تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-24-2010, 11:30 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م

    تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م
    الأحد 18 يوليو 2010م
    انتابتني الهواجس والهموم، وسيطرت عليّ الظنون!!!!!! خاصة عندما فكرت في مثول أبوذر للمرة الثانية أمام نيابة أمن الدولة، لمباشرة التحري في البلاغين الذين فتحهما جهاز الأمن ضد أبوذر!!!!! ولا يوجد لدي أدني خوف من البلاغات التي تم فتحها!!!!! ولكني تشككت من ذهابي للمرة الثانية لنيابة أمن الدولة لمتابعة البلاغات!!!! وفكرت في كيفية المعاملة التي يمكن أن أتلقاها من نيابة أمن الدولة لمتابعتي لهذه البلاغات!!!!! وأذكر أنني عانيت الآمرين أثناء حبس أبوذر بنيابة أمن الدولة وأثناء مباشرة التحري في البلاغ السابق!!!!!! حيث واجهت تعقيدات شديدة، حتي في أبسط الاجراءات فيما يخص زيارة أبوذر وعلاجه!!!!! أولاً، تم منعنا من زيارته كمتهم، بحجة أن هنالك تحري!!!!! وثانياً تم رفض طلب معاينته بواسطة طبيبه الخاص أو أطباء خاصيّن!!!!! وحتي المحامين مُنعوا من حضور التحري مع أبوذر!!!!! وأذكر أنه مثّل المحامين وقتها (أبوبكر عبدالرازق، بارود صندل، كمال عمر، محمد العالم) وطالبوا أن يحضروا التحري مع أبوذر!!!!!! ولكن وكيل النيابة المتحري في البلاغ (خالد بلة) رفض ذلك!!!!! كلما ينصرف تفكيري إلي نيابة أمن الدولة، إلا وأذكر التجربة المريرة التي عايشتها هنالك، وكيف أنني تجرعت الكثير من آلامها ومراراتها!!!!!! فلم تحترم آدميتي كمواطنة وكزوجة تتابع شئون زوجها المحبوس المريض والذي تم تعذيبه من جهاز الأمن!!!!! حقيقة، لم أتوقع هذه المعاملة من نيابة أمن الدولة، بل توقعت منها كنيابة أن تباشر التحري في موضوع التعذيب الذي تعرض له زوجي، وتقوم بدورها المناط علي أكمل وجه!!!!! ولكن هذا لم يحدث إطلاقاً، بل علي العكس، فقد قام المتحري في البلاغ (خالد بلة) بطردي من مكتبه أكثر من مرة!!!! كما هددني بأن يفتح بلاغ ضدي لأنني نشرت مقالات في سودانيزاونلاين!!!!!! أضف، إلي ذلك أنه كان دائماً ما ينتهرني ويغلظ لي بالقول عندما كنت أمثل أمامه لمتابعة مرض أبوذر وموضوع زياراتي له!!!!!!! وأخيراً، هداني تفكيري إلي أنه لا يوجد شئ شخصي ضدي، وإنما هذا هو الأصل في المعاملة لكل من يجلبه القدر في طريق نيابة أمن الدولة!!!!! وحمدت الله كثيراً، هذه المرة أن أبوذر ليس محبوساً بالنيابة، وكل ما سيربطه بها مثوله للتحريات أمامها!!!! حتي لا تتكرر هذه المأساة، ويعيد التاريخ نفسه!!!!!! علمت، أن أحد البلاغين قد تم فتحه من أحد ضباط جهاز الأمن، وهو الضابط الذي باشر وأشرف علي عملية تعذيب أبوذر داخل مكاتب جهاز الأمن!!!!! والبلاغ الثاني، تم فتحه من جهاز الأمن، في واحدة من المقالات التي كتبها ونشرها أبوذر!!!!! لم أعرف بالضبط ما هي هذه المقالة وعماذا تتحدث!!!! ولكني أعرف قلم أبوذر الجرئ الذي يطال الباطل، بقول كلمة الحق!!!!! كما لم أعرف ما هي التهم الموجهة بالضبط؟؟؟؟ وتحت أي بند من بنود القوانين السودانية!!!!! ولكني دون شك، يمكن القول أن العقوبات لهذه التهم، قطعاً، قد تصل للإعدام والمؤبد!!!!! أسوة بالتهم في البلاغ السابق الذي تمت الإدانة فيه، بواسطة المحكمة!!!!! وأخذت أفكر، هل أصبح أبوذر مستهدفاً كل الاستهداف من قِبل جهاز الأمن نسبة لما يخطه قلمه؟؟؟؟؟ ولماذا يقوم جهاز الأمن بفتح البلاغات الواحد تلو الآخر ضد ما يكتبه أبوذر؟؟؟؟؟ ولماذا تشكل مقالات أبوذر تهديداً بالغاً لجهاز الأمن حتي يفعل ما يفعله؟؟؟؟ ولماذا قام جهاز الأمن بفتح البلاغ في المرة السايقة وحوله لنيابة أمن الدولة ولم يكتفي بحبس أبوذر بعد تعذيبه؟؟؟؟؟ أحسست أن هنالك أشياء تلوح في الأفق البعيد، عجزت عن تفسيرها وفهمها!!!!! فبعد أن كان جهاز الأمن يقوم باعتقال المتهمين وتعذيبهم والتحقيق معهم، وحبسهم ما شاء!!!!! تحولت معارك جهاز الأمن إلي ساحات النيابات والمحاكم!!!، وأصبج يقوم بتحويل المتهمين من مكاتب الجهاز، إلي نيابة أمن الدولة!!!!! ومن ثّم التحويل إلي المحكمة حيث تدور الدوائر علي المتهمين وتصدر المحكمة ما تشاء من أحكام!!!! وقلت في نفسي: ربما، لا يستطيع جهاز الأمن أو يمكّنه قانونه الجديد من حبس المتهمين لسنوات تصل للمؤبد أو لتنفيذ حكم الإعدام عليهم!!!!! فحسب ما أفهم، أن مجمل مدة الحبس في قانون جهاز الأمن الجديد تصل إلي الأربعة شهور ونصف فقط!!!!! وفي حالة أبوذر فإن النيابة وجهت تهم تصل عقوبتها للاعدام والمؤبد!!!!! وفي حكم المحكمة الذي صدر ضد أبوذر، نجد أن قانون جهاز الأمن لا يسمح بالحبس لمدة سنة واحدة ناهيك عن خمسة سنين!!!!!! وتساءلت: إذا كان الأمر كذلك، لماذا، لم يقم جهاز الأمن بفتح البلاغ أمام نيابة أمن الدولة من البداية، ومن ثّم تقوم النيابة بالقبض علي أبوذر والتحقيق معه ومن ثّم تحويله للمحكمة!!!!! لماذا تم القبض على أبوذر بواسطة جهاز الأمن، ثم تعذيبه، وبعد ذلك فتح البلاغ أمام النيابة؟؟؟؟ وذهبت بتفكيري إلي أنه ربما يكون ما يحدث هو منهج ومسلك جديد ينتهجه جهاز الأمن في اتجاهه لتصفية خصوماته مع المتهمين!!!!! وخاصة أنه قد يجدي تفعاً، فقد تحكم المحكمة بالمؤبد والإعدام، دون إثارة لكثير من شكوك أو ظنون!!!!! أو دون أن يكون هناك اختفاء قسري يستمر سنوات ولا يعرف الأهل أثر لمفقوديهم!!!!!!! وكذلك، عن طريق تحويل المتهمين للقضاء، تكون الشكوك والظنون أقل نوعاً ما!!!! وإذا أعترض أحد علي حكم القضاء، فغالباً ما يتم نصحه بأن يستأنف الحكم!!!! وهكذا دواليك!!!!! وذهبت بتساؤلي: ما ذنب القضاء والنيابة ليكونا مطية لمآرب جهاز الأمن؟؟؟؟؟ وهل القضاء هو أفضل ساحة ليدار منها جهاز الأمن معاركه ضد خصومه؟؟؟؟؟؟؟ وهل ما لم يحققه جهاز الأمن عبر قانونه الجديد، يستطيع تحقيقه عبر القضاء؟؟؟؟؟؟ وهل سيلعب هذاالمثلث المشترك: جهاز الأمن، النيابة، القضاء، دوراً فعالاً في تصفية الخصومات والأحقاد؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أعرف الإجابات علي هذه الأسئلة!!!!!! ولكني أحسست أنه في حالة أبوذر، أن حكم المحكمة صدر متماشياً مع التهم الهلامية التي وجهتها نيابة أمن الدولة لتخدم أغراض جهاز الأمن في المقام الأول!!!!!!! ولكن، هل سيختلف الحال في البلاغ الثاني الذي فتحه جهاز الأمن ضد أبوذر؟؟؟؟؟؟ وما هي مآلات نيابة أمن الدولة في توجيه التهم الجديدة وإثباتها؟؟؟؟؟ هل سيكون هنالك شهود اتهام هذه المرة؟؟؟؟؟ وهل ستقدم النيابة من الأدلة ما يقنع عقولنا الصغيرة؟؟؟؟؟ وهل سيأتي جهاز الأمن بأحد ضباطه هذه المرة، أم سيكتفي بإرسال المستشار القانوني الذي يمثل النائب العام؟؟؟؟ وما هي توقعات المحكمة في إصدار العقوبة والحكم؟؟؟؟؟ هل ستؤيد المحكمة قرارها دون أدلة وإثبات؟؟؟؟ أم سيختلف الحال هذه المرة، وتقدم أدلة قطعية لا تنبني علي ظنون القاضي الشخصية؟؟؟؟؟؟ لم أشعر بالأسي لحكم المحكمة الذي صدر بإدانة أبوذر!!!!! مثلما شعرت بالأسي الشديد لهيئة الاتهام، إذا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تقديم شاهد اتهام واحد أو تقديم دليل مادي واحد ليدعم قضيتها ويثبت الادعاءات الموجهة في مقال أبوذر في البلاغ السابق؟؟؟؟ وشعرت بالأسي أكثر وبالامتعاض لقاضي المحكمة مدثر الرشيد وهو يصدر حكماً في جريمة ضد الدولة (المادة 50 من القانون الجنائي) (تقويض النظام الدستوري)، حيث تصل عقوبتها للمؤبد!!!! وبُني القاضي حكمه فيها، استناداً علي قصد ونية أبوذر في كتابته للمقال!!!!!! وأعرف أن القانون لا يجرم النيات والمقاصد بل يجرم الأفعال!!!!!! وحتي أن الله سبحانه وتعالي إذا نوي العبد أن يرتكب سيئة ولم يهم بها، فلا تكتب له سيئة إلا بعد أن يرتكبها!!!!! حقيقة تحيرت حيرة شديدة من حكم المحكمة الذي لا تسنده أي دلائل أو بينات تدعمه !!!!!! الأمر الذي دعا هيئة الدفاع لتقديم الاستئناف ضد حكم المحكمة!!!!!!! دارت كل هذه التساؤلات بذهني، وفكرت في أنه ربما، مازال بإمكان نيابة أمن الدولة ومحكمة مولانا مدثر الرشيد، أن تقدم الكثير المثير الخطر الذي يخدم جهاز الأمن ويمكّنه من تصفية خصوماته وأحقاده!!!!!!! وقلت في نفسي، غداً لناظره قريب!!!!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!! الإثنين 19 يوليو 2010م ذهبت لسجن كوبر في هذا اليوم بالذات، وذلك نسبة لأن إدارة السجن في الأسبوع الفائت، قد ذكروا لنا بأنه تم تغيير مواعيد الزيارات وعلينا أن نحضر يوم الاثنين فقط من كل أسبوع!!!!! وقد كان، وصلت للسجن ودخلت من البوابة الجنوبية، والتي عادة ما ندخل بها، عندما كان أبوذر منتظراً الحكم!!!! ذكرت لموظفي الاستقبال (فقد كانوا ثلاثة أفراد من الشرطة)، بأنني أود زيارة محكوم صدر عليه حكم وليس منتظراً كما في المرات السابقة!!!! حيث أنهم يفرقون بين المنتظرين والمحكومين!!!!! قال لي أحدهم: أن عليّ الذهاب للبوابة الشمالية، لأن كل زيارات المحكومين يتم استقبالها من هناك وهنا زيارات المنتظرين فقط، إضافة إلي أنه توجد تذكرة لابد من قطعها أولاً!!!!! وقال أن كل هذه الاجراءات تكون بالبوابة الشمالية!!!! شكرته، وتوجهت راجعة للبوابة الشمالية، وقطعت المشوار في خمس دقائق مشياً علي الارجل!!!! وصلت إلي هناك، وفعلاً وجدت كشك صغير، به سيدة تبيع التذاكر!!!!! أشارت السيدة إلي أن قيمة التذكرة جنيه واحد!!!! دفعته لها، وسألتها عن الإجراء الذي يلي ذلك!!!! قالت لي: هذا الرجل الي يوجد علي مدخل الباب سيستلم منك التذكرة، يوجد تربيزة بالداخل لتكملة الاجراءات!!!! شكرتها علي توجيهها وذهبت!!!!! وفعلاً: وجدت عسكري يجلس في كرسي قرب البوابة الكبيرة، مد يده واستلم التذكرة!!!!! عبرت للداخل، ووجدت شخصين يلبسون ملابس مدنية ويجلسون علي تربيزة بها عدد من الموبايلات، وكان يجلس بالقرب منهم ضابط شرطة برتبة ملازم!!!! سألني أحدهم، إذا كت أملك موبايل، فأخرجته وسلمته له!!!! وقال لي: لو عندك أي اثبات شخصية!!!! وأخرجت بطاقة محاماة وسلمتها له!!!!!! فما كان من الملازم إلا أن تدخل وقال له: أرجع لها البطاقة والموبايل!!!! وقال لي: انتي محامية، وما ممكن تدخلي من هنا!!!! وأضاف: أمشي للزيارة من البوابة الجنوبية!!!!!! قلت ليه: لماذا، وقد تم توجيهي من البوابة الجنوبية، لأن أحضر إلي الزيارة من البوابة الشمالية!!!!! وطلبت منه أن يفهمني ما يحدث؟؟؟؟؟؟ قال لي: أي زيارة لمحامي أو لقاضي يجب أن تكون من البوابة الجنوبية!!!!! كما قال لي الشخص الأخر الذي يجلس أمام التربيزة: أننا نتعامل هنا فقط مع المواطنين عبر هذه البوابة!!!!! وأضاف الملازم: إذا عندك شغل الليلة، مافي زيارة، تعالي يوم الاربعاء!!!!! رديت عليه: أنا ما جاية لشغل، أنا جاية زيارة عادية، كمواطنة سودانية!!!! وسألته: ما العيب إذا كنت أحمل بطاقة محاماة!!!! وأضفت قائلة: إذا البطاقة دي حتخلق ليك مشكلة، أنا عندي بطاقتين تانيات غيرها ممكن أطلعهم، عشان أسهل لنفسي إجراءات الدخول من هنا!!!!!! فقال لي الملازم منتهراً: بطاقتين تانيات!!!، يعني عاوزة تنتحلي ليكي شخصية هنا؟؟؟؟!!!!! نظرت إلي وجهه، ووجدت مظاهر الغضب والقسوة والصرامة الشديدة ارتسمت علي ملامحه!!!!! وصعقت عندما سمعته يطلق هذه الاتهامات جزافاً في حقي!!!!!! وقلت في نفسي: إذا أنا فعلاً، ارتكبت هذه الجريمة، وانتحلت شخصية تانية، وأحضروني أمام هذا الملازم شرطة، لتأكدت أنه سيصدر عليّ حكماً بالاعدام والمؤبد، حتي قبل أن يبدأ بالتحقيق معي!!!!! فأنا أملك بطاقة شخصية عادية مثل التي يحملها أي مواطن سوداني!!!! وأحمل بطاقة الجهة التي أعمل بها، ولها صلاحية لإثبات الشخصية أمام أي جهة رسمية!!!! وتساءلت في نفسي: لماذا يتعامل هذا الشرطي الذي مهمته هي: بسط الأمن، وحماية المواطن، علي إرهاب المواطن وترويعه وتهديده !!!!! رديت علي الشرطي: وهل كل من يملك أكثر من بطاقة، هو منتحل للشخصية؟؟؟؟؟ وسألته قائلة: إنت اتهمتني علي أي أساس؟؟؟ أنت حتي ما شفت بطاقاتي عشان تحكم عليّ بجريمة انتحال الشخصية؟؟؟؟!!!! ومن ثّم هل يمكنك أن تقدم الإثبات والدليل علي ما قلته؟؟؟؟؟ قال لي مهدداً: أنا ما داير كلام كتير معاك، وأنا ما حأدخل لي محامين من هنا!!!!! وكان جالساً، فوقف، ورفع يده لأعلي أثناء حديثه!!!! أحسست أنني لو زدت كلمة واحدة لضربني علي وجهي!!!!! كما أحسست أنه لا يضع أي اعتبار لأدميتي، والأدهي عدم احترامه لبطاقتي، كأن المحامين أسوأ خلق الله علي الأرض!!!!! في حين أن المحامي، زميل للشرطي، بحسب عرف المهنة!!!! والشرطي يعمل في مجال تنفيذ القانون!!!! أثناء ذلك رن موبايلي، وحاولت الرد عليه!!!!! وعندها قال لي الملازم بحدة شديدة: أنه لا يسمح لي بالرد علي الموبايل داخل السجن، لأن هذا ممنوع!!!!! وأضاف: اطلعي برة من هنا!!!!! شعرت أنه كالملك الطاغية الذي يتربع علي عرشه، وكل همه هو أن يقصي ويبعد وينفي و...., و.......، ويأتمر الجميع لأمره!!!!!! تعجبت وتحيرت، من نفسية الملازم شرطة، التي يتعامل بها مع الناس، ورؤيته وتصوره لهم كأنهم لا يرقون لمرتبة البشر، ولا يستحقون أن يعاملوا كأدميين لهم كرامة وكبرياء وحقوق يجب أن تحترم، فقد تعامل معي بكل عنف، وصلف وعنجهية!!!!! وكان بإمكانه أن يوجهني بطؤيقة محترمة ولائقة!!!!! وفسرت أن هذا هو مسلكه ومنهجه مع جميع خلق الله، فما أنا إلا مثال واحد وشاهد علي المعاملة المهينة وغير الاخلاقية!!!!!! وقد وضح لي، أن الملازم شرطة لا يملك أدني فكرة عن كيف تكون أصول التعامل مع البشر والبني أدميين!!!! بل يزيد إمعاناً في الكراهية والذل والاحتقار لآدميتهم!!!!! وكأن الأصل في المعاملة هو عدم الاحترام والإذلال والإساءة للجميع دون وجه حق!!!! فأنت تهان وتمتهن كرامتك، فإذا كنت مجرماً، فلا حقوق لك!!!! وإذا كنت متهماً فأنت مجرم مدان، وإذا كنت مواطناً، فهذا أسوأ ما قد يحدث لك!!!!!! وتعجبت في نفسي: لماذا تختلف صورة الشرطي في السودان، عنه عن أي شرطي في بلاد أخري!!!!! فقد رأينا كيف يمسك الشرطي بيد الأطفال وكبار السن، ويعبر بهم الشارع!!!! وكيف إذا احتار دليلك في أي أمر، فيمكنك أن تلجأ إلي الشرطي ليساعدك، فهو دائماً في خدمة الشعب!!!!! ولماذا تكون مهمة هذا الشرطي، هي الانتقام والتشفي والبغض ونفث أحقاده وسمومه علي المواطن المسكين الذي تكفيه معاناته وهمومه التي يحملها ويعيشها كل يوم!!!!!! وصلت للبوابة الجنوبية، وقد خنقتني العبرة، وشعرت لوهلة أنني أرغب بالانفجار في البكاء!!!!! قلت لمن وجدتهم بالاستقبال وهم ثلاثة شرطيين: أنتم نصحتوني بالذهاب للبوابة الشمالية، ومن وجدتهم بالبوابة الشمالية، نصحوني بأن أرجع إليكم، وقد احترت في أمري بينكم وبينهم!!!!! وأضفت: رجاءاً، لا تضيعوا زمني، وإذا ما عايزيني أجي للزيارة، قولوها بوضوح!!!!!!!! سأل واحداً منهم الأخر: ما هي الأيام المقررة للزيارة؟؟؟؟ وهل اليوم هو ضمن الأيام المسموح بها أم لا؟؟؟؟؟؟ قام الأخر بسؤال أحد أخر!!!!!! ثم سألني واحد منهم: من هو الذي قال لك هذا الكلام بالبوابة الشمالية؟؟؟؟ رديت لا أعرفه ولكن رتبته ملازم!!!! قال موجهاً حديثه لزميله: إنت عارف سعادة الملازم ما حيدخلها من هناك!!!!!!!! قالوا لي: انتظري، حتي يستأذنوا العقيد في أمر الزيارة، لأنهم يعرفون أن الزيارة للمحكومين يجب أن تكون بالبوابة الشمالية وهي مسموح بها لكل أيام الأسبوع حسب لوائح السجن!!!!! ذهب أحدهم لرؤية العقيد حتي يوافيني بالخبر اليقين!!!!!! في أثناء ذلك، قال أحدهم أن عليّ أن أذهب وأقطع تذكرة من البوابة الشمالية وأحضرها له!!!!!! قلت له: أنني قطعت تذكرة ودخلت بها، ولكن لم يجدي ذلك نفعاً!!!!!! تحيرت في الأمر: فكأن من بالبوابة الشمالية، لا علاقة لهم بمن يعملون في البوابة الجنوبية، وكأن هنالك سجنان مختلفان من حيث اللوائح والاجراءات وكل شئ!!!!!! فقد سمعت بالبوابة الشمالية أيضاً، أن الزيارة للمحكومين يومياً ولا يوجد ما يمنع من الزيارة!!!!! وبالبوابة الجنوبية سمعت أن هنالك أيام معينة للزيارة للمنتظرين والزيارة مقررة يومياً للمحكومين!!!!!!! لم أعرف ماذا أفعل أو أقول، أحسست أن إدارة السجن تتوجس خوفاً من زيارات الصحفيين!!!!! وتحاول أن تخلق الأعذار لتمنعني من الزيارة بأي شكل!!!!! ولم تنطلي عليّ حيلة أنني أحمل بطاقاة محاماة!!!!!!! في السابق كنت اعتقد أن بطاقاة المحاماة يمكن أن تفتح لك الأبواب المغلقة، ولكن يبدو أنني أخطأت الفهم والتقدير!!!!!!! وكل المشكلة هو أنني محامية وزوجة لصحفي!!!!!! أثناء وجودي بالبوابة الشمالية، راقبت عدد من الناس يزورون ذويهم بصورة طبيعية ودون أي توقيف أو تعقيد من إدارة السجن!!!!! ولكن يبدو أن أمر زيارة أبوذر بالسجن لهوا أمراً مختلفاً جداً!!!!! ولا يدخل في حيز المألوف والعادي!!!!!! وتساءلت: لماذا تتخوف إدارة السجن من زيارتنا لأبوذر؟؟؟؟!!!!! فهو محكوم عليه، مثله ومئات النزلاء بالسجن!!!!!! لماذا هذا الخوف والرعب المستمر من فكرة زيارة صحفي سبق وأن أدانته المحكمة؟؟؟؟!!!! وما هي المصيبة الأخري التي بإمكان أبوذر فعلها وهو بداخل السجن، حتي يكون هذا الكم الهائل من التحسب والتوجس والرهب من فكرة زيارة عادية؟؟؟؟؟؟ ولماذا أتعرض لمعاملة مهينة وسيئة، بسبب زيارتي لزوجي؟؟؟؟؟؟؟ دارت كل هذه التساؤلات بذهني، ولم أجد لها إجابات!!!!! طال انتظاري باستقبال سجن كوبر، ثم حضر أحد أفراد الشرطة، ليخبرني أن السيد العقيد، اجتماعه حيطول شوية!!!!!! أحسست أن الوقت تأخر جداً، وأنه عليّ قضاء بعض الأمور الاخري!!!!!، انصرفت والغضب يملأني، والدموع تملأ عيوني!!!!! دون أن أري أبوذر أو أعرف كيف هي حالته!!!!! وقلت في نفسي: حسبي الله ونعم الوكيل!!!!! الثلاثاء 20 يوليو 2010م طافت بخاطري المحاكمة، وتذكرت كيف أن القاضي فند قراره بإدانة أبوذر بتقويض النظام الدستوري، وطرح سؤالاً مهماً!!!! السؤال هو كما قرأه علي مسامعنا: هل كتب المتهم المقال بقصد تعريض البلاد للخطر وتقويض النظام الدستوري؟؟؟؟؟؟ الإجابة: "تقتضي مناقشة الوقائع وربطها وتنص علي أن من يرتكب فعل بقصد تقويض النظام الدستوري أو تعريض البلاد للخطر، يعاقب بالسجن!!!! نجد أن أبوذر قد سجل اعترافه القضائي وقد ذكر أنه قام بكتابة المقال!!!! وفي مرحلة المحاكمة ذكر بأنه قام بكتابة المقال في صحيفة رأي الشعب!!! وكتبه بصفته كاتب صحفي!!!! عليه، أقرر أن المتهم كتب المقال في أسلوب لم يراعي أدب المخاطبة للسيد الرئيس، بل أثار معارضة بغرض إثارة الكراهية والاحتقار، لأن الكراهية تؤدي للثورة التي تقوض نظام البلاد، كما يؤدي إلي عدم احترام السلطة". كنت أتوقع أن تأتي الإجابة بنفس الموضوعية التي طرح بها مولانا مدثر الرشيد السؤال!!!!! أولاً، استند القاضي علي الاعتراف القضائي كواحد من أدلة الاثبات!!!! وما أعرفه أن أبوذر قد تم إجباره علي الاعتراف القضائي، فهو لم يطالب به!!!!! ثانياً، أن أبوذر لم ينكر أنه كتب المقال ونشره في صحيفة رأي الشعب، وكذلك صحيفة أجراس الحرية!!!! ذكر القاضي في تفنيد حججه التي تدعم قراره وحكمه أنه كانت هنالك معارضة، بسبب المقال الذي كتبه أبوذر!!!!! وأن الغرض من المعارضة هو إثارة الكراهية والاحتقار التي تؤدي للثورة!!! ولكن القاضي مدثر الرشيد،لم يذكر أين قامت هذه الثورة؟؟؟ وكيف نشأت الثورة؟؟؟؟ ومتي كان ذلك؟؟؟؟؟ وكيف قوضت النظام الدستوري للبلاد؟؟؟؟؟. في فهمي، أن الموضوع لا يحتاج إلي كبير عناء وذكاء، فبالضرورة أنه إذا قامت الثورة فقطعاً ستكون في الفترة من 9 مايو2010م، تاريخ كتابة المقال وحتي 15 مايو 2010، تاريخ اعتقال أبوذر بواسطة جهاز الأمن!!!! وتساءلت: هل قامت الثورة خلال هذا الخمسة أيام؟؟؟؟؟ وحقيقة أنا لم أسمع بقيام ثورة بسبب مقال كتبه أبوذر؟؟؟؟ ولو عرفت أنه كانت هنالك ثورة بسبب مقاله، لكنت أول المشاركين فيها!!!!! ولكن الأمر، الذي حيرني وشغل بالي، هو أن القاضي إدعي أن قيام الثورة بسبب المقال أدي لتقويض النظام الدستوي!!!!!!! ولم يبين لنا، كيف أن قيام هذه الثورة المزعومة قد قوض النظام الدستوري للبلاد؟؟؟؟ الأمر الذي جعلني أتساءل: النظام الدستوري للبلاد تمثله سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، وقوانينها الوطنية وفوق كل ذلك دستور الدولة!!!!! وبمعرفتي البسيطة وخبراتي المحدودة، أعرف أن قيام الثورات والحركات السلمية أو المسلحة قد يكون سبباً في تقويض أنظمة الدول الضعيفة!!!!! ولكن كيف قوضت مقال أبوذر النظام الدستوري للبلاد!!!! إذ قامت الانتخابات وتم تشكيل الحكومة الجديدة، وما زلنا نحتفظ بأغلبية الوزراء ونفس الرئيس ونوابه وبقية العقد الفريد في التشكيلة القديمة، إلا مع بعض التغييرات الطفيفة!!!!! حقيقة عجز فهمي عن تفسير ذلك!!!!!. القاضي أيضاً ذكر أن أبوذر كتب مقال يحوي جمل تشير إلي تعكير العلاقات الخارجية مع السعودية واليمن إضافة إلي إحداث الفتنة"!!! وفكرت في أنه ماذا؟؟؟ ولماذا؟؟؟؟ وكيف؟؟؟ ومتي؟؟؟؟ وأين تعكرت العلاقات بين اليمن والسعودية والسودان؟؟؟؟؟ وما هي الأشكال التي أخذها طابع تعكير العلاقات بين السعودية واليمن والسودان؟؟؟؟ وهل كان ذلك في الفترة من 9 مايو 2010م تاريخ كتابة المقال؟؟؟؟؟ وهل قامت السعودية أو اليمن بالإقدام علي هذه الخطوة من القطيعة أو التعكير في العلاقات كنتيجة مباشرة لمقال أبوذر؟؟؟؟؟؟ وهل هنالك أي خطوات أخري ترتبت علي أن المقال سبباً مباشراً للتعكير في العلاقات بين الدول المذكورة والسودان؟؟؟؟؟؟ تحيرت في أمري، وقلت أنني لست متابعة جيدة للعلاقات الخارجية بين السودان واليمن والسعودية!!!!! وربما يكون قد حدث تعكير في هذه العلاقات بسبب مقال أبوذر!!!!! رجعت للانترنت وأجريت بحوثاً كثيرة ومتعمقة في مواقع متعددة!!!!! وسألت عدد من المهتمين بالشئون الخارجية!!!!! ولم أجد شئ يشير من قريب أو بعيد إلي توتر في العلاقات بين السعودية والسودان بسبب المقال!!!! ولا توتر بين اليمن والسودان كذلك!!!!!! وأعرف أنه إذا ساد توتر في العلاقات بين هذه الدول، فلا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولكنا سمعنا بأن إحدي الدول استدعت سفيرها لدي الدولة الأخري، وكانت هنالك مطالبات بالاعتذار أو قطع كامل أو جزئي في العلاقات بين البلدين أو.....أو.......الخ.. من أشكال التوتر والقطيعة بين الدول!!!!!! تحيرت في أمري، وتسائلت: لماذا أنا ومن حولي وكل من أعرفه، لم يسمعوا بثورة قامت بسبب المقال وأدت إلي تقويض نظامنا الدستوري؟؟؟؟؟؟ ولماذا لم نسمع بتعكير العلاقات بين السودان واليمن والسعودية، بسبب المقال!!!!!! ومن أين جاء القاضي بهذه الإدعاءات؟؟؟؟؟ وكيف يحكم القاضي بناء علي ظنون وأوهام تتعلق بخياله ولا نوجد لها أساس في الواقع!!!! وكيف يطبق القاضي القانون وليس هنالك أدلة قطعية أو ظرفية لتدعم قراره؟؟؟؟؟ أيضاً لاحظت أن القاضي أثناء قراءة قراره أشار إلي أن: "المتهم كتب مقال تضمن معلومات غير صحيحة بقصد إثارة الفتنة وتعريض مستقبل البلاد للخطر" !!!!! في الفقرة أعلاه نجد أن القاضي يشير بقراره إلي أن المقال أثار فتنة وعرض مستقبل البلاد للخطر!!!!! ولكنه لم يبين كيف حدثت الفتنة بسبب المقال؟؟؟؟ وأي نوع من الفتن تعرضت لها البلاد؟؟؟؟؟ وما هي الآثار التي ترتبت علي قيام هذه الفتن؟؟؟؟؟ وكيف عرضت مستقبل البلاد للخطر؟؟؟؟ وأي نوع من الاخطار يقصد؟؟؟؟ و......؟؟؟؟ و.....؟؟؟؟؟ الكثير من الأسئلة دارت بذهني وكانت محل تساؤل، وللأسف لم أجد عليها إجابات!!!!! كل ما أعرفه ان أبوذر قد أدانته المحكمة وحبسته بسجن كوبر بسبب المقال الذي كتبه فقط، دون إثبات يدعم الحكم!!!!!! وقلت في نفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!! الأربعاء 21 يوليو 2010م ذهبت لزيارة أبوذر في سجن كوبر، كمحاولة ثانية للدخول والزيارة، عسي ولعل أن يرزقنا الله بواحدة!!!!! وقررت إبراز بطاقة عادية، هذه المرة، حتي لا أدخل في إشكالات أخرى!!!!!! توجهت للبوابة الشمالية وكنت أحمل مرتبة ومخدة وعراقيين وثلاثة فنايل داخلية وبشكير، لأدخلها لأبوذر علي حسب طلبه، في أخر جلسة رأيناه فيها بالمحكمة!!!!! قطعت التذكرة وقدمتها للشرطي الذي يجلس في مدخل البوابة الشمالية، ونصحني بأنه لا يسمح بدخول هذه الأشياء من هذه البوابة وخاصة المرتبة، ولابد أن اذهب إلي البوابة الجنوبية!!!!! غادرت واتجهت إلي البوابة الجنوبية وأنا أحمل هذه الأشياء!!!!! وصلت إلي هناك، وقابلت شرطيين بالاستقبال نصحوني بأن أقابل السيد العقيد، أولاً، وأستأذنه، ثم إذا سمح لهذه الأشياء بالدخول، سيقومون بإدخالها للنزيل!!!! طلبت منهم، أن يسمحوا لي بمقابلة السيد العقيد، ولكنهم قالوا أن عنده اجتماع مهم ولازم انتظر!!!! أثناء انتظاري، سألت الشرطي: إذا كان بالامكان زيارة نزيل محكوم بالسجن، من هذه البوابة!!!! رد الشرطي قائلاً: بأن زيارات المحكومين من البوابة الشمالية وليس من هنا!!!!! قلت له، في المرة السابقة أنا حضرت إلي هنا، وذكرت لكم أنه تم منعي من الدخول بالبوابة الشمالية، وأنتم تقولون أنه لا يوجد زيارة بهذه البوابة!!!! قال لي مؤكداً: أنه يعرف أن زيارات المحكومين من الباب الثاني!!!!! شكرته وانصرفت!!!!! وصلت مرة ثانية للبوابة الشمالية، ودخلت، وجدت بالاستقبال رجل بملابس مدنية، قدمت له بطاقتي الشخصية!!! سألني إذا كنت أحمل موبايل، وسلمته له!!!! أشار إلي سيدة تجلس في الزاوية الغربية من السجن، بأن أذهب عندها للتفتيش!!!! ذهبت للسيدة، وتم تفتيش شنطتي أولاً، ثم تفتيش شخصي!!!!! وجهتني السيدة بالذهاب لمكان الزيارة!!!!!! سألتها إذا كان هنالك أي إجراء أخر؟؟؟؟ ردت مؤكدة هذه هي كل الاجراءات!!!!! وأشارت إلي حيث يتجمع الناس!!!!! حيث يوجد سياج حديدي به فراغات صغيرة، يقف المسجونين من وراءه ومن الناحية الأخري يقف من يرغب بالزيارة!!!!! اتجهت لحيث يقف الجمع!!!! أثناء ذلك، سمعت صوت شخصاً ينادي!!!!! التفت، ولم أعرف أنه يناديني!!!!!! ولكنه أكد لي أنه يقصدني!!!!! سألته: ما الأمر؟؟؟؟!!!!! قال: حضرة الملازم عاوزك!!!! التفت ووجدت الملازم (الذي طردني يوم الاثنين الفائت)!!!!! وجه حضرة الملازم حديثه لي قائلاً: بأنه لا يسمح ليك بالزيارة من هذا الباب!!!!! قلت له: لماذا، ألست مواطنة سودانية؟؟؟؟؟ وأضفت: أنني أكملت كل إجراءات الزيارة، وسمحوا لي بها، ما المشكلة الآن؟؟؟؟!!!!!! رد بحسم شديد: قلت لك لا توجد زيارة بهذه البوابة، أذهبي للبوابة الجنوبية!!!! رديت عليه: ليس لك الحق لتمنعني من الزيارة، بعد أن وافقوا لي عليها!!!!! إلا إذا كان عندك شئ ضدي شخصياً!!!!! قال لي: أن هذه هي قوانين السجن!!!!! قلت له: ولا أعتقد أن زملاءك خالفوا القوانين، حين سمحوا لي بالزيارة!!!!! أصر الملازم، علي أن أخرج من السجن حالاً!!!!!! احتار دليلي مع هذا الملازم ولم أدرِ ماذا أفعل مع تعنته الشديد هذا!!!!! وهداني تفكيري إلي أن قلت له: ما رأيك إذا ذهبت بهذه المشكلة للاعلام، فهذه المرة الثانية التي تمنعني فيها من زيارة زوجي!!!!! وهنا تدخل زميله وانتهرني قائلاً: إنت كترتيها معانا!!!! وحمل بطاقتي وموبايلي!!! وأمرني أن أذهب معه للبوابة الجنوبية لرؤية السيد العقيد!!!! رديت عليه: انا ما شرطية شغالة معاك لتأمرني، وليس لك الحق في مصادرة بطاقتي وموبايلي وطلبت منه أن يسلمني لهم!!!! رفض تسليمي بطاقتي وموبايلي وذهب مغادراً لوحده!!!! وهنا قال لي الملازم: إنتي بتهددينا بالاعلام، وأنا حافتح فيك بلاغ!!!! رجوته بأن يفتح البلاغ الآن!!!!! وقلت له: انني أريد ان اعرف اسمه بالكامل، لأنني أيضاً سأفتح فيه بلاغ!!!!!! وما كان منه، إلا أن قال لي: أطلعي من السجن ده!!!!! خرجت بعد أن طردني من سجنه!!!!! وقفت بالشارع في مواجهة البوابة الشمالية، ولم اعرف ماذا أفعل!!!! ولماذا يحدث ما يحدث!!!!! ولم أجد تفسيراً واحداً مقنعاً يبرر تصرفات الملازم شرطة!!!!، وأخذت أفكر في أن السيد الملازم!!!! يعتقد أن سجن كوبر هو بيته الخاص، ويعطي نفسه الحق، ليدخل من يشاء ويمنع عنه من يشاء وبمحض مزاجه الخاص!!!!! فكرت في مقابلة السيد العقيد، مدير الإدارة الفنية بالسجن، لأشرح له الملابسات التي حدثت لمنعي للمرة الثانية من الزيارة!!!!! وقررت أن أضع حداً لما سيحدث مهما كلفني الأمر!!!!! ذهبت إلي البوابة الجنوبية ووجدت الشخص الذي يلبس ملابس مدنية والذي صادر بطاقتي وموبايلي وهو يحكي لأفراد الشرطة الموجودين بالاستقبال، إضافة إلي ثلاثة أخرين يلبسون ملابس مدنية!!!!! أستأذنتهم بأنني أرغب بمقابلة العقيد!!!! قالوا لي انتظري بأن ينتهي من اجتماعه وسندخلك له!!!!! أثناء ذلك، سألوني أفراد الشرطة بالاستقبال عن الذي حدث!!!!! أجبتهم أنني رجعت للبوابة الشمالية، بحسب التوجيه الذي تلقيته منهم، ومُنعت من الزيارة للمرة الثانية!!!!! سمعت بالشخص الذي صادر موبايلي وبطاقتي وهو يتكلم مخاطباً أفراد الشرطة، بأنني أساءت أدب الحديث مع السيد الملازم وسألته عن اسمه يطريقة غير لائقة!!!! رديت عليه: لا شأن لك فيما حدث بيني وبين الملازم، فأنا لم أتحدث معك، وأنت لست طرف في المشكلة!!!!! توعدني قائلاً: حتشوفي براك!!!!!!! أثناء ذلك، اشار إليّ أحد أفراد الشرطة بالاستقبال، بالذهاب لمقابلة السيد العقيد!!!! دخلت المكتب ووجدت السيد الملازم، والشخص الذي صادر موبايلي وبطاقتي ومعهم شخص أخر!!!!!! سألهم السيد العقيد عن الذي حدث، أجابه السيد الملازم، بأنني حضرت للزيارة، وهو يعلم أنني محامية، وحسب القوانين أن المحامين لهم يوم واحد فقط في الأسبوع للزيارة!!!!! إضافة إلي ان زيارة المحامين تكون من البوابة الجنوبية وليس الشمالية!!!!! وأضاف الملازم قائلاً: بأنني جذبته من قميصه وسألته عن اسمه!!!!! كما أنني هددته باللجوء للاعلام!!!!! وسأل العقيد الشخص الأخر عن الذي حدث: تحدث الشخص الذي صادر موبايلي وبطاقتي قائلاً: أنني نهرت السيد الملازم، وجذبته من قميصه، قائلة له ما اسمك؟؟ كما أنني قلت له أنني سوف أفتح فيه بلاغ، وهددته باللجوء للاعلام كذلك!!!! وتحدث الشخص الثالث: والذي إدعي انه شاهد علي ما حدث!!!! واندهشت عند سماعي ذلك الشاهد، إذ انني لم أره طيلة الفترة التي تناقشنا فيها، فهذه أول مرة أراه فيها ليشهد بما حدث!!!!!! وجه لي السيد العقيد كلامه ما الذي حدث؟؟؟ وأضاف قائلاً: دون أن ينتظر إجابتي: اسمعي الاعلام ده ما بهددنا، فإذا تحدث الاعلام عن الحق كان وبها، وإلا فلنا اجراءات نتخذها ضده!!!!!! وأضاف ما الذي حدث: بدأت حديثي يوم الاثنين الفائت، حضرت ومنعني ......، قاطعني بحدة: أنا لم أسألك عن الفات، الآن الحصل شنو؟؟؟؟؟؟ قلت له: تم منعي من الزيارة بعد ان استكملت كل إجراءاتها، كما تم منعي يوم الاثنين الفائت ولا أعرف لماذا؟؟؟؟؟ وأضفت: أنني منحدرة من أسرة محترمة ومتربية، وقد سمعت كذباً يدور في مجلسك أن السيد الملازم قال أنني جذبته من قميصه!!!!! هذا غير أنه منعني من زيارة زوجي مرتين، وأريد أن أعرف إذا كانت له أي أسباب شخصية ضدي؟؟؟؟؟؟ هذا غير أنني لا أهدد أحد وأن الاعلام لا يهدد أحد!!!!!! قال السيد العقيد إنو ما عايز مشاكل، كما أن هنالك فريق تفتيش بالسجن الآن، وأنه مشغول معه ولكنه سيسمح لي بالزيارة!!!! ونادي علي ملازم أول ليكمل الحديث بالنيابة عنه!!!!!! بدأ السيد الملازم أول حديثه، بأنهم لا يريدون أي مشاكل مع أي أحد، وكفاية المشاكل الفي رأسهم!!!!! وأضاف: أنهم في السجن يشكلون أسرة واحدة، وبأن هذا الملازم (يقصد الذي افتعل المشكلة معي)، كلنا نقول له عم المأمور، وهو كبير في السن!!!! كما قال لي: يمكنك أن تأتي للزيارة في أي لحظة، ولا أحد يمنعك!!!!! طلب منّا الملازم أول بأن نتعافي جميعنا ونتصافي، إذ لا توجد مشكلة!!!!!!! رد الملازم للملازم أول: بأنه لا يمكن أن يتنازل عن موقفه معي، حتي أذهب أنا للاعلام!!!! قلت للملازم أول: نحنا لا هم لنا سوي زيارتنا لمن تربطنا بهم علاقة، ولا نعلم لماذا يتم منعنا من الزيارة؟؟؟؟؟؟!!!!! وأضفت قائلة: لا ذنب لي إذا كان زوجي نزيلاً لديكم، فمن حقي أن أزوره!!!!! قال لي الملازم أول: انهم لا يمكن ان يخلطوا بين المحامون والقضاة والاشخاص العاديين مع بعضهم البعض!!!! وأضاف قائلاً: ولذا خصصنا لهم باب لمزيد من التكريم والاحترام!!!!!! قلت له: انني لم أقول أنني حضرت كمحامية، بل أنني قدمت بطاقة عادية، منعاً للاشكال، ورغم ذلك لم يسلم الأمر!!!!!! سلمني الملازم أول البطاقة والموبايل، وقال أن لا يمانع بأن يدخلني للزيارة!!!!! وحكي لي كثيراً عن همومهم ومشاغلهم داخل السجن الخ.....، خرجنا من غرفة السيد العقيد وتوجهت إلي الاستقبال وطالبت برؤية أبوذر!!!!! قال لي أحد أفراد الشرطة الذي تابع المشكلة: تعرفي يا أخت، كل الموضوع أن المحامين يحضرون للزيارة من البوابة الشمالية، علي أنهم أفراد عاديون، ولكن أكثر من مرة، اكتشفنا أنهم يؤدون عملهم تحت هذا الستار، وهذه هي لُبّ المشكلة، لذا لا يسمح لهم بالدخول إلا يوم واحد في الأسبوع فقط!!!!! وقلت في نفسي: المشكلة أن المحامين خُصص لهم يوماً واحداً فقط مدته أربعة ساعات ونصف من 3:30-11:00 وإذا طرأ لهم طارئ في متابعتهم لأعمال موكليهم، فما من وسيلة أخري لهم، إلا أن يأتوا عبر الزيارة العادية!!!!! وتساءلت متعجبة: لماذا لا تترك لهم الزيارة مفتوحة، ليروا موكليهم ويتحدثوا معهم في أي وقت؟؟؟؟؟ وما العيب في ذلك؟؟؟؟؟ ولماذا تحصر زيارتهم بيوم واحد وتحدد بوقت معين!!!! أليس في هذا تضييق علي المحامين وعلي مصلحة موكليهم؟؟؟؟!!! وما المشكلة إذا أتي المحامون من هذا الباب او ذاك!!!!! وما الفرق بين هذا وذاك؟؟؟؟؟!!!!! أثناء ذلك حضر أبوذر لمقابلتي!!!! وقال لي الشرطي: العقيد عايزك في مكتبه، دخلت ونادي العقيد علي أبوذر!!!!! قال العقيد: ان هنالك يومين يسمح لهما بزيارة الأسرة ويمكن أن يجلسوا مع النزيل في مكان واحد!!!! قال العقيد: اختاروا اليومين الدايرنهم ولكن أبعدوني من يوم الجمعة والسبت لأنها مخصصنها لنزلاء أخرين!!!!!! قلت له أن أولادي بالمدراس ولا يناسبنا إلا يوم الجمعة أو السبت، فلو ممكن أن يدرجنا في أي يوم منهما!!!! تحدثت مع أبوذر لبضع دقائق معدودة، إذ أن مكتب العقيد مكتظ، بفريق تفتيش حضر للسجن!!!!! وعرفت منه، أنه قد سمع بكل مشكلتي مع السيد الملازم من أولها لأخرها!!!!! ضحكت متعجبة من سرعة انتقال الأخبار لهم!!!!! أخبرت أبوذر بأنني أحضرت له الأشياء التي طلبها!!!!! وسألته عن صحته؟؟؟؟ قال لي: الحمد لله أنا كويس!!!!! قلت له: كويس كيف؟؟؟ أنا مختاجة تفسر لي شوية!!!!! أجابني: عموماً أنا كويس خالص!!!!!! سألته عما إذا كان يشعر بآلام الظهر والكلية؟؟؟؟ قال: ما زال يشعر بها!!!!! سألته عن آلام الأرجل؟؟؟ قال مازال يشعر بها!!!!! قلت له: لماذا لا تطالب برؤية أطباء أخصائيين!!!!! وأضفت أنت الآن محكوم، وربما يختلف الأمر عندما كنت منتظراً و محبوساً !!!! فبنيابة أمن الدولة لم يسمحوا لك برؤية أطباء أخصائيين!!!!! وكذلك القاضي مدثر الرشيد!!!!! قال أبوذر أنه سيطلب من إدارة السجن معاينته بواسطة أخصائي كلي ومسالك بولية وأخصائي أعصاب!!!!!!!! وأضاف قائلاً (علي مضض): أن الذهاب لمقابلة الطبيب بالسجن لهو أمر عسير وشاق، وذلك نسبة لوضع السلاسل الثقيلة والجنازير علي الأرجل، إضافة إلي أنه لا يستطيع المشي بها لمسافة طويله، إذ أن المسافة بعيدة لعيادة السجن!!!!! عرفت علي الفور، أنه ليس من السهولة لأبوذر معاينته لطبيب أخصائي ولا حتي عادي، ولا يمكنه كذلك رؤية الطبيب بالسجن، وذلك نسبة للمعاناة التي تحدث عنها!!!! تذكرت أنه عندما مرض أبوذر بالالتهاب قبل أسبوعين، كلفنا بأن نحضر له مضادات حيوية!!!!!! لم أعرف كيف يستطيع أبوذر أن يشفي من مرضه، وهو لم تتم معاينته أو تشخيصه بواسطة أخصائيين نطمئن لهم!!!! كما أن الأمر إزداد صعوبة كما أري!!!!! فعدم المقدرة والاستطاعة بالمشي بالجنازير الثقيلة، أهون علي أبوذر أن يلوذ بالصمت ويتحمل مرضه وآلامه!!!!! لم أعرف ماذا أفعل أو أقول !!!! إذ انه لا يملك خياراً أخراً!!!!! شعرت بأن أبوذر لا يرغب بالحديث عن مرضه أو أن يدخلني في تفاصيل أكثر من التي حكاها!!!!! وأعرف أنني لا أستطيع أن انتزع منه أكثر من ذلك!!!!! أحسست أن هموم الدنيا كلها انكفت علي رأسي!!!! ودعت أبوذر، وأنا أجُر رجلاي جراً، وبالكاد وصلت خارج السجن!!!!! أحسست أن الدنيا مظلمة، وأنني لا أكاد أن أتبين طريقي من شدة الظلام الذي أعمي بصيرتي!!!!! الخميس 22 يوليو 2010م أستيقظت حوالي الساعة الثانية صباحاً، على صوت (علي) ابني وهو يبكي بكاءاً شديداً، ولاحظت أن هنالك حمي شديدة بجسمه!!!! قال لي: أن إذنه اليمنى تؤلمه آلماً شديداً، ولا يستطيع النوم!!!!! أعطيته فندول شراب، حتي أخفف تأثير الألم!!!!! لم نستطيع أن نكمل نومنا، فقد كان (علي) يرزح تحت وطأة الآلم الشديد!!!! وما تمر لحظة إلا ويسألني أن الصباح لم يحين لنذهب للطبيب!!!! كنت أصّبره، وأحاول أن أجعله يرجع ليكمل نومه!!!!!!! أثناء ذلك تذكرت أن اليوم هو اليوم المحدد لزيارة أبوذر ولكن لابد من الذهاب للدكتور أولاً، ثم بعد ذلك اللحاق بالزيارة!!!!!!! ذهبنا للدكتور ووجدنا أن العيادة زحمة جداً وما علينا سوى الانتظار إلي أن يحين دورنا!!!!! أثناء ذلك كنت أُمني نفسي بأن نخلص من العيادة مبكرأً لنتمكن من الذهاب لزيارة أبوذر!!!!! ولكن ما باليد حيلة، مكثت في العيادة حوالي ثلاثة ساعات ولم يكن هنالك مزيد وقت لزيارة أبوذر!!!!!! قال الطبيب أن (علي) يعاني من التهاب حاد في الأذن، وأعطانا أدوية وأكد بأن نراجعه يوم الخميس القادم!!!!!! فكرت في أن الخميس القادم أيضاً قد لا نتمكن من زيارة أبوذر بسبب مرض (علي)!!!!! انحصر كل تفكيري في مرض أبوذر الذي لا نجد منه مخرجاً!!!!! وإذا وجدناه بطريقتنا الخاصة، فهي عادة لا تتلاءم وتتفق مع ما يتعارف به العمل، كما حدث في السابق أمام نيابة أمن الدولة، وأمام المحكمة!!!!! وشعرت أن كل الطرق أغلقت أمام وجوهنا!!!!! وتساءلت: هل كُتب علي أبوذر أن يتعايش مع مرضه؟؟؟؟ وهل بالإمكان أن يجد الرعاية والعناية التي نسعي لها؟؟؟؟ وكيف يكون ذلك؟؟؟؟ وأي السبل يمكن أن تؤدي لتحقيق نتيجة تطمئن لها قلوبنا؟؟؟؟ ولماذا في كل مرحلة نمر بها، لا نجد من يحس بآلامنا وهمومنا؟؟؟؟؟ أو حتي يعمل جاهداً علي ذلك؟؟؟؟؟ حقيقة، بدأ اليأس يدب إلي قلبي ونفسي، من أمر معالجة أبوذر وتشخيص حالته!!!!! والاطمئنان علي صحته!!!!! وفي كل مرة، نتحلي بالصبر علي أمل أن تكون المرحلة المقبلة أحسن من التي سبقتها!!!!! وتتكرر المأساة وتعيد نفسها!!!!! وتأكدت أن كل المراحل تشبه بعضها بعضاً!!!!! وبات من المستحيل أن نجد آذناً صاغية تولي صحة أبوذر وعلاجه أولوية قصوي ضمن برامج عملها!!!!!! أذكر أننا بدأنا متابعة مرض أبوذر منذ أن تم تحويله من مكاتب جهاز الأمن (الذي قام بتعذيبه وتسبب في هذه الحالة المرضية المزرية)!!!! لنيابة أمن الدولة!!!! وفي النيابة حاولنا المستحيل ليتم تحويل أبوذر لأخصائيين نعرفهم ونطمئن لهم، وما من مجيب؟؟؟؟ وعندما تم تحويل ملف أبوذر من نيابة أمن الدولة إلي المحكمة، حاولنا كذلك مع المحكمة ولم يختلف الحال عن نيابة أمن الدولة؟؟؟؟ والأن بسجن كوبر، واختلف الأمر في ظاهره فقط، والحال نفس الحال!!!!! ولا أعرف هل يستطيع أن يصمد أبوذر طويلاً مع مرضه؟؟؟؟؟ وما الأمر، إذا ساءت حالته أكثر؟؟؟ وتحول مرضه إلي مزمن قاتل؟؟؟؟؟ ومن هو الذي يتحمل هذه المسئولية؟؟؟؟!!!! أهو سجن كوبر؟؟؟؟ أم أبوذر نفسه؟؟؟؟؟ وكيف نستطيع أن نتعرف علي الحالة المرضية التي يعيشها؟؟؟؟ وما هو مداها؟؟؟ هل هي خطيرة أم لا؟؟؟؟ وهل حالته الآنية، يمكن احتمالها والصبر عليها؟؟؟؟ وهل يزيد ذلك من تفاقم حالته المرضية!!!! ويضيف إلي مرضه الكثير أم لا؟؟؟؟؟؟، أعرف أنه للآن لم يتم تشخيص طبي لحالة أبوذر المرضية!!!!!! وقد سبق وأن ذهبت لأخصائي أعصاب، وأطلعته علي الحالة المرضية لأبوذر!!!!! وحكيت له عما يشعر به أبوذر!!!!! ولكن الأخصائي قال لي: لابد أن يعاين الحالة بنفسه، حتي يستطيع أن يشخص المرض!!!!! إضافة إلي أنه يرغب بإجراء بعض التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة، حتي يستطيع أن يقدم تشخيصاً مناسباً للحالة!!!!! وأعرف أن الطبيب الأخصائي علي حق!!!! فكيف له أن يشخص حالة مرضية بناء علي تقرير شفاهة ودون إجراء الفحوصات اللازمة!!!!!! لا أعرف لي سبيل أو طريق يجعلني أطمئن علي حالة أبوذر، إلا وكنت قد سلكته!!!! وأعلم أن من الصعب حدوث ذلك!!!!! فأبوذر في السجن، وهناك إجراءات وقوانين تحكم حالته المرضية، ولا نستطيع تجاوزها أو تغييرها!!!!! ويبقي السؤال فارضاً نفسه: كيف يمكنني الاطمئنان علي صحة أبوذر دون أن تتم معاينته بواسطة أخصائيين ودون وجود تشخيص مرضي لحالته؟؟؟؟ والأمر الذي يزيد قلقي ويفاقم حيرتي هو أن أبوذر الآن يلوذ بالصمت أكثر من أي وقت مضي!!!!! ويبدو أنه فقد الأمل نهائياً في أن يجد المخرج من مرضه!!!! حتي أنه عجز من أن يتكلم عنه أو يحكي بتفاصيل ما يشعر به!!!! وأصبح يتجاهله!!!!! وأعلم أنه لا يوجد خيار أخر أمامه، وما عليه إلا التعايش مع مرضه وتناسي آلامه وهمومه!!!!!!! أحسست أنني في حيرة شديدة من أمري، ولا أعرف من يمكنه أن يساعدني في الوصول لإجابات علي تساؤلاتي؟؟؟؟؟ وكيف السبيل إلي ذلك؟؟؟؟؟ وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!! الجمعة 23 يوليو 2010م أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً يتحدث حول الإرهاب والتخويف الذي يمارسه جهاز الأمن السوداني وممارسات التعذيب التي تتم علي نطاق واسع بمكاتبه وببيوت الأشباح وغيرها!!!!! كما تحدث التقرير أيضاً عن الرقابة القبلية التي يفرضها جهاز الأمن علي الصحف السودانية!!!!! وأفرد التقرير وخصص قسم كامل حول موضوع (تجريم حرية التعبير)، وبه أورد تفاصيل دقيقة لموضوع أبوذر بدءاً من اعتقاله من المنزل بواسطة ضباط جهاز الأمن!!!!!، ومروراً بتعذيبه، من ركلات بالأرجل وصعق بالكهرباء !!!!! كما تعرض التقرير إلي الأثر الذي ترتب من جراء ذلك علي تدهور وسوء حالة أبوذر الصحية!!!!! وأيضاً، ركز التقرير علي طبيعة التهم الموجهة من نيابة أمن الدولة، وهي جرائم ضد الدولة وانتهاءاً بتحويل الملف للمحكمة، وإشارات لحيثيات المداولات!!!!! أشد ما أعجبني في هذا التقرير!!!!! أن افتتاحية هذا القسم الخاص بتجريم حرية التعبير، جاءت مقتبسة من بعض كلماتي التي أوردتها في تقرير رقم (6) الذي كتبته حول اعتقال وتعذيب أبوذر!!!!!! وقد قلت فيها "..... وهل كُتب علي أبوذر أن يدفع ثمن شجاعته وإقدامه وإيمانه بمبادئه؟؟؟؟ وهل قوة الرأي والشجاعة جريمة لا تغتفر...؟؟؟؟". كما راقني أيضاً، أن تجد قضية أبوذر آذاناً صاغية من منظمة العفو الدولية، لدرجة إفراد قسم كامل من التقرير لطرح قضيته!!!!! وشعرت بالامتنان الشديد للجهود الكبيرة التي بذلتها منظمة العفو الدولية ولمتابعتهم الدؤؤبة طيلة الشهرين الفائتين لدرجة أنني بعثت برسالة تعبر عن تقديري وعرفاني للمنظمة، شكرتهم فيها علي تطرقهم للقضية وعلي الطرح الموضوعي للتقرير والذي أوضح بشكل مفصل كل الملابسات في قضية أبوذر للرأي العام العالمي، بكل حياد وشفافية!!!!!! وأدهشني في التقرير، دقة المصادر وتنوعها التي استند عليها التقرير في متنه!!!!! فلم يكن هنالك مصدر واحد فقط، تم الرجوع إليه والاقتباس منه في التقرير!!!!! بل تعددت المصادر وتنوعت بما في ذلك من مقابلات مختلفة، كما لم يغفل التقرير ما جاء في المحاكمة ومداولات هيئات الدفاع والاتهام!!!!! حقيقة، أعتقد أن التقرير أولي عناية فائقة للانتهاكات التي يرتكبها جهاز الأمن في السودان عامة!!!!! وتوسع التقرير واستفاض في طرح قضية أبوذر بحيث لم يترك شاردة أو واردة إلا وعرضها!!!!! الأمر الذي سيساعد بدفع القضية ووضعها علي قائمة أولويات القضايا العالمية في مجال حقوق الانسان!!!!!! كما سيساعد هذا التقرير في كشف الحقائق عن الفظائع التي يرتكبها ضباط جهاز الأمن في حق المواطنين السودانيين الذين يخالفونهم الرأي!!!!! أثلج صدري بهذا التقرير والذي اعتبره كلمة صدق ودعوة حق لمن يلقي له السمع!!!!! فهو بحق تقرير متميز، رائع، قيّم، تم إعداده ببراعة ودقة وعناية فاقت حد الوصف!!!!!، عكّس التقرير ما نعيشه من حقائق مجردة، وما نحس به من ظلم وجبروت يجثم علي صدورنا ويكتم علي أنفاسنا، كالكابوس المرعب!!!!! وحمدت الله الذي سخر لنا، أناس ليس من بني جنسنا ويبعدون عنّا كل البعد!!!! ولكنهم يحسون بالآمنا، ويحملون عنّا همومنا، ويدافعون عن قضايانا بكل ما أوتوا من قوة!!!!! وحمدت الله كثيراً علي هذا النصر المبين!!!!! السبت 24 يوليو 2010م انصرفت بتفكيري إلي البلاغ الثاني الذي تم فتحه من جهاز الأمن ضد أبوذر!!!!! وفكرت أنه ربما يكون مصير أبوذر الاعدام أو المؤبد، في هذا البلاغ الجديد أمام نيابة أمن الدولة والذي سيقدم بموجبه للمحاكمة!!!!!! أحسست أنه مجرد التفكير في إعدام أبوذر أو الحكم عليه بالمؤبد لا يحرك ساكن أو ينال مني، كما في السابق!!!!! وتعجبت للتحول العجيب الذي أصبحت فيه!!!!! فمن قبل كنت لا أطيق سماع كلمة الإعدام والمؤبد، حيث كانت ترتعد فرائصي كلها لسماعها!!!!! والآن أصبحت، أرددها وأتعايش معها بكل وجداني ودواخلي!!!!! وذهبت بتفكيري لأبعد من ذلك بكثير، فقد توقعت أن تصدر مئات الأحكام بالإعدام والمؤبد لأبوذر، وذلك نسبة للمقالات الكثيرة التي كتبها!!!!!! ويكشف هذا عن نية جهاز الأمن في متابعته لسلسلة المقالات التي كتبها أبوذر وتقديمها للمحاكمة!!!! وهذا البلاغ الثاني، هو واحدة من سلسلة البلاغات التي ينتوي جهاز الأمن فتحها في المقالات الواحدة تلو الأخري!!!!! وأتمني هذه المرة، ألا تأخذ المحكمة رأفة بأبوذر وتحكم عليه بالإعدام أو المؤبد علي أقل تقدير!!!!!!! وعن نفسي، أتوقع أشد العقوبات نسبة للفظائع والجرائم الخطيرة التي ارتكبها قلم أبوذر في إثارة القتنة، وتقويض النظام الدستوري وتهديد أمن البلاد وتعريضها للخطر!!!!!! وعليه، فلابد أن يكون هنالك تناسب بين الجرم المرتكب والعقوبة!!!!!! وساقتني هذه الأفكار والتأملات إلي توقع المصير المحتوم الذي ينتظر أبوذر وبلا منازع هم الحكم عليه بالاعدام!!!!! وعلينا المضي جميعاً من محكمة إلي محكمة ومن نيابة إلي نيابة، ولا مانع لدي إن أضعت عمري كله بين قاعات المحاكم ودهاليز النيابات والحراسات متابعة للقضايا وللجرائم ضد الدولة الموجهة لأبوذر جراء ما ارتكبه من فظائع لا تغتفر في تهديد أمن البلاد!!!!!! حكم الإعدام هو المصير الذي ينتظر أبوذر، وهو بمثابة الحل الناجع الذي يريح جهاز الأمن من ارتياد النيابات وفتح البلاغات!!!!! ويكفيه شر المطاردات والتعذيب والاعتقال والحبس وكل السبل الممكنة لتصفية خصوماته في قضايا الرأي وغيرها!!!!!! قابلت د. محمد العالم، وعرفت منه أن هيئة الدفاع قد بدأت مباشرة الاستئناف!!!! والذي من المفترض أن يتم تقديمه يوم الخميس 22 يوليو 2010م، للمحكمة الأعلي!!!!! كما عرفت منه أن سيتم تشكيل هيئة دفاع جديدة لمباشرة إجراءات البلاغين الذين فتحهما جهاز الأمن ضد أبوذر، أمام نيابة أمن الدولة!!!!! قلت له: لا تنسي أن هنالك بلاغ تم فتحه من قبِلنا، أمام نيابة أمدرمان شمال ضد جهاز الأمن، نسبة لتعذيبه أبوذر!!!!!، ونرغب بأن نواصل في إجراءاته!!!! كما سبق وأن تم تقديم طلب من الأستاذ أدم بكر المحامي، (من هيئة الدفاع الأولي) للقاضي مدثر الرشيد، بالسماح لأبوذر بالذهاب لنيابة أمدرمان شمال لمباشرة التحري!!!! وقال القاضي مدثر الرشيد، لأدم بكر المحامي: بألا يمثل أمامه، لأن هيئة الدفاع التي هو جزء منها، قد انسحبت!!!!! رد آدم بكر المحامي قائلاً للقاضي: أن الهيئة انسحبت ولكنه مكلف بمباشرة هذا الإجراء أمام نيابة أمدرمان شمال!!!!!! وأصر القاضي علي رفضه طلب آدم بكر المحامي!!!!! وقلت في نفسي: أبوذر الآن محكوم عليه، ولابد من تقديم الطلب لإدارة السجن للسماح له بالذهاب لاستكمال إجراءات التحري في بلاغ التعذيب!!!!! وبالتالي لا داعي لقرار يصدر بموافقة من قاضي!!!!! أو من نيابة أمن الدولة!!!!! وربما إدارة السجن أهون من الاثنتين!!!!!! ولكن كيف ذلك؟؟؟؟؟ لا أعرف، هل من الصعب أو من السهل علي نفسي أن أفكر بأن الاجراءات بالسجن قد تكون أهون من غيرها!!!! ولا أدري أمن المناسب أن أتشاءم أو أتفاءل في ظل هذه الظروف التي ارتهنا لها؟؟؟؟؟!!!!!! وهل فعلاً، إدارة سجن كوبر ستسمح لأبوذر بالمثول أمام نيابة أمدرمان شمال ليباشر إجراءات بلاغه ضد جهاز الأمن؟؟؟؟؟ ذهبت إلي سجن كوبر علي أمل أن استطيع أن ألحق بالزيارة العادية، بعد أن فوت ميعاد الأسرة!!!!! وصلت إلي البوابة الشمالية، وقالوا لي أن زيارة الصحفيين ممنوعة من هنا!!!!! وتم توجيهي للذهاب إلي البوابة الجنوبية!!!! عند البوابة الجنوبية قابلت الملازم أول (طارق عبدالكريم) والذي كنت قابلته يوم الأربعاء!!!!! وقال لي: أن سعادة العقيد صدق لكم بالزيارة يوم الخميس!!!! قلت له نعم!!!! ولكني أتيت للزيارة العادية التي يتمتع بها كل المحكومين!!!!! وأكدت له أنه بنفسه قال ان احضر بهذه البوابة وسيمكنني من الزيارة!!!!! قال لي: ما حدث، أنه في يوم الخميس تم منع الصحفيين من الزيارة، وخصصنا لهم يوم الخميس فقط لأسرهم!!!! قلت له المرة السابقة قد شرحت لسيادة العقيد بأن يوم الخميس لا يتناسب معي وأطفال نسبة لأن مواعيد الزيارة من 11-3 ظهراً، وعندهم ارتباط بالمدراس!!!! قال أن مراجعة هذا الأمر لابد أن ترفع للسيد اللواء، لأنه صدق بها!!!!! وسألته: ما الفرق بين المحكومين الآخرين والصحفيين؟؟؟؟؟!!!! قال أن الصحفيين لا يعتبرونهم مثل باقي المحكومين!!!!! وأردف قائلاً: نحن بالسجن قسمنا السجناء هنالك سجناء عاديين كما هنالك سجناء غير عاديين، تم تقسيمهم لمجموعات ولا يدخلون ضمن الزيارة العادية لباقي النزلاء، وخصصنا لهم فقط يوم واحد في الأسبوع مثل: ناس أحداث أمدرمان وجماعة يوسف لبس وناس أحداث دارفور......والصحفيين!!!! يعني عندنا زي سبعة مجموعات!!!!!! وأضاف قائلاً: إذا انتي عاوزة تزوريه في غير يوم الخميس، أمشي جيبى إذن من القاضي!!!!! وسألته: ما علاقة القاضي بمحكوم يقضي فترة عقوبته في السجن!!!!!! وأضفت: علي حسب كلامكم أنتو فلتوا إنكم مسئولين عن المحكومين وليس المنتظرين، والذي أعرفه أن أبوذرعندما كان منتظر، كنا بنطلب إذن الزيارة من القاضي، أما الآن فإننا سنطلب منكم انتم إذن الزيارة!!!!! حقيقة، تعجبت من كلام سعادة الملازم اول (طارق)، فكيف أذهب للقاضي، وأطلب منه أن يأذن لي بزيارة نزيل، قد حكم عليه مسبقاً وأصبح تحت مسئولية سجن كوبر!!!!!! لابد أن القاضي سيسخر من كلامي إذا قلت له ذلك!!!!! لم أعرف كيف أعقل كلامه هذا!!!!! واندهشت جداً مما سمعته!!!!! لم أعرف ماذا أفعل؟؟؟ أو بماذا أفكر؟؟؟؟؟ وفلت في نفسي: حسبنا الله ونعم الوكيل!!!!!
                  

07-25-2010, 09:50 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م (Re: عبد المنعم سليمان)

    فاليقرأ اعوان المجرم الدولي وكـــلابه ..
    ان انتقاد رئيسهم الطريد الذي لا يستطيع السفر حتى لكمبالا تكلف 5 سنوات من الذل والسجن
    يا سبحان الله
                  

07-25-2010, 10:53 PM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م (Re: عبد المنعم سليمان)



    واصل ايها البطل المقدام
                  

07-26-2010, 02:25 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م (Re: saif massad ali)

    سيف مساعد
    تحياتي
    التحية والتقدير والاحترام للسيدة الفاضلة الاستاذة منى بكري زوجة المناضل ابوذر الامين الذي يقبع حرا في سجن
    المجرم الدولي المطارد لشجاعتها ووقفتها مع زوجة فاضحة للنظام وسقوط العدالة على يد الديكتاتور الآثم .
                  

07-26-2010, 02:35 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م (Re: عبد المنعم سليمان)

    شكرا الاخ عبد المنعم سليمان لهذا البوست الذي يكشف عورة من العوارات الكثيرة لشمولية الانقاذ وفي ذات الوقت يكشف اصالة معدن ابناء بلادي في تحمل الظلم والصبر على البلاء .
                  

07-27-2010, 00:57 AM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير (10) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 18-24 يوليو2010م (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الاخ عمر
    تحياتي
    والشكر والاحترام للاخ ابوذر ورفاقه الذين فضحوا عورة الديكتاتور المطارد دوليا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de