دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2025, 02:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2010, 06:01 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة!

    دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة!!

    ( 1 - 3 )



    بقلم/ آدم جمال أحمد – سدنى



    تهدف هذه الدراسة النقدية لتسليط الضوء على تطور الحركة السياسية فى جبال النوبة بتجاربها الهائلة ، ومتعرجاتها وتراكماتها وتجلياتها السياسية والاجتماعية .. مع إستعراض للتنظيمات والأحزاب ونشأتها .. ودور النخب والصفوة والحياة السياسية ، وكيف بإلتقائهم بدأت الأفكار تتلاقح وبرزت بموجبها قضية التحرر ضد الأوضاع الإدارية غير المقبولة والمطالبة بالحقوق المدنية والاجتماعية .. خاصة فى ظل عدم مشاركتهم فى الحكومات الوطنية ، والتى كانت عاملاً مؤثراً فى قيام الحركة السياسية بمنطقة جبال النوبة ، والتى تجسدت فى بحثهم المضنى دون وجل عن حيز زمانى ومكانى للتعبير عن ذاتهم .. وعن الديمقراطية الراسخة والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم ، وكيف بدأت فكرة الشعور بالإقليمية فى أذهان أبناء النوبة منذ ذلك العهد يتصاعد تدريجياً ، الى أن تطور ذلك المفهوم فى دوائر النوبة داخل وخارج الإقليم حتى جاء إتحاد عام جبال النوبة مع إنتفاضة 1964م ، ونافس على مقاعد البرلمان .. فكانت بداية الصراع السياسى ضد الأوضاع الهامشية بجبال النوبة ، ثم كيف حدث الإنشقاق داخل الإتحاد .. الى أن جاءت ثورة مايو 1969 م ، والتى تقودنا الى التنظيمات السياسية التى قامت خلال تلك الفترة فى المنطقة بهدف خدمتها ، حتى يقف القارئ الكريم على اللحظات الشائكة والمعقدة من تاريخ أمتنا فى منطقة جبال النوبة عبر سياحة لفهم الواقع السياسى المعاش على أساس التفاعل بين العناصر التعددية لمكونات الحركة السياسية ومعطياتها وتداعيات الماضى والحاضر وتشكيل المستقبل السياسى ، ولا سيما نحن بصدد الحديث عن صفحات تاريخ جبال النوبة السياسى .. نتناول فيها بعض التفاصيل الدقيقة فى الممارسة التنظيمية والحزبية .. ومساهمتها فى قلب مسار بعض الأحداث المصيرية.

    نشأة التنظيمات السياسية فى جبال النوبة:

    ظلت قضية جبال النوبة تشكل إحدى الأجندة الحاضرة دوماً فى ملف السياسة السودانية ، وظلت مصطلحات ( النعرة العنصرية ، الأحزاب العنصرية ، الإنقلابات العنصرية … إلخ ) مرتبطة الى حد كبير بهذه القضية بإعتبارها تمثل مصدر قلق دائم فى كل العهود والأزمنة ، فهى تأخذ أشكالاً تنظيمية قبلية وإقليمية ( تنظيم الكتلة السوداء ، إتحاد عام جبال النوبة ، تنظيم كومولو ، الحزب القومى السودانى … إلخ ) ، ومنطقة جبال النوبة تشكل رقماً مهماً فى رصيد المقدرة القومية للدولة لموقعها الجغرافى فى قلب السودان.

    تطورت الحركة السياسية فى جبال النوبة بعد تسريح أبناء النوبة من قوة دفاع السودان الذين أتيحت لهم الفرصة لزيارة أغلب مدن شمال ووسط السودان وشمال أفريقيا ، فشاهدوا التطور الاجتماعى وعندما عادوا وجدوا المئات من أبناء النوبة قد تخرجوا من المدارس الأولية والوسطى ، وبإلتقائهم بدأت الأفكار تتلاقح وبرزت قضية التحرر والمطالبة بالحقوق المدنية والاجتماعية ، وكان فى مقدمة هذه المطالب إلغاء الدقنية والسخرة.

    وظهر جلياً الوعى الاجتماعى الذى تنامى وسط النوبة مما أصاب المستعمر بالهلع ، وقد كان يظن أنه فرض سيطرته عليهم بقانون المناطق المقفولة .. فلجأ المستعمر الى إعادة نظام الإدارة الأهلية وكسب ثقتهم بعد أن وضعت إعتبارات خاصة لهم ولأسرهم حتى لا يعيد التاريخ نفسه وتتكرر الثورات فى جبال النوبة ، وأطلقت يد رجال الإدارة الأهلية لمتابعة الصفوة المناوئين والبطش بهم وزجهم فى السجون ، ولكن رغم ذلك لم يتوقف النشاط خاصة بعد قيام مؤتمر جوبا فى عام 1947م وقيام الجمعية التشريعية ، إذ بدأت الاجتماعات تعقد داخل المنازل بأحياء المدن الكبيرة مثل الدلنج .. كادقلى .. تلودى .. الرشاد .. وكان النقاش يدور حول الظلم الاجتماعى والتحرر منه.

    وعندما قامت الأحزاب السودانية لم تستوعب طاقات أبناء النوبة ، فقد كان حزب الأمة يعتمد على ( البقارة ) ، بينما إعتمد الحزب الوطنى الاتحادى على فئة التجار الوافدين الى المنطقة ، بينما كان أبناء النوبة يتلقون التعليمات من هؤلاء نيابة عن أحزابهم ، مما جعل أبناء النوبة يتخذون مواقف متطرفة من هذه الأحزاب التى لا تضم فى عضويتها وقياداتها أفراداً فاعلين من بينهم.

    ومن خلال هذه التطورات وجد أبناء النوبة أنفسهم معزولين عن الحركة السياسية وهناك من يديرون شئونهم بالنيابة عنهم ، ولقد خلق هذا العزل شعوراً سيئاً فى أنفسهم ، بالرغم من أن حزب الأمة قد فاز فى أول إنتخابات بأغلبية المقاعد فى كل من دوائر لقاوة والمجلد والدلنج ودلامى وهيبان .. لأنه رفع شعار .. ( السودان للسودانيين ) الذى كان أقرب الى نفوس النوبة منه الى شعار الوحدة مع مصر ، مقابل مقعدين فقط للحزب الاتحادى عن دائرة كادقلى ورشاد .. فهى نفس تلك الشعارات التى رفعتها الحركة الشعبية لتحرير السودان فى الفترة الأخيرة ، من أجل ( سودان جديد ) .. هى التى شجعت أبناء منطقة جبال النوبة للإنضمام إليها ، بهدف المساهمة فى حل مشاكل السودان المزمنة فى إطار الوحدة من نمولى الى حلفا ، ومن الجنينة الى بورتسودان ، وقد تبلورت رؤية الحركة الشعبية فى شعار مشروع السودان الجديد الذى ينادى بإزالة كل مؤسسات التخلف والتى تتمثل فى المؤسسة العسكرية والأحزاب الطائفية بإعتبارها تمثل دعامات أساسية للسودان القديم وفقدانها للحس الوطنى ، ولكن حينما حاولت الحركة الشعبية إختزال شعار السودان الجديد فى إطار حق تقرير المصير والانفصال ودولة الجنوب ، تراجع عنها أبناء النوبة وإنفض السامر وحاولوا فك الإرتباط بالحركة ، لأنهم مع إطار دولة السودان الموحدة.

    فى ظل تلك الأحداث ظهر على المسرح السياسى تنظيم الكتلة السوداء عام 1948م كأول تنظيم بالمنطقة يضم قبائل النوبة ، وكانت أفكاره تدور حول تطوير الخدمات وفتح آفاق التنمية فى منطقة جبال النوبة ، وكان على رأسه د. أدهم وأخرون ، ولم يلاقى التنظيم القبول لدى الرأى العام السودانى وبعض من أبناء النوبة.

    وفى أول حكومة وطنية خرج أبناء النوبة منها صفر اليدين ، مما زاد من خيبة أملهم فى الأحزاب السياسية أنذاك ، إضافة الى أنه لم يعين أحداً من أبناء النوبة عند سودنة الوظائف .. وفى منتصف عام 1955م وبعد إلحاح شديد من نواب الحزب الوطنى الاتحادى تم إستيعاب أثنين من أبناء النوبة بدورة تدريبية للضباط الإداريين إستثناءاً وهما المرحوم كودى الدومة والأستاذ جبريل تية عبدالقادر ، وفى نفس العام عاد من مصر السير المك الزاكى الفكى على الميراوى .. يحمل موافقة مصر على بعثة قوامها ثلاثون طالباً من أبناء النوبة لتلقى التعليم الثانوى والجامعى بمصر ، ولكن بسقوط حكومة الأزهرى ألغى عبدالله خليل تلك البعثة مما أشعر أبناء النوبة بالغبن الشديد .. فتخيل معى أخى القارئ إذا لم يلغى رئيس وزراء حكومة حزب الأمة عبد الله خليل هذه البعثة التعليمية المجانية لثلاثون طالباً من أبناء النوبة سنوياً لكانت أحدثت تغييراً جذرياً على مستوى منطقة جبال النوبة والسودان سياسياً وإدارياً.

    وبدأ الشعور بالإقليمية يتصاعد تدريجياً وكان عدم مشاركتهم فى الحكومة الوطنية عاملاً مؤثراً فى قيام حركة النوبة ، ففى رأيهم أن الحكومات الوطنية فشلت فى تحقيق الأهداف الوطنية والقومية لأنها إتبعت منهج الإستعمار فى التفكير السياسى ، مما جعل المثقف ( النوباوى ) يتحول تدريجياً بفكره الى خانة العداء السياسى للحكومات ، وبرز ذلك فى خطب محمود حسيب فى تلك الآيام حيث يقول ..( لقد كنا فى الماضى نضع ثقتنا فى أخواننا زعماء الأحزاب السياسية ولكن النتيجة فى هذا التجاهل وهذا التخلف الذى نشكو منه الآن ).

    بعد ثورة إكتوبر 1964م نشأ إتحاد عام جبال النوبة بالخرطوم وقد شارك فى تأسيسه الأستاذ عطرون عطية ، عثمان عبدالنبى ، عبدالله حامد ، محمد حماد كوة وترأسه المرحوم محمود حسيب ، ولقد كان الاتحاد يحمل هموم ومشاكل أبناء جبال النوبة ، وبعد تكوينه رفع شعارات تطالب بتمثيل جبال النوبة فى البرلمان وكانت خطوة متقدمة فى حركة تضامن أبناء النوبة ، وفى عام 1965م أُتخذ قراراً بأن ينافس اتحاد عام جبال النوبة فى مقاعد البرلمان فى الاقليم ، ووجه جميع قواه لتنضم الى معركة الإنتخابات العامة فى تنظيم مستقل ، وكانت الظروف مواتية لصالح اتحاد عام جبال النوبة نسبة لليأس فى وسط جماهير النوبة من الأحزاب التقليدية ، والاتحاد أصبح يعبر عن آمالهم وتطلعاتهم مما جعله يفوز بثمانية مقاعد من جملة أربعة عشر مقعداً لجنوب كردفان ، وكان هؤلاء الأعضاء جمعياً من مناطق تمركز النوبة بجنوب وشمال وغرب الجبال .. وكان على رأس الفائزين الأب فيليب عباس غبوش الذى فاز بالدائرة ( 207) الدلنج وترأس فيما بعد الهيئة البرلمانية للاتحاد داخل البرلمان.

    هذه النتائج جعلت الأحزاب التقليدية تفقد نفوذها فى المنطقة وبذلك قويت شوكة الاتحاد العام بإعتباره قوى جديدة فى الساحة السياسية ، ولقد ظل متكاملاً ذا قوة فعالة على المستويين القومى والمحلى معاً ، وإستمر الاتحاد فى المحافظة على الدعم والزخم الشعبى الذى أفرزته نتيجة الإنتخابات مما عمق الروابط ما بين الاتحاد وقواعده وظهر ذلك جلياً فى أول مؤتمر بكادقلى عام 1966م والذى حضره وفود كبيرة من أعضاء الاتحاد العام وطلاب جنوب كردفان بالجامعات والمعاهد العليا وعناصر قيادية من أبناء الاقاليم الجنوبية وكان هدف المؤتمر توعية المواطنين من خلال الأوراق التى قدمت ، أما المؤتمر الثانى للاتحاد فى مدينة الدلنج عام 1967م كان أقل شعبية وزخماً من المؤتمر الأول ، وذلك لنشوب الخلاف بين جناحى فيليب غبوش ومحمود حسيب ، كما إنسلخ ثلاثة من النواب التابعين للاتحاد وإنضموا الى حزب الأمة فى نفس ذلك العام.

    لقد قاد الاتحاد حركة نشطة لإنشاء جمعيات تعاونية فى الاقليم ولعب دوراً هاماً فى علاج قضايا الناس اليومية ، وبذلك إستطاع إقامة منهج جديد فى تعاطى السياسة المحلية على مستوى المنطقة لم تشهد مثل ذلك من قبل ، مما جعل الحكومة تبادر بدفع الأحزاب السياسية الى الدخول فى نشاطات مكثفة بجبال النوبة للتقليل من قوة وتأثير جهود اتحاد عام جبال النوبة.

    وفى مجال السياسة الوطنية فقد ظهر الاتحاد بجلاء ككتلة منسجمة من خلال نشاطات أعضائه داخل وخارج البرلمان لأنهم كانوا يتطلعون الى التمثيل الوزارى فى الحكومة ولكن الأمور لم تكن كذلك فأعلنوا إنضمامهم مباشرة الى المعارضة ، ومع ذلك فقد إستطاعوا إقناع المجلس بمعاملتهم كمجموعة متميزة إستطاعوا إظهار قضية جبال النوبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال المنابر التى تيسرت لهم وعبر الندوات والصحف وغيرها ، ولكن لنشوب الخلاف فى عدم الإتفاق فى الأيدولوجية بين قياداته المتمثلة فى محمود حسيب وبعض عناصر النوبة المستعربة الذين كانوا ينادون بتعريف هوية السودان كدولة عربية افريقية وجناح الأب فيليب غبوش بتبنى السودان ذى الهوية الأفريقية ، هذا الخلاف أدى الى تضاؤل الاتحاد تدريجياً حتى ظهر ضعفه بوضوح فى عام 1967م عندما فاز أعضاؤه بثلاثة مقاعد فقط فى الإنتخابات العامة فى ذلك العام.

    وعندما إستولت ثورة مايو على السلطة فى مايو 1969م خرج الأب فيليب غبوش مواصلاً المعارضة من خارج البلاد ، وظل يدعم خطه السياسى من الخارج حتى عام 1977م عندما دخل فى مصالحة وطنية مع نظام جعفر نميرى ضمن أحزاب المعارضة ، لكن نظام نميرى أوقف نشاط الأب فيليب السياسى أكثر من عامين وظلت تحركاته مرصودة من قبل أمن النظام حتى أعلن جهاز أمن الدولة عن تورطه فى محاولة إنقلابية عام 1984 وصفت بأنها ( عنصرية ) لإحتوائها على العناصر الزنجية ( السوداء ) من النوبة والجنوبيين ، وتم إعتقاله ومعه نائبه محمد حماد كوة ومن ثم العفو عنه فى المحاكمة الشهيرة ، أما الجناح الأخر الذى تزعمه محمود حسيب فقد لعب دوراً فى قيام ثورة مايو حيث ذكر أنه نقل الى قادة الإنقلاب مخطط الجناحين ( جناح الأب فيليب وجناح محمود ) للإستيلاء على السلطة فى البلاد مما جعل جعفر نميرى يستعجل تحركه ويسبق الجناحين ، فلذلك عين محمود حسيب وزيراً للمواصلات فى أول حكومة تم تشكيلها فى 1969م .. ( وهو أول منصب وزارى يناله النوبة ) ، ثم محافظاً لكردفان ومحافظاً لمديرية جنوب كردفان وأقيل لأسباب غامضة وصفت بأنها لأسباب صحية حتى تم إغتياله عام 1984م فى ظروف غامضة.

    والى اللقاء فى الحلقة القادمة والتى سوف نتناول فيها التحولات التى التى طرأت على الساحة السياسية النوبية ، نحاول فيها التطرق الى تنظيم ( الكومولو ) والذين ساهموا فى تأسيسه ومراحله السرية .. والنشاطات التى قام بها ومساهماته فى العمل السياسى ، وكيف حدثت التغيرات والتحولات فى منطقة جبال النوبة حينما إختار أعضاء من التنظيم الإنضمام الى الحركة الشعبية.



    سدنى – استراليا - 23 يونيو 2010 م
                  

07-03-2010, 06:02 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة!!

    (2 - 3 )

    بقلم/ آدم جمال أحمد – سدنى

    تحدثنا فى الحلقة السابقة عن تطور الحركة السياسية فى جبال النوبة وكيف نشأت بعض التنظيمات السياسية مثل تنظيم الكتلة السوداء وإتحاد عام جبال النوبة ، والتطورات السياسية والتغيرات التى حدثت فى المنطقة .. وما تعرض له قادة النوبة من خلافات فى الأيديولوجية أضعفت بالقضية النوبية ودورهم الريادى فى قيادة المنطقة وشعب جبال النوبة.

    وفى هذه الحلقة سوف نحاول التطرق الى تنظيم ( الكومولو ) من حيث التكوين والنشأة .. نتناول فيها سرية العمل لهذا التنظيم .. ومساهماته فى العمل السياسى ، وما أحدثه من تغيرات وتحولات فى واقع منطقة جبال النوبة .. وكيف إختار قادة التنظيم الإلتحاق بالحركة الشعبية ، حتى نصوب إهتمام عملنا فى البحث عن تطور الحركة السياسية بجبال النوبة ، وتاريخ الصراع فى المنطقة .. لإطلاع الرأى العام المحلى والإقليمى والعالمى .. من خلال سردنا للأحداث وتطور الحركة السياسية خلال هذه الدراسة النقدية ، نحاول فيها تسجيل الصراعات والإنجازات فى رحم المعانأة .. والملاحم السياسية التى دارت حتى لا تضيع .. ويطويها النسيان.

    تنظيم الكومولو :

    تكون تنظيم ( كومولو ) فى نوفمبر 1972م من خلية صغيرة ، بإسم رابطة أبناء جبال النوبة وسط طلاب مدرسة كادقلى الثانوية العليا ( تلو ) ، فلقد لعبت الظروف دوراً أساسياً فى قيام هذه الرابطة وتعود فكرة ونشأة قيام الرابطة الى نفر كريم من أبناء النوبة على رأسهم كوكو محمد جقدول كوكو .. الذى يعتبر العقل المفكر لهذا التنظيم وأول قائد تنظيمى للكومولو منذ تاسيسه ، وهو من أبناء قبيلة الغلفان – قرية دابرى جنوب مدينة الدلنج ، تخرج من كلية التربية جامعة الخرطوم عام 1981 م ، عمل فى قسم الأخبار الخارجية بوكالة السودان للأنباء ( سونا ) ، وهاجر بعدها الى السعودية .. وكان من أصدقاء يوسف كوة وقد تزاملا وعملا سوياً فى رابطة أبناء جنوب كردفان بجامعة الخرطوم ، إنضم الى الحركة الشعبية عام 1980 م وإلتحق بها من السعودية ، تخرج ضمن دفعة ( إنتصار ) 1990 م من أثيوبيا ، عمل فى عدة وظائف إدارية بالحركة الشعبية .. وعمل كمعلم للأطفال السودانيين اللاجئيين فى معسكر ( كاكوما ) فى شمال كينيا بعد أن وصلها من ناروس بعد دخول القوات المسلحة الى مدينة كبويتا ، وإختلف مع الحركة الشعبية ورفض الرجوع اليها أو العمل معها رغم كل المحاولات التى بذلها قادة الحركة ، ومنها هاجر الى كندا وإستقر بها .. حيث بدأت الفكرة عندما أتى أحد عمال الصحة للطالب كوكو محمد جقدول متوسلاً اليه بأن يكتب له طلباً الى مدير المدرسة لكى يتم تثبيته فى العمل كعامل صحة ليلى .. مما أثار حفيظة غضبه فلم يتمالك نفسه حينها .. فحكى ذلك لأصدقائه الطلاب الذين دخلوا فى حوارات وأتفقوا على عمل تنظيمى منظم يقوده الطلاب ، وأخيراً توصلوا الى فكرة قيام وإنشاء رابطة لأبناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية العليا لكى تلعب هذا الدور .. ولإيجاد حلول ناجعة للمشاكل المستعصية تجاه المنطقة ، وقد كانت للرابطة أهداف إجتماعية إصلاحية وخدمية واضحة.

    وبالرغم أن تنظيم ( كومولو ) نشأ وسط طلاب المدارس ، وكانت البداية ثقافية وبصورة سرية تامة ، إلا أنه تطور مع إزدياد الوعى وسط هؤلاء الطلاب بعد وصولهم وإنتقالهم للمراحل الجامعية ، حيث التقوا هناك بالطالب يوسف كوة فى جامعة الخرطوم فطرحوا له الفكرة فأيدها وأمن بها ، وكانت قناعتهم أن الحكومات المتعاقبة وأحزابها قد فشلت فى معالجة مشاكل المنطقة ، لذلك عمل التنظيم لتوحيد الصفوف وتجميع أبناء المنطقة الموثوق فيهم حوله ، وعندما إنتقل يوسف كوة للعمل كمعلم للغة الإنجليزية فى مدرسة كادقلى الثانوية وجد بعض الطلاب الذين تخرجوا من مدرسة كادقلى الثانوية قد نقلوا معهم فكرة رابطة طلاب أبناء النوبة الى الحياة العملية ، وكونوا تنظيماً سرياً سمى ب (تنظيم الكومولو) ، ولكن فى عام 1980م تم تطوير تنظيم الكومولو حيث أعيد بناء هياكله وأهدافه التنظيميه ولقد تم تعديل دستوره .. ليتوافق مع الحياة العملية العامة وأصبح الأستاذ عوض الكريم كوكو رئيساً له ، وبدأ التنظيم من حينها يعمل فى تجنيد وإستيعاب أبناء النوبة وتنظيمهم وحثهم وتشجيعهم لإزالة بعض العادات الضارة والظواهر السالبة وسط مجتمع الشباب النوبى بصفة خاصة والمجتمع النوبى بصفة عامة ، وعلى ضوء ذلك لقد إستطاع النوبة أن يتخلصوا على كثير من العادات الضارة فى مجتمعاتهم بفضل جهود هذا التنظيم.

    وعندما أصبح محمود حسيب محافظاً لجنوب كردفان فى عهد الرئيس الأسبق جعفر محمد النميرى لقد أحدث حسيب نقلة وتغييراً نوعياً فى جبال النوبة حيث إستطاع أن يعالج مشكلة العرى وشيد الطرق ( طريق كادقلى – الدلنج – الأبيض ) وساهم فى حفر الأبار وتشييد المدارس .. خاصة مدارس البنات حيث لم تحظى كادقلى بمدرسة ثانوية عامة أو متوسطة إلا فى عام 1976م.

    لم يبرز تنظيم ( كومولو ) على الساحة السياسية النوبية .. لأنه كان يباشر عمله سرياً فى عهد مايو ، وإنحصر نشاطه فى منطقة جبال النوبة بل فى ريفى كادقلى تحت قيادة المرحوم يوسف كوة مكى ، وهو من أبناء قبيلة ميرى – قرية الأخوال بميرى – جنوب غرب كادقلى ، لكنه نشأ وترعرع بمدينة ملكال والخرطوم حيث كان يعمل والده ، وتلقى تعليمه الأولى بمدرسة ميرى الأولية والأوسط بمدرسة سنكات الوسطى وأكمل المرحلة الثانوية بالخرطوم التجارية وإلتحق بالكلية الحربية فى عام 1967 م ضمن الدفعة ( 21 ) ، ثم فصل من الكلية بقرار من لجنة طبية لتعرضه لحالة نفسية ، ثم عمل معلماً بالمدراس المتوسطة ( الثانوى العام ) بمنطقة الضعين بدارفور ، ثم إلتحق بجامعة الخرطوم كلية الإقتصاد والعلوم السياسية عام 1976م ، لقد واصل نشاطه السياسى فى الجامعة وترأس رابطة طلاب جنوب كردفان ، وبعد تخرجه فى عام 1980م عمل معلماً بمدرسة تلو الثانوية بمدينة كادقلى ، ومارس نشاطاً سياسياً ملحوظاً خلال فترة خدمته كمعلم أدى الى فوزه بتمثيل دائرة كادقلى فى مجلس الشعب الاقليمى بكردفان عام 1981 م ، إنضم الى الحركة الشعبية لتحرير السودان فى نوفمبر 1984 م ، أرسل فى بعثة دراسية الى كوبا لتلقى العلوم العسكرية فى سبتمبر 1986م ، وأصبح رئيساً لمجلس التحرير الوطنى للحركة الشعبية وحاكماً لإقليم كردفان فى أبريل1994 م ، وأخيراً تم تعينه مشرفاً عاماً على الشئون الإنسانية بالمجلس الوطنى التنفيذى للحركة الشعبية قبل رحلته الطويلة مع مرض السرطان الذى أدى الى وفاته.

    ونلاحظ أن تنظيم كومولو لقد تعددت مسمياته فى مراحله المختلفة .. لقد سمى بمنظمة الشباب .. رابطة جبال النوبة .. حزب العمل .. لسرية العمل وحساسية الموقف ، إلا أن أهدافه التى كانت محل جدل وخلاف واسع بين أعضائه لمواكبة المراحل التى مر بها التنظيم ، لم تتغير كثيراً كما وردت فى وثائق هذا التنظيم الذى أسسه عدد من أبناء النوبة ، وهو الذى قاد عملية التمرد فى جبال النوبة وقرر إختيار أعضاء من التنظيم للإنضمام الى الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وسوف نتطرق الى إثنين من أهدافه تتمثل فى الآتى:

    1- أن يكون العضو ( نوباوياً ) أباً وأماً وأن لا يكون منضوياً تحت أى تنظيم أخر.

    حسب المادة الأولى فى شروط العضوية بدستور رابطة ابناء جبال النوبة 1972 م – كادقلى ، وقد أحدثت هذه المادة جدلاً واسعاً وأزمة داخل التنظيم فيما بعد ، وذلك لإنتماء الشهيد عوض الكريم كوكو مسئول العمليات فى كتيبة البركان التى أدخلت التمرد بصورة واسعة لمنطقة جبال النوبة وشقيقه عزالدين كوكو عضو التنظيم الى العنصر العربى من جهة أمهما التى تنتمى الى قبيلة ( الشويحات ) ، وعوض الكريم كوكو من أبناء كادقلى كان مسئول التنظيم بالمنطقة قبل الإنضمام الى الحركة الشعبية بأمر التنظيم ، فيما بعد قاد تحركاً ضد يوسف كوة داخل الحركة الشعبية ، بإعتباره خالف أوامر تنظيم كومولو والتى بموجبها تم الإلتحاق بالحركة المسلحة ، والتى كانت تدعو بأن يكون لأبناء النوبة كيان منفصل فى شكل تحالف ذات أهداف وإستراتيجية واضحة .. هو التدريب والحصول الى السلاح من الحركة الشعبية .. لمقاتلة قوات الحكومة بمنطقة جبال النوبة وليس الدفاع عن الجنوبيين وتأديب القبائل الجنوبية المناوية للحركة ، مما جعل يوسف كوة الذى كان يخالفهم الرأى بأن يقوم بإعتقاله ومجموعة أخرى من خيرة الضباط ضمن قادة النوبة ، وتم إرسالهم الى بحر الغزال وهناك تم تصفيتهم.

    تمرحل التنظيم حسب الظروف السياسية والإجتماعية التى مر بها السودان عموماً وجبال النوبة بصفة خاصة ، فقرر خوض الإنتخابات البرلمانية لمجالس الشعب المحلية والإقليمية والقومية ، وكانت هذه بداية الإنخراط له فى العمل السياسى بصورة واضحة ، ونجده بذلك لقد أحدث تنظيم كومولو ثورة فكرية ونقلة فى عمله التنظيمى ، وذلك من خلال مشاركته فى تنظيمات الإتحاد الإشتراكى ، لإيمانه بأهمية دور العمل السياسى فى خلق كوادر سياسية فاعلة ومقتدرة لمواجهة الصعاب ، وبذلك تمت التعبئة والوقوف بترشيح أبناء النوبة الشباب فى الإنتخابات لمجالس الشعب القومى الإقليمى والمحلى لمحافظة ومحلية كادقلى .. فلذا لقد عمل أعضاء كومولو للفوز بهذه الإنتخابات فى عام 1981 م ، خلال عمل سرى دقيق ، رغم ضغوط أمن الدولة الموالية لحكومة جعفر النميرى.

    2- لا يمكن أن تتم وحدة وطنية بالسودان ما لم تتم وحدة دينية وعرقية:

    لا بد من تنظيم دقيق وإستراتيجية لتوحيد القبائل النوباوية مع الإستعانة بالقبائل الزنجية الأخرى للوقوف معهم ، والقيام بحملة واسعة لتوحيد النوبة ، أما مسألة الإنقسامات الدينية والعرقية فالتنظيم كفيل بحلها ، فلذلك ركز التنظيم على سرية العمل وعدم الإلتزام بإسم محدد.

    وعندما بدأت فكرة تنظيم كومولو تتبلور واجهتهم عدة إشكالات إنحصرت فى ثلاث تحديات تتمثل فى الآتى:

    - إن العنصر النوباوى يعتبر أقلية إذا ما قيس بالوجود القبلى العربى المحيط بهم فى جنوب كردفان.

    - إن البعض منهم مسلمون مما لا يسمح بالوحدة بينهم فى التوجهات.

    - قلة الإمكانات المادية ، لأن معظم النوبة فقراء ولا بد من التفكير فى الدعم المالى لإنجاح الفكرة.

    ظل تنظيم كومولو يعمل بصورة سرية مؤثراً فى مجريات الأحداث بالمنطقة ، ففى فترة مايو فاز بعدد من الدوائر فى إنتخابات مجلس الشعب الاقليمى ، حيث فاز يوسف كوة بدائرة كادقلى ليصبح عضواً بمجلس الشعب الاقليمى بكردفان عام 1981 م ، وفاز دانيال كودى بدائرة كادقلى وأريافها الأربعة ( البرام – أم دورين – هيبان – ريفى كادقلى ) ليصبح عضواً بمجلس الشعب القومى الرابع ونائباً لرئيس لجنة العلاقات الخارجية فى عهد الرئيس الأسبق النميرى .. ودانيال كودى من أبناء ربفى هيبان من قبيلة أبل ، خريج كمبونى الأبيض 1969م ، حيث عمل معلماً للتربية المسيحية بالمدارس الإبتدائية ، وكذلك معلماً للغة العربية بمناطق الجزيرة ، وهو مسيحى كاثوليكى حيث تلقى دراسات فى اللاهوت فى الفاتيكان ، وإتهم فى المؤامرة الإنقلابية التى دبرها الأب فيليب عباس غبوش عام 1984 م ، ومن أوائل الذين إنضموا الى الحركة الشعبية وعمل فى مكتب الحركة بأديس أبابا لمدة عامين ونصف العام ، وشارك فى مفاوضات الحركة والتجمع فى كوكادام ، وهو معلم المرحوم القائد جون قرنق الخاص للغة العربية .. كما فاز هارون إدريس كافى برئاسة الاتحاد الإشتراكى بمنطقة كادقلى ، وأحمد الحاج كافى برئاسة مجلس منطقة كادقلى وابراهيم محمد بلندية عضو التنظيم نائباً له ، كما سيطر التنظيم على نقابات المعلمين والمرأة والموظفين ، وهذا النجاح لقد تم بإشراف وتخطيط من اللجنة التنفيذية لتنظيم الكومولو.

    و بهذه الخطوات الجريئة لقد وضع تنظيم كومولو الأمور فى بداية طريقها الصحيح ، وكان ذلك مؤشراً خطيراً على الحياة السياسية فى جبال النوبة ، إذ إستطاع التنظيم بذلك أن يقلب ميزان السياسة بالمنطقة ، والتى أربكت كل الحسابات وقلبت كل الأمور على عقب .. وأجابت بذلك على أسئلة الشباب الذين وقتها كانوا يتساءلون أين أبناء منطقة جبال النوبة ، ولماذا لا يمثلون مناطقهم .. ولماذا يمثلهم الأخرون من الوافدين الذين لا مصلحة لهم بالمنطقة وأهلها .. والتى كانت تسيطر عليها سياسياً وإدارياً .. وهى عناصر ليست لها علاقة أو صلة بجبال النوبة .. لأن معظم العاملين فى المنطقة كانوا من الوافدين من خارج إطار المنطقة .. بالرغم من توفر الكفاءات من أبناء المنطقة .. ولقد وصفت الحكومة وعناصرها والجهات الأخرى هذه الثورة التصحيحية بالعنصرية وما الى ذلك ، وأصبحت الأجهزة الأمنية تطارد الشباب من أبناء النوبة ، وإستجوبت الكثيرين منهم وزجت بمعظمهم فى السجون والمعتقلات الى أن سقطت حكومة النميرى ، وجاءت من بعدها الإنتفاضة والحكومة الإنتقالية برئاسة المشير عبدالرحمن سوار الذهب ورئيس الوزراء الجزولى دفع الله .. ثم حكومة الصادق المهدى فى عهد الديمقراطية الثالثة ، ولكن جميعها لم تعير جبال النوبة أى إهتمام أو تحاول التصدى لحل مشاكل المنطقة وأهلها ، مما أدى الى الإنفلاتات الأمنية وتدهور الأوضاع ، والتى صارت من أسوأ الى أسوأ فى جبال النوبة ، مما تسببت فى إلتحاق عدد كبير منهم بصفوف الحركة الشعبية.

    أسباب إلتحاق النوبة بالحركة الشعبية :

    إن تنظيم كومولو لم يكن يوماً من الآيام يفكر فى الكفاح المسلح منذ نشأته ، إنما كان تنظيماً إجتماعياً وإصلاحياً ، إلا أن الظروف قد ساعدت ولعبت دوراً فى ذلك مما جعلته يتكيف معها .. وتعود أسباب إلتحاق أعضاء تنظيم كومولو بالحركة الشعبية للأسباب التالية:

    إبان وجود يوسف كوة مكى بمجلس الشعب الإقليمى بكردفان برزت خصومات حادة بين النائب البرلمانى يوسف كوة .. والفاتح بشارة حاكم الإقليم آنذاك ، وتعود الأسباب لنتائج إنتخابات المرشح الأخير حاكماً لإقليم كردفان وقتها فى أبريل 1983 ، حينما وقف الأستاذ يوسف كوة مسانداً القائمة الأولى لأبناء كردفان الشرفاء والتى كانت تضم بكرى أحمد عديل ومحمود حسيب والطيب المرضى والدكتور التجانى حسن الأمين ضد القائمة الثانية التى كانت تضم ممثلى الحكومة وهم الفاتح بشارة والمحامى دلدوم الختيم أشقر ومحمد أحمد أبوكلابسش ، وبالرغم أن يوسف كوة كان عضواً بالبرلمان ونائباً لرئيس هيئة مجلس الشعب الاقليمى ، كان من واجبه أن يقف مع قائمة الحكومة .. ولكن كان قرار المكتب التنفيذى لتنظيم الكومولو وتكلفيه ليوسف كوة بأن يقف فى صف قائمة أبناء كردفان الشرفاء.

    ولكن بالرغم من فوز قائمة أبناء كردفان الشرفاء ، إلا أن إعلان نتيجة الإنتخابات تأخرت الى منتصف الليل ، وأثناء عملية الفرز والإنتظار لقد أرسل الرئيس جعفر النميرى الدكتور عون الشريف قاسم وزير الشئون الدينية والأوقاف مندوباً له ، لإستكشاف حقيقة الموقف .. حتى أعلنها الرئيس بنفسه مؤكداً فوز الفاتح بشير بشارة ، مما يدل على عملية تزوير نتيجة الإنتخابات .. والتى كانت سبباً أساسياً فى تداعيات توتر الخصومة بين الفاتح بشارة ويوسف كوة وصلت حداً تم فيها تجريد يوسف كوة من الحصانة البرلمانية وعزله من منصبه وطرده من المنزل الحكومى .. الذى كان يقطنه بغية محاكمته بتهمة الخيانة ، ولكن قبل أن يتم ذلك كان يوسف كوة قد إستشار المكتب التنفيذى لتنظيم الكومولو فى الإلتحاق بحركة جون قرنق ، فقام تنظيم الكومولو بالدعوة لإجتماع عاجل حضره ممثلين ومندوبين من الخرطوم والأبيض ، ودخلوا فى جلسة إجتماع مغلقة إستمرت لأكثر من سبعة عشر ساعة متواصلة ، ناقش فيها المجتمعون منفستو الحركة الشعبية ، وتداعيات المواقف الأخيرة المستجدة ، وتوصل المجتمعون بالإجماع أخيراً الى قرار الكفاح المسلح لأن فى رأيهم الكفاح السلمى أصبح ليس ذات جدوى ، ثم وافق التنظيم على سفر الأستاذ يوسف كوة مكى وكلفه بالذهاب الى إثيوبيا لمقابلة زعيم الحركة الشعبية جون قرنق وتبليغه برغبة أبناء النوبة بالإنضمام الى حركته للتدريب والحصول على السلاح لمحاربة قوات الحكومة فى جبال النوبة والتحالف معه ، وقبل سفره التنظيم إشترط على الأستاذ يوسف كوة بأن يعمل دراسة كافية أثناء وجوده هناك لتقييم الوضع وحدد له أسماء أشخاص بأعينهم عليه الإتصال بهم وتبليغهم بكل شئ نيابة عن التنظيم ، حتى يتمكن التنظيم من دراستها وتقييمها ، ولكن للأسف لم يفعل يوسف كوة ذلك ، بل خالف تعليمات التنظيم وأصبح إتصاله بأعضاء أخرين .. وإختار أعضاء بأسمائهم وقع عليهم الإختيار من جانبه للإلتحاق بالحركة الشعبية وهم:

    1- عوض الكريم كوكو

    2- يوسف كرة هارون

    3- تلفون كوكو جلحة

    4- صالح إلياس ( لم تكتمل إجراءات سفره )

    5- وأخرون

    وكانت هذه أولى مخالفات يوسف كوة لتكليف وأوامر تنظيم الكومولو ، ولقد إختلف بعض أبناء النوبة الذين إلتحقوا فيما بعد بالحركة الشعبية فى فهم التكليف ، ولقد حاول عوض الكريم كوكو ومجموعة من خيرة ضباط أبناء النوبة بالحركة الشعبية مناقشة القائد يوسف كوة فى ذلك وتذكيره بأمر التكليف ، وعن الوضع السئ لأبناء النوبة بالحركة ، وما فقدته من زخم ثورى الذى كان طابع المرحلة الأولى ، فلم يحقق المقاتلون أهدافهم الكلية ، لكن للأسف رفض القائد يوسف كوة الإنصياع لرأى الأغلبية أو الإستماع إليهم .. أو حتى الى مشورتهم ، بحجة ( إذا تركنا الحركة الشعبية الى أين نذهب ) .. مما جعل الأمل يخبو فى النفوس ، لأن الخلافات بدأت تدب فى أوساط صفوف قادة النوبة الذين أسسوا الحركة الشعبية بالمنطقة ، وذلك حينما وصلوا معه الى طريق مسدود طرح له سؤال عن نوعية وكيفية شكل العلاقة مع حركة القائد جون قرنق ، والتهميش والظلم والإضطهاد الذى يمارسه أبناء الدينكا ضد أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية الأم ، ونتيجة لتفاقم الخلافات قام القائد المرحوم يوسف كوة مكى بإعتقال عدد من خيرة قيادات النوبة الذين أسسوا معه الحركة بجبال النوبة ، وسجن مجموعة كبيرة منهم لمدة تصل الى إحدى عشر شهراً فى عام 1991 م ، ثم رحلوا فيما بعد الى قيادة دانيال أويد أكون ببحر الغزال ، وكان على رأسهم القائدان المناوبان عوض الكريم كوكو ويونس أبوصدر منزول والنقيب طارق كودى أبوراسين وأخرون ، وأخيراً تمت تصفيتهم .. إلا أن تلك التصفية لخيرة قيادات أبناء النوبة خلقت نوع من التذمر وأوجدت فراغاً قيادياً فى منطقة جبال النوبة ، وتركت المنطقة مرتعاً لضباط صغار يحاربون بلا قضية ولا هوادة .. وليس معهم هناك من يخطط أو يفكر لهم أو يبصرهم بمخاطر طريق ( التحرير ) ، لقد شكل إعدام أولئك القادة المؤسسين أو نفيهم أو تغييبهم صدمة قاسية لأبناء جبال النوبة الذين إنضموا الى الحركة من أجل ( التغيير والتحرر والبناء القومى ) .. فلذلك إنكمش دور أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية وقل عطاؤهم ، مما حدا بمحمد هارون كافى ومجموعته التى إنشقت عن الحركة ووقعت فيما بعد على ميثاق السلام مع الحكومة ، لقد تضمنت الفقرة الخامسة من بيانها الذى أعلنت فيه إنفصالها عن الحركة الأم هذه النقطة: ( تعذيب وإعتقال وسجن وتصفية قيادى جبال النوبة بجانب إبعادهم عن الجبال الى الجنوب .. ) .. وتعتبر هذه واحدة من الأسباب التى دعتهم الى الإنشقاق عن الحركة الأم ، إضافة الى الصراعات التى نشبت بين أبناء النوبة داخل صفوف الحركة الشعبية .. بين أبناء جنوب الجبال وشمال الجبال ، حيث يعتقد أبناء جنوب الجبال أنهم أحق بقيادة الحركة ، لأنهم الأغلبية فى صفوف قواعد الحركة ، بالإضافة الى الصراعات التى ظهرت بين المسيحيين والمسلمين حول من هو أحق بقيادة الحركة الشعبية فى جبال النوبة ، حيث كان يعتقد دانيال كودى أنه أحق من يوسف كوة بالقيادة لأن المسيحيين أكثر من المسلمين فى قواعد عضوية الحركة ، إضافة الى أن أبناء هيبان وجنوب الجبال حيث يمثلون جلهم التيار المسيحى هم الأغلبية .. هذه الصراعات الخفية لم تصل الى مرحلة الإنشقاق وتكوين فصائل مختلفة ، إلا أنها حالت دون أن يستطيع أبناء النوبة توحيد كلمتهم داخل الحركة الأم ، لذلك إستفاد جون قرنق وحركته من هذا التناقض والوضع الذى لا يحسد عليه أبناء النوبة ، فجعل الكل يحتاج اليه .. الى أن وصل الأمر بمجموعة محمد هارون كافى أن تشق عصا الطاعة وتأتى الى السلام منفردة .. فكانت تلك بداية رحلة الضياع من الظلم والتهميش لأبناء النوبة فى صفوف الحركة الشعبية وأسباب الفشل فى جبال النوبة.

    وإنشاء الله سوف نتحدث فى هذه الحلقة القادمة .. والتى نختم بها حلقات الدراسة النقدية لتطور الحركة السياسية فى جبال النوبة والمستقبل السياسى عن الحزب القومى السودانى ، وتأسيسه ودوره فى الحياة السياسية فى جبال النوبة والسودان ، وكيف كانت محاولاته واضحة وصريحة للخروج بأبناء النوبة من القضايا المحلية الى التصدى لقضايا السودان بإعتبار أنهم السكان الأصليون فيه ، وكيف فتحت عضوية الحزب لكل أبناء السودان.

    ونواصل .......



    سدنى – استراليا - 28 يونيو 2010 م
                  

07-03-2010, 06:03 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى

    جبال النوبة!!

    ( 3 - 3 )

    بقلم/ آدم جمال أحمد – سدنى

    تحدثنا فى الحلقتين السابقتين عن تطور الحركة السياسية فى جبال النوبة وكيف نشأت بعض التنظيمات السياسية مثل تنظيم الكتلة السوداء وإتحاد عام جبال النوبة ، والتطورات السياسية والتغيرات التى حدثت فى المنطقة .. وما تعرض له قادة النوبة من خلافات فى الأيديولوجية أضعفت بالقضية النوبية ودورهم الريادى فى قيادة المنطقة وشعب جبال النوبة ، وتطرقنا الى تنظيم ( الكومولو ) من حيث التكوين والنشأة .. بالتفصيل تناولنا فيها سرية عمله .. ومساهماته فى العمل السياسى ، وما أحدثه من تغيرات وتحولات فى واقع منطقة جبال النوبة .. وكيف إختار قادة التنظيم الإلتحاق بالحركة الشعبية ، وسوف نتحدث فى هذه الحلقة الأخيرة والتى نختم بها حلقات مقالاتنا الثلاث إنشاء الله عن الحزب القومى السودانى ، وتأسيسه ودوره فى الحياة السياسية فى جبال النوبة والسودان ، فكانت محاولة واضحة وصريحة منه للخروج بأبناء النوبة من القضايا المحلية الى التصدى لقضايا السودان بإعتبار أنهم السكان الأصليون فيه ، وفتحت عضوية الحزب لكل أبناء السودان وكان شعار الحزب أو ميثاقه .. ( الله والوطن ) .. ، حتى نتمكن من تعريف الأخرين والمهتمين بالشأن النوبى السياسى والثقافى ، لأن الدراسات عن منطقة جنوب كردفان وعلى الأخص عن جبال النوبة ليست كثيرة ، ودارت معظم الدراسات فى هذه المنطقة عن أصل النوبة وأصل لغتهم وخصائصها وصلة هذه اللغة بمجموعة اللغات السودانية ، وحتى الذين تناولوا هذا المجال معظمهم ليس من أبناء النوبة ، فلذلك آلينا على أنفسنا أن نصوب إهتمام عملنا فى البحث عن تطور الحركة السياسية بجبال النوبة ، وتاريخ الصراع فى المنطقة .. وما يجرى ويحدث فى منطقة جبال النوبة ، أولاً لنلعب الدور التنويرى والتحريضى معاً لإحداث ثورة فكرية وخلق وعى وتغيير للواقع الإجتماعى .. والفكرى وسط أبناء جبال النوبة ، وثانياً العمل على فك الإرتباط بالحركة الشعبية وعدم الخضوع والخنوع للآخرين ، وثالثاً السعى لإطلاع الرأى العام المحلى والإقليمى والعالمى بما يحدث فى جبال النوبة .. من خلال سردنا للأحداث فى معظم مقالاتنا وعن تطور الحركة السياسية خلال هذه الدراسة النقدية ، نحاول فيها تسجيل الصراعات والإنجازات فى رحم المعانأة .. والملاحم السياسية التى دارت حتى لا تضيع .. ويطويها النسيان.



    مسيرة الحزب القومى السودانى ودوره فى الحياة السياسية فى السودان:

    تأسس الحزب القومى السودانى عقب الانتفاضة فى أبريل 1985م ، وكان ذلك نتيجة لوجود أطروحات وهموم متشابهة حول مشاكل السودان لكثير من القوى التى كانت متشابهة فى الساحة السياسية السودانية ، فيما يتعلق بالمناطق المهمشة وقوى الريف وكثير من الشخصيات المستقلة ذات الوزن والثقل والتى لها رؤاها ، فإنضم حزب العمل وغالبية مثقفى اتحاد عام جبال النوبة الى الحزب القومى السودانى لتطابق أهدافهما ، وجاء تكوين الحزب القومى السودانى فى المؤتمر العام لاتحاد عام جبال النوبة الذى قرر تحوله الى حزب قومى سودانى يضم كافة المواطنين وتوسيع نشاطه ، وإعتبار جميع أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد عام جبال النوبة مؤسسين وأعضاء فى المكتب السياسى .. ( 41 ) عضواً .. منهم ( 18 ) عضواً من أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد العام وبقية الأعضاء تم إنتخابهم بواسطة المكتب التنفيذى الذى تكون من رؤساء اللجان المركزية بالعاصمة القومية ، لقد تجمعت هذه القوى من مختلف أنحاء السودان وكان على رأسها اتحاد عام جبال النوبة فى تشكيل واحد ، وكانت محاولة واضحة وصريحة للخروج بأبناء النوبة من القضايا المحلية الى التصدى لقضايا السودان بإعتبار أنهم السكان الأصليون فيه ، وفتحت عضوية الحزب لكل أبناء السودان وكان شعار الحزب أو ميثاقه .. ( الله والوطن ).

    هذا ما أكسب الحزب القومى السودانى فيما بعد صبغة القومية كحزب لكافة أبناء السودان ، ويعتبر الحزب السودانى الوحيد الذى يضم فى عضويته كل السودانيين بمختلف جهاتهم بغض النظر عن أديانهم أو قبائلهم أو ألوانهم وله مراكز ثقل ونفوذ ينطلق منها فى جبال النوبة وجنوب كردفان بصفة خاصة ، حيث نجد أن حوالى 90 % من سكان مناطق جبال النوبة هم معتنقوا مبادئ الحزب القومى السودانى ، إلا أن جماهير الحزب ورؤاها لها وجودها فى كل السودان بشكل واضح وحتى على مستوى قيادة الحزب ، فعلى سبيل المثال السكرتير العام للحزب القومى كان من أبناء دارفور والمسئول المالى من أبناء الكاملين وإدوارد لينو المسئول الكبير بالحركة الشعبية كان عضواً بالحزب القومى وكان ممثلاً له فى دائرة الفيتحاب فالحزب يحمل إسماً مطابقاً لمسماه.

    فالحزب القومى بالرغم أنه يعتبر من أفقر الأحزاب السودانية مالياً إلا أنه غنى بجماهيره والشاهد على ذلك فترة الديمقراطية الثالثة فى إنتخابات 1986م التى خاضها الحزب ، كانت حصيلته ثمانية دوائر جغرافية .. سبع دائرة فى جنوب كردفان والتى فاز بها الحزب القومى السودانى .. وتتمثل فى الآتية أسماؤهم:

    1/ محمد أبوعنجة ابوراس - دائرة كادقلى

    2/ هارون إدريس كافى - دائرة ريف كادقلى

    3/ يوسف مرفعين - دائرة أم دورين

    4/ ابراهيم سعيد - دائرة هيبان

    5/ عبدالرسول كجور كوة - دائرة ريف البرام

    6/ أمين بشير فلين - دائرة الدلنج الغربية

    7/ على قادم جرو - دائرة الدلنج الشرقية

    ودائرة فى قلب العاصمة القومية والتى فاز بها الأب فيليب غبوش وكان رئيس الحزب الوحيد الذى فاز فى العاصمة القومية بمنطقة الحاج يوسف – الدائرة 36 ، وفى دائرة هو ليس منها ولا تربطه صلة بها ، وبذلك إحتل مرشحو الحزب القومى المركز الثانى فى ( 17 ) دائرة والمركز الثالث فى حوالى ( 32 ) دائرة ، حتى حققوا الشعار الذى كان يرفعه ويردده الجماهير ( أصحاب الملاليم غلبوا أصحاب الملايين ) ، لأنهم إعتمدوا على مواردهم الذاتية فى التمويل والدعاية الإنتخابية ، وبذلك دخل الحزب القومى الجمعية التأسيسية بثمانية نواب برلمانيين ، ولكن بعد ذلك حدث إنشقاق بقيادة ستة نواب داخل الحزب القومى ودب الخلاف وسطه حيث إنشق عدد من قادة الحزب ونوابه عن قيادة الأب فيليب غبوش وكونوا كتلة أخرى برئاسة محمد حماد كوة وعضوية إثنين من النواب هما بشير فلين ومحمد أبوعنجة وسموا أنفسهم القيادة الجماعية ، وذلك فى الاجتماع الذى عقد بدار أساتذة جامعة الخرطوم فى 19 نوفمبر 1987م ، وكان فيليب عباس غبوش قد إختار قبل ذلك حسن الماحى نائباً لرئيس الحزب وسالم على عيسى مساعداً لرئيس الحزب ، السبب الذى أدى الى التذمر .. إضافة الى تكوينه لجنة إستشارية سباعية إعتبرها المنشقون إلغاءاً وتهميشاً لدور المكتب السياسى والهيئة البرلمانية ، بالإضافة الى إتهام الجانب الأخر للأب فيليب بالدكتاتورية ومصادرة الرأى فى الحزب لنفسه مما أدى الى حدوث الإنشقاق ، وظل الأب غبوش ونائب أخر فى الحزب القومى .. وبعد تشكيل الوزارة فى حكومة الوفاق الوطنى تم التحاور معهم وإختير أمين بشير فلين ليكون أول وزيراً عن جبال النوبة فى عهد الحكومة الديمقراطية الثالثة ، ومكث لمدة عام ونصف بالوزارة ثم خلفه الأستاذ محمد حماد كوة فى وزارة السياحة والفنادق ( وزارة مركزية مستحدثة ) ، ثم بعد ذلك عاد أربعة من النواب الى الحزب القديم.

    ولكن إستمر مسلسل الإنقسامات وتفاقمت الخلافات داخل الحزب القومى السودانى مما أدى الى ظهور عدد من التيارات تحمل إسم الحزب القومى بقيادة الأب فيليب الذى تحالف مع حكومة البشير وتم تسجيله تحت مظلة التوالى السياسى ، والحزب القومى السودانى بقيادة البروفيسور الأمين حمودة والذى خاض المعارضة بالخارج والداخل بصورة قوية جداً وفرض نفسه على الساحة السياسية والتجمع الوطنى ، والحزب القومى القيادة الجماعية بقيادة محمد حماد كوة والذى خاض المعارضة بالداخل ضد النظام ووقع على المذكرة الأخيرة التى قدمت الى الرئيس عمر البشير.

    أما فى الخارج بدأ عمل الحزب القومى السودانى بداية متعثرة وبدأت مسيرته عن طريق منير شيخ الدين وهو لم يكن من المكتب القيادى للحزب فى الداخل ، ولكنه جاء من الداخل ومثل الحزب القومى وخطى به خطوات مفيدة .. حيث ساهم فى عكس القضية النوبية الى الرأى العام والمجتمع الدولى ، لكنه إنسحب من اللجنة الإستشارية للتجمع الوطنى فى عام 1992م ، وكون جسماً أخراً مع مجموعة منشقة من الأحزاب الأخرى وأطلقوا على أنفسهم بالقوى الجديدة ، والذى تحول فيما بعد الى الحزب القومى الديمقراطى والذى لم يعلن عن تسجيله ضمن الأحزاب المعارضة بالخارج أو من ضمن أحزاب التوالى السياسى أو المعارضة من الداخل للنظام ، ثم إختفى ولم يظهر على السطح إلا بعد أن توحدت الأحزاب النوبية الأربعة فى مؤتمر ( كاودا ) بفترة طويلة أى من خلال حرب البيانات التى برزت على سطح الأنترنت فى ذلك الوقت ، ومنير شيخ الدين هو شخص سياسى ورئيساً للحزب القومى الديمقراطى ويعتبر أول من عرض القضية النوبية للمجتمع الدولى وما يجرى من قتل وإبادة جماعية لشعب جبال النوبة وأول سودانى يعتلى منصة مجلس العموم البريطانى تقدمه البارونا كوكس ليشرح لأعضاء المجلس نوعية المجازر وما تمارسه حكومة الانقاذ الوطنى ضد شعب جبال النوبة .. ويعتبر شخص له طموح وأحلام رفض أن يحصرها فى إطار القبيلة الضيقة ، فلم يرضى بأن يكون زعيماً للنوبة ، فطرح نفسه كرجل قومى نحو قمة هرم السلطة فى السودان ورشح نفسه ليصبح رئيساً للسودان ، وقبل التحدى لخوض سباق الرئاسة الى القصر الجمهورى ، والتى خسرها .. ولكن رغم ذلك يعتبر أول شخص من أبناء جبال النوبة ومناطق الهامش يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ، وبذلك دخل التاريخ من أوسع أبوابه وحلبة صراع الكبار فى السودان.



    لوحة شرف الرعيل الأول فى الحركة السياسية – نواب فى البرلمان من أبناء جبال النوبة:

    نواب البرلمان فى أول حكومة ديمقراطية ( 54 – 1958 م )

    الإسم
    الدائرة

    1 / يعقوب رحال أندو

    2/ ابراهيم شمشم

    3/ آدم جيلى

    4/ حماد أبو سدر

    5/ المك نصرالله صارمين
    كادقلى

    تلودى

    تقلى

    الكواليب

    النمانج




    نواب البرلمان فى الحكومة الديمقراطية ( 64 – 1969 م )

    ( إتحاد عام جبال النوبة )

    الإسم
    الدائرة
    الصفة

    1 / فيليب عباس غبوش

    2/ عطرون عطية

    3/ زكريا إسماعيل

    4/ كباشى عثمان

    5/ بحر كريا

    6/ ابراهيم كوكو

    7/ فيليب كالو رمضان

    8/ قمر حسين رحمة
    257

    190

    191

    192

    193 194

    195 213
    رئيس الهيئة البرلمانية

    عضو برلمانى

    عضو برلمانى

    عضو برلمانى

    عضو برلمانى

    عضو برلمانى

    عضو برلمانى

    عضو برلمانى






    نواب البرلمان فى الحكومة الديمقراطية الثالثة ( 86 – 1989 م )

    ( الحزب القومى السودانى )

    الإسم
    الدائرة
    الصفة

    1 / فيليب عباس غبوش

    2/ محمد أبوعنجة أبوراس

    3/ أمين بشير فلين

    4/ هارون إدريس كافى

    5/ عبدالرسول كجور كوة

    6/ يوسف مرفعين

    7/ على قادم جرو

    8/ ابراهيم سعيد
    الدائرة 36 الحاج يوسف

    دائرة كادقلى

    دائرة الدلنج الغربية

    دائرة ريف كادقلى

    دائرة ريف البرام

    دائرة أم دورين

    دائرة الدلنج الشرقية

    دائرة هيبان
    رئيس الحزب القومى

    رئيس الهيئة البرلمانية

    عضو برلمان

    عضو برلمان

    عضو برلمان

    عضو برلمان

    عضو برلمان

    عضو برلمان




    دور الصفوة والنخب السياسية والمتعلمين والقيادات فى جبال النوبة:

    لا مساغ لنكران دور بعض الصفوة أو النخب من المتعلمين وقيادات النوبة فى صنع الأمجاد فى تاريخ النضال النوبى ، إلا أن هذه الصفوة بنفس القدر مسئولة عن كل ما أصاب جبال النوبة من فشل وبلاء وإرزاء ، وما أكثر ما تساهمته الصفوة من الفشل الذى لازم أبناء المنطقة من السياسيين الذين أهدروا حقوق المواطنين فى التمثيل سواء كانوا فى مناصب سيادية أو مواقع لإتخاذ القرار أو داخل مجلس برلمانى أو تشريعى أو تنفيذى ، أما بالعزلة المرسومة حولهم أو بالخوف القسرى الذى يلازمهم حتى لا يفقدوا مواقعهم أو بالضعف والهشاشة التى لازمتهم طوال مسيرة عملهم .. لأن معظم الذين مثلوا النوبة فى مواقع سيادية ( وزارية ) كانوا من القيادات الهشة والضعيفة ، لا يستطيعون أن يقدموا أى خدمة لمناطقهم تذكر خوفاً من وصمهم بالعنصرية أو الجهوية ، ومن حاول وتجرأ كان مصيره العزلة الطويلة الضاربة بأطنابها من الجهات التى نصبته بل القيام بعزله وإقصائه.

    ولا مساغ أيضاً للإدعاء بأن المسئولية عن كل هذه الأزراء تقع على النخبة القائدة من أهل السياسة وحدها ( رجالات الأحزاب السياسية ) .. التقليدية منها والمستحدثة .. حول التطور المضطرب للسياسة فى جبال النوبة ، وأى تحليل لدور هذه النخبة ومسئوليتها عن الاختباط السياسى والتشويش الفكرى التى عانت وما زالت تعانى منها جبال النوبة على إختلاف المنابت الفكرية لهؤلاء النخبويين بالخيبة والفشل حتى أصبحنا من مدمنى الفشل فى كل خطواتنا ومساعينا ، وتعود الأزمة النخبوية فى جوانبها الفكرية الى تصدع الذات والذى يقود بطبعه الى فجوة بين الفكر والممارسة .. بين ما يقول المرء وما يفعل .. بين التصالح مع الواقع السلبى والتخبط فى الأداء أياً كان نوع البزة التى يرتديها النخبوى بوعى أو بدون وعى .. وقد ظل هؤلاء النخب السياسية يتجنبون مناقشة نقطة هامة هى إنعدام الثقة المتبادلة بين القيادات أنفسهم .. فالثقة يجب أن تأتى فى المقام الأول بالتصدى الواعى فى التفهم التام لكل المشاكل موضع الخلاف والمسببات الساسية للنزاع ، فيما ذلك فمن السهل على أى من هذه الرموز والقيادات الحزبية أن تواصل كفاحها بأجندتها الخاصة فى تأسيس كيانات وتنظيمات خاصة بها تجد فيها قناعاتها وآمالها .. وهذا ما حدث للبعض منها.

    ومن خلال هذا السرد لا بد أن أشير بأن الساحة السياسية النوبية بدأت تشهد الآن حركة رجوع العرقيات وظاهرة المجموعات الإثنية السياسية واالتقوقع الجهوى والتخندق القبلى وسط تجمعاتنا النوبية من أحزاب وروابط بمختلف مسمياتها ، وما نخشاه قد تصبح نموذجاً تحتذى به كثير من العرقيات الإثنية وتؤدى الى إستشراء الجهويات التى تشكل خطراً ماثلاً على وحدة الصف النوبى ومصير القضية النوبية ، والظروف حبلى بالخطر وقابلة للإنفجار .. نتيجة للتناقضات الكثيرة ومنهجية الفكر الذى فشل فيها الرموز والقيادات الحزبية والأفراد المجتمع النوبى فى تجاوز الحدود العرقية والإثنية ، والتى لا تساعد على التلاقى ناهيك أن تقوم عليها وحدة عموم النوبة بالرغم أن هناك جهود تبذل للإنعتاق والتحرر من تفكير البوتقة الإثنية الموجهة للسياسة التى يقودها بعض الأفراد فى المجتمع النوبى ، والتى نخشى أن تكون مدخلاً لتوجيه السياسة فى مستقبل جبال النوبة ، وإلا سينشطر ويتقطع أوصال الجسد النوبى بما فيه من كيانات وإثنيات إذا لم نتدارك ذلك الخطر.

    ولا نريد أن نستعجل الأمور .. ولكن قراءة واقع الخارطة السياسية للساحة النوبية تفوح منها هذه السيناريوهات ، وخاصة فى ظل حقيقة وواقع ما يجري من قبل الحركة الشعبية بجنوب كردفان/جبال النوبة ، وطبيعة الصراع السياسى المرير من تعداد وإحصاء سكانى وإنتخابات مؤجلة وتكوين مجلس تشريعى بالولاية ليقوم بعملية المشورة الشعبية ، ذلك المفهوم الفضفاض التى لم تقم على منهج واضح فى تسلسل مواد بنود موادها المنصوص ، والتى بنيت على منهج وصفى وتحليل فضفاض دون ذكر معالجات أو أى حلول جذرية عبر نصوص واضحة ، لحل مشكلة جبال النوبة .. فلذلك يجب على قيادات النوبة بالحركة الشعبية أو فى ىالمواقع الأخرى توعية شعب جبال النوبة بأن المشورة الشعبية المختلف حول تفسيرها وتأويلاتها لا تعنى حكم ذاتى .. أو حكم لا مركزى .. أو حق إستفتاء للنوبة لتقرير مصيرهم .. أو الإتجاه جنوباً .. بل تعنى فقط تقييم إتفاقية السلام فى جبال النوبة .. هل حققت أهداف ومطالب أبناء جبال النوبة ( بنعم أو لا ) ، والجهة المنوط بها تنفيذ ذلك المجلس التشريعى لولاية جنوب كردفان المنتخب ، ورفع ذلك الى رئاسة الجمهورية والتى توجد فى المركز وليس الجنوب للتضديق عليها ، فهى حقيقة تطابق من وصفها بالأورشتة أو الوصف الطبية ومن وصفها بأنا لا طعم لها أو رائحة .. بل أصبحت قنبلة موقوتة قد تؤدى الى إنفجار الوضع والصراع فى منطقة جبال النوبة ، والذى صار لا يحتمل فى أى لحظة فى ظل تخبط سياسات الحركة الشعبية – قطاع جبال ، ولا يمكن لأى جهة أن تفتى فيها وحدها إلا بإتفاق من الطرفين ( الحكومة والحركة الشعبية ).



    تابعوا المقالات التالية بعد نهاية حلقات هذ المقال مباشرة:

    ◄هل يسعى عبد العزيزالحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة فرق تسد .. ( خمسة حلقات )

    فيه إستعراض لحقيقة وواقع ما يجري داخل الحركة بجنوب كردفان/جبال النوبة ، نعم أعني جبال النوبه التي لم تعد بها نوبة .. وخاصة السيناريو الذى تناولته الصحف السيارة والإليكترونية ـ وبعض الفضائيات ـ منذ السبت 2/1 /2010م عن فصل عدد من أعضاء الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان ، جاء من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ( الحركة الشعبية بجبال النوبة ) ، ورصدا للحقيقة والحيثيات المجردة .. سوف نستعرض الأحداث من خلال ما كتبه أحد القيادات التنفيذية المفصولة ألا وهو الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان

    ومرشح الدائرة الجغرافية (17) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة

    ◄نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان:

    سقطت الشللية .. سقطت العقلية الإنكفائية .. ولم تسقط الحركة الشعبية!!

    من ( ثلاث حلقات )..

    فيه تحليل لحصاد الحركة الشعبية من أصوات جماهير جنوب كردفان ، لنبيِّن كيف إن عبدالعزيز الحلو يعمل تماماً ضد وعكس تيَّار رغبات وخيارات جماهيرالحركة الشعبية ، وكيف أنه رغم أنف الدستور واللوائح والقوانين ، أقصى أصحاب القواعد الجماهيرية الحقيقيين من الترشُّح للإنتخابات بإسم الحركة الشعبية ، وأعطى الفرص (بالفرض والتعليمات) لمجموعة من (شلَّته) و(حاشيته) لا وزن ولا قبول لها لدى القواعد ، وفشل في أن يسوق الناس (بالفرض والتعليمات) للتصويت لصالحهم والتي غامر بها في الإنتخابات ، فلم تحصد إلا السخط والسخرية ، ولم ينفعهم أن يقرر عبدالعزيز فوزهم بجرة قلم مثلما فعل في إختيارهم .. وسنقف (ليس كثيراً) عند نماذج عن كيف وصل الحال ، حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد السلطان عبدالعزيز الحلو.



    ونواصل ....



    سدنى – استراليا - 2 يوليو 2010 م

                  

07-05-2010, 11:03 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    الأخ أمير جابر
    نتابع معك
    مع تحياتى
                  

07-07-2010, 05:51 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12479

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: Nazar Yousif)

    شكرا أساذ أمير جابر/
    هذا بوست هام فى وقت هام !

    .
                  

07-07-2010, 11:02 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: Khalid Kodi)

    خالد كودى نزار شكرا على المرور

    نواصل
                  

07-07-2010, 11:04 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة ( فرق تسد )



    الحلقة ( 1 – 5 )



    عرض: آدم جمال أحمد – سدنى



    لقد وعدنا السادة القراء فى حلقاتنا السابقة بأننا سوف نقوم بإستعراض مقالا ت الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان ، ومرشح الدائرة الجغرافية (17) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة .... سطرها بقلمه فى مقال من خمسة أجزاء بعنوان ..

    ( هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة ( فرق تسد ) .. فى الصحف اليومية السيارة بالسودان وجريدة الحقيقة الإلكترونية ، ولأهمية هذا المقال الذى يهدف الى عكس حقيقة وواقع ما يجري داخل الحركة الشعبية بجنوب كردفان/جبال النوبة ، والتى تشرح لجماهير جبال النوبة والقراء والمتابعين للشأن النوبى كل الظروف والملابسات التى صاحبت عملية فصل ( 32 ) من أعضاء وقيادات الحركة الشعبية السياسية والتنظيمية من الصف الأول والثانى بجبال النوبة ، وفقدت بذلك منطق الحوار داخلها ورفعت عصا الإرهاب في وجه أصحاب الآراء داخلها للدرجة التي أوصلت جملة من تم التحقيق معهم وإتخاذ (إجراءات) ضدهم إلى ما يفوق ال ( 50 ) أى الخمسين شخصاً إثنين وثلاثين منهم تم فصلهم عن الحزب في إجراءات أشبه تماما بـ (الفصل التعسفي) أو الإحالة لـ (الصالح العام) التي إتبعتة الإنقاذ مطلع أيامها .. ، تلك الإجراءات التى جاءت مناقضة لكل شعارات وأدبيات وقواعد ودستور ولوائح الحركة الشعبية ، والتي بموجبها أدت الى تأزم الموقف وحدة الصراع ، وما صاحبها من سجالات متعددة فى هذا الشأن ، والتى تركت أثر سئ فى أوساط التركيبة السياسية والإجتماعية ، وما صاحبتها من إخفاقات فى العملية الإنتخابية .. سوف نقوم بنقلها وإستعراضها بكل أمانة وصدق كما جاءت بقلم الكاتب ، حتى نبين بأن هناك عقلية عسكرية أصبح يتعامل بها بعض النافذين فى الحركة الشعبية بجبال النوبة ، تقوم بهذه الهندسة السياسية التخبطية تنقصها الخبرة والتجربة فى مجال العمل السياسى أو الإدارى ، فلذلك لازمها فشل الهزيمة والإحباط وحب السيطرة عبر محاولات الفريق عبدالعزيز الحلو اللائية والضغوط المتكررة من جانبه فى تمرير ما يعتزمه من سياسات دون أن تجد من يتجرأ لإعتراضها أو رفضها ، فلذلك قد فلحت ونجحت هذه المجموعة فى إبعاد كل القادة السياسيين فى ظل صراع القادة العسكريين ، الذين صاروا كالهالة حول عبدالعزيز الحلو من كل جهة ، خوفاً على مصالحها الشخصية والنفعية دون أدنى إعتبارات لمصلحة شعب جبال النوبة ، وهنا تزداد مسئوليتنا التاريخية لكشف الحقيقة وظروف الملابسات المرحلية ، وما يترتب على ذلك مستقبلياً .. ولا سيما أن جبال النوبة موعودة بإنفجار ثورة غضب عارمة تتمثل فى عدم وجود إشراقات لمستقبلها السياسى والإدارى التى فشلت فيها حتى مفاوضات نيفاشا للسلام فى تحقيق تطلعات وآمال شعب جبال النوبة ، وأصبحت المشورة الشعبية ذلك المفهوم الفضفاض ، والتى لم تقم على منهج واضح فى تسلسل مواد بنودها المنصوص عليها ، والتى تفتقر الى الموضعية والعلمية فى وضع منهجية واضحة ، فى كيفية معالجة القصور والتهميش ، فأصبحت عبارة عن قنبلة موقوتة قابلة لإنفجار الوضع السائد الآن فى جبال النوبة ، ولا سيما كل الخيارات متاحة ومفتوحة إذا فشلت المشورة فى تحقيق ما يتطلع اليه أبناء جبال النوبة فى ظل تلك السياسات الخاطئة والفادحة التى يرتكبها قادة الحركة الشعبية – قطاع جبال النوبة ، وخاصة أن السيناريو عن فصل عدد من أعضاء الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان .. تناولتها معظم الصحف السيارة والإليكترونية ـ وبعض الفضائيات ـ منذ السبت 2 يناير 2010م ، والذى جاء من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ( الحركة الشعبية بجبال النوبة ) ، ورصداً للحقيقة والحيثيات المجردة .. فمعاً سوياً الى تفاصيل سرد الأحداث من خلال ما كتبه الأخ والصديق الصحفى عمر منصور فضل : كادقلى – جنوب كردفان .. [email protected] ... أحد القيادات التنفيذية المفصولة عن الحركة الشعبية حيث يقول الآتى: ...

    مدخل أول : ... حالم وواهم من يحاول قيادة الناس وسوقهم بالعصا والكرباج وأساليب القهر والجبروت وتكميم الأفواه ومحاولات دفن الحقيقة بمعاول السلطة و(الصلاحيات) خاصة مع شعب كمجتمعات جبال النوبة الذين برهنت الأحداث إن القمع و(المنع) لاتزيد معدنهم إلا صقلاً ولمعاناً وبريقاً ، وإنهم مثل صخور جبالهم الصماء يقفون دائماً في وجه كل الرياح والرعود والبروق الكاذبة هازئين ساخرين .. ولا يقرأ التأريخ ولا يعتبرون بوقائعه أولئك الذين يعملون بمبدأ: (تقولون الدولة ، الدولة ، إنني أنا الدولة) مثلما قالها إمبراطوريو وملوك القرون الوسطي وعصور الظلام.

    مدخل ثاني : ... الجهلاء وحدهم من يغريهم سكوت الحلماء والعقلاء فيزدادون غياً وإنغماساً في جهلهم ، وأؤلئك هم من يمنحوننا فرصة أن نتذكر مقالة عمرو بن كلثوم (...... ونجهل فوق جهل الجاهلينا).

    جنوب كردفان ، جنون كردفان ، جنون خُرفان أو خَرفان (بضم الخاء مرة وبالفتحة مرة ثانية) .. ولاية مظلومة مكلومة مأزومة ، لا تذكر أحداثها إلا وتتداعى إلى خيالك أساطير بلاد (واق الواق) ، (سرنديب) .. وقصص (السندباد في بلاد السجم والرماد) ، (جلبرت في بلاد الأقزام) ، (روبن سَن كروزو) ..(أنيمال فارم) ... إلخ ، وعلى كثرة ما مرت بالمنطقة من أحداث تتواضع أمامها صفات العجب والغرابة فيبدو إن رحم الولاية لا تزال حُبلى بالكثير المثير من الغرائب والعجائب والمشاهد الأسطورية والأحداث الخُرافية التي لا تجد معها عزاءاً يخفف وطأتها إلا عزاء قارئة فنجان (نزار قباني) ليهدهدها ويهدئها : (لا تحزن يا ولدي ــ يا بنيتي في هذه الحالة ــ فالحب عليك هو المكتوب ، والحزن عليك هو المكتوب) ، لكن الذي يجعل المشهد هذه المرة أكثر مأساوية وأكثر إثارة للأسى والألم هو الضباية الكثيفة التي تكتنف الساحة السياسية بجنوب كردفان مما تستعصى معه الرؤية (رؤية الأبصار والبصائر معا) . . ويلقي ذلك ظلا قاتما وقميئاً على الأذهان والوجدان لكون إن الولاية تتجه الآن نحو واحدة من المنعرجات الحرجة في تأريخها ،والمنعطفات الحادة في مسيرتها ، إذ ستأتي الإنتخابات ـــ المقبلة بعد أيام ، إن هي جاءت ـــ بالبرلمان الولائي الذي سيتولى شأن القرار حول المشورة الشعبية بجبال النوبا ، والمشورة الشعبية بجبال النوبا ستتولى القرار بشأن مستقبل المنطقة ومصيرها . . وتداخل التفاصيل بعضها على بعض في هذا المشهد أحدثت (إرباكا) و(خلخلة) للكلمات والمعاني والعبارات وأنا أجلس لأسهم بالقليل مما أعتقد إنه واجب لتخفيف شئ من هذه الضبابية والعتمة ، وتزيل بعضاً من الحيرة ، خاصة وإعتقد أننا نحمل بعضاً من تفاصيل بداية أول تجربة من نوعها في تأريخ الحكم في السودان (شراكة السلطة الحصرية) بين طرفين كانا أشرس عدوين حتى لحظة الجلوس للمفاوضات التي أفضت إلى الإتفاقية التي نصت على (شراكة السلطة) ، والتي كنا شهود الكثير من تفاصيلها منذ أول يوم لبدايتها في العام (2005 م) مما جعل للعبارات كثيراً من التردد و(التعتعة والتأتأة) في المدخل والعنوان .. (الحركة الشعبية بجنوب كردفان بين مجموعة القيادة ومجموعة الجماهير) .. (الدجل السياسي وزيف الشعارات .. جنوب كردفان نموذجاً) .. (على الطريقة المشهورة ــ خلوها منشورة ــ ) .. (جبال النوبا : نذر التحول من الحرب الأهلية إلى حرب القبائل) .. ( الحركة الشعبية بجنوب كردفان وعودة المارتيكيلانق شيكيل شوكريانق) ... إلخ ، ثم إستقر القلم على العنوان أعلاه .. ولكن دعونا نقف قليلاً عن الـ (مارتيكيلانق.........) !!.

    ذات مرة ، يوم كان القلم ندياً والأمل صبياً ، والأماني طرية .. والشعارات (مرحلة ما قبل الإختبار) لامعة وبراقة و(جاذبة) ، كتبت سلسة مقالات تحت إسم وعنوان من هذا القبيل ..، (... و... الـ مارتيكلانق شيكيل شوكريانق) ، يومها تصدي لي بعض (الأصدقاء الألداء) و (الأعداء الحميمين) وظرفاء المدينة بأن (لماذا تخاطبنا بلغة الطيرهذه ، وبأي منطق تكتب لنا في الصحف بالرطانة ـــ أو بالشكرانق شكرانق هذه كما علق أحدهم ـــ ، و...) وقلنا حينها (عفواً.. وعذراً .. ومعليش يا جماعة ، لا تتتلمظو ولا تمصمصو شفاهكم .. فأنا لا أهرطق ول اأهرف ولا (أرطن) ولا ... ، إنما أحدثكم ــ عفوا أكتب لكم ـــ بلسان مبين ولكن !!.

    وخلاصة القصة إن الكلمة أوالجملة أو شبه الجملة كيف شئتم لم تكن إلا عبارة عن نكتة طريفة أو مثل ينطبق بالتمام والكمال على الواقع يومها ، والواقع اليوم ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، وكنت وأنا أكتب تلك الحلقات أذيل في خاتمة كل حلقة بتنويه للمحرر بمعني ذلك المثل وقصته على وعد ان أختم المقالات بتفسير ذلك على القراء ، لكن (لأسباب فنية) و(ظروف خارجة عن الإرادة) كما يقول لنا دائما أصحاب الصحف وكتاب الأبواب والأعمدة و(الشبابيك) لم أكتب تلك الحلقة الأخيرة وبالتالي لم يتيسر لي تفسير المثل أوالقصة للقراء والتي ملخصها إن ـــ وهي قصة حقيقية ـــ إن جماعة من بلدياتنا (أونشو، بنواحي محلية الدلنج) كانو ممن يمتهنون ويتقنون ويستهوون (القنيص) ـــ الصيد ـــ ، لاسيما في الليالي المقمرة حيث يعودون كل يوم بحظ وافر من لحوم الـ (أبوشوك) والـ (أبونضلاف) وغيرها ، وعلى طبع الصيادين المحترفين كانت تنتابهم حالات من (القرم) و(الخرم) والشوق الشديد لأكل اللحم كلما طال بهم الزمن دون أن يصطادو شيئاً فيجتهدون في طي الفلوات والوديان حتى يظفروا بأي حيوان يذهب القرم والخرم ولو كان من عائلة (أبوالقنفذ) أو(الصبرة) أو الـ (كوشيل كوشيلدو) أو حتى الفئران الخلوية الطاعمة و(الشحمانة) .. وذات مرة ( قلب عليهم الحظ ظهر المجن) فلم يتذوقو لحماً لعدة أيام وساء حظهم في الصيد فخرجو يجولون طول الليل حتي إذا ما لاحت تباشير الصباح وقد كادو (يقنعون من الغنيمة بالإياب) عثرو على حيوان جهدو خلفه حتى ظفرو به وذبحوه (وما كادو يفعلون) حتى فوجئو بأنه حيوان من فصيلة لم يسبق لهم أن رأوه على كثرة معرفتهم بأنواع الصيد وفصائل الحيوانات ، ودار بينهم حديث طويل في ما يكون هذا الكائن الغريب الذي إصطادوه بعد طول عناء ونشب الجدل والنقاش حول مايفعلونه وإمكان شواء هذا الحيوان وأكله رغماً عن عدم وقوفهم على كنهه وحقيقته ، وأشار البعض بإلقائه والذهاب إلى حال سبيلهم أو البحث عن صيد آخر بينما رأي البعض الآخر على أكله حتى ولو لم يكن معروفاً وكان من أنصار هؤلاء أحد الظرفاء وخشي أن ينتصر أصحاب الرأي القائل بإلقاء الحيوان وعدم أكله فرأي أن يجتهد في مخرج يجيز للجميع أكل الحيوان فهتف بهم ـــ بلغة بلدياتنا الطريفة بالطبع ـــ (ها ، هيا نسلخه للأكل فأنا قد عرفته ، إنه حيوان الـ مارتيكيلانق شيكيل شوكريانق) ، مطلقاً على الحيوان إسماً ما أنزل الله به من سلطان .. وتعني كلمة ( شيكيل) : العرديب ـــ الشجرة أو الثمار ، معا ـــ بينما تعني (شوكريانق) مصاص أو آكل (مع شئ من التحريف البلاغي) ، بينما لا تعني كلمة (مارتيكيلانق) شيئاً أو معني محدداً ـــ أي إنه حيوان المارتيكيلانق آكل أو مصاص العرديب ، في تسمية هلامية غير ذات مدلول القصد منها إيجاد مخرج لـ (رفاقه) في أكل هذا الحيوان المشبوه !! .. وصارت الكلمة في تلك النواحي شيئاً كالمثل يطلق على الشأن الذي يضطر الإنسان للتعامل معه رغماً عن عدم إستيعابه لحقيقته أو أصله أومتجاوزاً السؤال عنه.

    لكن ، هل رأيتم لماذا نعود اليوم للعنوان وهل عرفتم ما هو الـ (مارتيكلانق شيكيل شوكريانق) إنها السياسية السودانية ، أعني الممارسة السياسية في هذا الوطن الـ ((Beloved على رأي الكاتب الجنوب أفريقي الرائع (ألان باتون) وهو يبكي وطنه أو يبكي له !! ، الوطن عامة والوطن الصغير (جبال النوبا / جنوب كردفان) على وجه الإختصاص ، هذه الممارسة التي تبدو صورة طبق الأصل من الـ (مار ....) بحيث تكون مضطراً للتعاطي معها كما هي بدلاً من أن تجهد وتتعب نفسك لفهمها ، إذ إن السياسية ـــ في نسختها الجنوب كردفانية على مستوى الممارسة ـــ ليست شيئاً للفهم وإنما للممارسة!! ، هل فهمتم شيئاً ؟! ومن قال لكم إن المطلوب أن تفهموا شيئاً ، إن أس البلاء والإبتلاء والبلوى في السياسية ـــ في نسختها الجنوب كردفانية على مستوى الممارسة ـــ الفهم ، لأن المطلوب في الأصل أن تكون مجرد فرد في القطيع تطيع ، وأن يكون شعارك (لا أري ، لا أسمع ، لا أتكلم) طالما هناك (كبير العيلة) والقائد الرائد ، والراعي الواعي ، والمعلم والملهم الأوحد هو وحده من يملك حق أن يري ويسمع ويتكلم .. نعم يري ولكن فقط تحت موطئ قدميه .. ويسمع ، لكن الوشايات والنميمة (الشلة) .. ويتكلم ، لكن كلاماً يصدق معه القول إن السكوت من ذهب .. وبذا يكتفي القطيع بتقسيم نفسه إلى (إنكفائيين) باركين ساجدين منكفئين تحت أقدام السلطان ، لا يرفعون أعينهم عن مواضع أقدامهم ولا يجرأون على رفع أعينهم حتى لا تلتقي بعيون قائد القطيع أوتقع على منظرلا يسر، إذ يكفي ما يراه الزعيم قياساً ومعياراً (إن الخليقة قد أبى وإذا أبى شيئاً أبيته) .. وطائفة (الإكتفائيين) التي تكتفي بالعليقة الملقاة تحت أقدامها بإسم وظائف ومخصصات وميزات وإمتيازات وتقنع نفسها بأن الدنيا هي ما أمام عينيها وما عدا ذلك مجرد وهم وعدم .. وطائفة (الغوغائيين) التي ينحصر دورها في هستيريا الهتاف ولعب دور الببغاءات ــ عفوا ، الببغاوات ــ ومكبرات الصوت (الإمبليفيرات) للعمل على ترديد وتضخيم وتفخيم صوت الزعيم حتى لا يعلو صوت فوق صوت الزعيم ، وهلم جرا... وجرجرة ..

    هذا ربما يكون مفهوماً ومبلوعاً ومهضوماً كواقع في واقع التنظيمات السياسية القديمة المصطلح عليها (تقليدية ، طائفية ، أحزاب البيوتات ... إلخ) ، بل حتى في نظام الإدارة الأهلية على نسختها القديمة المصنفة (تقليدية) ، لكن كيف نستطيع تفسير ما يحدث داخل بعض القوي الحديثة والأحزاب التحررية والتنظيمات الثورية التي تستمد أسس وقواعد نظرياتها وأطروحاتها النضالية من مرتكز(الثورة على القديم ) ، وتحرير الآراء والأفكار من التبعية العمياء و(القبضة الأحادية) أو (قبضة الأحادية) ، سواء كان ذلك (الأحد) فردا أو نظاما ، والتي ترفع شعارات ملؤها الأماني والآمال البراقة اللامعة مثل إشاعة وتكريس الديمقراطية .. بسط حريات الإعتقاد والتفكير والتعبيروالتداول الحر للآراء و الأفكار .. إعتماد مناهج المشاركة الديمقراطية والقيادة الجماعية في العمل.. إحترام المؤسسات الديمقراطية ومبادئ المحاسبية والشفافية والحكم الراشد ، ومعايير الكفاءة ... إلخ ، ترى ما الذي يجعل بعض تلك القوى التى تملأ الدنيا ضجيجا وتصك الأسماع بهذه الشعارات تضيق ذرعا (وتتضايق) من الشعارات ذاتها حين تأتي واقع العمل ،وتدخل مختبرت التطبيق .. تسألوني : (بالله دا سؤال ليك!!) ، أقول : (والله دا سؤال لي) ، ولكم أيضاً ، لكن نجيب عليه في الحلقات القادمة.



    ـــ ونواصل ــ



    سدنى – استراليا - 6 يوليو 2010 م

                  

07-08-2010, 00:49 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    حماد صابون – القاهرة
    [email protected]

    المركز منزعج من شراكة الهامش فى السلطة المركزية :

    مفاهيم فى جدل صراع المركز والهامش الذى استمر اكثر من خمسين عاما ، سيطرت فية المركز
    على مفاصيل السلطة والثروة فى السودان ورافضا عن ما تقدم به الهامش بمطلب العدالة والشراكة
    فى الواجبات والحقوق فى ادراة الدولة تحت شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) ، والا ان المركز يرى
    ان الوطن يحكمة الدين بواسطة ( اهل بيت الخلافة ) ويصر ان قوانيين ادارة الدولة مصاغة ومجازة
    عبر الاقمار الصناعية السماوية لا يجوز تدأولها وكذلك يحرم الشراكة الفعلية المتساوية كاسنان المشط
    بين من هم اهل الهامش أولاد العبيد فى ( الغرب والشرق والجنوب وبين قبائل الاشراف فى مدن المركز)
    الذين اؤكل عليهم من ربهم أمر الامة السودانية فى ( الدين والسياسة ) ومع استمرار هذه المفاهيم السلطوية
    الاستبدادية ضد مفاهيم العدالة التى طرحتها الهامش قد تغيرت المدارات من علم الحديث السياسى فى
    برلمانات سيطرة المركز الى حديث علم التسليح الذى يساندة جماهير الهامش الثائر ضد سياسات المركز المستمر فى نهج أستنزاف موارد الهامش والتهميش السياسى الذى ادى الى تحالف قوى الهامش الذى
    بدا ميلادها فى الديمقراطية الثانية ( أحزاب الكتلة الافريقية الذى كان قادة الاب فليب غبوش فى ذاك الفترة )
    وهذا التحرك المسلح نتج منه تحرك فعاليات المجتمع الدولى تحت بند فض النزاعات وحماية حقوق الانسان
    وواخيرا مكافحة الارهاب باعتبار السودان فى سجل قائمة الارهاب وما ادراك مع الامن القومى العالمى
    وهذا التحرك الدولى جعل بعض الاحزاب الاسرية والدينية ال كانت جزء من منظومة مفاهيم المركز
    استجابت لنداء منطلقات مفاهيم الهامش وتحالفت معها تحت شعار ( حتمية التغير فى بنية هياكل المركز )
    وهذه الاستمرارية فى مرامى التغير من خلال المد الثورى نتج منها عدد من ابرام الاتفاقيات التى بدات
    ميلادها منذ (عام 1972 –اديس ابابا – 1997 اتقاقية الخرطوم للسلام --- اتفاقية وقف اطلاق النارباقليم
    جبال النوبة ) ، كل هذه الاتفاقيات عانت من مشكلات الضمانات واصطدامت بثقافة نقض العهود من جانب
    المركز واصبحت فى مزبالة التاريخ . ولكن مع عدم توقف المد الثورى للتغير والعدالة من الهامش قد
    فرضت المجتمع الدولى على المركزعنوة ابرام ايضا عدد من الاتفاقيات ( نيفاشا ، القاهرة ، أبوجا ، اسمراء
    لانهاء الصراع التاريخى بين المركز والهامش حول الموارد والهوية والسلطة وهذه الاتفاقيات الاخيرة نتجت
    منها أدبيات الشراكة فى السلطة المركزية وهذه الشراكة تستند على تشريعات دستورية يراقبها البوليسالدولى
    وواعى شعب الهامش الذى ينتظرة اكتمال مسيرة الشراكة الكلية الذى يقود الى التغير الحقيقى

    انزعاج المركز من شراكة الهامش فى السلطة المركزية فى مثلث حمدى

    نفد رصيد المركز الذى ظل يستخدمة لتهيج الشعب السودانى ضد ذاتة وخاصة البعد الدينى والقبلى على اساس
    مصطلحات ان هنالك تحالف بين الهامش والدوائر الصلبية الغربية تحت ( نظرية المؤامرة ) لدهر المد الاسلامى والامة العربية حاملة الرسالة السماوية فى ربوع السودان ، وظل المركز طيلة الفترة من عمر
    السودان يقود حربا من اجل منع الشراكة الحقيقية للهامش فى السلطة الاتحادية ويعمل على ارساء قواعد
    اخضاع الهامش تحت سيطرتة السياسية والثقافية والاقتصادية ولكنه فشل فى تحقيق الهدف وأصيب
    بفقدان المناعة وامراض القلب والارتجاج فى مراكز التفكير الاسترايجى لاستبداد الاخرين وكل هذه
    الامراض ناتجة من هذا الشراكة الاولى الذىما زال يعتبره الهامش جزئى وفقد المناعة جعل المركز
    غير قادر على تحمل الجسم الغريب فى بنية هياكل جسده والمركز مسيطر علية ذهنيات كيفية
    الوصول للسلطة وبناء جيش ذات توجهات حزبية ودينية لمجاهدة اهل الهامش الزاحف نحو مقاصد
    الشراكة التى تمت بنهج الثورة التى مازالت متواصلة من اجل التغير والعدالة وهذا لا يمكن ان يتم ما
    لم يحدث تحولات الشراكة الكلية من خلال نظام الحكم الفيدرالى الذى يكفل الاستغلال السياسى
    والاقتصادى لكل اقليم سودانى و مع وجود منظومة اتحادية فيدرالية حقيقية تقوم بمهام القضية الوطنية
    القومية ووضع معايير علمية حول تطوير ملامح الدولة الموجودة وتحويلها الى دولة وطنية لها
    مؤسسات ونظام حكم اتحادى فيدرالى قادر على تحمل مسؤليتها لتحقيق الاستقرار السياسى
    والاقتصادى تحت شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) .
                  

07-08-2010, 00:53 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    خلفية تاريخية عن نضالات وماساة شعب جبال النوبة

    مسيرة شعب جبال النوبة عبر تاريخ الماضى والحاضر – سجل حافل بنضالات مستمرة من اجل
    تحريرنفسه من الاستعمار السياسى والثقافى واستغلال موارد اقليمة والحفاظ على هويته كشعب اصيل
    بدا استهدافه منذ دخول العرب السودان منذ عام 643 كفتوحات اسلامية غازية لبلاد النوبة وفرضت
    عليهم عقوبات الجزية ( 360 ) عبد الذى اقره اتفاقية البغط عام 652 م ان تدفع للعرب المسلمين مقابل
    امن النوبة حياتهم فى ظل فرضيات ميلاد واشراقات ملامح الدولة الاسلامية التى بدات انزاك ومن هنا
    بدا ميلاد اضطهاد النوبة الذى اجبرهم الهجر نحو الجنوب وما صاحبتها انهيار لمماليكها واخر عرش
    للنوبة انهارت عام 1504( مملكلة سوبا ) التى كانت تعبر عن هوية الدولة السودانية الافريقية ومابعدها
    بدات فجر الهوية الجديدة ( العربية ) بقوة السلطة وواستخدام عامل الدين لتدمير الهويات الاخرى الغير
    العربية وكرست منهج الثوابت الدينية والعرقية العربية بدل الوطنية السودانية ووضعت استراتيجيات
    لاضعاف النوبة اقتصاديا وابعادها من مراكز القرار فى ادارة الدولة ومن هنا بدات نهاية التاريخ لتراجع
    قوى النوبة بانهيار عرشها وفقدان اللغة الموحدة باعتبارها مفتاح الثقافة الذاتية وتاثير فرضيات منهج
    الاسلمة والتعريب القسرى بضرب التلاميذ فى المدارس بعدم التحدث بلغتهم كادوات لطمس الهوية .

    · النوبة فى الفترة التركية فى السودان 1821عام :

    شهدت اقليم جبال النوبة عدد من الغزوات العسكرية والثقافية والسياسية قبل وبعد الاستقلال وكما
    ذكرنا سلفا ان الغزوات الاولى لبلاد النوبة كانت عربية اسلامية ولعبت دور فى سقوط عرش النوبة
    ولكن هنالك ايضا غزوات غربية ( الموجة الاستعمارية) لسودان ككل وكانت بدايتها الاستعمار التركى
    عام 1821ومباشرة استهدفت اقليم جبال النوبة حيث انها اقليم غنيا بالثروات المعدنية مثل الحديد والذهب
    والغاز الطبيعى واليورانيوم وغيرها من الموراد البشرية التى دخلت فى فلك تجارة الرق ( الجندية والتجارية ) التى شملت فى حملتها جميع انحاء جغرافيا أقليم جبال النوبة .

    · النوبة فى فترة الثورة المهدية عام 1881 :

    المهدية ظهرت كثورة وطنية شكلت النوبة فيها العمود الفقرى ادى الى انتصار المهدية على الجيش التركى
    وبها بدات اشراقات عرش الدولة المهدية فى السودان ولكن انقلبت الثورة لاسترقاق النوبة واضطهادهم
    كرقيق المنزل والجندية وهذه الممارسات جعل النوبة التمرد على طاعة الدولة المهدية ( تمرد الجهادية السود)
    لان الدولة المهدية ايضا كانت ترتكيز على الثوابت الدينية الاسلامية والعرقية العربية الشرفية وجعل شعار
    الثوابت الوطنية ستار لتعزيز اسلامية الدولة العربية وثقافيا هويتها عربية راجع كتاب نقد ( الرق فى السودان )

    · النوبة فى فترة الحكم البريطانى عام 1898م :

    مقارنة بالعهود اعلاه نجد فترة الحكم الثنائى الانجليزى المصرى فى السودان تعتبر هى فترة تم فيها اخماد كل
    الثورة التى قامت فى جبال النوبة لمناهضة استرقاقها وطمس هويتها ومحوها من خريطة الشعوب الاصيلة
    وجعلها من غير هوية وبريطانيا بدات 1909 تقريبا حملة اخماد الثورات النوبية والعمل على استقرارهم وتعليمهم وبموجب هذا فرضت بريطانيا قانون المناطق المقفولة عام 1922م لمنع تجارة الرق فى المناطق الخاضعة لهذا القانون وهذا كان بمثابة انقاذ للنوبة من قوة استمرار الاستهداف الثقافى والرق ولولا هذا القانون
    الذى استمر ( 25عام ) كانت الغزوات الثقافية اى المد العربى كانت غيرت خارطة المعالم الثقافية لانسان جبال
    النوبة انزاك ، وبالرغم ايجابية هذا القانون الا انها ايضا فيها بعض الجوانب السلبيية اثرت فى مسيرة مستقبل انسان جبال النوبة منها: الانغلاق من غير وجود اى مشروع لتعليم النوبة من الفترة ( 1922—1947 م )
    وهذا ادى الى تخلف النوبة فى ركب التعليم والتحضير للمشاركة فى ادارة شئون الدولة السودانية ما بعد الاستقلال ولذلك نجد النوبة لم يشاركوا فى اجراءت مشروع وظائف السودانة وغيرها من فرص المشاركة
    كجزء اصيل شارك فى الحركات الوطنية لتحرير السودان كل هذا نتيجة لفشل مشروع تاهيل النوبة الذ ى صاغه بر يطانيا ولم يتمكن من تنفيذه وبل بعد ذلك جاء ركب النوبة فى منهج التعليم باللغة العربية وتم اعادة انتاج
    سياسيات الاسلمة والتعريب من خلال منهج التعليم والتربية الدينية الاسلامية وزيادة على دور الاعلام وسلطة
    الدولة المتبنية توجهات هذا المشروع وهذا ادى الى اانقسام التبعاد الفكرى والانقسام الثقافى بين الاجيال
    ورغم كل هذه الهجمة الحضارية الثقافية العربية المستهدفة هوية النوبة استطعوا النوبة كشعوب اصيلة قادرة الحفاظ على ارثهم الثقافى والاعتزاز به الى يومنا هذا رغم التشوهات الثقافية التى حدثت نتيجة للاندمج الثقافى
    القسرى الذى حدث للنوبة ولكن الان بدات المراكز الثقافية النوبية أعادة انتاج ادوات العودة الطوعية للجذور
    وهنالك مشاركات فى منتديات الشعوب الاصيلة تقدم بطاقتها الشخصية للشعوب النظيرة لها وللمنظمات المناصرة للشعوب الاصيلة والاقليات المضطهدة فى دول عالم الاسلام السياسى .

    · النوبة وحكومات مابعد الاستقلال : (1956 – 1984 )

    الحكومات السودانية ما بعد الاستقلال عام 1956م سوء كانت مدنية او عسكرية ركزت ف ى القضيتين :
    قضية الهوية وقضية الموارد وهذة القضيتين هى محور الصراع السياسى فى السودان وكذلك الحكومات لا
    تعرف ولا تخطر فى بالها اى قضية انسانية لانسان جبال النوبة الا فى قضيتين واحدة سياسية وواحدة مرتبطة
    بالموارد ( الضرائب والانتخابات ) هذه القضيتين هى محور علاقة النوبة بالمركز من غير مقابل والنوبة من
    1956 الى 1968 لم يحظوا بالمشاركة حتى فى مستويات السلطة المحلية بارادة حرة الا عام 1969 ثورة مايو
    الى حدا ما شارك واحد من النوبة فى مستوى سلطة الاقليم ( محمود حسيب ) حاكم كردفان انزاك وغياب للخدمات الاساسية ( مراكز صحية ومدارس ) تجاهل تام مقصود . ومع استمرار هذا المنهج قامت حركات سياسية نوبية مطلبية ( اتحاد عام جبال النوبة عام 1964م ) بقيادة الاب فليب عباش غبوش وكان من اهم مطالب
    هذا التنظيم – الغاء ما يسمى بالدقنية هى عبارة عن جزية او ضريبة بشرية تدفع للشخص غير ضرائب الماشية
    وهذه الضريبة فرضت قبل الاستقلال واستمرت حتى ما بعده وكانت فقط تدفعها النوبة فى الاقليم غير الاثنيات
    الغير النوبية ال كانت قاطنة فى نفس اقليم جبال النوبة والهدف الثانى للاتحاد قضية الهوية النوبية وكيفية حمايتها فى ظل مرامى المنهج لتعليمى الذى يجعل طفل جبال النوبة تعلم تاريخ الاخرين قبل تعلم تاريخ ذاتة
    والهدف الثالث كيف حماية موراد اقليم جبال النوبة من استغلال من المركز لها من غير استفادة سكان الاقيلم
    ومع استمرار مناهضات الاتحاد والاعتقالات المستمرة والتعذيب والاحتجاجات الشعبية تم الغاء الضريبة البشرية
    عام 1968م والتف كل شعب اقليم جبال النوبة حول الاتحاد وتطور وتحول الى حزب تحت مسمى ( الحزب القومى السودانى ) عام ( -------- 19) وفازت فى انتخابات الديمقراطية الثالثة فى كل دوائر اقليم جبالالنوبة
    وحرمت الاحزاب الطائفية الدينية الشمالية من الفوز ودخلت مجلسى الشعب ( الاقليمى والقومى ) ودعا الحزب
    القومى كل الاحزاب الاقليمية كل من دار فور وجنوب ةالسودان والنيل الازرق وغيرها وكونت ما يسمى احزاب
    الكتلة الافريقية فى البرلمان القومى بقيادة الاب فليب عباس غبوش ودعا بمطالبة تغير دستور المركز تجاه الاقاليم اعلاه والحد من قبضة المركز على موارد الاقاليم من دون مقابل تنمية وهذا التطور السياسة فى فكر النوبة جعلت هذه الاحزاب الدينية ان تضع استراتيجيات لتدمير مرتكزات العمل سياسى داخل الحزب القومى
    وتم ممارسة ضغوط امنية وتشريد نخب النوبة المتعلمين خارج الاقليم وتحريمهم من وظائف الخدمة المدنية فى الاقليم والمركز واستفزازات مباشرة فى جلسات البرلمان وتدمير الفكر ىالاقتصادى للحزب واخيرا قاموا بتسليح القبائل العربية التى جاءت مهاجرة لاقليم جبال النوبة قبل 200م بالاسلحة من المجلس العسكرى للدولة وذلك لضرب النوبة وتفريغهم من منطقتهم وتنفيذ مشروع احلال وستبدال لان استقرار النوبة والتفافهم حول وحدة التنظيم والهدف ودعوة الحزب القومى النوبى ووحدالاخرين تحت مسمى كتلة الاحزاب الافريقية خطر على مستقبل المشروع العربى ( الاقتصادى والسياسى والثقافى ) ومع استمرار ضغوط المركز على كؤادر النوبة قرروا النوبة التمرد على الدولة رفع السلاح عام 1984م

    · النوبة والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1984م :

    مع استمرار ثقافة القهر السياسى والاقتصادى والارهاب الامنى لتنظيمات جبال النوبة المطلبية من الفترة –
    1964م – 1984م الذى ذاد فيها معدلات الاستفزازة السياسى المباشر للنوبة فى جلسات البرلمانات القومية
    والاقليمية ونتيجة لهذه الضغوط والدعم الحكومى المستمر فى تسليح القبائل العربية فى اقليم جبال النوبة ضد
    النوبة على الاساس العرقى والدينى جعل النوبة اعلان التمرد والالتحاق بالحركة المسلحة الجنوبية انزاك واستمرت مقاومة الحكومة والى ان جاء فجر ثورة الانقاذ عام 1989واستخدمت الطيران الحربى لضرب
    النوبة داخل الكهوف وكانت المراة الطفل من اكثر الفئات تعرضت للابادة المباشرة ، وفى عام 1991 دعت
    حكومة الانقاذ مؤتمرا لرجال الدين الاسلامى فى مدينة الابيض فى كردفان واصدروا فتوى دينية باحقية
    اعلان الجهاد ضد النوبة ( مسيحين ومسلمين ) ويجوز قتلهم ونهب اموالهم من منطلق هذه الفتوى تحركت جيوش فتح الاسلام السياسى جوا وارضا وقذفت المرافق الصحية والتعليمية وحرق النوبة داخل قراهم ولجؤ
    الاخرين داخل الجبال وتم احتجاز النساء والاطفال وتم نقلهم شمالا فى معسكرات وتم فيها عمليات الاغتصاب
    وفصل الرجال من النساء واغتصاب الفتيات الصغيره وبهذا تم تنفيذ تفريغ اقليم جبال النوبة قسرا وتحولت المرافق الصحية والتعلمية الى معسكرات مليشيات وجيش الحكومة وجعل المنطقة منطقة حروب الردة
    ضد الذين تمردوا على عقيدة الاسلام السياسى وطالبوا بالعدالة الاجتماعية والسياسية وغيرها من قضايا الهوية .
    وجبال النوبة من 1990 – 2001 مرت بظروف غير انسانية بالغة الخطورة لان الحكومة منذ التاريخ اعلاه استغلت غياب الاعلام فى تسليط الاضواء على ما يجرى لانسان جبال النوبة قامت منعت وصول المساعدات
    الانسانية لحالة المراة والطفل فى جبال النوبة انزاك وتلك الفترة التى حدثت فيها توقف شريان الحياة الذى ادى
    الى ( عدم التكاثر اود الولادة ) لفترة ( 6 سنوات ) حدث تجفيف فى العلاقات الجنسية بين المراة والرجل
    ومع ذلك اتفاقية نيفاشا لم تشير من باب المحاسبة وتعويض المتضررين من هذه الكارثة التى لم يعرف تفاصيلها
    كثير من مراكز حقوق الانسان فى العالمين العربى والغربى للذى حدث للنوبة فى ظل تعتيم اعلامى فى تلك الفترة ولولا فجر اتفاقية وقف اطلاق النار الذى تم فى سويسرا عام 2002 بين الحكومة والحركة الشعبية ما توقفت عمليات ابادة شعب اقليم جبال النوبة بشكل نهائى لولا الاتفاقية الانسانية التى تمت هناك .
    ولكن الوضع فى جبال النوبة على الصعيد السياسى والتنموى حتى الان مابعد نضالات النوبة فى الحركة الشعبية
    لتحرير السودان ووقعت اتفاقية مع حكومة الموتمر الوطنى ما زالت الوضع ما كانت عليها فى السابق وسياسات
    واستراتيجيات عدم استقرار النوبة مستمرة ونتائج اتفاقية نيفاشا لم ترضى الحد الادنى من طموحات شعب جبال النوبة الذى بد نضالة منذ فجر انهيار عرش مماليكها الى تاريخ اللحظة التاريخية الفاصلة ما بين يكون او لا يكو

    · حركات مسلحة فى اقليم جبال النوبة مابعد اتفاقية سلام نيفاشا 2005 :

    كما اشيرنا ان شعب جبال النوبة تعرض للصدامة العنيفة بنتائج اتفاقية نيفاشا الذى نقاش امر حقوقهم فى اجندة
    الموضوعات الاخرى وكل الفعاليلت السياسية النوبية خارج وداخل السودان تحدثت وكتبت عن نواقص برتكول
    اقليم جبال النوبة وحتى قيادات عسكرية وسياسية من ابناء النوبة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان انتقدوا
    نتائج حصاد نضالات النوبة ومع استمرار ثقافة الاستهوان وعدم النظر فى المذكرات التى قدمت للحكومة وطالبت بالتعديل قد نفد رصيد صبر بعض قيادات ابناء النوبة واعلنوا تمردهم على اتفاقية نيفاشا والان اصبحوا حركة مسلحة تقاوم الحكومة واصدرت عدد من البيانات وتطالب بحقوق النوبة وتطالب بتطبيق
    نظام الحكم الفيدرالى الذى يتيح الفرصة لاى اقليم استغلال مواردة لذاتة من غير تدخل المركز لاستغلاله من دون مقابل والان ابناء النوبة بدوا الالتفاف نحو هذه الحركة تحت مسمى فى السابق بالحركة المركزية لاستقلال
    اقليم جبال النوبة وغيرت اسم الحركة فى عام 2008 الى الجبهة المركزية لاستقلال اقليم كردفان واخيرا فى
    مؤتمرها الاخير غير الاسم الى جبهة تحرير السودان لكى تكون اسم قومى شامل تطرح فية شكل الحكم للسودان
    باعتبار ازمة السودان هى مشكلات شكل الحكم الناتج من غياب دستور دائم مبنى على الثوابت الوطنية السودانية

    · الموارد فى اقليم جبال النوبة :

    الحديث عن صراع الموارد والهوية فى السودان تعبر اقليم جبال النوبة محور اساسى فى معارك صراع الموارد
    والهوية والاقليم غنى بالموارد النادرة فى الاقاليم الاخرى ولذلك جاءت نضالات شعب جبال النوبة من اجل مواردها وهويتها وكرامتها ورفض التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية باعتبارة من الشعوب الاصيلة
    تسعى للحفاظ على خصوصية وضعيتها كما جاء فى وثيقة ( الاعلان العالمى لحقوق الشعوب الاصيلة عام 2007 الصادر من الامم المتحدة ) بحق الشعوب الاصيلة التمتع بخاصية وضعيتها فى داخل الدولة المعنية
    الموارد المعنية :
    ( 1) اليورانيوم ( 2 ) عدد من انواع الحديد ( 3 ) الذهب ( 4 ) النحاس ( 5 ) كبريت
    ( 6 ) البترول ( 7 ) الغاز الطبيعى ( 8) ------ الخ ---------------------------
    هنالك خريطة جغرافية للاقليم بتوضح مناطق وجود هذه الموارد اهمية الحصول عليها فى السودان

    · مشاكل التعليم فى جبال النوبة قبل وبعد الحرب :

    التعليم فى جبال النوبة قبل الحرب من الفترة 1956 – 1983م كانت تعانى من مشكلة قلة المدارس وازمة
    البنية التحية او المؤسسات لان اغلب الطلاب من الفترة اعلاه اكملوا دراساتهم ما قبل الجامعة فى رواكيب
    وتحت الشجرة ولكن فترة حكومة مايو ( الاتحاد الاشتراكى ) كانت لديه مشروع تنمية الرياف وفى عهده
    نستطيع ان نقول انها كانت بدايات ازدهار التنمية فى جبال جبال وزاد عدد المدارس وانتظام عملية لتعليم
    واستقراره بشكل نسبى ولكن مع نهاية تاريخ مايو بالانتفاضة الشعبية عام 1985 وبد فجر الديمقراطية
    الثالثة فى السودان الذى ادخل ادبيات تسليح القبائل بعد انهزامها فى الدوائر الانتخابية فى اقليم جبال النوبة ومن
    هنا بدا ميلاد الحرب الباردة ةتدهور التعليم وهجرة المعلمين خارج الاقليم نتيجة لغياب وتاخر واحينا انعدم وعدم
    انتظام المرتبات وكذلك اوائل التسعينات صاحبتها موجة الحرب المباشرة وتفريغ المنطقة وجعل كل طلاب
    هذا العام غير قادرين لاستكمال دراستهم و85% من الطلاب تحولوا لعمال مدن وترك الدراسة لاسباب اقتصادية
    واصبحوا المنتجين من اجل معاش اسرهم الفارا من حرب الابادة ومن هنا انهار التعليم ونتج منها فاقد تربوى .
    وهذه كانت خسارة كبير فقدان جيل علمى كامل تحولوا الى عمال فى هامش حياة مدن الاسلام السياسى فى السودان وجيل اخر من الطلاب فى النفس العام غادروا مع اسرهم تجاه مناطق الحركة الشعبية وتحولوا الى
    محاربين فى صفوف الحركة الشعبية وانتهت هوية تعليمهم بفجر الحرب فى اقليم جبال النوبة .
    واما ما بعد الحرب من الفترة 2005 – 2009م:
    هنالك تحديات واجهت اقليم جبال النوبة على صعيد التعليم مابعد التاريخ اعلاه – منها وجود منهجين فى الاقليم
    منهج التعليم القومى السودان الذى التحاق بة جبال النوبة منذ خروجة من قانون المناطق المقفولة عام 1947م
    وهذا المنهج يدرس باللغة العربية لكل المواد والمنهج الثانى هو منهج السودان الجديد ماخوذ من دول شرق افريقيا ( كينيا ويوغندا وغيرها ) ويدرس كل المواد باللغة الانجليزية واذ نجد المنهج التعليمى القومى فية
    مادة التربية الدينية الاسلامية فى مراحل ما قبل الثانو ى والجامعة لا يوجد تربية مسيحية وكذلك ما فية تفاصيل
    عن تاريخ وجغرافية السودان العريض بتنوعه العرقى والدينى بل ركزت فى الجانب التاريخى عن البيوتات
    الطائفية ( الثورة المهدية والختمية ) وكذلك ركزت على تفاصيل حركات التحرر الوطنى فى العالم العربى مثال
    ( الحركة الوهابية فى السعودية والحركة السنوسية فى ليبيا والعرابية فى مصر ) دون الاشارة الى تاريخ وجغرافية افريقية وحركاتها التحررية وكذلك الجانب الجغرافى ركزت تفاصيل المنهج دراسة العالم العربى الكبير والصغير ودون ذكر تفصيلى لدور المجموعات الوطنية الاخرى واسهاماتها التاريخية فى مسيرة تاريخ السودان الغربى قبل سقوط الامبراطورية الكوشية واخيرا سقوط عرش الممالك النوبية وثبوت عرش لفاتحين
    ومن منطلق نواقص وعيوب هذا المنهج بدات ثورة اعادة النظر فى منهج التعليم الحالى ومراجعته حتى تكون شاملة لتعريف السودان على الصعيد التاريخى والجغرافى بواقع الحقائق التاريخية المعروفة فى تركيبتها
    لان راى جماعات الهوية الافريقية فى السودان يرى ان هذا المنهج مبنى على معايير غير علمية بل مبنى على استراتيجيات طمس وتدمير هوية المكونات ىالاخرى فى جدل تاريخ السودان الحقيقيى والدليل ان الطلاب فى جبال النوبة تعرضوا للضرب فى المدارس بسبب التحدث بلغاتهم وتحريم حياتهم الاجتماعية وبمعنى منهج التعليم والدين والاعلام وسلطة الحكومة كل هذه العناصر ركزت فى تدمير الهويات لتثبيت الهوية الجديدة للسودان الحديث المعبر عن ابيات الشعر ( يا امة العرب التى هى امنا وكذلك –دعا الى العهد الجديد دعاك ) ومن هذا المنطلق النوبة عقدوا عدة مؤتمرات تقيمية فى اقليمهم لاعادة النظر فى المنهج الحالى واهمية العودة الطوعية للجذور وهذه العودة لمعالجة التشوهات الثقافية لايمكن عن تحدث تغير فى بنية تفكير المكون الداخلى للطفل
    الا من خلال منهج تعليمى علمى مبنى على معايير التعريف العلمى والتاريخ الشامل لاحداث السودان الذى شارك فيها اجداد هذا الطفل ( تعريف ذاته قبل معرفة تعريف الاخرين ) واليوم فى أقليم جبال النوبة فى وجود منهجين تعنى وجود مدرستين تربيتين مختلفتين فى المفاهيم التاريخية فى بنية عقلية طفل جبال النوبة الناشئ
    وأستمرار هذه الحالة السلبية ستشكل حالة انقسام ثقافى وتبعاد فكرى بين الجيلين فى المعسكرين وهذا خطر على مستقبل الوحدة الفكرية وصراع الهوية فى ظل الانقسام الثقافى والفكرى الذى احدثة المدرستين فى جيل ذات هوية واحدة وهذه التحديات ومشكلة وجود منهجين ومشكلات التعليم فى جبال النوبة قبل وبعد الحرب
    والان هنالك ازمة معلمين وازمة بنية تحتية تعليمية والان فى انحاء اقليم جبال النوبة)
    لان فترة الحرب تحولت فصول المدارس الى معسكرت مليشيات الحكومة وتكسرت وانتهت وما بعد السلام لم يتم صيانتها لكى تكون محيا للتدريس ولجؤ عدد كبير من الاساتذ العمل مع المنظمات الانسانية لاغراض مادية وتركوا التدريس والاخرون الى مدن السودان الكبيرة للاستفادة من اعطاء دروس خصوصية لتحسين حالهم
    ( ----- ثانوية و ---- اساس وجامعة واحدة ) وفى الخرطوم اكدت الدراست البحثية الميدانية وجود ( 70% )
    من ابناء النوبة فاقد تربوى والموجودين فى الاقليم يعانونا من عدم انتظام الدراسة نتيجة لعدم انتظام المعلم بسبب انعدام واحينا تاخر شهر كامل وكل هذه المشكلات انها مشكلات اقتصادية ورغم انها دو ر حكومى ولكن الحكومة ليس من اولوياتها دعم مشروعات تعليم النوبة والان فى منطقة كاودا وجود (63 مدرسة ) من اساس
    الى ثانوى منهجة منهج شرق افريقيا واغلبية المعلمية من ذاك الدول ومشروع هذا التعليم فى فترة الحرب كان يدعمه الامم المتحدة من خلال منظماتها فى مجال التعليم ولكن ما بعد اتفاق السلام الشامل عا 2005 بينفاشا رفعت الامم المتحدة باعتبار تصبح مسؤلية حكومة الوحدة الوطنية ونتيجة للصراع السياسى والاستقطاب الاثنى
    فشلت حكومة الوحدة الوطنية فى توفير امكانيات انتظام عامل التعليم فى تلك المناطق والان عدد كبير من الطلاب وازم فصول وهنالك بعض المنظمات استضافت بعض الدراسين فى مقراتها واما تلميذ فى مدارس الاساس مازالوا يدرسونا تحت الشجرورواكيب كما اسلفنا ومثال – عام 2007 عدد الطلاب الامتحنوا 105 و2008 امتحنوا 1500 من الاساس الى الثانوى وهكذا كل عام يزداد عدد الطلاب وما فى فصول لجلوس الطلاب وهذا فقط فى منطقة واحده فى جنوب اقليم جبال النوبة نجد معانا ة مشكلات التعليم
    وبهذا نجد مسيرة ماساة انسان جبال النوبة قبل وبعد الاستقلال ومابعد الحرب والسلام ورغم التضحيات
    الجسامة من اجل تحرير نفسة من الظلم الذى استمر عبر كل نضالات هذا الجيل واذا نجد شعب النوبة
    وقع عبر مسيرته التاريخية الطويل اربعة اتفاقية جاءت مفروضة عليها ولم تحقق تطلعاتها وهى :

    · اتفاقية البغط مع غزوات الفتح العربى الاسلامى لبلاد النوبة عام (652م )
    · اتفاقية الخرطوم للسلام – بعض المنشقين من الحركة الشعبية لحريرالسودان عام 1997
    · اتفاقية وقف اطلاق النار باقليم جبال النوبة عام بين الحركة والحكومة عام 2002
    · اتفاقية نيفاشا بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية عام 2005

    نضالات شعب اقليم جبال النوبة من اجل ( مواردها وهويتها ) .


    حماد صابون
    20/ 12 2009م
                  

07-08-2010, 02:07 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    شكراً للأساتذة الكرام من أبناء النوبة والذين أتحفونا بكل المعلومات السالفة أعلاه. وما نشكرهم عليه أكثر هو توضيحهم لحقيقة نحاول إثباتها لمن يجهلون تاريخ ومسميات المنطقة

    لم يرد في كل المقالات أعلاه اسم منطقتنا وهي أبو جبيهة ولا سكانها مما يدل أننا لم نكن أصلاً جزءاً من جبال النوبة
    حتى منظمات الإغاثة لا مكاتب لها في منطقتنا إلا منظمتين لأسباب نمسك عن ذكرها
    عليه نقول لو كان النوبة وهم سكان الجبال وهي جبال النوبة فنحن عرب ولا نسكن في جبال
    ولو جاز لنا أن نطالب كما يطالب الكل فإننا نطالب بفصلنا عن مديرية جنوب كردفان المسماة ولاية جنوب كردفان
    نريد ولاية خاصة بنا اسمها قدير وعاصمتها أبو جبيهة وكل شخص ينام على الجنب البريحو

    الشكر مرة أخرى لكل الذين مدونا بهذه المعلومات الغزيرة
                  

07-09-2010, 10:47 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: cantona_1)





    هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة ( فرق تسد )



    الحلقة ( 2 – 5 )



    عرض: آدم جمال أحمد – سدنى



    تحدثنا فى الحلقة السابقة ( الأولى ) من خلال إستعراضنا لمقالة بعنوان .. ( هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة ( فرق تسد ) .. للكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان .. ، ومرشح الدائرة الجغرافية (17) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة .. سطرها بقلمه فى خمسة أجزاء .. تعكس بصورة جلية حقيقة وواقع ما يجري داخل الحركة الشعبية بجنوب كردفان/جبال النوبة ، وتشرح لجماهير جبال النوبة وجمهور القراء والمتابعين للشأن النوبى كل الظروف والملابسات التى صاحبت عملية فصل ( 32 ) من أعضاء وقيادات الحركة الشعبية السياسية والتنظيمية من الصف الأول والثانى بجبال النوبة ، وتوحى بذلك أن الحركة الشعبية فقدت منطق الحوار داخلها .. ورفعت عصا الإرهاب في وجه أصحاب الآراء داخلها للدرجة التي أوصلت جملة من تم التحقيق معهم وإتخاذ (إجراءات) ضدهم إلى ما يفوق ال ( 50 ) شخصاً إثنين وثلاثين منهم تم فصلهم عن الحزب في إجراءات أشبه تماماً بـ (الفصل التعسفي) أو الإحالة لـ (الصالح العام) التي إتبعتة الإنقاذ مطلع أيامها .. ، وخاصة أن هذا السيناريو تناولتها معظم الصحف السيارة والإلكترونية ـ وبعض الفضائيات ـ منذ السبت 2 يناير 2010 م ، والذى جاء من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ( الحركة الشعبية بجبال النوبة ) ، ورصداً للحقيقة والحيثيات المجردة .. فمعاً سوياً الى تفاصيل سرد الأحداث من خلال ما كتبه الأخ .. وزميل الدراسة الصحفى عمر منصور فضل .. أحد القيادات التنفيذية المفصولة عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان فى الحلقة الثانية حيث يقول الآتى: ...

    إختتمنا حلقتنا الماضية (الأولى) بالسؤال عن ما الذي يجعل بعض القوي الحديثة والأحزاب التحررية والتنظيمات الثورية التى تملأ الدنيا ضجيجاً وتصك الأسماع بالشعارات البراقة اللامعة تضيق ذرعاً (وتتضايق) من تلك الشعارات وتتنكر لها حين تأتي واقع العمل ، وتدخل مختبرات التطبيق .. وهي التي تدًعي وتدعو إنها تستمد وتستلهم أسس وقواعد نظرياتها وأطروحاتها النضالية من مرتكز (الثورة على القديم ) ، وتحرير الآراء والأفكار من التبعية العمياء و(القبضة الأحادية) أو (قبضة الأحادية) سواء كان ذلك (الأحد) فرداً أو نظاماً ، وتلقي ـــ أي تلك التنظيمات والأحزاب الثورية ، أو قيادتها على الأقل ـــ بنفسها في مستنقعات (الملكية العضوض) والديكتاتورية المطلقة وتسلط الأفراد .. وهي التي ترفع (لافتات) مثالية مثل إشاعة وتكريس الديمقراطية .. بسط حريات الإعتقاد والتفكير والتعبير والتداول الحر للآراء والأفكار .. إعتماد مناهج المشاركة الديمقراطية والقيادة الجماعية في العمل .. إحترام المؤسسات الديمقراطية ومبادئ المحاسبية والشفافية والحكم الراشد ، ومعايير الكفاءة ... إلخ.

    في هذه الحلقة ــ وربما لبعض الحلقات القادمة ــ نأخذ الحركة الشعبية بجنوب كردفان نموذجاً للحالة أعلاه لنري وفق ما يجرى في ساحاتها التنظيمية والسياسية من إصرار صارخ ومتعمد ومتعاند لنقض كل شعاراتها وأدبياتها المعلنة والمنصوصة بوضوح في وثائقها ومرجعياتها المثمثلة في (مانيفيستو) ودستور ولوائح.

    تبدأ أول جملة في مانيفيستو الحركة الشعبية لتحرير السودان :ـــ (المانيفستو الأول للحركة الشعبية كان تم نشره في يوليو 1983م عقب تكوين الحركة الشعبية ــ والجيش الشعبي ــ لتحرير السودان لقيادة نضال ثوري مسلح ، الذي بدأ لضرورة في جنوب السودان وهدفت إلى تعميم كل السودان لتأسيس سودان علماني ديمقراطي متوحد) .. والثورية دائماً بالضرورة تعني الدعوة للجديد والتغيير والحديث ضد الأخطاء ، ومع إنتشار (شعارات) الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة ...إلخ المستمدة من هذا المانيفيستو تدافع الناس للإنضمام إلى هذه الثورة التي تحولت إلى (حزب حاكم) له دستوره المدني ولوائحه.

    يقول دستورالحركة الشعبية لتحرير السودان ، المجاز في المؤتمر القومي الثاني بجوبا مايو 2008 م ، في الفصل الأول : الأحكام التمهيدية ـ المادة (3) الفقرة (2) :

    (SPLM polices are determined by the membership and its leadership is accountable to the membership

    in accordance with the procedures laid in this constitution) .. (سياسات الحركة الشعبية متخذة بواسطة عضويتها وقيادتها محاسبة لدى العضوية وفق الإجراءات المنصوصة في هذا الدستور) .. وفي الفقرة(6): (SPLM ensures freedom of speech, expression and free circulation of ideas and information within the party) ..(الحركة الشعبية تكفل حرية الحديث، التعبير والتداول الحر للآراء ـــ الأفكارـــ داخل الحزب).. وفي الفصل الثاني ـــ المبادئ الموجهة ـــ المادة (5 ) الفقرة (7):

    (Participatory democracy, respect of democratic institutions And collective leadership)...

    (ديمقراطية المشاركة،إحترام المؤسسات الديمقراطية والقيادة الجماعية).. وفي الفقرة (9) من المادة نفسها:(Accountability ,transparency and good governance) .. (المحاسبية ، الشفافية و الحكم الراشد) .. وفي الفصل الثالث ـــ عضوية الحزب: المادة (8): حقوق العضوية ، الفقرة (3) :

    (Freely express his or her views and exercise his or her faith and not be victimized for statements made

    During official meetings) ... (التعبير بحرية عن رأيه ـــ رأيها ـــ وممارسة ما يعتقده أو يؤمن به ولا يؤاخذ أو يكون ضحية تصريحات تجئ أثناء إجتماع رسمي) .. وفي الفقرة(9) من ذات المادة:ــ

    , resolution (Request where necessary the, implementation of the provisions of this constitution

    , decisions, directives and agreements of the party)... (طلب ، حين الضرورة ، تنفيذ تدابير هذا الدستور ، اللوائح ، القرارات ، الموجهات وإتفاقيات الحزب ) .. لكن الشاهد إن الحركة الشعبية بجنوب كردفان ـــ أو قيادتها على الأقل ـــ إنقلبت على نفسها وعلى دستورتها ولوائحها التي صاغتها بأيديها وعبر مؤتمراتها ، إذ على العكس تماماً من شعاراتها ولافتاتها ، صارت قرارات قائدها وسكرتيرها دستوراً وقانونا فوق الدستور واللوائح والقرارات الجماعية والموجهات ، وإنطبق المثال (قانون القوة بدلاً من قوة القانون) بعد أن (وافق شن طبقة) بلقاء قائد ذي نزعة ديكتاتورية واضحة مع سكرتير ذي نزوع دائم إلى الفردية والإستعلائية والخروج على الجماعية بدليل إنه سبق أن تحدي قرارات (رفاق الدرب والنضال والرتبة) في مؤتمر القيادات بمنطقة جاو (ديسمبر 2008 م) حين حذف مطلب مجئ عبد العزيز آدم الحلو لجبال النوبه أثناء تلاوته لنص خطاب ضباط أبناء جبال النوبه بالجيش الشعبي في الجنوب ، والذي كانو قد بعثو به للمؤتمر المذكور ، معللاً ـــ أي سكرتير الحركة الشعبية هذا ـــ تصرفه ذلك في ما بعد أمام مجلس التحرير، مايو 2009م ، بأنه كان تقديراً منه بأن الموقف غير مناسب .. وتكررت نزعته الديكتاتورية وتصرفاته الإستعلائية والخروج على الجماعية حين أصدر مجلس تحرير ولاية جنوب كردفان ــ الحركة الشعبية ــ في مارس 2009 م قراراً بإقالة رئيس الحركة حينها (اللواء دانيال كودي) فكون السكرتير لجاناً بعث بها إلى المحليات بدعوي (إزالة الآثار الضارة لقرار مجلس التحرير) !! ولكنه ظل سكرتيراً لذاك المجلس ، وجاء عبد العزيز آدم الحلو!

    ومنعت الحركة الشعبية ، صاحبة ذات المبادئ والشعارات أعلاه ، منعت (حرية الحديث ، التعبير، والتداول الحر للآراء ـــ الأفكار ـــ داخل الحزب) و(ديمقراطية المشاركة ، إحترام المؤسسات الديمقراطية والقيادة الجماعية) ومبادئ (المحاسبية ، الشفافية ، الحكم الراشد) ، وتحول الحزب إلى معتقل كبير لعضويته يلاحقون فيه العشرات بالتوقيفات والتحقيقات والمحاسبات والإقالات والفصل ، إذ في ذات الحزب الذي يرفع شعارات (حرية ، ديمقراطية ... إلخ) تعرض العديدون من أبناء محلية وقبائل كادقلي إلى تحقيقات ومحاسبة (إلى حد الفصل من الحزب) فقط لأنهم صدقوا تلك الشعارات وجهروا أمام رئيسهم عبد العزيز آدم الحلو في سبتمبر الماضي بآرائهم في ما تجري من سياسات داخل الحركة الشعبية ، والتي منها هيمنة قبيلة معينة على مقاليد الأمر بحزبهم ، وتسلق تيار فكري محدد إلى سدة القرار ، رغم إن الجهر بتلك الآراء تم في إجتماع رسمي داخل سكرتارية الحركة الشعبية بالولاية !!.. دون أن (يتكرم) شخص بالتوضيح للحائرين في شوارع المدينة عن ما معنى الحزب السياسي إذا إذا خلا من الآراء ووجهات النظر ، بل أين وكيف تريد الحركة الشعبية أن تحقق هدفها (تحرير السودان) إذا فشلت في تحرير نفسها من هيمنة الأفراد وغوايات النفوس الضعيفة ، وأين وكيف تريد تطبيق شعاراتها إذا لم تستطع أن تفعل ذلك حتى داخل مباني سكرتاريتها .. إن السؤال الجوهري الذي يظل ضاجاً في إنتظار إجابات أو تفاسير هو .. هل إنقلبت الحركة الشعبية على نفسها أو حدث تغيير لأهدافها المعلنة لنا (شعب هذا الوطن) أوعدلت دستورها ولوائحها المنظمة لأعمالها وفقدت منطق الحوار داخلها ورفعت عصا الإرهاب في وجه أصحاب الآراء داخلها للدرجة التي أوصلت جملة من تم التحقيق معهم وإتخاذ (إجراءات) ضدهم إلى ما يفوق الخمسين شخصاً إثنين وثلاثين منهم تم فصلهم عن الحزب في إجراءات أشبه تماماً بـ (الفصل التعسفي) أوالإحالة لـ (الصالح العام) التي إتبعتة الإنقاذ مطلع أيامها .. وفوق ذلك عرضو تنظيمهم لمخاطر(فقدان شرعية ممارسة العمل السياسي بالولاية) بالوقوع تحت طائلة المادة (32/3 ــ ج) من الدستورالإنتقالي لولاية جنوب كردفان التي نصها:(لا يحق لأي تنظيم أن يعمل كحزب سياسي على مستوى الولاية ما لم يكن لديه : ــ قيادة ومؤسسات منتخبة ديمقراطياً) .. وذلك بعد أن سمحت الحركة الشعبية لقائدها الحالي عبد العزيز آدم الحلو بممارسة سلطات رئيس الحركة الشعبية بالولاية قبل إتمام إجراءات تعيينه رسمياً ، حيث ينص دستور الحركة الشعبية إنه في حال سحب الثقة أو إقالة الرئيس بالولاية مثلما حدث للرئيس السابق (اللواء دانيال كودي) فإن رئيساً جديداً يتم إختياره خلال فترة أقصاها (ثلاثين يوم) من تأريخ الإقالة بواسطة إنعقاد مؤتمر ولاية طارئ ، وهو ما نعلم إنه لم يتم حتي اللحظة رغم مرور عشرة أشهر !!.

    إن بوادر صراعات إثنية داخل الحركة الشعبية ، ربما إلى حد إقتتال مثلما يحدث بين قبائل الجنوب ، لم يعد أمراً بعيداً ، بعد أن صار معلوماً للملأ بالولاية وجود إصرار صارخ من بعض الافراد والقبائل داخل الحركة الشعبية على الإنفراد بالقرار والنزوع للديكتاورية وسيادة رغبات وإرادة مجموعات معينة مع محاولات قهر وتكميم أفواه المجموعات الأخري إلى درجة إنتهاج أسلوب بوليسي مخابراتي لتوقيف العضوية وتكوين مجالس تحقيق ومحاسبة عسكرية للأعضاء المدنيين ، بل وتطور الأمر إلى إستعمال (سلاح الجيش الشعبي) ضد (عضوية الحركة الشعبية) بإطلاق النار على البعض أثناء التحقيق معهم ومطاردتهم في أزقة الأحياء مثلما حدث لعضو من أبناء قبيلة ومدينة كادقلي (عمار حسن بدوي) الذي دون الواقعة في بلاغ رسمي لدي القسم الغربي لشرطة مدينة كادقلي (حي البان جديد) تحت تهم (الإعتقال غيرالمشروع ، الأذى الجسيم ، الشروع في القتل) ، ثم إعتقال سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية للحركة الشعبية بمركز الريف الغربي لمحافظة كادقلي (سليمان أحمد سليمان عطية) من منزله بحي الرديف بواسطة ثلاثة من عساكر الجيش الشعبي المسلحين بالكلاشات وقيادته إلى مباني سكرتارية الولاية التي تم تخليصه منها بعد تجمهر عدد من أفراد أسرته وجيرانه أمام السكرتارية .. والسكوت المريب والمعيب من الجميع على الحادثتين قد أوضح بجلاء إن الحركة الشعبية بالولاية نجحت في سياسة (فرق تسد) بحيث صارت الجميع عبارة عن قبائل وأسر و(لوبيهات) وكتل منقسمة ومنكفئة على نفسها لا يهتم أحد بقضية الآخر وبحيث إنفردت (قيادة الحركة) بـ (أعضائها من النوبة) تصطادهم فرداً فرداً بالعزل والإغتيال السياسي مرة ، ومرة بالسلاح الناري ومحاولات التصفية الجسدية مثلما يفعل أي عدو بعدوه ، فقط لمجرد إختلاف في وجهات النظر .. وكذلك صدور فورمانات بمنع أشخاص يحملون عضوية الحركة الشعبية من دخول سكرتارية الحركة بالولاية ، رغم إنها المقر العام لأعضاء التنظيم لممارسة حقوقهم وواجباتهم التنظيمية وفق ما تحددها لهم اللوائح ، مما يعني بإن الحركة الشعبية بجنوب كردفان والتي جاءت محفوفة بكثير من الآمال و(الأماني العذبة) لشعب جبال النوبه ، ومدثراً بزخم من الشعارات قد تحولت في خاتمة المطاف إلى سلاح في وجه أبنائها تماما مثلما كانت تفعل أجهزة النظام الأحادي بأبناء المنطقة أمام مرأى وسمع الجميع بميدان الحرية و(خور العفن) ، وتحولت ، وهي التي جاءت تهتف (نعم للقبيلة لا للقبلية) ، إلى (دار) ومزرعة لقبائل محددة يستضيفون فيها من يريدون من القبائل الأخرى ويبعدون من لا يريدون وفقاً للمزاجات والأهواء ، ويستعملون (سلاح تنظيمهم) في وجه (أعضاء التنظيم) في برهان تطبيقي و(بيان بالعمل) لـ (إستعمار) و(إستعباد) وقهر القبائل الأخرى بإسم (التحرير) !!

    .. لكن السؤال هل ستصمت تلك (القبائل الأخري) على ذلك طويلاً ، إن الإجابة ، والتي هي (لا) بدون مواربة ، تؤكد بإن (شخصاً ما) ، ولا نقول أن (شيطاناً ما) يعمل على إثارة قبائل جبال النوبة بالحركة الشعبية ضد بعضها وفتنتها للإقتتال فيما بينها .. وبما إن قيادات جبال النوبة بالحركة الشعبية وغيرها ـــ والحركة الشعبية صارت بواقع الحال منبراً لقضايا جبال النوبه ـــ لا يريدون أن يستيقظو لمواجهة هذا المخطط الأسود ، وإكتفو (أعني من يتسمون بقيادات جبال النوبه) بالحقائب والمناصب والمكاسب والرغائب االشخصية الضيقة فإننا نجد أنفسنا مضطرين لأن نهدهد بعضهم ــ على الأقل ــ ونستوقظهم بأن:



    أرى تحت الرماد وميض نارٍ وأخشي أن يكون له ضرام

    فإن النـار بالعــودين تزكــــى وإن الحـــرب أولها كــلام



    تنويه هام ومهم !! : ـ لا يفوتنا أن نشير دائماً (في المنابر المختلفة) أن من أهم عبارات سكرتير الحركة الشعبية في كل خطاباته للمفصولين والمنفصلين من وعن حزبه بأنهم (لا يحق لك التحدث بإسم الحركة الشعبية في المنابرالمختلفة .. أودخول دورها بأي حال ، ـ لأي سبب من الأسباب ، في بعض الخطابات ـ) ، وذلك في محاولة إستباقية غير موفقة لقطع الطريق على هؤلاء في الوصول لعضوية الحركة وتمليكهم الحقائق ، وبالتالي الإنفراد بالتنويرات المضللة التي سمعنا عن بعضها مما لا يصلح معها إلا التعليق بأن ( لا عجب ، ولا جديد ) ، فهذا النوع من السلوك هوالسر وراء مايحدث في أوساط الحركة الشعبية ، وهذا أيضاً هو الفهم ، إذ يعتقد البعض إن الجدران الأربعة للسكرتاريات هي الحركة الشعبية ، وإن منابرالحركة الشعبية هي وسائل التنوير الوحيد ، وعساه ، (وعله ، وليته ،وأتمنى أن) يكون مقدراً وعارفاً الفرق بين (الحديث بإسم الحركة الشعبية) و(الحديث عن الحركة الشعبية)!!



    ـــ ونواصل ـــ





    سدنى – استراليا - 8 يوليو 2010 م
                  

07-09-2010, 10:55 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    Quote: شكرا أساذ أمير جابر/
    هذا بوست هام فى وقت هام !


    والله لاكين يا عامر جابر لقيتا ...

    اتجدّع بى كتابات الناس .. بتنفعك فى كتاباتك ..








    ... المهم ....
                  

07-10-2010, 08:30 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: اتجدّع بى كتابات الناس .. بتنفعك فى كتاباتك ..

    المهم انك تتعلم
                  

07-11-2010, 09:56 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة ( فرق تسد )



    الحلقة ( 3 – 5 )



    عرض: آدم جمال أحمد – سدنى



    تحدثنا فى الحلقتين السابقتين ( الأولى والثانية ) .. عن أحداث عملية الفصل لأعضاء وقيادات الحركة الشعبية السياسية والتنظيمية بجنوب كردفان/ جبال النوبة ، والتى توحى بأن الحركة الشعبية فقدت منطق الحوار داخلها .. ورفعت عصا الإرهاب في وجه أصحاب الآراء داخلها ، لدرجة أوصلت التحقيق معهم وإتخاذ إجراءات ضدهم وفصلهم عن الحزب في إجراءات أشبه تماماً بـ (الفصل التعسفي) أو الإحالة لـ (الصالح العام) التي إتبعتة الإنقاذ مطلع أيامها .. وخاصة أن هذا السيناريو تناولتها معظم الصحف السيارة وبعض الفضائيات ـ ، والذى جاء للأسف من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ( الحركة الشعبية بجبال النوبة ) ، ولكن فى هذه الحلقة الثالثة من مقالنا سوف نحاول الإيضاح وكشف القناع عن ما جري في الحركة الشعبية بجنوب كردفان من خلال إستعراضنا لمقال الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان .. وآخرين من المفصولين الذين لزموا الهدوء في محاولة إنحناء منهم لمرور العاصفة ، إلا إن الهياج والشوشرة والتهريج والهرجلة من البعض لم يفسح مجالاً كثيراً للحلم والإحتمال ، خاصة بعد نزول عبدالعزيز الحلو بنفسه إلى حلبة الصراع متخلياً عن دور القائد وحكمة القيادة ووصفه لهؤلاء الذين تم فصلهم .. ب (السرطان) .. و(المخربين) .. و(أسباب البلبلة في الحزب) ، ورصداً للحقيقة والحيثيات المجردة لا بد لنا أن نستمع الى الطرف الأخر من الذين تم فصلهم عن الحركة .. كاتب هذه السطور: الأخ .. وزميل الدراسة الصحفى عمر منصور فضل .. مرشح الدائرة الجغرافية (17) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة .. وأحد القيادات التنفيذية المفصولة عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان حيث يقول الآتى: ...

    ..(إذا سنحت لك الفرصة لترصد أكثر الألفاظ والتعابيرالمستخدمة في أوساط الإعلام سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية لوجدتم إن أكثر التعابير إستخداماً هي .. الحرية .. والديمقراطية .. والتحول الديمقراطي .. والبعض يظن إن كثرة الإستخدام ما هي إلا دلالة على وضوح المعنى وثبوتيته ، ولكن من يتحدث بهذه التعابير يفلسفها بالطريقة التي يريد ويلويها ويمطها ويشدها ويقصرها على مقاسه ، لقد فلسف البعض موضوع الديمقراطية والحرية بدعوى إن هناك مفاهيم مختلفة لها ، ولكن الحرية والديمقراطية واضحتان حتى للأعمى ومعصوب العينين في حالك الظلام .. من المفترض أن يقول الإنسان كل ما يريد من دون خوف أو تخويف ومن دون رهبة أو إرهاب ، هذه هي الحرية ودون ذلك كذب وبهتان!! والديمقراطية صراع ، نعم صراع .. إنها صراع الأفكار والآراء ، وفي هذه المعركة لا يسقط صريعاً إلا ردئ الأفكار وغضها ، ولا يجرح فيها إلا ضعيف الفكر وهزيله ، ولا ينتصر في هذا الصراع سوى قوي الأفكار وصحيحها !!) .. (إن الأحزاب الديمقراطية تحمل في داخلها بذرة فناء الديمقراطية ، وهي التي تدعي إنها تمثلها وأولى على الأقل تحمل إسمها ، وذلك إن خطة الأحزاب لا تمارس الديمقراطية داخل دهاليزها وإنما تجعل الديمقراطية المطية التي تركبها للوصول إلى الكرسي ، وهذه الأحزاب تجعل المثقفين هم (المرتزقة) الذين يخوضون حروبها بالوكالة عنها ولايجدون من المغنم حتى الشكر الخجول ، وإن تجرأ المثقف يوماً بفتح فاه ناقداً أو منتقداً الحزب فإنه يصبح محكوماً عليه بالنفي داخل الحزب أوعزله إن لم يكن طرده ....)!!!!! .. الكلمات أعلاه بكامل حروفها وعلامات ترقيمها بما في ذلك النقاط والشولات وعلامات التعجب ـ عدا الأقواس وعلامات التعجب الخمسة الأخيرة ـ سطرها قلم الأستاذ صلاح جاموس في مقاله (مُدّاح في حضرة السلطة والحزب!!) بجريدة (رأي الشعب) ، أحد أعداد الأسبوع الأول من يناير !!!!!..

    ويقول الأستاذ فايزالشيخ السليك بـ (أجراس الحرية) ، الأربعاء20/1/2010م ، في عموده المقروء (فضاءات) متحدثاً عن الدكتاتوريين والمستبدين والطغاة : (هؤلاء المستبدين يسعون إلى إستئصال البارزين من الرجال وأصحاب العقول الناضجة ، لأنه ليس من عادة الطاغية أن يحب رجلاً ذا كرامة ، رجلاً شريفاً ذا روح عالية ، لأن الطاغية يدعي إنه يحتكر لنفسه هذه الخصال الحميدة ومن ثم يشعر إن أي إنسان شريف صاحب كرامة أو بارز يزاحمه في ذلك أو إنه يحرمه التفوق والسيادة ، ويعتبره إعتداءاً عليه ويلجأ إلى إشعال الحروب دائماً بهدف إشغال رعاياه ....) وكلمات أستاذ فايز السليك أعلاه أيضاً كما جاءت بعموده بكامل حروفها وعلامات ترقيمها ما عدا الأقواس والنقاط الأخيرة !!!!! .

    لكن بربكم ، وعليكم الله ، يا رفاقي في الملايو وفي باندونق الفتية ، هل رأيتم تعبيراً أفصح وأبلغ من هذه في توصيف وتصحيف حال الحركة الشعبية بجنوب كرفان/جبال النوبة بقيادة قائدها الحالي (العزيز) عبد العزيز آدم الحلو!!.. بربكم ، وعليكم الله ، هل خطر ببال أحدكم كلمات أدق وأحق وأصدق من هذه لتعبر عن سر وحقيقة وواقع ما يجري داخل الحركة بجنوب كردفان/جبال النوبة ، نعم أعني جبال النوبه التي لم تعد بها نوبة .. ولكن .. هل قلتم يوجدون .. نعم يوجدون طالما قلتم ذلك .. يوجدون .. !! .

    .. هياج وهتاف و(كروراك) كثير(ومثيروخطير) ملأ الساحة الإعلامية مؤخراً من طرف واحد إنفرد بالضجيج في الساحة ـ على طريقة: أقيف في الساحة وأشيل مفتاحاً ـ ، لكون إن إصدارالخبر وترديده وضخه وتحليله والتعقيب عنه وعليه ... إلخ جاء من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ، وهو ما تناولته الصحف السيارة والإليكترونية ـ وبعض الفضائيات ـ منذ السبت 2 /1/2010م عن فصل عدد من أعضاء الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان ، وفي البداية ، رصدا للحقيقة والحيثيات المجردة نشير إلى إن الأحداث بدأت كما يلي : ـ

    * في ثالث أيام عيد الفطر المبارك المنصرم .. نعم المبارك ، كان هناك برنامج طقوسي لقبيلة كادقلي بإسم (معايدة قبيلة كادقلي) يقام سنوياً في أيام العيد ، وفي أثناء فعاليات المناسبة بحي حجر المك (مدينة كادقلي) ، في ثنايا كلمة ممثل القبيلة ورد تعبير ملخصه إن الحركة الشعبية لم تنصف كادقلي وتجاهلت تأريخ نضالها الطويل مع الحركة ومساهمتها بقائمة طويلة من قيادات ورموز وشهداء الجيش الشعبي والحركة الشعبية بدءاً بالقائد الرمز يوسف كوة مكي ، والقائد المناوب (حينها) الشهيد عوض الكريم كوكو تية ، والقائد المناوب (حينها) محمد توتو ومولانا الرائد سمير بابور كوة ... إلخ .

    * قيادة الحركة الشعبية التي حضرت المناسبة بزعامة عبدالعزيز آدم الحلو تململت من الخطاب وإستنكرت صيغته وإعتبرته مؤامرة من أبناء كادقلي بالحركة الشعبية لإحراج عبدالعزيز وإنتقاد تشكيلته الحكومية الأخيرة التي جاء في غالبها بأبناء قبيلة وجهة جغرافية معينة (حوالي 36 من المناصب العليا).

    * على خلفية ذلك إنعقد إجتماع بفعاليات محلية كادقلي بعد حوالي إسبوع من الحدث بمباني سكرتارية الحركة الشعبية في الولاية دار فيه نقاش عنيف وعنيد بين عبدالعزيز الحلو وقيادات المحلية بحضور عدداً من وزراء ومستشاري وبرلمانيي الحركة الشعبية تحدث فيه (الحلو) بنبرة شديدة اللهجة حملت الكثير من الوعيد والتهديد بأنه كرئيس للحركة الشعبية في الولاية لا يسمح لأحد أن يملي عليه أو يسيّره ، ولا يقبل التهديد بالجماهير والإبتزاز من أحد ، وإنه لا يوجد رئيس حزب في الدنيا يستشير أحداً لتسيير شئون الحزب!! ـ علامات الإستفهام من عندي ، الكاتب ـ وإن هذا الكلام الذي تم تداوله لن يمر بدون تحقيق ومحاسبة ، وبالفعل منذ الإسبوع الثاني من أكتوبر بدأت موجة من لجان التحقيقات والمحاسبة شملت عدداً كبيراً من قيادات ورموز أبناء كادقلي بالحركة الشعبية لمساءلتهم حول أقوالهم في المناقشات التي دارت في إجتماعهم مع (الحلو) وحول بعض البيانات الناقدة التي أعقبت ذلك .. لكن (موجة) الإتهامات و(موضة) التحقيقات والملاحقات بالمحاسبة و(فوبيا المؤامرة) تمددت بشكل عشوائي (تقابض من طرف) لتشمل ما لا يقل عن (48) عضواً من الحركة الشعبية (في أغرب ممارسة تنظيمية لرئيس حزب في الدنيا!!) ـ سنسرد لاحقاً بالتفصيل قائمة الإتهامات ، وطريقة إجراء التحقيقات والمحاسبة وإصدار ونشر العقوبات ، ومن شملهم ذلك ، دحضاً للإفتراءات والتلفيقات والخزعبلات التي سار بها ركبان (المبرراتية) ومفسري رسائل البلاط ـ.

    مع بدء الأزمة ، ومحاولة تسويقها بذلك الـ (كم) الهائل والمهول من الهياج والغوغائية والجهل السياسي والتنظيمي والإداري أطلقنا الدعوة للجميع بأن دعونا ننحني ـ لا أن نركع ـ أمام العاصفة حتى تمر وتعود إلى سماء الحركة الشعبية صفاؤها وعافيتها ونقاؤها ، ويهب النسيم الهادئ إلى النفوس والوجدان ، لكن (ما حيلة المصلوب في المسمار) وكيف العمل لمن (ألقوه في اليم مكتوفاً وقيل له إياك إياك أن تبتل بالماء) .. وكيف لنا وبغاث الطير في سفح الجبل ومنحنى الوادى أطلقو شقشقات الشوشرة والإزعاج والتهريج والهرجلة فرحاً بهذا العبث ، وكيف لنا الصبر على العاصفة أمام هذا الهتاف الأجوف من فقهاء السلطان وبطانة السلطة ، وسدنة المعبد وحارقي البخور ، وماسحي الأحذية والجوخ من أمثال (السكرطير) و(الناطح الرسمي) و(شاعرالبلاط) وغيرهم من الإنتهازيين والإرتزاقيين الذين سنأتي لاحقاً أيضا بالتحليل للحالات النفسية لبعضهم ، والذين لا يجيدون إلا التمرغ في تراب أقدام (القيادة) وغسل أيدي وأرجل المسئولين و(المسعولين) و(المسعورين) .. وتقبيل أحذيتهم والعيش (مثل كل العوالق والطفيليات) على بقايا فتات الطعام من فم السلطة ، والذين في غفلة من الزمان إلتصقو مثل (القراد) والحشرات الطفيلية بجسد الحركة وقضايا جبال النوبة ليمتصوا من دمائها المتمثلة في الأتاوات وضرائب (الدقنية) التي تكبل العضوية لتذهب إلى جيوب ورفاهية من يتسمون بالقيادات ، وهي لا تفعل شيئاً حقيقياً سوى التبجح والتبجج بكثافة العضوية وضخامة الأهداف والآمال ، والذين عملوا وعولوا على أن تتحول هذه العاصفة العابرة إلى إعصار و(كتاحة) تدفن الحقيقة الأمر لا يترك لنا مناصاً من الإصرار على العمل بكل الجدية لأن (نستمطر) السماء ليغسل هذه الأوحال والأدران الكثيفة عن جسد الواقع والحقيقة خاصة وإن عبد العزيز الحلو نفسه تخلى عن دور القائد وحكمة القيادة وإنحدرإلى تولى مهام (زعيم الشلة) بإطلاق الألفاظ المسيئة والمشينة في المنابر العامة ضد الذين تم فصلهم من الحركة الشعبية ووصفهم بالـ (السرطان) .. (المخربين) .. (أسباب البلبلة في الحزب) ... إلخ ، و هؤلاء الذين تم فصلهم ـ وكاتب السطور على معرفة وثيقة بغالبهم وغالب تفاصيل إستهدافهم ـ رموز عريقين وأصيلين و(مؤصلين) من أبناء جبال النوبة ، ودخلو الحركة الشعبية راشدين وواعين ومدركين وبكامل إرادتهم وليسوا هاربين من خوف أو مأسورين بالقوة ، وسيظلون قبل وبعد ، داخل وخارج الحركة الشعبية ، رموزاً عريقين وأصيلين و(مؤصلين) ، وواعين ومدركين وبكامل إرادتهم!!. ، وإنتمائهم لقبائلهم ومجتمعاتهم ليست موضع مساومات سياسية أو تنظيمية ، لأنه الأساس الذي ينطلقون منه ..

    إن محاولات التمويه والتتويه والتضليل لعضوية الحركة الشعبية والقيادة القومية والرأي العام حول الأزمة بإختزالها إلى مصلطح وهمي فضفاض إسمه (إن المفصولين إرتكبوا مخالفات ضد دستورالحركة الشعبية) .. أو (نازعوا القيادة) أو (خالفوا المواد...) دون أن يفسرأحد تلك المخالفات وماذا يقول عنها الدستور .. وفيما كان نزاعهم مع القيادة .. أو يقول أحد ماهي نصوص تلك المواد التي خالفوها .. وما هي حقيقة الإجراءات التي برهنت أو أثبتت هذه المخالفات .. إن هذا إدعاء غير موفق بأن (الآخرين) أغبياء جداً و(إنهم) في المقابل أذكياء جدا.. وهذا ما لا أعتقد أن أحدا يرضي به ان يكون .. إن أعراض (البلبلة) هذه ناتجة من عقدة (فوبيا المؤامرة) التي تعشعش في عقول البعض ويوحونها لعبد العزيز الحلو وأنصاره بأن هناك (مؤامرة) تحاك ضده لإفشاله وإبعاده عن الجبال وإن قيادات محددة وقبائل معينة هي التي تقود هذا الإتجاه ، وعليه أن يتغدّى بهم قبل أن يتعشّو به ، لكن الأيام ستكشف له ـ بعد فوات الأوان ـ إن المؤامرة كانت في الواقع من الدجالين والمنافقين الذين يتحلقون حوله ويشكلون له سياجاً سميكاً يعزله عن واقع الأحداث ، سيكتشف ـ بعد فوات الأوان أيضاً بكل الأسف ـ إن الذين حاول أن يتغدى بهم مبكراً ليسو من الطير الذي يؤكل لحمه ، وإنهم أيضا كانو أكثر من يعملون أن(يبنو) في جسد عبد العزيز الحلو (عضلات وريش) ليقود بها الحركة الشعبية وقضايا جبال النوبا بقوة وثقة وعزة إلى بر الأمن والسلامة ، ولم يكونو يتآمرون أو يأمرون أو (يؤمرون) لوليمة (عشاء أخير) به لأنهم ليسوا من صنف (البشرآكلي البشر) .. إن البعض يكونو قد ساقو(القائد) عبدالعزيز الحلو إلى (إنتحار سياسي) حين أوعزو له بأنه يمكنه أن يقود النوبة بالعصا والكرباج والتهديد والوعيد والمجالس العسكرية ، وبسياسة (يا تشربي يا أكسر قرنك) إذ لو كانت مثل هذه السياسة تنجح لهرب النوبا جميعهم من الجبال قبل أن يأتيهم عبدالعزيز الحلو من جراء ما حدث لهم أيام بيوت الأشباح و(خور العفن) و(ميدان الحرية ــ الحمراء ــ) .. وما أدراك ما ميدان الحرية .. ونتمني ونأمل من هؤلاء الذين إستمرأو أن (يصبّو الزيت) في نار الفتنة بأقوال مثل (الموضوع بعد دا يرجع جيش بس) .. بل وتطوير القول إلى فعل بإطلاق الذخيرة الحية على الأفراد المدنيين العُزَّل أثناء تحقيق تنظيمي مثل الكلاب او القطط الضالة ، وهؤلاء (أي المتحدثون عن الجيش) لم يدخلو يوماً ميداناً للجيش حتى في حصص ( الكديد) المدرسية !! .. ولماذا التخندق خلف الجيش في العمل السياسي ، ومعلوم إن الجيش الشعبي ليست مليشيات لقبيلة معينة ، ولا (قوَّات خاصة) بعبد العزيز الحلو .. إن الجيش الشعبي ــ حسب ما نعلم ــ جيش قضية وجيش برنامج فلماذا يريد البعض الزج به في صراع (داحس والغبراء) و(حرب البسوس) هذه ؟!.. إن ذلك ببساطة لأن هؤلاء لا ينظرون إلا تحت مواطئ أقدامهم ولا يقرأون التأريخ ولا يتعظون من تعاقب دورات ودوران الزمان ، ودولات الأيام .. فمثلما إن الديكتاتورية لا تعالج إفرازتاتها إلا بمزيد من الدكتارتورية عبرآليات القمع الفكري ، وقهر الآراء ، فإن الديمقراطية لا تعالج إفرازاتها إلا بمزيد من الديمقراطية عبروسائل الشفافية والمحاسبية والتحاوروالتواضع لسماع الآخر دون إفتراض أن يكون ذلك (الآخر) نسخة من (الأنا) ، والإستماع الجيد والعودة لأسس المشكلات دون الإكتفاء بالظواهر والنتائج والإفرازات ، وإفساح المجال للبحث الجماعي عن الحلول بعيدا عن نظرية الراعي الأوحد والقائد الملهم الذي تنام بين أصابعه السحرية كل الحلول .. إن ما إتخذه (العزيز) عبدالعزيز آدم الحلو الذي يقود تنظيم أشهر شعاراته (الديمقراطية ، الحرية ، الشفافية ، .... إلخ) لا يحتمل منه إلا تفسيرين : ـ

    إما يقر بأنه لا يزال حركة وقائد لهذا التنظيم بذات قيمه وأدبياته وشعاراته وبالتالي التحاكم والمحاكمة للجميع ومع الجميع وفق ما توافق عليه أعضاء هذا التنظيم في شكل مانيفيستو ، ودستوراً ولائحة أعمال مجلس تحرير ، أوعلى الأقل محتوى كتاب (منهج الأساس) الذي تم تدشين تدريسه بمجئ عبد العزيز آدم الحلو للولاية وتحت إشرافه المباشر .. أو الإعتراف بأنه يقود شيئا آخر وبالتالي يكون قد فقد شرعية التعامل مع عضوية الحركة الشعبية ليختار الآخرون طريقهم بغيره ، أو طريقهم معه بغير الحركة الشعبية .. إما إن يمارس نموذج المقولة الشعرية :



    يا أيُّها الرجل المعـلّم غــيرَه هـلا لنفسك كان ذا التعــــليمُ

    تصف الدواء لذي السٍّـقام وذا الضنا ، كي ما يصِحُّ به وأنت سقـيمُ

    أرجع لنفسِك وأنْهِها عن غـيِّها فإذا فعـــلتَ فإنّ ذاك عـظـيمُ



    ويصر على جمع هذه المتناقضات ولا يقر أو يعترف بالخطأ ويصر على إنه هو الحزب وهو الدستور أو إنه فوق الحزب والدستور فهذا لا يمكن إذ لا يستقيم لشخص بأي حال أن يجعل الشعارات شيئاً مزاجياً ومطاطاً في يده يفسره حسب ما يشاء .. فإن لجان التحقيق بل حتى المحاكمات الميدانية أو الإعدامات وتعليق الناس على غصون الأشجار لا يمكن أن توقف مظاهر الإحتجاج والإمتعاض من الممارسات الخاطئة من القيادة لأن القهر والجبروت بأي حال لا يعني الحل حتى لو أدى للصمت والسكوت ، وإنما يعني (تغطية للنار بالعويش) وتأزيم وتعقيد للمشكلات وتأجيل الحلول ، إذ كان الحل بسيطاً ومتاحاً في وجهة نظرنا المتواضعة ووجهة نظر غالب عضوية الحركة التي نستطيع الإدعاء على إننا على صلة وطيدة وحميمة بها ، وهو إن الأجدي كان عمل لجان تقصي حقائق وليس لجان تحقيق ومحاسبة مثل ما يقتضي أي إجراء عادل ومنصف ومسئول خاصة في حزب كالحركة الشعبية لا يفتر من التشدق بشعارات (العدالة .. الحرية .. الديمقراطية .. المؤسسية .. الحكم الراشد ... إلخ) ، إذ كانت الأولي مهمتها التعامل والنقاش والتداول والحوار لجمع (معلومات) عن الأسباب والجذور (لأي شئ تمت التحقيقات بشأنها) ، بينما الثانية تعاملت مع (أشخاص) بغرض التبرئة أو الإدانة ، بل بغرض الإدانة بسبق الإصرار والترصد بكل أسف.

    تنويه هام ومهم !! : ـ لا يفوتنا أن نشير دائماً (في المنابر المختلفة) أن من أهم عبارات سكرتير الحركة الشعبية في كل خطاباته للمفصولين والمنفصلين من وعن حزبه بأنهم (لا يحق لك التحدث بإسم الحركة الشعبية في المنابرالمختلفة .. أو دخول دورها بأي حال ، لأي سبب من الأسباب ، في بعض الخطابات ـ) ، وذلك في محاولة إستباقية غير موفقة لقطع الطريق على هؤلاء في الوصول لعضوية الحركة وتمليكهم الحقائق ، وبالتالي الإنفراد بالتنويرات المضللة التي سمعنا عن بعضها مما لا يصلح معها إلا التعليق بأن (لا عجب ، ولا جديد) ، فهذا النوع من السلوك هو السر وراء ما يحدث في أوساط الحركة الشعبية ، وهذا ايضاً هو الفهم ، إذ يعتقد البعض إن الجدران الأربعة للسكرتاريات هي الحركة الشعبية ، وإن منابرالحركة الشعبية هي وسائل التنوير الوحيدة ، وعساه ، (وعله ، وليته ، وأتمنى أن) يكون مقدراً وعارفاً الفرق بين (الحديث بإسم الحركة الشعبية) و(الحديث عن الحركة الشعبية) !!..



    ـــ ونواصل ــ



    سدنى – استراليا - 10 يوليو 2010 م
                  

07-14-2010, 10:19 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة ( فرق تسد )



    الحلقة ( 4 – 5 )



    عرض: آدم جمال أحمد – سدنى



    تحدثنا فى الحلقات السابقة عن عملية الفصل لأعضاء وقيادات الحركة الشعبية السياسية والتنظيمية بجنوب كردفان/ جبال النوبة ، وخاصة بعد نزول القائد عبدالعزيز الحلو بنفسه الى حلبة الصراع ، والتى شرحنا فيها بأن هذا يؤكد فقدان حكمة وعقلانية القائد .. مما يوحى بأن الحركة الشعبية فقدت منطق الحوار داخلها .. ورفعت عصا الإرهاب في وجه أصحاب الآراء داخلها للدرجة التي أوصلت جملة من تم التحقيق معهم وإتخاذ (إجراءات) ضدهم إلى ما يفوق ال ( 50 ) شخصاً ، إثنين وثلاثين منهم تم فصلهم عن الحزب في إجراءات أشبه تماماً بـ (الفصل التعسفي) أو الإحالة لـ (الصالح العام) التي إتبعتة الإنقاذ مطلع أيامها .. ، وخاصة أن هذا السيناريو تناولتها معظم الصحف السيارة والإلكترونية ـ وبعض الفضائيات ـ منذ السبت 2 يناير 2010 م ، والذى جاء من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ( الحركة الشعبية بجبال النوبة ) ، ورصداً .. وزميل الدراسة الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان .. ، ومرشح الدائرة الجغرافية (17) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة .. والذى سطرها بقلمه فى خمس حلقات متتالية تحت عنوان .. ( هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر .. من خلال ما يحكمه وينظمه إجراءات مانيفستو ودستور ولوائح الحركة .. حيث يقول الآتى: ...

    تحدثنا في الحلقة الثالثة من هذه المحاولة الإيضاحية و(الإضائية) عن ما جري في الحركة الشعبية بجنوب كردفان بشأن كاتب السطور وآخرين ذكرت إن الجميع لزموا الهدوء في محاولة إنحناء لمرور العاصفة ، إلا إن الهياج الغوغائي والشوشرة والتهريج والهرجلة من البعض لم يفسح مجالاً كثيراً للحلم والإحتمال ، خاصة بعد نزول عبدالعزيز الحلو بنفسه إلى حلبة الصراع بثياب (زعيم الشلة) متخلياً عن دور القائد وحكمة القيادة بإستغلال منابر ودور الحركة الشعبية لإساءة وإشانة هؤلاء الذين فصلهم من الحركة الشعبية ووصفهم بالـ (السرطان) .. (المخربين) .. (أسباب البلبلة في الحزب) ...إلخ .. وملخص الأزمة والنزاع إن بعض المجموعات الإثنية بالولاية مضافاً لها تيار فكري معين يرون إنهم هم الآباء الروحيون والأوصياء على الحركة الشعبية بجبال النوبة والحركة ملك لهم وهم أسيادها والآخرون ضيوف عليهم ، وهم من يأذنون لغيرهم ويحددون لهم كيفية ومقدار التعامل مع قضايا المنطقة ، وإن رغباتهم وأهوائهم ووجهات نظرهم هي الحركة وهي الدستور واللوائح بينما يرى الآخرون إن الحركة الشعبية مشروع فكري وبرنامج جماهيري عام يحكمه وينظم إجراءاته مانيفستو ودستور ولوائح معلنة ومكتوبة ومطبوعة وليست ملكاً لتيار فكري أو إثنية أو قبيلة معينة وليست مؤسسة ديوانية أو شركة أو قبيلة معينة يلعب فيها القائد دور المدير العام أو (مراقب العمال) أو الـ (Time Keeper) ، وباقي العضوية موظفين وعمال .. وظهرت هذه الذهنية بشكل صارخ وواضح جداً في الإجرءات الأخيرة ـــ التحقيقات والفصل من الحزب ـــ إذ شملت التحقيقات والعقوبات رموز قبائل معينة ومحددة كما إن غالب لجان التحقيق والمحاسبة تكونت من قبائل معينة ومحددة أيضا ، والتهم والمخالفات (إذا جاز لنا أن نسميها تهم ومخالفات) كانت عبارة عن أقوال فضفاضة وهلامية (مثل عقد إجتماعات سرية مع قيادات في الحركة الشعبية ـــ إسماعيل خميس جلاب ، عمار أمون دلدوم ــ ...إلخ ، وإجتماعات مع قبائلهم ، والسؤال عن علاقة البعض بأسماء آخرين من عضوية الحركة الشعبية ...إلخ ، بدون تفسير ما هو عنصر المخالفة التنظيمية في ذلك ).. الغرض النهائي منها ذر رماد في العيون لإيجاد تبريرات صورية لفصل أشخاص محددين من الحزب ، رغماً عن وجود مخالفات حقيقية بجحم (كوارث) يرتكبها أفراد من تلك القبائل المتخصصة في محاسبة الآخرين .. لكنه في كل الحالات ، حتى بإفتراض وجود أسباب حقيقية لمحاسبة أحد من عضوية الحركة ، فإن هناك نصوص لائحية معينة تحدد شكل ونوع الإجراءات المحاسبية وكيفية إجازة القرارات ، وقد عبر عن ذلك كل الذين خضعوا للمحاسبة إلا إن الذين يعتقدون إنهم هم التنظيم وهم الدستور واللوائح أصروا على أن تكون الإجراءات بالشكل والطريقة التي يحددونها هم ، بعيداً عن أي مرجعية أو إسناد قانوني مما جعلها تأتي بحصيلة قرارات معيبة ومخلة ومخجلة تماماً تتمثل فى الآتي : ـــ

    أــ تفتقد المرجعية والإسناد القانوني والدستوري والمعاييرا لإدارية : ـ وذلك لما يلي :

    1ـــ في الحالات القليلة التي حاولوا فيها التستر ببعض مواد الدستور لإصدار القرارات (لأنهم في الأصل لم يحرصوا على الإستناد إلى قانون) تم الإستناد على مواد لا صلة لها بالموضوع أو الإشارة إلى صلاحيات لا توجد في المواد المذكورة أو الإشارة إلى مواد لا وجود لها في الدستور مثل الإشارة إلى مادة بإسم (المادة 39 من الفقرة 9) ، وكذلك الفقرة (29) من دستور الحركة الشعبية والتي لا توجد بدستورالحركة ولا في أي مرجع آخر مثل لائحة أومانيفيستو... إلخ !! ، والمادة (38 ـ د) ــ صلاحيات رئيس الحركة الشعبية بالولاية ــ والتي نصها بالإنجليزية : ـــ

    (Supervise all the organs of the SPLM in the state and ensure that they perform their functions and duties in an effective manner) ..الإشراف على أجهزة الحزب في الولاية والتأكد من إنها تؤدي مهامها وواجباتها بالطريقة الصحيحة .. والتي إستعملها (الحلو) لمواجهة بعض الأفراد في حين إنهم ليسوا (أجهزة) ، مضيفاً في قراره عبارة (وسلطة إصدارالقرارات الضرورية) بإعتبار ذلك جزءاً من الصلاحيات الواردة في نص المادة رغم إن ذلك غير موجود .. والعشرات من مثل هذه الحالات ..

    2 ـــ الإستبداد بالرأي والتجاهل التام لكل الملاحظات والطعون التي قدمها الأفراد عن (لا قانونية) و(لا دستورية) الإجراءات والإصرار على الإستمرار في ذات الإجراءات الخاطئة في إشارة صريحة إلى أن (هؤلاء) يفعلون ما يريدون ، وعلى الآخرين (فعل مايستطيعون) أو (يبلو الدستور واللائحة ويشربو مويتها) !! ، وكذلك العشوائية المبالغة والتداخل في ممارسة السلطات والإختصاصات مثل أن يقدم طعن لرئيس الحركة الشعبية ويجئ الرد من السكرتير أو لجنة التحقيق أو المحاسبة حتى دون إشارة إلى أن ذلك تم بتوجيه من الرئيس ، وأيضا مباشرة اللجنة الواحدة إجراءات تحقيق مع أشخاص محالين من الرئيس وآخرين من السكرتير ، ووضع نتائج محاسبة لإشخاص لم يخضعوا لتحقيق... إلخ.

    3 ـــ التعجل والقفز فوق الإجراءات وإستباق النتائج: مثل إصدار قرارات بمنع البعض من دخول دار الحركة الشعبية بالولاية أثناء التحقيق معهم ، متجاوزين إن دار الحركة هى مقر كل العضوية لممارسة واجباتهم وحقوقهم التنظيمية وفق ما يحددها الدستور واللوائح ، كما ظهر ذلك من طريقة التعامل مع القرارات إذ صدرت (المجموعة الأولى) من قرارات الفصل بتأريخ الأحد 3/ 1 وتحمل في نصوصها (تم فصلك ... اعتباراً من اليوم الجمعة1/1 ...) مع أن صحف يوم السبت 2 / 1 صدرت تحمل الخبر ما يعني إنها تلقت ذلك أمسية الجمعة ، بينما لم يصل القرار ـ لغالب المعنيين ـ إلا بعد يوم الأربعاء 6 / 1 وبعضهم بعد مكاتبات رسمية بطلب نسخة من القرار عقب علمهم به من الصحف والإنترنت والفضائيات وهذا يبين بوضوح السرعة والهرجلة التي تم بهما إصدار ونشر القرارات (رسمياً) حتى قبل أن يخرج به خطاب مكتوب ، باعتبار أن (فصل أعضاء من الحزب) إنجاز لا يحتمل الانتظار لإعلانه !! .

    4ـــ الإتهامات في مواجهة المحقق معهم كانت مبهمة ومعممة ولم يحاول أحد حتى مجرد الإجتهاد في البحث عن شبه أدلة وقرائن لها لتحسين وجهها الباهت ، مثل (السخرية من قرارات القيادة) وسؤال البعض عن (رأيهم في قرارات فصل البعض) وعن (إجتماعات مع قبائلهم) .. (عقد إجتماعات سرية مع قيادات في الحركة الشعبية ـــ إسماعيل جلاب ، عمار أمون ...إلخ ـــ) ، والسؤال عن (علاقة البعض بأسماء آخرين من عضوية الحركة الشعبية) ... إلخ ، بدون تفسير ما هو عنصرالمخالفة التنظيمية في ذلك .. لكنها تخلص إلى الدلالة على ( فوبيا المؤامرة ) التي تعشعش في عقل عبدالعزيز الحلو بأن (مؤامرة ما) تحاك ضده لإفشاله وإبعاده عن الجبال وإن قيادات معينة وقبائل معينة هي التي تقود هذا الإتجاه.

    5ـــ إجراءات التحقيق والمحاسبة كانت غير لائحية في جملتها إذ أن المادة (4) من لائحة تنظيم أعمال مجلس تحرير ولاية جنوب كردفان ، وهي المادة الوحيدة لتنظيم إجراءات المحاسبة التنظيمية في الوقت الحالي ، تنص: (( كل من يرتكب أويسلك أويأتي بفعل مخالف لهذه اللائحة أوالدستور أوعدم القيام بواجب كلف به من قبل التنظيم أو التصرف بسوء نية يتعرض للمساءلة عن طريق الإجراءات الآتية:

    أ‌- الاجراءات:

    1/ تشكيل لجنة للتحقيق من (3) أعضاء بقرار من الرئيس... الخ .. )) وتمضي المادة في باقي فقراتها لتفصيل كيفية مواصلة الإجراءات والقرار النهائي وكيفية الطعن والإستئناف وبالتالي فإنه وبنصوص صريحة (ولا إجتهاد في وجود النص) فإن تكوين لجنة للتحقيق مع أي عضو في الحركة الشعبية بالولاية هي من صميم صلاحيات رئيس الحركة بالولاية ، وفي أكثر من حالة كان قرارات تكوين اللجان صادرة من السكرتير الذي لا يجوز له ان يمارس صلاحيات الرئيس الا في حال غياب الرئيس ونائبه عن الولاية ولا يكفي القول إن الرئيس خوله أو كان يعلم طالما الرئيس أو نائبه كان موجوداً في تاريخ صدور القرارات ، وبالتالي فإن غالب قرارات تكوين لجان التحقيق كانت غير صحيحة وفق نص اللائحة والدستور.. ولتكوين لجنة التحقيق فان نص المادة (4/أ/1) المشــار اليها أعلاه يوضح بجـلاء (تشكيل لجنة للتحقيق من (3) أعضاء) .. والمادة (2 ) من لائحة تنظيم أعمال مجلس تحريرالولاية (التفاسير) فسرت كلمة "العضو" بـ (عضو مجلس التحرير) بينما عبرت عن (عضو الحركة الشعبية في الولاية) ، العضوية العامة ، بـكلمة "عضو الحركة" ، وبالتالي يستفاد من نص المادة (4/أ/1) مقروءة مع المادة (2) انه يجب تكوين لجان التحقيق من(ثلاثة) من بين أعضاء مجلس تحرير الولاية ، إلا إن سكرتير ورئيس التنظيم كونوا لجان تحقيق من (ثلاثة ـ أربعة ـ خمسة ـ سبعة) أعضاء ليسوا من بين أعضاء مجلس تحريرالولاية وفي ذلك مخالفة واضحة وصريحة للمادة أعلاه وبالتالي فان هذه اللجان غير مختصة قانوناً للقيام بما كلفت به من إجراء تحقيقات ومحاسبة مع أي عضو حركة شعبية بالولاية ، وبالتالي كل ما يتمخض عنها بلا إعتبار ولا سند ـــ بإفتراض إن الحزب مؤسسة تحكمها نظم ولوائح وليس مزاجات الرئيس أوأهواءالسكرتير ـــ ، خاصة مع الاطلاع على المادتين(71) و(78) من دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان مايو 2008 م .. اللتين نصتا على أن يضع المكتب السياسي ــ القومي ــ (The Political Berue) لوائح للإنضباط التنظيمي لاحقاً (مرحلة ما بعد إجازة الدستور) ولم توضع هذه اللوائح حتى الآن مما يجعل أي إجراءات في الوقت الحالي مستندة فقط على المادة (4) المذكورة.

    6 ـــ الفقرة (4/ب/5) من لائحة تنظيم أعمال مجلس التحرير تنص على إنه لفصل أي عضو من التنظيم: يتم تحقيق بواسطة لجنة (على المنهج 5 أعلاه) ترفع نتائجه إلى لجنة محاسبة ، والتي ترفع توصية بالفصل ، بعد التأكد من وجود مخالفة تستحق ذلك ، إلى رئيس التنظيم الذي يصدر قرار الفصل ويرفعه لمجلس تحريرالولاية ولا يتم الفصل الا بموافقة ثلثين أو أكثر من اعضاء المجلس ، وهذا لم يطبق في كل قرارات الفصل المعلنة إذ صدرت مباشرة من لجنة المحاسبة وتم توزيعها بخطاب تعميم من سكرتيرالحركة بالولاية مشيراً بعبارة صريحة إلى(قرارلجنة المحاسبة) وليس توصيات أوإقتراح ..إلخ ، كما إن ما ظل يروجه (الحلو) وبعض أنصار قراراته عن مصادقة أو إجازة مجلس التحرير لهذه القرارات في إنعقاده (7 - 9 يناير) لم يكن صادقاً إذ إن الإجتماع كان بعدد ثمانية وعشرين عضو في جملة الحضور، صوت أربعة منهم ضد القرارات وإمتنع أربعة ، بينما وافق عشرين يمثلون خمسي (إثنين على خمسة) المجلس بدلاً من(34)عضواً هم النسبة المطلوبة ، ثلثي جملة عضوية المجلس المكون المكون من51 (عضوا) ، وبالتالي فإن كل الحضور لم يكن مكملا للنصاب القانوني ناهيك عن المصوتين ، فضلاعن الشكل المخل الذي تم به عرض القرارات ، وبالتالي فإن المخالفة صريحة للمادة (4/ب/5) أعلاه.

    7 ـــ المادة ( 2 - 38 ) من دستورالحركة الشعبية لتحريرالسودان تشير ، في صيغتها الإنجليزية :

    (In case the office of the state chairperson falls vacant , the deputy chairperson shall act and convince an extraordinary meeting of the SC within thirty (30) days to elect a new chairperson) ..(في حال خلو منصب الرئيس ـــ الحركة الشعبية ـــ بالولاية ينوب نائب الرئيس ويدعو لإجتماع طارئ لمؤتمر الولاية خلال ثلاثين يوم لإختيار رئيس جديد) ، هذا ما لم يحدث حتى الآن منذ سحب الثقة من رئيس الحركة السابق (دانيال كودي) في 19مارس2009 م ، مما يجعل (الرفيق الفريق عبد العزيز آدم الحلو) لايملك الشرعية الدستورية لرئاسة الحركة الشعبية بالولاية ، وبالتالي لا يملك شرعية إصدار أي قرار تنظيمي بصفة الرئاسة ، فما بال قرارات كبيرة مثل فصل أعضاء من التنظيم ، كما إنه بذلك عرض حزبه لمخاطر الوقوع تحت طائلة المادة(32/3 ــ ج) من الدستورالإنتقالي لولاية جنوب كردفان التي نصها: (لا يحق لأي تنظيم أن يعمل كحزب سياسي على مستوى الولاية مالم يكن لديه:ــ قيادة ومؤسسات منتخبة ديمقراطياً).

    8 ــ المواقع التنظيمية المستحقة بإنتخابات جماهيرية مثل (عضوية السكرتاريات ، مجالس التحرير) تختلف عن المواقع المستحقة بالتعيين ولها حصانة تنظيمية داخل الحزب ، وقيام القائد أو الرئيس بنزع هذه المواقع يعتبر تغول سافر على سلطات الجماهير التي جاءت بها ، وهدم لشعارات الديمقراطية.

    ب ــ تنافي الشفافية والأخلاق :

    1 ـــ سكرتير الحركة بالولاية في كل خطابات تعميمه للمفصولين ولسكرتاريات المحليات ظل يذكرهم (لا يحق لك التحدث بإسم الحركة الشعبية أو دخول دورها لأي سبب من الأسباب) ، كإجراء تحوطي لإبعادهم من الوصول لعضوية الحركة وتنويرهم بالحقائق ، وبالتالي إنفراد السكرتير ومبعوثوه بالتنويرات من طرف واحد .. ومثل ذلك ماسردنا عن العجلة الهرجلة التي تم بهما إعلان القرارات (رسمياً) بإعتبارذلك إنجازاً جدير بالإستعجال للإحتفاء به ، لـ (حركة) نامت طويلاً عن أي أنشطة إحتفاء وبذلك إنطبق المثل(سكت دهراً ونطق هذراً) .. خاصة على أشخاص مثل (السكرطير) و(شاعرالبلاط) و (الناطح الرسمي) الذي تخصص في الميوعة والتماهي والذوبان في الآخر وإنتظار حصاد مواقف الآخرين لتسليمها للريح والركبان ، وهؤلاء نموذج حي للإنتهازيين والإرتزاقيين الذين جاء بعضهم للحركة الشعبية مثل أعواد القصب ثم صارو مثل البغال والــ (الكداريك) و ثمار البطيخ .. ومن ذوي القروش والكروش و(نتوءات أخرى) لأن السودان الجديد الذي يحلمون به تحقق متمثلاً في ما يتناولون من عليقة بإسم مخصصات وإمتيازات مجلوبة ومحلوبة من أتاوات العضوية البسيطة ، ويتسلون ويرفهون عن أنفسهم بإطلاق النكات تحت ظلال الأشجار وهستيريا الهتاف الغوغائي ولعب دور الببغاءات ــ عفواً ، الببغاوات ــ ومكبرات الصوت (الإمبليفيرات) للعمل على ترديد وتضخيم وتفخيم صوت الزعيم والقائد الرائد ، والراعي الواعي ، والمعلم والملهم الأوحد .. والذين تحملهم أصوات الجماهير ودعمهم ومساندتهم وهم يهتفون بإسم الجماهير ، حتى إذا تسلقوا منابر (السلطة والثروة) هتفو للسلطة والسلطان ، وحدثوا أنفسهم بأنهم إنما تسلقوا المنابر بقدراتهم و(عضلاتهم) وجدارتهم و(جدعنتهم ) ، وإن ( نفسُ عصامٍ سودَّت عصاما ، وعلمّته الكرَّ والإقداما ، وصيّرته بطلاًُ هُماماً) ويتخندقون خلف (المأكلة) وموائد السلطان مستغلين كل العبارات والتبريرات الممكنة للبقاء مثل (إن هذه قرارات الرئيس لا بد أن تسير ، فإنه إذا كان الرئيس كلامه هكذا نهائياً ومسلّم به على علاته دون أي (معيارية) لتحديد الخطأ والصواب فيه فلماذا يجتهد الناس إذاً في وضع الدساتير والقوانين والنظم واللوائح والأسس المنظمة !!.

    2ـــ التنويرالمضلل خاصة الذي تم في المناطق المختارة (المحررة سابقاً) ـــ كاودا ، جلد ـــ والتي جاء فيها ، كتبريرات ، إن الفصل تم بحق هؤلاء لإرتباطهم بنشاط مع المؤتمرالوطني!!.. ولكنهم تناسوا أن عضوية الحركة الشعبية لا يعيشون الآن عهود المناطق المقفولة أو المحظورة ، وإنما في دنيا مفتوحة الآفاق والفضاءات حيث التواصل والتداخل وشبكات المواصلات والإتصالات وصحف وفضائيات وفلاشات الإنترنت المتنقلة التي تنتقل عبرها المعلومات الصحيحة طازجة في حينها بلا حواجز أو (Filtering) .

    3 ـــ عبد العزيز الحلو نفسه نزل من موقعه كقائد للجميع ليناصر مجموعة التضليل بإساءة الذين تم فصلهم من الحركة الشعبية في المنابر العامة ووصفهم بالـ (السرطان) .. (المخربين) .. (أسباب البلبلة في الحزب) .. مثلما فعل في أكثر من موقع بمحليتي كادقلي والبرام ، ودار الحركة الشعبية بمحلية الدلنج أمسية الخميس 21/1/2010 م ، ومكاتب قطاع الشمال بالمقرن يوم السبت 23/1/2010 م.

    ج ـ واضحة في أغراضها النهائية مثل الشمس في ظهيرة الصيف وهي تتلخص في ثلاثة محاور: ـ

    1 ــ إنعقاد مجلس تحرير الولاية خالياً من بعض أعضائه الذين ظلوا يقودون غالب المبادرات داخل المجلس منذ تكوينه في أبريل 2008 م ، وذلك لقطع الطريق أمام إثارة قضايا الفساد المالي والإداري بسكرتارية الولاية وكذلك موضوع (فترة إختبار أداء السكرتير الحالي الذي منحه المجلس فرصة ثلاثة أشهر إعتبارا من 6/5/ 2009 م لتغييرأدائه وسلوكه التنظيمي المنافي للمؤسسية وإنتهت فترة الإختبار في 6/8/ 2009 ومعلوم إن المطالبة بتغيير السكرتير كان بإجماع المجلس في إجتماعه بتأريخ من 6/5/ 2009 م لولا إصرار عبد العزيزالحلو على إعطائه فرصة أخرى وقد ظهرمن خلال مجريات الأمورالأخيرة لماذا كان عبدالعزيز مصراً على إبقائه .. وكذلك قطع الطريق أمام هؤلاء من إثارة موضوع التعيينات المزاجية التي أجراها رئيس الحركة الشعبية بالولاية في ما يقارب مائة منصب دستوري وقيادي دون مشاورة مؤسسات التنظيم وأجهزته .. والدليل إنه تم توزيع الدعوات لإنعقادالمجلس في نفس يوم توزيع قرارات فصل المجموعة الأولي من العضوية ومن بينهم ثلاثة من أعضاء مجلس التحرير ( عمر منصور فضل ، صديق منصور الناير ، عمر النور ) مع إن المجلس تأجلت إجتماعاته في 6 أغسطس و 6 نوفمبر حسب قرار المجلس بضرورة الإنعقاد كل ثلاثة أشهر إعتباراً من 6/5/ 2009 م ، ورغماًعن أن طلبات متكررة بالإنعقاد كانت ترفع للرئيس دون إستجابة.

    2 ـــ تفريغ الكتلة البرلمانية للحركة بالمجلس التشريعي للولاية من العناصرالقادرة على إثارة القضايا الحيوية بالمجلس ومنها محاسبة الجهاز التنفيذي للحركة الشعبية ومنهم عبدالعزيز آدم الحلو (نائب الوالي ، وزير الحكم المحلي) .. (وزير المالية) .. (مدير عام الحكم المحلي) ...إلخ ، عن تفريطهم في قضايا جوهرية مثل دمج الخدمة المدنية ، تطبيق قرار أيلولة ولاية المال بالولاية لوزارة المالية ...إلخ.

    3 ـــ إبعاد المفصولين ، والإثنيات التي يمثلونها ، من المشاركة في الإنتخابات ضمن حصة الحركة الشعبية في الدوائر أو القوائم ، بدليل إصدار قرار فصل غالب هؤلاء الرموز (ومنهم المهندس/محمد كرتكيلا صالح ، رئيس اللجنة الإقتصادية بالمجلس التشريعي ، وعضو لجنة الإنتخابات) في نفس يوم قفل إجراءات مرشحي الحزب وبداية رصد النتيجة النهائية للمتنافسين ، وأيضاً بدليل حذف كل منسوبي الإثنيات والجهات الجغرافية التي يمثلها هؤلاء من جميع المنافسات (الدوائر ، القائمة النسبية ، قائمة المرأة) وبينهم أساتذة جامعات وضباط جيش شعبي ، وهم يمثلون قبائل محلية كادفلي ، مجموعة الأجانق ، الحوازمة (الدبيبات ، الحمادي) وهم جملة المتهمون لدى عبدالعزيز الحلو بأنهم منتقدين لشكل الإختيارات الأخيرة لكتلة الحركة الشعبية بالجهازالتنفيذي ومعارضين لطريقته الفردية في قيادة الحزب بعيدا عن مؤسساتها التنظيمية (راجع القائمة المرفقة ، بالمفصولون والمبعدين عن الترشيحات للإنتخابات ).

    4 ـــ تفريغ مؤسسات الحركة الشعبية ومنابر الشراكة من أصحاب المبادرات ورهن الأمر مطلقا في يد القائد الفرد ليكون وحده هو من يقرر في تحريك وتسكين الأمور بناءاً على تقديراته الشخصية.

    ولكن ... هل أنبؤكم بثالثة الأثافي وثامنة العجائب والقشة التي تقصم ظهر البعير وسائق العير وقائد النفير و....؟؟ ، أنبؤكم شريطة أن لا تضحكو أو تعجبو أو تستغربو فإن شر البلية ما يضحك وليس في الأمر عجب وما غريب إلا الشيطان .. من الأبجديات حتى عند طلبة مدارس الأساس ، مع خالص إحترامنا لأؤلئك الصغار الأبرياء ، إن أي لجنة تحقيق أو محاسبة هي جهة إستشارية مسهلة مهمتها الأساسية تقصي الحقائق والمعلومات المتعلقة بموضوع التحقيق أو المحاسبة للتأكد من إحتمالية وجود أو عدم مخالفة أو جريمة ما ومن ثمة التوصية لصاحب القرار (رئيس الحركة الشعبية بجنوب كردفان في هذه الحالات) ليقرر بناءاً على ما تم تأكيدها أو نفيها من معلومات وأدلة وقرائن ، لكن المدهش إن القرارات ــ نعم أقول القرارات ــ أصدرتها لجنة المحاسبة وتم تنفيذها بموجب نشرة عممها السكرتير على مكاتب الحركة بالولاية ، وصور منها للمعنيين !!

    تنويه هام ومهم !! :ـــ لا يفوتنا أن نشير دائماً (في المنابر المختلفة) أن من أهم عبارات سكرتير الحركة الشعبية في كل خطاباته للمفصولين والمنفصلين من وعن حزبه بأنهم (لا يحق لك التحدث بإسم الحركة الشعبية في المنابرالمختلفة .. أو دخول دورها بأي حال ، لأي سبب من الأسباب ، في بعض الخطابات ـ) ، وذلك في محاولة إستباقية غير موفقة لقطع الطريق على هؤلاء في الوصول لعضوية الحركة وتمليكهم الحقائق ، وبالتالي الإنفراد بالتنويرات المضللة التي سمعنا عن بعضها مما لا يصلح معها إلا التعليق بأن (لا عجب ، ولا جديد) ، فهذا النوع من السلوك هو السر وراء ما يحدث في أوساط الحركة الشعبية ، وهذا ايضاً هو الفهم ، إذ يعتقد البعض إن الجدران الأربعة للسكرتاريات هي الحركة الشعبية ، وإن منابرالحركة الشعبية هي وسائل التنوير الوحيدة ، وعساه ، (وعله ، وليته ، وأتمنى أن) يكون مقدراً وعارفاً الفرق بين (الحديث بإسم الحركة الشعبية) و(الحديث عن الحركة الشعبية) !!..



    ـــ ونواصل ــ



    سدنى – استراليا - 12 يوليو 2010 م


                  

07-16-2010, 09:30 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    فصول المسرحية الهزلية .. لمحاكمة المناضل .. اللواء تلفون كوكو بجوبا
    بقلم / آدم جمال أحمد – سدنى
    بدأت بالأمس الأربعاء الموافق 14 يوليو 2010 م .. بقاعة جلسات المحكمة العسكرية بجوبا ، فصول المسرحية الهزلية لمحاكمة اللواء تلفون كوكو ، وسط تكتم إعلامى وإحتياطات أمنية مشددة ، والتى كانت من المفترض أن تعقد أولى جلساتها قبل أسبوعين أى فى الأول من شهر يوليو ، إلا أنها تأجلت بسبب تخلف الشاهد الأول والأساسى فى القضية ، الفريق عبدالعزيز آدم الحلو ، والتى تشير كل أصابع الإتهام اليه بأن الإعتقال والتهم الموجهة لتلفون كوكو تمت بإيعاز منه .. وكانت التهم التى وجهت ضد اللواء تلفون تتمثل فى الآتى:
    أولاً: التدبير للقيام بعملية إنقلابية ، وذلك من خلال إمتلاكه لعدد ست دبابة مدرعة وأربعين عربة لاندكروزر وإثنين كتيبة من أبناء النوبة ، بالإضافة الى كمية من الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
    ثانياً: الإتفاق مع القائد اللواء دانيال كودى و اللواء خميس جلاب والقائد اللواء يوسف كرة للقيام بزيارة الى ولاية جنوب كردفان للجلوس مع قادة النوبة هناك والإجتماع بالقواعد النوبية.
    ثالثاً: التنسيق مع اللواء خميس إسماعيل جلاب لترحيل أبناء النوبة البالغ عددهم أكثر من عشرة ألاف جندى من أدغال الجنوب الى جبال النوبة.
    وعندما تعالت بعض أصوات أبناء النوبة الشرفاء عبر المحافل والتجمعات والصحف السيارة والألكترونية والحركة المكوكية لمنظمات حقوق الإنسان وممثل الأمم المتحدة بالسودان وبعض القوى السياسية السودانية ، مستنكرة إعتقال القيادى البارز بالحركة الشعبية قطاع جبال النوبة اللواء تلفون كوكو أبوجلحة ، الذى كان بصحبة القائد اللواء دانيال كودى مغادراً الى الخرطوم ، وإقتياده قسراً من قبل إستخبارات الحركة الشعبية بواسطة قوة عسكرية قوامها ( 83 ) جندى من قوات الجيش الشعبى لتحرير السودان ، مدججة بالسلاح ومزودة بعدد من عربات اللاندكروزر المجهزة بالدوشكات والرشاشات فى مطار جوبا.
    لقد مارست عدة أطراف ضغوط على القائد سلفاكير وحكومة الجنوب وطالبته إما بمحاكمة اللواء تلفون أو إطلاق سراحه من الإعتقال ، الذى جاء متناقضاً لمواقف الحركة وتصريحات مسئوليها ، الذين ساقوا مبررات واهية وأسباب غير منطقية أو عقلانية بحجة التحفظ عليه ، والذى يتنافى مع حقوق الإنسان والحريات التى ظلت تتشدق وتنادى بها الحركة الشعبية من خلال دعوتها الرامية الى نبذ سياسة الإعتقالات التعسفية وإسكات كل صوت يصدى بالحق وتحمل الرأى الأخر وخاصة من خلال ما شهدته الفترة الأخيرة من إنفراج سياسى وتحول ديمقراطى ، وهذا الإعتقال بدوره يعتبر تجاوزاً وتهميشاً لدور الحركة الشعبية وقياداتها فى منطقة جبال النوبة .. وأيضاً جاء متناقضاً لقرار الفريق سلفاكير رئيس الحركة الشعبية .. والقائد الأعلى للجيش الشعبى لتحرير السودان .. الذى يقول بأن الحركة لا تحظر أى نشاط أو عمل سياسى ينادى بالتغيير فى أوساط الحركة لشعبية.
    ولقد ذكرنا فى معظم مقالاتنا بإن إعتقال اللواء تلفون كوكو والتحفظ عليه يحمل فى طياته مكر وخطورة ، فلذلك قامت حملة كبيرة بقلم بعض أبناء النوبة الشرفاء متصدية بقوة وشراسة عبر كل الصحف ووسائل الإعلام المختلفة منددة ومستنكرة ومطالبة فى نفس الوقت بإطلاق سراح اللواء تلفون كوكو ، وكشفت الحقائق وملابسات دواعى الإعتقال ، وبل تم من خلال هذه الحملات تعرية الحركة الشعبية وتحريك منظمات حقوق الإنسان ودعاة الحرية والإنسانية داخل وخارج نطاق السودان بممارسة الضعط على الحركة الشعبية وقياداتها ، وإستناداً الى ذلك سوف أقوم بالإشارة الى بعض أقوال ما سطره أقلام كتاب وصحفى أبناء جبال النوبة ، كنماذج يعضد الوقوف مع قضية المعتقل اللواء تلفون كوكو والى جانب الحق وذلك من خلال ما ذكره الآتية أسماؤهم:
    1/ لقد ذكر الكاتب الصحفى موسى عثمان موسى ( بابو ) - ولاية بريسبن– استراليا .. فى مقال له بعنوان: ( إعتقال قيادات جبال النوبة بالحركة الشعبية .. وحتمية فك الارتباط – الحلقة الثانية ) .. بجريد ة سودانايل الألكترونية عدد فيها دواعى إعتقال اللواء تلفون كوكو .. حيث يقول: .. (أخذت الحركة الشعبية على اللواء تلفون كوكو نقده اللاذع لها فى إختيار الحاضر الغائب اللواء دانيال كودى فى قيادة الوفد المفاوض بإسم جبال النوبة فى نيفاشا ، بل تمادى فى نشر كثير من الحقائق التى حملت قادة الحركة الشعبية إخفاقات بروتوكول جبال النوبة و بالتالى إغتيال قضية جبال النوبة فى مفاوضات نيفاشا عن قصد وإدراك حتى تمخضت عن ذاك المسخ المشوه (المشورة الشعبية) .. وفى ظل الخلط والتهريج ، والتى ظلت الحركة الشعبية تمارسه فى منطقة جبال النوبة نجد من الصعب خروج شخص من رحم الحركة الشعبية عالم ببواطن الأمور فيها متحدثاً عن الظلم والتهميش الذى يعانيه إنسان جبال النوبة داخل الحركة وهذا ما فعله اللواء تلفون كوكو عندما خرج للملآ منافحاً ومدافعاً عن حقوق الذين قاتلوا فى صفوف الحركة من أبناء النوبة والمطالبة بحقوقهم المسلوبة إسوة بغيرهم ، وأيضاً الحديث عن مصير ( عشرة ألف ) جندى من أبناء النوبة لا يزالون يسألون ويبحثون عن مستقبلهم فى ظل التعقيدات السياسية التى تبدو على سطح الواقع السياسى السودانى ، ولقد تجسدت تعقيدات المشكلات المزمنة التى تجابه الحركة الشعبية بجبال النوبة بإقالة اللواء دانيال كودى رئيس مجلس التحرير لقطاع جبال النوبة والفشل فى إختيار خليفة له وإتهام البعض لللواء تلفون كوكو بتحريك الأحداث .. واللواء تلفون كوكو يمتاز بالجرأة ووضوح الرؤية مع إمتلاك قلم قوى جعل بعضهم ينظر اليه بعين الريبة وعدم الرضاء .. ولعل أرائه الواضحة فى إختيار اللواء دانيال كودى والفريق عبد العزيز الحلو فى التصدى لمسؤلية إدارة جبال النوبة ولعل تصريحه الشهير من مدينة جوبا عندما تم إختيار (الحلو) نائباً لوالى جنوب كردفان .. قال بأنه إختيار غير موفق ويؤدى الى أزمة حقيقية .. لأنهما السبب الرئيسى لأزمة جبال النوبة منذ التوقيع على بروتوكول جبال النوبة بأعتبارهما ضمن الوفد المفاوض بإسم جبال النوبة فى نيفاشا وبسبب ضعفهما كان النتاج هزيلاً عليلاً (المشورة الشعبية ) ، وبالتالى فأنه يرى إستحالة أن يكونا جزءاً من الحل .. ومع الإحباط الذى يعشعش فى أوساط منسوبى الحركة الشعبية بجبال النوبة والفشل فى تحقيق أحلام بعضهم من الثروة المرجوة والمشاركة فى السلطة المستحقة ، هؤلاء ما كان لهم أن يصبروا على ما يثيره اللواء تلفون كوكو بكتاباته من حقائق تعتبر خصماً على إرثهم النضالى ، بل تحقق تخوفهم فى إيمان الكثير من منسوبى الحركة الشعبية بطرحه و قوة منطقه .. مما حدا بالحركة الشعبية لتحرير السودان الى دعوته الى جوبا فى أبريل 2009 م لمقابلة الفريق سلفاكير .. فلم يطمئن اللواء تلفون كوكو لهذه الدعوة لذلك طلب ضمانات من حكومة الجنوب لتلبية الدعوة خوفاً من السجن أو التصفية .. بل طلب حماية الأمم المتحدة وهو ما يؤكد قراءاته وصدق حدسه بما يدبر له .. وذهب اللواء تلفون كوكو الى جوبا منذ ذلك الوقت و ظل رهن الإقامة الجبرية رغم اللقاءات المتتالية والجهد الذى بذل لتنقية الأجواء والتصالح بينه وبين (الثلاثى الطروب ) وبينه وقيادات الحركة الشعبية من جهة أخرى ، بل حاولوا شراء صمته بمنصب صورى بمباركة الفريق سلفا كير .. كمتابع للأحداث السياسية).
    2/ لقد ذكر الكاتب الصحفى عمر منصور فضل – جنوب كردفان .. فى مقال له بعنوان: .. (الإعتقال التعسفى للواء تلفون كوكو أبوجلحة مثالاً) .. بجريدة الحقيقة حيث يقول: .. (للحقيقة والتاريخ إن إعتقال اللواء تلفون كوكو تم بإيعاز من مجموعة متجبرة لها مصلحة في إنهيار الأوضاع لقطع الطريق أمام تيار التغيير الجارف لا محال الذى يقوده اللواء تلفون كوكو والذي يكشف عن ممارسات المتورطين في ضياع قضية جبال النوبة منذ التفاوض وإلى الآن وتمليك الحقائق للرأي العام ، والتي قطعاً تسهم في إعادة الأمور إلى نصابها بإنتقاء رؤية منفتحة قادرة على إدارة الحوار مع الآخر المختلف في الرأى بعيدة عن الغيرة السياسية والندية داخل المؤسسة السياسية وتفعيل التنافس الشريف وفقاً للكفاءة والإلتزام والحرص على التوجهات والبرامج المحققة لمصالح شعب الولاية الذي أثبتت إنتخابات دوائر المجلس الوطني فشل القيادة مما ساهم في التأييد الواسع لطرح ورؤية اللواء تلفون كوكو المسلح بقية شعب جبال النوبة جنوب كردفان المعلن والمستبطن من قبل قيادة الحركة).
    3/ لقد ذكر الكاتب الصحفى محمد الضو آدم على – الخرطوم .. فى مقال له بعنوان: (مسألة إعتقال تلفون من قبل الحركة الشعبية) .. فى جريدة الحقيقة الألكترونية حيث يقول: .. (إن إعتقال اللواء تلفون كوكو جاء أثناء قيامه بمهمة رسمية من قبل رئيس الحركة الشعبية الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان بصفته مبعوث الرئيس الخاص لجنوب كردفان بمعية اللواء دانيال كودى أنجلو مستشار رئيس الحركة بمنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق والوفد الكبير المرافق لسعادته بتوحيد أبناء الولاية والخروج برؤية مشتركة وموقف موحد تأهباً في المرحلة المقبلة التي تتطلب التماسك وتوحيد الجهود لمصلحة شعب الولاية بدءًا للمصالحة التاريخية لقيادات جبال النوبة بالعاصمة العسكرية للجيش الشعبية (مدينة ياى) بين اللواء تلفون كوكو واللواء دانيال كودي واللواء إسماعيل خميس جلاب واللواء يوسف كرة من الجيل الأول للحركة الشعبية لتدارك الفشل الواضح للحركة الشعبية قطاع جبال النوبة الذي يمكن التوصل إليه عبر إنتخابات دوائر المجلس الوطني بالولاية والذي يعكس تفريط الحركة لقاعدتها العريضة بالإقصاء المتعمق والتهميش وحالات الفصل الجماعى لكل المطالبين بالإصلاح داخل الحركة التي أصبحت تدار بالقوانين العسكرية والإستخباراتية والتي تحجم دور التفاعل المؤسسي لحياة التنظيم التي عطلت عبر إسقاط التوجيهات في شكل تعليمات للتنفيذ دون الإبداء بالرأي والتصرف في شئون الولاية بفردية أشبه بالممالك والسلطنات دون إشراك الشعب في شئونه ومصيره المجهول أصلاً).
    أما بخصوص حيثيات فصول المسرحية الهزلية لجلسة محاكمة اللواء تلفون كوكو ، والتى تمت يوم 14 يوليو 2010 م ، فى قاعة جلسات المحكمة بقيادة المنطقة العسكرية جوبا ، كانت مختلفة تماماً ، حيث بدأت الجلسة بتوجيه وتلاوة التهم الموجهة الى اللواء تلفون كوكو من قبل أعضاء المحكمة ، تتمثل بأنه إجتمع سراً بأبناء النوبة فى مدينة ياى يوم 25 يناير 2010 م ، ثم طلبت المحكمة من اللواء تلفون الرد على هذه التهم والدفاع عن نفسه ، فسألهم اللواء تلفون سؤالاً لم يخطر على بالهم ولم يكن فى حسبانهم .. لماذا تم تغيير التهمة الأساسية والتى بسببها تم بها إعتقالى وحبسى طوال كل هذه المدة ؟! .. ولماذا تم اعتقالى بعد ستة أشهر مضت من إجتماع مدينة ياى ، فرد عليه أعضاء المحكمة بعد صمت طويل عم أرجاء القاعة ووسط همسات .. هذه هى التهمة التى وصلت إلينا فى المحكمة ، فقال لهم اللواء تلفون .. (هذه مسرحية هزيلة لإخراجى من السجن بعد الضغوط التى تعرضتم لها من قبل منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدنى والمبعوث الأممى وأبناء النوبة .. فأنا لا أ قبل به أبداً ) .. ثم قال لهم اللواء تلفون مستفسراً ( لماذا تم تفتيش بيتى وإعتقال كل حراسى و كل من له علاقة بى ؟؟! .. ولماذا كانت التحقيقات التى تمت معهم قامت بتوجيه هذه الأسئلة لهم .. أين تم تخزين الدبابات والعربات والأسلحة ..) .. مما أصاب أعضاء المحكمة بالحرج وعدم وجود إجابات شافية ومقنعة ، فكان ردهم النهائى لتلفون كوكو .. ( نحن عاوزين ننتهى من هذه القضية ونعمل على نقفل هذا الملف وعشان كده أنت أقبل بهذه التهمة ، وبعد ذلك يمكنك التظلم الى أعلى بإعتبارك ضابط عظيم .. ) .. فرد عليهم اللواء تلفون كوكو بالآتى .. ( أنا لا أخشى السجن ومن قبل كنت فى سجن الحركة حتى جاء السلام ، وأنا لا أخاف حتى لو كانت التهمة الأولى تؤدى الى رمى بالرصاص .. وثانياً أنا عندى كرامة لا يمكننى أن أقبل بذلك ..) ..
    ولقد ظل أعضاء المحكمة يترجونه لقبول التهمة لإنهاء المشكلة .. فرد عليهم اللواء تلفون كوكو قائلاً لهم .. ( أرجعوا الى الذين أرسلوكم وقولوا لهم تلفون رفض المسرحية الهزيلة ) .. ومن ثم تم رفع الجلسة الثانية الى حين يتشاور القضاة مع قيادات الحركة الشعبية فى ما يسمى بدولة الجنوب حول كيفية التخلص من اللواء تلفون كوكو ، خاصة بعد فشل مسرحية المحاكمة الصورية الهزيلة ، ولا سيما بأن الضغوط بدأت تزداد كل يوم على القائد سلفاكير وحكومة دولة الجنوب لإطلاق سراح اللواء تلفون كوكو .. وهذا بدوره يؤكد للجميع بأن إعتقال اللواء تلفون كوكو مؤامرة مدبرة من قبل البعض لإسكات صوت الحق فى جبال النوبة ، والتى تتمثل فى شخصية تلفون كوكو ، وأيضاً يدحض ويفند إفتراءات وإدعاءات وأقوال بعض قيادات الحركة الشعبية المغرضة ، والتى تحاول دوماً لى عنق الحقائق لتضليل الرأى العام وتهدئة نفوس أبناء جبال النوبة الثائرة بعد تكشف الحقائق الغائبة عنهم ، والصحوة التى بدأت تدب فيهم من خلال حملات التنوير والتحريض التى بدأنا خمار خوضها رغم كل محاولات التصدى التى حاول فيها البعض أن يمنعنا عنها بكل السبل ، لكن كلها باءت بالفشل ، لأننا كنا وما زلنا مستندين على حقائق واقعية وليست تخيلات واهية كما يدعي بعض أصحاب الآراء التي تضمنها كتابات بعض الأخوة من بنى جلدتنا وهي لا تمت للحقيقة بصلة ، وأما فيما يتعلق برأى الأستاذ أحمد كافي تيه القيادي بالحركة الشعبية والذي يرتكز بمبادئ وقيم مشروع السودان الجديد المبشر بالحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية منهجاً وسلوكاً وإصطحاب المبادئ والإنضباط الفكرى للتوجيهات في إدارة الخلاف فى الرأى والإنحياز للأمانة في تناول قضية تمس الحقوق والحريات من حيث المبدأ والإعتقال وإقصاء الرأى .. كان يجب من باب أولى أن يدين ويستنكر الإعتقال ، حتى قبل التفكير في دواعيه ومسبباته ومقترفيه حتى نحفظ له ذلك.
    ولقد لاحظنا بأن هناك الكثير من الأراء والتقارير التى ذكرت وطرحت لتبرر إعتقال اللواء تلفون كوكو، ولكن سوف نتصدى للبعض منها ، والتى تمثل وجهة نظر كل من الدكتور جاوين آدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة مولبورن بأستراليا وتصريح الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم .. وبعض المواقف المخزية لسيادة العميد حسين أنقلو بالجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة ، والتي يجب علينا تصحيحها .. ولدحض هذه التقارير والأقوال والإفتراءات التضليلية سوف نستشهد بأقوال الأخ المناضل والكاتب الصحفى: عمار علي حميدان - رئيس مجلس اتحاد طلاب جبال النوبة بالجامعات والمعاهد الأخرى .. وأحد القيادات الطلابية بالحركة الشعبية فى مقال له بعنوان: (الغدر لعبة تستهوى قادة الحركة الشعبية ) .. بجريدة الحقيقة الألكترونية .. حيث يقول: .. (أما عن النقاط التي سوف أتناولها تعقيباً .. فهى اللغة غير المضبوطة من قبل دكتور العلوم السياسية في جامعة مولبورن في استراليا ، ولكن نتواضع وننزل درجة لكي نرد عليه بقدر فهمه للقضية ، أولاً، مسألة لجوء اللواء تلفون كوكو والإستنجاد بمنظومة الجلابة فهذه عارية تماماً من الصحة ونطلب منه ضبط المصطلح وتوضيح أي جلابة تقصد يا دكتور العلوم السياسية هل تقصد حكومة الإنقاذ المتمثلة في حزب المؤتمر الوطني قبل الانتخابات أم الجلابة بمفهومها العام ، ولكن نعتبر أنك تقصد حكومة الانقاذ ، لم يستنجد سعادة اللواء بأى منظومة أصلاً ، وإنما وجه نقده وظلمه من منظومة جلابة الجنوب أقصد الحركة الشعبية أما جلابة الشمال كما تدعى أنت أيضاً لقد أتت الحركة الشعبية ووقعت معها إتفاقية السلام الشامل 2005 م ، وأيضاً وقعت عن دارفور حركة وجيش تحرير السودان جناح مني أركو مناوى إتفاقية أبوجا وأيضا ً لقد أبرم موسى محمد أحمد من جبهة الشرق إتفاقية في أسمرا ، لذلك تساؤلاتك الموضوعية لم نجد لها موضوعية ..أما بخصوص التصريح الذى أدليت به ووصفت القائد تلفون بأنه أسير العمل الإستسلامي ويسيطر عليه شعور بالدونية ولا يشبه أخلاق من يحترم مئات الآلاف من الضحايا من النوبة الذين ماتوا بسلاح هذه المنظومة الجلابية ، أقول أيضاً لم يستسلم ولم يتخلى عن العمل النضالى وخير مثال لذلك إعتقاله .. ولم يشعر بالدونية بل جهر بصوت عالٍ بأن الحركة الشعبية ظلمت النوبة في النضال الذي دام أكثر من عشرين عاماً فهذه إدعاءات وحجج واهية وضعيفة ولا أتوقع من دكتور علوم سياسية وإنما العكس أنت الذى تشعر بالدونية ومركب النقص .. أما عن الضحايا الذين ماتوا بالآلآف فهذا القائد هو واحد من الذين كانت توكل اليهم مهام تجنيد أبناء جبال النوبة بالجيش الشعبي ، وهو من مؤسسى الجيش الشعبى والحركة الشعبية في جبال النوبة ، وهو من الجيل الأول وهو الذى تحدث عن تصفيات الحركة الشعبية أيام الحرب مثال لذلك الشهيد عوض الكريم كوكو تيه والشهيد يونس أبوصدر وآخرين وهو الذي تبقى ومعه رفيق نضاله من الجيل الأول ألا وهو اللواء يوسف كرة الآن مشلول وموجود في القيادة العامة للجيش الشعبي ، أما عن الأخلاق فالمقدمة تكفى ولا نريد الخوض فيها فهي مسألة قائمة بذاتها لأن التعامل الذى تم مع القائد اللواء تلفون كوكو يعتبر من السلوك اللا أخلاقى الذي يظل وصمة عار في جبين الحركة الشعبية ، أما عن الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم فأقول له تعال نلعب على الملك في طاولة الشطرنج لأننا كما أسلفنا أبناء ملوك ، فهذا الأمين العام في تصريحه هذا يدل على أنه بعيد عن ما يدور في أروقة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان فبعد المؤتمر الثانى للحركة الشعبية لتحرير السودان وتحويل الحركة الشعبية الى حركة سياسية أصبح مهمشاً في داخلها بالرغم من ظهوره في وسائل الإعلام فمثلاً عندما يقول باقان أموم إن إعتقال تلفون بسبب تصريحاته في الصحف فهذا غير حقيقي لأن السبب وراء اعتقال تلفون وفق إستخبارات الحركة الشعبية هو التحريض للجيش الشعبى وإعتصامه عن العمل ومكوثه في منزله في ياى واجتماعاته مع قادة وضباط الجيش الشعبي بدون علم القيادة العامة العسكرية ، هذه هي الأسباب التي تم إعتقاله بها فإن كنت أنت كأمين عام لا تعرف أسباب اعتقاله فهذه مصيبة أما عن إنسلاخه من الجيش الشعبى نقول إن اللواء تلفون كوكو جاءته ترقيته وهو يكتب في الصحف السيارة إذن هنا نترك القارئ وأنا الأمين فى ما ذهب إليه وأيضاً هو مبعوث سلفاكير لجبال النوبة الخاص بالأحرى أنت تعلم بهذا ، أما حديثك عن تقييم تصريحاته في مؤسسات الحركة الشعبية فهذا كما أسلفنا لا يمت بصلة لموضوع إعتقال اللواء ، ونتساءل نحن عن مؤسسات الحركة الشعبية والحركة التي نراها أمامنا الآن هي حركة فوضوية غير مؤسسية فخير دليل على ذلك عندما إنعقد المكتب السياسي في جوبا وخرج بعدم مشاركة الحركة في رئاسة الجمهورية فقط وليس المقاطعة في كل المراحل الأخرى وهذا على لسان رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت أما أنت يا أمين عام ونائبك لقطاع الشمال فرضتما مقاطعة الحركة للإنتخابات على كل المستويات وسلفا يقول رئاسة الجمهورية فقط ، فأي مؤسسية يا أموم تتحدث عنها وبعد نتيجة الانتخابات في الجنوب لماذا لا تستطيع الحركة أن تسيطر على الوضع الأمنى في ولاية جونقلى وبور بعد تمرد الفريق جورج أطور ، هذا مجرد سؤال؟ ولماذا الضرب والبطش بالأهالى في ولاية الوحدة عندما نشبت الخلافات فى نتيجة والى الوحدة بين تعبان دينق وانجلينا تنج .. إياكم والحديث عن المؤسسية نحن كحركة شعبية تجربتنا في العمل السياسي كحركة سياسية بعد المؤتمر الثانى 2008 م ولم تنضج الفكرة بعد لدى قادة الحركة العسكريين ، أنت يا فاقان أموم أمين عام حزب سياسي ولا يليق بك الإدعاء بعدم معرفة طلاسم القضية التى من أجلها سافر اللواء تلفون كوكو أبو جلحة من قبل رئيس الحركة سلفاكير ميارديت وتم تكوين لجنة برئاسة د. مجاك داو وتعبان دينق وبو رنق وميان دوت للجلوس والتفاوض مع القائد اللواء وتم ترتيب إجراءات السفر من الخرطوم الى جوبا كلها كانت من الحركة الشعبية وكنا وقتها نقول الضمانات يا سيادة اللواء ؟ ولكن سافر اللواء الى جوبا ومكث هناك عاماً كاملاً وكلها من أجل قضية جبال النوبة والبروتوكول الظالم يا فاقان فهذه التصريحات هي حقائق ولا تحتاج إلى تقييم ونحن شعب حبال النوبة في الحركة الشعبية أولاً لابد لنا من إحترام مؤسساتنا وقياداتنا لكى نحترمك ولا نرضى بالخداع وتضليل الحقائق لأن هذا لا يتماشى مع الأخلاق وإنكار نضال شعب جبال النوبة من أجل الكرامة وإسترداد الحرية والعدالة والمساواة وتحقيق الوحدة على أسس جديدة ولا بد من نقد الحركة الشعبية من داخل عضويتها ولكن الإنكفاء وسرقة نضالات الشعوب لا يفيد لأن التاريخ لا يرحم من سرق نضال شعب لواحد وعشرين سنة وتركه في مهب الريح وبرضو تقول الحركة الشعبية سوف تقوم بتنفيذ إلتزاماتها تجاه جبال النوبة ، أي التزامات فمن الأحرى أن تنفذ منذ توقيع الاتفاقية 205 م .. بدلاً من تنفيذها في الزمن الضائع 2011 م .. واللواء ذهب إلى رفقاء نضاله من أجل قضية أبناء جبال النوبة ولولا .. د. مشار ود. لوكا بيونق وسلفاكير نفسه وزملاؤه د. مجاك داو وتعبان دينق لما ذهب إلى جوبا أصلاً ولكن سلاح الغدر والخيانة والمكر لا زال لعبة ممتعة لقادة الحركة الشعبية تجاه الذين يخالفونهم الرؤى في حقوق شعبهم ونضالهم مع العلم بأننا نعرف أسباب الإعتقال ومن هم الذين وراء الإعتقال والأسباب التي تم تلفيقها ولكن الإعتقال في حد ذاته فتح آفاق أبناء جبال النوبة بالحركة الشعبية والجيش الشعبى والمدنيين ، وهنا كشفت الحركة الشعبية عن ظهرها ومطمحها الخفي لتحقيق مكاسب شعب جنوب السودان وحده ..).
    فلذا نود أن نوضح للقارئ الكريم بأن هذا الحدث المؤسف والمؤلم ، والمخزي والمخجل ، أظهر حقيقتين أكثر إثارة للأسف والألم والخزي والخجل .. كما لخصها الكاتب عمر منصور فضل .. فى الآتى:
    أولهما: أن مواطنى جبال النوبة رغم ما أصاب كل الشعب السودانى من صحوة وإنتباه لقضاياه الجوهرية وعدم التفريط فى مكتسباته المشروعة ، لا يزالون يعيشون بلا مبالاة وإنصرافية عن قضاياهم ويفتقدون القدرة على توحيد الجهود لتخليص رقابهم من جلاديهم ، ولا يدافعون عن الذين يقاتلون بإسمهم ، مما يجعل رموزهم دائماً أهدافاً سهلة لأعداء المنطقة وأعداء مصالحها ، فرغم مرور ما يقارب الشهرين من إعتقال تلفون كوكو لا يزال رد الفعل ضبابياًَ كأن ما جرى حدث في ألاسكا ضد قيادى من (إنقواتيرا)..
    ثانيهما: (الحقيقتان المثيرتان للأسف والألم ، والخزى والخجل) هو تماهى غالب قيادات المنطقة مع الكراسى والمناصب والحقائب والمكاسب والتواطؤ مع مانحى الكراسى والمناصب (شمالاً وجنوباً) بحيث صار غالبية من يتسمون (رموز جبال النوبة) ويجلسون على الكراسى الدستورية الفخيمة بإسمها مجرد أصنام وتماثيل وطواطم وإيقونات لا تحركها أحداث المنطقة ما لم تتصل في محصلتها بكراسيهم وجيوبهم .. علاوة على نفاق غالب أولئك (الرموز والرموس) مع قواعدهم ومنسوبيهم ، وجهلهم بترتيب وجدولة الخلافات بينهم (بإفتراض حتمية وجود الخلافات) حيث ما يفتأون يعلنون تصفية خلافاتهم كل مرة ليعملوا سوياً من أجل قضايا جبال النوبة التي إستوزروا وإستؤثر بإسمها لكن ما أن تظهر أزمة كالأخيرة حتى يكتشف الناس أن ما أعلن لم يكن إلا شيئاً صورياً مراسمياً ، وأن هؤلاء لا يزالون يحتفظون بكل أحقادهم القديمة تجاه بعضهم.
    وفى الختام لإستدال الستار عن المسرحية الهزلية لمحاكمة اللواء تلفون كوكو ، التى تقام بمدينة جوبا ، والتى فشل فيها حتى الآن قيادات الحركة الشعبية الجنوبية فى إيجاد مخرج يليق بها ، لإطلاق سراح اللواء تلفون ، فى ظل التخبط والحيرة التى يعيشها قضاة المحكمة العسكرية والإستجداء والتوسل الى اللواء تلفون بقبول هذه التهم الجديدة ، ولكن كما عودنا الرجل بمواقفه وصلابة رأيه مع الحق وقضية شعب جبال النوبة ، حتى لو أدت فى سبيل محاكمته أو سجنه أو قتله لن يتزحزح قيد أنملة ، فنقول لهم .. هذا هو القائد تلفون كوكو النابض بالصدق والحيوية والوضوح .. وأن حديثه مشهور ومنشور على الملأ - (المعاني من عنده والتعابير من عندى) هو أن جبال النوبة مظلومة ومهمشة (مهشمة) حتى اليوم وأنها لم تفعل سوى أن بدلت سيدًا ووصياً من الشمال بسيد ووصي من الجنوب .. (وتتعدد الإتجاهات والتبعية واحدة) .. وإذا جاز لنا أن متتابعتنا وإستوعابنا لأطروحات ورسائل اللواء الثائر تليفون كوكو فإن ملخص بلاغته ومقالاته وندواته تدور حول الآتى:
    1- بروتوكول جبال النوبة في إتفاقية السلام الشامل مليئة بالثغرات والنواقص والثقوب وظهر ذلك بجلاء ووضوح في التطبيق ويستدعى هذا توقفاً لمراجعة الأمر وإدراك وتصحيح ما يمكن إدراكه وتصحيحه.
    2- جبال النوبة إقليم قائم بذاته له خصوصيته الجغرافية والديموغرافية وتراكماته التأريخية والسياسية المتباينة عن جنوب السودان مما يجعل الإلتصاق (التناسخي) لهذا الإقليم بالجنوب فى تفاصيل قضاياه شيئاً غير منطقى ومتناقض للواقع.
    3- إلتحاق أبناء جبال النوبة بالحركة الشعبية والجيش الشعبى كان بغرض النضال من أجل حقوق جبال النوبة وليس جنوب السودان ، تماماً مثلما قاتل الجنوبيون من أجل قضايا الجنوب وأن المصير المشترك هو الذي جعل الجميع يلتقون تحت مظلة (تحرير السودان) ، وبالتالى عند الحصاد وقطف ثمار النضال فإن كل طرف يجب أن ينال نصيبه الذي من أجله رفع السلاح ، بل ونصيبه الذي يوازى ما قدمه من شهداء ودماء وأشلاء وما أصابه من دمار معنوى ومادى فى الأرض والإنسان والبنيات العمرانية طوال سنوات حرب التحرير.
    4- ضرورة توصيف وتحديد مفهوم المشورة الشعبية الخاصة بجبال النوبة وإخراجها من نفق الضبابية والهلامية ، وتعديل الفقرات الخاصة بوضعية أبناء الاقليم المقاتلين بالجيش الشعبي ، سواء المتواجدين فيما يسمى بحدود ستة وخمسين أو المتواجدين في جنوب السودان خاصة فى ضوء إحتمال إنفصال الجنوب بحيث يحفظ لهؤلاء حقوقهم كما يجب ضمن إقليمهم الذي قاتلوا من أجله.
    5- إعادة الإعتبار المادى والمعنوى لشهداء النضال من أبناء جبال النوبة بالجيش الشعبى خاصة أولئك الذين تمت تصفيتهم فى خلافات شخصية مع القيادات بإتهامات عمالة باطلة ، وتوفيق أوضاع الأحياء من المقاتلين وتفعيل ترقياتهم المعطلة والتوصيات المعلقة منذ أيام الشهيد الراحل جون قرنق بشأن ذلك.
    6- مراجعة وتصحيح شكل العلاقة السياسية والتنظيمية الحالية بين جنوب السودان وجبال النوبة القائمة على الإستصغار والإستخفاف والإستهتار والوصاية والإزدواجية وتخصيص نصيب محدد من الأنصبة المركزية للحركة الشعبية فى السلطة والثروة بإعتبار أن ذلك النصيب يعطى بإسم الحركة الشعبية لتحرير السودان وليس بإسم جنوب السودان.

    سدنى – استراليا - 16 يوليو 2010 م
                  

07-25-2010, 09:46 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    تحليل حصاد نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان



    الحلقة ( 1 – 3 )



    عرض: آدم جمال أحمد – سدنى



    لقد وعدنا السادة القراء فى حلقاتنا السابقة ، بأننا سوف نواصل إستعراض مقالا ت الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان ، ومرشح الدائرة الجغرافية (17) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة .... وخاصة بعد الإستجابة والتجاوب الكبير من قبل القراء مع الحلقات الخمس للمقال الأول ، وما وجدته من إستحسان .. فلذا سوف نقوم بعرض المقال الثانى والذى جاء بعنوان .. ( نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان !!.. ) .. سقطت الشللية .. سقطت العقلية الإنكفائية .. ولم تسقط الحركة الشعبية!! .. والتى سطرها بقلمه فى ثلاثة حلقات ( أجزاء ) فيه تحليل لحصاد الحركة الشعبية من أصوات جماهير جنوب كردفان ، لنبيِّن فيها كيف إن عبدالعزيز الحلو يعمل تماماً ضد وعكس تيَّار رغبات وخيارات جماهير الحركة الشعبية بجنوب ، وكيف أنه رغم أنف الدستور واللوائح والقوانين ، أقصى أصحاب القواعد الجماهيرية الحقيقيين من الترشُّح للإنتخابات بإسم الحركة الشعبية ، وأعطى الفرص (بالفرض والتعليمات) لمجموعة من (شلَّته) و(حاشيته) لا وزن ولا قبول لها لدى القواعد ، وفشل في أن يسوق الناس (بالفرض والتعليمات) للتصويت لصالحهم والتي غامر بها في الإنتخابات ، فلم تحصد إلا السخط والسخرية ، ولم ينفعهم أن يقرر عبدالعزيز فوزهم بجرة قلم مثلما فعل في إختيارهم .. وسنقف (ليس كثيراً) عند نماذج عن كيف وصل الحال ، حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد الفريق عبدالعزيز الحلو .. حيث يقول الآتى: ...



    .. الأول بدون شراكة في نتيجة إمتحانات الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان/جبال النوبا ، المؤتمرالوطني ، النسبة: ثمانين وكذا من عشرة في المائة .. ربربربرب .. ربربربرب .. بالله صفقو ليهو تاني .. ربربربرب .. ربربربرب .. الثاني و(الأخير) بدون شراكة في نتيجة إمتحانات الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان/جبال النوبا ، الحركة الشعبية ، النسبة: تسعة عشر وكذا من عشرة ــ جبراً عشرين ــ في المائة .. لبلبلبلب .. لبلبلبلب .. ضعيف جدا ، أعِد!!.. بربكم ماذا تظنون يريد الحلو (أعني الفريق عبدالعزيز آدم الحلو) أكثر من هذا الحال والمآل البائس الكئيب ، أن تتمرمط وتترمَّد ، وتتشلهت و(تتشلَّت) وتتشلَّل الحركة الشعبية بجبال النوبا ، فيتحقق للحلو (أعني الفريق عبدالعزيز آدم الحلو) غرضان : إطفاء هذه الشعلة المتقدة في جبال النوبا لصالح جهات يعلمها عبدالعزيز الحلو ونعلمها نحن جيدا ً، وإن ظن إننا لا نعلمها جيداً!!.. وجعل قيادات الحركة (وهذا المصطلح ــ قيادات الحركة ــ يعني القيادات الجنوبية بالحركة الشعبية) يمصمصو شفاهم (شفايهم) فرحين منتشين منشرحين بأن (ألم نقل لكم ! ، هؤلاء النوبا ، إنهم مجرد شماليين وربائب جلابة ، هاهم في نهاية المطاف أعطوا الدوائر الإنتخابية للمؤتمر الوطني وخذلوا الحركة الشعبية)!! ألم يقل القائد من قبل تعليقاً على تمرُّد رياك مشار وتمسٌّك أبناء جبال النوبا بالفصيل الرئيسي (جناح جون قرنق) رغم الظروف الصعبة حينها:(إن الحركة قد خُذِلت ــ إنخذلت ــ من قِبَل الذين كان لا يتوقع منهم الخيانة ، بينما ظل الذين كان يتوقع منهم ذلك أوفياء للحركة حتى الآن) .. مشيراً إلى أبناء جبال النوبا بـ (الذين كان يتوقع منهم ذلك ــ أي الخيانة ــ) ، ماذا تظنون يريد الحلو (أعني الفريق عبدالعزيز آدم الحلو) أكثر من هذا!! ، سيهتف الموتورون والمهووسون : كيف هذا..؟ ، إن عبدالعزيز لا يمكن أن يكون قد قصد .. إنه محاربٌ قديم ، وفريق و... ، نعم إنه محاربٌ قديم! .. ولكن هل قلتم شيئاً عن السودان القديم !؟.. إنه فريق حقّاً ولكنه فريق متجانس ومتناغم مع الرفيق أحمد محمد هارون وقيادتيهما المركزية ، وفريق يلعب بأسلوب الكُبْري (الجسر) بلغة الرياضيين ، وفريق خصم لعضوية الحركة الشعبية بجنوب كردفان .. فريق خصم!؟ ، نعم ، وإلا فما معنى النتيجة الإنتخابية التي نحن بصدد الحديث عنها ؟! ، إذ لا يخلو الأمر من من إحتمالية إن لعبدالعزيز الحلو خصومة وعدائية مع عضوية الحركة الشعبية بجنوب كردفان أو لعضوية الحركة الشعبية بجنوب كردفان خصومة وعدائية مع عبدالعزيز الحلو أو بين الطرفين خصومة وعدائية متبادلة ، بـ (فرضية) إنه ليس من المنطق (الإفتراض) بأن عضوية تحب تنظيمها ومنسجمة مع قيادتها يمكن أن تصوت ضد تنظيمها ، هذا في الإنتخابات التي (يفترض) إنها المحصلة والحصاد للعمل السياسي والتنظيمي المفضي والمؤدِّي إلى تحقيق الأهداف والغايات عبر منابر السلطة المدنية .. أو ، إلا بـ (إفتراض) إن هذه النسبة الضئيلة الهزيلة ، المخجلة المخزية هي نسبة عضوية الحركة الشعبية بين مواطني جبال النوبا .. إنها في الواقع ليست نتيجة الحركة الشعبية ، وإنما حصاد غرس وزراعة الملك عبدالعزيز أو السلطان تلو ، وهذا في الواقع ليس سوء أدب مع السلطان عبدالعزيز بن الحلو آل أدم تلو .. مثلما قد يهتف عَبَدة الهيلة والهيلمانة وعشاق الذيلية والدونية والظِلِّية(العيش ظِلاً للآخرين) ، دعو عنكم هذا وتحررو من الهُتافية الجوفاء التي لا تسمن ولا تفوز في إنتخابات ، فلا أحد يختار الأسماء والألقاب والأوصاف على مزاجه وإنما للتوصيفات معايير إذا إنطبقت لا بد أن(....) وسلطانية أو سلاطينية عبدالعزيز الحلو في جنوب كردفان تأتي من أن الرجل يتصرف بسلطات أوتوقراطية مطلقة تماماً مثلما للسلاطين والملوك والأباطرة الذين ليس ثمة معايير للخطأ والصواب في تصرفاتهم إلا مزاجهم وهواهم ، البعض يقولون إنها العسكرية تطغي وتطفح على الفعل السياسي ، لكن ما يدحض هذا القول أيضا ويجعله تبريراً وليس مبرراً إن للعسكرية نفسها قانون ونظام ، بل إن العسكرية هي أم الإنضباط والإحترام للقانون والنظام وليس شيئاً فوضوياً خاضعاً لمزاج القائد ، خاصةً في جيش ثوري مثل الجيش الشعبي الذي تحكمه قضية ومبادئ وموجهات وخارطة طريق وليس مجرد أوامر وتعليمات ، وإن قالو إنها إجراءات رئيس تنظيم سياسي فقد قلنا رأينا المتواضع سابقاً في حلقاتنا : (هل يسعى عبدالعزيز آدم الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبا عبرسياسة فرق تسُد) .. إذاً لم يبق إلا أنه ملك أو سلطان ، أما الهِتيفة والغوغائيون المسبحون رغم ذلك بإسمه ليل نهار فليس بدعة.. فحتى فرعون وهو يقول (أنا ربكم الأعلى) كان له أتباع وهِتِّيفة وحواريون ومريدون ، وعبدالعزيز قال بلسانه في إجتماع تنظيمي رسمي ومهم ، أنه فقط من يقرر في شأن الحزب وإنه لن يسمح لأحد أن يُمْلِي عليه أو يسيِّره ولا يقبل التهديد بالجماهير والإبتزاز من أحد ، وإنه لا يوجد رئيس حزب في الدنيا لا يستشير أحداً لتسيير شئون الحزب! ، واحداً أحد مثلما فرعون تماماً!!.. ومن جانبنا سنصر بكل القوة إن (عبد)..(العزيز) ليس(ربُّنا) وليس (الأعلى) ، وإنه ليس هناك حزب في الدنيا يعمل رئيسه بدون مشاورة أحد لأنه عند ذلك يفقد تلقائيا معنى الحزب السياسي .. وإذا كان الرئيس في التنظيم السياسي هو من يجوز له فعل كل ما يشاء ويراه حقاً ، إذاً ما جدوى ومعنى مؤتمرات التنظيمات ودساتيرها وقوانينها ولوائحها ومؤسساتها التنظيمية ، وما الفرق إذاً بين الحزب أو التنظيم وبين الكشك أو (الكنتين) أو االبقالة التي مالكها (الشخص) هو وحده من يقرر كيف يختار وينتقي أصناف سلعته ، وكيف (يرُصَّها) ومن من الناس يستخدمهم أو يستقدمهم أو يخدِّمهم.

    الفذلكة أعلاه كانت مهمة بإعتبار إن ذلك السلوك الغريب العجيب المريب المخيب الذي يدير به عبدالعزيز الحلو شأن جنوب كردفان في الحركة الشعبية .. أو (شأن الحركة الشعبية في جنوب كردفان ــ كيف شئت ــ) كانت ظلاله غريبة ومخيبة في نتائج الإنتخابات الجزئية بخلفية إن جنوب كردفان/جبال النوبا ــ حتى في أذهان المجتمع الخارجي ــ هي معقل الحركة الشعبية في الشمال الجغرافي للسودان ، فكيف يكون حصادها خُمُس (واحد على خمسة) المقاعد (أقل من ذلك بقليل إذا جئنا للدقة ، بإعتبارها أربعة مقاعد من أصل واحد وعشرين) ، وإن إستحقاق بعضها جاء بطريقة جبر الكسر العشري إلى الواحد الصحيح كما سنُبيِّن في تفاصيل الحلقتين التاليتين من هذا المقال (عفواً إن كنت أشرتُ في غير هذا المكان إلى إن المقال من حلقتين فستكون ثلاثاً لمقتضى الحال) ، وهي: مقعدين جغرافيين (الدلنج الجنوبية ، كادقلي) ، مقعد للمرأة ، مقعد في القائمة الحزبية ، مقابل كل المتبقي للشريك (المؤتمر الوطني) الذي كانت التقديرات تقول إن عضويته (أي المؤتمر الوطني) في الولاية ــ قبل مجئ عبدالعزيز الحلو ــ لا تتعدى (بأحسن الحالات) خمسة وعشرين إلى ثلاثين في المائة من المواطنين ، فإذا بها ــ أي هذه العضوية الواهية الواهنة للمؤتمر الوطني ــ تحصد أربعة أخماس جملة المقاعد (أكثرمن ذلك بقليل إذا جئنا للدقة ، بإعتبارها سبعة عشر مقعداً من أصل واحد وعشرين) ..

    أي حزب أو(تجمُّع) حتى (صندوق الصَرْفة ــ النِسْوية ــ) أوالجمعية التعاونية ، أو رابطة أولاد الحلة تقف في مقدمة أهدافها الرئيسية (لم) الناس وجمعهم وتحشيدهم وتشجيعهم للإلتفاف حول هذا التنظيم والتجمع ، وذلك لغايةٍ أساسية هي إيجاد القوة البشرية (العضوية) الكافية لصناعة الواقع التطبيقي لأهداف وأغراض التنظيم .. أما أن تتحصن (شلَّة) بدار التنظيم أو التجمع أو تتحلَّق حول الرئيس أو القائد أو الزعيم وتعادي الجميع ، وتقاتل وتستميت في القتال لإبعادهم عن هذا التنظيم أوالتجمع حفاظاً على المصالح الشخصية وصيانةً لوجود الأفراد ...إلخ ، هذا سلوك ينُم وينبِّئ لا عن إنتهازية فحسب بل أيضاً عن غباء ممعن ، إذ أن ذلك تلقائياً يعني فناء ذلك الجسم ، وبالتالي فناء تلك المصالح الشخصية للشلَّة نفسها.

    وسندخل في الحلقتين القادمتين في تحليل حصاد الحركة الشعبية من أصوات جماهير جنوب كردفان ، لنبيِّن كيف إن عبدالعزيز الحلو يعمل تماماً ضد وعكس تيَّار رغبات وخيارات جماهيرالحركة الشعبية ، وكيف أنه رغم أنف الدستور واللوائح والقوانين ..إلخ ، أقصى أصحاب القواعد الجماهيرية الحقيقيين من الترشُّح للإنتخابات بإسم الحركة الشعبية ، وأعطى الفرص (بالفرض والتعليمات) لمجموعة من (شلَّته) و(حاشيته) لا وزن ولا قبول لها لدى القواعد ، وفشل في أن يسوق الناس (بالفرض والتعليمات) للتصويت لصالح تماثيله الورقية والكرتونية التي غامر بها في الإنتخابات ، فلم تحصد إلا السخط والسخرية ، ولم ينفعهم أن يقرر عبدالعزيز فوزهم بجرة قلم مثلما فعل في إختيارهم .. وسنقف (ليس كثيراً) عند نماذج عن كيف وصل الحال ، حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد السلطان عبدالعزيز ، وأكاد أقول أنني لأول مرة وقفت على الرابط العضوي بين المفردتين النقيضتين (الترهيب ، الترغيب) اللتين تذْكران دائماً هكذا متلازمتين معاً ، ذلك أن لهما ذات النتيجة والأثر رغم كونهما تعبران عن حالتين مغايرتين تماماً ، إذ لم تدفع حالة الترهيب البعض للإستسلام لجلاديه وممتطييه (راكبيه) طائعاً فحسب ، بل فوق ذلك يحرص على أن لا يصدر منه ما يعكِّر صفو الزعيم الذي يمتطيه ويعتلي ظهره ، ويحرص على أن لا تصدر منه أي (ملاحيظ) تشي بأنه لا يحني للزعيم ظهره بما يكفي ، أو يصدر منه ما يوحي بململته من الحمل الثقيل فوق ظهره .. وإن البعض صار كالشياه (جمع شاة ــ غنماية) يقدِّمون رقابهم طائعين مذلولين للذبح قرباناً لرضي الزعيم ، وعليهم أن لا تصدر منهم أنَّة ألم من الذبح المقدَّس ربما حتى لا يكتشف الذابح أنه لا تزال هناك بقية روح في الذبيح!! اللهم يطوِّلك يا روووح !! بينما أفضي الترغيب والجزرة وأدبيات ترفيع الأتباع للمواقع التنظيمية بالتعيين بالبعض للتماهي والذوبان في (الريس) ، ضارباً بعُرْض الحائط كل (الأهداف ، والقيم والأدبيات ، والقوانين واللوائح ...إلخ) .. وإنتهى الأمر إلى أن (الريس) هذا هو من يحدد (الأهداف ، والقيم والأدبيات ، والقوانين واللوائح ...إلخ) ..



    ـــ ونواصل ــ



    سدنى – استراليا - 19 يوليو 2010 م

                  

07-25-2010, 09:48 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    تحليل حصاد نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان



    الحلقة ( 2 – 3 )



    عرض: آدم جمال أحمد – سدنى



    تحدثنا فى الحلقة السابقة من ضمن سلسلة حلقات المقالات التى وعدنا فيها السادة القراء الكرام بعرضها ، والتى جاءت بعنوان .. ( نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان !!.. ) .. سقطت الشللية .. سقطت العقلية الإنكفائية .. ولم تسقط الحركة الشعبية!! .. تناولنا فيها التجانس والتناغم الذى حدث بين الرفيق الفريق عبدالعزيز الحلو والرفيق أحمد محمد هارون وقيادتيهما المركزية ، وكيف بدأ سخونة اللعب بينهما خاصة بعد توقيع الوثيقة بأسلوب الكُبْري (الجسر) بلغة الرياضيين ، وكيف أصبح الفريق عبد العزيز الحلو بتصرفاته المزاجية الخاطئة خصم لعضوية الحركة الشعبية بجنوب كردفان ..!؟ مما أدى الى تطور الأحداث الأخيرة وتفاقم الخصومة والعدائية بين عبدالعزيز الحلو وبعض قيادات الحركة الشعبية بجنوب كردفان ، والتى أدت الى الطلاق البائن وفصل بعضهم عن التنظيم ، ولقد أثرت سياسة الفصل .. والخصومة والعدائية المتبادلة على عضوية الحركة الشعبية بجنوب كردفان .. فأصبحت غير منسجمة مع قيادتها ، فإنعكس ذلك على نتائج الإنتخابات .. لأنه ليس من المنطق (الإفتراض) بأن عضوية تحب تنظيمها ومنسجمة مع قيادتها يمكن أن تصوت ضد تنظيمها ، لأن هذه الإنتخابات تعتبر المحصلة والحصاد للعمل السياسي والتنظيمي المفضي والمؤدِّي إلى تحقيق الأهداف والغايات عبر منابر السلطة المدنية .. ولكن هذه النسبة الضئيلة الهزيلة ، المخجلة المخزية هي نسبة عضوية الحركة الشعبية بين مواطني جبال النوبا .. إنها في الواقع ليست نتيجة الحركة الشعبية ، وإنما حصاد غرس وزراعة تصرفات عبدالعزيز الحلو ، وهذا في الواقع يعكس لنا بجلاء أن الرجل يتصرف بسلطات أوتوقراطية مطلقة تماماً مثلما للسلاطين والملوك والأباطرة الذين ليس ثمة معايير للخطأ والصواب في تصرفاتهم إلا مزاجهم وهواهم.

    ونحاول من خلال هذه الحلقة أن نسرد فيها تحليل لحصاد الحركة الشعبية من أصوات جماهير جنوب كردفان ، لنبيِّن فيها كيف إن عبدالعزيز الحلو يعمل تماماً ضد وعكس تيَّار رغبات وخيارات جماهير الحركة الشعبية بجنوب ، وكيف أنه رغم أنف الدستور واللوائح والقوانين ، أقصى أصحاب القواعد الجماهيرية الحقيقيين من الترشُّح للإنتخابات بإسم الحركة الشعبية ، وأعطى الفرص (بالفرض والتعليمات) لمجموعة من (شلَّته) و(حاشيته) لا وزن ولا قبول لها لدى القواعد ، وفشل في أن يسوق الناس (بالفرض والتعليمات) للتصويت لصالحهم والتي غامر بها في الإنتخابات ، فلم تحصد إلا السخط والسخرية ، ولم ينفعهم أن يقرر عبدالعزيز فوزهم بجرة قلم مثلما فعل في إختيارهم .. وسنقف (ليس كثيراً) عند نماذج عن كيف وصل الحال ، حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد الفريق عبدالعزيز الحلو .. وذلك من خلال ما كتبه الصحفى عمر منصور فضل .. حيث يقول الآتى: ...



    في الحلقة الماضية (الأولى) من هذا المقال ذكرنا جزءاً من حال الواقع االميداني الذي قامت فيه الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان (مستوى رئاسة الجمهورية ، والمجلس الوطني) .. وفي مطلع هذه الحلقة أجد نفسي معذوراً ومضطراً للتوقف عند عبارات (يلوكها) بعض مرتادي ومعتادي (النيمة) العتيقة وبنابر ستات الشاي:(ولكن لماذا يقول هذا مايقوله عن التنظيم الذي كان بالأمس فقط سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية ، و..و..إلخ.. وأختصر (لأن هذا ليس مكانه) بأن البعض تخونه القدرة على التفريق بين (عن) و(ضد) .. وبين الـ (سياسيَات) والـ (تنظيميّات) ، إذا نجحت العبارات بشكلها من مقص المصحح بالجريدة !! ــ وإن هذه الصفة (السابقة) وحدها تلزمنا وتجبرنا لأن نبذل كل ما في وسعنا لإخراج الناس بجبال النوبا ، وعضوية الحركة الشعبية خاصة ، من الغيبوبة وحالة التنويم المغنطيسي التى يحاول عبدالعزيز الحلو وحاشيته سوق الناس إليها قهراً وقسراً بالترهيب والترعيب ، أو بالترغيب والتذويب ، أو بالتنويرات والتفسيرات المضللة والمشوهة ، وطالما إختار إنه (لكى يرتاح من وجع الدماغ) لامجال إلا بإبعاد الناس من منابر تنظيمه فإننا لن نعدم منابر أخرى للتوعية والتنوير ، وهذا ببساطة مبدأنا ومنهجنا إذ لا يملك أحد أن يمنحنا الإذن (بمزاجه) لنمارس دورنا الطبيعي للمساهمة في قضايا المنطقة ، وكما قالت الرفيقة (تيسير أحمد زايد) عقب صدور العقوبة بتجميدها لثلاثة سنوات ضمن (حملة التطهير) بأن (عبدالعزيز ليس الشخص الذي يمكن أن يضعني في كنبة الإحتياطي) ، هكذا قالت ( إمرأة جبل) وأنشأت فرع الحركة الشعبية لتحريرالسودان التغيير الديمقراطي بجنوب كردفان وهي الآن سياسياً شخصية نظيرة ونديدة لعبدالعزيز الحلو في جنوب كردفان (رئيس حزب بالولاية) ، ما يهمنا هو الإشارة إلى أن عبدالعزيز الحلو ليس الشخص المناسب بأي حال لإرسالنا في إجازات مفتوحة عن منابر السياسة بجبال النوبا ، وهذا لا يقدح في حق الذين إختاروا أن يكونوا تلامذة نموذجين في مدرسة عبد العزيز الحلو القائمة على منهج (التدريب عن طريق الخطأ والتجريب) ولو كان ذلك يؤدي إلى هلاك قضايا شعبهم ومجتمعاتهم .. كما إننا تماماً ضد المنهج الكهنوتي الذي يقوم على وجود صفوة مغلقة من القديسين والكهنة والحاخامات الذين تقبع وتكمن عندهم كل الأسرار والعلوم والحكمة ، وتغييب وتغبيش وعي الجماهير ليبقو مجرد قطيع من الأتباع والرعاع والرعاء الغوغاء يقتبسون كل شئ بالقطارة من مجموعة الكهنة ، بدلا من إتاحة وإباحة الفرصة للجماهير لمعرفة كيف تدار شئونهم ليكون لديهم القدرة على المشاركة في صناعة القرار في شئونهم .. لأن هذا الأسلوب (الكهنوتي ، الصفوي) في إدارة الحزب هو ما قاد إلى هذه النتيجة المخيبة والمعيبة والمخزية المخجلة ، المضحكة المبكية التي نحن بصددها وسنركز فقط في هذه الحلقة على تفاصيل المقاعد التي فازت بها الحركة الشعبية على أن نترك الحديث عن (الخسائر) و(السواقط) للحلقة التالية (الأخيرة) ونبدأ بالتساؤل بالله عليكم كيف في ولاية مثل جنوب كردفان لها من الرمزية والدلالة ما لها كولاية رقم واحد للحركة الشعبية في الشمال الجغرافي للسودان ، يكون حصادها في خاتمة المطاف (20%) ، عشرين في المائة ، من أصوات ناخبي الولاية ، على وجه الدقة (19.04%) ، وهي جملة أربعة مقعد تفاصيلها: (إثنين دائرة جغرافية وواحد مقعد في قائمة المرأة وواحد مقعد في قائمة الحزب ، وقبل أن نذكرتفاصيل ذلك جدير أن نذكر إن الدوائر في الولاية بلغت واحد وعشرين دائرة : عشرة دائرة جغرافية ، ثلاثة مقاعد للقوائم الحزبية ، أربعة مقاعد للمرأة ، وأربعة مقاعد إضافية تمت (المصادقة) بها من المفوضية القومية للإنتخابات كمعالجة لما أثارته الحركة بشأن الإنتخابات بالولاية والتي بموجبها (أي هذه المصادقة) رضيت الحركة بإنتخابات جزئية (رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني) وتأجيل بقية المستويات لمراحل لاحقة وسنأتي لغرابة هذه التأجيل المقلوب في حلقاتنا (الـتأجيل الجزئي لإنتخابات ولاية جنوب كردفان .. عبد العزيز الحلو من تحطيم الحركة الشعبية بجبال النوبا إلى تحطيم جبال النوبا..) لكن المهم في الوقت الراهن إن الحركة الشعبية فازت بدائرتين جغرافيتين هما:ــ الدائرة (5) كادقلي ، الدائرة (6) الدلنج الجنوبية .. ومقعد واحد في القوائم الحزبية ، ومقعد واحد في قوائم المرأة .. ولن نتوقف كثيراً عند السؤال عن كيف بالله إستطاع المبرراتية والمنظراتية إياهم من تبرير هذه النتيجة لمعرفتنا الكاملة بأنهم لايملكون ما يكفي من صدق وشجاعة وتواضع للإعتراف بالقصور والخطأ .. وأول ملاحظة لتحليل هذه النتيجة هو ضرورة دحض تلك الفرية والـ (البوهية) التي يحاول بها الخائبون المسؤولون من النتيجة تلوين فشلهم ــ ألم أقل لكم إنهم لن يعترفوا بالقصور ــ بالإدعاء إن الدائرتين رغم قلتهما إلا إنهما دائرتان نوعيتان ، ومميزتان سياسياً بإعتبارهما (عاصمتي الولاية .. السياسية والإدارية .. الثقافية والعلمية) والدحض والتفنيد الموضوعي لهذا الإدعاء هو إنه :

    1/ الفوز لم يكن بدائرتين مستنيرتين ــ كما الإدعاء ــ وإنما بأريافهما إذ أن الفائزين معاً كسبا أصواتاً قليلة جداً في المدينتين (كادقلي ، الدلنج) خاصة بالمقارنة مع ندهما الرئيسي (المؤتمرالوطني) ولم يجدا ترجيحات الفوز إلا بأصوات أرياف هذه الدوائر ، كما سنرى لاحقاً في التفاصيل.

    2/ الفائزان بالدائرتين إرتكزا بشكل أساسى على قبائلهما وعشائرهما التي تصادف إنها تشكل أعداداً معتبرة (مسجلة ومفعلة) في هذه الدوائر.

    3/ الدائرتان تقع أريافهما بالمناطق المحررة ــ مناطق سيطرة الحركة الشعبية سابقاً ــ (رشاد كاونتي ــ كاودا ــ كادقلي كاونتي ــ كورجي ــ .. دلنج كاونتي ــ جلد ــ).

    وهذا يدحض (بياناً بالعمل) التبرير الجزافي الذي حاولت به شلة الرئيس عبدالعزيز الحلو تلوين فشلهم ، وتحلية الحصاد المر لخمجهم وخرمجتهم ولخهم ولخبطتهم ، وهم معتادون على العبارات الهتافية الجوفاء الفضفاضة التي لا تستند على دليل مادي .. وتفصيلاً لما ورد أعلاه ففي الدائرة (5) كادقلي والتي فاز بها الأستاذ المحامي ديفيد كوكو توتو عبدالله أنقلو ، عضواللجنة القانونية بالمجلس الوطنى السابق ، والذي نال (51182) صوتاً ، فإذا إعتبرنا إن الأحياء الرئيسة المكونة لمدينة كادقلى ــ التي تأخذ بإسمها صفة مدينة مستنيرة ، هي (البان جديد ، الملكية ، قعرالحجر ، الرديف ، كُلْبا ، الموظفين الغربي ، حي السوق ، الموظفين الشرقي ، حي المصانع ، الدرجة الثالثة ، حي الدرجة الرابعة ــ القادسية ــ ، حجرالمك ، حي الفقرا والقوز وتلو ، كليمو ، أبطاح ، السمة ، السلامات) مع الإمتدادات المعروفة لهذه الأحياء فإن مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (5) كادقلي لم ينل إلا (1737) صوتاً في المدينة مقابل (10896) صوتاً لمرشح المؤتمر الوطني ، وإذا علمنا إن جملة أصوات ناخبي هذه الأحياء المذكورة بإمتدادتها حسب نقاط الإقتراع الواردة في دليل نتائج الإنتخابات هي (17280) ، فإن مرشح الحركة الشعبية في الدائرة حاز على (10.05%) ــ عشرة وخمسة من مائة في المائة ــ جبراً (عشرة في المائة) فقط من أصوات المدينة .. بينما نال مرشح المؤتمرالوطني في الدائرة (63.01%) ــ ثلاثة وستين وواحد من مائة في المائة ــ من أصوات المدينة ، وهذا يعني أيضا أن مرشح الحركة الشعبية نال في المدينة (15.94%) ــ خمسةعشر وأربعة وتسعين من مائة في المائة ، جبراً (ستة عشر في المائة) ــ من أصوات مرشح المؤتمر الوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني ستة أضعاف ونصف لأصوات مرشح الحركة الشعبية !!! .. وعلى ذات المنوال ففي الدائرة (6) الدلنج الجنوبية والتي فاز فيها الكوماندر (العقيد) عمار أمون دلدوم أربي ، الناطق الرسمي بإسم الكتلة البرلمانية للإقليم في المجلس الوطني السابق ، والذي نال (17494) صوتاً ، فإذا إعتبرنا إن الأحياء الرئيسة المكونة لمدينة الدلنج ــ التي تأخذ بإسمها صفة مدينة مستنيرة ، هي (التومات ، حي أبوزيد ، المعاصر ، أقوز شرق وغرب ، الصفا ــ والمروة ، المطار والرحل ، حي بلا والمك والجامعة ، حي المدارس ، الطرق ، قعرالحجر ، الحلة الجديدة ، كجنق ، الجيش ، السوق ، الملكية ، الرديف) مع الإمتدادات المعروفة لهذه الأحياء فإن مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (6) الجنوبية لم ينل إلا (2624) صوتاً في المدينة ، مقابل (8950) صوتاً لمرشح المؤتمر الوطني ، وإذا علمنا إن جملة أصوات ناخبي المدينة بهذه المذكورة بإمتدادتها حسب نقاط الإقتراع الواردة في دليل نتائج الإنتخابات هي (16233)، فإن مرشح الحركة الشعبية في الدائرة حاز على (16.16%) ــ ستة عشر وستة عشر من مئة في المائة ــ جبراً (ستة عشرفي المائة) من أصوات المدينة .. بينما نال مرشح المؤتمر الوطني في الدائرة (55.13%) ــ خمسة وخمسين وثلاثةعشر من مئة في المائة ــ من أصوات المدينة ، وهذا يعني أيضاً أن مرشح الحركة الشعبية نال في المدينة (29.31.%) ــ تسعة وعشرين وواحد وثلاثين من مئة في المائة ــ ، جبرأ (ثلاثين في المائة) من أصوات مرشح المؤتمر الوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني ثلاثة أضعاف ونصف لأصوات مرشح الحركة الشعبية !!!..هذا من حيث إدعاء رمزية الدائرتين اللتين كسبتهما الحركة الشعبية .. إما عن المقعدين الآخرين اللذين فازت بهما الحركة الشعبية في القوائم (القوائم الحزبية ، قوائم المرأة) فبديهي ــ أقول بديهي بمعنى الأعراف المعهودة والمعلومة بالضرورة للناس كأبجديات ، وليس للبديهيات وجود في سياسات عبدالعزيز الحلو في جبال النوبا ــ إن الفرق البسيط في تكتيكات الدوائر الجغرافية وبين القوائم إن الدائرة الجغرافية ، بالإضافة إلى كمية وقوة عضوية الحزب في الدائرة والتركيبة الإثنية والدينية والثقافية لمجتمع الدائرة ... إلخ ، تعتمد على كاريزمية المرشح في الدائرة الشئ الذي يتيح لشخص متوسط القبول ومتوسط الحضور أن يكون شخصاً مناسباً لنيل رضا و(أصوات) الغالبية في الدائرة .. بينما القوائم تعتمد بشكل أساسى على قوة ووجود وحضور الحزب سياسياً وتنظيمياً على مستوى الولاية بشكل عام ، وعلى عنصر الإلتزام التنظيمي للعضوية تجاه قرارات وخيارات التنظيم بحيث إن القائمة مهما كان عددها لا يمكن أن يكون أفرادها ممثلين للكيانات الإثنينة والجغرافية جميعها بالولاية مما يعني إن التصويت للقائمة في غالب أرجاء الولاية يعتمد على الإلتزام التنظيمي للعضوية بالتصويت لمن إختارهم الحزب وليس بسبب معرفتهم وصلتهم المباشرة بمن في القائمة مثلما في حالة مرشحي الدوائرالجغرافية .. ثم بعد ذلك يأتي عنصر التوزيع الجغرافي المعقول للأسماء في القائمة ليغطي تمثيل أكبر قطاعات ممكنة بحيث يستطيع كل إسم في القائمة أن (يلملم) أصوات أتباعه لمصلحة جملة القائمة .. وبهذه الفذلكة ــ لكن بالطبع ليس بناءاً على هذه المعايير ــ فقد حوت قائمة المرأة للحركة الشعبية أربعة أسماء (واحدة من محلية هيبان ــ رشاد كاونتي القديمة ــ كاودا ــ ، إثنتين من محلية كادقلي ، واحدة من محافظة السلام ــ الفولة ــ) وحصدت القائمة (80896) ، تساوي (21.6) ــ واحدوعشرين وستة من عشرة في المائة من جملة أصوات قوائم المرأة البالغة (373769) ولما كان النصاب المطلوب للمقعد الواحد ــ قوة المقعد ــ (93442) وهو مايساوي (25%) ــ خمسة وعشرين في المائة ــ من جملة الأصوات بإعتبار إن جملة المقاعد المخصصة للمرأة هي أربعة مقاعد فإن حصيلة الحركة الشعبية لمقاعد المرأة كانت تقل عن النصاب المطلوب للمقعد الواحد بعدد (12573) فتم تعديل النسبة (بطريقة جبر الكسر العشري) لنيل مقعد واحد كان من نصيب (ميري جيمس كوكو أنجلو) ، رئيسة لجنة الصحة بالمجلس التشريعي الولائي الحالى بجنوب كرفان ، عقيلة اللواء دانيال كودي أنجلو مستشاررئيس حكومة الجنوب للمناطق الثلاث .. وذات الشئ جرى في شأن القوائم الحزبية ــ فقد حوت القائمة الحزبية للحركة الشعبية ثلاثة أسماء (واحد من محلية رشاد ، واحد من محلية كادقلي ، واحد من محلية الدلنج) وحصدت القائمة (95329) صوتاً ، تساوي (24%) ــ أربعة وعشرين في المائة من جملة أصوات القوائم الحزبية البالغة (395365) ، ولما كان النصاب المطلوب للمقعد الواحد ــ قوة المقعد ــ (131788) وهو مايساوي ثلث جملة الأصوات بإعتبار إن جملة المقاعد المخصصة للقوائم الحزبية هي ثلاثة مقاعد فإن حصيلة الحركة الشعبية للقوائم الحزبية كانت تقل عن النصاب المطلوب للمقعد الواحد بعدد (36459) فتم تعديلة النسبة (بطريقة جبر الكسر العشري) لنيل مقعد واحد كان من نصيب (أحمد عبدالرحمن سعيد) ، وزير المالية السابق عن الحركة الشعبية بالولاية ، ومفوض مجلس العون الطوعي والدولي الحالي بالولاية .. وذات سيناريو الدوائر الجغرافية حدث بالنسبة لمقاعد القوائم النسبية (الحزبية ، المرأة) إذ تركزت الأصوات لهذه القوائم في أرياف المناطق المحررة ـ مناطق سيطرة الحركة الشعبية سابقاً ــ ومناطق الثقل التقليدي للحركة ، بينما لم تنل قائمتى الحركة الشعبية إلا أصواتاً مخجلة ومخزية في بعض المحليات والدوائر مثل دائرة الدلنج الشمالية التي لم تنل فيها القائمة الحزبية للحركة الشعبية إلا (655) صوتاً ، ما يساوي (028%) ــ ثمانية وعشرين من ألف في المائة ــ ، جبراً (03%) ، من جملة الأصوات البالغة (23105) ، ومايساوي (033%) ــ ثلاثة وثلاثين من ألف في المائة من حصيلة قائمة المؤتمر الوطني البالغة (19519) ، مايساوي (85%) من جملة الأصوات وما يساوي ثلاثين ضعف حصيلة الحركة الشعبية .. ونالت قائمة المرأة للحركة الشعبية في ذات الدائرة (625) صوتاً ، ما يساوي (026%) ــ ستة وعشرين من ألف في المائة ــ ، جبراً (03%) من جملة الأصوات البالغة (23385) ، وما يساوي (031%) ــ واحد وثلاثين من ألف في المائة من حصيلة قائمة المؤتمرالوطني البالغة (19609) ، ما يساوي (83%) من جملة الأصوات وما يساوي واحد وثلاثين ضعف حصيلة الحركة الشعبية ويمكن لأي شخص يعرف جنوب كردفان أن يتصور ويتخيل كيف تحولت (القوز) من خلية ضاجة بأصوات الحركة الشعبية وأدبياتها إلى مؤتمر وطني بواحد وثلاثين ضعف .. إنها أحادية عبدالعزيز الحلو والمرتزقة الذين يرون أن الحركة الشعبية هي وجودهم في منابر كسب العيش وليس التغلغل والتمدد داخل الجماهير والمحافظة على العضوية ــ ناهيك عن كسب عضوية جديدة ــ .. وقل شيئاً قريباً من هذاعن الدائرة (9) السلام (الفولة) التي نالت فيها قائمة الحزبية الحركة الشعبية (619) صوتاً من جملة (28648) بنسبة (021%) ــ واحد وعشرين من ألف في المائة ــ ، وما يساوي (026%) ــ ستة وعشرين من ألف في المائة ــ من حصيلة المؤتمر الوطني البالغة (23544) صوتاً ، بينما بلغت نسبة المؤتمر الوطني (82%) ــ إثنين وثمانين في المائة ــ من جملة الأصوات ، وما يساوي ثمانية وثلاثين ضعف حصيلة الحركة الشعبية ، كما نالت قائمة المرأة للحركة الشعبية في هذه الدائرة (543) صوتاً من جملة (28761) بنسبة (018%) ــ ثمانية عشر من ألف في المائة ــ ، وما يساوي (023%) ــ ثلاثة وعشرين من ألف في المائة من حصيلة المؤتمرالوطني البالغة (23355) صوتاً ، بينما بلغت نسبة المؤتمرالوطني (81%) ــ واحد وثمانين في المائة ــ من جملة الأصوات ، وما يساوي ثلاثة وأربعين ضعف حصيلة الحركة الشعبية !!! .. محلية السلام ، تلك التي كانت جحافلها وحشودها تهتف أيام إسماعيل خميس جلاب ودانيال كودي (مسيرية .. حركة شعبية .. مية المية) وتستقبل ركب ووفود الحركة الشعبية بالآلاف عند مداخل مدن الفولة ، بابنوسة .. ونختتم بنموذج الدائرة (10) المجلد/أبيي التي نالت فيها قائمة المرأة للحركة الشعبية (77) صوتا من جملة (33684) بنسبة (002%) ــ فقط إثنين من ألف في المائة لاغير ــ ، ومايساوي (003%) ــ فقط ثلاثة من ألف في المائة لاغير ــ من حصيلة المؤتمر الوطني البالغة (25290) صوتاً ، بينما بلغت نسبة المؤتمرالوطني (75%) ــ خمسة وسبعين في المائة ــ من جملة الأصوات ، وما يساوي (328) ضعف ــ نعم ثلاثمائة وثمانية وعشرين ضعف حصيلة الحركة الشعبية !!!.. بعد ذلك لم نقل ولن نذكر لكم من هم الذين يجلسون الآن على (عروش) الحركة الشعبية ويتنبَّرون ويتندَّرون في منابرها بإسم هذه المناطق وبإسم جماهير الحركة الشعبية بالولاية التي هم بينها صفركبير (Big Zero) بشهادة الأرقام التي لا تعرف الكذب أو المساحيق ، لكنها سياسة عبدالعزيز الحلو القائمة على صناعة قيادة من النكرات والملفوظين من المجتمعات .. وسنأتي في الحلقة القادمة ــ الأخيرة ــ إلى تفاصيل بقية الدوائر والوقوف عند محطات من يتسمون بقيادات الحركة الشعبية لنرى بالأسماء والأرقام ماذا حصدت الحركة الشعبية من هؤلاء في أحيائهم وقراهم وفرقانهم وقبائلهم ..



    ـــ ونواصل ــ



    سدنى – استراليا - 19 يوليو 2010 م




                  

07-25-2010, 09:49 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    تحليل حصاد نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان



    الحلقة ( 3 – 3 )



    عرض: آدم جمال أحمد – سدنى



    تناولنا فى الحلقتين السابقتين سرد وتحليل لحصاد الحركة الشعبية من أصوات جماهير جنوب كردفان ، وأوضحنا فيها كيف إن عبدالعزيز الحلو يعمل تماماً ضد وعكس تيَّار رغبات وخيارات جماهير الحركة الشعبية بجنوب كردفان ، وكيف أنه رغم أنف الدستور واللوائح والقوانين ، أقصى أصحاب القواعد الجماهيرية الحقيقيين من الترشُّح للإنتخابات بإسم الحركة الشعبية ، وأعطى الفرص (بالفرض والتعليمات) لمجموعة من (شلَّته) و(حاشيته) لا وزن ولا قبول لها لدى القواعد ، وفشل في أن يسوق الناس (بالفرض والتعليمات) للتصويت لصالحهم والتي غامر بها في الإنتخابات ، فلم تحصد إلا السخط والسخرية ، ولم ينفعهم أن يقرر عبدالعزيز فوزهم بجرة قلم مثلما فعل في إختيارهم.

    وبذلك سوف نختم مقالنا بالحلقة الأخيرة والتى وعدنا فيها السادة القراء الكرام من خلال عرضنا لمقال .. الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان ، ومرشح الدائرة الجغرافية (17) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة ... والتى سطرها بقلمه بعنوان .. (نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان !!.. ) .. سقطت الشللية .. سقطت العقلية الإنكفائية .. ولم تسقط الحركة الشعبية!! .. وسنقف ولكن (ليس كثيراً) عند نماذج عن كيف وصل الحال ، حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد الفريق عبدالعزيز الحلو .. وذلك من خلال ما كتبه الصحفى عمر منصور فضل .. حيث يقول الآتى: ...

    في الحلقة الأولى من هذا المقال وعدنا القراء بالوقوف على نماذج عن كيف وصل حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد السلطان عبدالعزيز ، حيث إن الأول (الترهيب) جعل البعض لا أن يستسلم لجلاَديه فحسب ، بل والحرص فوق ذلك على أن لا تصدر منه (ملاحيظ) تعكِّر صفو الزعيم الذي يعتلي ظهره ، أو ما يوحي بأنه لا يحني للزعيم ظهره بما يكفي ، أو يتململ من حمله الثقيل .. بينما أفضي الترغيب وأدبيات ترفيع الأتباع للمواقع التنظيمية بالتعيين ، بالبعض للتماهي والذوبان في (الريس) ، جاعلين رضاءه و(روقان مزاجه) هي (أهداف، وقيم وأدبيات ، وقوانين ولوائح) الحركة الشعبية ، ولأننا نفرد لذلك مساحة في حلقاتنا من مقال (الإنتهازية .. النفعية .. المتاجرة بقضايا جنوب كردفان: إكتشفوها .. كاشفوها .. أكشفوها .. أحصروها .. حاصروها .. أرموها في مذبلة التأريخ) لاحقاً ، فنكتفي هنا بنموذج لكل حالة ، إذ أنه عقب سردنا بحلقات المقال: (هل يسعى عبدالعزيز آدم الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبا عبر سياسة فرق تسُد) تفاصيل إجراءات (حملة التأديب والتطهير) التي أجراها الحلو داخل حزبه في نوفمبر2009 ــ يناير 2010 م وقائمة من شملهم التحقيق والمحاسبة والفصل تصادفت رفيقاً ورد إسمه ضمن القائمة ، ومن الذين يتظاهرون بالثورية العالية ، وصناعة المعتركات ، بل وإفتعال العدوانية حتى مع الرفاق فظنناه (دخري حوبة) و(المدخور للحارة) فإذا به يلتقيني مرتعداً مرتعشاً يكاد يهتف (دثروني ، دثِروني .. زمِّلوني ، زمِّلوني) من هول ماحدث (الحدث ورود إسمه ضمن قائمة من يستعديهم عبدالعزيز) ، وكيف إن ذلك كلفه مجهوداً لتفسير .. وإنه .. ، فعجبت من الرجل إذ لم يكن (هو) من كتب ذلك وإنما (أنا) في إطار إستعراض مظلمته ضمن مظاليم الحلو وتأسفت أن عبدالعزيز الحلو بإرهابه لرفاقه وإلى درجة مطاردة معارضي رأيه في أزقّة المدينة بالذخيرة الحية مثلما تفعل الشرطة (أحياناً) في حملات إبادة الكلاب والقطط الضالة والمسعورة ، أوصل الناس إلى هذا الحال والمآل (طبعاً تماماً على عكس أهداف الثورة التي يجب أن تعلِّم الناس الشجاعة والمصادمة ومواجهة الباطل والصدع بالحق ...إلخ) .. عذرت الفتى ، إنه نموذج الذين (إذا ضُرِبت القِراف ، عشان الجمال تخاف) يضعون أذنابهم تحت أعجازهم مثلما تفعل الكلاب الخائفة أو (الطامعة ، الطامحة في عظم) حين تجلس مهذبة أمام أسيادها ، وإن كان (مفترضاً) أن يكون من الذين يقفون في وجه عبدالعزيز الحلو هاتفاً (لا!) إذ هو يمثل الإقليم في إحدى الهياكل الرفيعة للحركة الشعبية !!.. إما الحالة الثانية (التركيع والتطويع بالترغيب) فأصدق نموذج لها (آ.ج.آ) ، (م.ع.أ.) اللذان جندا نفسيهما مخبرين قطاع خاص (العميل الخاص بلغة المخابرات) لأولياء نعمتهما (عفواً ، (ليس أولياء الأمر) بخلخلة الصفوف ، ونقل الوشايات ونسج الحكايات وفبركة الروايات ، حتى تم مكافأتهما من الرئيس بـ (تعيينهما) في مواقع تنظيمية وسياسية يأتي إستحقاقها بالتصعيد من القواعد عبر هياكل تنظيمية مختصة وليس بتعيين من الرئيس ، ولكنه الرئيس الذي ــ كما ذكرنا مراراً من قبل ــ في إجتماع تنظيمي رسمي مهم بفعاليات محلية كادقلي بأكبر مقر تنظيمي للحركة الشعبية بالولاية ، السكرتارية ، الأربعاء 23/9 /2009م بحضور كل الطاقم السياسي وعدد كبير من وزراء ومستشاري وبرلمانيي الحركة ، قال بكل التحدِّي والتهديد والوعيد بأنه كرئيس للحزب بالولاية لا يسمح لأحد أن يملي عليه ، ولا التهديد والإبتزاز بالجماهير، واصفاً حديث الرفاق الذين طالبوه بالمؤسسية والعمل بمشاورة أجهزة التنظيم ــ مجلس التحرير ، السكرتارية ــ بـ (منتهي اللامسئولية ، ومنتهى الفوضى) .. (المسئولية دي مسئوليتي ، أنا البختار التيم ــ الفريق ــ البينجِّح المشروع)!..هل قال ذلك رئيس الحركة الشعبية صاحبة برنامج الديمقراطية والحرية وحكم الجماهير ، والمؤسسية ..إلخ؟! ، بلى ، أجل ، أي والله قال ذلك ، بل إنه زاد (...دا منو القال ليكم في رئيس حزب في الدنيا بيشاور عشان يسيِّر الحزب ، لو ما عارفين أسألو)!! ، وبالفعل بدأ الحلو ــ بدون مشاورة مؤسسات الحزب ــ بتعييين الطاقم (التيم حسب عبارته) السياسي والتنظيمي والتنفيذي الذي يعمل معه ، ولكن ليس (البينجِّح المشروع) كما ذكر إلا إذا كان المشروع المقصود شيئاً غير رؤية وأطروحات وبرنامج وأهداف الحركة الشعبية ، لأن حال هذه لا يحتاج إلى تنقيب ، .. وأنا شخصياً أخذت وصية ونصيحة الحلو (لو ماعارفين أسألو) مأخذ الجد ، خاصة وإنه يوافق توجيهاً إلهياَ (...أسألو أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) ، (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) .. وقول الشاعر:



    تعلَّم فليس المرءُ يولدُ عالماً وليس أخو جهلٍ كمن هو عالمُ



    فسألت وبحثت ولكني خرجت بمحصلة واحدة فقط إنه ليس هناك رئيس ــ تنظيمي أو سياسي أو تنفيذي ــ (يختار التيم البينجِّح العمل) بمفرده إلا في نظام شمولي أوإنقلابي يقفز على السلطة بعضلات الدبابات والمجنزرات .. المهم هؤلاء هم (رجال حول عبدالعزيز) ، وهم (التيم البينجِّح المشروع)!!.. ولم يكن غريباً إزاء هذا ومع مثل هذه الأتيام أن يكون حصاد الحركة الشعبية في الإنتخابات الماضية على النحو لذي سرناه ونسرده بكل الحسرة والأسى والأسف ، ليس أسفاً على ضياع وهلاك المشروع والأهداف والشعارات فحسب ، إذ ربما يرتبط ذلك بتطور تدريجي مرتقب ، ولكن لأن الضياع والإهلاك يتم بسبق الإصرار والترصُّد.

    ذكرنا في الحلقة الماضية (الثانية) تفاصيل المقاعد التي كسبتها الحركة الشعبية وأرجأنا الحديث عن (الخسائر) و(السواقط) لهذه الحلقة (الأخيرة) وتساءلنا عن كيف في ولاية مثل جنوب كردفان لها من الرمزية والدلالة ما لها كولاية رقم واحد للحركة الشعبية في الشمال الجغرافي للسودان ، يكون حصادها في هذه الإنتخابات (20%) ، عشرين في المائة ، من أصوات ناخبي الولاية ، وهي على وجه الدقة (19.04%) ، أربعة مقاعد تفاصيلها:(إثنين جغرافية ، واحد مقعد في قائمة المرأة ، وواحد في قائمة الحزب) مع تغاضي الحديث عن المعالجات التي تمَّت بشأن المقاعد الأربعة الإضافية التي تمَّت (المصادقة) بها من المفوضية القومية للإنتخابات كمعالجة لما أثارته الحركة بشأن الإنتخابات بالولاية والتي بموجبه (أي هذا التصديق) رضيت الحركة بإنتخابات جزئية (رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني) وتأجيل بقية المستويات ، (تأجيل مقلوب) ، وقبل أن نذكر تفاصيل ذلك جدير أن نذكر إن الدوائر في الولاية بلغت واحد وعشرين دائرة:عشرة دائرة جغرافية ، ثلاثة مقاعد للقوائم الحزبية ، أربعة مقاعد مرأة ، (زائداً الأربعة مقاعد الإضافية) وتساءلنا عن كيف إستطاع (المبرَّراتية والمنظِّراتية) تبرير هذه النتيجة لمعرفتنا الكاملة بعدم توفُّر ما يكفي من صدق وشجاعة وتواضع للإعتراف بالقصور والخطأ ودحضنا الـ (البوهية) التي حاول بها المسؤولون من النتيجة تلوين فشلهم بها.

    من الحقائق الميدانية التي تستدعي الإستصحاب عند النظر لنتيجة فوز الحركة الشعبية بالدائرتين الجغرافيتين (5) ، (6) (علاوة على ما ذكرنا من قبل) هو أثر الإثنيات والعشائر التي ينتمي لها مرشحا الحركة بالدائرتين ، الذي كان واضحاً وبائناً وكذلك أثر وقوع الأجزاء الريفية من دائرتيهما داخل المناطق المحررة ـ مناطق سيطرة الحركة الشعبية سابقاً ــ حيث (طفر) ذلك بمرشح الدائرة (5) مثلاًً من خاسر في المدينة بحيازته على ستة عشر في المائة فقط من أصوات مرشح المؤتمرالوطني إلى فائز بالدائرة بأكثر من ضعفي أصوات مرشح المؤتمر الوطني من جملة أصوات ناخبي الدائرة ، فقد كسب (أي مرشح الحركة) في أرياف دائرته (49445) ــ تسعة وأربعين ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين ــ صوتاً أي ما يساوي (96.60) من جملة أصواته في الدائرة .. وهذا ينفي أي مجهود تنظيمي في هذا الفوز ، ويمكن القول شيئاً قريباً من ذلك في الدائرة (6) الدلنج الجنوبية .. وكذلك ملاحظة إن الشخصين الفائزين هما أصلاً عضوان بالمجلس الوطني المُعَيَّن ، أي إنهما رجعا إلى مقاعدهما سالمين لفترة ثانية! ، بينما سقط نظيراهما (أعضاء المجلس الوطني المرشحين للمرة الثانية) (بابو تيما موسى تمبا) المرشح بالدائرة (8) لقاوة ، و(جابر المكي أجبر عود) المرشح بالدائرة (9) السلام .. كما أن الفائزة بمقعد المراة (ميري جيمس كوكوأنجلو) ، رئيسة لجنة الصحة بالمجلس التشريعي الولائي الحالى بجنوب كرفان .. والفائز بمقعد القائمة الحزبية (أحمدعبدالرحمن سعيد) ، وزيرمالية سابق عن الحركة الشعبية بالولاية ، ومفوض مجلس العون الطوعي والدولي الحالي بالولاية .. أي إن الفائزين الأربعة كانوا يتولون أصلاً مواقع دستورية من حقائب الحركة الشعبية حتى لحظة إنتخابهم !!.. وفي تفصيلنا لحصاد الحركة في هذه الإنتخابات للوقوف على كسب من يتسمُّون برموز وقيادات الحركة الشعبية في أحيائهم وقراهم وفرقانهم وقبائلهم ، نبدأ بالدائرتين اللتين فازت بهما الحركة الشعبية: (5) كادقلي ، (6) الدلنج الجنوبية .. ففي كادقلي وبحي قعرالحجر الذي يسكن فيه (إثنين مساعد سكرتير ولاية ، عضو مجلس تحريرقومي ، ثلاثة مديري إدارات بسكرتارية الولاية ، ثلاثة من ناشطي وموظفي سكرتارية الحركة الشعبية ، وحوالي سبعة من رموز تجمع الشباب وتجمع المرأة ولجنة إنتخابات الحزب ولجنة بنك جبال النوبا ، ومرشحة الحزب للمجلس الوطني ...إلخ) ، في هذه الخلية ، أعني في هذا الوكر الحزين ، نال مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (155) ــ فقط مائة وخمسة وخمسين صوتاً إنتخابياً لا غير ــ ، مقابل (465) صوتاً لمرشح المؤتمر الوطني ، وإذا علمنا إن جملة أصوات ناخبي الحي هي (869) ، فإن مرشح الحركة الشعبية في الحي حاز على (18%) ــ ثمانية عشر في المائة ــ من أصوات الحي .. أي إن جملة الثقل السياسي لهذه (الكوكبة) وهذا (الكوكتيل) وهذا (الكوكس Caucus) في هذا الحي العريق العتيق يساوي (18%) ، بينما نال مرشح المؤتمر الوطني (54%) من الأصوات ، وهذا يعني أيضاً أن مرشح الحركة الشعبية نال في الحي (33%) ــ ثلاثة وثلاثين في المائة ، من أصوات مرشح المؤتمر الوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني ثلاثة أضعاف أصوات مرشح الحركة الشعبية !! .. وفي (البان جديد) الذي تسكنه (مساعد سكرتير ولاية ، وعدد من ناشطي الصف الثالث من رموز الحركة الشعبية بالولاية) ، نال مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (62) ــ فقط إثنين وستين صوتاً إنتخابياً لاغير ــ ، مقابل (633) صوتاً لمرشح المؤتمر الوطني ، وإذا علمنا إن جملة أصوات ناخبي الحي هي (913) ، فإن مرشح الحركة الشعبية في الحي حاز على(06%) ــ ستة من مئة في المائة ــ من أصوات الحي .. بينما نال مرشح المؤتمر الوطني (69%) من الأصوات ، وهذا يعني أيضا أن مرشح الحركة الشعبية نال في الحي (09%) ــ تسعة من مئة في المائة ــ من أصوات مرشح المؤتمر الوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني عشرة أضعاف أصوات مرشح الحركة الشعبية !!.. وفي المركز الإنتخابي لأحياء (السوق ، الموظفين الشرقي ، حي المصانع) الذي يقطن فيه سكرتير الحركة الشعبية بالولاية (بالكامل) ، ومساعده للثقافة والإعلام (الناطق الرسمي بإسم الحركة في الولاية) ، وعدد من ناشطي الصف الثاني والثالث من رموزالحركة) ، بل حيث موقع عدد من المنابر الرئيسية للحركة منها سكرتارية الولاية وسكرتارية محلية كادقلي ومقر تجمع الشباب للإقليم والمحلية وكذا تجمع المرأة ، مكتب الإدارة الأهلية ، مكتب البطاقة التنظيمية للعضوية ، وحيث مقر غالب (اللمَّات) والمهرجانات والكرنفالات الخاصة بالحركة الشعبية ، نال مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (254) ــ فقط مائتين وأربعة وخمسين صوتاً إنتخابياً لاغير ــ ، مقابل (1567) صوتاً لمرشح المؤتمرالوطني ، وإذاعلمنا إن جملة أصوات ناخبي هذه الأحياء هي (2761) ، فإن مرشح الحركة الشعبية حاز على (09%) ــ تسعة من مئة في المائة ــ منها بينما نال مرشح المؤتمر الوطني (57%) ، وهذا يعني أيضا أنه حيث مقر هؤلاء ومقرات (الهيلة والهيلمانة) نال مرشح الحركة الشعبية (16%) ــ ستة عشر في المائة ــ من أصوات مرشح المؤتمرالوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني ستة أضعاف أصوات مرشح الحركة الشعبية !!! ..

    من الملاحظات العامة الغريبة إن غالب مراكز الإقتراع بأحياء مدينتي كادقلي والدلنج ــ التي عَّول البعض على إن الفوز بهما نوعي لأنها دوائر وعي وإستنارة ــ حازت على أعلى معدَّلات الأصوات التالفة في ظاهرة لا يمكن إرجاعها إلى الجهل بإجراءات الإنتخابات الذي يفترض إنه أعلى وأكثر في الأرياف فمثلاً في الدائرة (5) كادقلي سجل حي السوق أحد أرقى أحياء المدينة ــ والولاية إفتراضاً ــ واحدة من أعلى أرقام الأصوات التالفة (220) صوتاً كثاني أعلى تالف في المدينة بعد حي (السمَّة شرق) ـ 338 تالفا ًــ وسادس أعلى تالف على مستوى الدائرة ــ أي حي السوق هذا ــ من بين مراكز إقتراع الدائرة البالغة (121) مركز ، ولم يخلو حي من أحياء كادقلي من لعنة المعدَّل العالي في الأصوات التالفة إلا (حي الرديف) الذي سجَّل صفراً في التالف الشئ الذي لم يتكررفي مركز بالمدينة بينما قرى نائية و(غميسة) في الأرياف (خاصة بالأراضي المحررة ، (مناطق سيطرة الحركة الشعبية سابقاً) سجلت صفراً في التالف (أي صوَّتت صحيح بنسبة مية في المية) مثل مركز (تساري) بنواحي كورجي ، (حجر تية) ، (أرض كنعان) ، (أم دردو) ، (كَرْكَرْ لومون) ، (القديل) .. وهذا في رأيي البسيط يعزي من ضمن أسباب أخرى لعاملين:

    1 / الحس الوطني العالي التي يمتع به هؤلاء ، وحرصهم على ممارسة دورهم في التصويت الذين يعتقدون بصدق إنه وسيلة لتغيير الأوضاع القائمة الآن ..

    2/ تأكيد ما ظللنا نردده منذ أوقات مبكرة من إن الحركة الشعبية تنظيم يسير بقوة الدفع الذاتي (بإجتهادات العضوية والقواعد وليست القيادة ومؤسسات التنظيم) حيث إنه في ظل الغياب الكامل لأي برمجة أو تخطيط تنظيمي لإدارة الإنتخابات من قيادة ومؤسسات التنظيم ، لم تنعدم عند القواعد الثائرة بعض الترتيبات الــ (جونقرو) لإدارة الشأن في مراكزها .. وكان أن صوت مركزا (كَرْكَرْ لومون ، أم دردو) بنسبة مائة في المائة صحيح ومائة في المائة للحركة الشعبية بعدد (605 ، 763) صوت على التوالي ، بينما فلت صوت واحد فقط من جملة أصوات مركز (كاودا أ) لصالح مرشحة مستقلة ، وصوتان من مركز (كركر) لصالح مرشح الحزب القومي السوداني المتحد والباقي للحركة الشعبية ، ولا أعتقد أن ظاهرة تصويت مركز لصالح مرشح بنسبة مائة في المائة وبدون تالف تكرر في أي مركز آخر بالسودان أو العالم بينما سجًّل مركز إقتراع (أبوزيد ، المعاصر) أعلى درجة تالف في الدائرة (6) بـ (229) لم يتفوَّق عليه إلا مركز إقتراع هبيلا بـ (481) صوت بينما لم يسجَّل مركز في هذه الدائرة درجة الصفر في الأصوات التالفة ، وكان أقل تالف في الدائرة بمركزي (كتلا كاتيك ، أطو) بـ (9) صوتاً في وقت لم تكن فيه المفارقات كبيرة في الأصوات بين المرشحين الثمانية إلا في الحصيلة النهائية ، والطريف إن مرشح الحركة الشعبية في الدائرة (5) كادقلي نال (101) ــ مية وواحد ــ صوت عند (الجيش) بمركز إقتراع (السرف) بينما نال مرشح الحركة الشعبية في الدائرة (6) الدلنج الجنوبية ذات العدد (مية وواحد) في مركز (الجامعة) ولم يتكررهذا الرقم عندهما في أي مراكز أخرى .. ولهذا الرقم دلالة ورمزية طريفة ومعلومة لدى الحركة الشعبية !! ..أما من الملاحظات العامة في نتائج الحركة الشعبية (وهذا محور تركيزنا في هذا التحليل) فإن أعلى المنافسين من الحركة الشعبية من الذين خسروا دوائرهم كان المقدَّم (حسن آدم الشيخ محمدين) ، الدائرة (2) رشاد بعدد (6028) صوت في المركزالثاني بعدالفائز (مؤتمر وطني ــ ( 9389) رغم إن ثلاثة آخرين من مرشحي الحركة الشعبية نالو المركز الثاني لكن بفارق كبيرفي الأصوات عن الأول الفائز بلغ فارق بعضهم أكثر من (27) ألف صوت عن الأول في دائرة جملة أصواتها (45497) إذ نال المؤتمر الوطني (32942) ما نسبته (72%) ، ما يقارب ستة أضعاف حصيلة الحركة الشعبية البالغة (5913) وهو ما نسبته (13%) تقريباً من جملة أصوات الدائرة ، (18%) تقريباً من حصيلة المؤتمر الوطني !! لكن المدهش كان في نتائج:



    ●الدائرة (3) أبوجبيهة: حيث جاء مرشح الحركة الشعبية رابعاً بعد: المؤتمر الوطني ، الإتحادي الديمقراطي ، مستقل .. حاز المؤتمر الوطني (14650) صوتاً وهو ما نسبته (36%) من جملة أصوات الدائرة البالغة (40891) ، ومايساوي أكثرمن أربعة أضعاف ما ناله مرشح الحركة الشعبية (3494)!!.. أبوجبيهة التي بها معتمد حركة شعبية لخمسة سنوات بعمرالشراكة ــ أحد أطول دستوريي الحركة الشعبية عمراً في السلطة ــ ، وحيث سكرتير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية في الولاية (الشخصية التعبوية للحركة) ، إنه نظرية (بيت النجار) ، بل إن النتائج في حي القلعة كانت كالآتي: (القلعة جنوب ــ مؤتمر 485 ، حركة 384 ، المؤتمر واحد وثلاثة أرباع أضعاف الحركة) ، (القلعة شمال ــ مؤتمر 641 ، حركة 109، المؤتمر ستة أضعاف الحركة) .. ولن أقول لماذا حي القلعة !! ، بينما محلية ليس بها معتمد ولا مدير تنفيذي من الحركة الشعبية مثل (الدلنج) فازت فيها الحركة الشعبية بدائرتها وهو ما يشير بوضوح وبياناً بالعمل إن عضوية الحركة الشعبية المنفعلة بثورتها هي التي تعمل وليست الكراسي والواجهات والوجاهات الفارغة.



    ●الدائرة (9) السلام ــ الفولة: حيث جاء مرشح الحركة الشعبية (جابر المكي أجبر عود) ، عضو المجلس الوطني ــ المحلول مؤخراً ــ رابعاً ، بعد (المؤتمر الوطني ، الأمة القومي ، المؤتمرالشعبي) .. حاز المؤتمر الوطنى الوطني (22540) صوتاً وهو مانسبته (79%) من جملة أصوات الدائرة البالغة (28542) ، وما يقارب (37) ــ سبعة وثلاثين ــ ضعف حصيلة مرشح الحركة الشعبية (615) !! ، وحصيلة الحركة الشعبية هذه تساوي (02%) ــ نعم إثنين في المائة ــ من جملة أصوات الدائرة ، ومايزيد قليلاً عن الإثنين في المائة من جملة حصيلة مرشح المؤتمر الوطني!! ، (الفولة) التي ذكرنا في الحلقة الماضية إن القائمة الحزبية للحركة الشعبية نالت فيها (619) صوتاً من جملة (28648) بنسبة (021%) ــ واحد وعشرين من ألف في المائة ــ ، وما يساوي (026%) ــ ستة وعشرين من ألف في المائة ــ من حصيلة المؤتمر الوطني البالغة (23544) صوتاً ، بينما بلغت نسبة المؤتمر الوطني (82%) من جملة الأصوات ، وما يساوي ثمانية وثلاثين ضعف حصيلة الحركة الشعبية ، كما نالت قائمة المرأة للحركة الشعبية في هذه الدائرة (543) صوتاً من جملة (28761) بنسبة (018%) ــ ثمانية عشر من ألف في المائة ــ ، وما يساوي (023%) ــ ثلاثة وعشرين من ألف في المائة من حصيلة المؤتمر الوطني.



    سدنى – استراليا - 21 يوليو 2010 م



                  

07-30-2010, 08:59 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    ملكية الأرض وإنفجار النزاع فى جبال النوبة !!..

    بقلم/ آدم جمال أحمد – سدنى

    تبدو ملكية الأرض ذات أهمية قصوى ، وسبب مباشر فى إنفجار النزاع والصراع فى جبال النوبة ، والتى تتمثل فى إنتهاك الزراعة الآلية لحرمة الملكيات الصغيرة من الأراضى فى المنطقة ، مما أدى ذلك الى إحداث تأثير بليغ على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للتركيبة السكانية للنوبة ، والتى قادت فى نهاية المطاف الى تحطيم وتدمير أواصر التعايش السلمى ما بين النوبة وقبائل عرب البقارة.
    لقد أنشئت الزراعة الآلية عام 1968 م بتمويل من البنك الدولى ، للإشراف على نشر الزراعة بمناطق عديدة من السودان ، ولم تشذ عن ذلك إمتداداتها الواسعة النطاق لمشاريعها فى منطقة هبيلا شمال الدلنج منذ أواخر العقد السادس من القرن العشرين ، وإمتداداتها فى أم لوبيا – البيضاء – كركندى – القردود – الفوس – كركراية – كرتالا ...إلخ ، وقد قارب عددها ( 650 ) مشروعاً ، يبلغ متوسط مساحة الواحد منها حوالى ( 422 ) هكتار أى ( ألف فدان ) .. تم التصديق بها على أثر نزع هذه الأراضى من أصحابها ، فلم تراع فى توزيعها أدنى أى معايير للعدالة ، كما أنها لم تساهم بأى قدر يذكر فى تنمية المنطقة ، بل أن كل عائداتها يتم تحويله الى خارج نطاق المنطقة ، حتى أن مؤسسة تنمية جبال النوبة التى أنشئت فى عام 1970 م ، للمساهمة بشكل مباشر فى تطوير القدرة الآجتماعية لطرق زراعة النوبة التقليدية ، لم تخصص إلا ( 37% ) من مساحة الأرض وخدماتها الى قبائل النوبة ، وخصصت ما يقارب ال ( 45 % ) منها للقبائل العربية ، و ( 18 % ) الباقية تقاسمتها قبائل الفلاتة والهوسا والبرقو الوافدة الى منطقة جبال النوبة من غرب السودان.
    توجد حوالى ( 200 ) مشروعاً للزراعة الآلية تمت مراجعتها بمنطقة هبيلا ، والتى أنشئت بتمويل من البنك الدولى ويدعمها البنك الزراعى التابع للدولة ، ولقد منحت الحكومة عقود إيجار أربع مشاريع تعاونية محلية ، وأربع مشاريع لتجار محليين .. ومنح مشروع إيجار واحد لمجموعة من تجار هبيلا ، أما البقية والتى تبلغ ( 191 ) مشروعاً لقد منحت لأفراد من غير أهل منطقة جبال النوبة ، معظمهم من تجار وموظفون حكوميون وجنرالات متقاعدون من القوات النظامية من شمال السودان والجزيرة.

    ولا بد من توضيح الحقائق للقارئ ومواطنى جبال النوبة والمهتمين بالشأن النوبى ، حتى نستطيع أن نقف على الحقيقة الغائبة ، بأن للزراعة الآلية فى سلب أراضى النوبة سببان هما:

    1- هناك مشاريع التى تخططها الحكومة وتمنحها من الخرطوم عن طريق وزارة الزراعة ، ودون وضع أى إعتبار لحقيقة الوضع فى المنطقة ، تمنح الأرض لبعض الأشخاص الذين هم بصورة عامة جنرالات متقاعدون أو موظفون فى الخدمة المدنية أو تجار أثرياء من شمال السودان ، كما تمنح لجلابة محليين ظلوا يقيمون فى المنطقة لفترة طويلة تمكنوا فيها من جمع ثروات كبيرة ، ولهؤلاء علاقة وثيقة بالخرطوم وبدوائر الحكومة المركزية ، بحكم أنهم أصلاً من الشمال ، ولقد حاز هؤلاء أراضى لأنفسهم ، ثم أوعوزوا الى ذويهم بأنهم أيضاً يستطيعون الحصول على حيازة أراضى من خلال وزارة الزراعة ، وهكذا تحالفوا من أجل الحصول على مزيد من الأراضى ، ولأن النوبة لا يملكون شيئاً ولا حتى نفوذاً سياسياً لهم فى مجالات إتخاذ القرارات ، وكذلك ليس بينهم سوى نفر قليل من ذوى الصلة بمجال توزيع الأراضى ، أما الحكومة فإنها تقوم برسم الحدود بين المشاريع دون إعتبار لواقع المنطقة ، وحتى السلطات الحكومية لا تضع أى إعتبار إذا كانت هناك قرى على هذه الأراضى أم لا ... مما جعلت الزراعة الآلية فى منطقة هبيلا أحاطت بالعديد من القرى ، ولم تبقى هناك أرض للنوبة .. لا أرض للزراعة ولا للرعى ، ولقد أطبق الخناق على النوبة ، وصار عليهم أن يختاروا إحدى الخيارين أما أن يتركوا المنطقة ويذهبوا للعمل فى الحكومة كجنود ، أو يصيروا عمالاً زراعيين فى مشاريع الزراعة الآلية.
    2- هناك الحيازة غير المخططة ( العشوائية ) للأرض ، إذ تجد شخصاً متنفذاً وثرياً أتى لتوه وأزال الأعشاب عن قطعة أرض يملكها أهل المنطقة بصورة جماعية ، وبحكم أن الوافد الجديد مسنود فإنه يزيل الأعشاب ويحضر جراراته وعماله ويبدأ فى الزراعة ، وإذا إعترضته أى مقاومة فإنه يذهب للسلطات محتجاً ومطالباً بتوفير الحماية له ، ولأنه يستطيع رشوة السلطات فيمكنه أن يدفع ثم يفعل ما يشاء ، ومن لم يفعل ذلك يكون له صديق من السياسيين أو آخر من ضباط الجيش يملك من السطوة ما يجعله يرسل أوامره لكى يحصل صديقه على الأرض ، وهناك طرق أخرى للحصول على الأرض مثلاً أن تحرق قرية ما ويجبر سكانها على الذهاب الى مكان آخر.
    فليس هناك أى خطة أو نية من الحكومة للإحتفاظ ببعض الأراضى للنوبة ، فالأرض إما أن تمنح للعرب الرحل بغرض الرعى ، أو يستولى عليها الإقطاعيون الأثرياء من الشمال ، ولا يبقى للنوبة سوى الكفاح ضد هذه التصرفات أو البحث عن وسيلة لحماية أنفسهم ، وبالفعل لقد بدأوا فى بناء منظماتهم السياسية وإحياء منظماتهم القديمة .

    وسوف نقوم بذكر بعض من النماذج الإستفزازية الصارخة الجديرة بالتسجيل منها:

    ♦ فى عام 1978 م تم سجن المك حسين الأحيمر من منطقة ريفى دلامى ، وذلك لرفضه مصادرة أراضى المواطنين لصالح مشاريع الزراعة الالية المملوكة لتجار الجلابة.
    ♦ ما حدث لقرية ( فايو ) فى منطقة ريفى دلامى فى عام 1981 م حينما تم محاصرتها بمشاريع الزراعة الآلية من جميع الجهات عائدة لأحد تجار الجلابة ، الذى لم يكلف نفسه بزيارة المنطقة حتى ولو مرة واحدة ، وبنهاية عام 1984 م كانت كل أراضى القرية تحت سيطرته ، وعند إحتجاج الأهالى تم إستخدام قوة القانون والشرطة لإبعادهم عن نطاق المشاريع الزراعية.
    ♦ لقد تضافرت عوامل أخرى ساعدت على زيادة حدة التوتر والإستقطاب فى المنطقة ، من أهمها هو تقلص منسوب الأمطار فى غرب السودان منذ العام 1967 م الى أقل من نصف معدله السنوى ، ونتيجة لذلك نزح الى المنطقة رعاة من القبائل العربية من غير سكانها ، بحثاً عن مكان إقامة لفترة طويلة الأمد أو دائمة فى منطقة جبال النوبة المطيرة ذات الأراضى الخصبة ، ولكن بإستمرار الجفاف فى أوائل الثمانيات صاحبتها زيادة كبيرة فى أعداد السكان والحيولنات فى المنطقة ، وكانت أيضاً أحد الأسباب الرئيسية للنزاع.
    ولكن لقد تسارعت الأحداث بتأسيس الجلابة أصحاب مشاريع الزراعة اآلية والبقارة الرعاة حلفاً مؤقتاً يستند الى قوة السلاح ، والتى كانت ممثلة فى ( مليشيات المراحيل والفرسان ) التى إندمجت فيما بعد لتكون ( كتائب الدفاع الشعبى ) لتشريد سكان المنطقة والإستيلاء على أرضهم ، فلذلك أن من أخطر إفرازات الحرب الأهلية فى منطقة جبال النوبة هو هيمنة قيادات المليشيات الميدانية على المجالس الإدارية وسيطرتها على إنتخابات المؤسسات السياسية والتشريعية ( المحلية والإقليمية والقومية ) ، لقد كانت هذه التغيرات نقطة تحول أخرى فى سلسلة إختلال ميزان القوى بين قبائل النوبة وعرب البقارة ، والتى حدثت تحت تأثير قانون الحكم الشعبى المحلى الصادر عام 1971 م ، وإعادة بناء الهياكل الإدارية فى المنطقة وتأسيس وحدات الإتحاد الإشتراكى خلال حقبة حكم الرئيس الأسبق جعفر نميرى ( 196- 1985 م ) ، وهى نقطة التحول الأخرى التى تمكنت فيها القبائل العربية فى المنطقة لأول مرة من ترجمة وجودها الى وحدات إدارية معترف بها من قبل السلطات المركزية ، وتنظيم نفسها سياسياً فى المنطقة بشكل رسمى.
    طفت بوادر هذا الصراع والذى جاهدت الحكومة بأن لا يسفر عن وجهه كاملاً الى السطح ، وذلك عندما أعلنت حكومة ولاية كردفان فى الربع الأول من العام 1992 م عن كشف تلاعبات وتجاوزات خطيرة فى تصديقات أراضى الزراعة الآلية بجنوب كردفان ، وقد قامت بنزع ( 712 ) مشروعاً زراعياً فى مناطق كرتالا وهبيلا الجديدة والقديمة والبيضاء ورشاد وأبوجبيهة ، بحجة أن بعضها كان ممنوحاً لأطفال ، وأن بعضه تم بيعه أو تأجيره من الباطن مخالفة للقوانين ، غير أن مصادر الجلابة تؤكد أن ما تم كان بغرض إعادة توزيعها لقيادات المليشيات ومشائخ قبائل البقارة ، مكافأة لهم لمشاركتهم فى عمليات دحر ( التمرد ) عن المنطقة ، وهى محاولة مكشوفة من الحكومة لخلق قواعد موالية لها فى المنطقة ، وبعض الدلائل تشير بوضوح الى أن مجموعات الجلابة الأقوياء ذوى النفوذ السياسى والاقتصادى الكبير فى مركز السلطة ، سيتخدمون قبائل البقارة لضمان تحقيق أهدافهم ثم يحرمونهم لاحقاً من السيطرة على أجود الأراضى.
    فالسلام بالنسبة للنوبة يتعلق بالأرض والمحافظة عليها ، وهذا يوضح أن أفضل حارس للأرض هم السكان الأصليون أنفسهم ، وليست المجموعة الصفوية التى إكتسبت وسيطرت عبى مساحات واسعة من الأراضى عبر المحاباة السياسية ، مما أدى الى إجبار مزارعو النوبة على التحول الى عمال زراعيين بلا أرض فى المشاريع الزراعية الكبيرة ، والتى تنتهك الحقوق الإنسانية والإقتصادية والأرض الخصبة التى تعتمد عليها البلاد.
    إن إستغلال الزراعة الآلية لقد أدى الى تدمير التربة الهشة العالية الخصوبة فى جنوب كردفان ، ولقد إستمر ذلك لوقت طويل بواسطة ملاك غائبين ، وبعض الهيئات الدولية التى تلعب دور الشريك فى الجرم ، وذلك من خلال مضاعفة الأرباح ، بينما تتصاعد الكارثة البيئية ، والتى تحتاج لوقفة من الحكومة الولائية بجنوب كردفان وبممارسة ضغوط على المركز بتوقف هذا العبث الذى يضيف من عملية وقود النزاع ، ويجب أن يكون هناك إحترام لخبرة المزارعيين المحليين حيث إن من الغالب الأعم أن تؤدى تقنياتهم الى تنمية زراعية مستدامة ، والتى تتطلب الى إتخاذ قرار شجاع بإنتزاع كل هذه المشاريع وإعادة النظر فيها بإرجاعها لملاكها وأصحابها الحقيقيين من أبناء المنطقة الذين ورثوها كابر عن جد ، ولكن لجهلهم وعدم درايتهم بالإجراءات والمسوحات والتخطيط وإستخراج الأوراق الثبوتية منذ فترة الحكم الإنجليزى ، أدت الى إستغلالهم من قبل الدولة وأصحاب النفوذ والسلطة والمال ، ولا بد من تجميد فورى لكل التسجيلات التى تمت ، وإقرار قانون بأعراف الأراضى وبالطبيعة العادلة للحقوق العرفية الخاصة بالأرض من خلال الآتى:

    1- إنشاء لجنة أراضى للتحقيق وإصدار توصيات تضمين أعراف الأرض فى تشريعات الأراضى.
    2- مراجعة تسجيلات ما بعد 1989م فى المناطق الريفية بغرض تحديد التسجيلات المشروعة وغير المشروعة ، وفى حالة النزاع حول الملكية فإن الإفتراض ينبغى ان يكون التسجيل غير شرعى ويقع عبء إثبات العكس على المالك الجديد.
    3- إعادة توزيع الأراضى التى تم الإستيلاء عليها بشكل غير مشروع بعد حقبة 1989 م.
    4- وضع سياسة تتعلق بحقوق أراضى المرعى.
    5- المساواة بين النساء والرجال فى حقوق الأراضى.

    سدنى – استراليا 25 يوليو 2010 م
                  

07-31-2010, 02:04 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    شكراً يا عامر


    بريمة
                  

08-01-2010, 05:15 AM

عثمان نواي
<aعثمان نواي
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 1656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: بريمة محمد)

    ادم جمال من الكتاب المميزين جدا
    ومحلل دقيق في كتاباته و القضايا التي يطرحها. وكتاباته دومامثيره للجدل لقوة صدقها.
    حقيقي اضافه لهزا المنبر
    شكرا عامر
                  

08-01-2010, 06:52 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38985

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: عثمان نواي)

    Quote: النوبة في السياسة السودانية
    لقد عاملت المعارضة السودانية النوبة معاملة أفضل بقليل مقارنة بحكومة الرئيس عمر البشير الحالية .
    و عندما كان حزب الأمة في الحكومة ، كان هو القوة الرئيسية خلف سياسة المليشايات والحملة ضد النوبة . ويتحمل الصادق المهدي ، رئيس الوزراء آنذاك ، الجزء الأكبر من مسئولية ما يجري حالياً من مأساة حقوق الإنسان في جبال النوبة ، وكذلك مبارك الفاضل ، وزير الداخلية، و عبدالرسول النور حاكم كردفان ، و بعض الشخصيات القيادية في حزب الأمة كفضل الله برمة ناصر. كما أنضم بعض سياسي حزب الأمة ، كرئيس اللجنة البرلمانية السابق حريكة عز الدين ، إلى الحكومة العسكرية الحالية ، و هو يواصل المشاركة في الحملات العسكرية.
    أما الآن وهم في المعارضة ، فإنهم يتشدقون بكلمات "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان".
    ولكن ليس هناك من مؤشر بأن حزب الأمة قد غير موقفه تجاه النوبة . فالحزب ما يزال يرى أن البقارة هم إحدى دوائره السياسية الرئيسية ، وعتقد أن مساندته للنظرية التوسعية للبقارة هو أفضل طريق لكسب قياداتهم الذين هم مع الحكومة الآن . و لم يعبر حزب الأمة حتى عن ندمه ، ناهيك عن تقديم الإعتذار عن جرائمه في جبال النوبة . و لا يزال النوبة يتشككون في نوايا حزب الأمة ، كما يعارض الحزب بشدة السماح للنوبة بتقرير مصيرهم .
    لقد طال إنتظار بيان واضح من حزب الأمة يقر فيه بجرائمه الماضية في جبال النوبة و يعلن إقراره بمبدأ إحترام كل حقوق شعب النوبة . وحتى يتم تأكيد مثل هذا الإلتزام ، فإن شكوك النوبة الخاصة بأن حزب الأمة لديه نفس سياسة الحكومة الحالية سيكون لها ما يبررها.
    إن الحزب الإتحادي الديمقراطي ليس له مثل هذا السجل السيء في جبال النوبة ، و لكنه ما زال حزباً يمثل مصلحة محلية ضيقة ، بدلاً من أن يكون حزبا قوميا حقيقاً . و كان بإمكان الحزب ، و برؤية أوسع للسودان ، أن يستغل بكل سهولة عدم التوافق بين النوبة و حزب الأمة لمصلحته ، و أن يسعى إلى عمل تحالف إستراتيجي مع الحزب القومي السوداني أو مجموعات النوبة الأخرى في عقد الثمانينات . و لكنه فشل في ذلك. و مثله مثل حزب الأمة تماماً ، فإن الإتجاد الديمقراطي منقسم على نفسه فيما يختص ببعض القضايا ، كالقوانين الإسلامية ، و حق تقرير المصير بالنسبة للجنوب ، مما أثار شكوك النوبة بأن الحزب يشارك الحكومة الحالية رغبتها في إقامة دولة إسلامية . لقد طور الحزب الإتحادي الديمقراطي مؤخراً بعض الرؤى تجاه الشعوب المهمشة في شمال السودان ، و لكن هذه الرؤى لم تترجم إلى إلتزامات بعد . و ما زال النوبة في إنتظار إلتزام واضح من جانب الحزب الإتحادي الديمقراطي فيما يختص بحقوقهم الأساسية.
    يهيمن حزبا الأمة و الإتحادي الديمقراطي على التجمع الوطني الديمقراطي المعارض ، و الذي يطرح نفسه كبديل لحكومة عمر البشير – الترابي. مع ذلك ، فإن للنوبة مبرراً قوياً لشكوكهم بأن حكومة التجمعسوف لن تمثل تغييراً جوهرياً في السياسة الشمالية تجاه النوبة . و أن للجيش الشعبي لتحرير السودان ديناً كبيراً مستحقاً للنوبة ، ليس الآن جبال النوبة كانت ما زالت الجبهة الرئيسية في الحزب ، و لكن لمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من قوات النوبة في المعارك التي جرت في جنوب السودان ، و الذين ظلوا مخلصين بصورة دائمة للعقيد جون قرنق . كما أستفاد الجيش الشعبي أيضاً من القائد يوسف كوة ، كعضول لوفود محادثات السلام و الرحلات الخارجية. و أعتمدت الحركة الشعبية بدرجة كبيرة على مهارات يوسف كوة كرئيس لمؤتمر الحركة عام 1994م. و لكن إلتزامات الحركة تجاه النوبة ظلت موضع سؤال . و لى الرغم من أن الجيش الشعبي يطالب رسمياً بمنح جبال النوبة حق تقريرالمصير ، لكن الكثيرين يتشككون بأن هذا الإلتزام يمكن التخلي عنه من أجل الحصول على إتفاق أوسع.
    و لقد تفجرت مخاوف النوبة العميقة بتوقيع "اتفاقية شقدوم" بين الجيش الشعبي وحزب الأمة ، في 12 ديسمبر 1994م. فبينما تقر الفقرة الثانية من الإتفاق بأن "حق تقرير المصير هو حق إنساني أساسي للشعوب " نجد أن الفقرة الرابعة تحتوي على خلاف ذلك ، و أنها مناقضة لموقف الجيش الشعبي: "2/4 يرفض حزب الأمة ذكر تضمين جبال النوبة ، و منطقة أبيي ، و جبال الأنقسنا في الفقرة الخاصة بحق تقريرالمصير ، لأنه لا يعترف بحق تقرير المصير لأي مجموعة تقع خارج جنوب السودان . كان الموقعون عن حزب الأمة هما عمر نور الدائم ، و مبارك الفاضل.
    يجب على الجيش الشعبي لتحرير السودان أن يعلي من شأن إلتزاماته تجاه النوبة لتصبح جزء مكملا ًلوضعه التفاوضي مع الأحزاب الشمالية و مع الحكومة ، إذا كان ذلك من خلال الإيقاد أي أي وسطاء آخرين (كالرئيس كارتر) . و يجب على الحركة الشعبية أن لا توقع أي إتفاقية لا تعطي النوبة حقوقاً متساوية مع الجنوبيين.
    إن موقف الأحزاب السياسية و الحركة الشعبية تجاه النوبة لمؤشر على وجود مسلك تفضلي واسع الإنتشار وسط القيادة المعارضة. فهم يعتقدون أن إيجاد الحلول يكمن في عمل الصفقات بين القادة ، و ليس في التعبئة الشعبية . و لقد جلبت هذه النظرة المأساة للسودان ، وسوف تظل كذلك.

    (من كتاب افركا رايتس..1996)******************






    ارشفينا وتاريخهم


    النوبة فى السياسة السودانية
                  

08-01-2010, 02:05 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: adil amin)

    الأخ عثمان نواى

    مرحب بقدومك إضافة نوعية للمنبر ..


    بريمة
                  

08-02-2010, 08:17 AM

عثمان نواي
<aعثمان نواي
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 1656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: بريمة محمد)

    ولد ابا بريمه.. شكرا للمرور
    بالله تلفونك و الايميل علي الماسنجر
    عثمان نواي
                  

08-02-2010, 10:07 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: عثمان نواي)

    Quote:
    شكراً للأساتذة الكرام من أبناء النوبة والذين أتحفونا بكل المعلومات السالفة أعلاه. وما نشكرهم عليه أكثر هو توضيحهم لحقيقة نحاول إثباتها لمن يجهلون تاريخ ومسميات المنطقة

    لم يرد في كل المقالات أعلاه اسم منطقتنا وهي أبو جبيهة ولا سكانها مما يدل أننا لم نكن أصلاً جزءاً من جبال النوبة
    حتى منظمات الإغاثة لا مكاتب لها في منطقتنا إلا منظمتين لأسباب نمسك عن ذكرها
    عليه نقول لو كان النوبة وهم سكان الجبال وهي جبال النوبة فنحن عرب ولا نسكن في جبال
    ولو جاز لنا أن نطالب كما يطالب الكل فإننا نطالب بفصلنا عن مديرية جنوب كردفان المسماة ولاية جنوب كردفان
    نريد ولاية خاصة بنا اسمها قدير وعاصمتها أبو جبيهة وكل شخص ينام على الجنب البريحو

    الشكر مرة أخرى لكل الذين مدونا بهذه المعلومات الغزيرة


    عزيزي
    ابوجبيهة لم يكن يوما خارج جبال النوبة
                  

08-02-2010, 09:37 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: ناصر الاحيمر)

    Quote:
    شكراً للأساتذة الكرام من أبناء النوبة والذين أتحفونا بكل المعلومات السالفة أعلاه. وما نشكرهم عليه أكثر هو توضيحهم لحقيقة نحاول إثباتها لمن يجهلون تاريخ ومسميات المنطقة

    لم يرد في كل المقالات أعلاه اسم منطقتنا وهي أبو جبيهة ولا سكانها مما يدل أننا لم نكن أصلاً جزءاً من جبال النوبة
    حتى منظمات الإغاثة لا مكاتب لها في منطقتنا إلا منظمتين لأسباب نمسك عن ذكرها
    عليه نقول لو كان النوبة وهم سكان الجبال وهي جبال النوبة فنحن عرب ولا نسكن في جبال
    ولو جاز لنا أن نطالب كما يطالب الكل فإننا نطالب بفصلنا عن مديرية جنوب كردفان المسماة ولاية جنوب كردفان
    نريد ولاية خاصة بنا اسمها قدير وعاصمتها أبو جبيهة وكل شخص ينام على الجنب البريحو

    الشكر مرة أخرى لكل الذين مدونا بهذه المعلومات الغزيرة



    عجباً من اين اتي هؤلاء حتي يجدوا لهم جنبة بتريحهم في جبال النوبة؟ و من ثم يطالبوا بولاية لهم تسمي قدير ....ايه ده يا عم ....آل قدير آل

    ابراهيم يوسف هدو
                  

08-02-2010, 09:49 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: ناصر الاحيمر)

    Quote:
    شكراً للأساتذة الكرام من أبناء النوبة والذين أتحفونا بكل المعلومات السالفة أعلاه. وما نشكرهم عليه أكثر هو توضيحهم لحقيقة نحاول إثباتها لمن يجهلون تاريخ ومسميات المنطقة

    لم يرد في كل المقالات أعلاه اسم منطقتنا وهي أبو جبيهة ولا سكانها مما يدل أننا لم نكن أصلاً جزءاً من جبال النوبة
    حتى منظمات الإغاثة لا مكاتب لها في منطقتنا إلا منظمتين لأسباب نمسك عن ذكرها
    عليه نقول لو كان النوبة وهم سكان الجبال وهي جبال النوبة فنحن عرب ولا نسكن في جبال
    ولو جاز لنا أن نطالب كما يطالب الكل فإننا نطالب بفصلنا عن مديرية جنوب كردفان المسماة ولاية جنوب كردفان
    نريد ولاية خاصة بنا اسمها قدير وعاصمتها أبو جبيهة وكل شخص ينام على الجنب البريحو

    الشكر مرة أخرى لكل الذين مدونا بهذه المعلومات الغزيرة


    عجباً من اين اتي هؤلاء حتي يجدوا لهم جنبة بتريحهم في جبال النوبة؟ و من ثم يطالبوا بولاية لهم تسمي قدير ....ايه ده يا عم ....آل قدير آل

    ابراهيم يوسف هدو
                  

08-02-2010, 09:52 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: ناصر الاحيمر)

    Quote:
    عجباً من اين اتي هؤلاء حتي يجدوا لهم جنبة بتريحهم في جبال النوبة؟ و من ثم يطالبوا بولاية لهم تسمي قدير ....ايه ده يا عم ....آل قدير آل

    ابراهيم يوسف هدو


    واللة ياخوي ابراهيم كلام يحير انا خايف ناس المؤتمر كمان يجيبوا لينا
    جاجة جديدة
                  

08-03-2010, 00:03 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: ناصر الاحيمر)

    ملكية الأرض فى ظل السياسات الإستثمارية لحكومة الإنقاذ الوطنى وتأثيراتها على جبال النوبة!!..



    بقلم / آدم جمال أحمد – سدنى



    نشأت معظم الإنتهاكات والنزاعات حول ملكية الأرض أو حول المزارع والمشاريع المطرية فى منطقة جبال النوبة ، والتى تتم تسجيلها دون تدخل أو موافقة من المجتمعات المحلية ، لأن إجراءات تسجيل الأراضى وطرق نزعها من السكان الأصليون ما زالت تبدو غريبة فى نظر سكان منطقة جبال النوبة وخاصة الريفيين ، فالعلمية تتطلب إلماماً بالقراءة والمتابعة بما يجرى والكتابة بكشف ما يتم من مخطط مرسوم ومعرفة بيروقراطية الدولة ، وغالباً ما تطلبت على المستوى العملى معرفة شخصية موظفى الدولة ، إستعداداً لخوض المعركة لوقف ما يتم من عبث بحق ملكية الأرض.

    كانت حقوق الملاك غير المسجلين حتى عام 1970 م محمية لحد ما بالإقرار بالإدارة الأهلية وسلطتها فى ما يتعلق بالأرض ، ولكن قانون الأراضى لعام 1970 م أغلق الباب أمام أى حق فيما عدا حق إستعمال الأرض غير المسجلة ، كما قيد حقوق السلطات المحلية ، وقد جعل تلك الأرض غير المسجلة قابلة للنزع أو لأى تسجيل غير محتمل ، فمن الناحية النظرية فإن المزارعين المؤهلين هم فقط الذين يسمح لهم بتسجيل الأرض ، ولكن فى الواقع العملى أن هذه الأراضى تذهب الى أشخاص أخرون ومؤسسات خارج نطاق المنطقة ( الوافدين ) أو ما يسمى بالمستثمرون الجدد ، يتمتع الفرد منهم بأن له رأس المال ومستعد لتأجير شخص مسؤول عن الأرض أو المزرعة أو المشروع ، ونتيجة لذلك فإن العديد من المستثمرين قاموا بتسجيل أراضى لم يروها مطلقاً ، وقد تكون مستخدمة للزراعة بواسطة السكان المحليين أو للرعى بواسطة الرعاة ، ولكن بمجرد أن يتم تسجيلها فإن هؤلاء الناس ( والذين قد يكونوا يستخدمون هذه الأرض لأجيال خلت تحت القناعة الخاطئة بأن ذلك جعل ملكيتهم مؤكدة ) .. يصبحون متعدين بموجب القانون ، إن القانون مصاغ بشكل يجعل من التعدى تهمة خطيرة يعاقب عليها بالغرامة أو السجن ، ولهذا فإن الشاغلين السابقين للأرض بدون أى نوع من التعويض هو أمر بديهى.

    لقد توسعت مناطق حزان الزراعة الآلية بين عامى 1968 و 1986 م بمنطقة جبال النوبة الى أكثر من ثمانية مليون هكتار ( 8 مليون ) ، وبمنتصف الثمانيات إستولت على معظم الأراضى وإمتدت بشكل واسع ، فكانت كارثة إقتصادية وبيئية وإجتماعية ساهمت فى مجاعة عام 1984 – 1985 م ، وفى خطط ما بعد المجاعة أوصت وزارتى المالية والإقتصاد بشدة ، بالتحول من المزارع الآلية التجارية الى دعم الملكيات الصغيرة عبر البنك الزراعى ، والذى أصبح وبالاً ونقمة على صغار المزارعيين التى توقفت مزارعهم عن التوسع بعد ما أودع بالكثير منهم الى غياهب السجون ومصادرة ممتلكات البعض منهم وتحويلهم الى متسولين ومطاردين من قبل القانون ، بينما عدداً من المشاريع الخاصة والملاك الجدد توسعت على مساحات أكبر من تلك المسجلة بها ، والتى تعتبر من الناحية العملية فوق القانون واللوائح.

    ومنذ إدخال الزراعة الآلية الموسعة فى السبيعنيات ، حدثت أكثر الإنتهاكات فظاعة فى منطقة جبال النوبة ، فأصابت المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة ، إذ تقع حوالى ربع ثلث مساحة مشاريع الزراعة الآلية فى السودان بولاية جنوب كردفان ، وكانت هناك حالات كثيرة تم فيها إبعاد مزارعى جبال النوبة من أرض أسلافهم ، وقد قدم بعضهم للمحاكمة وعوقبوا عندما رفضوا التخلى عن أراضيهم إما بالجلد أو السجن ، وفى عام 1981 م فى قرية ( فايو ) بمناطق الغلفان لقد حوصرت كل القرية بمزرعة آلية أنشئت حديثاً إستولت تقريباً على كل أراضى القرية ، و كذلك فى عام 1984 تم القبض على ثمانين مزارعاً رفضوا تسليم أراضيهم لمؤسسة زراعية كونها تجار أثرياء ووزراء فى إمتداد مشروع ( موغنيس ) بجوار منطقة رشاد ، ومن ثم قدموا الى محكمة الكوارئ فى مدينة كادوقلى.

    إستمر توسع المشاريع الخاصة بالزراعة الآلية فى عهد حكومة الإنقاذ الوطنى ، وصار أكثر عنفاً بعد إصدار الحكومة لقانون تشجيع الإستثمار لسنة 1990 م والذى نص فى مادته الثالثة على: ( تسود أحكام هذا القانون على أحكام قانون آخر فى حالة تعارضه معه بالقدر الذى يزيل التعارض بينهما ) ، وقد تم بناء على نص الفصل السادس المادة 23 من القانون إنشاء الهيئة العامة للإستثمار كما نصت المادة 24 على تشكيل المجلس الوزارى الذى من صلاحياته:



    1 - تهيئة المناخ المناسب للإستثمار ووضع السياسات العامة وتشجيعه.

    2 - تحديد حجم المشاريع ونوعها.

    3- وضع الأسبقيات فى منح التراخيص.

    4- تخيض الأراضى الإستثمارية.

    5- إجازة الخريطة الإستثمارية القومية وموجهاتها وكتطلبات البنيات الأساسية.



    ولقد تم تكليف الدكتور على الحاج الإسلامى المخضرم برئاسة الهيئة العامة للإستثمار التى أصدرت لآئحة تشجيع الإستثمار لسنة 1990 م ، وتبنى د. على الحاج ما أسماه بسياسة ( إباحة الإستثمار ) تحقيقاً للإستراتيجية المجازة ضمن البرنامج الثلاثى للإنقاذ الإقتصادى ( 90 – 1993 ) ، وقد نصت المادة 4 من الوسائل والتى تعد المادة الأساسية فى تنفيذ كل السياسات على ( إزالة كل العقبات الإدارية والإقتصادية والقانونية أمام رجال الأعمال والمستثمرين وكل العاملين فى الحقل الإقتصادى من حرفيين ومهنيين ومزارعين وخريجين وكذلك كل المستثمرين غير السودانيين لينطلقوا للعمل فى ظل سياسات وإجراءات جديدة ... ).

    قامت الهيئة العامة للإستثمار بتنفيذ خطة إستثمارية للأراضى واسعة النطاق ، حيث وزعت بموجبها ملايين الأفدنة الزراعية فى مناطق كردفان وجبال النوبة والنيل الورق وأعالى النيل على شركات وأفراد بغرض الإستثمار الزراعى وتمشياً مع فلسفة ( إزالة كل العقبات أما المستثمرين ) ، وأصدرت الهيئة فى عام 1991 م الخريطة الإستثمارية بموجب قرار من رئيس الجمهورية الأمر الذى يحرم أى شخص متضرر من اللجوء الى المحاكم والتى لا يجوز لها آنذاك النظر فى قرارات رئيس الجمهورية ، كما قامت الحكومة بتعديل قانون المعاملات المدنية تمشياً مع ذلك الغرض.

    لقد كرست تلك السياسات واقعاً ظالماً ومأساوياً بالنسبة للمزارعين والرعاة فى تلك المناطق حيث حرموا من الأراضى التى يعتمدون عليها فى معاشهم ، كما حرموا من أى فرص للتقاضى والإحتجاج ، فبناءاً على التعديلات المشار اليها شطبت كل الدعاوى التى رفعها الأفراد الذين تضرروا من الخريطة الإستثمارية التى تجاوزت كل الحقوق التاريخية للقبائل الزراعية والرعوية ، التى كانوا يستغلونها فى الزراعة التقليدية ، كما عمد بعض المستثمرين الذين أزيلت من أمامهم العقبات القانونية الى إستثمار الأراضى التى منحت لهم فقط فى تجارة الفحم النباتى والحطب بأنواعه أنتجت كميات مهولة سببت اضراراً بيئية وخيمة فى تلك المناطق من تعرية للتربة والزحف الصحراوى وغيرها ، الى درجة إستدعت قيام محاولات لتأسيس فروع لجمعيات حماية البيئة ، إلا أنه تم إعتقال المجموعات التى كانت تقود ذلك العمل.

    أما فى جبال النوبة والنيل الأزرق فكان الواقع محزناً حيث وزعت ألاف الأفدنة على أنصار الحكومة وكوادر الجبهة الإسلامية ومن الإسلاميين العرب مثل اسامة بن لادن الذى منحت شركته وادى العقيق مساحة لا تقل عن ( 20 ) ألف فدان فى منطقة ( باو ) ، وشركات أخرى إسلامية بينما حرم المواطنون الفقراء والسكان الأصليون فى تلك المناطق من حيازاتهم التقليدية ، وكذلك حرمت القبائل الرعوية فى المنطقة من مساراتها الرعوية التى كانت ترتادها من سنوات طويلة الأمر الذى فجر نزاعات دامية بين العرب الرحل ( الرعاة ) والنوبة ( المزارعين ) فى جبال النوبة ، وصراعات قبلية ما بين العرب والفلاتة بجنوب النيل الأزرق.

    وهناك تجاوزات حدثت فى توزيع ملكية الأراضى بجبال النوبة فى مجال الخطة السكنية والمحلات التجارية والمواقع الإستثمارية والمشاريع الزراعية فى الأرياف والمدن الكبيرة مثل الدلنج – كادوقلى – رشاد – أبوجبيهة – كالوقى – لقاوة – الليرى – تلودى ، حيث الثراء الفاحش وغلو فى الأراضى وإرتفاع جنونى فى الأسعار والإيجار من قبل الملاك الجدد ( الوافدين ) من خارج المنطقة ، والتى أصبحت عوأئد إستثمارية ذات فوائد ربحية تفوق كل تصور مقارنة بالعاصمة القومية.

    ونحن لا ننكر بأنه لقد الكثير من السودانيون من ذوى الأصول الغرب – أفريقية يعانون من التمييز فى لقانون السودانى منذ العهد الإستعمارى ، لقد حرموا من كثير من الحقوق وغالباً ما تمت معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية والثالثة ، وأحد تجليات ذلك هو غياب أى دار للفلاتة والبرقو والعرب الرحل فى السودان ، بالرغم من أن هناك مناطق معينة فى السودان يسودها الفلاتة بما فى ذلك .. مايرنو فى النيل الأزرق – وتلس فى دارفور وهى مناطق أصغر من أن تغطى إحتياجات تعداد ما يرنو على المليون فلاتى معظمهم رعاة.

    لقد إستخدمت حكومة الجبهة الإسلامية قضية الفلاتة فى جنوب النيل الأزرق .. والعرب الرحل والبرقو والفلاتة فى جبال النوبة ، بطريقة ماهرة بغرض أن تنتهج سياسة ( فرق تسد ) على المجتمعات الريفية والسكان الأساسيين ، فلقد ضمنت لنفسها عن طريق وعد هذه المجموعات بالأرض وحقوق أخرى ، ليصبحوا حلفاء أقوياء من خلال حروبها التى تحسبها خاطفة ، وفى نفس الوقت الذى أفزعت فيه جماعات أخرى كثيرة من أراضيها ستمنح لهم ، ولا بد أن يعى الجميع إن تكتيكات الجبهة الإسلامية غير أخلاقية وخطيرة ، على الرغم من ذلك فإن قضية الفلاتة والبرقو والعرب الرحل حقيقية وإنسانية ولن تختفى ، سيكون مهماً أن تضمن الحكومة حقوق أراضى لهؤلاء فى المناطق المختلفة بإتفاق مع السكان الأصليون لهذه المناطق المختلفة من السودان بشكل يلبى إحتياجاتهم ولا يخرق حقوق السكان الأخرين ، ولا بد من إعادة النطر فى كل ماتم من توزيع فى الأراضى وملكية الأرض والتى تتمثل فى المشاريع الزراعية والمواقع السكنية والإستثمارية والتجارية وأراضى الريف وتجميد فورى لكل التسجيلات التى تمت ، وإقرار قانون بأعراف الأراضى وبالطبيعة العادلة للحقوق العرفية الخاصة بالأرض.



    سدنى – استراليا 2 أغسطس 2010م

                  

08-03-2010, 10:43 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)


    بقلم / عثمان نواى على ( سكسك ) - أمريكا

    توجد في منطقة جبال النوبة مشكلة حقيقية تتمثل في عدم التواصل بين المركز والإقليم .. فحكومات المركز تتعامل مع سكان منطقة جبال النوبة بواحد من المفهومين .. إما أن يقف مسانداً للحكومة .. أو ضدها فيتم التعامل معه كطابور خامس ، وهذا ما أحدثته أخطاء كل الإدارات التنفيذية والأمنية مروراً بكل الحطومات وإنتهاءاً بحكومة الإنقاذ الوطنى ، مما أدت إلي فقدان الثقة بين إنسان جبال النوبة والحكومة .. ومن اكبر المشاكل التي زادت فقدان الثقة بين المركز وإنسان جبال النوبة انه لا يجد الإحساس بمشاكله من قبل المسئوليين الذين يتم تعينهم من المركز باعتبارهم من خارج المنطقة ، وهذا ليس من باب العنصرية أو الجهوية ..؟!.
    أصبحت العلاقة بين المركز ومنطقة جبال النوبة يعتريها الضعف ، وأسباب ذلك عديدة .. تتمثل في تخلف البنية التحتية للمنطقة من طرق واتصالات .. فالاستعمار ساهم في ذلك بإتباعه سياسة المناطق المقفولة ، لكن الحكومات الوطنية أسهمت بصورة أكبر في تخلف المنطقة التي تعاني النقص الكامل في الخدمات الصحية والتعليمية والمياه .. فهل يصدق شخص أن ولاية مثل جبال النوبة ( جنوب كردفان ) لا يوجد بها مستشفي تخصصي .
    لقد ساهم ( التكنقراط ) القائمون بإدارة المنطقة إلي اليوم في تخلفها !! لأنهم ينظرون لتنمية المنطقة بالفهم الاقتصادي وفقاً لمصلحة المركز ضاربين بمصلحة أهل المنطقة عرض الحائط .. الاقتصادية .. والاجتماعية .. لذلك أصبح هامش التخلف يزداد إتساعاً بين المركز والإقليم ، وهذا هو السبب الحقيقي لتدهور العلاقة بين المركز والإقليم . بالرغم من ذلك لقد ظل مواطني جبال النوبة يعيشون في سلام وأمن اجتماعي ولا توجد جهة تدعي السيطرة علي الجبال فالكل يعيشون جنباً إلي جنب .. لكن البعد الحالي لمشكلة جبال النوبة جاءت بعد إنتقال حركة التمرد لمنطقة جبال النوبة عام 1986 ، فلقد كانت في الماضي المشاكل تحل بالجودية ( عرف متعارف في الصلح بين الأطراف المختلفة ) .. لذلك ظلت قضية المنطقة منحصرة في صيحات أبنائها الذين شكلوا عدداً من الكيانات السياسية الإقليمية التي تعبر عن رفضهم لواقع المنطقة وتخلفها في ركب التقدم .. فظلت منحصرة في التخلف والظلم الاجتماعي إلي أن تطور الأمر بانضمام مجموعة من أبناء النوبة إلي الحركة الشعبية في عام 1984 والذي جاء نتيجة لجهود مضنية وعمل سري منظم مما أعطي القضية بعداً جديداً تمثلت في أبعادها السياسية والعرقية مما أدي إلي تفتح عيون أبناء النوبة والالتفات لقضيتهم .. بدلاً من مشكلة خدمات وبنيات أساسية .. فكانت رحلة التحاق أبناء النوبة بالحركة الشعبية لتحرير السودان وإنضمام أبناء النوبة للحركة الشعبية لها أسباب عديدة هي:

    الظلم الاجتماعي: علي مستوي المركز تبدأ بسياسة المناطق المقفولة التي أنتهجها الاستعمار لمنطقة جبال النوبة وذلك بسن قوانين يحرم فيها دخول المنطقة إلا بإذن من السلطات الاستعمارية في ذلك الوقت ، فأدت للعزلة وخلق الفوارق بين الجماعات النوبية والعربية بإنشاء مدارس للنوبة وأخري للعرب وكذلك داخل قوة دفاع السودان هناك وحدات خاصة بالنوبة .. أدي كل ذلك إلي الظلم الاجتماعي . كما أن تهميش المنطقة وعدم نيلها حظها في التعليم والتنمية بصورة متوازنة منذ عهد الاستعمار ومروراً بكل الحكومات الوطنية المتعاقبة أدي إلي تخلفها مما دفع معظم أبناء النوبة إلي الهجرة إلي المناطق الشمالية ليمارسوا المهن الهامشية .. فالجيل الذي تعلم في الشمال وما زال مرتبطاً بأهله في جبال النوبة والذي اصطدم بالواقع المرير للمنطقة وتهميشها كان سبباً في انضمام عدد كبير منهم لحركة جون قرنق عندما ظهرت علي مسرح الأحداث رافعاً دعوته ( تحرير السودان ) لأنهم كانوا يعتقدون أن إخوانهم في الشمال هم سبب تعاستهم.

    سياسات المركز والحكومات الوطنية: لم تحاول الحكومات الوطنية العمل علي محو الآثار السياسية الاستعمارية لكسر الحاجز النفسي بوضع مناهج للتربية الوطنية وتوزيع الخدمات الضرورية للمواطن بصورة عادلة تحفظ له حقوقه في التنمية وتوزيع السلطة حتى يتحقق للنوبة المشاركة في السلطة وفي الثروات القومية والخدمات الأخرى مما ولد لدي أبناء النوبة الإحساس بالغبن . ونتيجة لتراكم عوامل التخلف والتهميش المقصود وغير المقصود ، فقد كان هناك شعوراً قوي وسط النوبة بالظلم السياسي والاجتماعي وقد تعزز هذا الشعور عند المتعلمين فكانت الاستجابة للشعارات التي رفعتها الحركة الشعبية بإنصاف الأقاليم المظلومة والتخلص من هيمنة العناصر المتسلطة وجاء ذلك بالانضمام الفعلي والعملي للحركة الشعبية بدخول أبرز قادة تنظيم النوبة وأعداد كبيرة من النوبة إلي الحركة الشعبية بغرض الحصول علي السلاح لرفع الظلم الذي وقع عليهم من القبائل التي حظيت بالسلاح وقامت بتصفية حساباتها مع خصومها من النوبة أو التحرش بهم بحجة أنها سياسات في إطار مقاومة التمرد ؟!! ..
    إلا إن الشعارات التي رفعت من قبل الحكومة الحزبية والكيفية التي عولجت بها المشكلة أدي إلي تأجيج هذا الصراع فكان مدخلاً خاطئاً .. لأنه كان مدخلاً أمنياً بحتاً ولم يكن لديها أي تصور لحل المشكلة علي أساس سياسي مما زاد الوضع توتراً.

    غياب التعليم: هناك غياب تام في الجانب الإعلامي لأجهزة المركز ( المسموعة والمقروءة والمرئية ) عن منطقة جبال النوبة وغياب في التنوير من المسئوليين فأصبح المواطنين لا يعلمون بما يدور ويجري داخل السودان وخارجه ، ومن التأكيد علي أن غياب التعليم جعل الباب مفتوحاً أمام ساكني الجبال للتمرد.

    الظلم السياسي: شعر أبناء النوبة بظلم سياسي كبير لحق بهم في عدم مشاركتهم في الحياة السياسية علي مستوي الأجهزة التنفيذية العليا في الدولة .. نجد أن وجود تمثيل أبناء المنطقة ضعيف جداً رغم مساهماتهم التاريخية في النضال الوطني ، إذ لم يمثل النوبة في أي مواقع سيادية منذ الاستقلال فلم يبرز في ظلها عدد من أبناء المنطقة في الأجهزة الإدارية العليا المدنية والعسكرية إلا في ظل الحكومة الديمقراطية الثالثة وحكومة الإنقاذ والتي شغل فيهما أبناء النوبة بعض من المراكز والتي تعتبر ضعيفة بحجم ومساهمات أبناء المنطقة ، لقد حدث هذا في وطن يجب أن تكون فيه الموازنة السياسية بين القوميات ذات الخصوصية أمراً محتوماً مما جعل أبناء النوبة ينهضون للمطالبة بحقوقهم عن طريق بعض التوجهات الإقليمية التي تطورت فيما بعد وجعل البعض منهم يحملون السلاح كوسيلة قد تؤدي إلي نتائج إيجابية في المستقبل ، رغم أنه أدي فيما بعد إلي معاناة مواطني منطقة جبال النوبة.

    الاستعلاء الثقافي والعرقي: تعتبر من الأسباب المباشرة التي دفعت أبناء المنطقة للتمرد حيال شعورهم بطمس هويتهم وثقافتهم ومحاربة لغاتهم والتقليل من شأنهم وعرقهم .. لأنه قد شهدت منطقة جبال النوبة ضريبة لم تدفعها أي منطقة في السودان وهي ضريبة ( الدقنية ) وقد فرضها الاستعمار واستمرت لسنوات بعد الاستقلال وكانت تدفع عن كل رأس بشري ، وكذلك ازدواجية المعايير تجاه أحداث تاريخية قام بها بعض أبناء النوبة فقمعت المحاولات الانقلابية التي شاركوا فيها بعنف ووصفت بالجهوية والعنصرية.

    تجاوزات الأجهزة الرسمية السياسية والأمنية: انضم بعض أبناء النوبة نتيجة كرد فعل لعمل طائش قام به بعض الأفراد داخل الأجهزة الرسمية السياسية أو الأمنية ومن أمثلة ذلك احتكاك الفاتح بشارة في خصوماته الشخصية مع ممثل جنوب كردفان في مجلس الشعب الإقليمي يوسف كوة ومحاولة تجريده من حصانته الدبلوماسية ومحاكمته ، وكما أن هناك الكثير من البلاغات الكيدية ضد أفراد بعينهم مما ولدت مرارات في نفوس البعض.

    الضعف الإداري وغياب الوجود الرسمي في المنطقة: الغياب الإداري المستمر للأجهزة الرسمية في المنطقة ساعد علي تدهور وإفراط الأمن حيث قلصت الوحدات الإدارية مع تركيز السلطة في شمال كردفان حيث رئاسة المركز والمديرية في بداية السبعينات .. وسحب معظم الموظفين ترك فراغاً إدارياً ساعد في فقدان السيطرة علي المواطنين مع تكرار بعض الممارسات الخارجة عن القانون دون أن تجد المسئول الذي يتصدى لها في حينها ، مما قادت إلي أحداث السلب والنهب لخيرات المنطقة ودخول بعض العناصر المشبوهة لزعزعة الأمن والاستقرار . بالإضافة للقضايا الإدارية الأخرى المتعلقة بالنزاعات علي الحدود الإدارية ، فلم تشهد المنطقة أي جهود جادة للتنمية الاقتصادية في مجال المشاريع الزراعية الآلية في محيط الفقر الذي يعيشه معظم السكان .. فلم تراع الحكومة أي اعتبارات ذات صلة بالعدالة الاجتماعية في توزيعها لمشاريع مناطق هبيلا ، كرتالا ، أم لوبيا ... الخ حيث أكثر من 80 % من الأراضي تم تمليكها لجهات وأفراد غير السكان الأصليين للمنطقة ( الوافدين ) .. فلم تساهم هذه المشروعات في تنمية المجتمع المحلي بل تذهب إلي خارج المنطقة مما أدي إلي وقوع السكان المحليين لأسباب كثيرة تحت طائلة استغلال بعض التجار ( الجلابة ) .. وذلك بتبخيس هذه الفئة لمنتجات المواطنين المحلية حين شرائها وفي نفس الوقت رفع أسعار بضاعتهم عند البيع مما ولد شعوراً بالكراهية تجاه الجلابة باعتبارهم ( فئة هدامة ) . . لذلك عزف التمرد علي وتر الظلم في تقسيم الأراضي لأن العقلية القابضة علي دفة الحكم بالولاية ساهمت في تمكين ( الوافدين ) وتمليكهم ألاف الأفدنة الزراعية والمواقع الاستثمارية والسكنية . أضف لذلك تحويل الموارد المحلية للمنطقة لميزانية الحرب فازداد التخلف وانهارت كل المؤسسات الخدمية ، مما زاد الشعور بالغبن ويظهر ذلك حتى في اتفاقية سويسرا لوقف إطلاق النار وعدم التزام وإيفاء الحكومة بتنفيذ بنودها ، ولا سيما المشورة الشعبية فى الطريق والتى تحتاج لوقفة صلبة من أبناء النوبة وهذا يحتاج لمؤتمر حوار جامع لكل الأطراف للتفاكر حول المستقبل السياسى لجبال النوبة.

    فلذا نؤكد إن حل مشكلة جبال النوبة تكمن فى المركز وتحتاج لقرار ومرسوم دستورى شجاع من رئاسة الجمهورية .. تحتاج الى نوع من التمييز الايجابى يشمل كافة الجوانب السياسية والدستورية والقانونية والاجتماعية والتنموية والخدمية من تعليم وصحة ومياه وغيرها ، وليس الاتجاه جنوباً بموجب نص إتفاقية نيفاشا التى تبعت جبال النبة والنيل الأزرق للشمال والمركز، لأننا أصبحنا نعيش في عالم أصبح صوت الحق والمطالبة بالعدالة من المستحيلات فى السودان . . ولكن نود أن نؤكد أن أبناء منطقة جبال النوبة رغم اختلافهم العرقي والسياسي إلا أن الذي يجمع بينهم هو ضرورة فى إيجاد معادلات للتعايش السلمي بالمنطقة .. ولا سبيل لتحقيق التنمية وتضييق شقة التخلف إلا في ظل الاستقرار والسلام .
    فالحديث عن التغيرات القادمة أو التحولات التي طرأت علي الخارطة السياسية النوبية في ظل سنوات الفترة الانتقالية يتطلب الوقوف عند بعض المحطات لتقييم التجربة التى فشلت فيها الحركة الشعبية ( حكومة الوحدة الوطنية ) فى خلق واقع متوازن وإنجازات ومعالجات للتناقضات المتفشية وسط المجتمع النوبى .. والبحث عن الحلول والمعالجات عبر آليات الحوار والتفاهم من خلال مؤتمر ( نوبى – نوبى ) .. ومؤتمر ( نوبى – غير نوبى ) جامع يجب فيه إشراك جميع الأطراف من أبناء وسكان منطقة جبال النوبة ويجب أن يكون في إطار الحل السياسي الشامل لكل الأزمة التي تعاني منها المنطقة ، وأن يكون حلاً بعيد المدى .. حلاً ناجعاً وليس مسكناً في ظل التعايش السلمي والديني مع الاعتراف باللغة والثقافة والأعراق والهوية واحترام العادات والتقاليد والموروثات المختلفة والتقسيم العادل في السلطة والثروة وعدم احتكارها دون الآخرين .. إذا ارتضينا العيش في سلام وفي ظل السودان الموحد الذى يسع الجميع بمختلف إثنياتهم.

    فلذا لا بد من تحكم العقول وتنسيق الرؤى وتوحيد الجهود بين كل الأطراف لتقييم تجارب الماضى الأليمة حتى نعيد الخارطة السياسية والاجتماعية لجبال النوبة مع توفير ضمانات فى ظل السلام العادل والشامل ، والتى لا تتوفر إلا فى توفر العدل والمساواة لكل حقوق المواطنة والواجبات تحت سقف ومظلة منطقة جبال النوبة ( جنوب كردفان ) وفى ظل السودان الواحد ، وتفويت الفرصة علي المتآمرين وتجار الحرب وزبائنة الفتن ، وفضح وإحباط خطط المتآمرين على النوبة أو الذين يحاولون أن يقودوا لآخرين بالكرباج والعصا دون فهم أو وعى ، ولا بد من صحوة البعض من غفوتهم وهم يحسبون بأن الحكومة وأجهزتها أصبحوا محتارين لكن لا بد من التعامل مع الحقائق والوقائع بتجرد وشفافية ووضعها علي ميزان العقل وعدم الانقياد وراء الشعارات البراقة التى أصبحت من الماضى التليد كشعار السودان الجديد والكونفدرالية والاتجاه جنوباً وغيرها .. لأن الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني لهذه المنطقة يتطلب جلوس كل الأطراف من أبناء المنطقة بمختلف ألوان طيفهم السياسي للوصول لمعلات التعايش السلمي وتوفير المزيد من الموارد لتقليل هامش التخلف التي تعاني منها منطقة جبال النوبة.
    مركز جبال النوبه الاهلي للدراسات التنمويه والاسترتتجيه

    - 2 أغسطس 2010
                  

08-04-2010, 00:04 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    عجباً من اين اتي هؤلاء حتي يجدوا لهم جنبة بتريحهم في جبال النوبة؟ و من ثم يطالبوا بولاية لهم تسمي قدير ....ايه ده يا عم ....آل قدير آل

    ابراهيم يوسف هدو
                  

08-04-2010, 00:50 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: ناصر الاحيمر)

    بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله

    Quote: عجباً من اين اتي هؤلاء حتي يجدوا لهم جنبة بتريحهم في جبال النوبة؟ و من ثم يطالبوا بولاية لهم تسمي قدير ....ايه ده يا عم ....آل قدير آل


    قلنا يا عيال النوبة نتعامل معكم بالتي هي أحسن .. لكن يبدو أنكم استمرأتم سكوتنا على تجنياتكم علينا الكثيرة وحسبتمونها ضعفاً منا.

    1- نحن لسنا بنوبة ولا نسكن في جبال. أراضينا من مدينة أبو جبيهة غرباً وحتى جبل المقينص شرقاً وحتى كاكا التجارية جنوب شرق لا يوجد بها جبل ولا يسكن فيها نوباوي واحد.

    2- عندما ضغطت أهلكم الحرب في جبال النوبة الغربية تدفقوا على أبو جبيهة. وقدمنا لهم الغالي والنفيس. وبصراحة أكثر عصرتونا على المابنقدره... أسألوا عنا في أبو جبيهة وماذا قدمنا لنازيحكم!! فتحنا لهم بيوتنا ومخازننا ليسكنوا فيها لأن الدنيا كانت خريف. وما ادراك ما هو الخريف في أبو جبيهة. أرض طينية لزجة بها من العقارب والثعابين ما لا يتصور.

    لم نفعل ذلك خوفاً من النوبة وعيال النوبة المتفلتين الساكنين في أقاصي الأرض ويتكلمون عن جبال النوبة. عملناها لله في الله. لأناس محتاجون وكنا قدرها وقدود. ونرجو أجرنا على الله.

    3- أسألوا أهلكم الذين تبؤأوا المناصب في كادقلي منذ قيام الإنقاذ وكل سنين الحرب من أين يأتي دخل ولاية جنوب كردفان؟ ماهي المدينة التي كان يزورها الوالي (الحاكم حينها) ووزير ماليته كل ثلاثاء وسبت ليأخذوا ما يعادل العشرين مليوناً من الجنيهات في ذلك الوقت. (المليون الذي أعني يعادل مليون اليوم الجديد).

    4- هل لكم أرضاً في محلية أبو جبيهة. ماعدا سكان المدينة التي يملك كل سكانها قطع أرض سكنية؟

    5- هل لديكم مشاريع زراعية في ابو جبيهة تدر دخلاً على الولاية كما نفعل نحن في محلية أبو جبيهة في سنين الحرب وحتى اليوم؟

    6- هل لكم قطعاناً بالآلاف من الماشية والضأن تدفعون عليها ضرائب في أبو جبيهة؟

    7- هل تمتلكون في أبو جبيهة غابات صمغ عربي كما لنانحن سكان المنطقة الأصليين ننتج منها ما لا يقل عن 10,000 طن (أكرر طن) وبكل فخر أقول لوالدي ولي شرف الريادة في مجال إنتاج الصمغ العربي في المديرية قبل أن تصبح ولاية. و(أسألوا عنا من يعرفنا)

    ما دام هذا قولكم وأيدكم في الموية الباردة في استراليا وأم طرقاً عراض. محل الرهيفة التنقد.

    الخلاكم تتفولحوا فينا دا هو حملكم للسلاح. نحن الذين لم نحاربكم أبداً ولم نطلق رصاصة واحدة تجاه أهلنا النوبة الذين استجاروا بنا تأتون أنتم من اللاشئ لتقولوا أننا لا نملك مكان بل بكل بجاحة تقولون: من أين أتينا؟ ومن نحن؟

    نحن عيال عطية وحيماد وراشد الولاد. دخلنا على ظهور العاديات ضبحاً وعلى أسنة الرماح سكننا. لم تأتنا دعوة من كائن من كان لنقيم في البقعة الفلانية. عندما سكن أجدادنا السهول والوديان كان أجداد غيرنا يسكنون الكهوف وسفوح الجبال. يدفنون مواتهم في الجبال ولا يقدرون على النزول إلى الأرض والأسباب معروفة.

    نحن سكان السهول والوديان لنا سهولناولكم جبالكم. نحن لا نبحث عن جنبة تريحنا في جبال النوبة. نحن ننام على الجنب الذي يريحنا في سهول ووديان البقارة. غصباً عن كل حاقد وجاهل بالتاريخ.

    إن عدتم عدنا.

    (العوج راي والعديل راي)
                  

08-04-2010, 00:52 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: cantona_1)

    ألف لا لكادقلي .. نعم لولاية قدير
    قال تعالى: (وما تدري نفس بأيّ أرض تموت) صدق الله العظيم. إنّ الموت قضاء وقدر وفرض عين لكن أن تموت سمبلة بدون سبب مقنِع فهو الإهمال بعينه والتسيُّب يسير على قدمين. فالفرق بين القضاء والقدر والإهمال قيد شعره. قال تعالى: (ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة). لكنهم يهلكوننا عن قصد وكيد مع سبق الإصرار. وإلا قولوا لي يرحمكم الله: ما هو السبب الوجيه والعذر المقبول لتدريب طلاب أبو جبيهة في كادقلي؟
    نحن سكان المنطقة الشرقية من طوطاح بالعباسية تقلي شمالاً وحتى الليري جنوباً ذقنا الأمرّين من كادقلي وأهل كادقلي المتحكمين في رقابنا المتنفذين في سلطة ولاية جنوب كردفان. يكفينا أننا خلال سنين الحرب كنا الملجأ الآمن لهم Save Haven. كنا البقرة الحلوب التي مدّت الولاية بكل حاجتها المادية خلال عشرين عاماً. إن مرارات ومآسي أبناء كادقلي فينا لن تنتهي ولن أسردها كلها لأنها تحتاج لكل صفحات الصحيفة ولكن أقلُّها مرارة لمن لا يعرف من سكان أبو جبيهة هي أنّه عندما قيّض الله لنا مطاراً بأبي جبيهة بفضل الله، صدّق به المرحوم الفريق الزبير أيام المحافظ برق، قام أحد المتنفذين من أبناء كادقلي بنقله إلى هناك لتهبط عليه طائرات الأمم المتحدة. ولأنّ أبو جبيهة لا بواكي لها، ومن يتولون أمرها أقصر قامة من الدفاع عن أبو جبيهة ومكتسباتها طالما مكتسباتهم الخاصة في الحفظ والصون، فلم يكترثوا للأمر ومرّ مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن.
    بعد إتفاقية نيفاشا سيئة الذكر ذهبت أبو جبيهة كمحلية بقضِّها وقضيضها على طبق من إنتهازية وميكافيلية إلى الحركة الشعبية. ومن هنا بدأت مأساة أبو جبيهة. المأساة التي لن تنتهي مالم تقوم ولاية قدير وعاصمتها أبو جبيهة وتضم كل من محليات العباسية تقلي والرشاد وأبو جبيهة وتلودي.
    لقد فقد السودان الفريق الزبير ونحن في أبو جبيهة فقدناه أكثر فقد تركنا يتامى نقتات من فتات موائد اللئام الذين نجود لهم بحقنا ليمنحونا منه عطية مزِّين. فقد أمّن الراحل الزبير على قيام ولاية قدير وعاصمتها أبو جبيهة لما علم بتفاصيل المنطقة الشرقية. ولتفهُمِه مشكلة الطريق الدائري تبرّع بنصف التكلفة نقداً وقدرها 3 مليارات جنيه بالقديم وذلك بعد أن علم أن سكان أبو جبيهة جمعوا نصف المبلغ. لكن بكل أسف ذهب النصفان في خبر كان ورحم الله الزبير وبقي الطريق الدائري على حاله يحكي الفساد في أبهى صوره، إن كان للفساد صورة بهية.
    لا رأي لنا في الخدمة الوطنية ولا الإلزامية ولكن كولاة أمر ليُفّع زُغب الحواصل لا ماء ولا شجر، نقول إن كان لابد مما ليس منه بدٌّ من موت أطفالنا فليموتوا أمامنا وإلا قولوا لي ما هو السبب لتدريبهم في كادقلي واللواء الأوّل موجود في أبو جبيهة؟ إذا لم يكن هذا هو دور اللواء الأول فما هو دوره إذن؟ فإن كان لايقوم بهذا الدور البسيط فنحن لا نحتاجه وليذهب لمكان يحتاجه أكثر منّا. ونحن لنا المقدرة على حماية مالنا وعرضنا وأرضنا. لن نتعدى على أحد ولكن من يصلنا في مكاننا معتدياً سيجدنا (مكشنين بلا بصل) وسيندم ندامة الكسعي. فالحركة التي فشلت في إختراق قرى قبيلة أولاد حميد للوصول لأبو جبيهة وذاقت الأمرّين لإختراق حائط برلين الحميدي وهي في أعتى صورها، بكل أسف دخلت أبا جبيهة على خيول إتفاقية نيفاشا المطهّمة بملمس الحرير المغموس في السُّم الزُّعاف.
    من هو ذلك العبقري الذي شحن 180 خروفاً (آسف أقصد صبياً غضّاً يافعاً من أبي جبيهة) في شاحنة واحدة؟ لعلم القارئ عندما كنا نشحن الخراف للخرطوم كنا نشحن 100 خروف في الشاحنة ولكن في طابقين وليس طابقاً واحداُ. إنها مهازل القائمين على أمر الخدمة الوطنية في أبو جبيهة. الذين استوطنوا أبو جبيهة وهم ليسوا من سكانها الأصليين، أتت بهم المصلحة والميري لأبي جبيهة فلهذا لا يهمهم أمر أبي جبيهة. لكن سيكون الأمر أدهى وأمر لو كانوا من ناس أبو جبيهة الذين نعرف، فتلك كارثة لا شك.
    من هو عبقري آخر زمانه الذي أمر الشاحنات التي تحمل (خراف) أبو جبيهة أن تسلك طريق هبيلة الدلنج كادقلي بدلاً عن الطريق الآمن أمروابة الأبيض الدلنج كادقلي؟ هل هي بلادة أم سوء تقدير أم قصد؟ ثلاثة أمور أحلاها أمرّ من الآخرين.
    لن نطالب بتكوين لجنة، فلجان ولاية جنوب كردفان عدمها خير من تكوينها. فلجان فشلت في كبح لجام الفساد الذي ينخر في عظم اقتصاد الولاية لا أظن أنها من المقدرة بمكان ردّ أرواح فلذات أكبادنا الذين فقدنا. ففاقد الشئ لا يعطيه. ودونكم مأساة جامعة الدلنج. القائمون على أمر أبو جبيهة يأخذون حقّهم كاملاً غير منقوص ويؤدون عملاً مبتوراً كأداء واجب ليس إلا. لجنة الأمن التي يقودها معتمد المحلية هي المسؤولة عن ما أصاب أطفالنا وما أصاب ذويهم من حزن وهم وغمِّ.
    لماذا الجس بعد الضبح؟ هل وقفت اللجنة على ترتيبات نقل الطلاب وأجازته كما هو بالصورة التي قادت إلى الكارثة المأساة؟ وهذه مصيبة. أم لم تقف عليه ولم تسمع بالأمر إلا بعد أن وقع الفأس في الرأس؟ وهنا المصيبة أعظم. فإن كانت الأولى فالسبب ببساطة هو لأن أعضاء اللجنة ليسوا من سكان أبو جبيهة بل مستوظفي حكومة رمتهم أقدارهم هناك ولا يهمهم أن تحرق أبو جبيهة وسكانها أو تغرق!
    أمّا إن كانت الثانية فالسؤال هو: علاّم أنتم لجنة أمن وماذا تديرون وهل تستحقون ما يُدفع لكم من أجر من حرِّ مال سكان أبو جبيهة التي لم تفوها حقّها؟
    إنني هنا أرفع صوتي عالياً باسم سكان المنطقة الشرقية لإخوتي أعضاء المجلس الوطني الأربعة: صديقي د. الفاتح التجاني وأخي حامد محمد حامد وإبن عمي عبد الرحمن على الصافي وصهري الباشمهندس محمد بحرالدين طالباً منهم ضم صفوفهم وتوحيد جندهم وكلمتهم من أجل قيام ولاية قدير. فإن لم تفعلوا إلا هذه لكفتكم. سنقف كجماهير شعبية من خلفكم ونشد من أزركم حتى يتحقق مطلبنا والذي بتحقيقه سوف نرتاح من مأس كثيرة لا سبب لها إلا تبعيتنا العشوائية لكادقلي.


    (العوج راي والعديل راي) نُشر بصحيفة التيار السودانية خلال شهر مايو 2010

    (عدل بواسطة cantona_1 on 08-04-2010, 00:54 AM)

                  

08-04-2010, 12:34 PM

عثمان نواي
<aعثمان نواي
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 1656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: cantona_1)

    بسم الله و حسبنا الله و نعم الوكيل

    علي الرغم من ان الرد علي اخونا بتاع عيال عطية و حيماد و راشد الولاد قد يخرجنا من اطار الموضوع الاساسي البوست لكن لابد مما ليس منه بد مع احتفاظنا بفرصة التعليق علي موضوع البوست

    جزئيةاولي:-

    ادعي كانتون1 ان اجداده دخلوا جبال النوبة علي ظهور العاديات ضبحا فالموريات قدحا و الذين اغاروا علي النوبة فجر داخلين مهللين مكبرين علي اسنة الرماح و مروا بسهول العرب ..اليس اسمها كذلك؟... فوجدوها خالية و من ثم صعدوا الي الجبال فقاتلوا النوبة و هم علي ظهور العاديات ضبحا ممتشقين الاسنة و الرماح و بعد ان هزموهم عادوا الي سهول العرب و سكنوها و من ثم عمروها جيئة و ذهابا خلف الابقار .. أي تناقض هذا ..... يا كانتونا1 السيناريو دة كدة ما reasonable كدي شيف ليه شتلة تانية. و اذا كان ما ذكرته صحيح يا كانتونا1 فمن اين اتيتم علي ظهر العاديات ضبحا حتي تدخلوا جبال النوبة علي اسنة الرماح

    جزئية ثانية:-

    قديما عندما تم ترسيم حدود المناطق في 1905 زمن الاستعمار سميت الكثير من المناطق باسماء قاطنيها و اثنياتها فسمعنا عن دارفور و دار حمر و دار مساليت و جبال النوبة و دار جنقي ( ابيي ) و لكن ابدا ابدا لم نسمع عن ديارا للبقارة في قدير او ابوجبيهة يا تري هل اسقطها التاريخ سهوا ام انهم لم يكونوا موجودين آنذال كما اعتقد

    Quote: جزئية ثالثة:-

    علمنا من آبائنا و من قبلهم اجدادنا عن كيفية منحهم الاراضي للقبائل الوافدة الي جبال النوبة و عن التعامل الجميل الذي عامل ابناء النوبة مع الضيوف و اكرام وفادتهم بالاراضي و استأمنوهم علي انعام علي الرغم من الخيانات المعروف من قبل الضيوف بإدعاء موت الانعام و هذا ما عرفناه عنهم و يا كانتونا لماذا اذهب بعيدا انا بنفسي حضرت العديد من الجلسات التي منح فيها جدي اراضي لبعض البقارة و كم عجبت لتذللهم بغية منحهم اراضي بعيدة حتي تكون منزلا لهم و لابقارهم و يا سبحان الله ابناء هؤلاء المتذللين الآن الآن ينازعوننا اراضينا باعتبار انطاها ليهم ابا هدو!!!!! عجباً

    و تأتي الجزئيات تباعا

    و كان عندك عودة يا ول راشد الولاد عود ساي
                  

08-04-2010, 11:48 PM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: عثمان نواي)

    اخي ابرهيم هدو
    فالاديان سواء كانت سماوية او دنيوية تحث علي قيم انسانية
    ولكن لاندي من اين تاتي تلك المعاملات التي تنكر الجميل
    وتتلفق في طمس المعاملات السمحة التي وجدوها
    من قبل اهلنا ويدعون بان لهم ولهم نحن لم نكر بنهم منا
    ولكن ليس بفرضياتهم ولابفرضياتنا
    ولكن لابد ان تدركوا بانكم في جبال النوبة اي جمهورية جبال النوبة المرتقبة
    لابد ان نتفهم مشاكلنا وندرك مخاطرة ونحن الي الامام سائرون
                  

08-05-2010, 03:48 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: عثمان نواي)


    عثمان نواي
    Quote: انا بنفسي حضرت العديد من الجلسات التي منح فيها جدي اراضي لبعض البقارة

    معليش تعليقنا على كلامك دا يحتاج نعرف عمرك كم سنة؟ نحن ساكنين في دار أولاد حميد قبل جدك ما يلدوه. أمشي أقرا كتاب ماكمايكل وبعدين تعال قول العاوز تقولوا.
    لو قلت جدك منح بعض الناس جبالا أو حجاراً معليش. لكن النوبة مسكنكم الجبل والعرب مسكنهم الوادي والسهل. دي بسيطة وما عايزة فهم. اسم والدك اسم بقارة يعني والدك سموه على بقاري. دي عاوزة غلاط كمان؟
    لم أقل قتلنا النوبة وأنا أوكد لك حقيقة أن قبيلة أولاد حميد سابقاً وحالياً لم تدخل مع النوبة في حرب. ولم يقتل حميدي نوباوي ولم يقتل نوباوي حميدي. وبالتالي لم يمر أجدادي على النوبة لأنهم كانوا يسيرون في أراضي سهلية منبسطة تتخللها الوديان والخيران والغابات وأنت تعلم علم اليقين أن النوبة لم ينزلوا من الجبال قبل العام...... أسأل يوروك كان ما عارف.
    حتى تعرف عن أولاد حميد ووضعهم أقرأ عن الناظر راضي كمبال والقوم إبراهيم ول ديدان. وتعال قول سمعت شنو ولا عرفت شنو؟
    إختيار الاسم قدير جاء كمنطقة تاريخية شهيرة هاجر إليها المهدي عند بداية دعوته. إنت ما قاري تاريخ السودان ولا شنو؟ ولأننا في المنطقة الشرقية من العباسية وحتى الليري نطالب بولاية وهذا حقنا فقد وقع الإختيار على اسم قدير؟ من قال لك أن قدير تبع البقارة. لعلمك البقارة العملوا معاكم المشاكل ما نحن. أنا من أولاد حميد نسكن أبو جبيهة كمدينة. ونمتد من أبو جبيهة وحتى كاكا التجارية بطول 106 ميلا (170 كلم) ومعنا قبيلة كنانة. يمكن إعتبارنا قبيلتين في قبيلة.
    يعني لا شلنا تراب من النوبة ولا النوبة أدوناتراب نسكن فيهو. المشكلة وين. شوف ناسك الجنبك العاملين معاكم مشاكل ونحن نحاول جهدنا حلحلتها بالتي أحسن لأنكم أخوان وجيران.

    (العوج راي والعديل راي)
                  

08-05-2010, 03:57 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: عثمان نواي)


    عثمان نواي
    Quote: قديما عندما تم ترسيم حدود المناطق في 1905 زمن الاستعمار سميت الكثير من المناطق باسماء قاطنيها و اثنياتها فسمعنا عن دارفور و دار حمر و دار مساليت و جبال النوبة و دار جنقي ( ابيي ) و لكن ابدا ابدا لم نسمع عن ديارا للبقارة في قدير او ابوجبيهة يا تري هل اسقطها التاريخ سهوا ام انهم لم يكونوا موجودين آنذال كما اعتقد

    يعني لو إنت ما سمعت باسم قبيلة أولاد حميد وأن الناظر راضي كمبال هو حاكم جنوب تقلي من أبو جبيهة وحتى الليري هذا لا يلغي وجودنا كقبيلة. ومازلت أقول لك أقرأ كتاب ماكمايكل مدير مديرية كردفان في زمن الإستعمار وما كتبه عن قبائل كردفان وحدودها ولو لم تجد قبيلة أولاد حميد بعدين نتفاهم. ممكن تدخل قوقل وتشوف أولاد حميد برضو زيادة معلومات تفيدك. وإمكن تقنعك تدينا مترين 3 معاكم.
    لا أنكر جبال النوبة. ولم نضاف لجبال النوبة لأننا لا نوبة ولا نسكن في جبال. ودار أولاد حميد معروفة بحدودها بدون شك. وهنالك قبائل كثيرة لم تذكرها لأنك لا تعرفها. وعليك بقراءة التاريخ والجغرافيا وبعدين تعال نتفاهم.

    (العوج راي والعديل راي)
                  

08-05-2010, 05:48 PM

عثمان نواي
<aعثمان نواي
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
مجموع المشاركات: 1656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: cantona_1)

    كنتونا1
    توضيحات اولية
    هناك خطآمن جانبي يا كنتونا1 . في عملية الاقتباس التي وردت في البوست ,اصلا هو ايميل من الباشمهندس :ابراهيم يوسف هدو( سيرد عليك في هزه الجزئية). اسف لهزا اللبس الغير مقصود(جديد لنج)
    اما بخصوص اسم (نواي) له دلالات وانعكاسات عن صورة التعايش السلمي و الندي بيننا و العرب بجبال النوبه.
    اما بخصوص السكن في الجبال فهي شامخه كشموخ ساكنيهاورمزيتها يمكن تفصلها علي حسب علمك (الواسع)
    المهم في العجاله دي بجيك تاني و قبل ما امشي. تاريخ نزول النوبه من الجبال افتكر متزامن مع تاريخ نزولك من(ضهر تورك) ليك تورك ولينا جبالنا يا .. كنتونا1
    علي فكره المصير المجهول للمنطقه , يجعل كل مكونات المنطقه الاثنيه ان تنظر بوعي لكل ما يحاك حولها كوحده ديمغرافيه اسمها جنوب كردفان. هزا هو التحدي . لست انت ولا انا هناك اخر ولاعبون جدد من كل الجوار.
                  

08-15-2010, 01:29 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: عثمان نواي)

    كيف يفكر أبناء جبال النوبة .. فى ظل المتغيرات السياسية الراهنة !!



    بقلم / آدم جمال أحمد - سدنى



    تعيش جبال النوبة أزمة فكرية وسياسية وإجتماعية ، فهي أزمة مثقف .. وأزمة قيادة .. وأزمة مفكر سياسي .. وسياسي متحرر من التعصب الجهوي والقبلي والتفكير العشائري .. ومصلح إجتماعي .. وما يؤكد ذلك رأس الرمح للتفكير القبلي السياسي العتيق في جبال النوبة ، تلك المقالات لبعض الأخوة على صفحات الأنترنت فى الفترة الأخيرة ، ومع إحترامي وتقديري لبعض الكتاب والقيادات النوبية بالداخل والخارج وجمهور القراء إلا إنني أردت أن أوضح لهم بعض من الحقائق والملابسات ، التي تدور وتحاك خلف الكواليس .. وما يقوم به البعض من إستعراض لقوتهم من خلال كتاباتهم ، التى لا ترتقى الى مستوى المسئولية والنقد البناء والتحليل العلمى والموضوعى ، في هذا الظرف التاريخى الحرج التى تمر بها القضية النوبية ومنطقة جبال النوبة ، والتى تحتاج للتصالح وتجاوز الخلافات والصراعات والمهاترات.



    ولكن يبدو أن البعض من أبناء جبال النوبة ما زال فى غيهم وضلالهم القديم ، وحتى لا يسئ البعض الفهم بأن السكوت وتجاوز الخلاف والإلتفات الى المعركة الحقيقية وتوجيه كل أسلحتنا نحو العدو الحقيقى ، بعد أن آلينا على أنفسنا بعدم توجيهها الى بعض ، لكن ما زال البعض يحاول الضغط على الزناد لإشعال وإذكاء النعرات والخصومات من جديد ، فلذلك نحن نحذرهم من مغبة ذلك بأننا على إستعداد على قلب الطاولة وكشف المستور ، فلذا نأمل منهم بأننا مدركون لكل ما يقال ويكتب بأى رمزية أو إيحائية كما يحلو لهم ، فلذلك نكرر تحذيرنا لهم حتي يقفوا علي الحقيقة المجردة ، ويكفوا عن هذا العبث الذي يتم هنا باسم القضية النوبية أو القيادة النوبية .. وأهالي جبال النوبة ، لأنهم في تناسي تام إنه من حق أي أحد في جبال النوبة أن يكتب ما يحلو له وما يراه صواباً مهما إختلفنا معه .. ما دام ذلك يعبر عن فكره ورؤيته وتساهم في دفع القضية النوبية .. ولكل طريقته في التعبير دون أملاء أو وصية من أحد .. وكل واحد منا في موقعه أن يدافع عن جبال النوبة سواء كان بالقلم أو الرأي أو الكلمة أو السلاح .. وعلي الأخرين إحترام هذا الرأي دون التقليل من شأنه أو التبخيس بقدرات وأفكار الأخرين .



    أما حديثهم عن العقلية التآمرية .. فالعقلية التآمرية تتمثل فيهم فهي طريقة في التفكير الإنفعالي تغزو الحقل الثقافي والإجتماعي والسياسي لجماعة بشرية أياً كانت ( أمة .. طائفة .. قبيلة .. حزب ...إلخ ) وتسيطرعليه ، وتدفع إلي حالة من الشلل تلقي بظلالها علي مجمل نتاجات هذا الحقل وإبداعاته إن وجدت .. وهي طريقة فعالة في ( إغتيال العقل ) . وذلك عندما تتمفصل مع ضرب من العقلية السجالية ، التي تتميز بدورها بنمط من التفكير الإنفعالي ، ومن سماته تغليب الجزء علي الكل وغياب النقد الذاتي وحجب الواقع .. وغياب أرضية للحوار وسيادة حوار ( الطرشان ) والذي يظل شاهداً علي تغلغل هذه العقلية في خطابنا النقدي المعاصر وتمفصلها مع كل إشكاليات الإنغلاق ( تعصب .. تمركز .. عنف .. نفي .. إرادة تكشف عن ميل إلي إتهام الأخر ... إلخ ).



    وما أعنيه بالعقلية التآمرية في صفوف أبناء النوبة المتواجدون بالديسابورا .. هي عقلية متمرتسة تقوم بتنفيذ خطط وإستراتيجيات مدروسة ومؤامرات كبيرة تستهدف القيادات الشابة التي إستطاعت أن تجد لنفسها مواقع خاصة .. دون أن تلتف أو تدور حول فلك هذه المؤسسات المحكمة قبضتها .. والعقول الناشئة التي تصدي بالقول دون مهاباتهم .. وهذه المؤامرة تحاك بشكل واع ومقصود .



    إن أطراف المؤامرة هي أطراف معينة من المجتمع التقليدي والكلاسيكي وبعض ( المثقافاتية ) ، التي تتدعي المعرفة والسياسة وتوهم الأخرين بذلك .. كالسامري الذي أضل قوم سيدنا موسي . وإن هذه المؤامرة تحاك في الخفاء وتأخذ شكل الرموز والشواهد والعموميات وبث الإشاعة والترويج لتشويه صورة الأخرين وإطلاق بالونات من الإتهامات ضدهم ، وتسفيه كل كتابة نقدية من هذا النوع الذي لا يروق لهم أو أي شخص يتجرأ ويقوم بنقد هذه المؤسسات الحزبية ( المقدسة ) أو توجيه النقد لهذه القيادات والنخب السياسية .. إتهامها باللاموضوعية واللا علمية ، وتارة رميها بالكفر والخروج عن الملة النوبية .. ورميها إلي ساحات الأعداء .. ووصفهم بالمتربصين والمندسين .. والموالين للحكومة .. وهي إتهامات لقد سئمنا من سماعها . فإن هذه الإتهامات الموجهة فى شكل عموميات ندرك حقيقتها ، ولكن لعدم توفر الجراءة والشجاعة فى المواجهة ظلت تدور في إطار من العقلية السجالية المحكومة بإرادة عدم المعرفة .. وبإرادة نفي للأخر ، عقلية تحكم علي الكل من خلال الجزء وتدفع إلي الحوار من إلغاء المحاور نفسه ، والتي يجب فضحها وكشفها في الوقت المناسب وإنني أمتلك كل الأدلة والملفات السرية بالأسماء والبراهين وخاصة المتآمرين من داخل صفوف النوبة وأعوانهم سواء كانوا بالداخل أو فى دول المهجر وكل من يتعاون معهم . لأنني كصحفي لي مصادري الخاصة في إمتلاك المعلومة .



    كما أسلفت فإن الذي يتجشم عناء السفر في أروقة العقلية التآمرية وفي الظلال المرعبة لثقافة الإتهامات التي أطلقوها بصورة عامة دون ذكر للأسماء .. سيعثر علي مادة بيولوغرافية مرعبة تتصدرها عبارات ومقالات للتحليل النفسي والتحليل السوسيولوجي لمنهجية وإستراتيجات هؤلاء بمعطياتهما السطحية والتي لا ترقي إلي مستوي التحليل الناجع لمشكلات وإشكاليات المجتمع النوبي والثقافة النوبية معاً . لأن غياب الموضوعية داخل أنفسهم ووسطهم الاجتماعى فقد جعلهم يغفلون بعض الجوانب المهمة وبل أهملوا بعضها الأخر .. لأنهم لا يتميزون بمنهجية ورؤية ميتافيزيقية ، حتي يروا الأمور بصورة مطلقة وواعية .. فهناك إعتباطية تحريضية تطال كل من يتجرأ لنقد القيادات النوبية والحركة الشعبية وتفكيك رموزها أو العمل علي إحداث ثورة فكرية والمناداة بالتجديد والتغيير لنمط المنهجية ورؤية الحركة وبعض القيادات والرموز التي تدور في حلقة مفرغة وهي غير قادرة علي إستيعاب الواقع السياسي بالمتغيرات الكثيرة التي طرأت علي الساحة النوبية والسودانية .. وفي الوقت الذي تعيش فيها جبال النوبة فراغ سياسي وإحباط عام ، نجد أن جماهير جبال النوبة بالداخل لقد تجاوزت هذه المؤسسات شبه الحزبية وقياداتها المتناحرة والمختلفة دوماً .



    إن إكتشاف وتحليل الخلفية الفكرية لهؤلاء الشخصيات من أبناء النوبة ، وشكل عقليتهم وعدم نضوج الفكر وتعييب الوعى ، والتى تتوفر وسط وداخل هذه الفئات فمن شأنها أن تكشف الدور التآمري الذي قد يضر بالساحة الفكرية والسياسية النوبية ، وفي إطار التبريرية التي سقناها وأطلقناها فى الفترة الأخيرة بسيادة روح خطاب المصالحة وجانب الإلتماس في عدم الإساءة إلي هذه القيادات أو مس الحركة الشعبية كان منطق صوت العقل ونقطة إلتقاء للتصالح وإمكان رجوع الكل إلي حظيرة البيت النوبى .. فقد إلتزمت به وقلت رغم التناقض الذى بيننا يجب أن نتجاوز الخلافات.. ولكن يبدو المقالات الأخيرة لبعض الأخوة من أبناء النوبة بدول المهجر يرفضون ذلك ، وتعتبر كتاباتهم هذه مؤامرة منهم ودق لطبول الحرب .. فلذلك أصبحت هذه التبريرية هي ( منطق الفكر التراجيدي الشائع في الأدبيات النوبية ) ومنطق التأويل الذي يستند علي التناقض وإفتقارالمادة السياسية في حركة غياب الموضوعية بتناقض شكلي للأزمة الداخلية التي يعيشها معظم أبناء النوبة في عدم إلتزامهم بالقرارات والنداءات التي تصدر من رئاسة الحركة الشعبية بالداخل.

    كما تعتبر تلك المقالات إمتداد طبيعي لتواصل حلقات التآمر والخلافات التي تطرأ كل يوم عبر خطابات فقيرة الكلمات والمحتوي والمضمون.. المشوبة بالهمز واللمز والسخرية تكشف عيوباً أساسية في المنهج الفكري الذي يؤدي إلي كل هذا القدر من النتائج والنماذج لشخصيات صارخة للرؤية المشوهة بالآمال الجوفاء التي تنتشر داخل الوسط النوبي في أزمنة الهزيمة والإحباط .



    نرفض هذه العقلية التآمرية التي توضح تخلفنا السياسي والتنظيمي .. فما سر هذه الغشاوة التي تتحكم في رؤيتهم ومن يماثلة في الرؤية . إن ما يميز هذه المقالات هي السطحية والسذاجة .. ويعد هذاالنموذج من الفكر أنموذجاً صارخاً للرؤية المشوهة الجوفاء .. إن لم تكن تعبيراً عن عقدة نقص مزمنة مستعصية علي الشفاء . فلذلك يسعي إلي تعميمه تيار بأكمله .. تيار يملأ الساحة النوبية الفكرية والسياسية صخباً وضجيجاً وزبداً ( وأما الزبد فيذهب جفاء ) ، هكذا يتم الحكم علي الأخر المختلف معه دون إدارة اى حوار أوالوصول معهم إلي حوار أو لحظة إقتناع وتصالح مشترك . إن الحالة السياسية في جبال النوبة ما تزال مجهولة علي مستوي المعرفة وعلي مستوي الوعي العام بها ، ومن ثم تبدوا الحالة السياسية وتجسيداتها المؤسسية والحركية .. وتفاعلاتها وقضاياهما الخاصة .. وفلكورياتها أو بتعبير أدق ( أنثروبولوجياتها ) غائبة تعاني إضطرابات سلوكية ظاهرة تقود إلي أحوال إرتكاسية شاملة في حالة المجتمع والدولة بأسرها لا لشئ إلا للنزعة الرديكالية التي تعتبر حرب مماهاة بين الموجود والمفهوم ، ثم بين المفهوم والمقول ، وأخيراً بين المقول والمعمول في الواقع النوبي اليوم ، التي لا تفرق فيه هذه المؤسسات بين الوجود التقليدي وبين موت البجعة المحتضرة وبين السير في مواكب المتغيرات القادمة والمستقبل السياسي .. والتحولات ليست شعارات أو أمنيات.



    فيجب علينا أن نسعى إلي جمع ولملمة شتات صفوفنا المتبعثرة من أجل توحيد الصف والرؤي والكلمة في هذا الظرف الصعب ، حتي تصبح وحدة النوبة قوة تهابها الأعداء للحصول علي حقوقنا ومطالبنا المشروعة في هذا المنعطف الحرج والمرحلة العصيبة من تاريخ نضالنا في جبال النوبة جنبً إلي جنب مع أخواننا فى الحركة الشعبية وبقية القوى السياسية بالإقليم لنتناسى فيها كل الظلامات والمرارات ونزيل فيها الضغائن وصغائر الأمور العالقة بالنفوس لنلتفت جميعا إلي المعركة الحقيقية والهم الأكبر والتى تتمثل فى نداء الجبال والبحث عن آلية لذلك .. والإنتخابات والمشورة الشعبية ، وما يطالب به منبر جبال النوبة ونساء النوبة بحق تقرير المصير ، ويتمثل الإنتصار الحقيقي لذلك في الوحدة علي قلب رجل واحد ، لتنال بها قضية جبال النوبة مطالبها العادلة والمشروعة .. ثم بعد الحصول علي كل الأهداف التي تتمثل للنوبة من حكم ذاتي وثروة وأرض والإعتراف بنا كشعب له مستقبله السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في حق المشاركة والتمثيل بالحجم في ظل السودان العدالة بمتغيراته في الأمن والإستقرار والعدل والمواطنة والديمقراطية ، ثم بعد ذلك يحق لنا أن نجلس كنوبة جميعاً ليكون الحساب لإزالة الضبابية وغشاوة الظلمة والمرارات بتوزيع عادل للفرص في المساواة والتفكير في كيفية إدارة جبال النوبة وتنظيماتها السياسية برؤي وأيدلوجية وفهم جديد.



    وإذا عدتم عدنا .....



    سدنى – أستراليا - 15 أغسطس 2010 م
                  

08-15-2010, 03:14 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: amir jabir)

    شكرا عامر جابر
    وشكرا آدم جمال

    نتابع باهتمام نبض الشارع للمهمومين من ابناء منطقة جبال النوبه .




                  

08-15-2010, 04:59 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: Tragie Mustafa)


    Quote: ولد ابا بريمه.. شكرا للمرور
    بالله تلفونك و الايميل علي الماسنجر
    عثمان نواي

    ول أبا نواى

    لم أر المداخلة ..

    بالله خفف على أخوك الباشمهندس كانتونا1 .. الزول دا مسكون بحب الجبال وأهلها أكثر مما تتصور ..

    أظنك تعرف مشكلته ومشكلتى هى أختلافنا الكبير حول وجود الحركة فى الجبال ..

    ساعدونا فى الوصول للتقارب بيننا وأخوتنا فى الحركة ..

    وأنا متفاءل تفاءك كبير جداً بوجودك والأخ أدم جمال والأخ محمد النور سوف تتغير الصورة ..


    راجع الماسنجر

    بريمة
                  

08-15-2010, 06:07 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: بريمة محمد)

    ول أبا كانتوا 1
    جيداً جيت ..
    Quote: أنا من أولاد حميد نسكن أبو جبيهة كمدينة. ونمتد من أبو جبيهة وحتى كاكا التجارية بطول 106 ميلا (170 كلم) ومعنا قبيلة كنانة. يمكن إعتبارنا قبيلتين في قبيلة.
    يعني لا شلنا تراب من النوبة ولا النوبة أدوناتراب نسكن فيهو. المشكلة وين. شوف ناسك الجنبك العاملين معاكم مشاكل ونحن نحاول جهدنا حلحلتها بالتي أحسن لأنكم أخوان وجيران.

    هذه المداخلة غير موفقه .. لأسباب كثيرة .. أقرب شعب من البقارة للنوبة هم الحوازمة .. أهلى .. ومن قبيلتنا هناك فرع كامل من فروع القبيلة يسمى الرواوقة .. والرواوقة هم أكثر قبائل الحوازمة تعداداً وأكثرهم معرفة وتعايش سلمى مع القبائل النوبية .. منهم فرع كامل يسمى فرع أولاد نوبه .. وهم بقارة خلص .. هذا الأسم يحمل دلالة كبيرة لطبيعة التعايش السلمى بين النوبة والحوازمة .. وكما نلتقى بأخوتنا من أولاد حميد فى مناطق مثل الدندور وبجعاى ورميلى .. وغيرها ..

    كلما أقعد وأقرأ تأريخ الحروب فى جنوب كردفان .. وأنا كنت فى جنوب كردفان أغلب مدة الحروب .. وفى أوجها فى عام 89م حينما دخلت كتيبتا البركان وزعلان ومن قبلهم كتيبه حديد .. أصطلينا بكل جحيم نيرانهما فى المنطقة الوسطى .. كنت أعلم يقيناً أن شعب من النوبة مثل شعب المورو .. الذى صارت أرضه معركة مفتوحة .. لا يمت للحروب بأى صلة غير أنهم وقعوا فى مفترق طرق .. وهكذا يمكننى التحدث عن اللغورى وصبورى والشات .. وعن الدبرى وكيقا والتاش (من أصل اللغورى) والشوايا والهدرا وأم حيطان وغيرهم من القبائل المحيطة بنا من القبائل النوبية .. كلها قبائل مسالمة بصورة متناهية .. وشخصى الضعيف وحتى اليوم إذا ذهبت إلى الأهل وذكرت بريمة النوباى أو بريمة شلو .. دا أنا ذاتى .. وكذا أسم بريمة تور الهضبة .. وبريمة ولد أب دقن .. وأسم تور الهضبة أو ولد أب دقن .. هى أسماء لزعيم قبلى نوبى من قبائل أم حيطان يسمى شلو، كتبت سيرته فى إحد مقالاتى بصورة مبسطة .. ببساطة أنا متربى تربية فى كثير من أوجهها ذات ثقافة نوباوية .. ويعود ذلك لأخوالى من جهة جدتى لوالدتى التى والدتها من قبيلة النوبة الهدرا .. (وكلما أقول إننى عربى .. يأتى عزام يذكرنى أنك أفريقى زنجى وأنا فخور بأصولى النوبية كما بأصولى العربية .. بس الجمل كما يقولون يقوده من قدام .. أقصد من ناحية الأب) .. ومهما يكن القول عن عروبيتنا أو عدم صلتنا بالجبال .. الحقائق الواقعية تكذب ذلك فإن نصف الحوازمة ذو سحنات نوباوية .. وأكاد أقول أن نصف سكان وسط الجبال فيهم دماء بقارية بنفس القدر الذى توجد به الدماء النوبية فينا .. وحقيقةً أختلطت الدماء والأسماء والأنساب .. بنات عمى بقاريات لونهن فاتح كما القمراء .. يحملن أسماء كوشى مثل كوشى عثمان أدم (بت عمى لزم) .. وكاكا حسين أدم (بت عمى لزم) .. ومن أسماء الرجال كوكو حماد (ول جدى) .. وأحمد جقوت .. وغيرهم .. ما أردت أن أقوله نحن ليس جيران للنوبة نحن أهل للنوبة وهم كذلك بالنسبة لنا .. المشكلة هى إننا فى الجانيبن وقعنا فى الأستغلال المتبادل من خصمين لدودين: الحكومة والحركة .. خروجنا من هذه الكماشه هو الحل ..

    وشخصى أرفض دعوة أبناء النوبة والبقارة على السواء فى أتجاه تشكيل خارطة أثنية لجنوب كردفان بما يقارب مصطلح الحواكير فى دارفور .. تلك سوف تكون قنبله موقوته .. والسبب الأساسى فى هذا المأزق هم أبناء المنطقة فى الحركة الشعبية .. هم السوس الذى ضرب أواصر الأخاء والمحبة والإلفة فى جنوب كردفان .. وأنا سعيد بأتجاه أبناء النوبة الذين ينادون وبصوت عالى .. لا لأستغلال الحركة للنوبة .. وأنا أضيف لا لأستغلال الحكومة للبقارة .. وإذا حققنا هذه الشعارات على أرض الواقع حتماً سوف يصفو الجو كما كان من قبل ..

    بالنسبة لكادقلى وأقصد أبناء المنطقة .. وهذا حقائق وليس فلسفة، بها قبائل نوبية تعتبر رائدة التعايش السلمى فى المنطقة .. الكادقلاويين والميراويين يا أخى من أفضل منهم؟ .. منهم الشيخ على الميراوى .. وأستاذى يوسف كوه وغيرهم من أفذاذ النوبة فى الجبال.

    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 08-15-2010, 06:45 AM)

                  

08-15-2010, 06:38 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: بريمة محمد)

    ول أبا عثمان

    تحياتى
    Quote: تاريخ نزول النوبه من الجبال افتكر متزامن مع تاريخ نزولك من(ضهر تورك) ليك تورك ولينا جبالنا يا .. كنتونا1
    وهذه المداخلة غير موفقة .. أيضاً .. فالفخر فى حد ذاته لا عيب فيه .. وأنا من المعجبين بتراث الفخر فى الجبال وأكاد أكون من أكثر مما كتب عن الفخر ومفرداته فى تراث البقارة وغرب السودان عموماً .. وأرى أفتخارك يا أخى عثمان بالجبال .. وأفتخار الباشمهندس كانتونا 1 بالعاديات .. لا يقلل من شأن أيكما للأخر .. بمعنى فخر حميد .. بل حقيقةّ يعجبى فيكم الأثنين .. والفخر حسب قراءتى وكتاباتى عنه لا يأتى من فراغ فهو مربوط بالنخوة وأشياء كثيراً لا يسع المجال لذكرها .. ولكن أخللتم بشيئ واحد فى نظرى ..! وكما نحن اليوم ننشدوا التعايش السلمى .. يجب أن لا يفوت علينا من ضمن أسس التعايش السلمى هو التعايش الثقافى .. والتعايش الثقافى يحمل خلفية تأريخية يجب التصالح معها ..

    الفخر والعنصرية أبناء عمومه .. يمكن لكل منهم يلبس لبوس الأخر فى حالة الغفلة .. فإذا أرتبط الفخر بالتعالى أو التمييز ضد الأخر أنقلب إلى عنصرية فجه .. وهنا يكون الفخر مرفوضاً بأنه أداة هدم وليس أثارة للهمة ..
    فمثلاً: نحن نشربوا إذا وردنا الماء صفواً ** ويشرب غيرنا طيناً وكدرا .. فخر ممتّاز .. وحينما يذكر عنتر أبن شداد فى رائعته: أنا أبن سوداء الجبين، الساق منها كساق نعامة والشعر منها كحب الفلفل .. قمة الروعة .. ولكن حينما يقول الأخر .. يا جرير إذا جمعتنا المجامع .. هنا سقط الشاعر لأنه أفتخر أفتخار قبيح على الشاعر جرير .. وهكذا نجد من روائع الفخر حينما قال المصطفى (ص) .. إنى أفصح العرب بيد إنى من قريش .. لم يقل أفصح من بنى قحطان أو وبنى الأزد .. وحاشا المصطفى من ذلك ..

    أتمنى أن تتهفونا بالفخر فى أطار الحميد منه ..

    تمنيت لو وجدت إحد مقالاتى عن الفخر لأرفقه هنا ..


    وأتمنى أن يتواصل الحوار ..

    بريمة
                  

08-15-2010, 07:04 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: بريمة محمد)

    من تاريخ جنوب كردفانى الأثنى السياسى ..

    هدية للباشمهندس كانتونا 1 ..

    قبيلة أولاد حميد:

    في إحدى رسائلى مع الأخ الباشمهندس كباشى الصافي الحميدى، وصف قبيلة أولاد حميد قائلاً: ( قبيلة أولاد حميد النحلة الغبيشة، جغمة السم، ركابين علي المايلة، سياد العايلة، صلايين قايلة، مسكنا أبوجبيهة الحبُاك، مسواك العراك، جنة من هنا وجنة من هناك). وهذا الوصف يغنى عن الكثير عن أولاد حميد ويوضح بجلاء أن من مواطن أولاد حميد مدينة أبو جبيهة فى جنوب كردفان في المنطقة الشرقية من الجبال، ويقول مكمايكل أن أولاد حميد يوجدون في مناطق تقلى (تقلى العباسية) ويشتركون في المرعى مع الحلفا (إحد فروع الحوازمة الثلاثة) والهبانية الذين نزحوا من الكلكة وأستوطنوا منطقة شركيلا والرهد، ثم رحلوا جنوباً إلي مناطق تقلى بفعل الحروب مع الحوازمة. أمتزج أولاد حميد مع النوبة كما أمتزج الحوازمة فرع الرواوقة ويعود ذلك إلي عهد مملكة تقلى التى ساعد ملوكها فى أستيطانهم وبفعل أندماج أولاد حميد فى قبائل تقلى أصبحت كثير من تلك القبائل تتحدث اللغة العربية كلغتها الأم . أولاد حميد ينسبون إلي قبائل جهينة العربية وجدهم حيمات أو حيماد وهو جد الهبانية والتعايشة، كما لهم صلات بالحوازمة الحلفا الذين يستوطنون معهم وفرع الرواوقة أمثال أولاد المومن والفقرا من الحوازمة.

    في الأطار الجغرافى، تحد قبائل بنى حميد من الشمال قبائل الجوامعة في منطقة أم روابه والرهد ومن الشرق قبائل بنى سليم ، ومن الجنوب الشرقى قبائل الشلك ومن الجنوب قبائل الدنيكا والنوير ومن الغرب الحوازمة، كما يتداخلون مع الحوازمة وقبائل تقلى والهبانية. تشير المصادر التأريخية إلي نشوب حروب عنيفة بين الحوازمة الحلفا وأولاد حميد وكذلك حروب بين أولاد حميد والهبانية والتى دوماً يتوسط فيها الجوامعة لفض الخلافات.

    يعتبر الناظر العيان أول ناظر للقبيلة في المنطقة والناظر التاسع من نظار قبيلة أولاد حميد هو الناظر ديدان، أثناء قيام الثورة المهدية، ويعتبر الناظر ديدان من أعيان قبائل البقارة والذى عمت شهرته ديار الحوازمة والمسيرية والنوبة في المنطقة. يشير مكمايكل أن أولاد حميد وقفوا ضد المهدية فى بداية عهدها بصلابة حيث أرسلت الثورة المهدية تجريدات ضدهم ولكن ما لبث أن تبى أولاد حميد فكر الثورة المهدية وأبلوا معها بلاءاً عظيماً حتى قيل أن القبيلة كادت أن تفقد كل رجالها بسبب إلتحاقهم بالجهاد. وبسبب قوة موقفهم من الأستعمار بعدم دفع الضرائب أرسل الأستعمار التركى عام 1858م تجريده خاصة لضرب ثورة أولاد حميد في مناطق تقلى وتم تجريد القبيلة من ثروتها ودعم الأستعمار التركى سياسة تفريغ منطقة أولاد حميد بمهابات القبائل الأخرى حتى كادت القبيلة أن تتلاشى من الوجود، أعادت القبيلة تنظم صفوفها ومكانتها أثناء الحكم الثنائى.


    وكبقية قبائل البقارة الأخرى يعتبر أولاد حميد رعاة بقر ولهم تراث في الفروسية والفخر والكرم.


    ---------------
    يلا يا باشمهندس أرجو تصحيحى .. الكلام دا أنا مترجمه للأنجليزى فى صفحة الويكبيديا العالمية وتم طبعه فى 4 كتب تم جمعها من كتابات كتاب ويكيبيديا وتم أختيارى منهم وهى ضمن مشروع كتاباتى عن قبائل البقارة بغرب السودان وجنوب كردفان فى الويكيبديا..
    Re: البقــــــــــــــارة: الأثنوغرافى، الجيوغرافى والج...هور مصطلح دولة البقا

    بريمة
                  

08-15-2010, 02:53 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: بريمة محمد)

    قصة مؤتمر الكتن
    Quote: قصة مؤتمر "الكتن" في 1947م الذى نظمه المفتش البريطانى "دينج جِبرا " الذى إشُتهر بأنه كان قاسيا في ادارته.. هذه القصة أكثر تأثيرا وإيضاحا من عشرات الكتب التى تحدثت عن هذه السياسة التى وضعت بذور الصراع والحرب الاهلية.. دُعى الى المؤتمر ناظر الحوازمة آنذاك "حماد اسوسة" ، ومك النوبة الدلنج "امين الدردمة" ولفيف من العرب والنوبة. سأل المفتش الامير حماد اسوسة اين تسكن الارنب؟ رد بأنها تسكن القوز. فقال "جبرا " العرب ده الارنب، ولازم يسكن القوز.. ممنوع عربي يسكن الجبال.. فاهم؟ . ثم التفت المفتش إلى "الأمين الدردمة" وسأله : اين يسكن الكيكو (حيوان أشبه بالفأر لكنه اكبر قليلا) ؟ قال الكيكو يسكن الجبل. قال: "خلاص النوبة ده الكيكو لازم يسكن الجبل.. فاهم؟"، وانفض المؤتمر. وكان اقصر مؤتمر على وجه الأرض!!.. ثم شرع دينق جبرا في حرق منازل العرب المقامة في اسفل الجبل، ولم تسلم منازل النوبة المقامة في القوز فقد لقيت ذات المصير.


    كدت أن أنسى حيوان الكيكاو (وتنطق الكه كاو) ..

    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=17584:2010...3-19-03-41&Itemid=55

    بريمة
                  

08-16-2010, 01:06 AM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية .. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة! (Re: بريمة محمد)

    قراءة نقدية لقانون المشورة الشعبية وتأثيرها على مستقبل اقليم جبال النوبة .. بقلم: آدم جمال أحمد-أستراليا
    السبت, 02 كانون2/يناير 2010 19:20
    ( 2 – 2 )

    تناولنا فى الحلقة السابقة المشورة الشعبية فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق ودور المجلس التشريعى ومهمة مفوضية البرلمان ، ولكن فى هذه الحلقة سوف نتحدث عن إجراءات ممارسة المشورة الشعبية التى تبدأ فور إنتخاب أعضاء المجلس التشريعى لكل ولاية ويقوم المجلس بإنشاء المفوضية لتعمل على تقويم وتقدير اتفاقية السلام الشامل من خلال التقارير التى تقدم اليه ومنها الى حكومة الولاية مع استصحاب أراء شعب الولاية والفعاليات السياسية والمجتمع المدنى بالولاية المعنية وذلك عبر لقاءات أو مؤتمرات ، ثم ترفع هذه التقارير الى مجلس الولاية للنظر فيها ، فإذا قرر المجلس أن الاتفاقية حققت تطلعات شعب تلك الولاية تعتبر الاتفاقية تسوية نهائية وشاملة للنزاع السياسى فى تلك الولاية ، أما إذا أقر المجلس ان الاتفاقية لم تحقق تطلعات شعب تلك الولاية ، تدخل حكومة تلك الولاية فى التفاوض مع الحكومة بغرض تصحيح أوجه القصور فى إطار الاتفاقية لتلبية تطلعات شعب الولاية المعنية وذلك خلال شهر واحد ، وفى حالة عدم التوصل الى اتفاق تحال المسائل الخلافية الى مجلس الولايات للوساطة والتوفيق ، فى حالة الفشل يلجأ الطرفان الى جهة تحكيم يتفقان عليها ، وفى حالة اعتماد المجلس التشريعى الولائى اتفاقية السلام الشامل بإعتبارها تلبى تطلعات شعب الولاية تعتبر الاتفاقية تسوية نهائية للنزاع السياسى فى الولاية المعنية وتحيل حكومة الولاية الأمر الى رئاسة الجمهورية لإصدار مرسوم جمهورى بهذا الشأن أما إذا لم تلبى تطلعات شعب الولاية المعنية تدخل تلك الولاية فى التفاوض مع الحكومة من أجل تضمين وإقرار تلك التطلعات فى الاتفاقية وذلك بمرسوم جمهورى ، كما نصت عليهما البندين (1 ) و (2) فى المادة 17.

    وسياق المشورة الشعبية عبارة عن آلية ليمارس به حقاً ديمقراطياً لتأكيد وجهة نظر شعبى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق كل على حدة بشأن اتفاقية السلام الشامل بخصوص أى من الولايتين وإرساء السلام وتصحيح أى قصور بخصوص الترتيبات الدستورية والسياسية والادارية والاقتصادية المستعملة بهيكل ونوع ومستوى الحكم اللامركزى والمؤسسات والصلاحيات والعلاقة بين المركز والصلاحيات التنفيذية والتشريعية ونصيب كل من الولايتين فى الثروة والسلطة القومية المضمنة فى اتفاقية السلام الشامل ، لأن اتفاقية نيفاشا بما فيها من ايجابيات وسلبيات قد كانت قاصمة الظهر لقضية جبال النوبة ودون شك في ذلك ، حيث تم فيها تهميش القضية تماماً في تقسيم السلطة والثروة وفي الترتيبات الأمنية ، أى بمعنى أخر أنها عملت على إضعاف الأقليم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً ، حيث وضعت الإتفاقية مستقبل المنطقة السياسي في وضع صعب للغاية ، بعد أن ولدت صراعات سياسية وفكرية بين أبناء المنطقة ، فتجد فيهم من ينادي بأسم المؤتمر الوطني والأخر بأسم الحركة الشعبية وحتى داخل الحركة الشعبية نفسها منقسمون ما بين نوبة الشمال ونوبة الجنوب وهذا هو داء السرطان الذى تفشى وسط الجسم النوبى فى الأونة الأخيرة والذى يحتاج لوقفة صلبة من الجميع لتجاوز هذه العقبة والعمل على تصحيح الأوضاع وتوحيد الرؤى والصف ، لأن المنطقة تفتقر الى من ينادي ويطالب بحـق المواطن المغلوب على أمره ، بل جميعهم قـد تناسوا قضيتهم الأساسية التي ناضلوا وحملوا السلاح من أجلها. وهذا السباق واللهث وراء السلطة والمكاسب السياسية الرخيصة والتخندق وراء القبلية والتشرزم قــد أدي الي تنافر الأقطاب وخلق فراغ سياسي وانعدام فى القيادات السياسية الرشيدة والواعية والمدركة تماماً بقضية المنطقة ، مما تسبب أيضاً في عدم وجـود تنمية بالاقليم في جميع مرافق الحياة ، في مجال التعليم والصحة والخدمات الإجتماعية الضرورية وغيرها.

    فلذلك هناك الكثير من الأسئلة التى تدور في أذهان العديد من المواطنين والتي تحتاج منا جميعاً كأبناء اقليم جنوب كردفان لإجابات صريحة وشجاعة تتمثل فى الآتى:

    أولا:ً ما هي الإستعدات والترتيبات اللازمة التي يجب علي مواطني الإقليم عمله لخوض تلك الإنتخابات الهامة التي قد تكون لها أبعادها في رسم مستقبل السودان عامة واقليم جبال النوبة بصفة خاصة ، في الوقت الذي نجد فيه المواطنون منقسمون ما بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية كما ذكرت ، أما الحديث عن تنظيماتنا النوبية وأحزابنا السياسية العتيقة بتاريخها لم تصحو بعد لتدرك ما يدور فى الساحة النوبية حتى تطرح خططها وبرامجها وتتحمل مسئوليتها التاريخية أمام شعبها ، لكنها إختارت أن تراقب عن كثب دور المغشى عليه من الوهن ؟

    ثانياً : ماذا سيكون مصير مستقبل الإقليم اذا صوت الجنوبيون للإنفصال في عملية الإستفتاء .. وقامت دولة الجنوب ؟.. خاصة إن كل المؤشرات والدلائل في الساحة االسياسية الجارية الآن تشير الى ذلك.

    ثالثاًً : ما هي الإستراتيجية التي من المفترض أن يتبناها أبناء الأقليم لتأمين حقوقهم السياسية والدستورية والادارية والاقتصادية حتى لاتضيع تلك الحقوق كما حدثت في اتفاقية نيفاشا ؟.

    رابعاً: المشورة الشعبية لم ترتقى الى مستوى تطلعاتنا وآمالنا بالاقليم لكنها أصبحت واقعاً والقشة التى نتعلق بها الآن ، فكيف نعمل سوياً لتطوير هذه المشورة الشعبية من خلال وعاء جامع يشمل كل ابناء اقليم جبال النوبة بمختلف ألوان طيفهم السياسي والاجتماعي والثقافى وأعراقهم وقبائلهم عبر خطط ورؤى وبرامج منهجية..!!.

    وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد أن يفكر أبناء الإقليم بصورة جادة وقبل كل شئ في توحيد صفوفهم ورؤيتهم السياسية ، وأن يستفيدوا من الدروس و العبر ومن الأخطاء السابقة ، ولا ينساقوا وراء الأخرين بالعاطفة وباسم الدين كما هو الآن ، وأن تكون لهم إرادة قوية وثقة في النفس لتحقيق الغايات السامية .. لأن اتفاقية نيفاشا للسلام أقرت بتبعية منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق الى الشمال لأنهما تقعان خارج حدود الجنوب وهو ما وافقت عليه الحركة الشعبية عندما قدمت تنازلات فى سبيل تنازل الحكومة بعدم تمسكها بمنطقة أبيى ، فلذلك تضمنت مسألة المشورة الشعبية فقط فى إعتماد اتفاقية نيفاشا لحسم النزاع السياسى بالولايتين أما فى حالة عدم تلبيتها تحاول الحكومة معالجة القصور فيها بمرسوم من رئاسة الجمهورية ، هذا يعنى ضمنياً انهما تحت سيطرة وحكم الشمال ، فلذلك الحديث بأن يختار النوبة ما بين الانضمام الى الجنوب أو الشمال هو استهلاك للحديث ، لأن مرجعية المشورة الشعبية اتفاق نيفاشا للسلام ونص الاتفاقية واضح فى مضامينها فيما يتعلق ببروتوكول الترتبات الأمنية ومنطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق ، فهذا هو السبب الحقيقى فى عدم اعطائهم حق الاستفتاء أو تقرير المصير فقط منحوا المشورة حول حكم لا مركزى لكن فى اطار العلاقة مع المركز ادارياً وسياسياً واقتصادياً ، فلذلك نلاحظ أن الحكومة رفضت فى أن يكون هناك اى قوات للحركة الشعبية فى الولايتين وأن تكون نسبة المؤتمر الوطنى خلال الفترة الانتقالية لحكومة الوحدة الوطنية 52% ليس من فراغ حتى تضمن الأغلبية وتستطيع بذلك أن تأرجح كفة ميزان الغلبة وأن تفرض أبعاد إستراتيجيتها السياسية وما رسمت له مسبقاً.

    أما الحركة الشعبية وقياداتها كجنوبين استطاعوا بجدارة ومرواغة ذكية أن يحققوا أهدافهم برفع الظلم والتهميش والاضطهاد الواقع عليهم من قبل كل الساسة والانظمة الشمولية والديمقراطية التى مرت على السودان ولحقب طويلة قدموا فيها الغالي والنفيس من دماء وأرواح , ولكن علي حساب رفاق دربهم في النضال أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق , والآن الحركة الشعبية شريك أساسي في الحكم وأصبحت تمثل مع المؤتمر الوطني وجهان لعملة واحدة ومن مصلحتهما إضعاف موقف قضية جبال النوبة .. فالسياسة مصالح وليس من حقنا أن نحاسب الحركة علي تاريخها ولكن من واجبنا نقد الحركة الشعبية علي ممارساتها وسلبياتها واخفاقاتها ونكوصها عن العهد الذي قطعته علي نفسها حينما تم تفويضها في مؤتمر كاودا الشهير الذي أثار جدلاً واسعاً فكان مسمار النعش علي القضية النوبية وأكبر خطأ تاريخي واستراتيجي بشهادة واعتراف القيادات التي حضرت المؤتمر نفسه . ولكن يجب أن نقبل بمبدأ الحوار والاستماع الي رأي الطرف الآخر مع إحترام كل نقد بناء وموضوعي من شأنه التغيير والاصلاح وتصحيح المسار .. لأن الحركة لا تخفي عدائها لأبناء جبال النوبة والدليل علي ذلك حينما عارض بشدة المرحوم الدكتور جون قرنق فكرة تبني أبناء النوبة حق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة في توصيات مؤتمر مصوع 1992وعدم تكوين كيان خاص بهم داخل وعاء الحركة الشعبية حتي لا يتم سحب البساط وخطف الأضواء عن قضية الجنوب واضعاف حق تقرير المصير لها في تلك الفترة التي كانت قضية جبال النوبة تعتبر في القمة وحاضرة فى كل المحافل الدولية.

    ولا بد أن ندرك بعمق وبصيرة ثاقبة حقيقة ما يجري في الساحة السياسية النوبية وبالتالي لا تتماشي مع الصورة الواقعية لإرادة التزييف والتغييب , فهنالك إرادة شعب بأكمله تخضع لعملية مسخ ورسم صورة مغايرة له , فلا بد أن نقرأ هذه الأحداث بمنطقية حتي نصل لحقيقة ما يجري في المنطقة من تهميش واهمال متعمد للبنية التحتية والمواطن والمرافق من تنمية وبناء وخدمات علي شتي النواحي المختلفة , حتي لا يأتي من يريد خضاعنا ليقوم بوضع المساحيق وإجراء جراحات تجميلية للوجه الكالح للوضع الراهن في منطقة جبال النوبة والدفاع عن الحركة الشعبية ما هي إلا مجرد مناورات لمرحلة يحقق فيها بعض المكاسب ثم ينقلب علي عقبيه .. فمن الأجدي أن نتسأل لماذا نقبل بأن نجيد الكومبارس لتمثيل هذا الدور في هذه المسرحيات التراجوكوميدية التي تطل برأسها في مثل هذه الآيام وخاصة بعد تحقيق السلام عندما أحس أبناء جبال النوبة بخزلان الحركة الشعبية وعدم إنصافهم في المفاوضات وتحقيق أهدافهم , بدأ الحادبين من أبناء جبال النوبة وخاصةً كثير من أبناء النوبة المنضوين والموالين للحركة .. بنقد مواقف الحركة الشعبية .. فلذلك أشواق وتطلعات أبناء جبال النوبة لا يمكن لها أن تتحول جنوباً يوماً ما وإنما هي أقرب نفسياً واجتماعياً ودينياً وثقافياً من حيث العادات والتقاليد الي الشمال من الجنوب , وحتي حينما إندلعت الحرب نزح الأهالي والسكان الي مدن الشمال وأطراف العاصمة القومية .. حتي الجنوبيين أنفسهم لارتباطات تاريخية وأسرية كثيرة ، لأنهم ىيرون أنفسهم هم مع وحدة البلاد وشعب أصيل ممتد بجذوره وتاريخه وحضارته فى أرض السودان.

    فلذلك يجب أن تحاول الحكومة العمل علي محو الآثار السالبة والسيئة نتيجة لتراكم عوامل التخلف والتهميش المقصود وغير المقصود لكسر الحاجز النفسي والاحساس بالغبن وذلك بوضع خطط وبرامج منهجية وطنية لاحداث تنمية شاملة ومتكاملة فى كافة المرافق الخدمية والتنموية والصحية والتعليمية وتوزيع الخدمات الضرورية للمواطن بصورة عادلة تحفظ له حقوقه في التنمية وتوزيع السلطة من حيث المناصب الوزارية الاتحادية والولائية والسيادية ، وكذلك فى مجال الثروة القومية وعلى الفوقى والتحتى حتى يتحقق للنوبة المشاركة الفاعلة والعادلة في السلطة والثروة والخدمات الأخرى مما يولد الشعور والاحساس بالثقة لدي أبناء النوبة والرضا التام لكل لإهل السودان لتجاوز مرارات الماضى والقبول بمبدأ العيش تحت سقف السودان الدولة الموحدة التى تسع جميع أبنائه بهذا التباين والتنوع.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de