهد: من هو رئيس تحرير صحبفة رأي الشعب!!!!! رد الشاهد: يس عمر الامام . قال الأستاذ عبدالرحيم للشاهد: وصف الطاقة النووية، تحدث عنه أحد من قبل؟؟؟؟ رد الشاهد: نعم، تحدث مسؤولين حكوميين عن هذا!!!!! قال نائب رئيس هيئة الدفاع: كلمة شحتة أصوات دي، وردت علي لسان منو؟؟؟؟ رد الشاهد: وردت في المقال علي لسان ياسر عرمان!!!! قال الأستاذ عبدالرحيم: توعية وتنوير وتوجيه الأفراد ، هدف الصحافة، هل ورد هذا في المقال!!!!!. رد الشاهد: كل هذا ورد، إضافة إلي لمناصحة ورقابة للدولة وتوجيه النقد لها ومناصحة المسؤولين بالدولة!!!! أنهي الدفاع استجوابه للشاهد!!!!
وجه القاضي سؤاله للشاهد: في هذا المقال ورد أن البشير يدعم الارهابيين، هل هذا تحليل أو خبر؟؟؟؟ رد الشاهد: هذا ليس خبر هي معلومة!!!! قال القاضي للشاهد: هذا خبر؟؟؟ قال الشاهد: لا نسميه خبر، بل معلومة!!!! سأل القاضي: ماذا تسميها؟؟؟ رد الشاهد: معلومة مستخدمة في إطار التحليل!!!! أردف القاضي قائلاً: يعني مستقاة من مصدر وممكن تكون معلومة شائعة أو خبر!!!! رد الشاهد: الخبر ممكن يكون شائع، والمعلومة يمكن أن تكون صحيحة أو غير صحيحة!!!! قرأ القاضي للشاهد: الارهابيين، قد غادروا السودان لليمن!!!! رد الشاهد: هذه معلومة!!!! قال القاضي: إذا كان في صحفي مهمته إنزال تكاليف صادرة من رئيس التحرير أو نائبه مهمته تنفيذ توجيهات رئيس التحرير إذا كان غائب!!!! رد الشاهد: من ناحية مهنية!!!!! قال القاضي: مهمة سكرتير التحرير هي الاخراج الفني والطباعي والاخراج!!!! رد الشاهد: نعتبره واسطة بين القسم التحريري والفني وبين الصحفيين والكتاب الذين يعدون المواد وبين القسم الفني. فهو يقوم بجمع وتصميم الصفحات!!!! لكنه في غالب الأحوال لا يكون مسؤولاً عن مضمون المادة فقط، وعن متابعة تنفيذها فنياً!!!!! سأل القاضي الشاهد: وإذا المقال ما عجبه؟؟؟؟ رد الشاهد: لا سلطة لديه، قد تكون لديه ملاحظات ينقلها للسلطة المختصة، وقراره هو فني فقط، إذا امتلأت الصفحة أحياناً، قد يكون له قرار بتقديره لحجم المواد، إذا كانت أكثر من الصفحة، قد يتخذ قرارً يحذف منها بعض المواد!!!!.
قال نائب رئيس هيئة الدفاع للقاضي: بنتنازل عن شاهدين، فائز السليك ومحمد لطيف، ونرجو السماح لنا بإحضار شاهد أخر، من جريدة الأحداث!!!!! سأل القاضي: لماذا؟؟؟ رد الأستاذ عبدالرحيم: عندنا جريدة منشور فيها بعض الأخبار وعايزين نقدم منها اعداد كمستندات دفاع حول وقائع التزوير والمشروع النووي وتصريحات لمسؤولين!!!!! عقب الاتهام علي طلب الدفاع قائلاً: من الواضح أن رئيس هيئة الدفاع كدأبه منذ أن تولي الهيئة كل يوم جديد، تارة يعلن أسماء وتارة يتنازل عنها، وهذا يتعارض مع المادة (18) فقرة (ب) من لائحة إجراءات قانون الارهاب، ولعل الأخ الزميل، إن كان ينوي تقديم صحف كمستندات ولعمري أنه قد فقد فرصة ذهبية، ولما كانت هذه الدعوي تنصب بشكل أساسي، جريدة رأي الشعب، ولا أجد لأي صحف اخري، أي علاقة بهذه الدعوي، وإن كان يري أن جردية الأحداث قد تتناوله، فإننا نري أن جملة الدعاوي الجنائية تم فتحها أمام النيابات وأن الصحفيين يخالفون القانون ومجرمين.!!!!! وأن من يأتي للعدالة يجب أن يأتي بأيدي مفتوحة ولا أجد سند قانوني أو موضوعي يؤيد هذا الطلب الغريب!!!! وأطلب باستبعاد هذا الشاهد!!!!
عقب نائب رئيس هيئة الدفاع علي طلب هيئة الاتهام: نستند علي نص المادة (55) من قانون الإجراءات الجنائية ونصر أن نمثل أمام محكمة الصحافة والمطبوعات!!!!! رد القاضي قائلاً: أي مادة من أي قانون ممكن تكون أمام محكمة صحافة ومطبوعات، مثلا قانون الصحافة والمطبوعات مقرؤءة مع القانون الجنائي!!!! قرأ القاضي قراره: طلبت هيئة الدفاع شاهد أخر، سمحت لهم المحكمة بذلك، في جلسة قادمة يوم الأحد 4 يوليو 2010م، الساعة الثانية إلا ربع. وبذا انتهت الجلسة!!!!!.
أستأذن أبوذر من مولانا مدثر الرشيد، بأن يسلم علي أسرته، سمح له مولانا بذلك، جلسنا داخل قاعة المحكمة، وكان بالخارج أصدقاء منهم من لم يري أبوذر من لحظة اعتقاله، أي قبل شهر ونصف، استأذنا لهم بالدخول لتحية أبوذر ودخلوا القاعة لمقابلته!!!!! رأيت عناقاً حاراً ودموع انهمرت من عيون الرجال!!! بعد ذلك أوصانا أبوذر بأن نساعد هيئة الدفاع ونجمع لهم بعض المصادر التي استند عليها في كتابة المقال، وعدناه خيراً وانصرفنا!!!!!
الخميس 1 يوليو 2010م
تذكرت أمراً حدث بالأمس أثناء جلسة الح كمة، وكنت قد أغفلته، إذ أنني لا حظت أن هنالك تواجد كثيف للشرطة داخل قاعة المحكمة، وهو أمر لم يكن معتاداً، إذ كان البوليس يتركز أكثر في الخارج وأمام القاعة!!!!! كما لاحظت أنهم يتفحصون في الحضور ويراقبون تصرفاتهم أثناء انعقاد الجلسة!!!!! لوهلة تعجبت مما يحدث، ولكني صرفت تفكيري بالتركيز علي مداولات الجلسة!!!!! وفجأة، انتبهت علي خطوات شخص وقف أمامي، رفعت وجهي ووجدته، مقدم الشرطة!!!!! قال مقدم الشرطة موجهاً حديثه لي: لماذا تكتبين؟؟؟؟؟ فغرت فاهي للحظة واندهشت، إذ لم أتوقع هذا السؤال!!!!! وكرر سؤاله: لماذا تكتبين؟؟؟ إنتي صحفية؟؟؟؟ رديت عليه: لا أنا ما صحفية!!! وسألني مرة ثانية: إذا إنتي ما صحفية، طيب بتكتبي ليه؟؟؟؟؟؟ رديت عليه: بكتب لنفسي وللتاريخ!!!!! نظر إلي مطولاً، وذهب مغادراً لموقعه داخل القاعة!!!!! تعجبت، وتحيرت، ولم أعرف ما أقول!!!! وتساءلت: لماذا يرهبني مقدم الشرطة بسؤاله هذا؟؟؟ وما العيب إذا كنت صحفية، أسجل مداولات المحكمة؟؟؟؟ وما دخل مقدم الشرطة، فيما أكتبه وأدونه؟؟؟؟ ومتي كان تسجيل الملاحظات داخل المحكمة، جريمة؟؟؟؟؟. أعرف ان البوليس منذ بدء جلسات المحكمة في قضية أبوذر، قد منع الصحفيين من دخول المحكمة وقاعتها!!!!! ولكن ما علاقة من يكتب داخل الجلسة، بالصحافة؟؟؟ ولماذا يتم الربط لمجرد أن هناك شخص يكتب داخل القاعة ويوصف بالصحفي؟؟؟
اتصلت بالأستاذ عبدالمنعم عثمان ادريس، رئيس هيئة الدفاع، لأستفسر عن بعض الأمور التي تتعلق بالجلسة القادمة، ولكنه طلب أن احضر لمكتبه، ذهبت وقابلته وقال لي: أنه أمس، لم يتمكن من حضور الجلسة بالمحكمة، لأنه كان عنده مواعيد من النائب العام، ويود أن يطلعني علي تفاصيله!!!!! قال الأستاذ عبد المنعم أنه قدم طلب بوقف اجراءات البلاغ وفقاً للمادة (58) إجراءات جنائية، والتي تمنح وزير العدل والنائب العام، بوقف اجراءات أي دعوي قبل النطق بالحكم فيها!!!! قال الأستاذ عبدالمنعم أنه برر طلبه بأن البلاغ الذي تأسس نتيجة مقال كتبه المتهم الأول، فإن ما ورد به وما سوف يترتب عليه من استمرار المحاكمة يلحق أضرار بالغة التعقيد بسمعة البلاد كما يقود إلي كشف بعض المسائل التي تنطوي علي قدر كبير من الحساسية التي تؤثر سلباً علي خصوصية ومكانة زعامات سياسية هامة!!!! وأفاد الأستاذ عبدالمنعم، أن هذه واحدة من التكتيكات الدفاعية التي وضعتها هيئة الدفاع!!!!! وقال أنه سيترتب علي هذه الخطوة أحد أمرين، إما أن يقبله النائب العام، أو أن يرفضه!!!!!
أحسست أن القضية قد شارفت أو كادت نهايتها، وأن الجلسة القادمة ستقدم فيها هيئة الدفاع الشاهد الأخير، ومن ثمّ لم تتبقي إلا جلسة واحدة هي المرافعات الختامية، وبعدها إصدار حكم المحكمة!!!!! لم أعرف كيف تكون النهاية!!!!! هل سيصدر النائب العام قراراً بوقف الاجراءات ويحفظ البلاغ للمصلحة العامة؟؟؟؟؟!!!! أو سيرفض، وبالتالي نستمر في المحاكمة؟؟؟؟ أصبحت في شك وهم كبيرين!!!! ولا أستطيع أن أتوقع، ماذا ستكون الخطوة التالية!!!!
اتصل بي بعض الأصدقاء فرحين باطلاق سراح دكتور الترابي، وأشار بعضهم إلي أن إطلاق سراحه وقضية أبوذر وبقية الصحفيين مقترنين مع بعضهما البعض!!!!! وفسروا ذلك علي أن دكتور الترابي تم القبض عليه بواسطة جهاز الأمن، وفي نفس الوقت تمت مصادرة جريدة رأي الشعب واعتقل جهاز الأمن كذلك صحفيي رأي الشعب، وعليه، فإن توقعاتهم هي أنه سيتم الإفراج عن المتهمين قريباً!!!! حاولت جهدي أن أفهم وأفسر ما رموا إليه هؤلاء ولكني فشلت!!!! فكيف يتم الربط بين دكتور الترابي الذي أطلق سراحه جهاز الأمن من معتقلاته وبين قضية أبوذر وبقية الصحفيين الذين تتم محاكمتهم أمام محكمة!!!!! وتساءلت هل قصدوا: أن تفرج عنهم المحكمة بالبراءة!!!!! ولكن ما علاقة المحكمة بجهاز الامن واعتقال دكتور الترابي؟؟؟؟ أعرف ان الصحفيين يعملون بجريدة رأي الشعب وربما تكون هنالك علاقة في كيفية القبض عليهم، إذ تم القبض عليهم جميعهم بواسطة جهاز الأمن في فترة زمنية واحدة، وصاحبها إغلاق ومصادرة الصحيفة!!!!! ولكن القضية الان أمام محكمة موضوع لها تقديرات تختلف وقد لا تتوافق وتقديرات جهاز الأمن!!!!!. في نفس اليوم، قابلت بعض الأصدقاء وكانوا متفاءلين كذلك، ويقولون الأمر نفسه، ويحاولون إقناعي بأن لا توجد قضيتين بل هي قضية واحدة، فالشاكي في قضية أبوذر هو جهاز الأمن وهو الذي اعتقلهم، وكذلك دكتور الترابي، والقضية واحدة هي قضية جريدة أو صحيفة رأي الشعب!!!! حاولت أن أشرح لهم، كيف أن القضية مختلفة، لأنها علي الأقل تخضع لتقدير محكمة وليس جهاز الأمن!!!! أكد أحدهم قائلاً: أن في كل المرات التي تم فيها اعتقال دكتور الترابي لم يقدم لمحاكمة قط!!!! ورغم أن أبوذر والبقية قضيتهم بالمحكمة إلا انها قضية واحدة ولا تنفصل!!!!! أحسست أن الأمران مختلفان وقد تكون القضية واحدة في شكلها، ولكن تختلف مآلاتها، فالقرار الآن سيصدر من محكمة وقائع، لها حسابات أخري!!!! وقد يصدر قرار المحكمة بالإدانة لجميع المتهمين وربما تحكم المحكمة بالإعدام أو المؤبد حسب التهم الموجهة!!!! وأحسست أنني لا أري احتمال واحد ليجعلني أتفاءل بأن من الممكن للمحكمة أن تفرج عنهم بالبراءة!!!! أو أن بالامكان توحيد القراءة في القضية وعدم فصلها عن بعضها البعض!!!!
الجمعة 2 يوليو 2010م
اتصل بيّ بعض الأصدقاء من خارج السودان يسألون ويستفسرون ويبدون قلقهم علي الحالة الصحية لأبوذر ويطلبون منِي أن أطلعهم علي أخر المستجدات أمام المحكمة!!!! اعتذرت لهم، إذ أنني تأخرت عنهم، وكنت أطلعهم أول بأول ولكني أصبحت في شواغل وهموم أخري!!!!، وعدتهم أن أتواصل معهم وأطلعهم علي أخر التطورات!!!! فحقيقة، هذه الاتصالات تشعرني بأهمية القضية، وكيف أن الكل منشغل بها ويفرد لها حيز كبير من اهتماماته!!!!!. كما تشعرني بمشاعر أخوية دافئة وأحاسيس صادقة نابعة من أعماق قلوبهم!!!! فرغم انشغالنا عنهم، إلا أنك تجدهم يبذلون ما في وسعهم لتحتل قضية أبوذر مكاناً مرموقاً علي المستوي العالمي، ويبحثون وينقبون ويتابعون هذه القضية بكل جد واجتهاد!!!! كل يوم يزيد إعجابي بالتعاطف اللامحدود الذي خلقته قضية أبوذر خارج السودان، بفضل المثابرة والعمل الدؤوب!!!! قال لي أحد الأصدقاء يمكث بلندن، أن التعاطف العالمي الذي وجدته قضية أبوذر، لم ير له مثيلاً، طيلة العشر سنوات الأخيرة التي عاشها بلندن!!!، حمدت الله كثيراً علي هذا الكلام!!! وخاصة أنني أعرف أنه لم يكن بالإمكان حدوث هذا لولا إيمانهم بالقضية ووقفتهم ومساندتهم لها!!!! فما فعلوه قد أؤتي ثماره، وما سيفعلوه سيحقق المزيد من الدفع والمناصرة للقضية!!!!
بعد مرور سبعة وأربعين يوماً (47)، علي اعتقال وتعذيب وحبس أبوذر، أصبحت لا أشعر بالقلق الشديد تجاه ما سيحدث أبوذر!!!، إذ بت أعرف كيف يدير أموره داخل سجن كوبر!!!! فقد قال لي أبوذر في أخر زيارة له، أنه كوّن صداقات عديدة وأطلّع علي هموم المسجونين وعاش معهم قضاياهم!!!! وقال أنه يقضي أيامه بالسجن في عنبر يقال له (130)، وذلك نسبة للمادة (130) من القانون الجنائي وهي القتل العمد، إذ أن غالب من بالعنبر منتظرين أحكام بالقتل العمد!!!! قال أبوذر أنه يستمع لحكاياهم وقصصهم وشكاواهم، فهناك من يتحسر ألماً، لقتل صديقه في سفت تمباك، فقد أعد السفة ليدخلها في فمه، وجاء صديقه ضاحكاً وخطفها، فغضب جداً، وكانت السكينة معلقة بذراعه، فأخذها وضرب بها صديقه غير متعمد!!!! وأخر قتل قريبه في لعبة كوتشينة وأصبح يأكله الندم كل يوم، وأخر....وأخر......!!!!! قال أبوذر تتعدد وتتنوع القصص بسجن كوبر، ويتعجب هو لتفاهة الأسباب!!!!! قال لي أبوذر، أنهم أناس لا توجد لديهم نوايا شريرة أو قصد إجرامي!!!!!!، فهم بسطاء ونواياهم طيبة وهو يبدي تعاطفه معهم كل يوم، إذ أن الغضب فقط هو الذي أعماهم ودفعهم لارتكاب جرائم، سيدفعون عمرهم كله مقابل ما اقترفوه، وهم في غاية الندم والحسرة لفقدانهم عزيز عليهم!!!!! وحكي لي أبوذر الكثير والمثير من خفايا سجن كوبر التي تفاعل وانفعل معها، وما زال يتواصل ويمد جسور العلاقات المتينة والحميمة مع من حوله!!!! فأنا أعرف كيف يحب أبوذر الناس!!!! وكيف يبادلونه المودة!!!!، فهو يتبسط معهم، يحترمهم ويحبهم!!!! حتي أنه حكي لنا عن كيف يحمل همومهم ويمسح آلامهم ويقدم ما في وسعه ليخفف عنهم مآسيهم ويشاركهم أحزانهم!!!!!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد المنعم سليمان
Mohamed Yassin Khalifa
khalid abuahmed
تبارك شيخ الدين جبريل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست