الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 06:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2007, 07:16 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض )

    عامان من السلام : حساب الربح والخسارة (21)
    النقيض والبغيض والعريض
    ________________________________________
    المحسنات اللفظية والسياسة
    نأتي في هذا المقال على حديث السيد الصادق عن '' النقيض '' وهو مشروع الحركة ، و'' البغيض '' وهو مشروع الإنقاذ ، ثم '' العريض '' وهو مشروع سيادته . وبعيداً عن المحسنات اللفظية التي قد تفيد في الأدب الإنشائي إلا أنها لا تقوى على الوقوف على ساق عند التحليل السياسي مالم تثبت ببرهان ، نتساءل عما هى النقائض فيما دعت له الحركة ؟ لقد ظل الراحل قرنق ، منذ النشأة الاولى للحركة التي قادها ، يتحدث عن ضرورة التغيير التحولي mutation)) في مجتمع متنوع مثل المجتمع السوداني بحيث تتوالف النقائض الكامنة في تنوعه عبر الامتصاص التلقائي ، أوالتكافل الحيوي بين الأجزاء المتعضية ، أي المختلفة (symbiosis )وإن كان هذا هو حال التكافل في علم الأحياء بين الاجزاء الحيوية إلا أن التوالف بين المتفرقات ، في حالة المجتمعات البشرية ، لا يتحقق الا باطراح الفوارق والاستمساك بالجوامع ، أو كما قال الامام الشاطبي في مجال آخر ، بـ '' تكثيف الجوامع وتقليل الفروق '' . فالذي يجمع بين أهل السودان على اختلاف مللهم وأعراقهم هو الوطن ، دون أن يغمط هذا حق أي جماعة في ذلك الوطن في ان تستدعي ماضيها ، وتبجل مواريثها ، وتتمسك بقيمها . في ذات الوقت ، تبقي الرابطة التي توحد هذه الجماعات في الاطار الأوسع هى الوطن والانتماء لذلك الوطن (المواطنة ) . فما هى النقائض في هذا ؟ أوليس أقرب للعقل والمنطق والذائقة ان تقول ، كما جاء في الاتفاقية والدستور ، '' جمهورية السودان دولة مستقلة ذات سيادة ، وهى دولة ديموقراطية لا مركزية تتعدد فيها الثقافات واللغات وتتعايش فيها العناصر والاعراق والاديان '' ( المادة 1 (1) ) ، أو تقول '' التنوع الثقافي والاجتماعي للشعب السوداني هو أساس التماسك القومي ، ولا يجوز استغلاله لاحداث التفرقة '' ( المادة الفرعية (ج) من المادة الرابعة ) ، من ان تقول '' السودان مسلم عربي زنجي افريقاني بجاوي نوبي مختلف الاديان والاعراق '' ، كما اراد السيد . تُرى أولم نكن لنصبح هزأة في العالمين ان اوردنا نصاً كهذا في دساتيرنا ؟ فالسودان مسلم حقيقة ، ولكن في السودان أيضاً أهل دين وكتاب آخر وأهل ديانات تقليدية . في السودان أيضاً أقوام آخرون غير اولئك الذين عددهم السيد ، ولا نحسبنه اراد لهم جميعاً ان يُدرجوا تحت من اسماهم بالزنج وهو تعبير انثروبولوجي يتحرج علماء السياسة من استعماله خارج اطاره التاريخي . والسودان افريقي بحكم الجغرافية ، والتكوين السلالي لأغلب أهله ، وتداخل القوميات في ذلك التكوين ، ولكنه بالقطع ليس افريقانياً لأن الافريقانية (africanism ) توجه وخيار سياسي . تأمل ، السيد رئيس حزب الأمة الذي يتهم الكاتب ورئيس الحركة بالافريقانية دون أن يملك دليلاً واحداً على ذلك ، يطلق نفس الصفة على سودانه الذي يتمناه .
                  

03-06-2007, 07:20 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: علي محمد علي)

    يواصل الدكتور فيقول: (ذلك الخيار (الافريقانية) تمناه الامام على رجل مزهو بثقافته العربية ، وما ذلك الا للالقاء به في موضع يسهل انتياشه منه . هذه اونطجية سياسية ، وليست محاورة مفكرين .)
                  

03-06-2007, 07:23 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: علي محمد علي)

    ثم يكمل مقاله : (ذلك الخيار (الافريقانية) تمناه الامام على رجل مزهو بثقافته العربية ، وما ذلك الا للالقاء به في موضع يسهل انتياشه منه . هذه اونطجية سياسية ، وليست محاورة مفكرين . فآراء هذا الكاتب حول الثقافات السودانية ورد في اكثر من كتاب: ''النخبة السودانية'' ، ''جنوب السودان في المخيلة العربية'' ، ''السودان: أهوال الحرب وطموحات السلام'' . وفي الكتاب الأخير ، تناولنا الموضوع في قرابة المائة صفحة في الباب الثاني : ''السودانيون: من هم والى أين ؟ ''. وكان رأينا ، ومازال ، إن اللغة و الثقافة العربية اصبحتا ضحيتين لذرائع السياسة منذ أن أخذ بعض مثقفينا يستذرعون بهما كوسيلة للتمييز بين ، أو الاستعلاء على ، أبناء وبنات الوطن الواحد . ولعلنا ننقل هنا اشارتين في ذلك الكتاب . الاولى هي قولنا إن ''اللغة العربية تستطيع ان تقوم بدور محوري في تحقيق التجانس الثقافي داخل السودان شريطة ان لا يُقسر عليها الآخرون، فالوحدة الثقافية لن تتحقق أبداً عبر فرض التماثل ، ولكن باتاحة الفرصة لكل الثقافات كيما تتفتح ، وتنفتح على بعضها ، وتتلاقح. فالتجانس (homogenization ) ليس رديفاً للدمج القسري و الهمينة (hegemonization ) ولو اعاد الشماليون قراءة تاريخهم جيداً لأدركوا بان الامتصاص التلقائي كان هو السبيل الذي طرقته العربية عند دخولها للسودان ، واعطت ثقافة الشمال نفسها الصفة السودانية التي ميزتها'' (صفحة 669) . وهذا حقاً هو ما ذهبت اليه الاتفاقية عندما اعترفت دستورياً بلغات السودان المحلية ، الى جانب العربية السائدة ، كلغات قومية وانشأت مجلساً لتطوير هذه اللغات و الثقافات يُعين على التلاقح بينها حتى يتوحد الوجدان الوطني . وبذلك القرار لم نجئ داهياً مُنكراً فقد سبقنا إليه أحفاد عقبة بن نافع وسحنون صاحب المدونة (الجزائريون) عندما اعترفوا بلغة الأمازيغ كلغة قومية ، أو اعتراف أحفاد العباسيين منذ عهد صدام باللغة الكردية كلغة قومية ، دون أن ينبري لهم من يتنطع بالحديث عن محو الثقافة العربية في الجزائر أو اللغة العربية في العراق .
    الاشارة الثانية هي تعقيبنا على رأي لجون فول (John Vol )، وهو واحد من اساتيذ الدراسات السودانية الذين نبغوا فيها . قال فول: ''ان مستقبل السودان على المدى الطويل يتوقف على قدرة السودانيين على تطوير التوازنات المهزوزة الى توليفة وطنية . و الشعراء و الموسيقيون هم رواد وحُدَاة هذا الطريق . بقي أن ننتظر لنر إن كانت القيادة السياسية للحكومة و المعارضة قادرة على اتباع اولئك الفنانين '' (نفس المصدر). تعقيباً على ذلك قلنا إن ''الثقافة العربية ستكون في وضع أفضل ان ترك امر نموها للسيرورة الطبيعية ، ولإبداعات اهل الفن الذين يخاطبون الوجدان، بدلاً من ايكال أمرها الي الساسة الانغلاقيين ، و المهووسين الدينيين ، و العنصريين ذوي الخيلاء التلقائية . فالفنون تلعب بالصوت والكلمة والحرف على أوتار القلوب ، وحنايا الوجدان ، ولا تعبر إلا عن اسمى العواطف في البشر'' . وعلى سبيل المثال ، كان الفنان العظيم ، الاستاذ محمد وردي أقرب الى أوتار قلوب الجنوبيين ، بوجه عام، و مناضلي الحركة ، بوجه خاص و الحرب في أوجها ، من الكثير من السياسيين الانغلاقيين. ارتحل اليهم ذلك الفنان النوبي حيث كانوا ليتغنى بلسان عربي غير ذي عوج ، فحفظوا اغنياته ، ومازالوا يرددونها .
    ولعل من أروع مظاهر التعبير عن الوجه الثقافي السوداني بملامحه المختلفة الفن التشكيلي . فالتشكيل تصوير ابداعي للواقع ، وفي بعض الاحيان احتجاج على ذلك الواقع . ورغم أن الفنان يعطي اشكالاً لما لا شكل له ، الا أن الرائي المتبصر يقرأ في تلك الاشكال وجهاً للسودان لا يتفق مطلقاً مع الرؤية السطحية له من جانب الذين لا ينفذون الى الأعماق ، أو تلك المفتعلة من جانب مزيفي الوعي . في ذهننا فنانون أفذاذ مثل الراحل صاحب الأفانين عثمان عبدالله وقيع الله ، عطر الله ثراه ، و ابراهيم الصلحي الذي ينبغي أن نعترف له بالفضل في ابتداع بيداغوجيا تشكيلية ذات مفردات بصرية رائعة مازجت بين الخط العربي و النمانم الاسلامية و الزخرفة الافريقية . وعلى نهج الصلحي سار صحبه المبدعون حسين جمعان ، وشبرين ، ورباح ، واحمد عبدالعال ، وراشد دياب . ثم من بعد تلاميذهم الكُثر الذين ازدانت صالات الفنون عبر العالم بآثارهم.
    الى جانب اولئك برزت طائفة أخرى من التشكيليين كان لها ، هي الأخرى، قصب السبق في اضفاء طابع سوداني معاصر على التراث النوبي الذي يتمنى البعض محوه من الذاكرة مثل الدبلوماسي الراحل صالح مشمون وحسان علي أحمد الذي ازدهت صالات العرض في القاهرة ودول الخليج برسومه الباهرات . فالوطن ليس ظاهرة جغرافية فحسب ، بل هو أيضاً ظاهرة ثقافية متعددة الصفات والألوان . ولا يمكن التعبير عن تلك الظاهرة في الاوطان ذات التنوع الثقافي الكثيف مثل السودان ، في ظل احادية ثقافية تسحق الخصائص الثقافية للآخر .
    بدا لنا ، في معرض تعقيب السيد الصادق على ورقة الدكتور الواثق ، أن ذلك السحق امتد حتى لحضارات السودان القديمة . فمن بين ما أخذه السيد الصادق على دعوة قرنق للسودان الجديد اشاراته للحضارة الكوشية ، وتصوير تلك الاشارات بانها محاولة لطمس الاسلام . هذا حديث يأسى له المرء عندما يجئ من زعيم لوطن فيه العرب والنوب والنيليون . أو عندما يصدر من مفكر كبير يعرف أن ذلك الوطن هو مسقط رأس أولى حضارات الانسان: الحضارة النوبية. وعلى أي ، لاندري كيف يطمس الاسلام تاريخاً غابراً لم تبق منه الا الرسوم ، إلا أن كان المراد هو افراغ الذاكره الوطنية من ماضيها. ومن الغريب أن يدرك قرنق الجنوبي ، لا الصادق الشمالي ، بحسه أهمية تلك الحضارة مما حمله على أن يطلق على عاصمة المناطق التي كانت تسيطر عليها الحركة في الجنوب القصي اسم كوش الجديدة (New Kush) ولعل وراء اختياره للأسم أيضاً رسالة للانغلاقيين الجنوبيين فحواها أن السودان الكبير الذي ينشد توحيده على أسس جديدة هو وطن ذو تاريخ مجيد. ولعلنا نسأل هنا كم لأحزابنا السياسية أو قادتنا السياسيين في الشمال ، باستثناء الجهد المقدر الذي قام به الراحل عبد الخالق محجوب ، أو في الجنوب ، قبل أطروحات قرنق ، من رؤى عن التمازج بين حضارات السودان القديمة والمعاصرة؟ وما هو مدى الأهتمام الذي أولوه لموضوع التلاقح والتمازج الثقافي كعنصر أساس من عناصر تكوين الأمة في أبحاثهم وبرامجهم ؟ هذه القضايا لا ترد ـ إن وردت ابداً ـ الا في باب الشعارات مثل '' الاعتراف بتعدد الثقافات واللغات والأديان '' ، دون أن يلحق بالشعار تبيان لوسائل تشكيله دستورياً وقانونياً ، أو تفعيله برمجياً . لهذا ، نزعم أن كل ما يردد اليوم حول التلاقح بين ثقافات السودان ولغاه المختلفة ، بعد سنوات من العمل الاقصائي للثقافات السودانية غير العربية ، هو ارتداء لقمصان الغير : القمصان النظرية التي حاكها ترزي ماهر يدعى جون قرنق.
    الخلاف مع الحركة
    ندلف من بعد ، على حديث السيد الصادق حول بدايات خلافه مع قائد الحركة والتي عزاها لاختلاف الرأي حول المفاوضات ، والحقيقة غير . فمفاوضات الحركة مع الايقاد سبقت مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ولهذا كان من قرارات التجمع الموافقة على استمرار الحركة في تلك المفاوضات . وفي اكثر من محاولة سعت الحركة ، من جانبها ، لاشراك التجمع في تلك المفاوضات وانتقت لتلك المهمة واحداً من انجب ابنائها ، بل كبير مفاوضيها في جولات الايقاد ، (نيهال دينق نيهال) ، للعمل كمنسق للوفد الذي اختاره التجمع للقاء وسيط الايقاد . وكان ذلك الوفد بقيادة الفريق عبد الرحمن سعيد الذي خلف الراحل فتحي أحمد علي كنائب لرئيس التجمع و أبلى بلاءً حسناً في الدفاع عن الحرية طوال قيادته للتجمع . تلك المهمة فشلت قبل ان تبدأ كما اوضحنا في المقال السابع. لهذا لم تكن هناك مدعاة لأي توافق جانبي بين حزب الأمة ، العضو في التجمع ، وبين الحركة حول مسار التفاوض ومآلاته .
    الخلاف ، في حقيقته ، بدأ عندما قرر حزب الأمة ، لاسباب أبداها ، ان يسلك التجمع طريق التفاوض مع نظام الانقاذ دون أي شروط مسبقة . هذا أمر رفضه التجمع ولم يقبله رئيس حزب الأمة ، بل ذهب بعده لوصف التجمع بـ '' القط الذي لا يحسن اصطياد الفيران '' . تبعاً لذلك ، قرر حزب الأمة ان يتجه منفرداً للتفاوض مع نظام الانقاذ في جيبوتي ، ومن ثَمَ كان الاتفاق على '' نداء الوطن '' . وتعبير النداء أُريد به ان يكون الاتفاق دعوة للتجمع ، بما فيه الحركة ، للانضمام الى ركب السلام . وقد بلغت ثقة السيد فيما أنجز خلال يوم واحد في جيبوتي حداً كبيراً دفعه للقول ، قبل عودته الى الخرطوم ، إنه حقق باتفاقه ذلك تسعين بالمائة من مطالب التجمع ، ثم أضاف: '' ذهبنا لنصطاد أرنباً فاصطدنا فيلاً '' .
    تلك كانت هى بداية النزاع ، خاصة من بعد ان أخذ رئيس حزب الأمة يصف الحركة ورئيسها بـ '' اصحاب الاجندات الحربية '' ، وكأن تلك '' الاجندة الحربية '' لم تكن مطروحة عندما كان حزب الأمة هو المعاضد الاول للحركة الشعبية في الجبهة الشرقية . لم تسأل الحركة السيد الصادق : اين الفيل يا خليل ؟ قبل انتهائه لوصف ما قنصه في جيبوتي بـ '' الفطيسة '' ، والفطيس من الحيوان هو ما يموت منها دون علة ظاهرة . صحابه في التجمع ، ومنهم الحركة ، كانوا يدركون مواطن العلل في الفيل الموهوم.
    الفيل والبازي الأشهب
    بموقفه ذلك ، وبصرف النظر عن دور حزب الأمة العسكري في المعارضة ، فقد السيد الصادق مكسباً كبيراً احرزه لنفسه ولحزبه عندما كان يقود المعارضة في الداخل تحت راية الجهاد المدني وفق النهج الغاندوي ، وبوصفه الحاكم الشرعي الذي انتزع منه الحكم اقتساراً . وكان الراحل وحزبه على رأس الذين اندفعوا للاشادة بمواقفه ودعمها في المحافل الاقليمية و الدولية . على أن كثيرين يخطئون فهم المدلول الحقيقي للمعارضة التي كان المهاتما غاندي يقودها في الهند ضد الامبراطورية ، إذ يصفونها مرة بالمعارضة السلبية ، وأخرى بالعصيان أو الجهاد المدني . بيد أن الـ ''اساتيا قراها'' ( الاسم الذي كان يطلق على الجهاد الغاندوي ) لا تعني هذا ولا ذاك ، وانما تعني المغالبة الروحية ، أي هزيمة الخصم أخلاقياً . ومنذ اللحظة التي يضفي فيها السياسي شرعية على المُتَغلب الذي يحاربه تنتفي المغالبة الروحية ، خاصة عندما يكون الثمن الذي تقاضاه لشرعنة حكم الغَلبَة ثمناً بخساً . وهل هناك ما هو أبخس من الفطيسة؟ السيد الصادق ، فيما نرجح ، يريد من الناس ان يقولوا سمعاً وطاعةً ان افضى برأي مثل قوله '' جئتكم بالفيل ''. كما يريد منهم ان افضى برأي نقيض بعد أشهر معدودات كقوله : '' الفيل فطيس '' ان يقولوا ايضاً ، سمعاً وطاعة ، وبامتنان فائق . الحركة والتجمع لم يكونا ممتنين البتة بذلك الكسب ، فكان الخلاف .
    رغم ما قاله السيد الصادق المهدي بأن لا خلاف مبدئي بينه وبين الراحل إلا أن بعضاً من اشاراته في التعليق على ورقة د. الواثق تكشف عن خلاف ، وهو خلاف مفتعل . في ذلك التعليق ثابر السيد الصادق على نسبة الراحل وحركته للماركسية ، وعمدة دعوته تلك هو الاشارات في مانفستو الحركة في عام 1983 للتحول الاشتراكي، أو الامبريالية . كما طفق آخرون ينبشون الوثائق ليستكشفوا كل اشارة وردت للاشتراكية في خطابات قرنق حتى يلقموا الواثق حجراً لأنه أدعى أن ليس للحركة ايديولوجية ، بل رؤية عملية لحل أزمة السودان . هؤلاء لا مُعتَبَر بهم عندنا ، ولهذا نتجه بالحديث للسيد المفكر ونقول إن الماركسية والاشتراكية ليستا تهمة يتبرأ منها الانسان ، كما ليستا وصَماً يعاب به. فالأولى منهج للتحليل ، والثانية مذهب في الاقتصاد ، وكلتاهما ليستا وظيفتين بيولوجيتين ، أو صفتين موروثتين . هما خيار سياسي . وأي متابع أمين لمسيرة الحركة يدرك جيداً أن البراجماتية هى الصفة الغالبة على تحليل قرنق للواقع لأنه ظل دوماً يتجاوب مع الواقع الذي يعيش فيه ، وذلك الذي يحيط به. فالايديولوجية عندما تستحوذ على الفكر تخدره وتحول بينه وبين النظر الى البدائل لأن أهل الايديولوجيات يفترضون دوماً أن لكل مشكلة حلاً في النظرية . وعلي أي ، فلو قال قائل اليوم ان بوريس يلستين ليس ديموقراطياً لأنه كان في عام 1990 أميناً للحزب الشيوعي في مدينة موسكو لرماه الناس بالهَبَل ، أي فقد القدرة على التمييز . أما الاشتراكية فأمرها أمر . كانت '' سعر سوق '' في دنيا السياسة ، بدءاً من الحزب الشيوعي السوفيتي ، وانتهاءً بالاتحاد الاشتراكي السوداني و الذي استمر ''إتحاداً اشتراكياً عظيماً'' حتى بعد الأسلمة . ولعلنا نحن ، ولا أحد غيرنا ، كان سيرمي الحركة بالغباوة ، لو تبنت تلك النظرية بعد سقوط آخر حصن فكري لها بسقوط الاتحاد السوفيتي . هذا لا يعني ، بالطبع ، الرضوخ لسياسات التحرير الاقتصادي الجائرة العمياء . ولعل نجاح نظام السوق الحر في الدول الغربية يعود الى قدرتها على تلطيف حدة الرأسمالية المتوحشة بتوفير الرفاه للطبقات الأدنى و الضمان الاجتماعي للجماعات المستضعفة مما قاد الى شيوع اسم الرأسمالية الاجتماعية في أدبيات السياسة والاقتصاد علي هذا المنهج الاقتصادي. كل ذلك ، في الأصل ، عراك في غير معترك ، بل هو محاولة لوضع الخصم في موقع الاصطياد ، ولكن هيهات . وقد كان من الممكن ان يصبح الحوار حول الأفكار مجدياً لو ابدى كل صاحب فكر رأيه كرأي لا كحكم قاطع لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه ، فالآراء تقبل الدحض والتفنيد ، ولا تثبت الا بدلائل موضوعية ، أياً كان مقام الكاتب أو المحدث . ونذكر أنه عندما أصبح الملك تشارلس رئيساً للجمعية الملكية ( البريطانية ) والتي تضم النوابغ من علماء بريطانيا ، نهد واحد منهم يقول : '' كيف يمكن لنا ان نعترض على رأي الرئيس الحجة ، أي الملك . وعندما نقول الرجل حجة (authority) في العلم ، فكأننا نقول إن رأيه لا يُعلى عليه . من ذلك اليوم قررت الجمعية الملكية ان تتخذ شعاراً لها (nullius inverba) ، أي '' لا حكم بناءً على كلام رجل '' ، فالأحكام العلمية تُبنى فقط على الحقائق.
    يبقى سؤال ثم تعقيب . السؤال هو: ان كان فيما تقنصه السيد الصادق في جيبوتي خلال يوم واحد '' فيلاً '' جسيماً ، فلماذا لا يرى فيما اصطاده غيره من الصيادين في نايفاشا بعد عامين من الحوار بازياً أشهب لا يتساوى البتة مع الرخم ؟ وأما التعقيب فهو ان هذا البازي الأشهب يمثل فرصة أخيرة لبقاء السودان موحداً ، و الفرص بروق . الذي يغفل تلك الفرصة لن نرميه بادمان الفشل فحسب ، بل ايضاً بالحساسية تجاه النجاح (.(Addiction to Failure and Allergy to Success )
                  

03-06-2007, 07:25 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: علي محمد علي)

    ثم يختم الدكتور حديثه في هذا المقال الطويل كعادته بالقول : (يبقى سؤال ثم تعقيب . السؤال هو: ان كان فيما تقنصه السيد الصادق في جيبوتي خلال يوم واحد '' فيلاً '' جسيماً ، فلماذا لا يرى فيما اصطاده غيره من الصيادين في نايفاشا بعد عامين من الحوار بازياً أشهب لا يتساوى البتة مع الرخم ؟ وأما التعقيب فهو ان هذا البازي الأشهب يمثل فرصة أخيرة لبقاء السودان موحداً ، و الفرص بروق . الذي يغفل تلك الفرصة لن نرميه بادمان الفشل فحسب ، بل ايضاً بالحساسية تجاه النجاح (.(Addiction to Failure and Allergy to Success ) )
                  

03-07-2007, 06:50 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: علي محمد علي)

    الأخ علي

    سلامات

    ومعك اتساءل ..

    اين فيل جيبوتي ؟؟؟

    واين حمار القاهرة ؟؟؟

    واين ارنب ابوجا ؟؟؟؟
                  

03-07-2007, 07:01 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: ahmed haneen)

    Quote: الخلاف ، في حقيقته ، بدأ عندما قرر حزب الأمة ، لاسباب أبداها ، ان يسلك التجمع طريق التفاوض مع نظام الانقاذ دون أي شروط مسبقة . هذا أمر رفضه التجمع ولم يقبله رئيس حزب الأمة ، بل ذهب بعده لوصف التجمع بـ '' القط الذي لا يحسن اصطياد الفيران '' . تبعاً لذلك ، قرر حزب الأمة ان يتجه منفرداً للتفاوض مع نظام الانقاذ في جيبوتي ، ومن ثَمَ كان الاتفاق على '' نداء الوطن '' . وتعبير النداء أُريد به ان يكون الاتفاق دعوة للتجمع ، بما فيه الحركة ، للانضمام الى ركب السلام . وقد بلغت ثقة السيد فيما أنجز خلال يوم واحد في جيبوتي حداً كبيراً دفعه للقول ، قبل عودته الى الخرطوم ، إنه حقق باتفاقه ذلك تسعين بالمائة من مطالب التجمع ، ثم أضاف: '' ذهبنا لنصطاد أرنباً فاصطدنا فيلاً '' .


    الاحبة في حزب الامة

    الاقتباس أعلاه جدير بالنقاش
                  

03-07-2007, 07:58 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: ahmed haneen)

    Quote: الأخ علي

    سلامات

    ومعك اتساءل ..

    اين فيل جيبوتي ؟؟؟

    واين حمار القاهرة ؟؟؟

    واين ارنب ابوجا ؟؟؟؟


    عزيزي احمد حنين ما احسن نسال الدكتور .
                  

03-07-2007, 09:52 AM

عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
<aعبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: علي محمد علي)

    الأخ العزيز تحياتي
    الشكر على هذا الموضوع القيم

    أقول لا أرنب ولا فيل اصطاده كلاهما!!!!
    وهذا المقال يوضح لنا الكثير من الحقائق، لكنه في نفس الوقت إشارة على بؤر الخلاف في السياسة السودانية، ودليلاً من أحد الساسة على عجز السياسة عن تحقيق ما يمكن أن يحققه الفن وتحققه الثقافة.
    لقد تعودنا من منصور خالد غزارة العلم، وسعة الاطلاع والقدرة الفائقة على التحليل.
    أراني أتفق معه في كثير من الحقائق العامة التي ذكرها عن السياسة وعلاقة السياسي بالمجتمع والدور الثقافي الذي يمكن أن يلعب إذا ما أتيح للثقافة أن تسير بصوة تلقائية.
    تحياتي
                  

03-07-2007, 08:05 PM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)

    الحبيب على
    عليك الله ممكن تسال لينا هذا منصور خالد
    تقول ليهو وينو طيب خروف نيفاشا
    هو فعلا لو فى خروف فى نيفاشا صحى صحى
    كان منصور خالد الاهو مستشار رئيس ومن المفترض يكون عندو مهام مكلف بيها
    لكن الظاهر انو دكتور منصور خالد اهتم بالكتابة وبالخلافات الشخصية اكثر من عمله مستشار للرئيس
    بالمناسبة خروف نيفاشا انبضح ولا لسه
                  

03-07-2007, 08:55 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: محمد عادل)

    د. منصور خالد .. إن أسوأ اليوتبيات هي الأمر الواقع ..
    محمد عبد الحميد mohamed19664@...
    قال احدهم في معرض مساجلة سياسية: (إن له عشق صوفي لكتابات الدكتور منصور خالد ) .. والحق إن كتابات الدكتور ذات قيمة لغوية عالية ، تطرب لها أذان مثقفي الستينات الذين يأسرهم جرس اللغة وجزالتها . كما أن لها وقع خاص أشبه ما يكون بالمسلمات عند أولئك الذين تكونت معارفهم في ظل شح المعلومة على عهد الديكتاتوريات السافرة التي كانت تضن بالمعلومة على امتداد عقود الستينات والسبعينات والثمانينات ، فقد كان استخراج المعلومة من ملفات وأضابير تلك العهود المشيدة بسياج من الأمن المفرط ضرباً من الحوى ، أو يتطلب الإتيان بها إما جنوداً مجندةً من الخلصاء الذين يعملون في تلك القلاع الحصينة وقد لا تخلو محاولاتهم من مجازفات مميتة ، أو امكانات استخبارية لا يملك لها ناصية إلا من تلقى تدريباً عالياً على وسائل جمع المعلومات في وكالة ذات سمعة دولية في هذا الشأن . ففي هذا المجال - جمع المعلومة الموثقة - فان الدكتور منصور خالد لا يشق له غبار . بيد أن إدارة المعلومة لا سردها في عالم اليوم قد أضحى علماً تفتح له الكليات ويستبق للتخصص فيه العباقرة الذين كان رصفائهم ذات يوم – عهد العقود الثلاث – يتزاحمون نحو العمارة والهندسة المدنية وغيرهما من التخصصات الهندسية . وتتبارى في تقانتها المؤسسات الربحية التي أوصلها اكتشاف هذا الكنز العظيم إلى أعلى عليين في الحصول على المال من خلال سلطانها .. فباتت مبذولة في الهواء عبر شبكة ال WAN تحوم في الفضاء العريض تقول لمن يريد أن يستفيد هيت لك . إن هذا التحول الكبير في عالم اليوم قد جعل أشياء عديدة تتداعى .. فالعلم لم يعد العلم الذي خبره فرا نسس بيكون ، ولا الثقافة عادت كتلك التي حلم بها جين بول سارتر ، و لا الذوق والجمال بشر به فريدريك هيغل ، ولا حتى السرقة باتت كتلك التي خبرها الهمباتا في أصقاع السودان بل لم يعد ما يبهر مثقفي الستينات هو ذاته الذي يبهر مثقفي اليوم ... فبلغيتس بعد أن غير وجه العالم اخذ يبحث عن تحقيق ذاته في مؤسسة غير ربحية ، وصناع الثقافة بدأوا يعملون على خيال قائم على خلق أسطورة الخوف بعد أحداث سبتمبر التي وجدوا فيها مادة سينمائية تسقط حكاماً وتنصب آخرين .. ورواد السرقة قد نبذوا العنف وجلسوا وراء الحواسيب الالكترونية يعبثون حتى بملفات وكالة الاستخبارات الأمريكية السرية لا لشئ الا لتحقيق الذات .. منهم البنغالي والبريطاني ومنهم من هو في شرخ الشباب ومنهم الايفاع الذين لم ينشبوا عن الطوق بعد . هذا هو عالم اليوم المحتشد بال hackers كما يحتشد بالمتطلعين لواقع أفضل .
    غير أن المتطلعين لواقع أفضل من أبناء السودان خاصة من الأجيال الصاعدة يعانون قدراً غير يسير من مصاب مستديم قوامه عقلية الاحتكار التي تصيب جيل الآباء من اللاعبين الأساسيين في الواقع السياسي ... وهو واقع أسوأ ما فيه أنه مختنق في العنق لا يعترف بالمعاش ولا يحيل إلى مقاعد البدلاء حتى من يهرم من لاعبيه ، أو حتى كل من استنفد أغراضه أو قال كل ما لديه . فالهرم وحده هكذا قد لا يكون مشكلة إلا عندما يبلغ صاحبه مبلغاً يصعب فيه معه تعلم ما هو مستجد أو مستطرف في واقع الحياة الدينامي . أما استيفاء الأغراض وقول كل ما لدى المرء فذلك هو الداء اللعين الذي أصاب معظم مثقفي الستينات ، فبالنظر إلى كتابات منصور خالد يجد المرء تكرار ممل جله دفاع عن الذات في نرجسية لا تعكس إلا (أنا) موغلة في الذاتية إن كان ذلك في كتاب ( لا خير فينا إن لم نقلها ) أو في ( السـودان والنفق المظلم ) أو في أوج تجلي تلك النرجسية في جزئي ( النخبة السودانية وإدمان الفشل ) أو في المساجلات العقيمة التي وصلت درجة من القبح غير اللائق على صفحات الصحف إن كانت مع د.الشوش أو مع الصادق المهدي أو حتى مع الطيب مصطفى قوام كل تلك الكتابات ( قلنا ، ابنا ، نحسبن ولا نحسبن ...الخ ) هذه الانوات الجمعية تتنافى مع ابسط قواعد اللغة العلمية التي يختفي فيها ضمير المتكلم واناه ورغباته بل حتى نوازعهم النفسية ، لتحل محلها الاطروحات المجردة حتى وان تنافت مع رغبات الكاتب الذاتية .
    إن هذه النرجسية تفقد كتابات الدكتور قيمتها العلمية وتجعلها مجرد استعراض لغوي لمجموعة معلومات مسخرة للدفاع عن ذات الدكتور لا لتشييد مشروع فكري تنويري .. وقد تتضارب هذه المعلومات بحسب الموقف الذي يحاول فيه منصور خالد أن يدافع به عن نفسه وموقفه ، مدعومة بتسلط لفظي من قبيل ( هذا كاتب مدقق وذاك حصيف وذلك نابه وآخر متعجل ) كأن رأي الدكتور هو المعيار الذي تقاس عليه كفاءة زيد أو عبيد في الكتابة حتى وإن تراءى للدكتور أنه يشابه القط أو القرد . وهذا أمر يتنافى أيضاً مع لغة الحوار وآدابه ، فتقويم الكاتب في العادة يعتمد على مدى عمق كتاباته وتمكنه من طرح فكرته ، والشواهد التي تدعم تلك الفكرة ، أما أن يجنح المرء إلى تقويم الأشخاص كما يفعل عادة منصور خالد فأن ذلك يصب في خانة شخصنة القضايا – وهو آمر كما يزعم هو من "عياء الحجة" ، وسبيل لتنصيب الذات كمرجع لقبول آراء هذا ورفض آراء ذاك .
    ينبري هذه الأيام منصور خالد في الحديث عن حساب الربح والخسارة عن السلام والتي تُنشر على حلقات في صحيفة الرأي العام .. ويركز فيها الدكتور ضمن أشياء اخرى على الدفاع عن أن اتفاقية السلام قد أسست " لتحول ديمقراطي " في السودان ، دون أن يقوم بتشريح حقيقي للقوى التي تؤسس لهذا التحول الديمقراطي . لم يتحدث الدكتور عن مكونات الحركة الشعبية الديمقراطية في مبناها الفكري ومن أين استمدت هذا المكون .. أمن جون استيوارت مِل أم من جون قرنق ؟! كما لم يعرض لهيكل المؤتمر الوطني في مبناه الفكري وكيف أن ذلك يجعله مرشحاً لقيادة تحول ديمقراطي وما هو ارث هذا الحزب في هذا المضمار ؟! ولماذا لم تشترك المعارضة – إن كانت قوية أو ضعيفة – في عملية هذا التحول علماً بأن التحول الديمقراطي كما يصفه برتراد بادي (هيكل غير مكتمل البناء) يسهم فيه المجتمع دون إقصاء أو تهميش . إن الزعم بأن اتفاقية السلام تعمل على خلق تحول ديمقراطي زعم تبطله نسب اقتسام السلطة والثروة بين طرفي الاتفاقية ، بل أن نزوع الحركة الشعبية لإقرار الاتفاقية بكيفيتها الحالية يؤكد أنها حركة جنوبية لا تعمل لصالح وطن متحد بل تؤسس لمحاصصة في قسمة الثروة والسلطة ليس بين الشمال والجنوب وإنما لكل أقاليم السودان ، وهذا مأزق جديد قد يحول السودان إلى دويلات ستكون في أحسن حالاتها كنفدراليات كما صار الوضع الآن بين الشمال الجنوب . إن أسوأ ما يحاول تصويره منصور خالد في عملية الربح والخسارة في عامي السلام هي إبرازه للأمر الواقع على أنه يوتبيا ، وللأسف فأنه ارتضى أن يتجول من خلالها مع الجنرالات في متاهتهم دون أن يكون قد أفاد فائدة ذات بال من تجربة انخراطه السابق في نظام جعفر نميري ، وكأن القدر قد حكم على الدكتور إلا يجد موطئاً له في دهاليز السلطة إلا من خلال متاهات الجنرالات
                  

03-08-2007, 03:42 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: Mohamed Doudi)

    ????????????/
                  

03-11-2007, 01:07 AM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: علي محمد علي)

    Quote: ومن الغريب أن يدرك قرنق الجنوبي ، لا الصادق الشمالي ، بحسه أهمية تلك الحضارة مما حمله على أن يطلق على عاصمة المناطق التي كانت تسيطر عليها الحركة في الجنوب القصي اسم كوش الجديدة (New Kush) ولعل وراء اختياره للأسم أيضاً رسالة للانغلاقيين الجنوبيين فحواها أن السودان الكبير الذي ينشد توحيده على أسس جديدة هو وطن ذو تاريخ مجيد.




    درر يا دكتور منصور
                  

03-11-2007, 05:13 PM

علي محمد علي

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور منصور خالد يرد في مقاله ال (21 ) على السيد الصادق المهدي ( النقيض والبغيض والعريض ) (Re: علي محمد علي)

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de