الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
قـصـيــدة أعــجـبـتـنـي للدكتور ( أحمد الشرقاوي )
|
اقيثارتي يا احب غناء بعين القمر لماذا يسافر طير المشاعر وينهال في الروض دمع الزهر لماذا يهيم شعاع الخريف وينساب فوق نشيد المطر اجل أنت نبض الحياة بقلبي وأشرعة الحب والفجر أنت وأنت وأنت لماذا أحبك كيف تموت شجوني لديك وينساب عمري علي ساعديك فأدرك بعد ليالي العذاب بأني تجاوزت حد السحاب وإني إعتليت قباب البشائر وإني رقيق كخفقة طائر كأوتار شاعر
أقيثارتي أتاتين فوق محار الشواطئي تعيدين للقلب هجع الوتر فترحل أحزان ماضي وحاضر بأعذب لحن علي الأرض روض المشاعر
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: قـصـيــدة أعــجـبـتـنـي للدكتور ( أحمد الشرقاوي ) (Re: هاشم أحمد خلف الله)
|
... شكرا اخى هاشم كونك تجمل يومنا بشعر العاطفة و شجون المُحبين ، و عجبنى كثيرا سؤال الشاعر القائل : لماذا يسافر طير المشاعر .. و ينهال في الروض دمع الزهر ؟ و هذا من نوع الاسئلة السرمدية اللتى من الافضل ان لا نجد لها اجابة حتى نضمن استمرار مواكب الشعر العاطفى في حراكها المُبدع و زحفها المجيد ! و كان الراحل عبد الرحمن الريح قد لاحظ قديما ان لمحبوبته جاذبية و روح ماخوذة من رقة الازهار !! و الشعراء غريبى الاطوار بحق عندما يقعون في الحب ، فشاعرك جعل للزهر دموع ! و سيد عبد العزيز كان ذات مرة و بسبب حب بنت خالته و هيبة قد جعل الغزالة تقف في الموقف المفضوح بينما راح هو مذبوحا بين الرياض ! و ياليت لو ان ناس معاوية رفعوا لنا اغنية أنة المجروح هذه في بوست ابوداؤد ! و محجوب شريف من قبل كان قد حول العالم الى ربوة عالية جميلة عليها نسيم الصبح مخدة و ذلك في احدى حالات الجنون حيث صار (يطقع و يفلع) في الناس باجمل المفردات و التعابير : احلى فصول العمر حنانك .. و اجمل سكة مشيتها حنانك .. احبك .. احبك انا مجنونك .. و قصيدة الشرقاوى استدعت عندى (ولا ادرى لماذا) تلك القصيدة التى كتبها قديما بدر شاكر السياب و كانت قد مثلت نقلة محورية في مسار شعر العاطفة الواصل الينا في السودان في اطار مدرسة الشعر الحديث الغير عامودى : عينا حبيبتى غابتا نخيل ساعة السحر .. او شرفتان راح ينأى عنهما القمر . . و اسمها انشودة المطر ، و ياليت لو وصلتنا هنا ايضا ، و حال السياب هو ذات حال الشاعر السودانى الذى صرعته عينا محبوبته النفيسة فقال : دخلنا الغابة و شفنا ميسا .. و كشفنا اسرارها الغميسا .. وهذا كله قول علي قول بسبب اننا داخل مملكة الشعر .. نسأل الله ان يعيد للشعر دولته في السودان فهى خير من دولة الحكام الغير منتخبين .. وان يتمكن ناشئة المحبين من اقتباس اجمل الكلمات من لدن الغيوم و الشمس و من منصح الوادى المخدر دِرو الذى افنى فيه الحردولو الكبير جُل وقته و طاقته العاطفية ، ليكتبوا بها شعرا و خطابات غرام يهدونها لاميراتهم و توائم روحهم من بنات السودان المشرئبة قلوبهم للحب و الوداد و تحديات بناء الأسرة و الاوطان
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قـصـيــدة أعــجـبـتـنـي للدكتور ( أحمد الشرقاوي ) (Re: ismeil abbas)
|
الشاعر المرهف هاشم خلف الله قصيدة رائعة إستدعيتها لنا من ذاكرتك الصافية لتنقلنا عبرها لألق الكلمة وصدق الأحاسيس ، وقد أبدع أخي أحمد طراوة في السرد والتعليق وأشاركه الأحساس بأن هذه الأبيات تذكرنا برائعة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ( أنشودة المطر ) وهي قصيدة وعنوان لديوان الشاعر قام بكتابته في عام 1962 م حيث جسَّد في هذه القصيدة عدة مواضيع للدلالة على الحالة التي كان يعيشها العراق في ذلك الوقت وما أشبه الليلة بالبارحة !!
وكما طلب أحمد طراوة لنستمتع أيضا مع قصيدة أنشودة المطر ( 1954 م )
أنشودة المطر عيناك غابتا نخيل ساعة السحر، أو شرفتان راح يناي عنهما القمر. عيناك حين تبسمان تورق الكروم وترقص الأضواء... كالأقمار في نهر يجره المجذاف وهنا ساعة السحر كأنما تنبض في غوريهما، النجوم... وتغرقان في ضباب من أسى شفيف كالبحر سرح اليدين فوقه المساء، دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف، والموت، والميلاد والظلام، والضياء، فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء ونشوة وحشية تعانق السماء كنشوة الطفل إذا خاف من القمر! كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم وقطرة فقطرة تذوب في المطر... وكركر الأطفال في عرائش الكروم، ودغدغت صمت العصافير على الشجر أنشودة المطر... مطر... مطر... مطر... تثاءب المساء، والغيوم ما تزال تسح ما تسح من دموعها الثقال. كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام: بأن أمه - التي أفاق منذ عام فلم يجدها، ثم حين لج في السؤال قالوا له: "بعد غد تعود..."- لابد أن تعود وإن تهامس الرفاق أنها هناك في جانب التل تنام نومة اللحود تسف من ترابها وتشرب المطر، كأن صيادا حزينا يجمع الشباك ويلعن المياه والقدر وينثر الغناء حيث يأفل القمر. مطر... مطر.... أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟ بلا انتهاء - كالدم المراق، كالجياع، كالحب، كالأطفال كالموتى - هو المطر! ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروق سواحل العراق بالنجوم والمحار، كأنها تهم بالشروق فيسحب الليل عليها من دم دثار. أصيح بالخليج: "يا خليج يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والردى! فيرجع الصدى كأنه النشيج: يا واهب المحار والردى.. أكاد أسمع العراق يذخر الرعود ويخزن البروق في السهول والجبال حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال لم تترك الرياح من ثمود في الواد من أثر. أكاد أسمع النخيل يشرب المطر وأسمع القرى تئن، والمهاجرين يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع، عواصف الخليج، والرعود، منشدين: مطر... مطر... مطر... وفي العراق جوع وينثر الغلال فيه موسم الحصاد لتشبع الغربان والجراد وتطحن الشوان والحجر رحى تدور في الحقول... حولها بشر مطر... مطر... مطر... وكم ذرفنا ليلة الرحيل، من دموع ثم اعتللنا - خوف أن نلام - بالمطر ... مطر... مطر... ومنذ أن كنا صغارا، كانت السماء تغيم في الشتاء ويهطل المطر، وكل عام حين يعشب الثرى - نجوع ما مر عام والعراق ليس فيه جوع. مطر... مطر... مطر... في كل قطرة من المطر حمراء أو صفراء من أجنة الزهر. وكل دمعة من الجياع والعراة. وكل قطرة تراق من دم العبيد فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد أو حلمة توردت على فم الوليد في عالم الغد الفتى، واهب الحياة مطر... مطر... مطر... سيعشب العراق بالمطر... أصيح بالخليج "يا خليج".. يا واهب اللؤلؤ والمحار، والردى! فيرجع الصدي كأنه النشيج: " يا خليج يا واهب المحار والردى". وينثر الخليج من هباته الكثار، على الرمال، رغوة الأجاج، والمحار وما تبقي من عظام بائس غريق من المهاجرين ظل يشرب الردى من لجة لخليج والقرار، وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق من زهرة يربها الفرات بالندى. وأسمع الصدى يرن في الخليج مطر... مطر... مطر... في كل قطرة من المطر حمراء أو صفراء من أجنة الزهر. وكل دمعة من الجياع والعراة وكل قطرة تراق من دم العبيد فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد أو حلمة توردت على فم الوليد في عالم الغد الفتي، واهب الحياة. ويهطل المطر.. ــــــــــــ
| |
  
|
|
|
|
|
|
|