وقائع اخطر منتدي شبابي لحزب الامة حول ماضي ومستقبل الحزب شاركت فيه قيادات معارضة وسياسية بارزة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2007, 02:33 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وقائع اخطر منتدي شبابي لحزب الامة حول ماضي ومستقبل الحزب شاركت فيه قيادات معارضة وسياسية بارزة

    الصادق المهدي قدم ثلاث أوراق هامة حول تطور الحزب وسماته وشبهات تدور حوله
    النص الكامل للورقة الاولي للصادق المهدي حول مراحل تطور حزب الامة



    المحور الأول
    مراحل تطور حزب الأمة
    حزب الأمة القومي - بطاقة
    مقدمة :
    الأحزاب السياسية هي قنوات المشاركة الشعبية ، ومنابر تحديد الخيارات امام الشعب وادوات التنافس الديمقراطي والجهات المساءلة عن الأداء السياسي وحواضن تفريخ الكوادر القيادية لذلك لا مشاركة شعبية بدون احزاب سياسية ولا ديمقراطية بدون مشاركة ، كل نزعة لإلغاء الاحزاب السياسية هي نزعة لتكريس القرار السياسي في حزب واحد أو في شخص واحد . انها نزعة لإلغاء الآخر.
    الأحزاب يمكن ان تكون قوية أو ضعيفة ، صالحة أو فاسدة ، ولكنها ضرورة سياسية وبقدر نجاحها في استقطاب قواعد شعبية فانها تنال الشرعية السياسية.
    الاحزاب السياسية من مؤسسات التحديث التي تجمع صفها على اساس فكري ومصلحي وهي في ظروف بلادنا تخاطب مجتمعا الولاءات فيه تقوم على نطاق واسع على اساس ديني وعشائري ، الاحزاب السياسية في بلادنا ككل أنشطة التحديث تواجه تجاذبا جدليا بين العوامل التقليدية والتحديثية وتقيم تحالفاً بين عناصرها .
    واستطاعت في السودان ان تحقق استقلالا وطنيا كامل السيادة وان تقيم نظم حكم كامل الديمقراطية ولكنها اخفقت في اكتساب شرعية كاملة في اوساط القوى الإجتماعية الحديثة واخفقت في انهاء الحرب الأهلية المنطلقة من عوامل دفينة ومستجدة واخفقت في تحقيق توازن مرض للتطلعات الجهوية ، و اخفاقات كان يمكن تصحيحها عبر العملية الديمقراطية نفسها ومع ان هذه العملية بطبيعتها بطيئة فان الانقلابات العسكرية اجهضتها هذه الاخفاقات وافسحت المجال لفكرويات الاقلية الثورية لتختصر الطريق للسلطة عبر الانقلابات العسكرية التي حاولت بجهد منظم اقتلاع جذورالحزبية المغايرة ولكن النظم العسكرية الشمولية واجهت مقاومة مدينة من الاحزاب وكثير من قوي التجمع المدني ومقاومة مسلحة من الحرب الأهلية المو وحرب الاحزاب السياسية اكثر من مؤسسات التحديث الاخري كالنقابات ، ومنظمات المجتمع المدني الطوعية ، تواجه بالاضافة للصعوبات الموضوعية والاخفاقات الذاتية ، اغتيالا معنويا للاسباب الآتية :
    أ/ هنالك مشادة بين المثقف والنخبوي انعكس تاريخيا في مشادة بين العلما وزعماء الطرق الصوفية.
    ب/ في العصر الحديث اتسمت قطاعات من المثقفين بالتأفف صفويا من العمل الجماهيري والغيرة من الذين حققوا نجاحا في الخطاب الجماهيري.
    ج/ العناصر الحديثة التي اقتحمت مجال العمل السياسي في كثير من الأحيان اتخذت نهجا عقائديا معاديا في الأصل للمفاهيم والنظم اللبرالية فعادوا الأحزاب السياسية ذات الملامح اللبرالية والولاءات التقليدية.
    فالأحزاب العقائدية المنطلقة من أسس إسلامية عادت التعددية السياسية كنقيض للتوحيد واستخدمت ورود لفظ الأحزاب قرآنيا بشكل سلبي اما المنطقة من اسس علمانية فقد رفدت من الثقافة العالمية وتركيزها علي سخف السياسة وعلي مساويء العاملين فيها وتصويرها كلعبة قذرة .. العقائدية سواء يمينية أو يسارية اتخذت مواقف وصاية علي الشعب عبرت عنه بالحزب الواحد وادوات الشمولية المختلفة.
    د/ النظم الشمولية من اليمين واليسار قامت بعمل منهجي لتدمير الأحزاب الاخري وفي ظروف السودان الموضوعية فتحت بذلك المجال لانتماءات سياسية جهوية وعرقية عادت بالمجتمع الي حالة ما قبل الاحزاب السياسية وهؤلاء انضموا لتيار العداء للاحزاب السياسية بحكم مصلحتهم في طبيعة الإنتماء الجهوي والاثني.
    هـ/ كثير من المثقفين ربائب الشمولية وحتي بعد هزيمة الفكر الشمولي صاروا يعبرون عن شمولية خفية معادية للأحزاب السياسية.
    و/ القوي الخارجية في عهد الحرب الباردة كانت مهمته بولاء النظم الحاكمة لمعسكرها مهما كانت استبدادية ، ذلك دعمت مفاهيم الاستبداد وبعد الحرب الباردة وفي عهد القطبية الأحادية فإن التيار الذي غلب علي السياسة الأمريكية تيار المحافظين الجدد اتخذ موقف تأييد لفظي للديمقراطية وتعامل عملي مع القوي غير الديمقراطية سواء كانت انقلابية او مسلحة او مغلقة تقليدياً.
    لهذه الاسباب مجتمعة تواجه الأحزاب السياسية إغتيالا معنويا من بين ادواته ضمنها في سلة واحدة وتضخيم مثالبها ، وعدم رؤية حقائق تدل علي الحيوية والفاعلية ويضاف الي الإغتيال المعنوي الاغتيال المادي (الافقار والمصادرات)
    لذلك صار واجبا علينا تصحيح هذا الظلم باستعراض حقائق حزب الأمة بيانا للحقيقة ولكن كذلك منازلة للاطروحة الشمولية التي اذ تنفي اية إيجابية وحيوية في المجتمع السياسي والمدني السوداني تدعم حتمية اللجوء للشمولية التي أثبتت بالتجربة العملية انه مهما كانت إخفاقات النظم الديمقراطية فإن اخفاقاتها هي الأكبر والأخطر علي الوطن.
    ونحن علي اعتاب تحول ديمقراطي في البلاد تفرضه حتميات داخلية وخارجية علينا ان نقر اولا نتطلع لديمقراطية مجدية توفر حقوق الانسان العالميه وتحقق توازنا في خطابها للولاءات التقليديه وللقوي الحديثة وللتظلمات الجهوية والعمرية والنوعية وتوازنا بين جذور التأصيل وتطلعات التحديث وتستطيع ان تحقق حفظ الامن والنظم والتداول السلمي للسلطة والتنمية البشرية التي توفرالضروريات المعيشية والخدمية في إطار العدالة الاجتماعية والثقافيه والجهوية ونقر ثانيا بالخريطة السياسية السودانية الحالية وهي مكونة من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والاحزاب المسلحة واحزاب الجمعية التأسيسية المنتخبة عام 1986م والاحزاب التي افرزها النضال المدني في فترة الانقاذ.
    المؤتمر الوطني عليه التحول من حزب شمولي التكوين والتمكين الي حزب ديمقراطي قومي الحركة الشعبيه عليها التحول من واجهة لجيش تحرير السودان لحزب سياسي ديمقراطي ، كذلك الحال بالنسبة للاحزاب المسلحة الاخري واحزاب الجمعية التأسيسية عليها التطور الفكري والتطور المؤسسي الديمقراطي.
    { بطاقة حزب الأمة
    في هذا الصدد من الظلم ان توضع الاحزاب في سلة واحدة فيما يلي بطاقة حزب الأمة وبيان مكوناته وماحقق وما هو مستعد لتحقيقه في مجال التطور الديمقراطي والمؤسسي بيان ينطلق من رصد مراحل الحزب المختلفة ومنجزاته فيها والشبهات التي اثيرت وتثار حوله والسمات التي تميز دوره في الساحة السياسية السودانية وموقفه الحالي من القضايا الوطنية الملحة واوجه القصور التي يسعي تلافيها:
    { تكون حزب الأمة عام 1945م من القوي الاجتماعية التالية :
    1/ الثورة المهدية وقد كان هدفها أمميا فرخت بطريقة غير مباشرة الهوية الوطنيه الحديثة للسودان لذلك في الصراعات حول المصير السوداني كان الكيان الذي خلفته الاكثر انتصارا لإستقلال السودان امام الخيارات التي كانت متاحة في ظل الحكم الثنائي هكذا قامت رابطة تاريخية بين حزب الأمة كمنبر سياسي استقطب السودانيين للدعوة الاستقلالية والانصار لذلك سيكون اغلبية الانصار اقرب للإنتماء لحزب الأمة ولكن بعض الانصار لتطورات لاحقه سوف يتجهون لاحزاب اخري سواء احتفظوا بهويته الانصارية او نقضوها اغلبية الانصار سوف تؤيد حزب الأمة حتي ان لم تكن اغلبية مؤيدي حزب الأمة من الانصار.
    2/ هنالك قبائل معينه لها صلات تاريخية بحزب الامة اغلبها قبائل انصارية ولكن هنالك قبائل غير انصارية تؤيد حزب الأمة ويستقطبها الحزب .
    3/ وهنالك كيانات دينية وطرق صوفية غير انصارية تؤيد حزب الامة بالاضافة لتلك المجموعات فإن ظروف حزب الأمة تفرض عليه حتما مخاطبه الثنائيات الآتية :
    أ/ حزب الامة يشكل هو وكيان الانصار اكبر حلقة وصل بين سودان وادي النيل والسودان الغربي.
    ب/ وهنالك قبائل عربية تنتمي لكيان الانصار وحزب الامة تعيش في منطقة التجاور بين القبائل العربية والقبائل النيلية (شلك ، نوير ، دينكا) علي طول الخط من ود دكونة شرقا الي ام دافوق غربا هذه الحقيقة تجعل كيان الانصار وحزب الامة حلقة وصل بشري قوي بين شمال السودان وجنوب.
    ج/ ان حزب الامة وكيان الانصار متجذرا في لب السودان التقليدي وذلك منذ عهد الامام عبد الرحمن الذي صار رائد السودان الحديث في كل مجال للريادة : في التعليم في التنمية وفي الصحافة وفي الفن والثقافة في رعاية الخريجين في التطور الاداري وهلم جرا ومنذ الطفرة التجديدية الحديثه في حزب الامه صار الحزب متجذرا في القوي الحديثة المهنيين والفنيين والعمال والطلبة ، وفي النهضة النسوية هذا يجعل للحزب دورا هاماً: حلقة وصل بين سودان الامس وسودان الغد.
    ان تجذر حزب الامة في هذه المجموعات الوطنية يشكل أسس منطلقاته التي ينطلق منها ليخاطب القوي الاجتماعية الاخري في سبيل رسالته القومية ومع ان الحزب اتخذ دستورا ديمقراطيا الا ان وضع قيادة الانصار فيه كان قويا وابويا وفي اول معركة إنتخابية عام 1954م نال حزب الأمة 23 مقعدا اي نصف المقاعد الي نالها منافسه السياسي الحزب الوطني الإتحادي والدليل علي ان حزب الأمة تطور فيما بعد هو انه في الانتخابات العامة الأخيرة التي اجريت في عام 1986م نال تقريبا ضعف مقاعد الحزب الإتحادي الديمقراطي المنافس اي 101 لحزب الأمة و 64 للاتحادي الديمقراطي هذا التطور كنا نتيجة لتطور في الفكر والتنظيم وتوسيع المشاركة حتي انه عندما عيب علي الحكومة الماضية قلة المشاركة الجهوية في (الكتاب الأسود) استثنيت الديمقراطية الثالثة .
    { مراحل تطور حزب الأمة
    فيما يلي اهم مراحل تطور حزب الأمة منذ تأسيسه :
    المرحلة الاولي (45 - 1958م) كان شعار تأسيس حزب الامة هو (السودان للسودانيين) وعلي اساسه كان برنامج الحزب وفي المرحلة الاولي لتكوين الحزب حتي الاستقلال كان الحزب اشبه بحركة منه بحزب فاندمج في الجبهة الاستقلالية وقاد هذا التيار العريض حتي تحقيق الاستقلال وفي هذه المرحله استقر نظام الحزب علي ثنائية بين كيان الانصار القائم علي ولاء ديني وقبلي للامام والذي يمنح الحزب الكيان السياسي الذي يقوم علي المفردات والمفاهيم الحديثه الدعم الشعبي والمادي ويرعاه في هذه المرحلة كانت الصلاحيات السياسية الحاسمة امامية وكانت صلاحيات الحزب شكلية ومع ان الحزب كان يحاول ممارسة صلاحيات حقيقية فان حقائق الواقع كانت لا تسمح بذلك فالامام هو مركز القرار الحاسم في اختيار مرشحي الحزب من النواب وفي حشد التأييد الشعبي لهم وهو الذي يحسم تعيينات الحزب للمراكز القيادية في الدولة ولكن حتي في هذه الفترة شهد الحزب اولي خطوات التطور نحو المؤسسية والانعتاق عن الأبوية الأمامية حيث جاء البيان من الإمام عبد الرحمن المهدي عام 1950م بتنازله عن حق النقض في قرارات الحزب كخطوة هامة.
    المرحلة الثانية (58 - 1964م) بدأت بوقوع انقلاب نوفمبر 1958م فقاد حزب الأمة برئاسة الامام الصديق المعارضة للنظام الانقلابي الجديد لاسيما بعد ان اصبح رئيس الحزب منذ انتقال الإمام عبد الرحمن في مارس 1959م اماما للأنصار ادي تصدي حزب الامة لمعارضة الدكتاتورية الي اهتمام بالقوي الحديثة والتحالف معها الي اساليب تعبوية ساهمت في بث روح جديدة في الحزب.
    رحل الامام الصديق في عام 1961م ولمواصلة المعارضة بنفس القوة التي قاد بها الجبهة الوطنية المتحدة وتطويرا للشكل التنظيمي اتخذت عدة تدابير نذكر منها :
    1/ في سبتمبر 1962م تم تكوين مجلس من كبار الانصار (سبعة عشر عضوا دائماً) يرأسه الإمام الهادي لحسم القضايا الهامة برأي الاغلبية إن اختلفت الاراء هذا المجلس لم تستمر اعماله طويلا.
    2/ مقاطعة انتخابات المجالس المحلية التي دعا لها الحكم العسكري ولتحقيق ذلك تمت الدعوة الي مؤتمر عام للوكلاء بالجزيرة ابا نظم المقاطعة بعد ان اقر مبدأها ثم بحدث مشروع برنامج سياسي يتفق عليه الناس اذا ازالوا الحكم القائم وقد وقع الصف الاول للانصار علي البرنامج في الخرطوم في 26/9/1964م كوثيقة تاريخية وكأداة تعبئة تجمع المعارضين للنظام حول اتجاهات محددة.
    وعندما اندلعت ثورة اكتوبر 1964م كان لعناصر جديدة في الحزب دورا هاما فيها كانت ثورة اكتوبر 1964م مفصل انتقال القيادة في الشأن العام من الجيل المؤسس للدولة الوطنية المستقلة لجيل جديد.
    ولدي إعادة تكوين حزب الامة بعد ثورة اكتوبر ظهر اختلاف حاد بين الحرس القديم والقوي الجديدة داخل حزب الامه كان الحرس القديم يري ان يعاد تكوين الحزب كما كان عليه في 1958م ولكن القوي الجديدة رأت غير ذلك وفي النهاية اتفق ان يدعي لهيئة تأسيسية تمثل قواعد الحزب للنظر في الأمر الهيئة التأسيسية هذه اجتمعت في نوفمبر 1964م وقررت ان تخرج عن التقاليد القديمة وان تنتخب رئيس الحزب وامينه العام ومكتبه السياسي وقد كان هذه القرارات صحبها تكوين سكرتارية حديثه لقيادة العمل السياسي مكونة من شباب خريجين واتخاذ برنامج سياسي جديد بعنوان (نحو افاق جديدة) هذه الاجراءات خلقت واقعا جديدا متعايشا بصورة ما مع الحرس القديم كان تعايشا قلقا اشبه بموقف الإصلاحيين بقيادة السيد محمد خاتم والحرس القديم في إيران المعاصرة.
    المرحلة الثالثة 64 - 1966م واصل هذا التعايش القلق استمراره وفي ظله خاض الحزب الانتخابات العامة الاولي بعد ثورة اكتوبر في عام 1965م ونجح الحزب في احتلال الرقم الانتخابي الاول وولدت الانتخابات العامة هيئة برلمانية مشبعة بروح التجديد السياسي لذلك انتزعت لنفسها شخصية سياسية وانتظمت اجتماعاتها وإهتمت بمساءلة الوزراء كما اهتم النواب بصورة ملحة بمطالب دوائرهم وبعد عام من الإنتخابات العامة تصدي النواب لمساءلة رئيس الوزراء الحاكم باسم الحزب السيد محمد أحمد المحجوب لذلك كونت الهيئة البرلمانية لجنة عليا برئاسة السيد امين التوم من السادة ميرغني حسين زاكي الدين وابراهيم هباني وأمبدي حامد وعبد الرحمن احمد عديل وعبد العزيز حسن يناير 1966م للتحري عن شكاوي النواب عبر هذه اللجنة عبرت أغلبية النواب عن عدم ثقتها في الحكومة وادانت اداءها.
    كان رئيس الوزراء شخصا ليبراليا قياديا ومثقفا قياديا وبالمنطق الليبرالي من المتوقع ان يضع مصيره تحت امر الهيئة البرلمانية ولكنه اتخذ موقفا اخر واعلن انه مسئول للأمام وليس للهيئة البرلمانية لكن اغلبية الهيئة البرلمانية رأت انه مسؤول امامها لانها هي التي تنتخب في البرلمان ولأن مواقف النواب في دوائرهم تتأثر بما تفعل الحكومة.
    حول هذا النزاع تلاحقت التداعيات التي ادت لانقسام حزب الامه علي الجناحين للفترة 1966 - 1969م انقسم حزب الامه برلمانيا الي ثلث وثلثين واصل الثلثان موقفهما بتكوين حزب اصدر برنامجا جديدا بعنوان اصلاح وتجديد والمدهش انه في انتخابات 1968م التي جرت والحزب منقسم علي نفسه كانت جملة اصوات الجناحين تمثل الرقم العددي الاكبر كما ان السند الشعبي العددي الذي ايد اغلبيته الهيئة البرلمانية كان 55% بالمقارنة مع سند الجناح الاخر 45% اي ان الانقسام الشعبي كان مشابها للانقسام البرلماني استمر انقسام الحزب حتي قبيل انقلاب مايو 1969م حيث تم توحيد الحزب في ابريل 1969م علي اسس أهمها :
    { حزب الامه عصري ديمقراطي مفتوح لكل السودانيين ويكون ملءالمناصب القيادية فيه بالانتخابات ويخضع الاشخاص الذي تم انتخابهم لتولي المسؤولية للمحاسبة من اجهزة الحزب وتتخذ القرارات في كل المسائل التي تخص سياسة الحزب والبلاد برأي الأغلبية .
    { قيام مجلس أعلي يتولي وضع سياسة الحزب العليا والاشراف علي ادارة شئونه ومحاسبة الاجهزة التنفيذية حتي يتم وضع دستور الحزب الموحد وتنتخب بموجبه جميع اجهزة الحزب.
    وقد ساعد توحيد الحزب علي التصدي لانقلاب مايو والنظام الراديكالي اليساري الذي أقامه كان نظام مايو 1969م في مرحلته الاولي تحالفا راديكاليا شيوعيا ناصريا لذلك وضع حزب الأمة في مقدمة اعدائه فخاض الحزب مواجهة عنيفة ضد ذلك النظام.
    النظام الذي اقامه انقلاب مايو 1969م تبني شعارات الحزب الشيوعي واشرك معه في السلطة كوادر الحزب الشيوعي القيادية وصنف القوي السياسية الاخري اعداء الشعب وفي مرحلة لاحقه عقد ميثاق طرابلس الذي بموجبه تحالفت النظم الثلاثة في مصر والسودان وليبيا علي سياسات مشتركة وعلي دعم لبعضهم بعضا.
    قيادات حزب الامة رفضت الانقلاب واستعدت لمقاومته بقيادة الإمام الهادي الذي جعل من الجزيرة ابا مكان اقامته منصه انطلاق المقاومة للنظام الانقلابي.
    النظام الانقلابي دخل في مواجهة مع القوي السياسية المتمركزة في الجزيرة ابا واستعان بحليفيه في مصر وليبيا واستخدم تفوقه العسكري في الهجوم بالطيران والاسلحة الثقيلة ضد المعارضة في الجزيرة ابا التي لم تكن تملك الا عددا محدودا من الاسلحة الخفيفة.
    ارتكب نظام مايو جرائم حرب في حق المقاومة اولا بقصف مواقع مدنية بالطائرات والاسلحة الثقيلة وقتل اعداد كبيرة من الناس وثانيا بقتل الامام المهدي والسيدين محمد أحمد مصطفي وسيف الدين الناقي وهم اسري في يده.
    موقف الامام الهادي ومن معه بالاقدام والتمسك بالموقف المبدئي اشعل روح الحماسة لمعارضة النظام في السودان عامة وفي الانصار خاصة مما دفع باعداد كبيرة منهم للهجرة البطولية الي اثيوبيا والتي انطلقت منها المقاومة المسلحة في مرحلة لاحقة ان الحزب سوف يصدر تاريخا مفصلا لاحداث الجزيرة ابا وود نوباوي في مارس 1970م وكذلك يصدر تاريخا وافيا للهجرة ومراحلها المختلفة التي غذت المقاومة للنظام المايوي التي انطلقت في يونيو 1976م.
    بعد الاحداث المذكورة آنفا اختلف النظام مع الشيوعيين وبلغت قمة المواجهة بينهم في يوليو 1971م انقلاب هاشم العطا بعد ذلك تحول النظام يمينا واستفاد من تحضيرات الديمقراطية الثانية ومن العطف الغربي فعقد اتفاقية اديس ابابا للسلام في 1972م وكتب ما سماه بالدستور الدائم في 1973م تلا ذلك بعض الانفراج ادي لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين اعتقلهم النظام في اوائل ايامه.
    استفاد حزب الأمة وغيره من المعارضين من هذا الانفراج النسبي فقام مع اخرين بتنظيم انتفاضة شعبان سبتمبر 1973م اعقب ذلك تضييق شديد علي الحزب وكوادره واعتقل رئيسه من جديد في ديسمبر 1973م في هذه الأثناء ومنذ قيام الانقلاب كانت قيادات الحزب بالمنفي قد كونت 0مع قيادات الحزب الوطني الاتحادي وجبهة الميثاق الاسلامي) الجبهة الوطنيه لمعارضة النظام من الخارج اطلق سراح رئيس حزب الامه في ابريل 1974م فغادر البلاد والتحق بالجبهة الوطنية وقام الحزب برسم خطة التحول من العمل السياسي للمواجهة العسكرية في عام 1974م وفي يوليو 1976م اعدت الجبهة الوطنية انتفاضة مسلحه كادت تطيح بالنظام فواجهها بقمع وحشي ولكنه ادرك خطورة المعارضة فاقترح مصالحه وطنية واظهر جدية في الاصغاء لمطالب التحول الديمقراطي حينها قبل الحزب وضع السلاح ونقل العمل للداخل في 1977م ولكنه اكتشف ان نميري لم تكن له رغبه حقيقة في التنازل عن سلطاته بل اراد من المصالحة ان يأمن من المعارضة القوية له فسرعان ما انهارت المصالحة ولكن الحزب استفاد منها في شيئين :
    الاول عودة عدد كبير من قيادة المعارضة من المنفي للسودان بسلام والثاني منح هامش كبير من الحرية السياسية سمح بعقد انتخابات نقابية في جحوم الحرية النسبية لاسيما وسط المهنيين الهيئة القضائية التي تكونت في هذا الجو هي التي نازلت النظام فاندفع يحاول كبحها عبر قوانين سبتمبر سيئة الصيت تصدي حزب الامة ببساطة لتلك القوانين كاشفا تشويهها للدين فانقض النظام علي قيادات الحزب متهما لها برفض الشريعة .هكذا وفي عهد مايو اختار حزب الامة مواجهة النظام ونالت كوادر الحزب شرف البطش بها بتهمة التمسك بالدين في اول عهد النظام ثم البطش بتهمة التخلي عن الدين في آخره .هذه المحنة اكسبت الحزب رصيدا نضاليا كبيرا ، فقد جرب خلالها كل وسائل المقاومة المسلحة والمدنية والانطلاق من مواقع خارجية لاول مرة في تاريخه واستطاعت قيادة الحزب ان تكتسب مواقع فعالة في القطاع الحديث فساهمت في التخطيط لانتفاضة ابريل 1985 وكتبت ميثاقها . كما ان فصيل حزب الامة الطلابي كان رأس الرمح في تحركات طلاب جامعة امدرمان الاسلامية التي كتبت الفصل الاول للانتفاضة ، هذه الحيوية السياسية هي التي مكنت حزب الامة من عقد مؤتمر عام ديمقراطي جدد الحزب بموجبه برنامجه باسم نهج الصحوة . وانتخب قياداته ووضع قواعد انتخابية جديدة لمرشخي الحزب للنيابة بحيث يؤسس ترشيحهم علي قرار لجان الدائرة دون تدخل مركزي .
    تمخضت عن مؤتمر 1986 العام اجهزة ومؤسسات منتخبة هي :
    - هيئة مركزية
    -مكتب سياسي مثل فيه قطاع الشباب والطلاب تقديرا لدورهم في اشعال الانتفاضة .كما نالت فيه المرأة تمثيلا كبيرا.
    - امانة عامة خماسية
    - رئيس الحزب
    لاحقا كونت لجنة لمراجعة الاداء وتقييمه رأت ان الامانة الخماسية بها علات حددتها وعالجتها بابدال الامانة الخماسية بامين عام وتعيين نائب لرئيس الحزب .
    تحديث كيان الانصار:
    ان لحزب الامة علاقة عضوية بكيان الانصار ، فاذا تم تحديث الحزب وترك كيان الانصار لحالته التقليدية فان هذا سوف يهزم قضية التحديث .
    ولكيلا يتم تحديث الحزب ويتخلف كيان الانصار تبنت قيادة الحزب والكيان نهجا اصلاحيا لكيان الانصار ذا ثلاث شعب .
    {الشعبة الاولي : قراءة جديدة للفكر المهدوي
    {الشعبة الثانية : اجتهاد اسلامي تجديدي
    {الشعبة الثالثة: اقامة هيكل جديد لكيان الانصار هيكل يحدث الكيان ويجعل له شخصية اعتبارية ويقيم مسئولياته علي اساس انتخابي ، ويواكب التحديث المستمر في حزب الامة لقد كان عمل الانصار في عهد الامام عبد الرحمن وخليفتيه يتبع للامام شخصيا ويخضع لمكتبه الخصوصي ويشرف عليه مكتب الانصار ، وحينما استشهد الامام الهادي في 1970 اصبح السيد الصادق مسئولا غن كيان الانصار حسب سلطات الانقلاب قد اعتقلت السيد الصادق المهدي في 5/6 /1969 واطلقت سراحه في 25/5/1973 وحينما خرج كانت كل مؤسسات الانصار ومساجدهم تحت احتلال الحكومة . وبعد المصالحة رفع النظام يده عن مؤسسات الانصار وسمح بحرية العمل الديني والاجتماعي للانصار .وفي اواخر عا 1977م اجري السيد الصادق تشاورا واسعا بين الانصار ومساجدهم تحت احتلال الحكومة ، وبعد المصالحة رفع النظام يده عن مؤسسات الانصار وسمح بحرية العمل الديني والاجتماعي للانصار، وفي اواخر عام 1977 اجري السيد الصادق تشاورا واسعا بين الانصار وتم الانتقال من فكرة المكتب الخصوصي التابع للامام الي فكرة مؤسسة ذات شخصية اعتبارية هي هيئة شئون الانصار . والتي اكتمل دليلها التأسيسي في عام 1979 وتم اعداد لوائح تنظيمية لها ، وبعد انتكاسة المصالحة تعرضت الهيئة للمضايقة وعرقلت السلطات انشطتها واخيرا اوقفتها واحتلت مركزها العام - وبيت المهدي - ومنعت نشاطها .
    وبعد الانتفاضة اعلنت قيادة الانصار ان الامامة يجب ان تكون بالانتخاب حسب وصية الامام الصديق ،وان الانتخاب يستلزم الانصار حتي يتسني ممارسة تلك الشوري ،فتم تعديل الدليل التأسيسي في 1986 وصار الهيكل التنظيمي ويتكون من مجلس الحل والعقد « وهو مجلس اربعيني مثلت فيه ثلاث نساء » علي قمة الهيئة ومجلس اوسع هو مجلس الشوري ( من 400عضوا)علي ان يقوم بالعمل التنفيذي مكتب من 10 امانات يرأسها الامين العام .لم يتيسر في تلك الفترة ملء هذا الهيكل وانما تم اختيار امين عام ومجلس مصغر للشوري وعدد من الامانات التنفيذية .
    المرحلة الخامسة (1986-1989)
    الرصيد النضالي الكبير والتنظيم الديمقراطي الذي حقق مشاركة شعبية واسعة والبرنامج السياسي الواضح (برنامج نهج الصحوة) هذه العوامل مكنت حزب الامة من خوض انتخابات 1989 بحملة نفيرية قوية بحيث حقق الحزب اعظم انتصاراته الانتخابية وحصل علي عدد من المقاعد يبلغ تقريبا ضعف الحزب الثاني له في نتائج الانتخابات . هذا الانتصار ضمن للحزب دورا قياديا في الحكومة الائتلافية الديمقراطية ، ولكن تراكم المشاكل التي خلقها النظام المباد حرم الحزب من الاهتمام المطلوب بالتنظيم المحكم بل اكتفي الحزب بالاسلوب التعبوي النفيري وانشغلت كوادره القيادية بمهام سلطة محاطة بالازمات بحيث صار الجهد عبارة عن احتواء واطفاء حرائق .
    فقد نال حزب الامة 101 مقعدا في الانتخابات ومع انها تمثل اكثرية الا انها لا تمثل اغلبية نال الاتحادي64 مقعدا ونالت الجبهة الاسلامية 51 مقعدا وكانا يمثلان قوي سياسية بداخلها عدد كبير من سدنة نظام مايو المباد . وعشية اعلان نتائج الانتخابات اتفق هذان الحزبان علي الاتي : لا لالغاء قوانين سبتمبر 1983 -لا لانشاء محكمة قصاص شعبي - لا لقرارات مؤتمر كوكادام المعلنة في مارس 1986 واتفقا انهما يدخلان الحكومة الجديدة معا او يعارضانها معا . هذه المناورة ضارة وطنيا لان الغاء قوانين سبتمبر 1983 ،وتكوين محكمة قصص شعبي . من مبادئ ميثاق الانتفاضة . كما ان قرارات مؤتمر كوكادام تؤيدها غالبية قوي الانتفاضة . هذه المناورة وضعت حزب الامة امام موقف حرج لانه لا يستطيع تكوين حكومة وحدة وان استعان بالاحزاب الصغيرة فامامة اما ان يحاول جر الاتحادي الديمقراطي من التحالف مع الجبهة الاسلامية القومية وذلك بتنازل عن بعض مبادئ ميثاق الانتفاضة او ان يقف في المعارضة . كان رأي رئيس الحزب واقلية معه ان السبيل الوحيد لمواجهة هذا الحرج هو ان يقود حزب الامة تكون حكومة كل الجمعية ليعطي كل 10نواب وزير واحد عل اساس برنامج الحد الادني الانتقالي الي حين اجراء انتخابات عامة اخري . او ان يقف في المعارضة . كان الرأي الذي ايدته اغلبية اجهزة الحزب هو رفض الوقوق في المعارضة ورفض اية مشاركة للجبهة الاسلامية القومية والسعي لائتلاف مع الحزب الاتحادي الديمقراطي ولو علي حساب تعطيل بعض بنود ميثاق الانتفاضة وقد كان .
    مع هذه النكسة فان حزب الامة قاد ائتلافات في عهد الديمقراطية الثالثة استطاعت ان تمحو اثار النظام المايوي المدمرة ،واستطاعت ان تعقد مؤتمرا اقتصاديا قوميا لترشيد الاداء التنموي واستطاعت ان تنظم مؤتمرات قومية للتعامل مع الخدمات الاجتماعية كما استطاعت حكومة الديمقراطية المحافظة علي استقلال القرار الوطني السوداني وتبنت برنامجا للحل السلمي لمشكلة الجنوب ، وعلي الصعيد الاقتصادي انتقل مؤشر النمو من (ـ-12) الي (+12) كما نجحت الحكومة في الحفاظ علي الامن وهيبة الدولة ، وتصدت الكومة لكافة القضايا المصيرية علي نحو ما فصل رئيس الحزب الصادق المهدي في كتاب الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة الصادر 1989 في هذا الكتاب مقارنة بين الاداء في العهود الديمقراطية والعهود الدكتاتورية بما اثبت تفوقا وجدارة النظم الديمقراطية وتطورها من حسن الي احسن ، فمثلا اذا قارنا نواب حزب الامة في الجمعية التأسيسية في الديمقراطية الثالثة برصفائهم في الديمقراطية الاولي من حيث مستوي التعليم والقطاعات التي يمثلونها اتضح لنا مستوي تطور النظم الديمقراطية .
    وواجهت الديمقراطية الثالثة امرين خلافيين هما شعار الاسلمة الذي تبناه الحزب مع مراعاة مطلوبات السلام والوحدة الوطنية وشعار السلام الذي كان حزب الامة مع قوي الانتفاضة قد قاده ، بينما تبنت الجبهة
    الاسلامية القومية شعار الاسلمة بشكل يفضي الي الفتنة الدينية والوطنية .وفي ظروف لاحقة تبني الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني شعار السلام كان حزب الامة حريصا علي الشعارين مع تأكيد ان تحقيقهما ينبغي ان يكون قوميا والحزب الاتحادي زاود في تبني المبادرة السودانية للسلام . وكاد حزب الامة ان يحتوي المزايدات فدعم حزب الامة حوارات القصر التي قادها السيد ميرغني النصري في عضو مجلس رأس الدولة والتي ادت الي توقيع 29 حزبا ونقابة علي برنامج القصر المرحلي في فبراير 1989 كما دعم حزب الامة لقاء قادة الاحزاب الثلاثة في القصر :الامة - الاتحادي الديمقراطي - والجبهة الاسلامية القومية الذي صدر عنه اعلام تأييدهم بضوابط معينة للمبادرة السودانية للسلام في 4يناير 1989 واستطاع حزب الامة ان يثبت جدوي النظام الديمقراطي في مواجهة الازمات وقد تصدي لاهم ثلاث ازمات وعالجها في اطار الشرعية الدستورية تلك الازمات هي :
    + غرق العاصمة تقريبا واقاليم اخري نتيجة السيول والفيضانات والامطار في اغسطس 1988 فامكن تنظيم جهد قومي عظيم لاحتواء الازمة.
    + مواجهة موجة الاضرابات الشاملة التي انطلقت لمعارضة زيادات اسعار السكر في ديسمبر 1988م ومواجهة المؤامرات التي حاولت استبدال المؤسسة التشريعية بالشارع فهزمت المؤامرة وتوصلت الحكومة مع القيادات النقابية لمعادلة مرضية.
    { مواجهة مذكرة قادة القوات المسلحة التي اندفع فيها القادة العسكريون هروبا من المساءلة العسكرية التي واجههم بها رئيس الوزراء في فبراير 1989 ففكر بعضهم تحويل المسألة العسكرية المشروعة بعد انسحاب القوات المسلحة غير المبرر من موقع ليريا وتحويلها لمساءلة سياسية عبر مذكرة القوات المسلحة لقد كانت هذه الفكرة غير صائبة ولكن الحكومة استطاعت ان تتعامل مع الازمة بصورة افرغتها من شحنتها المدمرة وامكن انقاذ النظام الدستوري والعودة للانضابط .
    كان النجاح في ادارة الحكم بموجب المؤسسات الدستورية كاملا لدرجة ان الحكومة الائتلافية زادت من سندها البرلماني في ايامها الاخيرة لتحظي بدعم كل القوي السياسية في الجمعية التأسيسة ماعدا الجبهة الاسلامية القومية التي قررت ان تعمل خارج الشرعية الدستورية ودبرت انقلاب 30يونيو 1989 الذي دمرت به نفسها ودمرت به البلاد .
    لقد اوضح رئيس الحزب في دراسة امام ورشة العمل الفكرية السادسة في القاهرة في مارس 1997 عن التجربة السودانية والحريات الاساسية كيف ان القصور الحزبي ضمن عوامل اخري اضعفت الممارسة الديمقراطية فانتهي الآمر لانقلاب يونيو 1989 .
    المرحلة السادسة 1989-1999
    عندما انقض نظام « الانقاذ» علي البلاد هجم علي حزب الامة وكيان الانصار بصفة مركزة لاربعة اسباب هامة هي :
    أ. د. حسن الترابي عنده شوفينية ذاتية وكيان الانصار فيه شوفينية كيانية. هذان العاملان جعلا قربى المصاهرة سببا لفرقة
    ب. عدد كبير من قادة الجبهة الاسلامية تطلع للتخلص من قيادة كيان الانصار وحزب الامة باغتيالها معنويا املاً في ان تتحول القاعدة التي يقدرون ايجابياتهم لهم.
    ج. قيادة كيان الانصار وحدها طرحت طرحاً فكريا اسلاميا حديثا منافسا.
    د. قيادة حزب الامة صارت رمز الشرعية السياسية في البلاد والتخلص منها يدعم شرعية النظام.
    هذه العوامل جعلت حزب الامة وكيان الانصار يتحمل نصيب الاسد من بطش النظام. القيادة رتبت نفسها علي اساس تنظيم مرحلي يقوم علي: عمل سياسي سري في الداخل عمل وطني في الداخل يركز على الناحية الفكرية وتقوده هيئة شئون الانصار، وعمل سياسي ودبلوماسي واعلامي علني في الخارج يقوده تنظيم خارجي للحزب.
    هذا التنظيم الخارجي كون شبكة من المكاتب في عواصم اوروبا وامريكا ودول الجوار ذات فاعلية عالية في جمع المعلومات وفي الاعلام وفي العلاقات الدبلوماسية وفي تنظيم الندوات والحلقات الدراسية واستطاع تنظيم حزب الامة الخارجي ان يعقد 4 مؤتمرات ، و8 ورشات عمل وان يجعل المؤتمرات وسيلة لتحركه الجماعي، وورشات العمل وسيلة للتفكير الجماعي.
    التجمع الوطني الديمقراطي:
    كانت فكرة تكوين التجمع الوطني الديمقراطي فكرة اهتدت اليها القيادات السياسية المحبوسة في سجن كوبر في 1989 وعندما بلغت الكفرة لممثل حزب الامة بالخارج تبني تكوين تنظيم بالخارج للتجمع الوطني الديمقراطي هذا التكوين في الخارج كان مختلفا عن التكوين بالداخل لانه ضم اليه الحركة الشعبية وجيشها كان هذا التنظيم بالخارج مختلفا نوعيا من فكرة الداخل وحقق الاتي:
    أ. تجميع كل فصائل المعارضة بمن فيها الفصائل التي تحمل السلاح.
    ب. الاستعانة بتحالفات اقليمية ودولية وفرتها للتجمع السوداني سياسات نظام الانقاذ التوسعية التي دفعت عددا من دول الجوار وغيرها لخدمة مصالحها عن طريق دعم المعارضة السودانية.
    ج. عقد مؤتمرات لبحث القضايا المصيرية فوصلت قمتها في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية وقراراته في يونيو 1995.
    د. الاتفاق على مواجهة شاملة لنظام الخرطوم وتحديد وسائلها في مؤتمر اسمرا 1995.
    هذه المواجهة الشاملة عمقت الازمة وجعلت الاستقطاب بين النظام والمعارضة حادا فادى ذلك لتضييق النظام الخناق اكثر فاكثر على المعارضة بالداخل. لذلك قرر حزب الامة زيادة التركيز على العمل الخارجي لان ظروف العمل بالخارج صارت افضل وبالداخل تقلصت. لذلك كانت عملية تهتدون في ديسمبر 1996 وهي العملية التي فيها هاجر رئىس حزب الامة وبضع وعشرون من اعوانه سراً مخترقين الحدود الشرقية مع اريتريا.
    بعد تهتدون زادت حدة المواجهة وفاعلية تحرك المعارضة على كل الاصعدة بل عملية تهتدون نفسها نفذت بطريقة دراماتيكية اوضحت ضعف الاجهزة الامنية وكسرت هيبة النظام وجردته من الرهينة رئىس الحزب التي استعملها لابطال العمل الخارجي ضده.
    كان حزب الامة يرى ان التجمع الخارجي يعاني من ضعف داخلي رغم ان الظروف المحيطة به خدمته فجعلت صوته عالياً
    وفي عام 1998 قدم حزب الامة مذكرة لزملائه في التجمع نقدته نقدا موضوعيا اهم ما فيه:
    أ. هيكل التجمع القيادي اشبه بهيكل جبهة حاكمة لاقتسام السلطة منه بآلية نضالية.
    ب. فصائل التجمع ليست مؤهلة بالقدر الكافي للقيام بواجباتها السياسية وتحتاج لاصلاح وتفعيل.
    ج. العمل الخارجي معزول عن عمل الداخل.
    د. ميثاق التجمع يخاطب واقعاً سياسياً انتهى. ولا يخاطب الواقع السياسي الجديد وينبغي ان يراجع.
    هـ. هناك تكوينات معارضة جديدة في الداخل والخارج لا تشملها مظلة التجمع.
    لم تكن فصائل التجمع غالباً مستعدة لمناقشة هذه المقترحات مناقشة موضوعية لانها كانت في الغالب تركز على ان هيكل التجمع يشكل اداة لاقتسام السلطة فحرصت على الابقاء عليه كما هو. كذلك كانت في الغالب تتوقع ان تؤدي مبادرات الجيش الشعبي وعداوة دول الجوار والاسرة الدولية سيما الولايات المتحدة الامريكية، ان تؤدي هذه لاسقاط النظام.
    بعد تهتدون كون حزب الامة قوة ضارية ثانية للجيش الشعبي واستحدثت اساليب قتالية اكثر فاعلية.
    انفرد حزب الامة بين فصائل ا لتجمع بانه مع المشاركة الفعالة في العمل العسكري ينفرد باهتمام كبير بالعمل الاعلامي - والدبلوماسي- والفكري- وبالتواصل مع منظمات المجتمع المدني- وبالاتصال الوثيق بالاحوال داخل السودان.
    هذه الحقائق اهلت حزب الامة اكثر من غيره لقراءة الواقع السياسي في الداخل، والامني والدبلوماسي.
    صار واضحاً لحزب الامة منذ بداية 1997 ان النظام بدأ يغير خطابه الفكري والسياسي، وانه بدأ ينقسم علي نفسه. هذه القراءات للحقائق هي التي جعلت حزب الامة يخاطب حلفاءه بان ثمة مستجدات يجب ان نستوعبها وان نعدل وسائلنا للتعامل معها. وهي التي جعلته يتجاوب مع محطة جنيف في مايو 1999 ومحطة جيبوتي في نوفمبر 1999 هذه القراءة لم تكن مقبولة لفصائل التجمع الاخرى والاتلاف هو الذي ادى للانقسام في التجمع ومنذ ان تبلورت قراءة حزب الامة الجديدة تبنى فكرة تطوير مبادرة الايقاد لتشمل كافة اطراف النزاع وتوسيع اجندتها لتشمل نظام الحكم بالاضافة لاتفاقية السلام.
    وعندما استعصى ذلك تبني حزب الامة التطلع لمبادرة اقليمية وعندما انطلقت المبادرة المشتركة المصرية الليبية في اغسطس 1999 تحمس لها وتبناها. كذلك نظم حزب الامة ورشة عمل فكرية سابعة في سبتمبر 1999 في القاهرة لدراسة قضية الحل السياسي الشامل من كل جوانبها، هذه الورشة اصدرت توصيات استعان بها رئيس الحزب في كتابة مذكرة الموقف التفاوضي للمعارضة بتاريخ 21/10/1999.
    مواصلة التحديث في كيان الانصار:
    بعد انقلاب يونيو 1989 لم يقم النظام بحل الهيئة التي ذكرنا ملابسات انشائها كشخصية اعتبارية تنظم عمل الانصار ولكن النظام عرقل انشطتها.. وظلت الهيئة ناقصة التكوين (فقط كان هناك امين و 5 امانات) ضعيفة الاداء الا من مجهودات امانة الدعوة والارشاد ولكن الفشل السياسي للنظام وتشويه للاسلام ومحاولته تلطيخ قيادة الانصار جعل اهل السودان يلتفون حول قيادة الانصار وطرحها الفكري الذي عبرت عنه عبر منابر الهيئة في المناسبات الدينية لا سيما الاعياد لمواجهة هذا الزخم الذي احدثه الطرح الفكري اقدم النظام على مصادرة بيت الامام المهدي. مقر هيئة شئون الانصار.. قبيل عيد الاضحى 1413هـ وقام بمضايقة الانصار وكوادر الهيئة قامت قيادة الانصار بمضاعفة الجهد للابقاء على جذوة نشاط الهيئة وبعد شورى واسعة تم توسيع المشاركة واستكمال النقص في الاجهزة فتم تكوين مجلس الحل والعقد في 1994م من ممثلين لمختلف شرائح واقاليم الانصار وبمقاييس موضوعية وقد مارس المجلس صلاحياته المنصوص عليها في الدليل التأسيسي والذي تم تطويره ليصير اكثر ضبطا للاجهزة وتحديدا لعلاقاتها واصبح يسمى الدليل الاساسي وهو الدستور الذي يحكم عمل الهيئة وقام مجلس الحل والعقد بانتخاب امين عام بالانابة - صار لاحقاً اميناً عاماً للهيئة-من الكوادر الشابة المؤهلة ليقود العمل التنفيذي. ثم قام المجلس باكمال الامانات التنفيذية العشر. وقد اخضع الدليل الاساسي عمل الهيئة للشورى واقام اساس المسئولية على الانتخابات والمساءلة كما قرر ان يتم اختيار الامام على اسس ومؤهلات معينة وان يكون اختياره بالانتخاب بعد استكمال تنظيم الانصار.
    قامت الهيئة في طورها الجديد بالمقارعة الفكرية للنظام وابطلت حجته واوضحت مفارقة ممارساته لمقاصد الاسلام. كما قا مت ببث الفكر الاسلامي التجديدي. وقامت بدورها الاجتماعي والارشادي للانصار.
    المرحلة السابعة 1999-2000
    اعترف النظام بالتعددية السياسية واعلن التصديق على نشاط حزب الامة وغيره من الاحزاب التاريخية دون قيد او شرط.
    أ. عقد حزب الامة اجتماعاً تأسيسياً في القاهرة ضم قيادة الداخل والخارج في فبراير 2000م هذا الاجتماع قرر تكوين انتقالي جديد لحزب الامة على اساس مجلس قيادي ومكتب سياسي، ومكتب تنفيذي على ان تستوعب هذه الاجهزة الاجيال الثلاثة: الشيوخ والكهول والشباب وعلى ان تضم اصحاب البلاء والعطاء، وان تمثل كليات انتخابية محددة ونتيجة لهذا التكوين صدرت قرارات التكوين الجديد.
    ب. بعد اصدار القرارات ارسلت لكافة قواعد الحزب ونشأ رأي عام يطالب بتعديل بعض تلك القرارات لذلك عقد اجتماع ثان في القاهرة في يوليو / اغسطس 2000م ضم قيادات الداخل والخارج هذا الاجتماع تناول كل الاراء وقرر تكوين تنظيم مرحلي زواج بين شرعية الانتخاب في المؤتمر العام 1986 وشرعية التصدي لنظام الانقاذ وبين الشباب والكهول، وقيادات الداخل والخارج. ويتكون التنظيم المرحلي من الاجهزة الاتية:
    1. مكتب قيادي -يرأسه الرئيس ويضم نواب الرئيس ومساعديه ورؤساء القطاعات التنفيذية ويناقش السياسات العليا ومختلف قضايا الحزب ويرسم السياسات العامة.
    2. مكتب سياسي يتم التصعيد له من كليات انتخابية مختلفة مثل الفئآت- الاقاليم- الشباب- هيئة شئون الانصار- المرأة جيش الامة. ويقوم بالتشريع واقرار واجازة السياسات العامة والبرامج المحولة في المكتب.
    3. مكتب تنفيذي يتكون من 11 قطاع لكل قطاع رئيس ونائب ويندرج تحت كل قطاع عدد من الامانات ويقوم المكتب التنفيذي بتسيير نشاط الحزب اليومي وتنفيذ البرامج التي تقرها المكاتب التشريعية ويرأسه النائب الاول لرئيس الحزب.
    4. مؤسسة الرئاسة: تتكون من الرئيس ونائبيه ومساعد الرئيس للشئون القانونية ومساعد لشئون المهجر، ومساعد للشئون الاجتماعية، ومساعد لشئون المكتب السياسي، ومساعد للشئون الخارجية.
    5. مؤسسة متابعة وضبط الاداء: ومهمتها متابعة الاداء والانضباط الحزبي ولها صلاحيات في المحاسبة والمساءلة والعقوبة التي تصل لحد الفصل.
    المرحلة الراهنة:
    وبدأت هذه المرحلة بعودة قيادة الحزب الى البلاد في نوفمبر 2000 واهم معالم هذه المرحلة ما يلي:
    اولاً التعبئة من اجل الحل السياسي الشامل:
    وذلك عبر الندوات واللقاءات الجماهيرية المختلفة وعبر الحوار مع القوى السياسية الاخرى وقد وثق الحزب لاتفاقياته ومجهوداته المختلفة بكتاب ادبيات الحل السياسي الشامل.
    ثانياً: مواصلة التفاوض مع النظام بشأن انفاذ اتفاق نداء الوطن:
    وفي 18 فبراير 2001 اتخذ المكتب السياسي للحزب قرارا بالاجماع حدد فيه الاساس الذي يرتضيه الحزب للمشاركة في السلطة وهو اما انتخابات حرة نزيهة او في اطار حكومة قومية تشارك فيها كافة القوى السياسية، وبهذا الموقف اكد الحزب عدم رغبته في الانخراط في النظام القائم دون الوفاء باستحقاقات التحول الديمقراطي والسلام العادل.
    ثالثاً: الاختراق والانسلاخ في يوليو 2002 :
    عندما اتخذ الحزب قراره الرافض للانخراط في الحكومة كانت هناك مجموعة داخل الحزب تتبنى فكرة المشاركة الانخراطية في النظام، استغل النظام الحاكم وجود قائد هذه المجموعة (السيد مبارك الفاضل) على رأس المجموعة التي تفاوض النظام نيابة عن الحزب فابرم معه اتفاق مشاركة ثنائية في الحكومة باسم حزب الامة، فعقدت هذه المجموعة في 14 يوليو 2002 بدعم وتشجيع من النظام ما اسمته (بالمؤتمر الاستثنائي لحزب الامة من اجل الاصلاح والتجديد والتحديث) بارض المعسكرات في سوبا سراً وادعت الحديث باسم الحزب وحل اجهزته القيادية واستبدالها باخرى. اعتبر الحزب ذلك المؤتمر الكيدي احد محاولات الاختراق التي تعرض لها في تاريخه فكان ذلك اعلانا عن انسلاخها من الحزب.
    رابعاً : اقامة المؤتمر العام السادس للحزب في ابريل 2003
    تحت شعار (ديمقراطية سلام تنمية عدالة) اقام حزب الامة مؤتمره العام السادس الذي تم فيه انتخاب رئيس الحزب الحالي وامينه العام والهيئة المركزية التي انتخبت مكتبه السياسي كما اجيز فيه برنامج عمل الحزب (وثبة جديدة لبناء الوطن) وفي هذا البرنامج تطور مفهوم العمل الحزبي حيث اعتبر الحزب مؤسسة خدمية وتنموية اضافة الى كونه مؤسسة سياسية ساعية للسلطة واعداد البرنامج كان بصورة جماعية وتشاركية بين المتخصصين من اعضاء الحزب وقد كان هذا المؤتمر نقلة نوعية من حيث التنظيم والاعداد فقد اقيم المؤتمر بتمويل ذاتي بدلا من التمويل الابوي وتطور فيه الحزب من حيث الديمقراطية واللا مركزية حيث صار ديمقراطيا انتخابيا من القمة للقاعدة حيث عقد تحضيراً للمؤتمر العام السادس 4700 مؤتمراً قاعديا وقطاعيا.
    خامسا: العمل على تطوير اتفاقيات السلام:
    عوامل كثيرة بعد عام 1999 ادت لاندفاع نظام الانقلابيين نحو التراجع اهمها: عزلته الفكرية والسياسية داخليا واستنزافه عسكريا وعزلته اقليميا ودوليا، وانقسامه على نفسه. لذلك قرر التراجع عبر اتفاقيات السلام من الداخل اولا ثم عبر اتفاقيات ثلاث هي اتفاقية نيفاشا في يناير 2005 واتفاقية ابوجا في مايو 2006 واتفاقية اسمرا في اكتوبر 2006.
    هذه الاتفاقيات قامت دون خطة استراتيجية بل صفقات ثنائية فوقية بمباركة اجنبية حققت وقفا لاطلاق النار بين اطرافها وهذا من محاسنها. ولكنها كرست القسمة الحزبية الجهوية، وساهمت في تمزيق البلاد، ورهنت متابعتها وجدواها بالارادة الدولية بل ان عوامل التدويل في ا لاتفاقيات راسخة بموجب قرارات لمجلس الامن اغلبها تحت البند السابع وهي القرارات 1590- 1591-1593-1679-1706.
    وعندما قيد المؤتمر الوطني نفسه بعوامل التشظي الكامنة في الاتفاقيات وعوامل التدويل القائمة فيها فان حزب الامة عمل على كشف عيوب هذه الاتفاقيات بوضوح وبموضوعية وقدر اخفاقها في تحقيق مقاصدها واقترح وسائل ناجعة لنفي عيوبها وتحقيق السلام العادل الشامل، والتحول الديمقراطي الحقيقي. كافة تقديرات حزب الامة حول هشاشة هذه الاتفاقيات تحققت وها هي الاتفاقيات تصير جزءا من الازمة لا سبيل لتجاوزها.
    كان للحزب مجهودات كبيرة للوصول لحل ازمة الجنوب منذ اندلاع الحرب في الستينات كمعارض وكمشارك في حكومات ائتلافية. اما بالنسبة للحرب في دارفور، فقبيل اندلاع الاقتتال في دارفور دعا حزب الامة العناصر القيادية الدارفورية من كافة الاحزاب السياسية لاجتماع في يونيو 2002 وخاطب رئيس الحزب الاجتماع بقوله ان ما يجري في دارفور ينذر بخطر كبير ويرى حزبنا ان نتفق على سياسة قومية لمواجهة الموقف اوضح معالمها. وقف ممثل المؤتمر الوطني من ابناء دارفور وقال: الامور تحت السيطرة والمؤتمر الوطني قادر على حل المشاكل ولا حاجة للتهويل. رغم ذلك اتفق على تكوين هيئة قومية لمتابعة الموقف واقتراح الحلول.
    ومنذ ابريل 2003 حيث انفجرت دارفور بصورة حادة بفعل قوي سياسية مسلحة اعلنت اهدافا سياسية وقامت بانشطة عسكرية عكف الحزب على دراسة الازمة وتقديم مقترحات الحلول لها.
    وفي 8 ديسمبر 2003م وبعد دراسة للموقف من جميع جوانبه اصدر المكتب السياسي لحزب الامة وثيقة بينت حقيقة ما يجري في دارفور وحللت المشاكل والاسباب التي ادت لانفجار الموقف بالصورة الحادة الحالية.
    طالبت الوثيقة الحكومة باعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة ثلاثة شهور وعقد مؤتمر قومي تشترك فيه كل القوي السياسية الممثلة في الجمعية التأسيسية لعام 1986 والحركة الشعبية وجيش تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة، ومنظمات المجتمع المدني المعنية، والزعامات القبلية، والشخصيات من ابناء وبنات الاقليم من الداخل والخارج المشهود لهم بتأهيل سياسي، واقتصادي، واكاديمي.
    وفي نفس يوم الاعلان عن تلك الوثيقة 9 فبراير 2004 اصدر السيد رئيس الجمهورية قرارا بتكوين لجنة سميت قومية وكلفت بدراسة الموقف وتقديم توصيات للدعوة لملتقى يصلح ما علق بالنسيج الاجتماعي في الاقليم والدعوة لمؤتمر قومي تنموي.
    صلاحيات هذه اللجنة تدل على محدوديتها وعضويتها تدل على عدم قوميتها. عددها الكلي 94 شخصا من هؤلاء ثلاثة وسبعون (73) ينتمون للمؤتمر الوطني من بينهم واحد وعشرون من حملة المناصب الدستورية وخمسة عشر نائبا في المجلس الوطني ومن جملة اعضاء اللجنة عدد ابناء الاقليم سبعة وثلاثون هذه اللجنة مجرد آلية استشارية للنظام ولذلك انصرف الحزب عنها وواصل جهوده للحل السلمي عبر الزيارات الميدانية فقد ارسل الحزب عددا من الوفود التي جابت الاقليم كان ابرزها زيارات على مستوي الرئاسة في 2004 و 2006 للاقليم واقامة ورش العمل والندوات والتشاور مع القوي السياسية الاخرى، وعندما تم التوقيع على اتفاقية ابوجا اعلن الحزب موقفه الرافض لها فيما عدا الجوانب الاجرائية مثل وقف اطلاق النار وتأمين عودة النازحين وتوفير الاغاثات لان الاتفاقية ناقصة ولا يمكن ان تنجح في تحقيق سلام مستدام، وهذا ما ثبت عمليا كما قدم حزب الامة المشروع الوحيد القادر علي نجدة اهل دارفور الذين يتطلعون لقوات فاعلة لمراقبة وقف اطلاق النار بين الفرقاء، ولحماية الاغاثات الانسانية ولحماية المدنيين ولاحتواء الاقتتال بالوكالة عبر الحدود قدم حزب الامة مشروع الاستجابة لهذه المطالب والتحوط لنقل صلاحيات القوات الافريقية لقوات دولية بابلاغ مجلس الامن لدى اجتماعه بالقوي السياسية في يوليو 2006 بضرورة ضبط مهام القوة الدولية زمنا ووظيفة، وضرورة تأكيد حيدتها بين اطراف النزاع واستبعاد الدول ذات الاجندات الخاصة.
    سادساً: اطروحة حزب الامة للحل:
    حزب الامة هو الذي قدم خريطة طريق للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي عبر ملتقى جامع على نمط الكوديسا في جنوب افريقيا 1993 وهي الخطة التي يرجى ان يلتف حولها اهل السودان مخرجا للبلاد من ازماتها ملتقى جامع مهامه:
    تأكيد ايجابيات اتفاقيات السلام الثنائية وتطويرها لتصير اتفاقيات قومية.
    كفالة حقوق الانسان والحريات العامة.
    تكوين حكومة وحدة وطنية حقيقية.
    اجراء انتخابات عامة حرة نزيهة.
    اجراء استفتاء تقرير المصير للجنوب
    سابعاًَ: تطوير العلاقة بين الحزب وكيان الانصار:
    تطورت العلاقة بين حزب الامة الحزب السياسي الديمقراطي مفتوح العضوية لجميع السودانيين وبين هيئة شئون الانصار التنظيم الدعوي الاسلامي المنطلق من الدعوة المهدية في السودان، تطورت عبر عدة مراحل حتى كونت هيئة شئون الانصار في 1979م كما تم ذكره انفا.
    كيان الانصار وهو التوأم الديني لحزب الامة هو الكيان التقليدي الوحيد بين كافة الكيانات الدينية والعشائرية الذي تخطى العلاقة الابوية في القيادة واسس القيادة على المشاركة والمساءلة والتحديث الذي يوفق بين الاصل والعصر حيث شكل مؤتمره الاول عام 2002 قفزة في عمل الكيانات الدينية السودانية خاصة والاسلامية الجماهيرية على العموم.
    الهيئة الآن يجلس على قمتها مجلس الحل والعقد المنتخب الى جانب الامام المنتخب ويقوم بالعمل التنفيذي مكتب منتخب والتكوين مسئول لمجلس شورى ثم لمؤتمر عام يمثل القاعدة الانصارية.
    هيئة شئون الانصار ذات الجذور التاريخية العميقة تتمدد الآن في القطاعات الحديثة داخل السودان وخارجه تعمل على تمدد واسع في الخدمات الاجتماعية الصحية، التعليمية، والمائية ومؤسسات محاربة الفقر وهيئة شئون الانصار معنية بتطور الدعوة والارشاد عبر مساجدها وخلاويها ومعاهدها وبتطوير الفكر الاسلامي عبر ورشات عمل فكرية، وعبر المرجعية الاسلامية المتجددة والمؤتمر الاسلامي الجامع المزمع لايجاد القواسم المشتركة الجامعة بين اهل القبلة.
    ثامناً: جماهيرية الحزب الآن
    نجح الحزب في هزيمة الدعاية السلبية بحقه منذ زمان الاستعمار فكان موقفه الانتخابي متطور باستمرار في كل تجربة ديمقراطية عن سابقتها، وهو الآن ينتظر ان يكتسح الدوائر الريفية والمدن على حد سواء وان يصبح الرقم السياسي الاول في الشارع في المدن السودانية وان يواصل تمدده بين القوى السياسية العمالية والمهنية والطلابية بدليل اكتساح انتخابات الجامعات النزيهة عبر التحالفات التي يقودها في التخطيط والتعبئة. هذا التطور والتقدم المستمر للحزب ينتظر ان ينيله ثقة الناخبين في اية انتخابات مقبلة اذا كانت حرة ونزيهة بحق.
                  

03-28-2007, 02:43 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وقائع اخطر منتدي شبابي لحزب الامة حول ماضي ومستقبل الحزب شاركت فيه قيادات معارضة وسياسية با (Re: محمد عادل)


    يا حبيب الوقائع دي ما تدينا ليها حبة حبة ول مقطع مقطع عشان نتابع ، اسع الكلام الكتير ده اقرو كيف ؟ هو في زمن قدر ده ، ول عاوز توثق ل الانجازات الكلامية ، والافكار الهلامية ، خلاص شبعنا كلام وخلاص كفاية يا حبايبنا ،اوع تزعل ، ووسعوا صدوركم شويه ، خليكم معانا ونكون معاكم .
                  

03-28-2007, 08:13 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وقائع اخطر منتدي شبابي لحزب الامة حول ماضي ومستقبل الحزب شاركت فيه قيادات معارضة وسياسية با (Re: علي محمد علي)

    Quote: عاوز توثق ل الانجازات الكلامية ، والافكار الهلامية ، خلاص شبعنا كلام وخلاص كفاية يا حبايبنا ،اوع تزعل ، ووسعوا صدوركم شويه ، خليكم معانا ونكون معاكم .




    ياحبيب على
    هذة افكار شباب حزب الامة وهذة ورقة علمية وعنلية ياحبيب
    الافكار الهلامية لغيرنا ليست لنا نحن
    والله صدورنا واسعة للنقد البناء والنقد الذاتى
                  

03-28-2007, 09:31 PM

عبدالمنعم خيرالله
<aعبدالمنعم خيرالله
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 688

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وقائع اخطر منتدي شبابي لحزب الامة حول ماضي ومستقبل الحزب شاركت فيه قيادات معارضة وسياسية با (Re: محمد عادل)

    Up ya Habeb
    وليك التحية
                  

03-28-2007, 09:46 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وقائع اخطر منتدي شبابي لحزب الامة حول ماضي ومستقبل الحزب شاركت فيه قيادات معارضة وسياسية با (Re: عبدالمنعم خيرالله)

    الحبيب عبدالمنعم خيرالله
    لك الشكر والتحية
                  

03-29-2007, 12:13 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وقائع اخطر منتدي شبابي لحزب الامة حول ماضي ومستقبل الحزب شاركت فيه قيادات معارضة وسياسية با (Re: محمد عادل)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de