|
|
 هل يفجر محمود نجاد قنبلته النووية في مجلس الأمن غداً ؟
|
أمداء
محمد عبد القادر سبيل
هل يفجر نجاد قنبلة ايران النووية غدا في مجلس الأمن؟
__________________________________________________
الأمر برمته قد لا يعدو أن يكون مجرد خيال، ولكنني مازلت احتفظ لنفسي بحرية الاعتقاد الجازم فيه، والتعويل عليه، فالقرائن عديدة،( وقلب المؤمن دليله ) .
أجل أن ايران تمتلك بالفعل قنبلة نووية واحدة على الأقل !، منذ وقت طويل، سابقة لأنداع الأزمة الأخيرة المستمرة بينها وبين دول الاستعمار .
ظني ( وان الظن لا يغني من الحق شيئا ) هو أن تلك القنبلة ، وربما القنابل، قد اقتنتها ايران من سوق دول الاتحاد السوفيتي المنحلة، خاصة بعيد تفكهها بقليل، في ظل حاجة بعضها الى اعادة التأسيس ، ومواجهة الفقر الاقتصادي المدقع ابان السنوات الأول من تسعينات القرن المنصرم.
فلقد وصلت الحال ببعض تلك الدول المستقلة من الاتحاد الى بيع ( هدومها ) لكي تستمر في الحياة، وبالطبع فان فقدان رغيف الخبز ، سيبرر قرع جرس المزاد فوق ترسانات من الاسلحة !.
فالخبز هو الأهم من السلاح والأشد لياقة بالحياة. لذلك فالأمر مفهوم ومبرر حتى على المستوى الاخلاقي.
وهكذا باعت لأقرب مقتدر حريص، وليس هنالك في الجوار جاهز ( والمبلغ في جيبه ) سوى ايران التي خدمتها مشكلة صدام والكويت حيث انشغل العالم كله بذلك الغزو، فبدأت تلعق جراحات حربها ضد صدام وتعيد بناء نفسها بسرعة ، وان اقصر الطرق لهي القنبلة النووية.
واحسب ان افضل من يعرف هذا أو يستطيع توقعه وحساب عواقبه .. اسرائيل.
مواقف ايران المتشددة ، وثقتها المطلقة بنفسها، وعدم استعدادها لتقديم اية تنازلات جوهرية لضغوط الغرب المستمرة، وتصريحات رئيسها نجاد ، تفيد جميعا بأن وراء الأكمة ما وراءها. ( الزول مالي ايدو)
واما اذا ادخلنا في الصورة مواقف روسيا المرتبكة ، ووقوفها صفا واحدا مع ايران ، ربما للسيطرة عليها ، حتى لا تكشف السر فيفتتضح الأمر، أو حتى لا تتهور فتعمد الى استخدام القنبلة على حين غضبة زائدة ، وماهي الا ضغطة على زر أملس ويتغير وجه الأرض.. كل ذلك يفيد بأن زعمنا قد يكون صحيحا.
خاصة لو راجعنا جيدا التصريحات الروسية ازاء هذا الشأن خلال السنتين الماضيتين ، فسنلمس رسالة خافتة تشي للغرب بأن لا يتمادوا في استفزاز ايران والا يفكروا في اخضاعها بالقوة ، وأن يحاولوا فقط الوصول معها الى تسوية منطقية ، ان لم تكن كتسوية بريطانيا مع ليبيا، حيث سلمهم العقيد ( الأول والتالي) من اسلحة دمار شامل ، عن يد وهو صاغر ، ان لم تكن كذلك فانها يمكن ان تكون تسوية من نوع آخر مفاده الا تستخدم طهران قنبلتها المشتراة بسعر الجالب المضطر في السوق الفقراء، لا تستخدمها حتى في أسوأ الظروف ، وأن تبقيها للردع والتوزن الاستراتيجي فحسب ، أو أن تجعلها تحت سيطرة مشتركة مع موسكو. ولكن الغرب لم يفهم رسائل روسيا كما يبدو، أو لم يقبلها ولذلك مضت الأزمة الى هذا الحد الذي بين ظهرانينا.. حد المواجهة المتصاعدة نحو الدمار الشامل الذي سيعني الكثير بالنسبة للكل ، بمعني بالنسبة لمن هو حريص عليه كأسرائيل ( واللوبي اليهودي في الكونغرس وفي الشارع الأمريكي) أو من يخشاه كدول الخليج وامريكا نفسها باعتبار مصالحها النفطية.
روسيا بالطبع ما يزال أمامها خيار بديل ، في أسوأ الظروف ، للخروج من هذا الحرج الشديد الناجم عن عدم تحمل مسؤوليتها كدولة كبرى حين لجأت الى بيع سلاح فتاك كهذا لنظام راديكالي ثوري كالذي في ايران، وسيبرز سؤال هنا فورا: ترى هل باعت موسكو او انها على استعداد ، أو كانت في يوم ما على استعداد لتبيع القنبلة النووية لكائن من كان طالما لدى هذا الكائن المال؟
الله وحده أعلم ، فالدولة التي نفترض انها باعت ، سوف لن يكون بمقدورها ان تجيب الآن، فالأمر جلل، والخوف كل الخوف ليس من ايران وحدها ، وانما من اسرائيل التي قد توقظ الفتنة وتستدرج طهران لكشف اوراقها ، أو احراق اوراقها في حقل نفط عريض اسمه الشرق الاوسط.
فما هو الحل حينئذ؟
للخروج من المأزق ، نظن - ونستعيذ بالله من ظن السوء - انه كان لزاما على روسيا المساعدة بقوة وفعالية في بناء منشآت نووية ايرانية، واعلان تقديمها للمساعدات الفنية واللوجستية اللازمة لتكامل تكنولوجيا انتاج تلك القنبلة في نهاية المطاف.. حتى يقال بعد مدة ان تلك القنبلة انما هي وليدة اليوم لا البارحة، وانها انتجت من جانب ايران بمساعدة روسية محدودة ومسموح بها دوليا!! هذا غطاء آخر.
سيناريو كهذا سوف لن ترفضه طهران بالطبع، لأنه سيظهرها في مظهر القوة ويمنحها وزنا افضل من صورة المستهلك.
وليس خافيا على أحد كيف تحرص ايران من خلال الاعلام، و بمعدل اسبوعي تقريبا، على الاعلان عن خطوة نوعية اضافية باتجاه امتلاك القنبلة ، وأن المشروع قد شارف على الفراغ منه، وهي في ذلك كمن يسابق الزمن ، أو يستبق قرار منعها من حق امتلاك السلاح الشيطاني، فاذا افترضنا ان ما كانت تستبقه طهران هو قرار مجلس الأمن المزمع تبنيه غدا الأربعاء ، فان انسب وقت لأعلان ايران دولة نووية بصورة نهائية هو هذا الاجتماع نفسه وفي عقر دار سلطان الدول الاستعمارية ( مجلس الأمن) وداخل البلد العدو الأول :امريكا!.
هنا فقط نتوقع ان يفجر النجم الدولي أحمدي نجاد المفاجأة الأشد ادهاشا في تاريخ مجلس الأمن، وسيكون لزاما على المجلس ، من الآن فصاعدا، ان يتعامل مع سلاح ايران النووي كأمر واقع ، فاما التعايش ( كما بكر نجاد نفسه الى طلبه من قبل)، أو البحث عن اساليب أخرى ، كنموذج بيونغ يانغ ( التعويض عن عدم الاستمرار)، أو نموذج لليبيا ( التجريد الكامل ) عبر الدبلوماسية القذرة والجزرة المريرة.والله اعلم.
محمد عبد القادر سبيل
[email protected]
_______________
رب اشرح لي صدري
|
|
 
|
|
|
|
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست