تحتفل شُعوب العالم الحُر فى مثل هذا اليوم من كل عام – فى ((اليوم الثاني من نوفمبر))- بـ( اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين"، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى جلستها الثامنة والستين، عام 2013، وقد حثّ هذا القرار الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير محددة لانهاء الافلات من العقاب. ويجيء الاحتفال هذا العام تحت شعار عزيز على المجتمع الصحفي العالمي والسوداني، وهو ((حماية الميديا، لحماية الديمقراطية))، ولهذا فإننا فى (صحفيون لحقوق الإنسان – جهر ) نري انّ احتفائنا، واحتفالنا بهذا اليوم التاريخي العظيم، يضعنا دوماً أمام مسئوليات جسام، تجاه "حماية الميديا، وحماية الديمقراطية"، والتي لا تتأتّي بدون سلامة وحماية الصحفيين والصحفيات، عبر آليات معروفة، يتوجّب على كل شركاء الهم والمصير، العمل على ايجادها، تحت كل الظروف. شهدنا فى السودان، وبصورةٍ مُتزايدة، ووتيرة مُتسارعة، منذ إنقلاب 25 أكتوبر 2021، تقييداً وقمعاً ومنعاً متزايداً ووحشياً، لحرية التعبير والصحافة، عبر سياسات وممارسات حجب الإنترنت، وقطع خدمة الهاتف، واختراق الخصوصية الرقيمية، والتهديد والوعيد، للصحفيين والصحفيات، مُضافاً، إلى الاعتقال التعسُّفي، والمُطاردة، والاختطاف من الشوارع العامّة، واقتحام واستباحة حرمات المقار الإعلامية، وتحطيم الأدوات الصحفية، من كاميرات، وغيرها، وسرقة المقتنيات الشخصية للصحفيين والصحفيات، والتعذيب الوحشي، للصحفيين والصحفيات، وجميع هذه الانتهاكات منشورة، وموثّقة بصورة احترافية، ولم يتم فيها تحقيق أو مُساءلة، من الأجهزة المُنفذة للقانون، أو القضاء، وعليه، تصبح السلطة الانقلابية هي المسئولة عن هذه الجرائم، وعن التستُّر عليها قانوناً، وتبقي أمامنا مهمّة توحيد جهود المجتمع الصحفي، لمناهضة الإنقلاب، والدفاع عن حرية الصحافة والتعبير، وحماية الصحفيين والصحفيات، من الاعتداءات والجرائم التي تنفذها قوّات السلطة الإنقلابية، والاستمرار فى رفع شعار ((صحافة المقاومة)) الذي رفعته ونفّذته (جهر) منذ اليوم الأوّل لإنقلاب 25 أكتوبر2021. صحفيون لحقوق الإنسان – جهر – تري أنّ الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والصحفيات، والصمت عليه، تسبّب فى أضرار كبيرة للصحفيين والصحفيات، وستكون له آثار وعواقب وخيمة، وبعيدة المدي، فى تغييب الحقيقة عن الجمهور، وفى جعل سياسات وممارسات استكمال الإظلام الإعلامي، واقعاً ماثلاً فى البلاد، فى الخرطم العاصمة، كما فى كل الأقاليم، التي أصبحت بؤراً للإقتتال القبلي، والعُنف المجتمعي، ومركزاً لعُنف الدولة الموجه من القوات الإنقلابية وحلفائها، ضد الصحفيين والصحفيات، والمواطنين والمواطنات، فى دارفور، وغيرها، بسبب عجز السلطة الإنقلابية، عن حفظ الأمن وسلامة المواطنين، رُغم أنّه مسئوليتها الأولي، ولهذا ندعو كل الجهات ذات المصلحة فى حرية الصحافة، وحرية التعبير، وحرية المعلومات، وحريّة الراي والفكر والضمير، للعمل والتنسيق المشترك، وتضافر الجهود، لمواجهة الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والصحفييات، بصورةٍ خاصّة، والإفلات من العقاب، فى كل الجرائم المرتكبة بحق المواطنين الابرياء، بصورةٍ عامة. ساهمنا فى (جهر) فى عام 2021، مع غيرنا، فى المجتمع الصحفي، وحركة حقوق الإنسان السودانية، برصد وتوثيق – أبرز الانتهاكات ضد الصحافة والصحفيين والصحفيات – وقمنا بنشرانتهاكات وجرائم مرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات، خطّطت لها القوي الظلامية، ونفّذتها الأجهزة الشرطية وغيرها، وتابعها، ممّا أصبحوا يسمونها "القوات المشتركة"، ومازال الجناة يتمتعون بالحماية الكاملة من الدولة، دون تحقيق نزيه، ودون تقديم للعدالة، ولا حتّي للمسائلة الإدارية، وهذا يؤكّد أنّ الحماية والحصانات التي يجدها الجُناة، تجعلهم مطمئنين إلى الإفلات من العقاب، والذي يتحقّق، بسبب تورُّط الدولة، والسلطة الانقلابية فى الجرائم الموجهة ضد الصحفيين والصحفيات، ورفضها القيام بواجباتها تجاه مكافحة الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات، وغيرهم من المواطنين والمواطنات. نحن فى (جهر) وفى هذا اليوم الإستثنائي، نؤكّد ونُجدّد التزامنا بمواصلة جهودنا فى حماية وسلامة الصحفيين والصحفيات، وفى التعاون مع كل الجهات ذات المصلحة فى تحقيق هدفنا الرئيسي فى إنهاء الإفلات من العقاب، فى الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والصحفيات، كما نجدّد – ونؤكّد - استعدادنا لمد يد العون والمساعدة والتعاون المشترك، مع (نقابة الصحافيين السودانيين)، وجعل خبراتنا ومعارفنا المتراكمة فى هذا المجال تحت تصرُّف النقابة، والعمل معها، ومع كل شركائنا المحليين والدوليين، فى أكبر تحالف وطني وإقليمي وعالمي، لتحقيق الهدف المنشود، وهو سلامة وحماية الصحفيين والصحفيات، وصولاً لوضع استراتيجيات مشتركة – مع النقابة، وبقيّة شركاء الهم والمصير - لمناهضة الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات فى السودان. وندعو لمواصلة النضال الجسور فى استمرار جهود (صحافة المقاومة) لدحر الإنقلاب، وهو الخطوة الأولي والطريق الوحيد لاستكمال مهام وواجبات وأهداف ثورة ديسمبر 2018، المجيدة المتمثّلة فى الحرية والسلام والعدالة فى جبهة الصحافة والإعلام. انهاء الإفلات من العقاب، دعم لحرية التعبير ارفعوا صوتكم/ن ضد الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والصحفيات نعم، لتاسيس أكبر تحالف ضد الجرائم الموجهة ضد الصحفيين والصحفيات الثورة مُستمرّة.... والنصر أكيد
صحفيون لحقوق الإنسان – جهر – الخرطوم – 2 نوفمبر 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة