الخرطوم: قال خبراء وسياسيون واقتصاديون ان أزمات البلاد صارت خانقة واعتبروا الوقت الحالي بأنه الفرصة الأخيرة وقالوا ان السودان يعاني من أزمة سياسية وإقتصادية عميقة وان الطريق امام الحلول السلمية صار مغلقاً،وشددوا علي ضرورة ان يكون التغيير القادم شاملا ويخاطب الازمة من جذورها وقالوا ان الازمة التي بلغت ذروتها ماعادت تحتمل المزيد من التلكوء والتباطوء وقطعوا بعدم وجود وقت لاعادة انتاج ذات الازمة التي وصلت نهاية الطريق وقالوا ان السودان بداء يتشطي وفقد جزء عزيز منه في إشارة الي انفصال السودان واشتعال الحروب في عدد من ولاياته فضلا عن إنسداد الطريق أمام الحلول السلمية،ورددوا(هذا مهدد خطير) واوضحوا ان السودان يمر بمرحله خطيره من تاريخه الحديث اذ هو مهدد بالتشظي والانهيار بعد ان وصلت أزمته الوطنيه مداها بسبب الحكم الشمولي و تراكم المظالم ،وبات الحل الوحيد هو إنجاز تغير كامل . وأشار رئيس تحرير صحيفة الأيام ورئيس مجلس الادارة الاستاذ محجوب محمد صالح في المؤتمر الذي نظمه مركز فاروق كدودة لدراسات الديمقراطية والتنمية بعنوان(حالة الوطن الاول )يومي السبت والاحد الماضيان بمركز مامون بحيري بالخرطوم أشار في ورقته التي جاءت بعنوان(لا بديل لاعادة تاسيس الدوله السودانية على اسس جديده) الي الدور الرائد الذي لعبه الراحل المقيم البروفسير فاروق كدودة في التوعية بالقضايا الاقتصادية وربطها بالاهداف السياسيه وراء السياسات الاقتصادية و خلفيات وابعاد تداعيات تلك السياسات وكان كل جهده في هذه الناحية ملتزم جانب الشعب مدافع عن حقوق عامة الناس مؤطراً لموقف راسخ في الالتزام ودعم جهود التوعية والاستناره. وتابع(كدودة أعطي وما أستبقي شيئا) وقال رئيس تحرير الايام ان الوحدة الوطنية لا تأتي بالاماني وانما بالاعتراف بالتنوع واحترامه وتعزيزه ،وتلبية مطالبه والمشاركة الحقيقة في السلطة والثروة،وأعتبر انفصال جنوب السودان بأنه رسالة لفشل بلادنا في ادارة التنوع وقال ان السودان يعيش في ظل ازمة اقتصادية عمقية وبعيدة الجذور وتسأل قائلا:ماهو المخرج ودعا لتجميع االطاقات والجهود التي وصفها بالمشتتة لجهة وضع خارطة طريق للخروج من الحلقة المفرغة وتابع(ليس هناك فرصة) وزاد(ربما هذه الفرصة الاخيرة )ولفت الي ان الهامش لم يعد هامشاً جغرافيا وقال ان الخرطوم بها اكثر من ثمانية مليون شخص بينما كان يعيش فيها أبان الاستقلال نحو (240) الف شخص موزعين الي (120) الف في امدرمان و(80) في الخرطوم و(40) الف في بحري مشيرا الي ان عدد سكان السودان في احصاء سكاني كان نحو (10) مليون شخص مؤكدا استقرار الريف في السابق ومساهمته في الانتاج الزراعي والاقتصادي والحيواني وأردف (اليوم الريف اصبح طارداً ومهمشا ولم يعد منتجاً انتاجاً كافياً) وقال ان بلادنا مازالت تعاني من هذه الازمة التي ارتبطت بأزمات اخري ، وشدد ازمة بلادنا صارت أكثر حدة من اي وقت مضي وكذلك الحلول . وأوضح صالح ان السودان طوال عمر استقلاله لم يتنسم عبير الديمقراطية والحرية سوي سنين قليلة بينما حوصرت القوي السياسية وحرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التفكير طوال أكثر من (48) سنة اي مايعادل(80%) وثمن صالح في ورقته الجهد الذي بذله اصدقائه في تخلد زكراه حول مركز لدراسات التنمية والديمقراطيه وقال مثل هذا النشاط العلمي هو الوسيلة الافضل لتخليد زكراه واستمرار الجهود التي وقف حياته لها ويأتي هذا المؤتمر الاول للمركز والسودان يمر بمرحله خطيره من تاريخه الحديث اذ هو مهدد بالتشظي والانهيار بعد ان وصلت أزمته الوطنيه مداها بسبب الحكم الشمولي و تراكم المظالم ،وبات الحل الوحيد هو إنجاز تغير كامل .وشدد صالح علي ضرورة ان يكون التغيير المطلوب هذه المرة شاملاً ويخاطب جذور الأزمه وان يكون تغييرا مدروساً ،وعدم تكرار أخطاء المحاولات السابقه للتغيير سوي في بلادنا اوفي بلاد الربيع العربي من حولنا وأوضح لقد حاولنا التغيير من قبل مرتين في اكتوبر 1964 وفي أبريل 1985 وفي كلا الحالين أسقطنا أنظمه شموليه لكننا لم ننجح في بناء نظام حكم ديمقراطي بديل فأعدنا إنتاج الأزمه وعدنا الي المربع الاول وسقطنا في براثن ديكتاتوريه اكثر شراسه،وقال محجوب ان التغيير القادم يجب ان لا يكون شكلياً بل من الضروري ان ينفذ الي جذور الازمه ويجب ان يكون شاملاً بحيث يعيد تأسيس الدوله على أسس جديده لتستجيب لكل تحديات الحاضر وتنتج نظام حكم راشد وعداله اجتماعية راسخة اوقتسام منصف للسلطه والثروه وفي هذا الاطار تصبح الدراسات التي يقدمها هذا المركز ذات اثر هام ومساهمة محوريه. يذكر ان المؤتمر شهد تقديم العديد من الاوراق منها:ازمة الاقتصاد واقتصاد الازمة قدمها الدكتور صدقي كبلو وورقة الي اين تتجه التنمية التي قدمها الخبير شريف الدشوني بجانب ورقة اصلاح النظام المصرفي التي قدمها الدكتور صلاح عبد الكريم، ودم الدكتور احمد حامد ورقة بعنوان:نقد سياسات التحرير الاقتصادي وجاءت ورقة الدكتور بابكر احمد الحسن بعنوان الموارد الطبيعية ومعوقات التنمية الريفية كما قدم الاستاذ محمد الهادي عوض سليمان اطروحة البروفيسور فرح حسن ادم (الزراعة بين البقاء والفناء) وشهد اليوم الثاني من المؤتمر تقديم العديد من الاوراق منها: قضايا العمال والاجور التي قدمتها الدكتورة بثينة الخرساني ،وورقة المبادي فوق الدستورية واستدامة الديمقراطية التي قدمها الخبير القانوني نبيل اديب بالاضافة الي ورقة العقبات التي تعوق تطور التعليم العالي في السودان التي قدمها البروفيسور محمد الامين احمد التوم، كما قدمت ورقة التشكيل والتنمية التي قدمها البروفيسور موسي الخليفة بينما جاءت الورقة الاخيرة باللغة الانجليزية للدكتورة غادة كدودة والتي كانت بعنوان السودان استكشاف العقود و مجتمع المعرفة السودانية. الجدير بالذكر ان مركز الراحل المقيم فاروق كدودة تم تاسيسه في العام 2009م تخليدا لذكري كدودة الباحث والاقتصادي والاكاديمي والسياسي وتم تسجيل المركز كجمعية ثقافية غير ربحية تعني بدراسات الديمقراطية وتناولت الاوراق التي قدمت في المؤتمر والتي ينتظر ان تستعرضها الايام بشكل مفصل في اعدادها القادمة تناولت المحور الاقتصادي من خلال رصد اهم الاحداث الاقتصادية التي شهدتها البلاد ومناقشة اثرها علي حياة الشعب السوداني واقتراح بدائل وبرنامج عمل اقتصادي يهدف للاسهام في ايقاف التدهور الاقتصادي للبلاد ولم يغفل المؤتمر الجانب السياسي والقانوني حيث تم رصد الاحداث السياسية والقانونية التي شهدها السودان خلال الفترة الماضية وتحليلها للخروج بخارطة طريق تخرج البلاد من ازماتها السياسية والاقتصادية الراهنة كما استعرض المؤتمر القضايا الاجتماعية والثقافية والتعليمية لاسيما رصد وتقييم أثر سياسات التعليم العالي واقتراح البدائل العلمية والعملية لمعالجة تلك المشكلات واصلاح التعليم في السودان (يتبع)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة