|
مرة أخري مع جهاز المغتربين وطلب المعجزات
|
مرة أخري مع جهاز المغتربين " لسان الحال ينطق أحسن من لسان القال"
[email protected] حــســن طـــــه مــحـــمــد
توالت الكتابات عبر مختلف وسائل الاعلام عن المغتربين وقضاياهم والتحديات التي تواجههم مع اشراقة شمس كل يوم جديد. واستحوذت تلك الكتابات علي اهتمام الجميع وفي مقدمتهم المغتربين الذين رأوا فيها سببا لبصيص من أمل في جسر الفجوة بين الواقع والتمنيات.
جاءت تلك الكتابات وهي متعددة تحمل في متونها كالعادة نقدا مستمرا لجهاز المغتربين كما تحمل أيضا الجرأة علي الأمل في تحقيق المعجزة باصلاح الحال .
وفي الوقت الذي تتوالي فيه هذه الكتابات كاشفة بكل صدق للحقائق ومؤكدة لدلالاتها ، الا أن تعامل جهاز المغتربين ومسؤوليه معها و مع المغتربين عموما ما زال هو نفس الاصرار علي تجاهل الصوت والاستمرار بذات الأسلوب في التخاطب معهم في كل ما يهمهم من أمور مثل قضايا التعليم والضرائب المباشرة وغير المباشرة والجمارك وغيرذلك من القضايا التي أثبت الجهاز فشله في التصدي لها بل وعدم القدرة في ايجاد أي نوع من الحلول الناجعة لها.
الجميع يقرأ والجميع يتفاعل والجميع يتعاطف ما عدا مسؤولي هذا الجهاز . لم نقرأ ولم نسمع منهم أي رد أو حتي وجهة نظر مخالفة قد تحمل ما ينفي هذا الاعتقاد.
مع ذلك ستتواصل هذه الكتابات وستتواصل المطالبة بتغيير هذا الواقع ذلك أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، لا يمنع من ذلك التكرار في تناول الموضوع رغم ما فيه من ملل وسأم ورغم معجزة الطلب كما يراه الكثيرون ممن ينادون بالغاء جهاز المغتربين كليا ، المعتقدون جزما بعدم وجود اي مساحات التقاء بين جهاز المغتربين والمغتربين .
في كل مرة نقرأ فيها ما يكتبه الدكتور تاج الدين المهدي ، الأمين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج ، أو ما يدلي به في حواراته مع بعض وسائل الاعلام عن هذا الجهاز وما قدموه للمغترب نشعر بالحزن العميق لهذا النهج المتبع في التعامل مع قضايا المغتربين .
بهدوء تام نعود الي تناول بعض ما أورده السيد الأمين العام - في وقت سابق جدا - في رسالته المنشورة بموقع الجهاز والمؤرخة 2/5/2006م وفي الحوار الذي أجرته معه مجلة الخطي التابعة للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي في 23 ديسمبر 2006م والتي جاءت كثير من حيثياتها مجانبة للحقيقة ومغالطة للواقع وهو يتحدث عن انجازات الجهاز وليس اخفاقاته وهو خير من يعلم بتلك الاخفاقات .
• يتحدث السيد الأمين العام عن مقررات ورشة العمل الخاصة بمعادلة الشهادات غير السودانية لأبناء المغتربين والتي شارك فيها بعض أساتذة الجامعات الأجلاء بالمملكة العربية السعودية ممن تكبدوا عناء السفر للسودان لتقديم وشرح الدراسة المتكاملة التي أعدوها بطريقة علمية متقنة ومفصلة ، متقدمين باقتراحاتهم وأفكارهم العلمية للمعنيين بالأمر لاقناعهم باتباع أسلوب النسبة الميئنية المتبع عالميا في تقدير معادلة الشهادات العلمية بدلا عن طريقة الخصم ونظام الكوتات سيئ الذكرالذي كان سببا أساسيا ومباشرا لحرمان الكثيرين من الطلبة المتفوقين من مواصلة تعليمهم العالي.
ولنا ان نتساءل أين هي هذه المقررات التي يتحدث عنها السيد الأمين العام وما هي نتائجها والتي مضت عليها ما يزيد عن الثلاث سنوات منذ مارس من عام 2005م ؟؟ أين تلك المقررات من هذه السحابة السوداء التي تخنق رقاب المغتربين وأبنائهم صيف كل عام؟؟
• يستطرد السيد الامين العام في رسالته عن تواصل جهود جهازه بفتح عدد من المدارس السودانية بالخارج .
أين هي هذه المدارس ؟؟ لا نعلم بغير المدرسة السودانية بدولة قطرالتي يتم الحاق الأبناء بها ليس لسبب سوي محاولة البعض الهروب من دفع رسوم الجامعات الباهظة بالدولار الامريكي . ويقول المثل ( من سمع ليس كمن شاف ) ، فحال هذه المدرسة من حيث المباني والتجهيزات أمر يرثي له .
• يقول السيد الأمين العام : لم تكن الضرائب في يوم من الأيام سببا في منع أي مغترب من زيارة السودان !!
لا ندري من يخاطب السيد الأمين العام !! نعجب ونتعجب من مثل هذا القول !!
ألا يدري السيد الأمين العام أن الضرائب كانت سببا مباشرا في عدم تمكن الكثيرين من المغتربين من تجديد جوازات سفرهم ومن ثم عدم تمكنهم من تجديد اقاماتهم النظامية حسب أنظمة وقوانين الدول التي يعملون بها مما جعلهم تحت طائلة المساءلة القانونية بموجب تلك الأنظمة والقوانين وبالتالي عدم تمكنهم من السفر للسودان مهما تعاظمت أهمية هذا السفر ؟ أكاد اجزم أنه خير من يعلم ويدرك !!!!!!!!
دعنا من كل هذا ونكتفي بالقول أن رسوم استخراج تأشيرة الخروج ورسوم المغادرة بالمطار لكل تذكرة سفر بما فيها تذاكر الأطفال الرضع ورسوم الاعفاء من الخدمة الالزامية ......الـــخ – والتي تتزايد قيمها جميعا بشكل تصاعدي مستمر - تشكل بمفردها وما زالت تشكل مانعا للكثيرين من المغتربين من زيارة السودان.
• يؤكد السيد الدكتور تاج الدين المهدي أن " تحقيق التواصل مع المغتربين من أهم انجازات الجهاز خلال السنوات العشر الماضية " . مشكور يا دكتورعلي هذا التواصل واسمح لنا بالتساؤل : ما هي نتيجة هذا التواصل وماذا حقق من انجازات وحلول لمجمل قضايا المغتربين ؟؟ • في حواره المنشور بمجلة الخطي التابعة للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي في 23 ديسمبر 2006م ، يتحدث الدكتور عن خطط الجهاز في اطار الخطة الخمسية والخطة الاستراتيجية ربع القرنية للدولة.
ألا توافقوني الرأي أن بقاء جهاز المغتربين ربع قرن آخر وهو الجهاز الذي فشل في ربع قرن ولي عن التصدي لخدمة قضايا المغتربين يعد كارثة بكل المقاييس. نحن جميعا نتمني بقاء هذا الجهازولكن بشرط وما كان أوله شرط آخره نور : أن يكون جهازا مع المغتربين وليس ضد المغتربين . هل يدخل هذا في طلب المعجزات؟ • من جانب آخر ، يؤكد الدكتور أن جهاز المغتربين ما هو الا محصل ايرادات مالية لجهات رسمية أخري . اذن ما الداعي لهذا الجيش الجرار من الموظفين والادارات والمباني . لما كان الأمر كذلك ، ففي اعتقادنا أن مكتبا صغيرا بموظف واحد أو موظفين اثنين تابعين لكل جهة من تلك الجهات الرسمية يمكنهما أن يقوما بمسئولية الجباية ولا داعي لوجع الرأس !
ان وضـعــنـا كــل هــذا جــانــبــا ، فمن اللافت للانتباه أن من بين الأغراض المنشأ من أجلها جهاز المغتربين : تملك وشراء وبيع الأراضي والعقارات وتشييد المباني ( يعــني استثمار عقاري ) . أليس من حق المغترب وهو صاحب راس المال أن يعود عليه هذا الاستثمار ببعض الارباح في شكل تعليم لأبنائه أو قطعة أرض يبني عليها جزءا من أحلامه الصغيرة أو اعفاء لسيارته من الرسوم الجمركية عند عودته النهائية للوطن ليرتاح فيه قليلا بعد عناء سنوات الغربة ؟
أخــتــم هــــذا الــمــقـــال الـمـخـتـصـر جدا بـتكــرارالــقــول : أنـنـــا ما زلنا في انــتــظــــار " رد الــــــجــــــمــــــيــــــل " ونتمي ألا يكون ( كسراب بقيعة يحسبها الظمآن ماءا ) ، ويقينا أن لسان الحال ينطق أحسن من لسان القال .
|
|

|
|
|
|