|
|
 Re: إعفاء مدير الإمدادات الطبية (Re: عثمان محمد كرار)
|
نقلاً عن صحيفة الوطن السودانية 6 سبتمبر 2010
لم أوشِ بمكان إختفاء الصادق عند إنقلاب الإنقاذ.. ولكن قبض بمنزل شقيقته
البشير حياني لما أرسلني له المهدي.. وحاولت إقناعه وأصر على الإعتقال التحفظي
رصدنا تحركات إنقلاب الإنقاذ ولكننا لم نعلم ساعة الصفر
جهاز الأمن في عهدنا كان أسد بلا أسنان.. وليس له سلطة القبض والمساءلة
جلس إليه : عبدالوهاب موسى
في هذه الحلقة يتحدث العميد عبدالرحمن فرح بوصفه مستشاراً للأمن في حكومة الديمقراطية الثالثة وأحد الأركان الأساسية في النظام الأمني فضلاً عن كونه الوحيد الذي يعرف المخابىء التي يركن إليها السيد الصادق للاستراحة أو عند لحظات الشدة، لكن عبدالرحمن فرح أتهمه البعض بأنه هو الذي وشي بمخبأ الصادق المهدي للانقلابيين، فدافع عن موقفه، وحكى قصة إنقلاب الإنقاذ وكيف كان يعمل جهاز أمنه فماذا قال؟
٭ أيام وجودك في قمة الهرم الأمني كانت مليئة بالمفاجآت هلا حدثتنا بالتفاصيل عن عبدالرحمن فرح مستشار الأمن في حكومة الديمقراطية الثالثة ؟
ـ قبل أن أكون مستشاراً للأمن كنت مسؤولاً عن الأمن والمعلومات بحزب الأمة وكنت الصلة بالجانب الأمني مع القوات النظامية والأمن الخارجي الشيء الذي أهلني أن أكون فيما بعد أميناً للجنة الأمن والدفاع والسلام بالجمعية التأسيسية، حيث كنت أول نائب لحزب الأمة منتخباً في الخرطوم بدائرة المنشية، الرياض، الجريف سوبا ما أهلني أن أكون وزيراً للأمن.
٭ أول معضلة كانت أمامك كمسؤول أول عن الأمن وماهية قصة قانون الأمن ؟
ـ قانون جهاز الأمن الذي وضع بلجنة مكونة من سيد أحمد الحسين من الإتحادي الديمقراطي والعميد آنذاك الهادي بشرى والعميد آنذاك السر أب أحمد ومستشار قانوني خرج هذا القانون الذي لم يتفق عليه من قبل الحكومة الإئتلافية أسد بلا أسنان وقد كان يرى الإتحاديين أن يتبع هذا الجهاز إلى رأس الدولة وهي سلطة تشريعيه وليس تنفيذية ولما صُدموا بحتمية تبعية الجهاز إلى السلطة التنفيذية أخرجوا هذا القانون بالشكل الذي لم يمكنه من القيام بعمله وكان عليه أن يجمع المعلومات ويرفعها إلى رئيس الجهاز التنفيذي ووزارة الداخلية (الأمن الداخلي) وعليه لم يكن هناك جهازاً بالمعنى المطلوب رغم اتصالاتنا المهنية مع الداخل والخارج.. أنا ذهبت أمريكا ثلاث مرات ومصر وإيران ..
٭ مقاطعة .. لماذا كانت زياراتك متكررة لأمريكا؟
ـ ذهبت إلى هناك وقابلت السي أي أيه للتعاون الأمني والأمر المطلوب بين الأجهزة الأمنية وذهبت للسعودية لذات الغرض.. فكثير مما قيل آنذاك ورفع للجهات المسؤولة يطبق الآن، من الإستشعار بمخاطر فصل الجنوب وقيام حركات مطلبية مختلفة وغيره.
٭ هل رصدت قرني إستشعاركم التخطيط لإنقلاب الإنقاذ ؟
ـ نعم .. في 10 / 4 / 1989م رفعت مذكرة من جهاز الأمن من عشر صفحات صاغتها لجنة مكونة من أمن السودان ومندوب للإستخبارات العسكرية ومندوب من جهاز الأمن الداخلي وزارة الداخلية ومندوب من وزارة الخارجية توضح المخاطر على السلطة، رفعت لرئيس الوزراء الصادق المهدي، كانت تحت توقيعي ومسؤوليتي تشير إلى أربع نقاط الأولى تهريب المخدرات والثانية مسابقة أربع حركات إنقلابية، والثالثة الخلاف المؤجج ما بين فصيلي الحكم الإتحادي والأمة من جهات خارجية والرابعة ما تحويه هذه المذكرة من أسرار.. سلمت هذه المذكرة لرئيس الوزراء وقامت جلسة لمجلس الوزراء لبحثها ولم أحضر تلك الجلسة قاصداً منزل السيد محمد عثمان الميرغني الذي قابلته وكان معي السيد أحمد سعد عمر واطلعته على محتوى هذه المذكرة حتى لا تصله بصورة مشوشة وسلمته صورة منها واطلعت رئيس الوزراء بذلك وشكرني على الإجراء..
٭ هل كان من ضمن الحركات الأربع الإنقلابية حركة العميد آنذاك عمر البشير؟
ـ كانت من ضمن الحركات الأربع حركة العميد البشير ولم يكن لها وضوحاً بأنها تتبع للجبهة الإسلامية..
عليه أخذنا علم بها ولكن الحق يقال لم نكن ندري ساعة الصفر.
٭ بعد هذه المتابعة لماذا لم تقبض على أفراد الحركة الإنقلابية ؟
ـ أنا متابع، ولكن الجهاز ليس في يده حق القبض والمساءلة هي سلطة ملك للأمن الداخلي ووزارة الداخلية.
٭ بعد نقاش مجلس الوزراء للمذكرة ما الذي حدث؟
ـ أثارت المذكرة زوبعة كبيرة وطلب الإتحاديون التحقيق في محتواها ولم نمانع بل تحدينا نحن في الجهاز، ولكن الأمر لم يتخذ بالسرعة المطلوبة مما مكّن من الإنقلاب.
٭ كيف واجهت الإنقلاب وأنت المسؤول الأمني الأول ؟
ـ علمت بالإنقلاب وأنا عائد من الجمعية التأسيسية، حيث كان محتماً علينا تمرير الميزانية قبل 1 / 7 / 1989م وهنا حاولت أن اتصل برئيس الوزراء أو وزير الداخلية أو رئيس هيئة الأركان، ولكن الإتصالات التي تجمع بيننا في الجهاز كانت قد قطعت، فتحركت إلى منزل السيد نصر الدين الهادي بشارع البلدية وهو أقرب مكان لي، وقد وجدت أنه قد أعتقل وتحركت إلى منزل رئيس هيئة الأركان الفريق مهدي بأبو نمر وتبين أنه أعتقل أيضاً، حاولت العبور لأمدرمان ولكن الكوبري قد قفل، كانت لنا خمسة منازلاً للهدوء والراحة للسيد رئيس الوزراء لا يعلمها إلا شخصي وسائقه الخاص محمد عبدالله، وأرسلت للسيد الصادق رئيس الوزراء رسالة مع سيدة من بنات الأنصار تدعى (ف . ع) متوقعاً أن يكون إختفاءه في أم درمان في أبوسعد أو المهندسين وطلبت من السيدة المذكورة إعاشته والإهتمام به.
٭ حدثنا عن فحوى الرسالة مع السيدة الأنصارية المذكورة ؟
ـ فحواها أن الأجهزة الأمنية مقطوعة وواضح أن هناك مجموعة إنقلابية وتتضح أنها الثانية وهي على كل الأحوال ليست تابعة للنظام المايوي الذي كنا نحتاط منه كثيراً.
٭ بعد الرسالة ما الذي حدث؟
ـ بالفعل تم الإعتناء بالسيد الصادق وفي اليوم الثاني اجتمعنا معاً حيث قضينا ليلة مع بعض، تباحثنا فيها عن أمور عده أهمها أن الإنقلاب قد وقع وأن المجموعة الإنقلابية يجب عدم التفريط فيها كما فرطنا من قبل في احتضان جعفر نميري.. في ذات الوقت وصلت رسالة من السيد مبارك الفاضل تدعو للخروج من السودان فوراً وطلبت من السيد الصادق ألا يغادر.. واتفقنا على أن أحمل مذكرة شفاهية منه إلى قائد الإنقلاب يطلب فيها التفاهم، وأنه على إستعداد لتقديم مذكرة تحتوي على ما يراه سعياً منا لإحتضان الإنقلاب.
٭ طيب.. ؟
ـ على الفور طلبت من العميد آنذاك ابراهيم نايل إيدام الذي كان يعمل معي في الجهاز وعين مديراً للجهاز بعد الإنقلاب أن يرتب لقاء لي مع عمر البشير وقد تمت المقابلة داخل مبنى جهاز الأمن.. فنايل إيدام قبل أن التقيه هاتفته طالباً لقاء البشير قال لي أين أنت قلت له بين ساعتي وساعتك خمسين دقيقة بعدها نتقابل في شارع 15 أمام المطعم الصيني فأرسل لي محمد السنوسي ودخلنا إلى مكتب مدير الجهاز وحضر العميد عمر البشير لمقابلتي فقد حياني عند دخوله وكان استقباله طيباً وبعد تقليب الأمور وإفادتي له بأن السيد الصادق مستعد لمقابلته وأنه سيرفع له مذكرة بوجهة نظره بأن الصادق معه الشرعية الدستورية وأنتم معكم الشرعية الثورية كمدخل للتفاهم وطلبت منه أن يترك الصادق والميرغني كل في منزله، ولا ضير أن يضع لهما حراسة (إقامة جبرية) غير أنه رفض ذلك وأشار لضرورة الاعتقال التحفظي ، نقلت ما دار بيننا عن طريق (ف . ع) في مذكرة للسيد الصادق الذي يبدو أنه غيّر الإنتقال من مكان تأمينه لموقع آخر هو الخرطوم لاتصالات أخرى مع بعض الفعاليات السياسية وإتجه إلى منزل شقيقته بالعمارات شارع 1 لكن رصده الرائد (ح . ع) من الأمن الداخلي وتم اعتقاله في مساء نفس اليوم.
٭ أصابع الإتهام تشير إلى أن عبدالرحمن فرح متورط في تبيين مكان إختفاء السيد الصادق للانقلابيين ؟
ـ هذا كلام سخيف ولا أساس له من الصحة، ولا يخلو من الغرض وتصفية الحسابات وقد تكون مجموعة بعينها تعمل لإيقاع الفتنة.
نواصل
من كانتونا: (كباشي الصافي): تعليقي على جزء من الحديث: الكضب ما عنده عضم بخنق. كامل التعليق المفصل في بوست آخر.
كبـّـاشي الصـّـافي
| |
 
|
|
|
|
عثمان محمد كرار
cantona_1
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست