|
|
 بمناسبة عيد الأم :تنبيه مهم في يوم الأم
|
أشارت التقارير الصحية التي صدرت مؤخراً، الي أرقام مخيفة حول معدلات وفيات الأمهات خلال الفترة السابقة، وكانت المعلومات التي توفرت حول الأمر (صادمة) للجميع، خاصة أن وزارة الصحة كانت هي مصدر المعلومات، حيث أوضحت التقارير أن عوامل (الفقر - تدني الخدمات الصحية – الجهل - ختان الإناث - الزواج المبكر) تتكامل كلها في غياب البرامج الصحية المبنية على التزام سياسي واضح، واستراتيجيات لحماية وتعزيز صحة المرأة باعتباره حقاً، وهذا ما أقرّت به وزارة الصحة - وإن كان على استحياء ويتصدر السودان دول العالم في نسبة وفيات الامهات في الولادة، وقد ذكر تقرير أن الولاده التي صاحبتها مضاعفات تتراوح ما بين (27%) في الشمالية، و(60%) بولاية النيل الأزرق.
كابوس رحلة اللاّعودة.. ووفاة أم أثناء الولادة موت للمجتمع
مدخل وتساؤلات
الحمل الذي يؤثر تأثيراً ضاراً على صحة الام والطفل أو كليهما مما يودي بحياتهما في النهاية يعتبر هو الحمل الخطر، يا ترى هل تكون المرأة الحامل على دراية تامة بأسباب هذه المخاطر؟ أم أن تحقيق حلم (الامومة) يعبتر (كابوساً) حقيقياً على الدوام؟ حتى ولو مرت مراحل الحمل بسلام وتم استقبال المولود بالزغاريد والفرح المميز.. كم من امرأة أكملت جاهزيتها وتخضبت (بالحناء) وجددت اثاث بيتها وودعت بالزغاريد وسط صرخاتها ولكن ذهبت إلى رحلة اللاعودة ابداً؟ ومن غير كلمة وداع! هل كان (القاتل) البيت أم (الشارع) ام مركز الخدمة الصحية؟ أم ماذا؟ وهل موت الامهات لا يحرك ساكناً؟ متى تضج وتفزع البلاد كل البلاد لامرأة ماتت بسبب الحمل لانها وجدت الاهمال والقصور في الريف والحضر؟ هل يمكننا (الوصول) إلى حمل بلا مخاطر؟ ام ان هذه (الخدمة) غير متوفرة؟ هل هناك احصائية وافية لمعرفة أسباب وفيات الامهات؟ ام انها ليست ضرورية؟ لان الموت قضاء وقدر وهذا وحده يكفي؟ هل يمكننا ان نفتح (نافذة) لكي تستمع الأم برحلة حملها لان فقدانها يعتبر فقدان اسرة وبالتالي فقدان مجتمع.
ان النظام الصحى فى السودان يحتاج إلى وقفة وهزة عنيفة حتى تنعدم تماماً وفاة أم بسبب الأحمال أو تحمل الجهة التي حدثت فيها الوفاة المسؤولية كاملة، ومحاسبة المسؤول الأول في هذه الحالة بدءاً من البيت مروراً بالشارع (الوعر) وصولاً إلى الوحدة الصحية التي تقدم الخدمة ورعاية الحوامل وولادتهن وهذا هو الحل الناجع، فلا يعقل ان تزداد نسبة الوفيات للامهات دون ان يحرك فينا ساكناً، فمعلوم ان مخاطر الحمل تتراوح قبل وأثناء وبعد الولادة وكل مرحلة تحتاج لمعاملة خاصة، ومرحلة ما قبل الزواج والكشف في تلك الفترة يعتبر مدخلاً إيجابياً في المعالجة المبكرة وهذا لا يمنع الزواج ولكنه يفيد في التعامل في حالة وجود مرض ربما يسبب حرجاً اذا ما حدث حمل من دون معرفة عواقب ذلك في ما يعرف (بالحمل الحرج) لتأتي مرحلة الزواج التي يتم فيها ايضاً الكشف على الزوجة قبل وأثناء الحمل للامراض المزمنة مثل الضغط والسكري وامراض القلب والامراض المصاحبة للحمل مثل الانيميا واليرقان والتهاب الكلى، وايضاً حالة الحمل التوأم أو اكثر وحالة الأم اذا كانت بكرية (اول حمل لها) وفي حالة الحمل المبكر أقل من 18 سنة او المتأخر اكبر من سن 35 سنة ومثل هذه الحالات تستوجب المتابعة المبكرة والمستمرة والولادة بالمستشفى، ودورنا ينحصر فقط في وضع الخطط والإشراف والمتابعة والميزانية وتؤول السلطة التنفيذية للولايات ونتحمل فقط 50% من المسؤولة وتواجه حقيقة ظروف التنفيذ بالولايات الكثير من المخاطر واذا لم يرتق المسؤولون لمستوى مسؤولياتهم وادراكهم بأن موت أم يعتبر موت اسرة وبالتالي موت مجتمع، واذا لم يكن هناك اهتمام سياسي بهذه القضية والعمل على (انقاذ أم انقاذ اسرة) وليكن هذا هو الشعار المرفوع ولا تمر أي حالة وفاة لحامل دون محاسبة ومساءلة لمعرفة أوجه القصور اولاً،.
مبادرة الأمان للأمهات توفير قابلة مدربة لكل قرية
يفقد العالم سنويا (12) مليون طفل، منهم (4) ملايين حديثي الولادة فيما يحتل السودان المرتبة الرابعة من حيث وفيات الأمهات حسب الإحصائيات التي تؤكّد حدوث (509) حالات وفاة لكل مائة ألف ولادة حية، من جملة دول إقليم حوض البحر المتوسط، بينما تؤكّد الإحصائيات كذلك حدوث (104) حالات وفاة من بين كل (1000) ولادة حية وتبلغ وفيات الرضّع (68) من كل الف رضيع، فيما يبلغ عدد وفيات حديثي الولادة (31) من بين كل الف طفل، والمؤسف حقا أنّ هذه الإحصائيات لم تشمل الولايات الجنوبية مما يشير إلى أن الوضع الآن أكثر تفاقما...
منقول
|
|
 
|
|
|
|
عاطف محمد أحمد زكريا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست